الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم شعائر الإسلام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12595 - عددالزوار : 218495 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 209 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 183 - عددالزوار : 62232 )           »          حديث قل آمنت بالله ثم استقم وقفات وتأملات كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 54 )           »          التغافل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          الطريق يبدأ من هنا.... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          دور القائد المسلم في إدارة الأزمات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          يا بنيّ إنني أمك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »          كيف تحاورين والديكِ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          أخطاء بسيطة لكن مُميتة ! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 46 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-04-2024, 10:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,235
الدولة : Egypt
افتراضي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم شعائر الإسلام

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم شعائر الإسلام – تطبيق الأمر بالمعروف يحفظ أمن الناس وإيمانهم



الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم شعائر الإسلام ومبانيه العظام حتى عده بعض السلف سادس أركان الإسلام والأمة محفوظة ما دامت مقيمة لهذه الشعيرة العظيمة ومتى أخلت بذلك فذاك اذان بهلاكها.
وقد تحدث مجموعة من المشايخ مبينين أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأثر ذلك في صلاح الأمة وسلامة أبنائها، وفي البداية تحدث الشيخ عمر بن علي الحماد مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة حائل فقال: أخبر الله تعالى أن هذه الأمة خير الأمم، لما ميّزها به واختصها بالخصائص الكثيرة التي لم تكن لغيرها.
ومن هذه الخصائص: أنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. وإن كانت هذه الخصلة موجودة في الأمم السابقة، لكنها لم تتميز بها كما تميزت بها هذه الأمة واستمرت عليها، فصارت سمة من سماتها. كما قال تعالى: {ُكنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (آل عمران: 110)، حيث مدح الله تعالى هذه الأمة وأخبر أنها خير الأمم التي أخرجها الله للناس، وذلك بتكميلهم لأنفسهم بالإيمان المستلزم للقيام بكل ما أمر الله به، وبتكميلهم لغيرهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المتضمن دعوة الخلق إلى الله وجهادهم على ذلك وبذل المستطاع في ردهم عن ضلالهم وغيهم وعصيانهم. ولقد تنوع خطاب القرآن في بيان فضل هذا الركن العظيم، وأهميته، فمن ذلك:
- أولاً: بيان فضل هذه الأمة وتميزها عن غيرها بسبب قيامها به كما تقدم.
- ثانياً: بيان أنه أهم ما اتصف به الرسول[، قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} (الأعراف: 157).
- ثالثاً: الأمر به على وجه الإلزام، كما قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (آل عمران: 104)، وقال رسول الله[: «مَنْ رأى منكم منكرًا فلْيُغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».
- رابعاً: التحذير من تركه، وبيان أن تركه سبب لحلول اللعنة والعقوبة، قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوه لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (المائدة: 78 - 79)، وروى أحمد عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: سمعنا رسول الله[ يقول: «إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقاب منه».
حوارات الغمز واللمز
ثم تحدث الشيخ يحيى بن عبدالرحمن الأنصاري إمام مسجد الإمام أحمد بحي السلام وأستاذ القرآن الكريم بمدرسة أبي عمر البصري لتحفيظ القرآن بالرياض فقال: إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة من أوجب فرائض الإسلام، وشعيرة من أعظم شعائره، وقد ذكر بعض العلماء أن فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي الركن السادس من أركان الإسلام، لقد شرق أقوام بسبب ما في قلوبهم من اتباع الهوى وحبِّ الشهوات، وطمسٍ لمعالم هذه الشعيرة العظيمة التي لولاها لهدم الدين، ولفسدت أخلاق الأمم فراحوا يتصيدون العثرات، ويحجِّمون الأخطاء، وأنتم ترون مع انعدام وجود الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كثير من بلدان العالم الإسلامي انتشرت المعاصي والمنكرات والفواحش، وظهر من يجاهر بمعصية الله ويعين على ذلك ـ نعوذ بالله من الخذلان.
الأخذ بأسباب الفلاح
إن المجتمع المسلم لا يحفظ بحفظ الله إلا إذا كان فيه من يقوم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولن يكون ذلك إلا بحرص الجميع على هذه الشعيرة المهمة، ومعلوم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل عظيم من أصول الشريعة، وركن مهم من أركانها، فإنه من أعظم حقوق كلمة التوحيد، وهو من آكد قواعد الدين، وأعظم واجبات الشريعة، وأظهر شعائر الله، وأحد الثوابت في التشريع الإسلامي، ولا صلاح للعباد والبلاد في معاشهم ومعادهم إلا بالقيام به، وإظهاره وتعظيمه وتكميله بحسب الاستطاعة، وعلى قدر التقصير فيه وإضاعته وإهماله يكون النقص وتحدث الفتن، ويظهر الفساد في الأرض، لهذا جعله الله من أعظم فرائض الدين وأوجبه على عموم المسلمين، كل حسب حالته وقدرته، ووصف سبحانه به المؤمنين الكُمَّل وأثنى عليهم بالقيام به، والتعاون عليه والتواصي به، وشهد لهم بأنهم خير الناس وأكملهم إيماناً، وأنفع الناس للناس، وأعظمهم إحساناً إليهم؛ لأنهم أمروا بكل معروف، ونهوا عن كل منكر، فأمروا بكل ما أمر الله به ورسوله، ونهوا عن كل ما نهى الله عنه ورسوله، في كل جانب من جوانب الحياة الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، وعالجوا كل مشكلات الحياة وأحوال الناس وفق شرع الله المطهر، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، فاتصفوا بالصلاح، وقاموا بأعظم مهمة في الإصلاح، وأخذوا بجميع أسباب الفلاح: {فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (الحجرات: 8). فكانوا خير أمة أخرجت للناس، والشهداء على الناس في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى في كتابه العظيم: {ُكنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (آل عمران: 110).
خشوع القلوب وتآلف النفوس
ثم تحدث الشيخ عبدالرحمن بن محمد الجارالله خطيب جامع العضيب بالرياض وأستاذ العلوم الشرعية فقال: صلاح الأمة والأمان لها من الفتن والفساد والضياع واختلال الأمن والاختلاف والفرقة لا يكون إلا بالقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، به تحقن الدماء وتصان الأعراض وتحفظ الأموال ويعيش الناس في خير به يحصل التمكين في الأرض ويستمر العطاء وتمتد قوة الأمة وصلتها بربها جلَّ في علاه، به تعم الخيرات واستمرار نزول الأمطار، ورخص الأسعار يقول الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ، الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (الحج: 40 - 41). بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تخشع القلوب وتتآلف النفوس وبتركه تكون فرقة الأمة وضعفها ونشاط أهل الباطل وأصحاب المنكرات والشهوات تظهر البدع وتختفي السنن والمصيبة الكبرى أن العقوبة هي اللعن كما لعن بنو إسرائيل قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} (المائدة، ويقول صلى الله عليه وسلم : «لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد السفيه ولتأطرنه على الحق أطراً أو ليوشكن الله أن يضرب قلوب بعضكم ببعض ثم يلعنكم كما لعنهم» فحذار حذار من ترك هذه الشعيرة العظيمة التي بها صلاح المجتمع وأمانه واطمئنانه. وبالله التوفيق.
سفينة النجاة
ثم تحدث الشيخ سعد بن عبدالله السبر إمام وخطيب جامع الشيخ عبدالله الجار الله بمدينة الرياض الداعية المعروف فقال: إنّ الإيمان بالله عزَّ وجلَّ والدعوة إليه والنصح والتعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والصبر وإشاعة الخير والفضيلة بين الناس ومحاربة الشر والرذيلة والفساد واستئصاله من المجتمع من أبرز سمات هذه الأمة، أمة محمد، يقول الله جلَّ وعلا: {كنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (آل عمران: 110)؛ لذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر القطب الأعظم في هذا الدين، والمهمة الكبرى للأنبياء والمرسلين والصالحين، وذلك لما يشتمل عليه من الفضل العظيم، والخير العميم، والفوائد والمصالح العاجلة والآجلة، ولما يترتب على تركه من استشراء الباطل، وانتشار الفساد وتفاقم المحرمات.
جاء في الصحيحين من حديث زينب بنت جحش رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعاً يقول: «لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه – وحلّق بأصبعه الإبهام والتي تليها - فقالت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث».
إذا كثر الخبث، فلا ينكر المنكر، ولا يؤمر بالمعروف، ويسري داء المنكرات في المجتمع سريان النار في الهشيم بلا أيد تحنّه، ولا
ألسنة توهنه، عند ذلك ترى الحال التي تستوجب العقوبة والهلاك، فلا تدري أيصبحها ذلك أم يمسيها.
بين الثواب والعقاب
ويضيف الشيخ السبر قائلاً: لنعلم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تارة يحمل على رجاء ثوابه، وتارة خوف العقاب في تركه، وتارة الغضب لله على انتهاك محارمه، وتارة النصيحة للمؤمنين والرحمة لهم ورجاء إنقاذهم مما أوقعوا أنفسهم فيه من التعرض لعقوبة الله وغضبه في الدنيا والآخرة تارة يحمل عليه إجلال الله وإعظامه ومحبته وأنه أهل أن يطاع ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر، وأنه يفتدى من انتهاك محارمه بالنفوس والأموال كما قال بعض السلف وددت أن الخلق كلهم أطاعوا الله وأن لحمي قرض بالمقاريض، وكان عبدالملك بن عمر بن عبدالعزيز يقول لأبيه وددت أني غلت بي وبك القدور في الله تعالى وكان عمر بن عبدالعزيز يقول - رحمه الله – يقول ياليتني عملت فيكم بكتاب الله وعملتم به فكلما عملت فيكم بسنة وقع مني عضو حتى يكون آخر شيء منها خروج نفسي، قال الإمام الغزالي – رحمه الله -: «إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في الدين، وهو المهمة التي ابتعث الله لها النبيين أجمعين»، وقال ابن حزم: «اتفقت الأمة كلها على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بلا خلاف من أحد منها».
وقد عدّه عمر بن الخطاب رضي الله عنه شرطاً رئيساً في الانتماء إلى صفوف هذه الأمة، فقد قرأ قوله تعالى: {كنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (آلعمران: 110)، ثم قال: «أيها الناس من سره أن يكون من تلك الأمة فليؤد شرط الله فيها»، وقال الإمام النووي: وأما قوله: «من رأى منكم منكراً فليغيّره» فهو أمر إيجاب بإجماع الأمة، وقد تطابق وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الكتاب والسنة وإجماع الأمة».
ولنعلم أن بتحقيق تلك الشعيرة تتحقق الخيرية الموعودة بكتاب الله تعالى: {كنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (آل عمران: 110)، وفشوها في المجتمع دليل إيمانه ومعدنه النقي: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (التوبة: 71).
وإن ضعف هذه الشعيرة في مجتمع، لا يقف عند حدود هذا الضعف، بل المصيبة في ذلك مضاعفة؛ حيث ينتج عن ذلك لا محالة قوة شديدة في الدعوة إلى المنكر وإبرازه وإحداث الحصانة له، بل يصل الأمر إلى الإكراه عليه، وتنتج عنه أيضاً حرب للمعروف وإيذاء لأهله. وهكذا بقدر ما يكون الضعف يكون ما يقابله حتى تصبغ بالمجتمع حال النفاق والمنافقين كما أخبر الله تعالى بقوله: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (التوبة: 67).
وتأتي حجة باعثها التقاعس عن تلك الشعيرة أو محاربتها، وذلك أن المرء عليه بنفسه وصلاحها، ولا يلتفت إلى مخالفات الآخرين فإن ذلك لا يضر به فالضرر على أصحابها فقط، ثم يستدل بقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} (المائدة: 105).
ولو تأمل الآية بتمامها لما نطق بالاحتجاج بها على رأيه هذا، فالله تعالى يقول: إذا اهتديتم فأين الاهتداء إذا عطّل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقد تصدى الصديق لهذه الشبهة فقال: «يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية: {يّا أّيَهّا الذٌينّ آمّنٍوا عّلّيكم أّنفسّكم لا يّضرَكم مَّن ضّلَّ إذّا اهتّدّيتم}، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمّهم الله بعقاب منه» رواه أبو داود والترمذي والنسائي.
ويأتي آخر ويوهن من قدر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله والصدع بالحق بحجة أن ذلك موجب للفتنة والبلاء، وقد يُتسلط بسبب ذلك على الصالحين.
فتضعف هيبتهم في قلوب الناس، ولا يؤخذ منهم قول ولا رأي، فسبحان الله، أي دعوة صادقة قامت من غير ابتلاء، وصعاب يلاقيها أصحابها، هل سلم من ذلك الأنبياء حتى يسلم منه غيرهم؟!
ولكنه خلودٌ إلى بعض المتاع، ولو مست أي مصلحة من مصالحه لأقام الدنيا وأقعدها ولم يبال أتكلم به فلن، أو ترصد له فلان.
وفي أمثال هؤلاء يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضيع، ودينه يترك، وسنَّة رسول الله[ يُرغب عنها وهو بارد القلب! ساكت اللسان! شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق.
وهل بليّة الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياستهم فلا مبالاة بما جرى على الدين، وخيارهم المتحزن المتلمظ، ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله: بذل وتبذّل، وجدّ واجتهد، واستعمل مراتب الإنكار الثلاث بحسب وسعه.
وهؤلاء مع سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم قد بُلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون، وهم لا يشعرون وهو موت القلوب، فإن القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى وانتصاره للدين أكمل.


اعداد: الرياض – د• عقيل العقيل




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.03 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.92%)]