حضور وانصراف .. موجبات الارتقاء والإقصاء - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854702 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389591 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-10-2020, 03:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي حضور وانصراف .. موجبات الارتقاء والإقصاء

حضور وانصراف .. موجبات الارتقاء والإقصاء


محمد صادق عبدالعال



الناس على الدوام على حالتين، أو على شاكلتين، تزيد أو تنقص بين الحضور والانصراف.

والحضور:
ويعني الوجود والمشاهدةَ العَينية والإبصار والاستبصار، وربما لا تتحقَّق كلُّ تلك الإنجازات، وأقول عنها: إنجازات؛ لِما لها من عائد على الفرد في تزكية نفسه، وعلو شأنه، إلا إذا كان الحضور شكلاً ومضمونًا، ونتاج ذلك نقول بأن الحضور أيضًا على شاكلتين:
الأولى: (حضور كلي)، وهو ما اشتمل على الجوارح من قلبٍ وعقل وجسد.

والثانية: (حضور شكلي)، وهو ما افتقَر لِما سلَف من حضور الذِّهن والفؤاد، أو اكتمال لحضور الجوارح، فلا يوجد غير الجسد ربما لأداء واجب أو شكليات فرَضها المجتمعُ على الفرد.

والحضور له محامدُ ومناقب، منها ما يجعل الإنسانَ سريع البديهة، متأجج القريحة، سريع الردِّ والمواجهة والمجابهة، وهذا ناتجٌ عن حضور كليٍّ بالقلبِ والجسد والعقل الذي يزِنُ الأمور بموازين الذهب والنفائس.

وأبسطُ الأمثلة وأزكاها الحضورُ في الصلوات الخمس، فكم من أناسٍ لا ترتفع صلاتُهم فوق رؤوسهم؛ كما أخبر رسول الله - عليه الصلاة والسلام - وعلى النقيض ممَّن كان لهم حضور محمودٌ، فارتقت صلواتُهم السبعَ الطِّباق، صاعدةً لرب العرش الكريم، هنا نقول بأنه لدى المصلِّي والمتعبِّد حضورٌ بمعظم الجوارح، وأما عن القَبول، فهذا أمرٌ مردُّه إلى الله تعالى.

فلو أنك سألتَ مصلِّيًا عما قرأ في الركعة الأولى، أو الثانية مثلاً، وما تلا من آيات، وما استحفظ من كتاب الله، قال لك: قرأتُ كذا وكذا، نقول ولا نجزم بأنه كان حاضرَ الذهن والعقل في الصلاة، ولا نجزم بالحضور الكلي، فهذا من السَّرائر التي لا يعلَمُها إلا ربُّ العالمين - جل في علاه - وما لنا سوى الحُكم بالظواهر في الشَّهادة بالإيمان.

وحتى لا نرتفع فيما لا يجبُ أن نخوض فيه، فنسقط في منخفض ادِّعاء بالعلم بالأحكام التي لها من الأهلين مَن هم أحق بها منا في تقرير صحة المناسك والعبادات، ومناحي التقصير وموجبات الالتزام - نلزَم غرزَنا ونقول بأن الحضورَ محمودٌ في أيِّ شيء ما دام يُرضي الربَّ العليَّ؛ فهو درجةٌ ترفع من شأن المؤمن، وتحفز الراجين المثوبة على المداومة والاستمرار.

فالرسول الكريم أخبَر في حديثه الشريف: ((تقوى الله أن يجدَك ربُّك حيثما أمرك))، صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

إن الحريص على مداومة الصلوات بالمساجد، وتشييع الجنائز، يرفَعُ من رصيده في الحضور، وبالبديهة ومرة تلو المرة يصبح الأمرُ لديه عادة، وهنا نقول ولا نجزم بأنه على وشك الحضور الكلي مكتمل الأركان، والله أعلم، ومجازًى بما يعلَم سبحانه، والشاهد: ((إذا رأيتم الرجلَ يعتاد المساجد، فاشهَدوا له بالإيمان)).

وحضور المرء في مواطن ومواقف يرجوه الناس فيها؛ للتخفيف من حدة الاختلاف بين المتشاحنين، أو العمل على الأُلفة بينهما - أمرٌ طيب، ومسعًى كريم مشكور عليه؛ مما يرفعه بين الناس قدرًا، يفزَعون إليه متى أعيَتْهم الأمور، وألح عليهم طلبُ النصيحة من أهل المروءة.

الحضور في مواطن الخير كلُّه خير وكسب كبير، ولرُبَّ نادم وقت الموت من تقصير في حضوره.

وهناك الحضور بالبديهة في سرعة الرد دون خطأ أو جَور على حق؛ "فذات مرة دخَل الخليفة المأمون بيت مال المسلمين، فرأى غلامًا جميلاً على أُذنه قلم، فقال له: مَن أنت؟ فقال الغلام: أنا الناشئُ في دولتِك، المتقلِّب في نعمتك، المؤمل لخدمتك: الحسن بن رجاء، فقال الخليفة معجبًا بسرعة الرد وحضور الغلام: بالإحسان تفاضَلَت العقولُ، ارفَعوا الغلامَ فوق مرتبته".

ومثلٌ آخَرُ وإن كان فيه نوعٌ من المبالغة؛ إذ هو مِن كلام الشعراء، حينما مدَح أبو تمام الخليفة قائلاً:
إِقدامُ عمرٍو في سماحةِ حاتمٍ
في حِلْمِ أحنفَ في ذَكاءِ إياسِ


فقال أحد الحضور منتقصًا مما قال أبو تمام: الخليفةُ فوق مَن وصفتَ يا هذا!

فأطرق أبو تمام مليًّا ثم قال:
لا تُنكروا ضَرْبي له مَن دونه
مثلاً شَرودًا في النَّدى والباسِ

فاللهُ قد ضرب الأقلَّ لنوره
مثلاً من المشكاةِ والنِّبراسِ


فاهتزَّ الحضور طربًا لسرعة الرد، علاوة على البلاغة الرائعة، حتى قال يوسف الكندي - رحمه الله -: إن أبا تمام قد مات محسودًا على تلك الكلمات.

والحضور يُكسِب المرءَ الفِراسةَ والنباهة؛ إذ لا يصدم بردٍّ ولا مقال قدر ما يُقحم مُباغتَه السؤال بالإجابة الوافية.

ومثالٌ من القرآن الذي هو كلام رب العالمين، لا يأتيه الباطل، ولا يساوره شك أو ريب: قولُه في شأن الجن حين سمعت القرآن: ﴿ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الأحقاف: 29، 30].

"حدثنا ابن بشار، قال: ثنا هوذة، قال: ثنا عوف، عن الحسن، في قوله: ﴿ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ ﴾، قال: ما شعَر بهم رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حتى جاؤُوا، فأوحى اللهُ - عز وجل - إليه فيهم، وأخبر عنهم، وقال آخَرُون: بل أمر نبي الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقرأ عليهم القُرآن، وأنهم جمعُوا له بعد أن تقدَّم الله إليه بإنذارهم، وأمره بقراءة القُرآن عليهم.

ذِكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: ﴿ وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ ﴾ قال: ذُكر لنا أنهم صُرفُوا إليه من نينوى، قال: فإن نبيَّ الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إني أُمرتُ أن أقرأ القُرآنَ على الجنِّ، فأيُّكم يتبعني؟))، فأطرَقُوا، ثُم استتبعهم فأطرقُوا، ثُم استتبعهم الثالثة، فأطرقُوا".

فكثير منَّا يسمَعُ القرآن ولم تخشَعْ جوارحه، ولم تلِنْ عريكتُه لكلام ربِّ العالمين؛ لأنه ما استحضَر جوارحَه أو مقوِّمات الإنابة والرجوع، وها هي الجِنَّةُ أنفسُهم قد حضرت، فسمِعوا الذِّكر، فخشَعَت قلوبهم وجوارحُهم لكلام الله - عز وجل.

وأما عن الحالة الثانية، ألا وهي الانصراف، فهي الأخرى على شاكلتين، وحتى لا نطيل، فمعلومٌ أن الانصرافَ عن المعاصي بالجملة أمرٌ محمود، ربما لا يستطيع إنجازَه سوى أولي العصمة؛ كالأنبياءِ والأولياء، والصفوة من الخلق، ومن يبتغِ في ذلك السُّبل، كابحًا جماحَ نفسه، وكاظمًا عِنان الشهوات، فقد استبرأ لدِينه وعِرضه.

وعلى النقيض تمامًا من الانصراف الكلي عن بذل المكارم، وتأدية الفروض والمناسك كسلاً ولهوًا وانشغالاً بملذَّات الحياة القصيرة، وتقديمها على الباقية السرمدية.

وهو ما يقعُ فيه الناسُ، سيَّما العصاة المتجبِّرون، الذين انصرَفوا بالكلية عن أداء الفروض، وتلبية الدعوات، وانشغَلوا بما هو زائلٌ، وعزَّ عليهم تركُه، فآثَروا الخلود إليه، فهم كما صوَّر القرآن الكريم في قوله -تعالى-: ﴿ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ﴾ [الأعراف: 176]، صدق الله العظيم، نعوذ بالله أن نكونَ منهم، أو ننحدرَ لِما انحدروا إليه.

وهناك الانصرافُ ببعض الجوارح؛ كأن يقف الإنسانُ في موقف إجبارًا، لكنَّ قلبَه ولبَّه وجوارحه كلها مع ربِّه، فهذا محمودٌ انصرافه عن المكاره، معلوم حضوره المحامد ليوم الحصاد العظيم.

وأخيرًا، سؤال:
أين المسلم الحاضر الذهن والعقل الآن من غالبية شعوب غيبت جوارحها، فغيبت بين الأمم فتوارت، وما أعملت دواة الفكر في التنقيب عن بدائل الشقاق، وإنما اصطنعت أخاديدَ فتن ومغارات تلجَأُ إليها وقتَ أن تُباغَت بالحقيقة الكبرى، ألا وهي الفشل في صنع أمة تواكب السبق العالمي الجارف دون إقلال من ثوابت العقيدة، أو إخلال في مناحي التقدم؟!

إننا أمة بحاجة لسرعة الإجهاز على الرَّانِ صَدَأِ الأفئدة، وغسلها بماء الصحوة، حتى ولو كان الأمر صعبًا ولم نجد الماء، فقد جاز لنا التيمُّمُ؛ حتى لا نلتمس الأعذار لأنفسنا في استباق الخيرات، وتجنُّب المنكَرات.

وخلاصة القول - ولا نطيل فينصرف عنا القارئ الكريم، وإن الإطالة والإسهاب من دواعي الانصراف - نقول:
الحضورُ محمودٌ كله في أبواب الخير والعبادات، ورصيد يراه صاحبه، واللهُ المجازي والمحاسب، والانصراف عن الموبقات وتجنُّبها قدر الاستطاعة مَدعاةٌ للحضور الطيِّب، والاجتهاد في أبواب الطاعات.

وأما الانصراف إلى الملذَّات، وإنكار الطاعات، والتكاسل عن الفرائض والعبادات، فهو عظيمٌ، يوشك الله أن يقبض المحبِّذ له على ما أَخلَد إليه.


نعوذ بالله عياذًا أن نكونَ منهم، أو ننصرف إلى ما انصرفوا إليه، ونسأله -تعالى- حضورًا في الصلاة، حضورًا في مواطن الخيرات، لا نبتغي بها غيرَ وجهه الكريم، وسبحان الله وبحمده، وسبحان الله العظيم.

تم بحمد الله تعالى


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.01 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]