أنت والنجوم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4402 - عددالزوار : 844366 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12269 - عددالزوار : 202758 )           »          سنن وآداب يوم العيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          خطبة عيد الفطر المبارك 1445هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          ما يشرع فعله ليلة العيد ويوم العيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          خطبة عيد الفطر 1445 هـ أهمية الوفاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          وصايا العيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          خطبة عيد الفطر المبارك 1445 هـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          خطبة العيد 1445 هـ (سبحانه وبحمده) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          خطبة عيد الفطر (1445 هـ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-10-2020, 12:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 132,905
الدولة : Egypt
افتراضي أنت والنجوم

أنت والنجوم


نجلاء جبروني





في بيتنا كاهن!

الجزء الثاني

(أنت والنجوم)



في أحد برامج الفتوى اتصلَتْ على الشيخ تسألُه، قالت: تقدَّم لخطبتي شاب صاحبُ مركز مرموق، ومن عائلة معروفة، لكني اكتشفت أنه من مواليد برج الجوزاء، وأنا برجي السرطان، وإذا تزوَّجنا لن يحصل توافقٌ بيننا، فماذا أفعل؟!

وهكذا يتعلق بعض الناس بالأبراج والنجوم ويعتقدون أنها تؤثر في حياتهم ومستقبلهم، وهو ما يسمى بعلم الأبراج والحظ والطالع، وهم لا يعلمون أنه من أعمال الجاهلية، التي جاء الإسلامُ بإبطالها؛ لِمَا فيه من التعلق بغير الله تعالى، واعتقاد الضر والنفع في غيره، وتصديق الكهنة والمنجِّمين الذين يدَّعون علم الغيب.

والبعض يقول: كيف ذلك، وهو علم قائم، تُفرد له أبواب الصحف والمجلات، وتُخصَّص له برامج وقنوات؟
الحقيقة أن الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية، هو من التنجيم المحرَّم؛ لأنه:
أولًا: علمٌ باطل مبنيٌّ على أوهام لا حقيقة لها؛ إذ لا علاقة لما يحدث في الأرض بما يحدث في السماء، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، عندما انكسَفَتِ الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك يوم مات ولده إبراهيمُ، فقال الناس: إنما انكسفت الشمس لموت إبراهيم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى بالناس صلاة الكسوف، ثم قام فخطب الناس، فأثنى على الله بما هو أهلُه، ثم قال: ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموها فافزعوا للصلاة))[1]، فأبطل النبيُّ صلى الله عليه وسلم هذا الاعتقاد؛ أن لهذه النجوم والأبراج ارتباطًا بما يحصل على الأرض.
ثانيًا: هو نوع من الكهانة وادعاء لعلم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله عز وجل؛ ﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [النمل: 65].
والمنجِّم: هو مَن يخبر بواسطة النجم عن المغيبات في المستقبل.
فإذا ادَّعى هؤلاء المنجمون أن ما سيقع في المستقبل مرتبطٌ بالنجوم، وبحركاتها وطلوعها وغروبها، واقترانها وافتراقها، فهذا نوعٌ من الكهانة.

ثالثًا: هذا التنجيم المحرَّم هو نوع من السِّحر؛ لأن فيه استدلالًا بأمور خفيَّة لا حقيقة لها؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن اقبس علمًا من النجوم، فقد اقتبس شعبةً من السِّحرِ))[2].

والسِّحر محرَّم بالكتاب والسُّنة؛ قال تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ﴾ [البقرة: 102]، وقال صلى الله عليه وسلم: )) ليس منا مَن تطير أو تُطيِّر له، أو تكهَّن أو تُكهِّن له، أو سحَر أو سُحِر له، ومَن أتى كاهنًا فصدَّقه بما يقول، فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم))[3].

فليس كل مَن يدعى علمًا يُصدَّق، إلا أن يكون علمًا نافعًا جائزًا وليس محرَّمًا، فقد يتعلم الإنسان ما يضره في الدنيا، ويكون سببًا في هلاكه في الآخرة؛ قال تعالى: ﴿ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 102]، وعن أنس رضي الله عنه مرفوعًا: ((أخاف على أمتي بعدي خصلتينِ: تكذيبًا بالقدر، وإيمانًا بالنجوم))[4].

يسأل البعض: فما الفائدة من هذه النجوم إذًا؟
الجواب: أن الكواكب والنجوم من مخلوقات الله عز وجل التي تُسبِّح بحمده وتسجد له، قال عز وجل: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ﴾ [الحج: 18]، فالشمس والقمر، والنجوم والكواكب: مسخَّرات بأمر الله عز وجل، وقد أخبر سبحانه أن النجوم:
علامات يُهتدَى بها؛ قال تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ﴾ [الأنعام: 97]، وقال تعالى: ﴿ وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ﴾ [النحل: 16]، فيُستدل بها على الأوقات والجهات.
وأنها زينة السماء الدنيا.
ولتُرْجَمَ بها الشياطين؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ ﴾ [الملك: 5].
قال قتادة: (خلق الله هذه النجوم لثلاثٍ: زينةً للسماء، ورجومًا للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمَن تأول فيها غير ذلك، أخطأ وأضاع نصيبه، وتكلَّف ما لا علم له به)[5].

ولذلك فعلمُ النجوم نوعان:
ما يسمى بعلم التسيير: وهو الاستدلال بالنجوم على الجهات والأوقات؛ كتحديد اتجاه القبلة وأوقات الصلوات، واتجاه السير في ظلمات البرِّ والبحر، فهذا جائز.
وأما اعتقاد أن النجوم والأبراج تؤثِّر في حياة الناس، وهو ما يسمى بعلم التأثير، فهذا محرَّم، سواء اعتقد أن هذا التأثير على وجه الإيجاد، وأن النجوم فاعلةٌ مؤثِّرة بذاتها ولها إرادة، وأنها تتحكم فيما يحصل على الأرض من خير أو شر، أو صحة أو مرض، أو خصبٍ أو جدب، فهذا كفر أكبر، وشرك في الربوبية؛ لأنه جعل غير الله فاعلًا في الكون فعلًا مستقلًّا عن إرادته سبحانه.

أو اعتقَد أن هذا التأثير على وجه السببية، وأنها لا تفعل بذاتها؛ وإنما هي سبب لِمَا يحصل على الأرض؛ كسقوط المطر، أو هبوب الرياح، أو تغيُّرِ الأسعار، أو غير ذلك، فهذا شرك أصغر، لكنه أشدُّ من الرِّبا والزنا وعقوق الوالدين، وغيرها من المحرمات؛ لأنه يتعلق بحقِّ الله عز وجل، ولأنه وسيلة لحصول الشرك الأكبر والاعتقاد فيها بذاتها.

فاعتقاد أن النجوم سبب في الحوادث هو من القول على الله بغير علم، فالله عز وجل لم يجعلها سببًا فيما يحصل على الأرض لا شرعًا ولا قدرًا، ولا عَلاقة لها بأن يحيا هذا أو يموت هذا، أو يسعد هذا أو يشقى هذا، أو ينزل مطر، أو تربح تجارة، أو يُعافى مريض، أو يغنى فقير؛ وإنما كلُّ ذلك بتدبير الله عز وجل وحدَه.

قال الشيخ عطية صقر رحمه الله:
"وما ينشر في الصحف مِن الطوالع وحظوظ أصحابها، يُطلق عليه اسمُ التنجيم، وجاء فيه حديث أبي داود وابن ماجه وغيرهما: ((مَن اقتبس علمًا من النجوم، اقتبس شعبة من السِّحر، زاد ما زاد))، قال الحافظ: "والمنهيُّ عنه من علم النجوم ما يدَّعيه أهلها من معرفة الحوادث الآتية في مستقبل الزمن؛ كمجيء المطر، وهبوب الريح، وتغير الأسعار، ونحو ذلك، ويزعمون أنهم يُدرِكون ذلك بسير الكواكب، واقترانها وافتراقها وظهورها في بعض الأزمان، وهذا علمٌ استأثر الله به، لا يعلمه أحدٌ غيره، فأما ما يُدرَك من طريق المشاهدة من علم النجوم، والذي يُعرَف به الزوال وجهة القِبْلة، وكم مضى من الليل والنهار وكم بقي، فإنه غيرُ داخل في النهي"، قال العلماء: مَن صدَّق هذه الطوالع، واعتقد أنها تضر وتنفع بدون إذن الله، أو أن غير الله يعلم الغيب، فهو كافر، ومَن آمن بأنها ظنيَّة، ولم يعتقد أنها تضر وتنفع، فهو مؤمن عاصٍ، ينقص ذلك من حسناته، وفي ذلك يقول الحديثُ الذي رواه الطبراني: ((مَن أتى كاهنًا فصدَّقه بما يقول، فقد برئ مما أُنزل على محمد، ومَن أتاه غير مُصدِّق له، لم تُقبَل منه صلاة أربعين ليلة))، والمداومة على قراءة هذه الطوالع قد تجر إلى أنها اطِّلاع حقيقي على الغيب الخاص بالله تعالى، وهو حرام"؛ اهـ من فتاوى دار الإفتاء المصرية 1997م.

أما حكم النظر في الأبراج لمجرد التسلية والاطلاع:
فقراءة الأبراج و(أنت والنجوم) و(حظك اليوم)، ونحوها - محرَّمٌ، ولو بدون تصديق، وهو مِن باب سؤال الكهنة والعرافين؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن أتى عرافًا فسأله عن شيء، لم تُقبَل له صلاة أربعين ليلة))[6].
أما إذا صدَّقهم، فالأمر أعظَمُ؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((ومَن أتى كاهنًا فصدَّقه بما يقول، فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم))[7].

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "فإذا قال لك العرَّاف: سيكون في الشهر الفلاني كذا وكذا، ثم صدَّقتَه، فهذا يتضمن تكذيب قولِه تعالى: ﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [النمل: 65]؛ لأنك الآن آمنتَ بأن الكلام مِن هذا الكاهن أو العراف حقٌّ، فيكون بذلك كفرًا أكبر؛ لأن كل شيء يتضمن تكذيبَ ما قاله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو كفر؛ ولهذا جاء الحديث الذي رواه مسلم: ((مَن أتى عرافًا فسأله، لم تُقبَل له صلاة أربعين يومًا))، ولم يذكر الكفر؛ لأن هذا سأل مجرَّد سؤال ولم يصدِّقه، بخلاف ما لو سأله فصدَّقه، فإن تصديقه يتضمن تكذيب قوله تعالى: ﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾[النمل: 65]، ويكون كفرًا مخرجًا من الملة"؛ انتهى.

أما ما يُسمَّى بتحليل الشخصية، والتعرف على صفات الشخص من خلال الأبراج، فهذا ظن غير صحيح، ومجرد تخمينات، ولم يثبُت شرعًا ولا قدرًا وجودُ أيِّ ارتباط بين الأبراج وبين صفات الناس، وليس هناك أبحاثٌ علمية دقيقة في هذا الأمر حتى في بلاد الغرب، فإنه يولد في الساعة الواحدة الآلاف من الناس، وهؤلاء جميعًا لا يحملون نفس الصفات، فضلًا عن مواليد اليوم الواحد، فضلًا عن الشهر الواحد، ففي ظل البرج الواحد يُولَد ملايين البشر؛ منهم الطويل والقصير، والقوي والضعيف، والعصبي والهادئ، فهم يقولون: إن معرفة الإنسان لبرجه تفيده بالتعرف على صفاته الجيدة التي اكتسبها قبل ولادته، أليس هذا مِن التنجيم المحرَّم ومن الكهانة؟

وقد ظهر بطلانُ قول المنجِّمين في أحداث كثيرة حصلت في الواقع؛ كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى(35/ 178 - 179)، وابن قيِّم الجوزية في (مفتاح دار السعادة 3/ 299): "أنه لَمَّا أراد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن يسافر لقتال الخوارجِ عرَض له منجمٌ، فقال: يا أمير المؤمنين، لا تسافر؛ فإن القمر في العقرب؛ فإنك إن سافرت والقمر في العقرب هُزِم أصحابك، فقال علي رضي الله عنه: بل نسافر؛ ثقة بالله وتوكلًا على الله، وتكذيبًا لك، فسافر عليٌّ رضي الله عنه بجيشه، وكان النصر حليفه، وظهر كذب المنجم.[8] "
وكما حصل في فتح عَمُّورية في قصيدة أبي تمام المشهورة:
السيفُ أصدَقُ إنباءً من الكتبِ *** في حدِّه الحدُّ بين الجدِّ واللعبِ

أي: إن النصر العظيم الذي ظفِر به المسلمون في عمورية، يشهد بأن السيف أصدق من كتُب المنجمين، فحدُّه القاطع يفصل بين الحقيقة والخرافة.
أين الروايةُ بل أين النجومُ وما *** صاغوه مِن زخرفٍ فيها ومِن كذبِ

وكان المنجمون قد تنبَّؤوا بأن الخليفة العباسي المعتصمَ لن يربح المعركة، لكن الخليفة تحدى أقوال المنجمين وافتتح البلدة التي بدَتْ مستعصية، وأنزَلَ بالروم من الخسائر والقتلى والهزائم ما لم يشهدوا له مثيلًا من قبل.

فالمؤمن يجب أن ينأى بنفسه عن كلِّ هذا الباطل، ويشغل أوقاتَه بالعلم النافع والعمل الصالح، وأن يُطهِّر بيته من هؤلاء الكهنة والمنجِّمين، ومن هذه المجلات والقنوات، وأن يُحْيِيَ قلبه بتوحيد رب العالمين، رب والأرض السموات، الذي خلق فسوى، وقدَّر فهدى، ودبَّر فأحكم، وقضى فأبرم، لا رادَّ لقضائه، ولا معقِّب لحكمه، ولا شريك له في مُلكه، ولا إله غيرُه، ولا رب سواه.

وليسأل كلٌّ منا نفسه:
أليس الله عز وجل قد كتَب مقاديرنا، وقدَّر أرزاقنا وصفاتنا قبل أن يخلق السمواتِ والأرض والكواكبَ والنجوم؟!
فكيف أن النجوم والأبراج تؤثِّر في أقدارنا وصفاتنا؟
قال صلى الله عليه وسلم: ((كتب اللهُ مقاديرَ الخلائق قبل أن يخلق السمواتِ والأرض بخمسينَ ألفَ سنةٍ - قال - وعرشه على الماء))[9].
فليتدبَّرْ ذلك كلُّ عاقلٍ.


[1] صحيح مسلم 901.

[2] سنن أبي داود 3905، الترغيب والترهيب؛ للمنذري 4/ 90، رياض الصالحين؛ للنووي 536، تخريج مشكاة المصابيح؛ لابن حجر العسقلاني4/ 294.

[3] الترغيب والترهيب؛ للمنذري 4/ 88.

[4] حسنه أبو يعلى في مسنده 1023، وابن عدي في الكامل 4/ 1350، وإسناده ضعيف، فيه يزيد الرقاشي، إلا أن للحديث شواهد، والحديث كما قال المناوي في الفيض 1/ 204: "حسن لغيره".

[5] البخاري في الصحيح 6/ 295.

[6] صحيح الجامع 5940.

[7] الترغيب والترهيب؛ للمنذري 4/ 88.

[8] فتاوى اللجنة الدائمة، رقم .23668

[9] صحيح مسلم 2653.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.38 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.84%)]