شرح حديث: كفى بالله كفيلا - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4413 - عددالزوار : 850999 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3944 - عددالزوار : 386988 )           »          شرح كتاب فضائل القرآن من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 225 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 117 - عددالزوار : 28455 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 175 - عددالزوار : 60077 )           »          خطورة الوسوسة.. وعلاجها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »          إني مهاجرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          الضوابط الشرعية لعمل المرأة في المجال الطبي.. والآمال المعقودة على ذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 848 )           »          صناعة الإعلام وصياغة الرأي العام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13-09-2022, 06:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث: كفى بالله كفيلا

شرح حديث: كفى بالله كفيلا
محمود حسن عمر


إنَّ الحمد لله تعالى، نَحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يَهْد الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحْده لا شريكَ له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد:
فسأقوم في هذا المقال بجَمْع شرحٍ لحديث: ((كفى بالله كفيلاً)) في إيجاز غير مُخلٍّ، مستعرِضًا قول كبار شُرَّاح الحديث.

أولاً: نص الحديث:
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنه ذكر رجلاً من بني إسرائيل، سأل بعض بني إسرائيل أن يُسلِفه ألف دينار، فقال: ائتني بالشهداء أُشهِدهم، فقال: كفى بالله شهيدًا، قال: فأتني بالكفيل، قال: كفى بالله كفيلاً، قال: صدقتَ، فدفعها إليه إلى أجل مسمًّى، فخرج في البحر، فقضى حاجته ثم التمس مركبًا يركبها يَقدَم عليه للأجل الذي أجَّله، فلم يجد مركبًا، فأخذ خشبةً فنقرها فأدخَل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه، ثم زجَّج موضِعها ثم أتى بها إلى البحر، فقال: اللهم إنك تعلم أني كنت تَسلَّفت فلانًا ألف دينار، فسألني كفيلاً، فقلتُ: كفى بالله كفيلاً، فرضي بك، وسألني شهيدًا، فقلت: كفى بالله شهيدًا، فرضي بك، وإني جَهَدت أن أجد مركبًا أبعث إليه الذي له، فلم أقدِر، وإني أستودِعُكَها، فرمى بها في البحر، حتى ولَجت فيه ثم انصرف، وهو في ذلك يلتمِس مركبًا يخرج إلى بلده، فخرج الرجل الذي كان أسلفه ينظر لعل مركبًا قد جاء بماله، فإذا بالخشبة التي فيها المال، فأخذها لأهله حطبًا، فلما نشرَها وجد المال والصحيفة، ثم قَدِم الذي كان أسلفه فأتى بالألف دينار، فقال: والله ما زلتُ جاهدًا في طلب مركبٍ لآتيك بمالك، فما وجدتُ مركبًا قبل الذي أتيت فيه، قال: هل كنت بعثتَ إليَّ بشيء؟ قال: أخبِرك أني لم أجد مركبًا قبل الذي جئت فيه! قال: فإن الله قد أدَّى عنك الذي بعثتَ في الخشبة، فانصرفْ بالألف الدينار راشدًا))؛ صحيح البخاري، كتاب الحوالة، باب الكفالة في القرض والديون بالأبدان وغيرها.

ثانيًا: الشرح:
يقول ابن حجر في فتح الباري: "لم أقف على اسم هذا الرجلِ، لكن رأيتُ في "مسند الصحابة الذين نزلوا مصر"؛ لمحمد بن الربيع الجيزي، بإسناد له فيه مجهول عن عبدالله بن عمرو بن العاص يرفعه: ((أن رجلاً جاء إلى النجاشي، فقال له: أسلِفْني ألف دينار إلى أجل، فقال: من الحميل بك؟ قال: الله، فأعطاه الألف، فضرب بها الرجل - أي: سافر بها - في تِجارة، فلما بلغ الأجل، أراد الخروج إليه فحبَستْه الريح، فعمِل تابوتًا... فذكر الحديث نحو حديث أبي هريرة، واستفدنا منه أن الذي أقرَض هو النجاشي، فيجوز أن تكون نِسبته إلى بني إسرائيل بطريق الاتباع لهم، لا أنه من نسْلهم".

يقول الإمام بدر الدين العيني في "عمدة القاري شرح صحيح البخاري": "قوله: أن يُسلِفه: بضم الياء؛ من أسلَف إسلافًا، يُقال: سلَّفت تسليفًا، وأسلفتُ إسلافًا، والاسم: السلف، وهو في المعاملات على وجهين؛ أحدهما: القرض الذي لا منفعة فيه للمُقرِض غير الأجر والشكر، وعلى المُقترِض ردُّه، والعرب تُسمِّي القرضَ سلفًا، والثاني: هو أن يُعطي مالاً في سلعة إلى أجل معلوم بزيادة في السعر الموجود عند السلف، وذلك منفعة للمسلف ويقال له: سَلَم، والمراد ههنا هو المعنى الأول.

قوله: فلم يجد مركبًا؛ أي: سفينة يركب عليها، ويجيء إلى صاحبه أو يبعث فيها شيئًا إليه لقضاء دَينه.
قوله: فأخذ خشبة: والخشبة واحدة الخشب.
قوله: فنقرها؛ أي: قوَّرها، قوله: ورمى بها؛ أي: الخشبة المنقورة قاصدًا وصولَها إلى صاحب المال.
قوله: فإذا بالخشبة؛ أي: فإذا هو مفاجأ بالخشبة، قوله: حطبًا: نُصِب على أن (أَخَذ) من أفعال المقاربة، فيعمل عمل كان، ويجوز أن يكون منصوبًا بمقدر تقديره، فأخذها يجعلها حطبًا؛ يعني: يستعملها استعمالَ الحطب في الوقيد، قوله: بالشهداء: جمع شهيد، بمعنى شاهد.
قوله: يقدَم: بفتح الدال؛ من قَدِم يَقدَم، من باب فعِل يفعَل بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع، قوله: فأحلَّ فيها: من الإحلال، وهو الإنزال، والمراد وضَع في الخشبة المنقورة ألفَ دينار.
قوله: وصحيفة: بالنصب عطفٌ على ألف دينار، والمراد منها المكتوب.
قوله: ثم زجَّج موضِعها؛ أي: أصلَح موضِع النقرة وسوَّاه، قيل: لعله من تزجيج الحواجب، وهو التقاط زوائد الشعر الخارج عن الخدين، وإن أُخِذ من الزجِّ، وهو سِنان الرمح، فيكون النقر قد وقع في طرف من الخشبة، فسدَّ عليه؛ رجاء أن يُمسِكه ويحفظ ما في بطنه.
قوله: تسلَّفت: من باب التفعُّل معناه: اقترضت.
قوله: جَهَدت: من باب فعَل يفعَل بالفتح فيهما؛ أي: تحمَّلتُ المشقةَ، قوله: ولَجتُ: من الولوج، وهو الدخول.
قوله: فلما نشَرها؛ أي: قطعها بالمنشار، قوله: بالألف دينار: هو جائز على رأي الكوفيين، قوله: راشدًا: نُصِب على الحال من فاعل انصرفْ.

وقد ذكر الخطَّابي ما يُستفاد من قصة هذا الحديث فقال: "لفْظ (أجل) فيه دليل على جواز دخول الآجال في القرض، وفيه في قوله: "أخذها لأهله حطبًا" دليل على أن ما يوجد في البحر من متاع البحر وغيره، أنه لا شيء فيه، وهو لمن وجَده حتى يستحقَّ ما ليس من متاع البحر من الأموال كالدنانير والثياب وشَبَه ذلك، فإذا استحقَّ، رُدَّ إلى مُستحقِّه، وما ليس له طالب ولم يكن له كثير قيمة، وحكم بغلَبة الظنِّ بانقطاعه، كان لمن وجده ينتفع به ولا يَلزَمه تعريفه، إلا أن يوجد فيه دليلٌ يَستدلُّ به على مالكه؛ كاسمِ رجلٍ معلوم أو علامة، فيجتهد ملتقطُها في أمر التعريف له؛ قاله المهلب، وفيه أن مَن توكَّل على الله، فإنه ينصُره، فالذي نَقَر الخشبةَ وتوكَّل على الله، حفِظ الله تعالى ماله، والذي أسلَفه وقَنَع بالله كفيلاً، أوصَل الله تعالى ماله إليه، وفيه جواز ركوب البحر بأموال الناس والتجارة، وفيه أن الله تعالى مُتكفِّل بعونِ من أراد أداء الأمانة، وأن الله يُجازي أهلَ الإرفاق بالمال بحفظه عليهم مع أجر الآخرة كما حفِظه على المسلف".

يقول الدكتور وجيه الشيمي: يستفاد من هذا الحديث:
1- جواز الكفالة، وهي أن يضمنَ شخصٌ شخصًا آخر لقضاء مالٍ على الثاني أو حق، وهذه الكفالة يُطلِق عليها الفقهاء كفالةَ الأبدان؛ لأنه يَضمن الشخصَ بنفسه، وهناك كفالة الأموال، وهي أن يضمن ما على رجلٍ من مال سواء كان الرجل حيًّا أو ميتًا، وهذا حدث زمن النبي؛ فعن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال: ((كنا جلوسًا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ أُتِي بجنازة، فقالوا: صلِّ عليها، فقال: ((هل عليه دَين؟))، قالوا: لا، قال: ((فهل ترك شيئًا؟))، قالوا: لا، فصلى عليه، ثم أُتِي بجنازة أخرى، فقالوا: يا رسول الله، صلِّ عليها، قال: ((هل عليه دَين؟))، قيل: نعم، قال: ((فهل ترك شيئًا؟))، قالوا: ثلاثة دنانير، فصلى عليها، ثم أُتِي بالثالثة، فقالوا: صل عليها، قال: ((هل ترك شيئًا؟))، قالوا: لا، قال: ((فهل عليه دَين؟))، قالوا: ثلاثة دنانير، قال: ((صلوا على صاحبكم))، قال أبو قتادة: صلِّ عليه يا رسول الله وعليَّ دَينُه، فصلى عليه؛ أخرجه البخاري كتاب الحوالات.

2- جواز الأجل في القرض؛ لأن هذا من قبيل التعاون، وقد قال تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2]، وفي الحديث: "عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفَّس الله عنه كُرْبة من كُرَب يوم القيامة، ومَن سَتَر مسلمًا، سَتَره الله في الدنيا والآخرة، ومَن يسَّر على مُعسِرٍ، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه))؛ مسند أحمد.

3- وجوب الوفاء بالدين؛ لقوله تعالى: ﴿ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ ﴾ [البقرة: 283].

4- وفيه التحدث عما كان في بني إسرائيل وغيرهم من العجائب؛ للاتعاظ والاتساء.

5- وفيه فضل التوكل على الله، وأن مَن صَحَّ توكُّله على الله، تكفَّل الله بنصره وعَونه".



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.21 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]