نصائح لمن أراد النجاح - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         عقد مودة ورحمة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          16طريقة تجلب بها البركة لبيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          ألا تشعرين بالحر ؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          المرأة عند الإغريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          القاضي الفارس الفرج بن كنانة وأسد بن الفرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          مجموع الأثبات الحديثية لآل الكزبري الدمشقيين وسيرهم وإجازاتهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من مواعظ الإمام سفيان الثوري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          أولادنا... هل نستوعبهم؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الشَّبَابُ وَرَمَضَان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          هل في الشر خير؟ دروس من قصة الإفك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 04-06-2009, 12:06 AM
الصورة الرمزية إكرام أحمد
إكرام أحمد إكرام أحمد غير متصل
مشرفة الملتقى العام
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
مكان الإقامة: الجزائر
الجنس :
المشاركات: 4,886
الدولة : Algeria
افتراضي رد: مفتاح النجاح ( للشيخ عائض القرني)

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بارك الله فيك اختي الكريمة
على نقلك الهادف

في إنتظار الجزء الثاني
__________________

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 05-06-2009, 02:50 PM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
افتراضي رد: نصائح لمن أراد النجاح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله مرورك الطيب
اختي الكريمة
نور النهار
شكرا لك
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 05-06-2009, 02:51 PM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
افتراضي رد: نصائح لمن أراد النجاح

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله مرورك الطيب
اختي الغالية
ارام احمد
شكرا لك
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 05-06-2009, 02:54 PM
الصورة الرمزية &مجد الاسلام&
&مجد الاسلام& &مجد الاسلام& غير متصل
عضو مبدع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
مكان الإقامة: مع الغرباء
الجنس :
المشاركات: 1,108
الدولة : Palestine
افتراضي رد: نصائح لمن أراد النجاح

جزاكي الله خيـــــــرا اختي الكريمه
__________________
كن صديقا للجهاد ,,, واجعل الايمان راية ,,,
وامضي حرا في ثبات ,,, انها كل الحكاية ,,,
وابتسم للموت دوما ,,, ان يكن لله غاية ,,,


إن تصبري يا نفس حقاَ ترفعي
في جنة الرحمن خير المرتعي
إن الحياة وإن تطل يأتي النعي
فإلى الزوال مآلها لا تطمعـــي
إلا بنيل شهادة فتشفعــــــــــي
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 05-06-2009, 02:56 PM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
افتراضي رد: نصائح لمن أراد النجاح

الفصل الثاني





همة تناطح الثريا





قال تعالى: )لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ) (المدثر:37)، وقال:)وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ)(الحج: من الآية78)، وقال: )وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ )(آل عمران: من الآية133)، وقال: )وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) (الواقعة:10)، وقال:) وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)(المطففين: من الآية26)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍ خير، أحرص على ما ينفعك واستعن بالله )، وقال: ( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني )، وقال: ( اغتنم خمساً قبل خمس، شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وغناك قبل فقرك، وحياتك قبل موتك)...
وقال لأحد لأصحابه: ( أعني على نفسك بكثرة السجود)، وقال لآخر: ( لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله )، وكان يقول: ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من البخل والجبن، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)، وقام من الليل حتى تفطرت قدماه وربط الحجر على بطنه من الجوع، وربما صلى أكثر الليل، وصبر على الإيذاء، والسب والشتم والطرد من الأوطان والجراح في المعركة والجوع، وجاهد أعداء الله من مشركين ويهود ونصارى ومنافقين، وكان أعظم الناس جهاداً وأحسنهم خلقاً، وأجلهم إيماناً، وأسدهم رأياً وأنبلهم كرماً، وأكرمهم نفساً، وأطيبهم عشرة، وأشجعهم قلباً، وأسخاهم يداً وأكبرهم همة، وأمضاهم عزيمة، وأكثرهم صبراً صلى الله عليه وسلم...
وصبر معه أصحابه أجل الصبر،وجاهدوا أحسن الجهاد، فوقفوا مواقف تشيب لها الرؤوس، فضحوا بأموالهم وأنفسهم، وقدموا الغالي والرخيص في سبيل الله، ولقوا الألاقي في مرضاته، فنكل بهم من أعدائهم، فمنهم من قتل ومنهم من جرح، ومنهم من قطعت أعضاؤه ومزقت أطرافه، وأكلوا من الجوع ورق الشجر، وسحب بعضهم على الرمضاء، وحبس البعض، هذا وهم صامدون، مجاهدون، يستعذبون من أجل دينهم العذاب ويستسهلون الصعاب، ويتجرعون الغصص .
فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه ينفق ماله كله في سبيل الله، ويهب عمره كله لمرضاة الله، فهو المصلي الصائم المنفق المجاهد المضياف الجواد البار الصادق الذاكر العابد القانت، الأواب، حتى أنه ليدعى من أبواب الجنة الثمانية يوم القيامة لكثرة فضائله وإحسانه، وهو رفيق الرسول صلى الله عليه وسلم في الهجرة، وصاحبه في الغار، ما تخلف عن غزوة ولا تأخر عن معركة، بل هو السباق الأول إلى الإسلام، والهجرة والجهاد، والبر التقوى، وما استحق كلمة الصديق ولا تاج القبول ولا وسام البر إلا بعد جهاد عظيم وخلق مستقيم وفضل عميم...
وهذا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بلغ الغاية في الزهد والورع مع ما سبق له من المقامات الجليلة في الإيمان والتضحية والهجرة والجهاد، والإنفاق مع خشية لربه، ومراقبة لمولاه، وعدل في رعيته، وضبط لشئون المسلمين وإتقان لعمله في الخلافة مع الصديق في السر والعلن، والإنصاف في الغضب والرضى، مع ما كان عليه من الفقه في الدين والاجتهاد في معرفة الوحي، واستنباط الحكم من النصوص ..
وهذا عثمان بن عفان ذو النورين رضي الله عنه الذي سارع إلى الاستجابة لله ولرسوله فأسلم قديماً، ولزم الرسول صلى الله عليه وسلم مع العسر واليسر، فصدق مع الله في جهاده وهجرته وإنفاقه فجهز جيش العسرة، واشترى بئر رومة، وأوقفها على المسلمين، ومهر في القرآن وجوده حتى كان يتهجد به أكثر الليل مع الحياء من الله والسعي في مرضاته، مع صدق اللهجة وكرم النفس، وطهر الضمير وحمد السيرة...
وهذا على بن أبي طالب أمير المؤمنين أبو الحسن رضي الله عنه كان سيد الشجعان، ورائد الفرسان حضر المعارك، وجالد بسيفه، وقتل الأقران، فكان ميمون النقيبة، مبارك السيرة، طيب السريرة، مع ما كان عليه من علم غزير وفهم ثاقب، وفصاحة مشرقة وشجاعة متناهية، وزهد عظيم وإقدام وتضحية وهمة ومضاء، وعزيمة وإباء، حتى استحق هذه المنزلة بجدارة، وتأهل للمجد بحق...
وهذا أبي بن كعب سيد القراء، جمع القرآن وأتقنه وحفظه، وضبط فعلم، وعلم وصدق ونصح حتى صار آية في هذا الفن، ومرجعاً في هذا الباب...
وهذا الزبير بن العوام أحد العشرة، أصيب في كل شبر من جسمه في سبيل الله، فكان حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفيقه في الجنة...
وسعد بن أبي وقاص أحد العشرة وخال الرسول صلى الله عليه وسلم صدق الله فكان مجاب الدعوة، ثابت القلب، فنصره الله على أهل فارس، ورفع به رأس كل مسلم، وكبت به أعداء الله فكان الأسد في براثنه...
وعبد الرحمن بن عوف أحد العشرة تصدق بقافلة في سبيل الله بجمالها وحمولتها طلباً لمرضاة الله، وأنفق في كل عمل راشد مبرور...
وهذا ابن عباس حبر الأمة، وبحر الشريعة وترجمان القرآن، جد في طلب العلم وحرص عليه غاية الحرص وبلغ النهاية في فهم الوحي، وتصدر لتعليم الناس، فكان عجباً في حفظه، وفهمه وبيانه وكرمه وسخائه، حتى صار إماماً للناس لما صبر وجاهد وعلم وتعلم...
وهذا معاذ بن جبل، إمام العلماء طلب العلم من معلم الخير صلى الله عليه وسلم وعمل بما علمه الله فكان مثل العالم العامل المنيب المخبت الزاهد العابد، ودعا إلى الله وعلم عباده، وجاهد في سبيله، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، مع فقه عميق وخلق كريم، ورفق بالناس، وسخاء بذات يده...
وأبو هريرة سيد الحفاظ، جمع الحديث حفظاً وبلغه الأمة صدقاً فكان الحافظ الأمين حقاً، قسم ليله للعبادة وتذكر الحديث والنوم، اشتغل بتعليم الناس مع الفتيا والوعظ والجهاد، والتعليم، وما ذاك إلا لسمو همته، ومضاء عزيمته، وقوة نفسه...
وهذا خالد بن الوليد سيف الله المسلول كتب اسمه في سجل الخالدين بحروف من النور، وخلد ذكره في ديوان الفاتحين بأسطر من ضياء، نصر الإسلام بسيفه، وخاض غمار المعارك، يعرض نفسه الأخطار، ويقدم روحه في راحته، مستهيناً بالمصاعب، حتى صار مضرب المثل في الفداء والتضحية وسمو القدر وجلالة المنزلة، وارتفاع المحل...
وسعيد بن المسيب سيد التابعين، ما فاتته تكبيرة الإحرام مع الإمام ستين سنة، وكان يمضي ثلاثة أيام مسافراً في طلب الحديث الواحد، وغالب جلوسه في المسجد، وكان مرجع الناس في الفتيا وتعبير الرؤيا، مع قيام الليل، والقوة في ذات الله، والغيرة على محارم الله، والصدق والزهد والإنابة، والسخاء والهيبة والعلم الراسخ...
وعطاء بن أبي رباح، المولى الأسود، رفعه الله بالعلم، مكث في الحرم ثلاثين سنة يطلب العلم، ثم صار مفتي الناس مع تقشفه، وإخلاصه وورعه، وتبحره وإتقانه في الرواية، وفقهه في الدراية، فصار إماماً للناس...
والحسن البصري المولى، جاهد في طلب العلم ومعرفة السنة، والصبر على الاشتغال بالأثر، مع ما رزقه من فصاحة ورجاحة، وملاحه فصار كلامه دواء للقلوب، ووعظه حياة للنفوس، وهو في ذلك واحد الناس زهداً وتواضعاً وإنابة، وخشية وورعاً، واستقامة، حتى رفعه الله في المحل الأسمى، وبوأه المكان الأعلى...
والزهري محمد بن شهاب حافظ السنة، وإمام الناس في الحديث، طلب العلم مع الفقر والحاجة، وصبر وثابر وارتحل إلى العلماء، واعتنى بالحديث فصار أحفظ أهل زمانه، مع فقه ودراية وسخاء حاتمي، وكرم سارت به الركبان، فاستحق أن يكون أسمه في دواوين السنة مرموقاً وفي القلوب منقوشاً...
وعامر الشعبي، الإمام الجامع للعلوم، كان قديم السلم وافر الحلم، كثير العلم، تبحر في السنة، وبرع في الأدب، مع ذهن وقاد، وقلب ذكي، وفهم ثاقب، حتى صار رسول خليفة عبد الملك إلى ملك الروم لعلمه وفهمه وبديهته، وفصاحته ونبله، وقوة شخصيته، وهو الذي يقول: " ما كتبت سوداء في بيضاء وما استودعت قلبي شيئاً فخانني، أي ما نسي علماً" ويقول: " لو أنشدتكم شهراً كاملاً شعراً ما أعدت بيتاً من غزارة حفظه"...
وأبو حنيفة الفقيه الكبير، اجتهد في طلب العلم، ورزقه الله فهماً وذهناً خصباً، حتى صار الناس في الفقه عيال عليه، فقعد واستنبط، وصدف عن الدنيا، وأعرض عن المناصب، وفرق من القضاء، واكتفى ببيع البز، مع عبادة وزهد وخشوع وصدق وذكاء منقطع النظير...
ومالك بن أنس إمام دار الهجرة، صاحب الموطأ الذي فاق الناس عقلاً، وأنفق عمره في طلب الحديث، حتى شهد له سبعون عالماً أنه أهل الفتيا، فصارت تضرب إليه أكباد الإبل، وتشد إليه الرحال، حباه الله بجلاله ووقار مع حسن سمت وجمال مظهر وسلامة مخبر...
والشافعي إمام الآفاق الذي قعد القواعد، وأصل الأصول، سخر جسمه ووقته في طلب العلم، فحل وارتحل، وجال وصال حتى ضرب بعلمه الأمثال، وصار كالشمس للبلدان، والعافية للأبدان، مع صبره وشكره وزهده، وأدبه وفصاحته، ونبوغه، وعلو همته، ورجاحة عقله وسعة معارفه...
وأحمد بن حنبل إمام السنة، وقامع البدعة، وبطل المحنة، طاف الأقطار وقطع القفار وجمع الآثار، مع الجوع الشديد والتعب المضني والفقر المدقع، والزهد الظاهر ثم ابتلاه الله بالمحنة، فحبس وجلد فما أجاب، فرفعه الله لعلمه وصبره وصدقه، حتى أصبح ذكره في الخالدين، وصار إماماً للناس أجمعين ..
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 05-06-2009, 03:03 PM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
افتراضي رد: نصائح لمن أراد النجاح





