المعمرون من الشعراء - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2638 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 654 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 923 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1087 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 849 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 834 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 914 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92789 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11935 - عددالزوار : 190995 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 56912 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-10-2020, 04:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,607
الدولة : Egypt
افتراضي المعمرون من الشعراء

المعمرون من الشعراء







حسن شهاب الدين



اظهرت الدراسات الأدبيَّة في الحِقبة الأخيرة اهتمامًا مَلحُوظًا بشُعَراء العُمر القصير، وتناوَل النقَّاد والمحلِّلون إبداعاتهم وحَيواتهم بالدرس والاستقصاء ممَّا لا مزيد عليه؛ حتى أحالوهم ظاهرة أدبيَّة فريدة في أدبنا العربي - ولا شك أنهم كذلك - إلا أنَّ الأمر لا بُدَّ ألاَّ يقتصر على هؤلاء المبدِعين قِصار العُمر، بل إنَّ صُورتهم لكي تكتمل لا بُدَّ أنْ تقابل بوجْهها الآخَر، وأعني: صورة المعمَّرين من الشعراء، ولا بُدَّ من دراسة أشعارهم خاصَّة تلك التي كتبَتْها أناملهم المرتعشة في سنوات عُمرهم الأخيرة تحت وطأة الأيَّام الثقيلة؛ فهاتان الصورتان يجب أنْ تقترنا في إطارٍ واحد؛ هذه بألوانها الزاهية، وتلك التي اهتَرَأتْ حوافُّها.



وبينما نستشعر في قَصائِد قصار العمر شفافيتهم وإحساسهم بقُرب النهاية، علينا أيضًا أنْ نستشعر عذابات الوحدة والانفراد في عالم متغير صاخِب بالنسبة لصوتٍ صبَغَه الشيب وأوهنَتْه الشيخوخة، وكما نتذكَّر طرفة ابن العبد، وتاج الملوك الأيوبي، وعبدالحليم المصري، وصالح الشرنوبي، وأبا القاسم الشابي، وغيرهم ممَّن بلغ ذِروة الإبداع، ثم انطفأ سريعًا كالشُّهب الخابية - علينا أيضًا أنْ نتذكَّر لبيد بن ربيعة القائل:
وَلَقَدْ سَئِمْتُ مِنَ الحَيَاةِ وَطُولِهَا
وَعَمِرْتُ مِنْ عَدَدِ السِّنِينَ مِئِينَا[1]



وزُهَير بن أبي سُلمَى الذي سَئِمَ "تكاليف الحياة"، والنابغة الجعْدي، وأسامة بن منقذ، ثم الشاعر القرَوِي، وأخيرًا الجواهري، وغيرهم ممَّن أحسَّ بِخُطَا الأيام تَمُرُّ على قلبه بطيئةً وثقيلةً بلونها الرمادي الذي لا يَكادُ يتغيَّر حتى قال عبدالله بن سبيع الحميري:
أَرَانِي كُلَّمَا أَفْنَيْتُ يَوْمًا
أَتَانِي بَعْدَهُ يَوْمٌ جَدِيدُ

يَعُودُ شَبَابُهُ فِي كُلِّ فَجْرٍ
وَيَأْبَى لِي شَبَابِي مَا يَعُودُ[2]



أو ترى أحدهم يدبُّ على عَصاه قائلاً - وهو مرداس بن صبيح -:
فَإِنِّي قَدْ كَبِرْتُ وَرَقَّ عَظْمِي
وَأَسْلَمَنِي لَدَى الدَّهْرِ الهَنَاتُ[3]




حتى إنَّهم ليرَوْن الموت خيرًا من حياة العجز؛ مثل زهير بن جناب إذ يقول:
فَالْمَوْتُ خَيْرٌ لِلْفَتَى
فَلْيَهْلِكَنْ وَبِهِ بَقِيَّهْ

مِنْ أَنْ يُرَى تَهْدِيهِ وُلْ
دَانُ المَقَامَةِ بِالعَشِيَّهْ[4]



أو كما قال حاطِب بن مالك مُقارِنًا بين حياة مثله من الفانين وغيره من الشباب المتوثِّب الطامح:
وَمَاذَا تُرَجِّي مِنْ حَيَاةٍ ذَلِيلَةٍ
تُعَمِّرُهَا بَيْنَ الغَطَارِفَةِ المُرْدِ

وَلَلْمَوْتُ خَيْرٌ لِامْرِئٍ مِنْ حَيَاتِهِ
يَدِبُّ دَبِيبًا فِي المَحِلَّةِ كَالقِرْدِ[5]



وهذه الأبيات وغيرها ما هي إلا صدى أنفُسِهم المضَّاءة بالألم المبدِع، وهذا البحث يطمَحُ إلى قِراءة أشعار المعمَّرين، ووضع عناوين كبرى لأغْراض أشعارهم التي كتبَتْها أنامِل الشيخوخة المرتعِشة؛ لأنَّ لهذه الفئة من الشعراء سِمات عامَّة في قصائدهم التي تضجُّ بالشكوى من طُول الزمن، وتَصِفُ أحوال أصحابها - وكأنهم اتَّفقوا فيما بينهم - على اختلاف عُصورهم وأماكنهم - على أغراضٍ بعَيْنها لا بُدَّ أنْ تتناوَلها أقلامُهم حين يَزُورُها هاجس الشعر في عزلتها المنطوية، وأوَّل هذه الأغراض:

الملل من طول الحياة:
وهذا هو العنوان الأكبر الذي نسج حوله المعمَّرون من الشعراء مُعظَم أشعارهم يتساوى في ذلك قديمهم وحديثهم، وهذه هي السِّمة الأكثر شُيوعًا في قصائدهم، وهي التي دفعَتْ جعفر بن قرط العامري لأنْ يصرخ قائلاً: "هل مُشترٍ أبيعه حَياتي"، وذلك حين رأى لِداته من مسقط الشمس إلى الفرات ينامون في كنف قُبورِهم وقد أسنَدُوا ظُهورَهم إلى الأبديَّة إلا إيَّاه، وقد صرَّح محمد مهدي الجواهري بملله من الحياة فقال:
لَقَدْ أَسْرَى بِيَ الأَجَلُ
وَطُولُ مَسِيرَةٍ مَلَلُ[6]



ويتساءَل أسامة بن منقذ:
فَإِلاَمَ أَشْقَى بِالبَقَا
ءِ وَكَمْ تُعَذِّبُنِي الحَيَاهْ[7]



ولعلَّ هذا البيت كافٍ للدَّلالة على أنَّ البَقاء بالنسبة لأمثاله من المعمَّرين شَقاء، كما أنَّ الحياة ما هي إلا عذاب، خاصَّة بعد أنْ "فارقه الأحبة واللِّدَات" وهو المعنى الذي كرَّرَه كثيرًا في شعره كقوله:
وَأَصْبَحَتْ وَحْشَةُ الغَبْرَاءِ دُونَهُمُ
مِنْ بَعْدِ أُنْسٍ بِهِمْ وَالشَّمْلُ مُجْتَمِعُ

وَعِشْتُ مُنْفَرِدًا مِنْهُمْ وَأُقْسِمُ مَا
يَكَادُ مُنْفَرِدٌ بِالْعَيْشِ يَنْتَفِعُ[8]





وللموضوع تتمة



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17-10-2020, 04:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,607
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المعمرون من الشعراء

المعمرون من الشعراء



حسن شهاب الدين

استدعاء الماضي:








ويُشكِّل التحسُّر على الشباب واستدعاء ذِكريات الماضي بما فيه ثاني الملامح التي صبَغ بمها المعمَّرون من الشعراء قصائدهم، وما يذكر هذا الملمح إلا ويتبادر على الذهن قول أبي العتاهية:



أَلاَ لَيْتَ الشَّبَابَ يَعُودُ يَوْمًا

فَأُخْبِرَهُ بِمَا فَعَلَ المَشِيبُ[14]








وهي الصَّرخة التي ما زال صَداها يتردَّد عبْر كلِّ جيل، وقد تناوَل أسامة بن منقذ بعض ذِكريات شَبابه في إحدى مقطوعاته، وكان الداعي لذِكرها هو ما عرض له من ألَمٍ في رجله بسبب كبر سنه؛ فمنعه من الركوب، فقال هذه الأبيات الدامعة:



رِجْلاَيَ وَالسَّبْعُونَ قَدْ أَوْهَنَتْ

قُوَايَ عَنْ سَعْيِي إِلَى الحَرْبِ




وَكُنْتُ إِنْ ثَوَّبَ دَاعِي الوَغَى

لَبَّيْتُهُ بِالطَّعْنِ وَالضَّرْبِ




أَشُقُّ بِالسَّيْفِ دُجَى نَقْعِهَا

شَقَّ الدَّيَاجِي مُرْسَلُ الشُّهْبِ




أُنَازِلُ الأَقْرَانَ يُرْدِيهِمُ

مِنْ قَبْلِ ضَرْبِي هَامَهُمُ رُعْبِي




فَلَمْ تَدَعْ مِنِّي اللَّيَالِي سِوَى

صَبْرِي عَلَى اللَّأْوَاءِ وَالخَطْبِ[15]








ولا شكَّ أنَّ فارسًا كابن منقذ كان أكثرَ من غيره تأثُّرًا بعجزه عن النهوض والركوب، وهو الذي كان لا يُشَقُّ له غبار؛ ولذلك كرَّر هذا المعنى في قوله:





لَمْ تَتْرُكِ السَّبْعُونَ فِي إِقْبَالِهَا

مِنِّي سِوَى مَا لاَ عَلَيْهِ مُعَوَّلُ




كَمْ قَدْ شَهِدْتُ مِنَ الحُرُوبِ فَلَيْتَنِي

فِي بَعْضِهَا مِنْ قَبْلِ نَكْسِي أُقْتَلُ




وَأَبِيكَ مَا أَحْجَمْتُ عَنْ خَوْضِ الرَّدَى

فِي الحَرْبِ يَشْهَدُ لِي بِذَاكَ الْمُنْصُلُ[16]








وليس ذِكريات الماضي كلُّها تحسُّرات وآهات، بل قد يَشعُر هذا القلب الخفوق ببعض الحنين إلى مرَح الشباب، بل التصابي، كما شعر الجواهري حين قال:



يَا لِلتَّصَابِي أَلاَ يَنْفَكُّ يَجْذِبُنِي

عَلَى الثَّمَانِينَ جَذْبَ النُّوقِ بِالعَطَنِ[17]








أمَّا البهاء زهير فهو الإمام المُقتَدَى به في هذا الشأن؛ فقد أقسم ألا يترك لسنوات عمره الطويلة هذا القلب اللعوب فقال:



قَالُوا: كَبِرْتَ عَنِ الصِّبَا

وَقَطَعْتَ تِلْكَ النَّاحِيَهْ




وَنَعَمْ، كَبِرْتُ وَإِنَّمَا

تِلْكَ الشَّمَائِلُ بَاقِيَهْ

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17-10-2020, 04:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,607
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المعمرون من الشعراء

وَيَمِيلُ بِي نَحْوَ الصِّبَا

قَلْبٌ رَقِيقُ الحَاشِيَهْ




فِيهِ مِنَ الطَّرَبِ القَدِي

مِ بَقِيَّةٌ فِي الزَّاوِيَهْ[18]







المشيب:

وَصْفُ ما حلَّ بالرأس من ذلك الضيف غير المحتشم هو ثالث الملامح التي نلمَسُها في أشعار المعمَّرين، وهذه أيضًا سمةٌ عامَّة لَدَى الشعراء حتى الشباب منهم، فقد تناولوا بحسرةٍ قضيَّة المشيب، فمنهم مَن رَضِي ورأى فيه وَقارًا وإضاءة للعقل، ومنهم مَن سخط، وكلاهما سجَّل لنا هذه التأمُّلات الباكية، فيقول علي بن جبلة:



شَبَابٌ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ

وَشَيْبٌ كَأَنْ لَمْ يَزَلْ[19]








ثم يرسم صُورة لهذا الشيب الذي كان بمثابة أمَلٍ طَواه أجلٌ غير راحم:



كَأَنََّ جُسُورَ الصِّبَا

عَنِ الشَّيْبِ حِينَ اشْتَعَلْ




زُهَا أَمَلٍ مُونِقٍ

أَطَلَّ عَلَيْهِ أَجَلْ








أمَّا منصور النمري فيضيف تأثير المشيب في العيون فيقول:





مَا وَاجَهَ الشَّيْبَ مِنْ عَينٍ وَإِنْ رَمَقَتْ

إِلاَّ لَهَا نَبْوَةٌ عَنْهُ وَمُرْتَدَعُ[20]








وهو المعنى الذي ذكره المتنبي - وإنْ لم يكن من المعمَّرين - إلا أنَّه يَصِفُ شدَّة تأثير المشيب عليه فيقول:



ضَيْفٌ أَلَمَّ بِرَأْسِي غَيْرَ مُحْتَشِمِ

وَالسَّيْفُ أَحْسَنُ فِعْلاً مِنْهُ بِاللِّمَمِ[21]








وبعض الشعراء أحسَّ بالشيب سُمًّا إلا أنه بغير ألم فيقول:



هُوَ السُّمُّ إِلاَّ أَنَّهُ غَيْرُ مُؤْلِمٍ

وَلَمْ أَرَ مِثْلَ الشَّيْبِ سُمًّا بِلاَ أَلَمْ[22]








وكلُّ الشعراء يرَوْن المشيب نذيرًا بالموت، فعديُّ بن زيد يقول:



وَابْيِضَاضُ السَّوَادِ مِنْ نُذُرِ الشَّرْ

رِ وَهَلْ مِثْلُهُ لِحَيٍّ نَذِيرُ[23]








وقال أبو العتاهية:



أَلاَ يَا مَوْتُ لَمَ أَرَ مِنْكَ بُدًّا

أَتَيْتَ وَمَا تَحِيفُ وَمَا تُحَابِي




كَأَنَّكَ قَدْ هَجَمْتَ عَلَى مَشِيبِي

كَمَا هَجَمَ المَشِيبُ عَلَى شَبَابِي[24]





يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17-10-2020, 04:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,607
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المعمرون من الشعراء

وهناك من الشعراء من رحَّب بالمشيب كدعبل الخزاعي الذي قال فيه:



أَهْلاً وَسَهْلاً بِالمَشِيبِ فَإِنَّهُ

سِمَةُ العَفِيفِ وَحِلْيَةُ المُتَحَرِّجِ[25]








إلا أنَّنا نعتقد أنَّه قولٌ غير صادق، فشاعرنا نفسه هو الذي قال:

ضَحِكَ المَشِيبُ بِرَأْسِهِ فَبَكَى[26]



وإنَّك لَتلمَحُ الصدق في بكائه على الشباب الراحل، إذًا فترحيبه بالمشيب لا يخدعنا عن حقيقة نفسه، وكان الأحقُّ به أنْ يعترف كما اعترف الشريف المرتضى في قوله:



لاَ مَرْحبًا بِالشَّيْبِ أَظْلَمَ بَاطِنِي

لَمَّا تَجَلَّلَنِي وَأَشْرَقَ ظَاهِرِي[27]








شكوى الضعف:

أمَّا وصف آيات الكِبَر وطلب المساعدة فهو الملمح الرابع الذي يُميِّز شِعرَ المعمَّرين، فمحمد حسن فقي يتخيَّل نفسه طللاً بائدًا بل مثلاً سائرًا فيقول:



أَرَفِيقَتِي فِي اللَّهْوِ مَعْذِرَةٌ

مِنِّي إِلَيْكِ فَإِنَّنِي طَلَلُ




قَدْ كِدْتُ أَذْهَبُ فِي الوَرَى مَثَلاً

لَوْ كَانَ يَنْفَعُ عِنْدَهُمْ مَثَلُ[28]








ويُلخِّص المستوغر بن ربيعة شَكواه في الأبيات الآتية حينما سأله معاوية - رضِي الله عنه -: كيف تجدك يا مستوغر؟ فقال:





سَلْنِي أُنَبِّئْكَ بِآيَاتِ الْكِبَرْ

نَوْمُ العِشَاءِ وَسُعَالٌ بِالسَّحَرْ




وَقِلَّةُ النَّوْمِ إِذَا اللَّيْلُ اعْتَكَرْ

وَقِلَّةُ الطُّعْمِ إِذَا الزَّادُ حَضَرْ






وَالنَّاسُ يَبْلَوْنَ كَمَا تَبْلَى الشَّجَرْ[29]



وإذا كان حُمَيد بن ثور يقول:

أَرَى بَصَرِي قَدْ رَابَنِي بَعْدَ صِحَّةٍ[30]



وعوف بن محلَّم يقول:



إِنَّ الثَّمَانِينَ وَبُلِّغْتُهَا

قَدْ أَحْوَجَتْ سَمْعِي إِلَى تَرْجُمَانْ[31]








أمَّا البارودي فلا يكتَفِي باختلال البصر وثقل السمع، بل يَصِفُ الكثير من شَكواه المرَّة قائلاً:



أَخْلَقَ الشَّيْبُ جِدَّتِي وَكَسَانِي

خِلْعَةً مِنْهُ رَثَّةَ الجِلْبَابِ




وَلَوَى شَعْرَ حَاجِبَيَّ عَلَى عَيْ

نَيَّ حَتَّى أَطَلَّ كَالْهُدَّابِ




لاَ أَرَى الشَّيْءَ حِينَ يَسْنَحُ إِلاَّ

كَخَيَالٍ كَأَنَّنِي فِي ضَبَابِ

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17-10-2020, 04:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,607
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المعمرون من الشعراء

وَإِذَا مَا دُعِيتُ حِرْتُ كَأَنِّي

أَسْمَعُ الصَّوْتَ مِنْ وَرَاءِ حِجَابِ




كُلَّمَا رُمْتُ نَهْضَةً أَقْعَدَتْنِي

وَنْيَةٌ لاَ تُقِلُّهَا أَعْصَابِي[32]








والبيت التالي يُجمِل ما انتهى إليه شاعرنا:



لَمْ تَدَعْ صَوْلَةُ الحَوَادِثِ مِنِّي

غَيْرَ أَشْلاَءِ هِمَّةٍ فِي ثِيَابِ
ولأسامة بن منقذ غَرامٌ خاصٌّ بوصف عَصاه التي يتَّكِئ عليها فيقول:




حَمَّلْتُ ثِقْلِيَ بَعْدَمَا شِبْتُ العَصَا

فَتَحَمَّلَتْهُ تَحَمُّلَ المُتَكَارِهِ




مَا آدَهَا ثِقْلِي وَلَكِنْ ثِقْلُ مَا

أَبْقَى الشَّبَابُ عَلَيَّ مِنْ أَوْزَارِهِ[33]








وأسامة يلتَمِس العذر لعصاه إنْ عجزت عن حمله، ويجد مبررًا لذلك في قوله:



إِنْ ضَعُفَتْ عَنْ حَمْلِ ثِقْلِي رِجْلِي

وَرَابَنِي عِثَارُهَا فِي السَّهْلِ




فَلِلْعَصَا عِنْدِيَ عُذْرُ المُبْلِي

إِنْ عَجَزَتْ أَوْ ضَعُفَتْ عَنْ حَمْلِي[34]








وكرَّر المعنى ذاته في قوله:



وَإِذَا رِجْلِيَ خَانَتْنِي فَلاَ

لَوْمَ عِنْدِي لِلْعَصَا فِي أَنْ تَخُونَا[35]








وتاريخنا الأدبيُّ يشكُر لابن منقذ وضعَه لكتاب "العصا"، وقد جمع فيه طائفةً صالحةً من الأخبار والأشعار المتعلقة بالعصا.



طلب المساعدة:

ويرتبط بهذا الملمح في الشعر العربي لدى المعمَّرين ملمَحٌ آخَر هو جزءٌ منه، وهو طلب المساعدة والاحتياج لِمَن يمدُّ يد العَوْن لهذا الشيخ الفاني، وأوَّل ما يصل إلى أسماعنا قولُ ربيع بن ضبع الفزاري، بل استغاثته:



إِذَا كَانَ الشِّتَاءُ فَأَدْفِئُونِي

فَإِنَّ الشَّيْخَ يَهْدِمُهُ الشِّتَاءُ[36]








وذلك في كلمته التي يخاطب فيها قومه وأولها:



أَلاَ أَبْلِغْ بَنِيَّ بَنِي رَبِيعٍ

فَأَشْرَارُ البَنِينِ لَكُمْ فِدَاءُ




بِأَنِّي قَدْ كَبِرْتُ وَدَقَّ عَظْمِي

فَلاَ تَشْغَلْكُمُ عَنِّي النِّسَاءُ








ولا بُدَّ أنْ نتذكَّر طلب زُهَير بن مرخة وقد عاش مائةً وسبعين سنة:



كَبِرْتُ وَأَمْسَتْ عِظَامِي رَمَادَا

وَمَا تَأْمُلُ العَيْنُ إِلاَّ رُقَادَا

يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17-10-2020, 04:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,607
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المعمرون من الشعراء

ولا بُدَّ أنْ نتذكَّر طلب زُهَير بن مرخة وقد عاش مائةً وسبعين سنة:



كَبِرْتُ وَأَمْسَتْ عِظَامِي رَمَادَا

وَمَا تَأْمُلُ العَيْنُ إِلاَّ رُقَادَا




أَقُولُ لِأَهْلِيَ لاَ تَظْعَنُوا

وَهَاتُوا فِرَاشًا وَطِيئًا وَزَادَا[37]








المعمَّرون ومواجهة الموت:

وهكذا تمضي قافلة العمر بطيئةً بهؤلاء الشعراء، ولا يتبقَّى لهم إلا مواجهة الموت، وقد استطاعت أناملهم المرتعشة أنْ تضيف لونًا عميقًا في شعرنا العربي وإن كان رماديًّا وقاتمًا.



فالجواهري مثلاً يرى أنَّ الموت المجهول سببٌ لتنغيص حياته فيقول:



يُنَغِّصُ العَيْشَ أَنَّ المَوْتَ يُدْرِكُهُ

فَنَحْنُ مِنْ ذَيْنِ بَيْنَ النَّابِ وَالظَّفَرِ[38]








أمَّا زهير بن جناب فهو في شوقٍ للموت ليريحه من هذه الحياة الثقيلة الوطأة فيقول:



لَقَدْ عُمِّرْتُ حَتَّى لاَ أُبَالِي

أَحَتْفِي فِي صَبَاحِي أَمْ مَسَائِي




وَحُقَّ لِمَنْ أَتَتْ مِائَتَانِ عَامًا

عَلَيْهِ أَنْ يَمَلَّ مِنَ الثَّوَاءِ[39]








وكذلك عمرو سليل أبي الجعد الذي يرى الموت مخلِّصًا فيقول:



فَإِنْ أَمُتْ فَالمَوْتُ لِي خِيرَةٌ

مِنْ قَبْلِ أَنْ أَهْذِي وَلاَ أَدْرِي[40]








ولسيف بن وهبٍ أبياتٌ رائعة يصف فيها استعداده لمواجهة الموت ويقول:



أَلاَ إِنَّنِي عَاجِلاً ذَاهِبُ

فَلاَ تَحْسَبُوا أَنَّهُ كَاذِبُ




لَبِسْتُ شَبَابِي فَأَفْنَيْتُهُ

وَأَدْرَكَنِي القَدَرُ الغَالِبُ








وما أشجى وأصدق اعترافه:

وَأَدْرَكَنِي القَدَرُ الغَالِبُ[41]



وبمعادلةٍ منطقيَّة سهلة يرى قسُّ بن ساعدة الإياديُّ أنَّه لا بُدَّ لاحقٌ بالماضين فيقول:



لَمَّا رَأَيْتُ مَوَارِدًا

لِلْمَوْتِ لَيْسَ لَهَا مَصَادِرْ




أَيْقَنْتُ أَنِّي لاَ مَحَا

لَةَ حَيْثُ صَارَ القَوْمُ صَائِرْ[42]








وهكذا كان المعمَّرون من الشعراء على استعدادٍ دائمٍ للرحيل، حامِلين معهم ذكريات صبا لاعب، وشباب غالب، وسنوات مشيب خُطاها واهنة وأحمالها ثقيلة، تارِكين لنا قصائد ومقطوعات هي من أصدق ما في ديوان شعرنا العربي، حتى إنَّ بعضهم أراد لحظةَ الموت أنْ يترُك لأبنائه بعض الوصايا، وكأنَّ الشعر يأبى أنْ يفارقه حتى لحظة النهاية، وهي النهاية التي طالَ انتظارها من هؤلاء الشعراء المعمَّرين، وكلهم يُردِّد مع أبي زبيد الطائي:



أَتَانِي رَسُولُ المَوْتِ يَا مَرْحَبًا بِهِ

لَآتِيَهُ وَسَوْفَ وَاللهِ أَفْعَلُ[43]








المصدر


(مجلة الأدب الإسلامي – العدد 69، 1432هـ / 2011م)






[1] "شرح ديوان لبيد بن ربيعة العامري" ص35، حقَّقه وقدَّم له: د. إحسان عباس، سلسلة التراث العربي، الكويت1962.




[2] كتاب "المعمرين من العرب وطرف من أخبارهم"؛ للسجستاني، ص34، عني بتصحيحه وتعليق حواشيه: السيد محمد أمين الخانجي، وقرأه على الشنقيطي، ط1، 1323هـ/1905م، مطبعة السعادة.




[3] المصدر السابق، ص35.




[4] "الشعراء الجاهليون الأوائل"، ص409، د. عادل الفريجات، دار المشرق، ط1، 1994م.




[5] كتاب "المعمرين"، ص29.




[6] "ديوان الجواهري" الأعمال الكاملة، ص855، قصيدة بريد الغربة، دار الحرية، بغداد، ط2، 2000م.




[7] "ديوان الأمير الفارس أسامة بن منقذ"، ص295، دار صادر، بيروت، ط1، 1996م.




[8] المصدر السابق، ص299.




[9] "ديوان زهير بن أبي سُلمى"، ص70، اعتنى به وشرحه: حمدو طماس، دار المعرفة، بيروت، ط2، 1426هـ/1996م.




[10] "الشاعر القروي"، الأعمال الكاملة، الشعر، ص457، منشورات جروس برس، طرابلس، لبنان، جمعه وبوَّبه وضبطه وقدم له (مكتب التدقيق اللغوي).




[11] كتاب "المعمرين"، ص32.




[12] "شرح ديوان لبيد بن ربيعة العامري"، ص350.




[13] "الشاعر القروي"، الأعمال الكاملة، الشعر، ص456، 457.




[14] "ديوان أبي العتاهية"، ص23، دار الكتب العلمية، بيروت.




[15] "ديوان الأمير الفارس أسامة بن منقذ"، ص210، وفي البيت الرابع إقواء.




[16] المصدر السابق، ص271.




[17] "مختارات الجواهري"، ج2، ص129، قصيدة الغضب الخلاق، مكتبة الأسرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب.




[18] "ديوان البهاء زهير"، ص295، شرح وتحقيق: محمد طاهر الجبلاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم، ط2، سلسلة ذخائر العرب 53، دار المعارف، القاهرة.




[19] "شعر علي بن جبلة"، ص19، جمعه وحققه وقدم له: د.حسين عطوان، ط3، سلسلة ذخائر العرب 48، دار المعارف، القاهرة.




[20] كتاب "الأمالي"؛ للقالي، ج1 ص112، تقديم د. محمد مصطفى أبي الشوارب، سلسلة الذخائر العدد 182، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، 2009، نسخة مصورة عن طبعة دار الكتب الثانية 1344هـ/1926م.




[21] "ديوان المتنبي"، ص36، المكتبة الثقافية، بيروت.




[22] البيت منسوبٌ لأعرابي في عدَّة مصادر، وانظر: "مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي"؛ لأحمد قبش، ص256، ط2، 1423هـ، 1983م، دار الرشيد.




[23] "الحماسة"؛ لأبي عبادة البحتري، ص224، وضع حواشيه: محمد رضوان ديوب، دار الكتب العلمية، بيروت ط1، 1420هـ/1999م.




[24] "ديوان أبي العتاهية"، ص23.




[25] "ديوان دعبل بن علي الخزاعي"، ص53، جمعه وحققه: د.محمد يوسف نجم، دار الثقافة - بيروت.




[26] المصدر السابق، ص117.




[27] "ديوان الشريف المرتضى"، القسم الثاني، ص73، حققه ورتب قوافيه وفسَّر ألفاظه: رشيد الصفار المحامي، دار إحياء الكتب العربية (الحلبي)، 1958.




[28] "قضية الزمن في الشعر العربي"، ص105، د. فاطمة محجوب، مكتبة الدراسات الأدبية 80، دار المعارف، القاهرة.




[29] "العقد الفريد"؛ لابن عبدربِّه، ج3، ص53-54، تحقيق: أحمد أمين وصحبه، القاهرة، 1949، وتعزوها بعض المصادر للعريان بن الهيثم.




[30] "الحماسة"؛ لأبي عبادة البحتري، ص117.




[31] "طبقات الشعراء"؛ لابن المعتز، ص188، تحقيق: عبدالستار فرج، سلسلة ذخائر العرب 20، دار المعارف، القاهرة.




[32] "ديوان محمود سامي باشا البارودي"، ص55، شرح: علي عبدالمقصود عبدالرحيم، دار الجيل، ط1، 1415هـ، 1995م.




[33] "ديوان الأمير الفارس أسامة بن منقذ"، ص210.




[34] المصدر السابق، ص272.




[35] المصدر السابق، ص274.




[36] "الحماسة"؛ لأبي عبادة البحتري، ص238.




[37] كتاب "المعمرين"، ص64.




[38] "ديوان الجواهري"، الأعمال الكاملة، ص890.





[39] "الشعراء الجاهليون الأوائل"، ص395.




[40] كتاب "المعمرين"، ص31.




[41] المصدر السابق، ص41.




[42] "البيان والتبيين"؛ للجاحظ، ج1، ص309، بتحقيق وشرح: عبدالسلام هارون، مكتبة الخانجي بالقاهرة، ط7/1418هـ- 1998م.




[43] كتاب "المعمرين"، ص86.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 123.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 119.68 كيلو بايت... تم توفير 4.18 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]