الدرس العاشر من دروس فقه العبادات

[الفراشة المتألقة]

تقليم الأظافر ، نتف الإبط ، حلق العانة ، الختان

بعد أن تحدث البهوتي عن الأمور التي تجعل مظهر المسلم حسن وجميل ، ذكر الأمور التي تحافظ على جمال رائحة المسلم من نظافة شخصية مهمة تفيده جماليا وصحيا .

- من السنة تقليم الأظافر مخالفا ، فيبدأ بخنصر اليمنى ، ثم الوسطى ، ثم الإبهام ، ثم البنصر ، ثم السبابة ، ثم إبهام اليسرى ، ثم الوسطى ، ثم الخنصر ، ثم السبابة ، ثم البنصر أو يبدأ بإبهام اليمنى ، ثم الوسطى ، ثم الخنصر ، ثم السبابة ، ثم البنصر ، ثم اليسرى كذلك.

- من السنة تقليم الأظافر كل يوم جمعة قبل الزوال لما جاء في الحديث :إن من قص أظافره يوم الجمعة دخل فيه شفاء وخرج منه داء.

- يستحب تقليمها يوم الخميس بعد العصر
والدليل: أراد رجل أن يقلم أظفاره عند سفيان الثوري رضي الله عنه ، وكان يوم الخميس
فقال له رجل: لو تركته إلى غد الجمعة؟
فقال سفيان: لا تؤخر السنة لشيء.

- من السنة أن يقلمها المقيم كل عشرين يوما ، والمسافر كل أربعين يوما.

- من السنة نتف الإبط ، ففي كل شعرة ينتفها الإنسان يقتل ميكروبات وجراثيم كانت ستضره ، ولا يؤذي الإنسان المسلمين برائحة العرق المتغيرة بسبب بقاء الشعر والجراثيم في غدة العرق هذه.

- من السنة حلق العانة بالحديدة وما شابه ، ولا ينتف ، لأن النتف المتكرر يسبب ضعف العانة وترهلها .

- من السنة أن يدفن الإنسان كل ما يزيله من الشعر والأظافر ونحوه ، وهي سنة مهجورة في أيامنا هذه ، فمن إستطاع الدفن أصاب السنة ، ولا بأس بإلقاءها في حاوية النفايات فالغرض هو الإخفاء عن أعين الناس.

حف الشارب ، ونتف الإبط وحلق العانة وتقليم الأظافر يفعلها المسلم كل يوم جمعة قبل الزوال ، ويحرم تركها أكثر من 40 يوم ، أما الشارب ففي كل جمعة .

الختان

لابد قبل الدخول في مناقشة هذا الموضوع أن نفرق بصورة واضحة بين الختان الفرعوني أو غير الشرعي، والختان الشرعي الذي نحن بصدد تأصيله.

جميعنا يعرف وبصورة واضحة المضاعفات الصحية والمشاكل الاجتماعية والنفسية الناجمة عن الختان الفرعوني بكل درجاته المتفاوته، والذي لا أساس له في الشريعة الإسلامية وليس له أي إيجابيات صحية تذكر، والذي يجب أن تتضافر الجهود لوقف ممارسته بكل درجاته وفي كل مراحل حياة الاناث، حيث يوجد الآن تغير في السن التي يجري فيها الختان غير الشرعي من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب ، وأن نعتبر أن الختان الشرعي هو من أحد الطرق التي تساعد على التخلص من عادة الختان غير الشرعي.

عند الحنابلة: يجب الختان على الذكر والأنثى والخنثى ما لم يخف على نفسه الضرر .

وقال أصحاب بقية المذاهب الفقهية : واجب للذكور مَكْرُمَة للإناث ، وقد إختتن نبي الله إبراهيم عليه السلام وهو إبن 80 سنة بالقدوم .

صفة وطريقة الختان:
للذكر: بأخذ جلدة الحشفة
الأنثى: بأخذ جلدة فوق محل الإيلاج تشبه عرف الديك ، ويستحب أن لا تؤخذ كلها.
الخنثى: بأخذهما معا .

وفعله في الصغر أفضل ، ويكره فعله في اليوم السابع ، ويكره فعله من الولادة إلى اليوم السابع ( يعني يمكن من اليوم الثامن).

في يومنا الحاضر تثار كثير من الأقاويل عن الختان ، والواجب على المسلم أن يمتلئ قلبه قناعة بأن الشارع الحكيم ما أوجب أمر على المسلم فيه ضرر أو أذى عليه ، والمشكلة في عصرنا ليست في فكرة الختان ، وإنما في الطريقة التي تقوم بها .

تروي لي صديقتي وهي سودانية ، من العوائل التي من عاداتها ختان الإناث على السنة :
في يوم ختان إبنتها قالوا لها قبل ختانها: أنظري لبنتك بتمعن ، ثم بعد الختان قالوا لها إنظري لها الآن .

تقول: والله إني رأيتها وكأنها مكحلة العينين ، وبشرتها مشرقة ، فيها نضارة بشكل عجيب .

وهذا مصداقا لحديث الحبيب عليه الصلاة والسلام : ( أشِمِّي ولا تنهكي ، فإنه أبهى للوجه ، وأحظى لها عند الزوج ).

وقد أفتى إبن تيمية في مسألة الختان فقال:
الحمد لله نعم تختتن وختانها أن تقطع أعلى الجلدة التي كعرف الديك قال رسول الله للخافضة وهي الخاتنة أشمي ولا تنهكي فانه أبهى للوجه وأحظى لها عند الزوج.

يعني لا تبالغي في القطع وذلك أن المقصود بختان الرجل تطهيره من النجاسة المحتقنة في القلفة والمقصود من ختان المرأة تعديل شهوتها فانها اذا كانت قلفاء كانت مغتلمة شديدة الشهوة.

ولهذا يقال في المشاتمة يا بن القلفاء فان القلفاء تتطلع الى الرجال أكثر ولهذا يوجد من الفواحش في نساء التتر ونساء الافرنج ما لا يوجد في نساء المسلمين.

وإذا حصلت المبالغة في الختان ضعفت الشهوة فلا يكمل مقصود الرجل فاذا قطع من غير مبالغة حصل المقصود باعتدال والله أعلم.اه

بهذا نكون قد إنتهينا من الدرس العاشر ، ومن باب سنن الفطرة .

لأي سؤال أنا جاهزة
حياكم الله .