الإصلاح بين الأكابر - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 181 - عددالزوار : 60934 )           »          أبو بكر الصديق رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 25 )           »          لماذا يصمت العالم عن المجاعة في غزة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أعمال تعدل أجر الصدقات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          البلاء في حقك: نعمةٌ أو نقمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          شرح النووي لحديث: كان رجل من المشركين قد أحرق المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          شرح النووي لحديث: ارم فداك أبي وأمي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          شرح النووي لحديث: ليت رجلا صالحا من أصحابي يحرسني الليلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          أنسيت بأنك في غزة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-09-2020, 12:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,941
الدولة : Egypt
افتراضي الإصلاح بين الأكابر

الإصلاح بين الأكابر


الشيخ طه محمد الساكت







عن أبي بَكْرة - رضي الله عنه - يقول: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر، والحسن بن علي إلى جنبه، وهو يُقْبل على الناس مرة وعليه أخرى، ويقول:

((إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يُصلِح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين))؛ رواه البخاري[2].



الإصلاح بين السادة والكبراء:

شرحنا في مكان سابق؛ حديث الصحيحين: ((ليس الكذاب الذي يُصلِح بين الناس فيُنمي خيرًا أو يقول خيرًا))، وبيَّنَّا هنالك فضلَ الإصلاح بين الناس عامة، وإلى أيِّ مدى دعا الإسلام إليه، وأعدَّ لأهله الأجر العظيم والخير العميم، ثم قلنا في خاتمة الشرح: إنَّ الإصلاح بين الناس جزء من شرائع الأنبياء والمرسلين، بل إنه عماد دعوتهم، وأساس رسالاتهم، وما أحوجَ البشرَ - وقد اصطخبت بينهم المعارك، واشتعلت فيهن نيران الخصومة - إلى مَن يَنهَج في إصلاحهم منهجَ النبيين، ويسير فيهم سيرةَ الصادقين المخلصين، ﴿ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ ﴾ [إبراهيم: 20].



حاجتنا إلى هذا الإصلاح:

ونريد أن نَقصُر القولَ في هذا الحديث على صِنفٍ خاص من هذا الإصلاح العام، نرى أن أممنا الإسلامية - التي كانت في أَوجِ مجدها أمة واحدة - أحوج ما تكون إليه، ونعني به الإصلاح بين سادة كل أمة وكبرائها وأولي العلم والأمر فيها، ثم الإصلاح بين أكابر الأمم وساداتهم، فإنهم الذين إذا صلحوا صَلَح الناس جميعًا، وإذا فسدوا فسد الناس جميعًا.



من الذي يضطلع به؟

وليس هذا الإصلاح الخاص الذي نَعنيه، وندعو إلى الاضطلاع بعبئه، ونمهِّد له منذ زمن بعيد - ليس بالأمر اليسير الهين، الذي يضطلع به كل فاضل وخيِّر، ولكنه أمر عظيم جد عظيم، لا يضطلع بخطره إلا السادةُ النُّجب، وإلا من أخذ من النبل والفضل، والهدى والتقى، والحزم والعزم بحظ عظيم.



قلة قليلة مباركة:


ولئن كان الحسن بن علي - رضي الله عنهما - نسيجَ وحدِه في السادة المصلحين، فإن من بعده قلة تَنهَج منهجه سدادًا ورشدًا، وتدعو بدعوته حقًّا وصدقًا؛ حقنًا للدماء، وصونًا للأموال والأعراض، وحرصًا على ذات البَيْن أن تَفسد؛ فإن فساد ذات البين هي الحالقة.



بهذه القلة الكريمة المباركة يُرجى للأمم صلاحُها ورَشادها، وإلى هذه القلة الكريمة المباركة نتوجَّه - أول ما نتوجَّه - ببيان هذه المنقبة العظمى: منقبة الإصلاح بين الأكابر التي بشَّر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - عَلَمًا من أعلام بيته، فانتدب لها، وكان أحق بها وأهلها، بل كان إمام الأئمة الذين جاؤوا من بعده من الهداة والمصلحين.


سيادة الحسن - رضي الله عنه -:



كل الناس يعلم مَن هو الحسن! وكل الناس يعلم مكانه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكثير منهم يَودُّ لو يتخلَّق بخلق الحسن - رضي الله عنه - ويقتدي به وبجدِّه - صلوات الله عليه وسلامه - ولكن القليل النادر الذي يُقدِّر هذه الأخلاق النبوية قدْرَها، وأقل من هذا القليل النادر يحتملها، ويصبر عليها ويوفِّيها حقها.



ومن ذا الذي يستطيع أن يرفض المُلْكَ والمُلْكُ يسعى إليه، أو يُعرِض عن الدنيا والدنيا مُقبِلة عليه، إلا الحسنُ وأمثاله من هذه الفئة القليلة النادرة، التي يصطفي الله الواحد بعد الواحد منها، فيُجدِّد به للأمة أمرَ دينها ويجمع به شملَها، ويحييها بعد موتها، من الألى يهبون الدنيا على خَصاصة وخبرة، ويرجون الآخرة على بيِّنة وعبرة، ويدعون إلى الله على هدى وبصيرة؟!



علم من أعلام النبوة:

وإذا آمنا إيمانًا لا ريب فيه بما بشَّر به النبي - صلى الله عليه وسلم - أمَّتَه، من سيادة سِبْطه الحسن، وتحقيق مَنقبةِ الإصلاح الكبرى على يديه، ثم آمنا أن هذه البشارة العظمى ووقوعها علَمٌ من أعلام النبوة - فلنؤمن كذلك إيمانًا لا شكَّ فيه بتحقيق بشارته - صلوات الله وسلامه عليه - لمعاوية - رضي الله عنه - ودعائه له إذ قال: ((اللهم اجعله هاديًا مهديًّا واهده)) [3]، ((اللهم علِّمه الكتاب والحساب وقِهِ العذاب))[4].



وقد استجاب الله لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم - فحدَّثَنا التاريخ المُنصِف الصدوقُ أنه كان بهديه وحِلمه ورِفقه وسياسته وكياسته - أجدر الناس بالخلافة والمُلْك طول ولايته، وأرعاهم للأمة، وأعظمهم بلاءً في دين الله، وأكبرهم شأنًا وسلطانًا في أعين عدو الله، وها هو ذا مَلك الروم يزحف إلى حدود الدولة الإسلامية بجند عظيم، ومعاوية في معمعة القتال مع علي بصِفِّين، فيكتب إليه معاويةُ منذرًا فيقول: "والله لئن لم تَنتهِ وترجع إلى بلادك، لأصطلحن أنا وابن عمي عليك، ولأخرجنَّك من جميع بلادك، ولأضيقنَّ عليك الأرض بما رَحُبت، فيخاف ملك الروم ويَنكف".



وإن تكن له أخطاء يُبالِغ فيها ويُجسِّمها من لا يبالي أن ينال من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فالله يغفرها له بجانب ما قدَّم للإسلام والمسلمين من جهاد وفتح، وإعزاز وقوة[5].



نبذ الخصومة عند الشدائد:

وما لنا نؤمن ببِشارة النبي - صلى الله عليه وسلم - للحسن بما أجرى الله على يديه من هدى وإصلاح، ولا نؤمن ببِشارة النبي - صلى الله عليه وسلم - لمعاوية، وقد مهَّد لهذا الإصلاح نفسه، وكان شريكًا للحسن فيه؟ فقد حدَّثنا التاريخ أنه لما تهيَّأت الفئتان العظيمتان للقتال أو كادتا، أسِف معاوية أسفًا شديدًا وخاف على المسلمين الهلاك، وقال فيما قال: من لذراري المسلمين ونسائهم وضعفائهم؟! ثم أرسل رسولين من قريش من ذوي الشأن والرغبة في الإصلاح[6]، وفوَّض إليهما الأمر في كل ما يَريان، وفي كل ما يطلب الحسن من مال؛ لترضية الثائرين، وتعويض الغارمين، وتسكين فتن كقطع الليل المُظلِم، لقد روى المؤرِّخون أن معاوية أرسل رسوليه، ومعهما صحيفة بيضاءُ مختوم على أسفلها، وكتب إليه أن اكتب إلي في هذه الصحيفة التي ختمت أسفلها بما شئتَ، فهو لك، وما ذاك إلا لشفقته على المسلمين، ورحمةً بهم، وحقنًا لدمائهم، وقد تواتر أنه - رضي الله عنه - ما كان يضع سيفًا حيث يغني عنه سوط، وما كان يضع سوطًا حيث تغني عنه كلمة؛ لا جرم أنه لا يقاتل حتى لا يجد من القتال بدًّا.



حديث الصلح:

وها هو ذا البخاري يحدِّثنا بسنده حديثَ هذا الصلح فيقول: حدَّثنا عبدالله بن محمد، قال: حدَّثنا سفيان عن أبي موسى، قال سمِعتُ الحسن [البصري] يقول: استقبل - والله - الحسنُ بن علي معاويةَ بكتائب أمثال الجبال، فقال عمرو بن العاص: والله إني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها، فقال له معاوية - وكان واللهِ خيرَ الرجلين -: أيْ عمرو، إن قَتَل هؤلاء هؤلاء، وهؤلاء هؤلاء! من لي بأمور الناس؟! من لي بنسائهم؟! من لي بضيعتهم؟! فبعث إليه رجلين من قريش، من بني عبدشمس: عبدالرحمن بن سمرة، وعبدالله بن عامر بن كريز، فقال: اذهبا إلى هذا الرجل، فاعرضا عليه، وقولا له، واطلبا إليه، فأَتَياه فدخلا عليه، فتكلَّما وقالا له وطلبا إليه، فقال لهما الحسن بن علي: إنا بنو عبدالمطلب قد أصبنا من هذا المال، وإن هذه الأمة قد عاثت في دمائها[7]، قالا: فإنه يَعرِض عليك كذا وكذا، ويَطلُب إليك ويسألك، قال: فمن لي بهذا؟ قالا: نحن لك به.



فما سألهما شيئًا إلا قالا له: نحن لك به، فصالحه، فقال الحسن [البصري]: ولقد سمعت أبا بَكْرة يقول: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر.. إلخ الحديث[8].



هذا نص رواية البخاري في كتاب الصلح، ورواها في كتاب الفتن مُختصَرة[9]، وكلتا الروايتين - وناهيك بهما صحةً وقوةً ووثوقًا - شاهدٌ على صِدْق رغبة الحسن ومعاوية ورسوليه في الإصلاح بين الطائفتين، وأن اشتراكهم جميعًا في هذه المحمدة التي تَعاونوا عليها من أجلِّ المحامد التي تُدَّخر في صحائف المصلِحين، وتُسجَّل بمداد من النور والشرف في سجلات الخالدين.



عام الجماعة:

ولما سلَّم الحسنُ لمعاوية الأمر، بايعه على إقامة كتاب الله تعالى وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ودخل معاوية الكوفة، وبايعه الناس أفواجًا، وسمِّي عامُ هذه البيعة عامَ الجماعة؛ لاجتماع المسلمين بعد الفُرْقة، وائتلافهم بعد النُّفرة، وسلِّ سيوفهم لحماية الدعوة الإسلامية، بعد أن عطَّلها قتلةُ ذي النورين - رضي الله عنه - بضع سنين.



وبايع معاويةَ كلُّ من كان معتزلاً للقتال، من أمثال عبدالله بن عمر، وسعد بن أبي وقاص، ومحمد بن أبي مسلمة - رضي الله عنهم.



وأجاز معاوية الحسنَ بثلاثمائة ألف، وألف ثوب، وثلاثين عبدًا، ومائة جمل، ولما تنازَل الحسن لمعاوية رجع إلى المدينة، وولَّى معاويةُ الكوفةَ المغيرةَ بن شعبة، والبصرةَ عبدَالله بن عامر، وهو أحد رسوليه إلى الحسن، ورجع هو إلى دمشق.



ولم يبالِ الحسن - رضي الله عنه - أن يجترئ عليه بعضُ السفهاء من دُعاة الفتنة، فيقول له وقد تَمَّ الصلح: يا عار المؤمنين! فيجيبه بجواب من قِبَس النبوة: "العار، خير من النار"[10].



ولئن كان لم الشمل، وجمع الكلمة، عارًا عند السفهاء، إننا لنرحب بهذا العار ونقرُّ به عينًا، ونطيب نفسًا.



أما بعد، فليس من شأننا في هذا المقام أن نُطيل بذكر الأحداث التي جرت في ذلك العهد، ولا أن نرجِّح بعض الروايات المتضاربة فيها على بعض، ولا أن نُفاضِل بين الحسن ومعاوية - رضي الله عنهما - في أمر الخلافة أو المُلْك، ثم نقضي لأحدهما بأنه أجدر به من صاحبه وأحق، فما إلى ذلك قصدْنا؛ وإنما الشأن كل الشأن أنهما اشتركا في الصلح بين المسلمين وتعاونا عليه؛ حقنًا للدماء، وصونًا للحرمات، وقصدًا إلى السداد والرشاد[11].



سياسة معاوية وكياسته:

وإذا كان من سيادة الحسن، وعظيم ورعه، ورغبته فيما عند الله - عز وجل - أن يدع الأمر لصاحبه وهو أحق به منه، بعد أن بايعه أربعون ألفًا على الموت - فمن سياسة معاوية وكياسته وجدارته باضطلاع هذا الأمر ألا يُعرِّض جيشه، وهو أطوع له من جيش الحسن له، لمعركة يسيل فيها دم، أو تُقطَع فيها رحم، أو يَشمت بالإسلام فيها خَصْمٌ، ولكل منهما مقام معلوم، لا يماري فيه من كان على حق.



