|
|
ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#11
|
||||
|
||||
رد: مقدمة لديوان " دمشق في عيون الأثري "
تغمُرُ (الغُوطَتَيْنِ) بِشْراَ وزَهْواً مثلَما يَغْمُرُ النُّفُوسَ الحُبُورُ وعلى صوتها الطُّيُورُ تَغَنَّى ولقد يُطرِبُ الطُّيوُرَ الخرِيرُ عَشِقَتْ لَحْنَهُ، وللماء لحنٌ يُسْكِرُ السَّمْعَ جَرْسُهُ المخمورُ حيث تغدو يُلْهِيكَ منها سَماعٌ ومن الرَّوْض مُؤنِقٌ منضورُ عُرُسٌ.. قام للطَّبيعَةِ فيها يَسْتَخِفُّ الإنْسانَ وَهْوَ وَقُورُ تَهْزِجُ الطَّيْرُ والأنَاسِيُّ فيه، ويَمُور السَنا، ويذكو العَبِيرُ وبعد هذا الوصف المترف لجنات دمشق وأنهارها، وغناء طيورها، يقف الشّاعر لحظة، ويقول: قِفْ تَمَتَّعْ ممّا تَراهُ قليلاً، وقليلٌ مِمّا تَراهُ كثيرُ للأنوفِ الشَّذا أريجاً، وللِسَّمْ عِ الأغاني، ولِلّحاظِ البُدورُ! وحين كانت (أعراس الشّام) سنة 1947، بعد أن مضى عام كامل على جلاء المستعمر عن ثراها الطّيّب، أحبّ شاعرنا الكبير أن يهنيء (دمشق) في أعيادها، ويشكر لأبنائها حفاوتهم به، فأعدّ خريدته (دِمَشْقُ في ذكرى الجلاء)[19]، وأنشدها في (دار المجمع العلميّ العربيّ): غَفَرْتُ للدَّهْر أيّاماً.. سَلَفْنَ له لمّا أتانيَ في (الفَيْحاءِ) يُشْكِيني لي في خمائِلها الخُضْر الّتي حَسُنتْ عُلْيا المَقاصِير من سُكْنَى الميامينِ من تحتها (بَرَدىَ) نَشْوانُ مُطّرِدٌ بدافقٍ من رَحِيقِ الخُلْد مضنوني[20] كأنَّهُ، وشُعاعُ الشَّمْسِ ضاحَكَهُ فِرِنْدُ سيفٍ صقيلِ الوجهِ مسنونِ يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |