التربية الإيمانية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854886 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389757 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-10-2020, 08:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي التربية الإيمانية

التربية الإيمانية


د. أمين الدميري






معنى التربية، لغةً: مِن "ربَّ"، جاء في مادة (رَ بَ بَ): "الله عز وجل رب الأرباب، وله الربوبية، وفلان مربوب، والعباد مربوبون، وقد رُبَّ فلان؛ أي مُلِّك، ورجل رِبِّي ورَبَّاني: متألِّه، وفيه ربانية، وفرس مربوب: مصنوع"[1]، والرب: اسم من أسماء الله تعالى، ولا يقال في غيره إلا بالإضافة، وقد قالوه في الجاهلية للملك، وربَّ ولدَه وربَّبه وتربَّبه؛ أي: ربَّاه، ورَبِيب الرجل: ابن امرأته من غيره، ومُربى أيضًا من التربية[2].

ويقول الإمام الألوسي:
(والربُّ في الأصل مصدر بمعنى التربية، (وهي تبليغ الشيء إلى كماله بحسب استعداده الأزلي شيئًا فشيئًا)، ويطلق أيضًا على الخالق والسيد، والملك والمنعم، والمصلح والمعبود، والتربية هي أجلُّ النِّعم بالنسبة إلى المنعَم عليه، وأدلُّ على كمال فعله تعالى وقدرته وحكمته، تدل على ذلك الآثار، وما فيها من الأسرار)[3].

والتربية ليست غايةً في حدِّ ذاتها، ولكنها وسيلةٌ لهدف أسمى وغاية نبيلة، ألا وهي تكوين المؤمن الحق، أو الجماعة المؤمنة حقًّا؛ لأنها هي التي ستواجه التضحيات، وستحمل أمانة أن يكون الدين كله لله.

ولقد كان هدف التربية في مرحلة ما قبل "بدر" هو تحقيق الإيمان وحصول التقوى؛ وذلك لتقبل التشريعات والتكاليف والأوامر الشاقة، ومنها الأمر بالقتال، فبعد أن ضحَّى المسلمون وترَكوا وطنهم وديارهم وأموالهم وأهليهم، جاء دَوْر التضحية بالنفس في سبيل العقيدة، وجاءت مرحلةُ المواجهة مع أعداء الدعوة، لا لتصفيةِ الحسابات القديمة وردِّ الحقوق المغتصبة، ولكن لإقرارِ العقيدة وإزالة المعوقات من طريق الدعوة، وإزاحة مَن يقف في طريقها بالصد وبالفتنة، فكان الهدف في هذه المرحلة هو إحقاقَ الحق وإبطال الباطل، وكانت الوسيلة هي القتال، وهو أعظم ميدان للتربية العملية، وأصدقُ اختبار للتربية الإيمانية تتجلَّى فيه دلائلُ الإيمان وثمار المحبة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ويظهر الجانب العمليُّ في التربية، في ساحة القتال؛ طلبًا للنصر أو الشهادة في سبيل الله، وتلك أعظم الغايات..

وقد تمثَّلت عناصر التربية الإيمانية - في هذا المقطع من سورة الأنفال الكريمة - فيما يلي:
1- نداء بالاستجابة لله وللرَّسول صلى الله عليه وسلم، لما فيه الحياة الكريمة، والمسارعة إلى ذلك قبل عدم التمكن، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24].

2- اتِّقاء الفتنة التي تصيب الظالمَ وغيره، قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الأنفال: 25].

3- تذكُّر فضل الله تعالى ونِعَمه لشكرها، قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [الأنفال: 26].

4- التحذير من الخيانة، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27].

5- التحذير من فتنة المال والولد، قال تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الأنفال: 28].

6- الأمر بالتقوى وثمار ذلك، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الأنفال: 29].

ثم بيان فضل الله تعالى على البشرية بحفظه تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم، وإمهال المكذِّبين، وعدم تعجيل العذاب، ثم بيان أن أفعال المشركين القبيحة هي المبرِّر والدافع لقتالهم؛ لوقف عدوانهم وفتنتهم للناس، وتحذير المسلمين مِن فعل مثل ما فعل الخاسرون بعد تزيين الشيطان لهم، وكشف المنافقين وأقوالهم، ثم بيان سُنة الله تعالى في الرقي والانحطاط.

