|
|
ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
قضية نسب
جلس والي المظالم كعادته كل جمعة يستقبل الوافدين عليه من مختلف الأقطار لعرض تظلماتهم. غلب على سكون المكان جلبة فالتفت الحضور نحو الباب، و إذا بثلاث شبان يأخذون بتلابيب شيخ وقور تبدو عليه علامات الهيبة و الاحترام أمر الوالي حاجبه بإدخالهم ثم بادرهم بسؤاله: ما خطبكم أيها الفتيان؟ أجاب أجرأهم: السلام عليكم يا سيدي الوالي. نحن ثلاثة ّإخوة و أنا أكبرهم، أدعى السكوت عن قول الحق و هذان أخواي الامتناع عن الأمر بالمعروف و التقاعس عن طلب العلم. و ما مظلمتكم؟ سأل الوالي. الشيخ الذي ترونه يا سيدي هو جدنا، يدعى الحياء و نحن أبناء ابنه الخجل، لكن يرفض الاعتراف بنا كأحفاد، و نحن نطلب منكم سيدي الوالي إثبات نسبنا. التفت والي المظالم إلى الشيخ و سأله: ما قولك فيما يزعمون؟ رد الشيخ بثبات: سيدي الوالي، إن ما يزعم هؤلاء الشباب ليس له أساس من الصحة، فالخجل ليس ابنا لي و لم أرزق في حياتي بأبناء ذكور، فلي ابنتان هما نعمة و هداية من زوجتي التقوى. قال الوالي: و هل الخجل مازال على قيد الحياة؟ أجل. أجاب الامتناع عن الأمر بالمعروف. و لماذا لم يحضر معكم؟ لقد خجل من المواجهة. فكر الوالي هنيهة ثم قال: سنعرض الأمر على لجنة طبية للفصل في نسبكم. فليحضر غدا والدكم الخجل و ليحضر معه الحياء لنجري عليهما تحاليل للجينات الموروثة، مما سيفصل في حقيقة نسب أبيكم إلى الحياء. توجه الحياء و الخجل صباح اليوم الموالي إلى عيادة الدكتور الشرعي الحق، حيث قامت ممرضته البينة بأخذ عينات من دمهما لتحليلها. بعد أسبوع كان كل الخصوم حاضرين بديوان والي المظالم لسماع الحكم و الاطلاع على نتائج التحاليل. وقف الخجل و أبناؤه متلهفين لسماع الحكم تبدو عليهم علامات القلق و الترقب، بينما وقف الحياء بثبات و ثقة يحمل كعادته مسبحته و يلهج لسانه بذكر رب العالمين. بدأ والي المظالم كلامه قائلا: بسم الله الرحمن الرحيم، نحن هنا للفصل في قضية نسب الخجل و بالتالي أولاده السكوت عن قول الحق و الامتناع عن الأمر بالمعروف و التقاعس عن طلب العلم إلى الحياء. كنا قد ارتأينا عرض الحياء و ابنه المفترض الخجل على الطب الشرعي لمقارنة حمضهما النووي، و قد أسفرت التحاليل عن النتائج التالية: التركيبة الجينية: بالنسبة للحياء فضيلة إيجابية و بالنسبة للخجل سلوك سلبي الفئة المستهدفة: بالنسبة للحياء الأقوياء و النبلاء و بالنسبة للخجل الضعفاء و المهزوزون الأثر على النفس: بالنسبة للحياء تطمئن النفس إليه و لا تنزعج منه و تتوافق معه من داخلها و بالنسبة للخجل تنزعج منه و لا تطمئن إليه من داخلها العواقب: بالنسبة للحياء لا يترتب عليه تقوية مصالح أو ضياع حقوق أو خضوع و ذل للآخرين و بالنسبة للخجل يترتب عليه فوات مصالح أو ضياع حقوق أو ذلة في غير موضعها الشخصية: بالنسبة للحياء فالحيي ذو شخصية قوية تستشعر قيمتها و كريمة تستحي أن تفعل النقائص، و بالنسبة للخجل فالخجول ذو شخصية ضعيفة لا تعرف قيمتها، لا تفعل النقائص أمام الناس خوفا من الانتقاد ولا تتورع عن فعلها في السر. قال الله تعالى: يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا. سورة النساء، الآية 108 و هكذا تكون الدعوى المقدمة إلينا باطلة، و نحكم بذلك ببطلان انتساب الخجل إلى الحياء، و بالتالي لا توجد ّأية صلة قرابة تجمعه بالمدعوين السكوت عن قول الحق و الامتناع عن الأمر بالمعروف و التقاعس عن طلب العلم. رفعت الجلسة. أسرة مشروع حراس الفضيلة / حملة حيائي جنتي |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |