دروس من فتح القسطنطينية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير (الجامع لأحكام القرآن) الشيخ الفقيه الامام القرطبى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 620 - عددالزوار : 136295 )           »          عفة النفس: فضائلها وأنواعها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من تبصَّر تصبَّر! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حين يمهد العطاء طريقه بالصبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          صحة الفكر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الدعوة للإلحاد بين الخلل في التربية والقصور في التعليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          القراءة المتسارعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          سُنّة: إرشاد الضالّ في الطريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          التعرض لحرارة الشمس في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 55 - عددالزوار : 38373 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-01-2021, 05:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,420
الدولة : Egypt
افتراضي دروس من فتح القسطنطينية

دروس من فتح القسطنطينية


هاني مراد


أول ما يظهر من هذه الدروس هو اليقين. فمع أن الحصار استمر لما يزيد على خمسين يوماً، عانى فيها المسلمون الأهوال، وسقط كثير من الشهداء قتلا، أو حرقا، أو غرقا، أو دفنا تحت التراب، فإنّ ذلك كله لم يهزم يقين السلطان الفاتح في أنه سوف يكون المعني بحديث بشارة النبي بفتح المدينة.
ومع محاولة كل مستشاري الفاتح إقناعه بالرجوع عن المدينة، إلا أن يقينه كان مذهلاً. ويقينه لم يكن يقين غطرسة القواد المعروفة، ممن لا يملكون قوة غير غرورهم الواهم أو كبريائهم الزائفة، بل كان يقين من يستشعر معية الله، ويأخذ بالأسباب حتى تتحقق.
وتظهر كذلك عبادة التوكل. فقد استفرغ جيش المسلمين جميع الأسباب؛ من استعداد معنوي ومادي. ومع ذلك، لم يركنوا إلى هذه الأسباب من قوة السلاح والمدافع التي امتلكوها، وعلى رأسها المدفع السلطاني المشهور الذي كان أحدث وأقوى سلاح في ذلك الوقت، بل كان توكلهم على الله وحده، مؤمنين بأن النصر لا يكون إلا من عند الله.
كما يتضح درس استفراغ الوسع. فقد حاصر المسلمون المدينة من جميع جهاتها، وحاولوا بشتى الطرق منع الإمدادات التي كانت تأتي من أوربا عن طريق البحر. واستشهد في سبيل ذلك كثير من المسلمين، فأحكم المسلمون جميع منافذ المدينة، واستمر القصف ليلا ونهارا، وبذل المسلمون كل الأسباب واستفرغوا وسعهم في سبيل النصر.
والدرس الأعمق هو أن الإلهام من الله. فمع كل ما وقع من أهوال وخطوب في هذا الحصار، كان النصر عن طريق فكرة ألهمها الله للسلطان. وهي فكرة عبقرية لم يعرف التاريخ لها مثيلا، حين نُقلت السفن على تلة ترتفع عن البحر في الصحراء مسيرة ثلاثة أميال! ففي نهاية المطاف، لا يكون النصر إلا من عند الله، ولا يكون إلا بسبب من الله.
وتجلى الصبر في تضحية المسلمين بأرواحهم رخيصة في سبيل نشر الإسلام وتحقيق بشارة النبي. فمع سقوط المسلمين شهداء في البر والبحر، وخارج المدينة وداخلها، سقطوا تحت الأرض في السراديب التي كانوا يحفرونها ويحرقها البيزنطيون بالنار عليهم، وسقطوا فوق الأرض حينما كانوا يتسلقون الأسوار فيلقي البيزنطيون الزيت الحارق عليهم. لقد أعطوا أروع مثال في التضحية وبذل الروح، ندر مثله على مر التاريخ.
والثبات على المبدأ درس آخر يعلمنا إياه السلطان، حين عرض عليه الإمبراطور البيزنطي الرجوع عن المدينة في مقابل دفع الجزية. لكن لم تكن الدنيا هي ما يريده السلطان ولا جنوده. فهم أصحاب مبدأ، يهبون حياتهم في سبيله.
وظهرت الاستعانة بالله وتقوى الله والصلة به في شخص السلطان وجنوده. فقد عُرف عنه أنه كان صاحب دين وقيام بالليل واستعانة بالعلماء، لا يتجاوز قولهم! كما عُرف عنه بث العلماء وسط جنوده، ليعلموهم ويحثوهم على الجهاد وعلى الاستعانة بالله وتقواه. فهي الزاد وهي السند وهي سبب النصر الوثيق.
وظهر التسامح بعد فتح المدينة وإعطاء الأمان لأهلها! فلم يفعلوا فعل الصليبيين أو التتار أو غيرهم! لقد فتحوا القلوب قبل الحصون، ونالوا العقول قبل القلاع. فكانوا فاتحين متسامحين وليسوا غزاة طامعين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.24 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.57%)]