واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         نكبتنا في سرقة كتبنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كيف نجيد فن التعامل مع المراهق؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الطفل والأدب.. تنمــية الذائقة الجمالية الأدبية وتربيتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ترجمة موجزة عن فضيلة العلامة الشيخ: محمد أمان بن علي الجامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          يجب احترام ولاة الأمر وتوقيرهــم وتحرم غيبتهم أو السخرية منهم أو تنــقّصهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 37 - عددالزوار : 1176 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أساس الأسرة زوجان متحابان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أين أنت من القرآن الكريم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          من شبهات وأباطيل اليهود-أن اليهود حولوا القدس وفلسطين من صحراء إلى جنان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-07-2020, 02:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,010
الدولة : Egypt
افتراضي واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله

واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله


الرهواني محمد




الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونثني عليه الخير كله، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائم على كل نفس بما كسبت، والرقيب على كل جارحة بما اجترحت، والمتفضل على عباده بنعم توالت وكثرت، سبحانه لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض تحركت أو سكنت. وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله، الذي تمَّت ببعثته النبوة وختمت، وسطعت به أنوار الشريعة وكملت، وعلت به راية الملة وارتفعت،..



أما بعد معاشر المؤمنين والمؤمنات، أوصيكم ونفسي أولا بتقوى الله، لأنه من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب، لأنه من يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا، لأنه من يتق الله يجعل له من أمره يسراً، فاللهم اجعلني وأحبتي من المتقين.



معاشر عمار بيت الله.

إن الله تبارك وتعالى يعظ عباده ويَقرع قلوبهم بمواعظ علها تعود وتُنيب إلى الله علام الغيوب، فالمواعظ من العلي القدير نعمة ورحمة، يهدي بها سبحانه من الضلال، ويرحم بها من العذاب.. ومن هذه المواعظِ التي جاء ذكرها في كتاب ربنا تبارك وتعالى، موعظة، آية، تذكرة، أحببت أن أذكّركم، والذكرى تنفع المؤمنين، وأذكرَ نفسي بيوم سيعيشه كل واحد منا، وهو يوم الرجوع إلى الرب العلي القدير.



يقول رب العزة جل وعلا: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281]. آية أقضَّت مضاجع الصالحين الذين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون.



فالله سبحانه وتعالى يعظ عباده ويذكرهم بزوال الدنيا وفناء ما فيها، يذكرهم بالرجوع إليه ومحاسبتهم على ما عملوا، ومجازاته إياهم بما كسبوا من خير أو شر...



﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾ [البقرة: 281]، إنه يوم عظيم، يوم ليس ككل الأيام، يوم تجتمع فيه الخلائق من أولها إلى آخرها بين يدي رب العالمين، يومٌ يتخلى فيه القريب عن قريبه، ويفر المرء من أخيه، وأمه وأبيهِ، وصاحبته وبنيهِ، لكل امرِئ منهم يومئذ شأن يغنيه.



إنه اليوم الذي تُرجع فيه النفوس إلى بارئها وخالقها، وتحاسب فيه على أعمالها وأفعالها: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8].



إنه اليوم الذي كتب الله عز وجل على كل ضعيف وقوي، كل غني وفقير، أن يُقاد إليه عزيزا أو ذليلا، كريما أو مهانا: ﴿ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ﴾ [النمل: 87]، صاغرين مطيعين لا يتخلف أحد عن أمره...



إنه اليومُ الذي تنتهي عنده الأيام، وتتبدد عنده الأوهام والأحلام، ويجتمع فيه الخصوم، ويُنصف فيه المظلوم وتُنْشَر فيه الدواوين: ﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ﴾ [الكهف: 49].



إنه اليوم الذي تُنْصَب فيه الموازين لمحكمة إله الأولين والآخرين: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47].



إنه اليوم الذي تُجمع فيه الأمم في موقف واحد، فتُنسى الشهوات وتزول المغريات، ويعاين العبد فيه الحقائقَ أمام عينيه: ﴿ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ﴾ [الأنعام: 94]. فأين الحرير واللباس وأين الشدة والبأس، وأين المال والجاه؟ لقد انكسر العباد لرب العباد، لكي يفصل بينهم في يوم التناد، في يوم تتغيّر فيه ألوان الناس: ﴿ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ﴾ [آل عمران: 106]، وينادي مناد الله، لكل عبد ما جنت يداه، ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ﴾ [آل عمران: 30]، فيُدعى عبد من العباد على رءوس الأشهاد، فلان ابن فلان، فيقف هذا العبد بين يدي الله، والشهود حاضرة، والأبصار شاخصة، يقف العبد حسيرا كسيرا أسيرا ذليلا حافيا عاريا بين يدي جبار السماوات والأرض، لكي يسأله ويحاسبَه ويجازيه...



ففي الحديث الصحيح أن رجلا سأل ابنَ عمر: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى؟قال: سمعته يقول: "يدنو أحدُكم من ربه حتى يضعَ كَنَفَه عليه، فيقولُ: عمِلت كذا وكذا؟ فيقول: نعم، ويقول: عمِلتَ كذا وكذا؟ فيقول: نعم، فيقررُه ثم يقول: إني سترتها عليك في الدنيا، فأنا أغفرها لك اليوم".



وفي الحديث الموقوف، عن أبي هريرة، يُدني الله تعالى العبد منه يوم القيامة، فيضع عليه كنفه ويسترُه من الخلائق كلها، ويدفع إليه كتابه في ذلك الستر، فيقول له: اقرأ يا ابن آدم كتابك، فيقرأ، فيمر بالحسنة فيبيض لها وجهه، ويُسر بها قلبُه، فيقول الله عز وجل: أتعرف يا عبدي؟ فيقول: نعم يا رب، فيقول: إني تقبلتها منك، فيسجد ذلك العبد، فيقول: ارفع رأسك، وعد في قراءتك، فيمر بالسيئة فيَسوَد لها وجهه، ويَوْجَلُ منها قلبه، وترتعد منها فرائصه ويأخذه من الحياء من ربه ما لا يعلمه غيره، فيقول الله: أتعرف يا عبدي؟ فيقول: نعم يا رب، فيقول: إني أعْرَفُ بها منك، قد غفرتها لك، فلا يزال حسنة تُقبل فيسجد، وسيئة تُغفر فيسجد، فلا يرى الخلائق منه إلا السجود، حتى ينادي الخلائق بعضها بعضا: طوبى لهذا العبد الذي لم يعص الله قط، ولا يدرون ما قد لقي فيما بينه وبين الله".



فيقول أرحم الراحمين: خذوا عبدي إلى جنات النعيم، خذوه إلى الرضوان العظيم، فيُعطى كتابه بيمينه، فينطلق بين الصفوف ضاحكا مسرورا، ويصيح أمام العالمين: ﴿ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ﴾[الحاقة: 19، 20]، جزاؤه: ﴿ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾ [الحاقة: 21 - 24]، فيقول الناس: فاز فلان وأفلح.



ثم ينادي المنادي فلان ابن فلان، أنْ قُمْ إلى العرض بين يدي الله. وجاء في الأثر، أن الله يسأل هذا العبد أسئلة ثلاث، فيسأله السؤال الأول: عبدي، هل ظلمك حفظتي؟ فيقول العبد: لا يارب، ثم يسأله السؤال الثاني: ألك حسنة مخفية؟ فيقول العبد: لا يا رب، ثم يسأله السؤال الأخير: ألك عذر تعتذر به؟



ما عذرك أيها العبد عن نهارٍ أضعته بعيدا عن الله، وعن ليلٍ طالما قضيته في معصية الله، فقد لقيت الله محاربا، وعلى المعاصي مصرا.. فكم من نهار اقترفت فيه من السيئات؟ وكم من ليلة بتها على فواحش المنكرات والمحرمات؟ فأي منفعة قدمتها، وأي حسنة ترجوها؟....



فيؤتى هذا العبد كتابه بشماله، وتُنشر فضائحه، وتشهد عليه جوارحه، فيقرره رب العزة والجبروت بذنوبه، فلا يجد حجة ولا وسيلة تنفعه وتنجيه، حتى إذا اشتد غضب الجبار عليه قال: "يا ملائكتي خذوه، ومن عذابي أذيقوه، فقد اشتد غضبي على من قل حيائه مني"... يشتد غضب الجبار جل جلاله على من خلقه فعبد غيره، وعلى من رزقه فشكر غيره، يشتد غضب الله على من أسبغ عليه النعم ثم عصاه....فيخرج تقوده الزبانية، مقيدا بالسلاسل والحديد يسوقونه على وجهه وهو يقول: ﴿ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ﴾ [الحاقة: 25 - 29]..جزاؤه...﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ﴾ [الحاقة: 30 - 32] ما جريمته؟ ﴿ إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ ﴾ [الحاقة: 33، 37]



الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.



معاشر الصالحين والصالحات:

أذكركم جميعا وأذكر نفسي قبلكم، بهذه التذكرة، بهذه الحقيقة التي غفلنا عنها وغفل عنها كثير من الناس.



فليتذكر كل عبد وكل أمة، ليتذكر الذين يأكلون أموال الناس بالباطل، ليتذكر الذين يعتدون ويخبطون ويخوضون في أعراض ومصالح المسلمين وأموالهم بغير حق، وليتذكر كل من غره المال الأعوان والأولاد، وغرهم الجاه والمنصب والسلطان، ليتذكر من دعته قوته وقدرته على ظلم الضعفاء من العباد، ليتذكروا قدرة اللـه جل وعلا يوم يخرجون من هذه الدنيا وقد انفض عنهم الجميع، وسقطت الأقنعة، وانفض الأهل والأعوان، وزال المال والجاه والسلطان: ﴿ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ﴾ [الأنعام: 94]، ليتذكر الجميع يوم المساءلة والمحاسبة، يوم يُختم على الأفواه وتتكلم الأيدي وتشهد الأرجل، فينهال المظلومون على الظالمين من كل مكان، ويتعلقون بهم، كل يريد حقه ونصيبه في موقف تُنصب فيه محكمة العدل الإلهية، حاكمها الله جل وعلا، ومكتوب عليها: ﴿ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ﴾ [غافر: 17]، ﴿ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ﴾ [غافر: 18] فاليوم يوم القصاص، اليومَ يُقتص فيه للمظلومين من الظالمين، وللمخدوعين من الخادعين، وللمكذوب عليهم من الكاذبين: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ﴾ [غافر: 52].



إذا أردنا النجاة والفوز، فلنكن من أصحاب العقول الراجحة والقلوب الواعية، ولنعمل ولنستعد ولنتزود لهذا اليوم، ولا يغرَّنا طول الأمل، فالموت يأتي بغتة، والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني...



فمن أراد النجاة والفوز، من أراد السعادة الكبرى والنعيم المقيم، فليجعل هذه الآية، نصب عينيه فلا تبرحُ خياله ولا تغيب عن باله: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴾ [البقرة: 281]، ولست أقصد بعرض هذه التذكرة أن نجلس صامتين تملأ الدموع أعينَنا، بل علينا أن نُحفز أنفسنا باستغلال طاقة الحزن على تقصيرنا لصنع التغيير الداخلي في أنفسنا والتخلص من شوائبها وأمراضها فإن الله تعالى يقول: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.26 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.87%)]