النصوص الأدبية بين الثقة والحذر في المراحل ‏الثانوية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216082 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7826 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 52 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859614 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393955 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-07-2023, 05:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي النصوص الأدبية بين الثقة والحذر في المراحل ‏الثانوية

النصوص الأدبية بين الثقة والحذر في المراحل ‏الثانوية
محمد كرت


إن الحديث عن النصوص الأدبية بصفة عامة، يستدعي الحديث عن طريقة تدريس هذه النصوص بصفة خاصة؛ وهذا بطبيعة الحال سيقودنا لطرح العديد من التساؤلات؛ من بينها: ما الذي يجعل المتعلم في المراحل الثانوية نافرًا من النصوصِ الأدبية؟ هل هذا النفور راجع لطبيعة النصوص؟ أم أن الأستاذ لم يستطع أن يوصل ذلك الجمال الأدبي الموجود في نص من النصوص؟ أم أن المتعلم لم يكتسب تلك القدرة بعد على تصوير تلك المشاهد الجمالية الموجودة في تلك النصوص؟

كلها أسئلة شائكة تصب في صلب الموضوع الذي نحن بصدد دراسته؛ إن كل عناصر النص الأدبي عبارة نسيج، ترتبط فيما بينها لتكون عنصرًا متلاحمًا ومنسجمًا؛ إذ إنه ليس من السهولة بما كان الخروج بالنصوص الأدبية من معطفها الأصلي إلى آخر أجنبي؛ أي: من سياقاتها الطبيعية إلى آخر غير طبيعية.

طرح الدكتور مصطفى الغرافي في مقال له: "في جدوى تدريس النص الأدبي" أسئلةً مركزيةً تتمثل في: لماذا ندرس الأدب اليوم في المدرسة؟ وما الوظيفة التي ينهض بها النص الأدبي؟ وهل ندرسه استجابة لحاجة حقيقية تفرضها الأهداف والغايات الموجهة للتوجهات التعليمية في البلاد؟ أم أن تدريسه يرجع فقط إلى حكم العادة؟ هي أسئلة تحيط بموضوع النص الأدبي وجدوى تدريسه، والانطباع الموجود عند التلاميذ تجاه هذا النوع من النصوص.

لعل ما يجعل المتعلم نافرًا من النص الأدبي في سياق من السياقات، هو ذلك الحكم المسبق الذي يراه في النص؛ أنه نص مغلق لا يمنح نفسه لأي كان، وأن ما يقدمه المدرس هو الأحوط والأمثل.

في الحقيقة النص الأدبي لا يسلم نفسه لقارئه بسهولة، ولا يسلم مفاتيحه إلا لذوي التجربة والخبرة والدربة في الميدان من جهة، وللذي يستطيع أن يصنع عالِمًا خاصًّا داخله من جهة أخرى.

فالمتعلم في المرحلة الثانوية لا يستطيع أن يتمثل تلك العوالم الجمالية الموجودة في النص الأدبي، شعرًا كان أم نثرًا...، خاصة وأنه يبني مواقف قبلية عن النصوص الشعرية خاصة والنصوص الأدبية عامة، كما سبقت الإشارة، وهذا قد يكون راجعًا إلى عدم فَهْم المتعلم بعد غاية الأدب، باعتباره أداةً لتنمية اللغة والأسلوب، واكتساب مهارات الفَهم والتحليل، والتفكيك والتأويل، وكذلك وظائفه المتعددة.

هذا جانب من الأسباب الذاتية التي توجه المتعلم وتقيِّد فكره ولا تجعله مُبدِعًا، لكونه يسهم في ذلك بشكل كبير، ناهيك عن تصوير مشاهد في مُخيلته عن حياة الشاعر التي لا يجد لها تفسيرًا جامعًا مانعًا في فكره المنطقي المرتبط بالضرورة بالعصر الحديث (عصرنا هذا).

أما فيما يخص الأسباب الموضوعية التي تعود بالضرورة إلى عدم اكتساب المدرس، (أعني الذين ليست لهم التجربة في الميدان بما فيه الكفاية)، تلك القدرة على تقريب هذه المشاهد الجمالية، وتلك اللغة الراقية من خلال فك رموزها لإبداء الرأي فيها؛ لنأخذ على سبيل المثال لا الحصر، قصيدة لعمرو بن كلثوم، وهي تدرس في المراحل الثانوية (الإعدادية)، مطلعها هناك في المنهاج الدراسي، وهي مقتطفة من معلقته بطبيعة الحال:
أبا هندٍ فلا تعجَل علينا = وأنظرنا نُخبرك اليقينا
فالكثير من المتعلمين الذين مروا من هذه المرحلة، يتذكرون مثل هذه الأبيات، وهذا راجع إلى وضوح هذه القصيدة، ويسر المشاهد التي تصوِّرها، لذلك يسهل للمدرس ضبطَها قبل المتعلم الذي استطاع تصوير تلك المشاهد الجمالية، والحوار الراقي المجسد فيها، الأمر الذي يُبين بطبيعة الحال أن المتعلم لا يفتح باب التأويل والإعجاب المرتبطين بنص من النصوص إلا في حالة سهولة ويُسر ذلك النص.

لذلك يحاول الدارسون توفير إمكانية للتحليل، وطرق للبحث والدراسة بشكل منظم ومتماسك، والابتعاد عن القتامة التي ألِفوها في النصوص، خاصة الشعرية منها، وهذا ما تسعى إليه القراءة المنهجية للنصوص التي تقف عند أربع لحظات مميزة نحددها كالتالي:
لحظة ما قبل القراءة.
لحظة القراءة الاستكشافية.
لحظة القراءة المنظمة.
لحظة ما بعد القراءة أو الاستثمار.
وهذه اللحظات تجعل المتعلم أمام النص بكل عفوية، خاصة مع وجود لحظة ما بعد القراءة التي توفر له الظروف الملائمة، وتلك العفوية والحرية، إن جاز التعبير للإبداع والتعبير عن رأيه خارج قيود المقررات الدراسية، ولن نستفيض في تفسير هذه اللحظات في هذا المقام، لعدم اهتمامنا هنا بمراحل القراءة المنهجية، وهذا الأمر فصَّل فيه محمد حمود في كتابه "مكونات القراءة المنهجية للنصوص: المرجعيات، المقاطع، الآليات، تقنيات التنشيط".

نلمح من خلال ما سَبق ذكرُه أن ما يجعل المتعلم حذرًا من النصوص الأدبية، هو ذلك التصور القائم عنده (القَبْلي لا البعدي)، وما يوفر لديه ثقةً كبيرة، هو حينما يُعجَب بنص أو بقصة نص قبل الدخول في متاهات الفهم والتحليل؛ لذلك فمسألة الثقة والحذر ترتبط بالضرورة بالمتعلم من جهة، وبالمدرس من جهة أخرى.

المراجع:
مقال الأستاذ مصطفى الغرافي "في جدوى تدريس النص الأدبي"، مأخوذ من الإنترنت.
حمود، محمد: مكونات القراءة المنهجية للنصوص، ط1، 1998، الدار البيضاء.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.76 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]