فلنحيينه حياة طيبة - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4416 - عددالزوار : 852440 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3947 - عددالزوار : 387750 )           »          هل لليهود تراث عريق في القدس وفلسطين؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 33 - عددالزوار : 1055 )           »          أوليــاء اللــه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          المشكلات النفسية عند الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل المديرون بحاجة للحب؟هل تحب وظيفتك ومكان عملك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          وأنت راكع وساجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          لماذا تصاب المرأة بالقولون العصبي بــعد الــزواج؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          لطائف تأخير إجابة الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 14-07-2020, 02:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي فلنحيينه حياة طيبة

فلنحيينه حياة طيبة


د. باسم عامر






في عصر المادية







فلنحيينه حياة طيبة




تشير الإحصاءات المقدَّمة من منظَّمة الصِّحة العالمية إلى أنَّ نِسَبَ الانتحار الأعلى في العالَم هي في دول الاتِّحاد السوفيتي السابق، وكذلك في بعض الدول الأوربية الغنيَّة؛ كفرنسا والسويد وسويسرا، فإلى ماذا تشير تلك المعْلومة لمن تأمَّلَها؟ لا بدَّ من التَّنويه قبل ذلك على أنَّ الإنسان لا يُقْدِم على الانتحار إلا إذا وصل إلى مرحلة نفسية معقَّدة، وشعور كبير باليأس والإحباط.





إنَّ تسجيل أعلى نسبة انتحار في دول ترفع راية الإلحاد واللاَّدينية (كدُول الاتِّحاد السوفيتي السابق)، وكذلك في دولٍ مشهورة بالثَّراء والرفاهية والتَّرَف، (كالسويد: أعلى دخْل فردي في العالَم) - تشير إلى حقيقةٍ لا جدال فيها، يَفهمها أكثرُ الناس بشكل معكوس، وهي: أنَّ السبيل إلى الراحة والسعادة ليس في التحرُّر من الدِّين والانسلاخ منه (الشعوب السوفيتية مثالاً)، وكذلك ليس في الوصول إلى الشِّبَع المادي بشتَّى صُوَره وألوانه (الشعوب الأوربِّية مثالاً)، والتجارب أثبتت صدْق هذا الكلام، وإن ادَّعى الناس خلاف ذلك.



إنَّ الذي يعْلَم ما يُسعِد الإنسانَ ويُفرِح قلبَه هو الذي أوجده وصنَعه وهو الله - جل وعلا - فالله - تعالى - وليس غيره أعلَمُ بحال الإنسان من الإنسان، فلا سبيل للإنسان الباحث عن السعادة والعيش الطيِّب إلا بمعرفة السبيل إلى ذلك عن طريق خالقه وفاطره - سبحانه وتعالى.



فإلى ماذا دلَّنا الله - تعالى - وهو أعلم بنا منَّا؛ لكي تتحقَّق الحياة السعيدة الهانئة؟




معادلةٌ ربَّانية يسيرة إنْ حقَّقها العبد تحقَّقتْ له الحياة الطيبة، هذه المعادلة هي وَعْدُه - عزَّ وجلَّ - بالحياة الطيبة لمن عمل صالحًا وهو مؤمن، قال - تعالى -: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، فالآية الكريمة ذكرتْ طرفي المعادلة:

الطرف الأول: العمل الصالح والإيمان ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ ﴾ [النحل: 97].



والطرف الثاني: الحياة الطيبة في الدنيا، بالإضافة إلى الجزاء الأخروي ﴿ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].



فالطرف الأول شرط لتحقُّق الطرف الثاني، يقول ابن القيم في "المدارج": "وقد جعل اللهُ الحياةَ الطيبةَ لأهل معرفته ومحبته وعبادته، فقال - تعالى -: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، وقد فُسِّرت الحياة الطيبة بالقناعة والرِّضا والرزق الحسَن وغير ذلك، والصواب أنها حياة القلب، ونعيمه وبهجته وسروره بالإيمان ومعرفة الله ومحبته والإنابة إليه والتوكُّل عليه، فإنه لا حياة أطيب من حياة صاحبها، ولا نعيم فوق نعيمه إلا نعيم الجنَّة".



وقد ساق ابن كثير في "تفسيره" الأقوالَ الواردةَ في الحياة الطيبة، فقال: "والحياة الطيبة تَشمل وجوه الرَّاحة من أيِّ جهة كانت، وقد رُوِي عن ابن عباس وجماعة أنهم فَسَّروها بالرزق الحلال الطيب.



وعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه فسَّرها بالقناعة، وكذا قال ابن عباس، وعِكْرِمة، ووَهْب بن منبِّه.



وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: إنها السعادة.



وقال الحسن، ومجاهد، وقتادة: لا يَطِيب لأحد حياة إلاَّ في الجنة.



وقال الضحَّاك: هي الرزق الحلال والعبادة في الدنيا، وقال الضحاك أيضًا: هي العمل بالطاعة، والانشراح بها.

والصحيح أن الحياة الطيبة تَشمل هذا كلَّه".



وقال الشنقيطي في "الأضواء" في سياق تعليقه على الآية: "وفي الآية الكريمة قرينة تدلُّ على أن المراد بالحياة الطيبة في الآية حياته في الدنيا حياة طيِّبة، وتلك القرينة هي أنَّنا لو قدَّرنا أن المراد بالحياة الطيبة حياته في الجنة في قوله: ﴿ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ صار قوله: ﴿ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ تكرارًا معه؛ لأنَّ تلك الحياة الطيبة هي أجْر عملهم، بخلاف ما لو قدَّرْنا أنها في الحياة الدنيا؛ فإنه يصير المعنى: فلنحْيينه في الدنيا حياة طيِّبة، ولنجزينَّه في الآخرة بأحسن ما كان يعمل، وهو واضح".



فالخلاصة أن الحياة الطيبة الموعودَ بها في الآية إنما هي في الدنيا، وهي واحةٌ موجودةٌ لمن آمن بالله - تعالى - وعَمِل صالحًا، فليست الحياة الطيبة كما يظن الكثيرون بالانغماس في المادَّة، يقول صاحب "الظِّلال": "وفي الحياة أشياء كثيرة غير المال الكثير، تَطِيب بها الحياة في حدود الكفاية؛ فيها الاتِّصال بالله، والثقة به، والاطْمئنان إلى رعايته وسَتْره ورضاه، وفيها الصِّحة والهدوء والرِّضا والبركة، وسكن البيوت ومودَّات القلوب، وفيها الفرح بالعمل الصالح وآثارِه في الضمير وآثاره في الحياة.. وليس المال إلا عنصرًا واحدًا يكفي منه القليل، حين يتَّصل القلب بما هو أعظم وأزكى وأبْقى عند الله، وأن الحياة الطيبة في الدنيا لا تُنقص من الأجر الحسن في الآخرة".



نماذج من أقوال مَن ذاقوا الحياة الطيبة:

♦ إبراهيم بن أدهم التابعي الإمام الزاهد:

قال لبعض أصحابه يومًا: "لو عَلِم الملوكُ وأبناءُ الملوك ما نحن فيه - أيْ: من السعادة والسُّرور - لجالَدُونا عليه بالسيوف"؛ "البداية والنهاية لابن كثير".



قال ابن الجوزي في "صيد الخاطر" معلِّقًا على كلام ابن أدهم: "ولقد صَدَقَ ابن أدهم؛ فإنَّ السلطان إنْ أكل شيئًا خاف أن يكون قد طُرِحَ له فيه سُم، وإن نام خاف أن يُغتال، وهو وراء المغاليق لا يمكنه أن يخرج لفرجة، فإن خرج كان منزعجًا من أقرب الخلق إليه، واللَّذَّة التي ينالها تَبْرد عنده، ولا تُبقِي له لذَّة مطْعم، ولا مَنْكح.



وكلما استظرَفَ المطاعم أكثر منها ففسدَتْ معدته، وكلَّما استجدَّ الجواري أكثر منهن فذهبت قُوَّته، ولا يكاد يبعد ما بين الوطء والوطء، فلا يجد في الوطء كبيرَ لذَّة؛ لأنَّ لذَّة الوطْء بقدر بُعْد ما بين الزَّمانين، وكذلك لذَّة الأكل.



فإن من أكل على شِبَع ووَطِئ من غير صدْقِ شهوة وقلق، لم يجد اللذَّة التامة التي يجدها الفقير إذا جاع، والعزب إذا وجد امرأة.



ثم إن الفقير يَرمي نفسه على الطريق في الليل، فينام ولذَّة الأمن قد حُرِمها الأمراء، فلذتهم ناقصة وحسابهم زائد.



والله ما أعرف مَن عاش رفيع القدر بالغًا من اللذَّات ما لم يبلغ غيره، إلاَّ العلماء المخْلِصين، كالحسن وأحمد وسفيان، والعُبَّاد المحقِّقين كمعروف، فإن لذَّة العلم تزيد على كل لذَّة"؛ اهـ.



الإمام ابن تيمية:

يحكي لنا تلميذه ابن القيِّم عن بعض أحواله، فيقول:

سمعتُ شيخ الإسلام ابن تيميَّة - قدَّس الله روحه - يقول: إنَّ في الدنيا جنَّة، مَن لم يدخلها لا يدخل جنَّة الآخرة.



وقال لي مرة: ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنَّتي وبستاني في صدري، أين رُحتُ فهي معي لا تفارقني، إنَّ حبسي خلْوة، وقَتْلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة.



وكان يقول في محبسه في القلعة: لو بذلت ملء هذه القاعة ذهَبًا ما عدل عندي شكر هذه النعمة، أو قال: ما جزَيْتُهم على ما تسبَّبُوا لي فيه من الخير ونحو هذا، وكان يقول في سجوده وهو محبوس: اللَّهم أعِنِّي على ذِكْرك وشكرك وحُسْن عبادتك، ما شاء الله.



وقال لي مرَّة: المحبوس من حُبِس قلبه عن ربِّه - تعالى - والمأسور من أسَره هواه.



ولما دخل إلى القلعة، وصار داخل سُورها نظر إليه، وقال: ﴿ فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ ﴾ [الحديد: 13].



وبعد ذلك يقول ابن القيِّم حاكيًا عن حاله: "وعَلِم الله ما رأيتُ أحدًا أطيب عيشًا منه قطُّ، مع ما كان فيه من ضيق العيش، وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها، ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشًا، وأشرحهم صدرًا، وأقواهم قلبًا، وأسَرِّهم نفْسًا، تَلُوح نَضْرة النعيم على وجهه، وكنا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منَّا الظنون، وضاقت بنا الأرض، أتيناه فما هو إلاَّ أن نراه ونسمع كلامه، فيذهب ذلك كلُّه، وينقلب انشراحًا وقوَّة ويقينًا وطمأنينة، فسُبحان مَن أشهد عباده جنَّته قبل لقائه، وفتح لهم أبوابها في دار العمل، فآتاهم من رُوحِها ونَسِيمها وطِيبها ما استفرغ قُوَاهم لطلبها والمسابقة إليها"؛ اهـ. "الوابل الصيب لابن القيم".



قال بعض العارفين: إنه لَيَمرُّ بالقلب أوقات أقول: إنْ كان أهل الجنة في مثل هذا إنَّهم لَفِي عيش طيِّب، وقال بعض المحبِّين: مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطْيَب ما فيها، قالوا: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبَّة الله والأُنْس به، والشوق إلى لقائه، والإقبال عليه، والإعراض عمَّا سواه؛ "مدارج السالكين لابن القيم".



وبعد هذه النُّقول، فقد يَستصعب أحدٌ وصولَه إلى هذه المرتبة من الحياة الطيبة؛ بحجة أنَّ هؤلاء علماء وأئمة وعارفون... إلخ، وهذا فَهْم خاطئ، لأنَّ الله - عزَّ وجلَّ - ما جعل وَعْده في القرآن الكريم لأفرادٍ من الناس يُعَدُّون على الأصابع، بل كل من يتحقَّق فيه الشرط المذكور في الآية ينال نصيبًا من الحياة الطيبة، فمعادلة الحياة الطيبة كما بيَّنها القرآن الكريم هي: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، نسأل الله العظيم من فضله.



وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلَّم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 93.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 91.32 كيلو بايت... تم توفير 1.94 كيلو بايت...بمعدل (2.08%)]