وبهذا تتضح معالم الشخصية الإيمانية، وتتكامل جوانبها، فالمؤمن الحق هو المستجيب لله وللرسول في كلِّ أمر، سواءٌ كان هذا الأمر شاقًّا على النفس أو كان أمرًا يسيرًا، فكما يقف بين يدى الله مصليًا تاليًا للقرآن، باكيًا إذا تليت عليه آياته، متجهًا بقلبه إلى الله، متوكلًا عليه، فهو كذلك مُقبِل بسيفه، باذلٌ نفسه ليكون ﴿ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ﴾ [الأنفال: 39]، وبهذا تتحقَّق فيه الربانية، فالعبد الرباني هو الذي أسلم وجهَه لله عز وجل؛ أي انقاد بكليته لله، يرجو رضاه والجنة، ويجاهد لنشر الدعوة بين الناس، يقول الشيخ عبدالحليم محمود[*] رحمه الله:
(إن إسلام الوجه لله تعالى هو جوهرُ شخصية المسلم، فإذا ما تحقق هذا الجوهر، فإن له نتائجَ تنبثق عنه، ومِن أُولى هذه النتائج الجهاد في سبيل الله؛ أي: الجهاد حتى يسود إسلام الوجه لله، أو الجهاد مِن أجل سيادة إسلام الوجه لله، وما مِن شك في أن المبدأ الذي يغمر جميع أقطار النفس فتتشبع به، يفيض عنها، منتشرًا في الأفق أو الآفاق على حسب قوته الدافعة، فإذا ما تشبَّعت النفس بإسلام الوجه لله، فإنه لا مناصَ مِن أن تجاهد في سبيل نشره)[4].

فمن نتائج التربية الإيمانية:
أن يقوم المؤمن الحقُّ بالدعوة إلى الله لإقرار منهج الله في الأرض، يقول د. عجيل جاسم النشمي[*]:
(إن منهج الإسلام يختلف عن المناهج الأرضية التربوية، شرقيةً كانت أم غربية، اختلافًا عميقًا من حيث النظرة الأولية والهدف؛ فمن حيث النظرة الأولى، فإنه لا يحصر نفسه في حدود تلك النظرة الضيقة لهؤلاء المربِّين، فلا يسعي ابتداءً لإعداد "المواطن الصالح"؛ وإنما يسعي ابتداءً وانتهاءً إلى هدف أسمى وأكبر وأشمل، ألا وهو إعداد "الإنسان الصالح"؛ لأن رسالته رسالةٌ إنسانية لا مواطنية، تتجاوب مع إنسانية الإنسان لا مواطنيته، فينظر إلى جوهر وفطرة هذا الكائن، دون النظر إلى جنسه أو لونه، ثم لا يقف الإسلام عند هذا الحدِّ فحسب، بل يتعدَّاه إلى هدف وغاية أكثر عمقًا وسموًّا، ألا وهي إعداد "الإنسان المصلح"، فهو لا يهدف للوصول إلى الغاية الأولى، بل يريد من الإنسان الصالح أن يضمن صلاحه ويعمل لنقله إلى الأجيال التالية؛ لأن قيمة الهدف في الاستمرار، ولن يكون استمرارٌ ما لم يكن الصالح مصلِحًا، وهذا الهدف السامي نابعٌ من نفس منهج هذا الدين؛ لأنه منهج دعوة عالَمية للناس كافة؛ ولذا يقول تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴾ [الأعراف: 170]، ويقول تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾ [هود: 117])[5].

ومِن هنا يتضح أن هدف التربية في الإسلام هو تكوين المؤمن الصالح المُصلح، وهو العبد الربَّاني الذي يحمِل همَّ الدين، ولا يهدأ له بالٌ حتى يبلِّغ رسالة ربه إلى الناس كافة، أو حتى يرتفع الحق، ويعم العدل، وينعم الناس بالأمن والسلام في ظل شرعِ الله عز وجل، وبالحياة الكريمة.


[1] أساس البلاغة؛ للزمخشري.

[2] مختار الصحاح.

[3] روح المعاني؛ جزء 1 ص 132، 133.

[*] فضيلة الشيخ عبدالحليم محمود هو شيخ الأزهر الأسبق، وكان عميدًا لكلية أصول الدين، له مواقف شجاعة في رفض ما يسمى بمجمع الأديان، له مؤلفات عديدة في الدعوة والإصلاح.

[4] منهج الإصلاح الإسلامي في المجتمع؛ د. عبدالحليم محمود، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2002، ص129.

[*] الأستاذ بكلية الشريعة جامعة الكويت، وله مؤلفات في الدعوة والتربية؛ منها الأهداف الرئيسية للدعاة إلى الله، وأضواء على معوقات العمل الإسلامي المعاصر.

[5] طريق البناء التربوي الإسلامي، دار الدعوة، الكويت، دار الوفاء، مصر، ط2/ 1992، ص 115.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.14 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]