الطفولة التي نحب - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28432 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60056 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 827 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-11-2021, 04:00 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي الطفولة التي نحب

الطفولة التي نحب
عبدالغني حوبة






منذ مدة ليست بالطويلة أرسل إليَّ صديقٌ قديم على شبكات التواصل الاجتماعي صورةً عتيقة نادرة، وطلب مني أن أتعرَّف - ما استطعتُ إلى ذلك سبيلًا - على أسماء هؤلاء الأطفالِ الذين درسوا بعضهم مع بعض، فجمعهم العلمُ على صورة فوتوغرافية واحدة، وبعد تحديقٍ في الملامح، وتدقيقٍ في السمات، وجدتُ نفسي هناك مبتسمًا، مُتكئًا بيديَّ على صاحبي، وألفيتُ زملائي معي، فمنهم مَن عرَفتُ، ومنهم مَن نسِيتُ، فأخذني قِرطاسي بلطفٍ، وطار بي قلمي إلى عالم الطفولةِ، فسال مِدادُ حبري مخترقًا حدود المكان والزمان ليرسُمَ لوحةً فنية عن الطفولة التي نحب ونرغب.

إخواني الأعزاء:
إن الطفولة فرح ومرح؛ فرحٌ بما هو كائن وموجود، ومرح يتجاوَز الخيال والحدود، يحتاجُ الطفل فيها إلى إشباعِ رُوح المغامرة بداخله، فيبنِي - دون أن يشعرَ - صَرْحًا لذاته، ويُصقِل بعفويةٍ مَلكاتِه، ويُطوِّر بالارتياض والممارسة مهاراته، ألا ترى الصِّبيانَ يستمتعون بالألعاب دون مشقة ولا كلل، ويتنافسون مع الرفقاء والأحبة دون أدنى ملل!

إن الطفل يعيشُ متعةَ اللحظة وفقط، فلا يُفكِّر أبدًا في المستقبل الذي يتوارى وراء الحُجُب الكثيفة، فهو مُنطلِق بكل قوة واندفاع، غير متحمِّل للمسؤولية ولا التَّبِعات؛ لأنه لا ينظر في المآلات.

وهنا يحقُّ لنا نتساءل: لماذا لا يكون الطفل مسؤولًا؟
الإجابة بكل بساطة: لا يستطيع ذلك؛ لأنه طفل صغير لا يُدرِك ما يفعل، ولا يُقدِّر جهده الذي يبذل، ولهذا عندما أمر الله عز وجل المؤمنات بغضِّ البصر وحِفْظ الفرج، وعدم إبداء الزينة إلا الظاهرة منها، ويكون ذلك لأعيان محددينَ - استثنى الله الطفل الصغير قبل الحُلُم، ممن لا يدري[1]، فقال سبحانه وتعالى: ﴿ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ﴾ [النور: 31].

لكن جمال الطفولة في عفويَّتها، ورونقُها في بساطتها، فما أجملَ تلك الأيامَ التي قضيناها والحبُّ يغمرنا والودُّ يحضرنا واللعب يجمعنا؛ نركضُ على وجه البسيطة، ونتنافس في الجري أيُّنا يكون الأول، نُمثِّل أدوارًا في الحياة قبل أوانها، نكون آباءً أو أمهاتٍ، ولم نتجاوز العاشرة من عمرنا! فواللهِ ليس هناك شيء أجملَ في قاموس الحياة من عالم الطفولة الوضَّاء المشرق بالبسمات والمُفعَم بالحياة.

إخواني الفضلاء:
إن مرحلة الطفولة من الأهمية بمكان؛ فهي تحمل الكثير من الدِّلالات والمعاني؛ فهي مِن جهة تعني البراءةَ والطهر، ومن جهة أخرى تعكس العفوية والدافعية والطموح، وهكذا تكون تربية الطفلِ - انطلاقًا من فَهم معاني الطفولة - شاقَّة وشائقة؛ شاقَّة لأن فيها الشقاء والتعب، وشائقة لِلذَّة التي تصحب محاكاةَ الطفل والنزول لمستواه.
وكما جاء عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أنه قال: "مَن كان له صبي فليتصابى له"[2].

فعلى الأولياء والمربِّين أن يُدرِكوا خصائص هذه المرحلة الخَطِرة، وأن يُبادروا بالتعرُّف على متطلباتها وأدواتها، وأن يفقَهوا أن جمال النهايات من إشراقة البدايات، لذا ستظلُّ آثار طفولتنا ذكرياتٍ لا تمحى، ورسومًا لا تندرس، ولا يمكن بحالٍ مِن الأحوال أن نُخلِّفَها وراءنا ظِهريًّا، فينفصل الحاضر عن الماضي، أو يَغِيب التناسق بين المستقبل الذي نريده والحاضر الذي نعيشه، فهذا مستحيل وألف مستحيل.

دَعْني هنا - أيها القارئ العزيز - أضرِب لك مثلًا أُقرِّب به المعنى:
ألا ترى معي شيخًا طاعنًا في السن، قد احدَوْدَب ظهره، ورقَّ عظمه، وسقط حاجباه، واشتعل رأسه شيبًا، يمر فيتبسم لحفيدِه الصغير في فناء البيت، والطفل الصغير يحاول المشي فيتعثَّر، فلا يستسلم للفشل، ثم يبدأ حركتَه مِن جديد وكله عزمٌ على أن يقف بقدمَيْه على الأرض، يسعَدُ الجدُّ كثيرًا بتلك الحركات التي تحكي قصة البداية، وتعود له مذكرات طفولتِه القديمة، بعد أن رُدَّ إلى أرذل العمر، فالإنسان في جميع مراحله ضعيفٌ بنفسه، قويٌّ بارتباطه بربه ومتابعته لرسوله صلى الله عليه وسلم، وتفانيه في خدمة دينه؛ أما ضعفه، فهو دائم في كل مراحل حياته، فقد يكون في الجسد، وقد يشمل الروح، وقد ينتقل الضعف إلى الخبرة والتجرِبة، وصدق الخالق الحكيم إذ يقول: ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴾ [الروم: 54].

هكذا تكون الطفولةُ التي نحب، حياة لا تُنسَى أبدًا، فكلما تذكَّرنا حوادثها وأحداثَها عاد النبض للقلوب، فأشرقتِ الروحُ بالتفاؤل، وتألَّق الجسد بالفضائل، فزالَتْ سُحُب القلق والهموم، وعادَت للسماء زينةُ النجوم.

وختامًا:
أوصيكم يا أحبابي، احمَدوا الله على نعمة الأولاد، واشكُروه على فِلْذَاتِ الأكباد، فغيرُكم امتُحِن بالعقم أو الفَقْد، ألا فاهتمُّوا بهم، وارعَوْهُم حق الرعاية، أوجِدوا لهم فضاءات رَحِيبة يَرْتَعون من خلالها ويلعبون، اجعَلُوهم يُعبِّرون عما يشعرون به، انزِعوا منهم شوائبَ الإحباط وأشواك التشاؤم، وازرعوا في مكانها بذورَ الأمل والإيجابيَّة، ربُّوهم على الوسطية والتوزان بين تهذيب الروح وبِناء الجسد، والتكامل بين صدق المَخبَر وجمال المظهَر، حدِّثوهم عن أمجاد أسلافهم الأقدمين، ليعرِفوا تاريخَهم وحضارتهم الراقية، وليتحفَّزوا على الإنجاز والعطاء في كل مجالات الحياة.
وما توفيقي إلا بالله، عليه توكَّلتُ وإليه أُنِيبُ



[1] أبو جعفر محمد بن جرير الطبري؛ جامع البيان عن تأويل القرآن، ص 353.

[2] أورده السيوطي في الجامع الكبير، من كان له صبي فليتصابى له؛ قال ابن عساكر: عن معاوية، وهو غريب جدًّا، قال المناوي (6 /209)، والحسيني في البيان والتعريف (2 /228): فيه محمد بن عاصم، قال الذهبي في الضعفاء: مجهول، بيض له أبو حاتم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.29 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.36 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]