|
|
من بوح قلمي ملتقى يختص بهمسات الاعضاء ليبوحوا عن ابداعاتهم وخواطرهم الشعرية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
أيهما أرفع الملك أم الحمال؟
أيهما أرفع الملك أم الحمال؟ عقيل حامد لا شك أن الجوابَ البديهيَّ لهذا السؤال هو: أن الملِكَ أرفعُ عند الناس من الحمَّال؛ إذ لكل شخصٍ مكانتُه ومقدارُه في المجتمع وَفْق حسَبِه ومنصبِه وماله، وهذا هو الحُكم الغالب عند الكثيرين من الناس، ولكن عندما نقرأ سيرةَ الأنبياءِ والمرسلين - وخاصة سيرةَ خاتَمِهم وأفضلِهم نبينا الكريم محمَّد - صلى الله عليه وسلم - نجد أنه نبيٌّ مرسَلٌ وعظيم، مِن الله مقرَّب، ومع ذلك فهو يفعلُ ما لا يفعله الأمراءُ والملوك؛ فرسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - كان يرعَى الأغنامَ، ويحملُ الحطَبَ، ويرقعُ ثوبَه، ويُصلِحُ شِسْعَ نَعْلِه، ولم ينقصْ ذلك من شأنه ومقدارِه؛ بل زاده ذلك رفعةً ومقدارًا، فأثنى عليه الأعداءُ، وأنصفه الخصومُ، ولم يسأمْهُ أو ينتقِدْهُ الأقرباءُ والمحبون، فدل ذلك على أن الحمَّالَ المتواضِعَ للحقِّ والخَلْقِ هو أرفعُ عند الله وعند الخَلْقِ مِن أميرٍ أو مَلِكٍ لا يعرف الخُلقَ، ولا يتواضع للحقِّ، وكما قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: ((الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ وغَمْطُ النَّاسِ))؛ رواه مسلم، ومعنى "بطر الحق"؛ أي: ردّ الحقِّ وعدم قَبُولِهِ، ومعنى "غَمْطُ الناس"؛ أي: احتقارهموالتقليل مِن شأنهم، فالرفعةُ الحقيقية تكونُ بما أخبرنا به الرسولُ في هذا الحديث الصحيح: ((مَن تواضَعَ لله رَفَعه))؛ مسند الشهاب. وما أجملَ وما أروعَ قولَ الشاعرِ في هذا المقام حيث قال: ملء السَّنابلِ تنحني بتواضع والفارغاتُ رؤوسُهنَّ شوامخُ
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |