|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
التفكير فيما أراه
التفكير فيما أراه أ. عائشة الحكمي السؤال السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، أنا لديَّ مشكلة في التفكير الزائد الذي سبَّب لي الإزعاج ولا أستَطِيع التوقُّف عنه، وعادةً أفكِّر عندما أُشاهِد برنامجًا أو مسلسلاً؛ فأفكِّر في بعض المشاهد، ولا أستَطِيع التوقُّف، وفي بعض الأيَّام من كثْرة التفكير في هذه الأمور لا أستطيع النوم وأحاوِل عدم مشاهَدة هذا البرنامج أو المسلسل مع أنَّه يُعجِبني؛ لكي يتوقَّف هذا التفكير، ولكن لا يتوقَّف التفكير بعد عدم مشاهدتي للبرنامج أو المسلسل إلاَّ بعد وقتٍ طويل. أرجو منكم مُساعَدتي على حلِّ مُشكلَتي، ولكم جزيل الشكر. الجواب وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. إنَّ اختِزال المشكِلة النفسيَّة في بضعةِ أسطُر، وبكلماتٍ غير مُفسَّرة، لا يُساعِد كثيرًا على إعطاء تَشخِيصٍ دقيقٍ للمشكلة، ومع ذلك أعتَقِد أنَّ مشكلتكِ تقَع ضمن نِطاق "الوسواس القهري" بما يُسمَّى بـ"الاجترار الوسواسي" Obsessive Ruminations. يُعرَّف الاجترار الوسواسي بأنَّه: "الوقوع في شِراك مجموعةٍ من الأفكار المتعلِّقة بموضوعٍ معيَّن، بحيث لا يستَطِيع المريضُ التوقُّف عنها، وعادةً ما يكون الموضوع نفسُه من المواضيع التي لا معنى للتفكير فيها؛ مثل: التفكير فيما حدَث خلال اليوم من أقوال وأفعال، وممَّن قابَلَهم الشخْص، وكأنَّما يستَرجِع الأحداث المهمَّة وغير المهمَّة من دون أنْ يستطيع التوقُّف عن ذلك". وهذا النَّوع من الاجتِرار قد يحدُث بصورةٍ واعيةٍ وبكامل إرادة الشَّخص، كما هو الحال في بعْض أحلام اليقَظَة، وهنا يُمكِن للشخص التوقُّف عن هذا التفكير بإرادته، كما قد يحدُث الاجتِرار بطريقةٍ لا إراديَّة، كما هو الحال مع مرضى الوسواس القهري، فبرغم وعْي المريض بالوسواس بعدم جَدوَى تفكيره في الموضوع الذي يَشغَل عقلَه إلاَّ أنَّه يَشعُر بالعجْز عن إيقاف التفكير، وهو الأمر الحاصل معكِ أنتِ أيضًا. العلاج: 1- بصفةٍ عامَّة، تتحسَّن الحالة إذا تَمَّ الجمْع بين العلاجين: الدوائي والسلوكي المعرفي، وهذا يستَلزِم منكِ الذهاب إلى عِيادة نفسيَّة لتلقِّي العلاج الدوائي وحضور جلسات التدريب المعرفي بانتظام وصبر. 2- تعلَّمِي القدرةَ على السَّيْطَرة على أفكارِكِ بدَلاً من جعْلِها تُسَيطِر عليكِ؛ عبْر إبدال التفكير في المشهد الذي مرَّ بكِ بالتفكير بأمرٍ آخَر أكثر إيجابيَّة وإنتاجًا، وإسعادًا وإلهامًا، وتحفيزًا بالنسبة لكِ. 3- تعلَّمي شيئًا جديدًا لم يَسبِق لكِ تعلُّمه من قبلُ، وانشَغِلي تمامًا بتعلُّمه بدقَّة واحترافيَّة وبكامل تركيزكِ. 4- سجِّلي الأفكارَ التي تدور في ذهنكِ على ورقة، ولا تتوقَّفي عن الكتابة حتى تَشعُري بأنكِ قد كتبتِ كلَّ شيء، ثم مزِّقي الورقة بعد ذلك! 5- تجنَّبي الوحدة والجلوس بمفردكِ، ولا تكوني حبيسةَ المنزل والتسمُّر أمام شاشة التلفاز، بل انطَلِقي في الحياة الاجتماعيَّة خارج المنزل مع الأهل والصديقات حتى تتحسَّن حالتكِ. 6- استَعمِلي طريقة قطْع التفكير بحلقات المطَّاط؛ بحيث تضَعِين رباطًا مطَّاطيًا حوْل رسْغكِ، وحين تبدَئِين في التفكير اسحَبِيه لأقصى حدٍّ، ثم أفلتي يدكِ ليرتدَّ إلى رسْغكِ ثانيةً، الأمر الذي قد يُشعِركِ بوخزات من الألم، كإشاراتٍ تبيهيَّة لقطْع التفكير بالمشهد والانشِغال بالتفكير بألمكِ عِوَضًا عن ذلك. 7- حافِظِي على جلسات استِرخاء يوميَّة لمدَّةٍ لا تقلُّ عن 10 دقائق. 8- عليكِ بالاستِغفار والتسبيح والتأمُّل في خلْق الله - تعالى - بدلاً من التأمُّل في المسلسلات والمجلاَّت، واطلُبِي من الله العَوْن والشِّفاء والعافية. دمتِ بألف خيرٍ، ولا تنسيني من صالح دعائكِ.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |