أمارات الإخلاص - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         كلام جرايد د حسام عقل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 33 )           »          تأمل في قوله تعالى: {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره... } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          بيان معجزة القرآن بعظيم أثره وتنوع أدلته وهداياته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          { ويحذركم الله نفسه } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          رمضان والسباق نحو دار السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          جدول لآحلى الأكلات والوصفات على سفرتك يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 772 )           »          منيو إفطار 19 رمضان.. طريقة عمل الممبار بطعم شهى ولذيذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          جددي منزلك قبل العيد.. 8 طرق بسيطة لتجديد غرفة المعيشة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-06-2019, 07:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,653
الدولة : Egypt
افتراضي أمارات الإخلاص

أمارات الإخلاص
مشاري بن عيسى المبلع

الخطبة الأولى

الحمد لله القادر القوي ذي القوة والحول، الواجبة عبادته وإجلاله بالفعل والقول، منجي المؤمنين وكاسر الكافرين عند شدة الهول، (غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول).
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، بارئ السبع الطباق، خالق الكائنات على أبدع خلق في اتفاقها والافتراق، (رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق)، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، النذير الذي أرسله بالبشرى، الحبيب الذي يسره الله ومن اتبعه لليسرى، المنزلُ فيه (ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربه الكبرى)، اللهم فصل وسلم عليه، كما فضلتنا ببعثته فينا على من سوانا، وعلى آله الذين بقربه علوا فضيلة وشأنا، وعلى أصحابه الذي قلت فيهم: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلاً من الله ورضوانا). أما بعد:
أوصيكم أحبتي ونفسي بتقوى الرقيب الذي هو على أفعالكم رقيب، واتباع أوامره واجتناب نواهيه فإن أجل الله قريب، والتوبة إليه (وما يتذكر إلا من ينيب).
أيها المؤمنون! انشغلنا هذه الأيام بما يثار في وسائل الإعلام بقضية لا تخفى، وانشغلنا في ماضي الأيام بأمور، وسنُشغل في مستقبل الأيام إن أحيانا الله بقضايا لا تنتهي، منها ما يثار لذاته، ومنها ما يثار لغيره، والله أعلم بمقاصد من يثيرها! وبين هذه وتلك يصبح المرء ويمسي وهو لا يزال يرواح مكانه في سيره إلى الله، فلا حصل زادا يعينه على سفره إلى الدار الآخرة، ولا أصلح دنياه، وهذا لا ينقص قدر مدافعة المنكرات، ولا قيمة من يشتغلون بها، لكني هنا أدعو نفسي وإياكم إلى قضية لا يمكن التخلي عنها، لا تتخلى عنها في حضرك وسفرك، وفي حياتك وبعد موتك، ألا وهي الإخلاص لمن بيده ملكوت السماوات والأرض؛ إذ إن الإخلاص عليه مدار القبول، وبه يكون التفاضل بين الأعمال والثواب عليها عند الله - تعالى-، ولذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - يرحمه الله -: "والعبد قد يأتي بالحسنة بنية وصدق وإخلاص تكون أعظم من أضعافها".
الإخلاص أيها الأحبة ناتج عن معرفة الله - جل وعلا - بأسمائه وصفاته، التي تثمر محبة الله والخوف منه، ورجاء ما عنده.
ولسائل أن يسأل: ما هو الإخلاص؟ فأقول: هو استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن، ولن أتحدث اليوم عن كيفيات الإخلاص، بل حديثي منصب على كيفية معرفة الإنسان نفسه أنه مخلص أو ليس كذلك، فدونك أيها المسلم علامات الإخلاص، ثم انظر في نفسك وحالك، وستعلم حينها أن الإخلاص عزيز في الأعمال، قليل في النفوس، وإنما كان كذلك؛ لأن الله - عز وجل - إنما يتقبل من المتقين، وكثير منا يعد نفسه في مصاف المتقين أو قريبا منهم، وبينه وبينهم كما بين المشرق والمغرب، فاللهم ارحمنا برحمتك.
فأولى العلامات هي: ابتغاء وجه الله، والخلوص من الرياء، وتتحقق هذه الخصلة بألا يبتغي المرء مصلحة من الدنيا بعمل الآخرة، ولا يدفع مضرة من الدنيا به، ولا يطلب ثناء وشهرة به أيضاً، واستمع إلى محمد بن القاسم إذ يقول: "سمعت محمد بن أسلم كذا وكذا مرة يحلف: لو قدرت أن أتطوع حيث لا يراني ملكاي لفعلت خوفاً من الرياء، وكان يدخل بيتاً له، ويغلق بابه، ولم أدر ما يصنع حتى سمعت ابناً له صغيراً يحكي بكاءه، فنهته أمه، فقلت لها: ما هذا؟ قالت: إن أبا الحسن يدخل هذا البيت، فيقرأ ويبكي، فيسمعه الصبي، فيحكيه، وكان إذا أراد أن يخرج، غسل وجهه، واكتحل، فلا يرى عليه أثر البكاء، " ولذا يقول رسولنا - صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح مسلم-: (( إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي)).
وثاني العلامات: المحبة لعمل الخلوة والخبيئة الصالحة، وهذه من أبرز علامات الإخلاص، والمخلصون أشد ما يحرصون عليه إخفاء صالح أعمالهم غير الفرائض؛ لأن أعمال السر أشد على الشيطان، وهي أبعد عن مخالطة الرياء والعجب والشهرة، ولسلفنا الصالح نصيب عظيم من هذا، فعن يحيى ابن معين قال: وكان يحيى بن سعيد القطان يجيء معه بمسباح، فيدخل يده في ثيابه، فيسبح " حتى لا يعلم الناس أنه يسبح".
سجية منهمْ تلكَ غير محدثة *** إن الخلائق فاعلم شرُّها البدع
العلامة الثالثة على الإخلاص: موافقة الباطن للظاهر وعدم مخالفة السريرة العلانية، وهذه من صفات عباد الله المخلصين الذين يفعلون ما يقولون، ويخالفون بهذه المنافقين الذين قال الله فيهم: (يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم)، يقول ابن الأعرابي: "أخسر الخاسرين من أبدى للناس صالح أعماله، وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد".

ورابعة علامات الإخلاص لله - تعالى-: الخوف من رد الأعمال الصالحة، وذلك ما وصف الله به المخلصين في قوله - سبحانه -: (والذين يؤتون ما ءاتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون) يقول ابن كثير - يرحمه الله -: " أي يعطون العطاء وهم خائفون وجلون أن لا يتقبل الله منهم".
عن محمد بن مالك بن ضغيم قال: حدثني مولانا أبو أيوب، قال: قال لي أبو مالك يوماً: " يا أبا أيوب! احذر نفسك على نفسك، فإني رأيت هموم المؤمنين في الدنيا لا تنقضي، وايم الله، لئن لم تأت الآخرة والمؤمن بالسرور، لقد اجتمع عليه الأمران: هم الدنيا، وشقاء الآخرة، قال: قلت: بأبي أنت وأمي، وكيف لا تأتيه الآخرة بالسرور، وهو ينصب لله في دار الدنيا ويدأب؟ قال: يا أبا أيوب، فكيف بالقبول؟ وكيف بالسلامة؟ قال: ثم قال: كم رجل يرى أنه قد أصلح شأنه، قد أصلح قربانه، قد أصلح همته، قد أصلح عمله، يجمع ذلك يوم القيامة، ثم يضرب به وجهه ".
وخامسة العلامات أيها المسلمون -: الفرار من العجب وتزكية النفس، وهذا من سيما المخلص الذي يعلم أن الله هو المتفضل عليه بكل نعمة، فأنعم عليه بجسد يعبدُه، ثم أنعم عليه أن وفقه للعبادة، يقول مسروق - رحمه الله -: " كفى بالمرء علماً أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلاً أن يعجب بعمله".
أيها المصلون! وآخر علامات الإخلاص لله - تعالى -: مجاهدة هوى النفس وجعله تابعا للحق، وهذه العلامة تعد من أشق ما يكون على نفوس المخلصين؛ لأن الهوى ميل النفس إلى الطبع، ولا يتخلص منه إلا الصديقون من المؤمنين، ويحتاج التخلص منه إلى متابعة دقيقة للقلب، ومجاهدة عظيمة للنفس، ولذا كانت العاقبة لمن خالف هوى نفسه في الحق هي الجنة، (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فإن الجنة هي المأوى).

يقول الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز - يرحمه الله -: " لا تكن ممن يتبع الحق إذا وافق هواه، ويخالفه إذا خالف هواه، فإذاً أنت لا تثاب على ما وافقته من الحق وتعاقبُ على ما تركته منه؛ لأنك إنما اتبعت هواك في الموضعين".اللهم ارزقنا الإخلاص في عبادتك، وموافقة سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - إنك على كل شيء قدير.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.05 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (3.36%)]