سيد الحكماء وسيد الشهداء:

ولولا كتاب من الله سبَق باستشهاد الحسين - رضي الله عنه - لاستمع للناصحين له بألا يخرج، وعلى رأس نصحائه عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - ولنهج منهج أخيه الحسن في الأخذ بالحيطة، وإمعان التبصر في العاقبة! ولكن أبى الله إلا أن يكون الحسن في الرعيل الأول من سادة الحكماء، وأن يكون الحسين في الصف الأول من سادة الشهداء.



دعوة السادة إلى زكاة السيادة:

وفَصل الخطاب إلى ما ندعو إليه سادتنا وكبراءنا، وأولي الفضل والنبل منا - وهم من وصفْنا بالقلة الكريمة المُبارَكة - أن يؤدوا زكاة السيادة، كما أدَّاها الحسن كاملة؛ بالإصلاح النقي الجلي، وبالشفاعة الحسنى الخالصة، وبالدعوة الجادة الصادقة إليهما، ما استطاعوا إلى الجد والصدق سبيلاً.



المصدر: من ذخائر السنة النبوية؛ جمعها ورتبها وعلق عليها الأستاذ مجد بن أحمد مكي.




[1] مجلة الأزهر، العدد السادس، المجلد الخامس والعشرون 1373- 1954.

[2] أخرجه البخاري (2704) في كتاب الصلح، وفي المناقب (3629)، وفضائل الصحابة (3746)، والفتن (7109).

[3] أخرجه أحمد في "المسند" 4: 216 (17895)، والترمذي (3842) كلاهما من حديث عبدالرحمن بن أبي عميرة، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. والحديث رجاله ثقات رجال الصحيح، إلا أن سعيد بن عبدالعزيز - أحد رجال السند - الذي عليه مدار الحديث، اختلط في آخر عمره فيما قاله أبو مسهر ويحيى بن معين، وغمز في هذا الحديث ابن عبدالبر وابن حجر، كما في التعليق على " المسند" طبعة مؤسسة الرسالة.

[4] أخرجه أحمد في "المسند" 4: 127 (17152)، من حديث العرباض بن سارية، وإسناده ضعيف؛ لجهالة الحارث بن زياد الشامي؛ فقد تفرَّد يونس بن سيف بالرواية عنه، وقال الذهبي في الميزان: مجهول، وقال ابن عبدالبر: مجهول، منكر الحديث، وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد" 9: 356 وقال: "رواه البزار (977)، وأحمد، والطبراني 18 (628)، وفيه الحارث بن زياد، ولم أجد من وثَّقه، ولم يرو عنه إلا يونس بن سيف، وبقية رجاله ثقات، وفي بعضهم اختلاف".

[5] قال الحافظ الذهبي في" السير" 3: 279: "أعاذنا الله من الفتن، ورضي الله عن جميع الصحابة، فترضَّ عنهم يا شيعي تفلح، ولا تدخل بينهم، فالله حَكم عدل، يفعل فيهم سابق علمه، ورحمته وسعت كل شيء، وهو القائل: "إن رحمتي سبقت غضبي" و: ﴿ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 23]، فنسأل الله أن يعفو عنا، وأن يثبِّتنا بالقول الثابت، آمين".

[6] وهما: عبدالرحمن بن سمرة، وعبدالله بن عامر بن كريز كما سيأتي.

[7] فيحتاج إرضاؤها في دمائها إلى مال كثير، وكان - رضي الله عنه - جوادًا لا يدَّخر شيئًا، وقد راعى هذا الكرم معاوية عند الصلح.

[8] أخرجه البخاري (2704) في كتاب الصلح.

[9] وروى الحديث مقصورًا على سيادة الحسن وإصلاح الله به في علامات النبوة (3629)، وفي فضل الحسن (3749)، والمناسبات في هذه المواضع الأربعة ظاهرة (طه).

[10] روى الترمذي (3408)، والحاكم 3: 170، والطبراني (2754) عن يوسف بن مازن قال: عرض للحسن رجل فقال: يا مسود وجوه المؤمنين! قال: لا تعذلني؛ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أريهم يثبون على منبره رجلاً رجلاً، وأورد الذهبي في " السير" 3: 272: قال: أتى مالك بن ضمرة الحسن، فقال: السلام عليك يا مسخم وجوه المؤمنين، فقال: لا تقل هذا، وذكر كلامًا يعتذر به - رضي الله عنه - وقال له آخر: يا مذل المؤمنين! فقال: لا، ولكن كرهت أن أقتلكم على الملك.


[11] من أهم مراجعنا في شرح هذا الحديث: كتاب العواصم من القواصم في تحقيق مواقف الصحابة؛ للقاضي أبي بكر بن العربي، بتحقيق السيد محب الدين الخطيب (طه).







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.28 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (2.70%)]