عجائب صفات النخلة والنوى في جوف الثمرة

[ابوالوليد المسلم]

عجائب صفات النخلة والنوى في جوف الثمرة
الشيخ صلاح نجيب الدق






عجائب النخلة:

تأمل هذه النخلة التي هي إحدى آيات الله، تجد فيها من الآيات والعجائب ما يبهرك:

(1) ثبات أصل النخلة في الأرض، واستقراره فيها.



(2) طيب ثمرة النخلة وحلاوتها، وعموم المنفعة بها.



(3) دوام لباس النخلة وزينتها، فلا يسقط عنها صيفًا ولا شتاءً.



(4) سهولة تناول ثمرة النخلة وتيسره،أما قصيرها فلا يحتاج المتناول أن يصعدها، وأما عاليها فصعوده سهل بالنسبة إلى صعود الشجر الطوال وغيرها، فتراها كأنها قد هيئت منها المراقي والدرج إلى أعلاها.



(5) ثمرة النخلة من أنفع ثمار العالم؛ فإنه يؤكل رُطَبه فاكهة وحلاوة، ويابسه يكون قوتًا وزيتًا وفاكهة، ويتخذ منه الخل والحلوى، ويدخل في الأدوية والأشربة.



(6) النخلة أصبر الشجر على مواجهة الرياح.



(7) النخلة كلها منفعة، لا يسقط منها شيء بغير منفعة؛ فثمرها منفعة، وجِذعها فيه من المنافع ما لا يجهل، للأبنية والسقوف وغير ذلك، وسعفها تسقف به البيوت مكان القصب، ويستر به الفرج والخلل، وخوصها يتخذ منه المكاتل والزنابيل، وأنواع الآنية والحُصر وغيرها، وليفها وكربها فيه من المنافع ما هو معلوم عند الناس.



(8) النخلة كلما طال عمرها، ازداد خيرُها وجاد ثمرها.



(9) قلب النخلة من أطيب القلوب وأحلاه، وهذا أمر خصت به دون سائر الشجر.



(10) النخلة لا يتعطل نفعها بالكلية أبدًا، بل إن تعطلت منها منفعة ففيها منافع أُخر، حتى لو تعطلت ثمارها سنة، لكان للناس في سعفها وخوصها وليفها منافعُ؛ (مفتاح دار السعادة لابن القيم جـ1 صـ270: 267).



النوى في جوف الثمرة:

تأمل حكمته سبحانه في إبداع العجم والنوى في جوف الثمرة، وما في ذلك من الحكم والفوائد، التي منها أنه كالعظم لبدن الحيوان؛ فهو يمسك - بصلابته - رخاوة الثمرة ورقتها ولطافتها، ولولا ذلك لشدخت وتفسخت، ولأسرع إليها الفساد؛ فهو بمنزلة العظم، والثمرة بمنزلة اللحم الذي يكسوه الله عز وجل العظام.



• ومنها أن في ذلك بقاء المادة وحفظها؛ إذ ربما تعطلت الشجرة أو نوعها، فخلق فيها ما يقوم مقامها عند تعطلها، وهو النوى الذي يُغرَس فيعود مثلها.



• ومنها ما في تلك الحبوب من أقوات الحيوانات، وما فيها من المنافع والأدهان والأدوية والأصباغ، وضروب أُخَر من المصالح التي يتعلمها الناس، وما خفي عليهم منها أكثر؛ (مفتاح دار السعادة لابن القيم جـ1 صـ264).