فقه الاستشارة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 187 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28425 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60031 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 819 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          من تستشير في مشكلاتك الزوجية؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          فن إيقاظ الطفل للذهاب إلى المدرسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-08-2020, 02:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي فقه الاستشارة

فقه الاستشارة


د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم



الحمد لله الذي هدانا صراطاً مستقيماً، وحبانا ديناً قويماً. لم يزل بعباده رحيماً، وللسائلين كريماً. وأشهد ألا إله إلا الله لا شريك له؛ محبة وتعظيماً. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.

أما بعد، فاتقوا - عباد الله -. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ﴾.

أيها المؤمنون!
من مستحسن الحزم الذي يكون به الظفر والقرار النجيح، ويسلم به المرء من نزق ضعفه البشري وصلف الرأي الأحاديّ وباديه، طلبُ صائب الرأي من أهله بالاستشارة واختيار راجح الآراء. فما تلك الاستشارة؟ وما ميزانها الشرعي؟ ومتى تكون؟ وما صفات المستشار؟ وما العمل عند تعدد الآراء؟ تساؤلات تقود إلى فقه صحيح لاستشارة راشدة، وبناء موقف سليم.

الاستشارة طلب للرأي من أهله، وتدقيق في معايير الاختيار عند التعارض. ولها في الشرع المطهَّر منزل سامٍ ووزن رجيح؛ فقد أثنى المولى على أهلها، وبيّن أنها من أخص من صفات أهل الإيمان، يقول الله - تعالى -: ﴿ فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ * وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ ﴾ [الشورى: 36 - 38]. ولعظم شأنها أمر الله - سبحانه - نبيه المعصوم - صلى الله عليه وسلم - فقال: ﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [آل عمران: 159]. وقد امتثل ذلك الأمر في خاصة أمره وعامة أمر الأمة؛ حتى غدت شوراه مضرب مثل في الكثرة. يقول أنس بن مالك - رضي الله عنه -: "ما رأيت أحداً أكثر مشاورة لأصحابه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " (رواه البيهقي، وقال ابن حجر: رجاله ثقات). وقد ورث عنه أصحابه تلك الغنيمة كابراً عن كابر، قال ابن عبدالبر: "كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يستشير في الأمر، حتى إن كان ربما استشار المرأة؛ فأبصر في رأيها فضلاً"، ولا غنى لأعقل الألبّاء عن فيض المشورة.

أيها المسلمون!
بالشورى يُدرك الصواب والرشد، وتتضح الغوامض، وتحل العُقد. يقول الحسن البصري: "ما تشاور قوم إلا هُدوا لأرشد الأمور". وقال عمر بن عبدالعزيز: "إن المشورة والمناظرة بابا رحمة، ومفتاحا بركة؛ لا يضل معهما رأي، ولا يُفقد معهما عزم". قيل لرجل من بني عبس: ما أكثر صوابَكم! فقال: نحن ألف وفينا حازم واحد، ونحن نشاوره ونطيعه؛ فصرنا ألف حازم. وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "الرأي الفرد كالخيط السحيل (غير المبرم)، والرأيان كالخيطين المبرمين، والثلاثة مرار (الحبل الذي أجيد فتله)؛ لا يكاد ينقض".

إذا بلغ الرأي النصيحة فاستعن
برأي نصيح أو نصيحة حازم

ولا تحسب الشّورى عليك غضاضة
فإنّ الخوافي رافدات القوادم


عباد الله!
بالشورى يدفع الإنسان عن نفسه اللائمة وإن أخطأ؛ ولذا قيل: المشورة حصن من الندامة، وأمان من الملامة. وقال عمرو بن العاص - رضي الله عنه -: "ما نزلت بي قطُّ عظيمة فأبرمتها حتى أشاور عشرة من قريش مرتين؛ فإن أصبت كان لي الحظ دونهم، وإن أخطأت لم أرجع على نفسي بلائمة". والشورى رحمة تطيَّب نفسَ المستشار، وتُذهب نفاره؛ ولذا باتت من سبل كسب القلوب التي أمر الله بها نبيه - صلى الله عليه وسلم - بقوله: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]. بل ربما قلبت الشورى حُرَقَ الضغينة وشائجَ مودّة، يقول معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما -: «لقد كنت ألقى الرجل من العرب، أعلم أن في قلبه عليّ ضغناً، فأستشيره، فيثير إليّ منه بقدر ما يجده في نفسه، فلا يزال يوسعني شتماً وأوسعه حلماً حتى يرجع صديقاً، أستعين به فيعينني، وأستنجده فينجدني». هكذا كان قدْر الشورى في ميزان الشرع والعقل؛ ولذا قال ابن عبدالبر: "الاستبداد مذموم عند جماعة الحكماء، والمشورة محمودة عند العلماء، ولا أعلم أحداً رضي الاستبداد وحمده".

أيها المؤمنون!
إن مِدحة الشورى سارية في كل موضع، وتتأكد حال الجهل أو الاشتباه، ويزداد التأكد إن كان الأمر عظيماً كبير الخطر والمتعلَّق والمآل. ويرعى فيمن يشاوَر أن يكون ذا عقل وتجربة؛ إذ بكثرة التجارب تصقل الفكرة وتتضح الرؤية؛ ولذا قالت العرب في مثلها السائر: " لا حكيم إلا ذو تجربة"، "وكل شيء يحتاج إلى العقل، والعقل يحتاج التجارب"، و"الأيام تهتك لك الأستار الكامنة". قال لقمان الحكيم لابنه: "شاور من جرّب الأمور؛ فإنه يعطيك من رأيه ما قام عليه بالغلاء، وأنت تأخذه مجاناً". ومن هنا غدت شورى كبار السن ذات قيمة، كما قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -: " رأي الشيخ خير من مشهد الغلام". والديانة والتقوى من خصال المستشار؛ لأمان سيرته، كما قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "شاور في أمرك من يخاف الله - عز وجل - ". ومن صفات المستشار النصح والمودة؛ فبالنصح تصدق الفكرة، ويتمحض الرأي. قال حكيم: إذا كنت مستشيراً فتوخَّ ذا الرأي والنصيحة؛ فإنه لا يُكتفى برأي من لا ينصح، ولا نصيحةِ من لا رأي له. وقال آخر: لا تشاور إلا الحازم غير الحسود، واللبيب غير الحقود.

وأنفع من شاورت من كان ناصحا
شفيقا فأبصر بعدها من تشاور

وليس بشافيك الشفيق ورأيه
عزيب (أي: بعيد) ولا ذو الرأي والصّدر واغر


بارك الله...

الخطبة الثانية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
وبعد، فاعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله...

أيها المسلمون!
وحتى يُستدَرَّ الرأيُ المصيب من أهله فإنه لا بد من تحيّن الوقت المناسب للاستشارة؛ فإن من عارضت فكرَه شوائبُ الهموم لا يسلم له رأي، ولا يستقيم له خاطر. مرَّ حارثة بن زيد بالأحنف بن قيس، فقال: لولا أنك عجلان لشاورتك في بعض الأمر، فقال الأحنف: يا حارثة! كانوا لا يشاورن الجائع حتى يشبع، والعطشان حتى ينقع (يروى)، والأسير حتى يطلق، والمضِّل (من ضاع له شيء) حتى يجد، والراغب حتى يُمنح. وليُحذر مِن استشارة من له غرض أو هوى فيما يستشار فيه؛ فالهوى صادٌّ، والأغراض جاذبة. والرأي إذا عارضه هوى، وجاذبته الأغراض؛ فسد.

أيها الإخوة في الله!
ولعل من أمثل طرق ما تُطلب به المشورة وتُعرض: أن يسوق المستشير للمستشار الأمر الذي يرغب الاستشارة فيه بتفاصيله المؤثرة بصيغة الاستفهام والاسترشاد، دون إبداء رأيه فيه، ويكونَ عرْضُ المستشار رأيَه بعد التأمل وتقليب النظر بصيغة يفهم منها الرأي ظناً دون جزم، كما قال الأحنف بن قيس: "اضربوا الرأي بعضه ببعض يتولّدْ منه الصواب، وتجنّبوا منه شدة الحزم، واتهموا عقولكم؛ فإن فيها نتائج الخطأ وذمَّ العاقبة". وبعد استتمام المستشير الاستشارة، فإنه ينظر في نتائج الآراء؛ ليختار أقربها للإصابة بتأمل محاسن الرأي ومساويه وإجراء الموازنة بينها وفعل صلاة الاستخارة. فإذا أتم ذلك فقد استكمل الأمر الشرعي، وفعل ما أرشد الله إليه في طلب الرأي الراشد. هكذا هو فقه الاستشارة. فما أحرانا باتباعه في عام ّ شأننا وخاصّه؛ لنوفَّق إلى جادة الصواب، ونسلم من معرّة اللائمة.



اللهم...


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 60.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 58.29 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]