|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
زوجي وبناتي
زوجي وبناتي أ. مروة يوسف عاشور السؤال: ♦ ملخص السؤال: زوجة لديها طفلتان، في بداية حملها لم يكن يريد زوجها الإنجاب، وهددها بالطلاق إن لم تجهض الجنين، والآن زادت المشكلات بينهما ويريد أن يتخلص منها ومن البنات بأي شكل! ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تزوجتُ منذ ١٠ سنوات عن حبٍّ، وبعد أول حملٍ بدأت المشكلات بيني وبين زوجي، وهدَّدني بالطلاق إن لم أجهض الجنين! فلم أوافقْ على طلبه هذا. بعد الإنجابِ ازدادت المشكلاتُ يوميًّا، حتى قال: إنه تحطَّم بالإنجاب وحياته دُمِّرَتْ، وبعد سنواتٍ أنجبتُ مولودًا آخر، فازدادت المشكلاتُ، وأخبرني بأنني وبناتي مثل الهمِّ على قلبه، وأنه يريد أن يَتَخَلَّصَ منَّا بأيِّ شكلٍ! هو شخصٌ طيبٌ، وأنا أحبُّه، لكنه جافٌّ معنا، مع أنه ليس كذلك مع الناس، بالعكس فهو رفيق رقيق معهم جدًّا! فهل عليَّ إثمٌ إذا حصَل طلاقٌ بيننا؟ وبِمَ تنصحونني؟ الجواب: وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته. حياكِ الله أختنا الكريمة، ومرحبًا بكِ في شبكة الألوكة. الصورةُ تبدو غير مُكتمِلة الوضوح أمامي؛ فلم تذكُري سببَ رفْضِه المبدئي للإنجاب، ولم تُوَضِّحي أكان يقصد ذلك بصورةٍ نهائيةٍ، أم هي مجرد رغبة في التأجيل - كما يُفَضِّل بعضُ الشباب؟! على كلِّ حال ليس لكِ ردُّ الطلاق متى أمضاه الزوجُ، وليستْ عُقدة النكاح في يدكِ أنت، فسؤالكِ: هل تقبلين الطلاق أو لا؟ لا حاجة لكِ للتفكير فيه أو الإجابة عنه؛ إذ يقع الطلاقُ بمجرَّد أن يفعلَه الزوج، قبلت المرأةُ أو رفضتْ! مِن ثَمَّ ليس عليكِ إثمٌ إنْ أصَرَّ الزوجُ على الطلاق، أو رغب فيه؛ نفورًا منكِ، أو تملُّصًا مِن المسؤولية، أو كُرهًا في البنات، أو غيرها مِن الأمور التي تدلُّ على ضَعْفِ أهليته لأن يكونَ زوجًا، فضلاً عن أن يكون أبًا لهؤلاء البنات! إن رغبتِ في بذْلِ مُحاولة أخرى في إثنائه عن رغبته وإعادته إلى صوابه، فلكِ ذلك، إلا أنَّ عليكِ أن تتذكَّري أن قدَر الله فوق كلِّ محاوَلة، وإرادته أمضى مِن أيِّ إرادة؛ فإن أراد لكِ الانفصال عن زوجكِ، وكتب لكما الفراق، فلن يَحُول حائلٌ دون ذلك، ولْتعلمي - أيتها الزوجة الفاضلة - أنه قد يكون خيرًا لكِ؛ سواء استمرَّ الزواجُ أو لم يُقدَّر له ذلك. اجلِسي معه جلسةً هادئةً، واستفهمي عن سبب نُفُوره الشديد مِن البنات، وهل يخشى الإنفاق عليهن؟ أو يحمل همَّ رزقهنَّ؟ أو يميل تفكيره إلى رجال الجاهلية، وعقدة كره البنات؟ ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ [النحل: 58]، وهل رفْضُ الإنجاب كان عامًّا، أو لسببٍ ما؟ كل هذا عليكِ أن تعلميه؛ ليسهل عليكِ التفكير في حلِّ المشكلة. استمرِّي على برِّه وطاعته والتودُّد إليه بما تستطيعين، وإن كان يخشى الفاقة، فلتعملي على إنقاص الاحتياجات على قدْرِ الإمكان؛ لتقليل خوفِه مِن المسؤولية. اعتني ببناتكِ، واحرصي على نظافتهنَّ ورعايتهنَّ، وإظهارهن بمظهرٍ جميلٍ ونظيفٍ؛ فكم يتأثر الرجلُ بشكل أبنائه، ويشعر بالبهجة إن سرَّته أشكالهم. تفقَّدي حال البيت وقت نومه، واحرصي على توفير الهدوء والراحة، وتوفير الجو المناسب لراحته دائمًا، ولا داعي لإشراكه في كلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ تخُص الصغيرتين، بل قومي ببعض الأعمال، وأشعريه بالتعاوُن والحِرْص عليه؛ فيبدو أنه لا يرى إلا سلبيات الحياة الزوجية. تذكَّري حالكِ قبل الزواج، كيف كنتِ تتعامَلين معه في قصة الحبِّ التي سبقتْ زواجكما؟ لم تكن هناك مُجادَلات زوجيَّة مُمِلَّة، ولم يتكلف التفكير في متاعِب الحياة، ولم تكوني لتُرهقيه بكثرة الطلبات، فحاولي تذكيره بذلك الزمن الجميل، وجدِّدي هذا العهد الطيب، ونوِّعي في اختيار ملابسكِ وأثاث بيتكِ. لا تَرُدِّي إساءة قوله بمثلِها؛ فالله تعالى يقول: ﴿ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 22 - 24]، ودفع السيئة بالحسنة لا يعني ذُلًّا أو خُضُوعًا، أو ضعفًا أو احتقارًا، بل هو سمةٌ مِن سمات أهل التقى والصبر، ولا يعيب المسلم أن يحتملَ مِن المسلمين الضرر متى تمكَّن له ذلك؛ ﴿ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 54]، وخيرُ مَن يستحق الصبر على أذاه الزوجُ. في النهاية قد لا يصلح معه حُسن خُلق، ولا يردعه عن رغبته صبرٌ أو لينٌ، فإن لم يهدِه الله إلى سواء السبيل، واستمرَّ على ظُلمه وكرهه لكِ وللبنات، فلا تأسَفي على صحبته، ولا ترجي مَودته، واحمدي الله على كلِّ حالٍ؛ فرُبَّ زواج ظاهرُه السعادة، وباطنه الذلُّ والتعاسةُ. والله الموَفِّق، وهو الهادي إلى سواء السبيل
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |