فضل الاجتماع والائتلاف وخطر الفرقة والخلاف - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4417 - عددالزوار : 853361 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3948 - عددالزوار : 388523 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213998 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 56 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-08-2020, 02:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي فضل الاجتماع والائتلاف وخطر الفرقة والخلاف

فضل الاجتماع والائتلاف وخطر الفرقة والخلاف


الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع







إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.


أما بعدُ:
أيها الأخوة الكرام، لقد جاءت شريعة الإسلام بتحقيق مصالح العباد في معاشهم ومعادهم، فجاءت شريعة الإسلام لتؤكِّد مصالح عليا لا يجوز بحال أن يتمَّ الإخلال بها من أي أحد، فجرَّمت الشريعة وعظَّمت شناعة مَن حاول الإخلال بهذه الأصول الكبار والمصالح العظام، وبيَّنت أيضا ما يترتَّب على الإخلال بها من الفساد الذي يَلحَق الناس في معايشهم، ويُشوِّش عليهم حياتهم، ومن هذه الأصول العظيمة - التي جاءت الشريعة برعايتها وتأكيدها، وتعظيم شأنها وتعظيم ثواب مَن حافظ عليها، وتعظيم إثم مَن أخلَّ بها - ما يتعلق بلزوم الجماعة - جماعة المسلمين - فالاجتماع رحمة على العباد، الجماعة حق وصواب ورحمة، كما أن الفرقة زَيغ وعذاب، وإثم عظيم؛ يقول الله جل وعلا في كتابه العظيم: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103]، ويقول سبحانه محذرًا مما كان من أحوال الأمم السالفة: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 105]، وقال سبحانه مبينًا براءة منهج النبي صلى الله عليه وسلم وهدْيه مما عليه أهل الزيغ والاختلاف، قال سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [الأنعام: 159]، وقال سبحانه مبينًا اختصاص الرحمة بالذين حافظوا على الجماعة، ولم يَخرجوا عنها، قال سبحانه: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ﴾ [هود: 118، 119].


فجعل أهل الرحمة مستثنين من الاختلاف، وقال عز من قائل مبينًا ما فيه أهل التفرق والخلاف من شقاق وبُعد عن المنهج الذي أراده الله، قال سبحانه: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴾ [البقرة: 176]، إنهم منشقون عما أراد الله سبحانه من الخير والهدى لهذه الأمة.


ومما يوضح ما للاجتماع من استقرار الأمور وحسن الأحوال؛ حيث يجتمع المسلمون فيما بينهم، لهم ولاية واحدة، يسمعون لها ويُطيعون بالمعروف، ويكون هذا على وجه الخصوص لدى تسلُّط الأعداء، وتعدُّد الفتن، يُبيِّن هذا ما رواه البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: ((وإنما الإمام جُنة يُقاتَل من ورائه، ويُتَّقى به))؛ يقول الإمام النووي رحمه الله: الإمام في قوله عليه الصلاة والسلام: ((الإمام جُنة))؛ يعني: كالستر؛ لأنه يمنع العدو من أذى المسلمين، ويَمنع الناس بعضَهم من بعض، ويحمي بيضة الإسلام، ويتَّقيه الناس ويَخافون سَطوته.


ومعنى قوله: ((يُقاتَل من ورائه))؛ أي: يقاتَل معه الكفار والبُغاة والخوارج، وسائر أهل الفساد والظلم مطلقًا؛ انتهى كلامه رحمه الله.


وهذا يوضِّح أيضًا أن أئمة المسلمين ليسوا مطلقي الأيدي في رعيتهم وشعوبهم، يفعلون ما يريدون، ويتصرَّفون كما يشاؤون، إنما الواجب عليهم أن ينظروا في مصلحة رعيَّتهم، وأن يكونوا عونًا لهم على تيسير معايشهم.


ومن المستحيل أن يكون في شرع الله ما يكون للإمام فيه أن يقاتل رعيَّته، وأن يتسلَّط عليهم، فإن عذابه حينئذ يكون عظيمًا وعاقبته شنيعة، وإنما تنتظم الأمور بإمام يَحكم بالشرع، ويتلمس مصالح رعيَّته، ويكون من انتظام الأمور رعية تسمع وتُطيع بالمعروف، وتتابع إمامها، وتصبر على ما قد يكون من الجَور رعاية للمصالح العظمى للأمة، ومما يدل على هذا الأصل ما ثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَن كرِه من أميره شيئًا فليصبر، فإنه من خرج من السلطان شبرًا مات ميتة الجاهلية))، وفي لفظ: ((من رأى من أميره شيئًا فكرِهه فليصبر، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرًا فيموت، إلا مات ميتة الجاهلية))؛ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "معنى قوله شبرًا: هذا كناية عن معصية السلطان ومحاربته"، وقال الإمام ابن أبي جمرة رحمه الله: "المراد بالمفارقة: السعي في حَلِّ عَقْد البيعة التي حصلت لذلك الأمير ولو بأدنى شيء، فكنَّى عنها بمقدار شبر؛ لأن الأخذ في ذلك يؤول إلى سفك الدماء بغير حق".


وقوله صلى الله عليه وسلم: ((مات ميتة جاهلية))، معنى ذلك أنه يكون على ما كان عليه الجاهلية من قبل، فيموت كموتهم على ضلال، وليس له إمام مطاع؛ لأنهم كانوا لا يعرفون ذلك، يعني أنهم كان كل منهم يعتبر نفسه رأسًا، ويريد أن يُصرِّف الأمور؛ فلذلك ضعفوا وتسلَّط عليهم مَن حولهم من الأمم، وهذا بيِّنٌ في تاريخ الأمة العربية قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف أنهم كانوا مُتسلَّطًا عليهم من قبل الأمم الأخرى!


ثم إن مما يوضح ما يجب على المسلمين من المحافظة على هذا الأصل العظيم، ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أمره بالسمع والطاعة لولاة الأمر ما داموا مقيمين بالصلاة، وما داموا محافظين على الأصول العظمى التي جاءت بها الشريعة، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: ((عليك السمع والطاعة في عُسرك ويُسرك، ومنشطك ومكرهك، وأثرة عليك))؛ قال الإمام النووي رحمه الله: قال العلماء: معناه تجب طاعة ولاة الأمور فيما يشق وتكرهه النفوس، وفي غيره مما ليس بمعصية، فإن كان معصية فلا سمع ولا طاعة؛ كما صرَّح به في الأحاديث الباقية.


والمقصود أن المسلمين إنما يتنعَّمون بالحياة الطيبة، وما يكون من الخير في معاشهم ومعادهم، بأن تكون لهم جماعة متآلفة، ولا جماعة تكون إلا بإمام يُسمع له ويُطاع بالمعروف، حتى لو وُجِد في بعض الأحيان ما يكون من استئثار الأئمة ببعض أمور الدنيا، فإن ذلك لا يُبيح الخروج عليهم، بل الواجب الصبر على ذلك؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: ((أدُّوا الذي لهم، وسَلُوا الله الذي لكم))، وهنا لحظ النبي صلى الله عليه وسلم ما يكون عادة - وفي الغالب - من الأئمة من الاستئثار بأمور الدنيا، ولذلك نص في البيعة: وعلى أثرة علينا، والأثرة هي: الاستئثار والاختصاص بأمور الدنيا؛ يقول النووي رحمه الله: أي: اسمعوا وأطيعوا، وإن اختص الأمراء بالدنيا ولم يُوصلوكم حقَّكم مما عندهم.


وهذا كله أيها الأخوة الكرام يُبين رعاية الشريعة للمصلحة العظمى، وهي انتظام الأمور واجتماع الناس، وألا يكون بينهم الشقاق والفرقة والاختلاف؛ لأن عاقبة ذلك في الغالب إذا وُجِد التنازع والاختلاف أنها تتقطع السبل، ولا يستطيع الناس إقامة معايشهم، فلا أعمال تُقام، ولا أحوال تُدار، ولا يُمكن إقامة العبادات كما أمر الله جل وعلا؛ لأن الناس بعد ذلك يَصيرون في خوف وهلعٍ، همُّهم الإبقاء على رمَقهم، والإبقاء على حياتهم، وهذا مشاهد في كثير من الدول في الماضي والحاضر، وكيف أنه إذا وُجِد التنازع بين أهل البلدة الواحدة، فإنهم يكونون إلى شر عظيم، والدخول إلى هذا المنتهى من التنازع حينما لا توجد قيادة يسمع لها ويطاع، حتى ولو كان عند هذه القيادة ما عندها من الخلل في أمور الدنيا، ما دام الدين سالِمًا، وهذا مشاهد في القديم والحديث، ومن هنا تَوارَدت النصوص التي توجب الحفاظ على هذه المصلحة العليا، والتراضي عن المصالح الدنيوية، والمصالح العليا هي الحفاظ على الكليات الخمس التي جاءت الشريعة بتأكيدها، والشرائع جميعًا، وهي رعاية الدين: الحفاظ على الدين وإظهاره، وكذلك الحفاظ على الأنفس والأرواح، وهكذا الحفاظ على الأعراض، وكذلك الحفاظ على الأموال، كل ذلك مما يجب العناية به، ولا يكون إلا بوجوب جماعة للمسلمين من خلف إمام يُسمع له ويُطاع.


ولذا كان توارُد هذه النصوص التي تؤكد هذا الأمر، وتَعِد بالثواب العظيم وحُسن العاقبة لمن حافظ عليه، كما أنها تتوعَّد بسوء العاقبة لمن أخلَّ به، وفتح على المسلمين باب الشر في تنازعهم فيما بينهم، وفي اختلافهم واقتتالهم فيما بينهم عياذًا بالله من ذلك.


بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدي النبي الكريم، أقول ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
▲▲▲▲▲▲


الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومَن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين.


أمَّا بعدُ:
فاعلموا رحمكم الله أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي رسول الله، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة في دين الله بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، واعلموا رحمكم الله أن ملك الموت قد تخطَّانا إلى غيرنا، وسيتخطى غيرنا إلينا، فالسعيد مَن استعدَّ للقاء ربه، وأدى ما أُمِر به.


أيها الأخوة الكرام، إن المصالح العليا للأمة واجب على كل أحد رعايتها، وكما تقدَّم أن من أعظم هذه المصالح اجتماع الأمة وائتلاف القلوب، والبعد عن الشقاق والخلاف.


عُنِيت الشريعة بهذا على مستويات عدة؛ على مستوى الأفراد فيما بينهم، وعلى مستوى الأسرة والعائلة الواحدة، وعلى مستوى المجتمع الصغير من قبيلة أو حي، أو مدينة أو دولة، وعلى مستوى المجتمع الكبير، على مستوى الدولة والأمة جمعاء.


الاجتماع خير ورشد ورحمة، وحُسن عُقبى، والفرقة والخلاف زَيْغ وشقاق، وسوء حال في المعاش والمعاد؛ يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه الإمام أحمد وغيره: ((نضَّر الله امرأً سمع مقالتي، فوعاها وحفِظها وبلَّغها، فرُبَّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلبُ امرئ مسلم - يعني: لا يجمعهن، ولا تكون في قلب المسلم من جهة منازعتها، ومن جهة الإخلال بها، وإنما قلب المسلم محافظ عليها - إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمَّة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن الدعوة تُحيط من ورائهم)).


هذه الأمور الثلاثة لا يُمكن أن يوجد فيها الغش من مسلم، لا يُمكن أن يكون مسلم يبتغي الله والدار الآخرة، ثم يُشرك في عمله ولا يُخلص لله، ولا يُمكن لمسلم - يَعرِف الدين الحق - أن يكون عنده غش لأئمة المسلمين، ولا يمكن لمسلم - يعرف الدين الحق - أن يُخل بجماعة المسلمين؛ ولذا بيَّن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثمرة ذلك، وقال: ((فإن الدعوة تحيط من ورائهم)).


يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فقد جمع في هذا الحديث بين الخصال الثلاث: إخلاص العمل لله، ومناصحة أُولي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، وهذه الثلاث تجمع أصول الدين وقواعده، وتجمع الحقوق التي لله ولعباده، وتنتظم مصالح الدنيا والآخرة.


ويقول العلامة ابن القيم رحمه الله في هذه الثلاث: ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم؛ أي: لا يبقى فيه غل، ولا يحمل الغل مع هذه الثلاث، بل تَنفيه عنه، وتُنقيه منه، وتُخرجه عن هذه الأمور؛ فإن القلب يغل على الشرك أعظم غلٍّ، وكذلك يغل على الغش، وعلى خروجه عن جماعة المسلمين بالبدعة والضلالة، فهذه الثلاث تَملؤه غلاًّ ودغلاً وداءً، وإنما دواء هذه الأمور الثلاث، واستخراج أخلاطه - بتجريد الإخلاص لله جل وعلا، والنصح ومتابعة السنة.


أيها الأخوة الكرام، إن المسلم له أثرٌ في انتظام الأمور على مستوى ذاته الفردية، بألا يُشيع إلا الخير، ولا يدعو إلا إلى الخير، وأن يكون ممن يؤلِّف القلوب، ويجمع الشتات؛ سواء على مستوى الأفراد، أو على مستوى الجماعة، ويكون هذا بنقل الخير وإشاعته، وقطْع كل شر ومنْع دابره؛ حتى لا يشيع بين الناس الفسادُ، فإنما يتكوَّن المجتمع من أفراد يُكوِّنون الصورة العامة لِما يكون في أذهانهم وفي تصوُّراتهم ومنطلقاتهم، ومتى صلحت هذه التصورات والمعتقدات، وكان بناؤها على هذه الأصول العظام التي جاءت الشريعة برعايتها، كانت المجتمعات إلى خير وإلى حسن عُقبى.


وفي كثير من الأحيان كما رُوِي في أُمم سالفة، تكون الفكرة السيئة التي تؤدي إلى الشر بادئةً من أفراد، حتى تنتشر في المجتمع، لكن إذا كان كل فرد يتصوَّر التصوُّر الصحيح الذي منطلقه الكتاب والسنة، والعقيدة التي جاء بها نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم، وتابَعه عليها الصحابة وأتباعهم بإحسان، كان الخير منتهى هذا المجتمع، وكانت الثمرات فيه يانعة، وكان أبعد عن كل شر بأمر الله وتوفيقه.


ألا وصلُّوا وسلِّموا على خير الخلق نبينا محمد، فقد أمرنا الله بذلك، فقال عز من قائل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].


اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
اللهم وارضَ عن خلفائه الراشدين والأئمة المهديين؛ أبي بكر وعمر، وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات؛ الأحياء منهم، والأموات.
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان.
اللهم وفِّقهم لكل خير وهدى وأعِذْنا وإياهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم فرِّج همَّ المهمومين، ونفِّس كَرْب المكروبين، واقضِ الدَّين عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل بلدنا هذا آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم أصلح أئمتنا وولاة أمورنا، ووفِّق وَلي أمرنا ونائبيه لِما فيه الخير والهدى، ولِما فيه خير العباد والبلاد يا رب العالمين.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وارحمهم كما ربَّوْنا صغارًا يا رب العالمين.
اللهم أصلح أحوال إخواننا الْمُبتلين واحقِن دماءهم، ويسِّر أمورهم.
اللهم وأصلح أحوالهم يا رب العالمين في سوريا وفي ليبيا، وفي مصر، وفي غيرها من البلاد يا رب العالمين.

اللهم احقِن دماء إخواننا في الشام وفي بورما، وفي ليبيا وفي اليمن، وفي غيرها من البلاد يا رب العالمين.
اللهم أعِذْنا وإياهم من الفتن.
اللهم أصلح أحوال المسلمين.
اللهم ألِّف بين قلوبهم يا رب العالمين.
سبحانك ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.30 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (2.67%)]