الفصل الثاني تتمة






همة تناطح الثريا





وعمر بن عبد العزيز الخليفة الزاهد العابد المجاهد، مجدد القرن الأول، عزف عن الدنيا وأعرض عن الشهوات وأقبل على العلم والعبادة والزهد والعدل، فأقام الله به السنة وقمع به البدعة، وأنار به طريق الإصلاح وجدد به معالم الفلاح، فهو إمام هدى، وعالم ملة، ورباني أمة...
وسفيان الثوري زاهد زمانه، وعالم دهره، زهد في الفاني وأقبل على الباقي وحفظ الحديث، وجود الزاد، وأفتى وعلم وأمر ونهى ووعظ، ونصح بنية صادقة وعزيمة ماضية، وهو مع ذلك يحفظ أنفاسه ويربي جلاسه حتى أتاه اليقين...
وعبد الله بن المبارك الذي جمع الله له المحاسن، فهو العالم العامل الزاهد العابد المجاهد المحدث الحافظ الغني المنفق الأديب الفصيح، طيب الذكر، عظيم القدر، منشرح الصدر دأب في الخير وصبر على التحصيل، وداوم على الفضائل، حتى جعل الله له من القبول ما يفوق الوصف...
والإمام البخاري صاحب الصحيح، فتح الله عليه في العلم، فوصل الليل بالنهار في طلب الآثار حتى صار إمام الأقطار، فضرب بحفظه المثل، مع المعرفة التامة والفهم الدقيق، يزين ذلك خلق كريم وزهد مستقيم ثم ترك ميراثاً مباركاً في العلم في كتابه الصحيح الذي هو أجل كتاب بعد القرآن، فجزاه الله عن الأمة أفضل الجزاء، وأنزله الفردوس الأعلى...
وقس على هذا الإمام مسلم صاحب الصحيح ومصنفي الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم من المحدثين الأخيار أهل الهمم الكبار...
وانظر لسيبويه، إمام النحو الذي طاف البوادي وشافه العلماء، ثم ألف كتابه المسمى بالكتاب، فصار أعظم كتاب في النحو، وصار من بعده من النحاة عالة عليه، فاستحق الثناء واستوجب الشكر، ونزل منزلة سامية عند أهل الإسلام، لفرط ذكائه ولبراعته، ومئات النحاة تزينت بهم الكتب وأشرقت بهم المجالس، ولولا الإطالة لأشرت لكل واحد منهم، وإنما أكتفي بالأعيان ومن له ذكر وأثر وتفرد وتميز...
وهذا محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير، جمع الفنون وصنف التصانيف، وحاز قصب السبق في تفسير كتاب الله حتى صار شيخ المفسرين، وصار كتابه أعظم كتاب في هذا الفن، فتداوله الملوك، وتباشرت به الأقطار، ونهلت من فيضه الأجيال، فهو مرجع كل مفسر، ومعتمد كل عالم لكتاب الله تعالى...
وهذا ابن حبان صاحب الصحيح، المحدث الأعجوبة الذكي العبقري اللوذعي، طاف البلدان، وهجر الأوطان، وبرع في هذا الشأن، حتى روى عن ألفين من الشيوخ، ومن شاء فلينظر إلى كتابه الصحيح وكتبه الأخرى .. فإن فيها من التبحر والدقة والبراعة ما يفوق الوصف...
ومن الأئمة الكبار أبو اسحق الشيرازي الفقيه الشافعي صاحب المؤلفات الذائعة الشائعة، الماتعة النافعة، كان يكرر درسه مائة مرة، ويعيد القياس ألف مرة، حتى نحل جسمه من علو همته، وقوة عزيمته، وفيه يقول الشاعر:
تراه من الذكاء نحيل جسم
عليه من توقده دليل
إذا كان الفتى ضخم المعالي
فليس يضيره الجسم النحيل
ومن الفلاسفة الأذكياء وأهل المنطق والأطباء ابن سيناء الرئيس، فإنه برع في فنونه، وسهر الليالي في مذهبه، وجد وحصل وثابر وواصل، حتى صار يضرب بهمته المثل، وكان يكتب كل يوم كراسة، وصار أعجوبة الأعاجيب في تخصصه، وأحد أذكياء العالم على فسادٍ في مذهبه...
والفارابي الفيلسوف كان بزي جندي، انصب وانكب على كتب اليونان حتى رسخ فيها، وأدمن النظر في ضوابطها حتى أتقنها، وصار من أكبر الفلاسفة لصبره وهمته، وجلده، فيما توجه له من مذهب ..
والرازي الفخر صاحب التفسير جمع فأوعى، وصنف وألف، ودرس ووعظ، وخطب وكتب وصار عين زمانه وقريع دهره في بهجة مع الأبهة والفخامة الدنيوية والثراء الفاحش والله الموعد ..
ومن العلماء الربانيين الإمام النووي مات في سن الأربعين، لكنه ترك علماً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وحسبك برياض الصالحين، وهذا الإمام واصل ليله بالنهار وصام وقام، وسطع ولمع، وجمع في العلم، وهجر الكرى، وجد في السرى، حتى اعتزل الزواج ليتفرغ للعلم، فأتى فيه بالعجب العجاب...
وشيخ الإسلام وعلم الأعلام ابن تيميه سيد العلماء وكبير الفقهاء، جد في الطلب فحاز الرتب، حقق ودقق ووثق، ودرس وخطب، وأفلح حتى صار مجدد قرنه، ومصلح زمانه، وترك من التأليف ما يفوق الوصف براعة، وحسناً وأصالة، وعمقاً، فهو حقيقة مضرب المثل للعالم الرباني، العامل بعلمه زهداً وخشية وإنابة وجهاداً وصدقاً وتواضعاً وكرماً وشجاعة وإمامة، وما حصل على هذا الفضل بعد فتح الله وكرمه إلا بصبر وجلد، وسهر وتعب، ومشقة ونصب، لأنه كان ذا همة عارمة، لا تقبل الأدنى، وعزيمة صارمة لا ترضى بالدون، فبز علماء عصره، وصار المرجعية الكبرى للفتيا، فهو قصة سارت بها الركبان وأعجوبة قل أن يرى مثلها الزمان...
وتلميذه ابن القيم صاحب التصنيف المبارك البديع، الذي استفاد منه الموافق والمخالف، مع حسن لفظ، وبراعة إنشاء وقوة حجة، وصحة برهان ورسوخ علم، وعمق فهم، وكان هو في نفسه ذاكراً شاكراً صابراً صواماً قواماً عابداً زاهداً...
وابن رجب الحافظ المجتهد، كتبه خير شاهد على علمه، وفهمه وتبحره، وله جهد مبارك مشكور في شرح الأحاديث وإخراج كنوز الآثار بل لا اعلم عالماً له من البراعة مثل ما لهذا العالم الكبير...
ومنهم حافظ الدنيا في زمانه ابن حجر، صاحب فتح الباري الذي شرح فيه صحيح البخاري فقد دبجه في خمس وعشرين سنة، وصنف المقدمة في سبع سنوات، فأتى بما يذهل العقول ويدهش الألباب، مع عشرات من المجلدات غير ذلك، وكان دائم التحصيل والتأليف والتدريس لا يكل ولا يمل ولا يفتر، حتى أصبح خاتمة الحفاظ، وسيد الجهابذة، وشيخ المحدثين، ومن شاء أن يعرف هذا الرجل فلينظر في الفتح، فلا هجرة بعد الفتح...
ومنهم السيوطي جامع الفنون، وحائز قصب السبق في التأليف والتصنيف، وقد اعتزل في الأربعين، وترك تراثاً ضخماً من المؤلفات النافعة الذائعة...
وقبلهم ابن الجوزي واعظ الدنيا، أكبر مؤلف في كثرة ما ألف فقد ألف قرابة ألف مصنف، ما بين كتاب ورسالة، وشغل وقته بطلب العلم والحفظ والتفقه، والتصنيف والتدريس والوعظ، حتى أصبح حديث الركب، وقصة الزمن، وأعجوبة الدهر، فصاحة ونباهة وعلواً...
ومن أهل الهمم القوية والعزائم المرضية السلطان نور الدين محمود زنكي، الإمام العادل الخاشع العابد، الزاهد المجاهد الصوام القوام، الذاكر الشاكر الصابر الفريد، صاحب الرأي السديد والنهج الرشيد، عدل في الرعية وحكم بالسوية، وهجر الدنيا والدنية، ورزقه الله الشهادة بعد عمر حافل بالصالحات والخيرات...
ومنهم صلاح الدين الأيوبي فاتح القدس وهازم الصليب، وناصر الملة، ومقيم العدل، مع تقوى وديانة وخشية وأمانة، رفعه الله بالإخلاص ونصره بالصدق، وفتح عليه في الجهاد دوخ الأعداء ونشر الملة السمحاء، وجد في طلب العليا بهمة علياء...
ومثلهم مضى القادة الفاتحين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه بجمعهم الهمة والصبر، مع صدق العزيمة وقوة الإرادة وسمو القدر...
ومنهم مجدد الإسلام في هذا الزمان الإمام محمد بن عبد الوهاب، الذي جدد الله به دينه، ونصر به شرعه، وأعلى به كلمته وهو الذي دعا إلى التوحيد، وهدم الأوثان، وأزال الشركيات، وصحح المعتقد، وجاهد في الله حق جهاده بعزم أمضى من السيف، وهمة أقوى من الدهر، وصبر عظيم وإخلاص وتضحية، حتى رفع الله محله، وأعلى قدره، ورفع ذكره، وكبت أعدائه، فاستحق كلمة الثناء، ومنزلة الإمامة، ورتبة الربانية...
وممن عاصرنا ورأينا وجالسنا وعرفنا سماحة الإمام العالم العامل الشيخ عبد العزيز بن باز جامع الميمات الثلاثة، ميم العلم وميم الحلم وميم الكرم ، وكان إماماً في السنة على هدي السلف، محدثاً فقيهاً عالماً مربياً رفيقاً بالناس رحيماً متواضعاً صبوراً يقوم بأعمال يعجز عنها نفر من الرجال .. فكان يعلم ويفتي ويراجع الكتب ويرسل الرسائل للأفاق، ويشفع ويضيف وينصح، ويعظ ويحاضر ويحضر المؤتمرات، مع زهد وخلق وسماحة، وذكر وتهجد وصدقات، وإصلاح بين الناس وأمر بمعروف ونهي عن منكر وصبر على أذى وشفقة على المساكين، ورحمة بالفقراء وحب لطلبة العلم...
ولا ننس الإمام الفقيه العلامة الزهد محمد بن عثيمين كان فقيهاً ذكياً ألمعياً عالماً، علم وأفتى ودرس بصبر وحكمة ورفق، وأتقن عدة فنون شرعية، وواصل التعليم والإفتاء حتى طبق اسمه الآفاق، مع صدوف عن المناصب وزهد في المراتب، وإعراض عن الدنيا، وترك طلاباً نجباء وكتباً هي غرة عيون العلماء، صحة في المعتقد، وقوة في الحجة، وجمالاً في الأسلوب...
وكذلك محدث العصر وعلامة السنة في زمانه، الشيخ الإمام محمد ناصر الدين الألباني، صاحب المصنفات المشهورة، والرسائل النافعة، قضى عمره كله ليله ونهاره في خدمة السنة، تصحيحاً وتضعيفاً وجرحاًَ وتعديلاً، وكان على هدى السلف مع اهتمام بشؤون المسلمين وقضاياهم في مشارق الأرض ومغاربها...
ومحمد الأمين الشنقيطي، الإمام الحافظ الأصولي المفسر النظار اللغوي، حافظ وقته، وكان يلقي الدرس ارتجالاً فيأتي بالعجب العجاب، لجودة ذهنه وصفاء خاطره، وقوة حفظه، حتى انبهر منه العلماء وصار مضرب المثل للأذكياء...
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 05-06-2009, 03:04 PM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
افتراضي رد: نصائح لمن أراد النجاح




يتبع مع الفصل الثالث ان شاء الله
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 98.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 93.98 كيلو بايت... تم توفير 4.62 كيلو بايت...بمعدل (4.69%)]