شرح حديث أم كلثوم: "ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس" - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الصراع مع اليهود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 37 )           »          الوقـف الإســلامي ودوره في الإصلاح والتغيير العهد الزنكي والأيوبي نموذجاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أفكار للتربية السليمة للطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          لزوم جماعة المسلمين يديم الأمن والاستقرار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          منهجُ السَّلَف الصالح منهجٌ مُستمرٌّ لا يتقيَّدُ بزمَانٍ ولا ينحصِرُ بمكانٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 38 - عددالزوار : 1198 )           »          الحكمـة ضالـة المؤمن ***متجددة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 72 - عددالزوار : 16921 )           »          حوارات الآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 17 )           »          الخواطر (الظن الكاذب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الإنفــاق العــام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-03-2021, 11:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,025
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث أم كلثوم: "ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس"

شرح حديث أم كلثوم: "ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس"

سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين

عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « ليس الكذَّابُ الذي يُصلِحُ بين الناس فيَنمِي خيرًا، أو يقول خيرًا »؛ متفق عليه.


وفي رواية مسلم زيادة، قالت: "ولم أسمعه يُرخِّصُ في شيء مما يقوله الناس إلا في ثلاث؛ تعني: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأتَه، وحديث المرأة زوجَها".


قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
هذا الحديث الذي ذكره المؤلف حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس الكذَّاب الذي يُصلِح بين الناس، فيَنمِي خيرًا أو يقول خيرًا))، فالإنسان إذا قصَدَ الإصلاح بين الناس وقال للشخص: إن فلانًا يُثني عليك ويمدحك، ويدعو لك، وما أشبَهَ ذلك من الكلمات، فإن ذلك لا بأس به.


وقد اختلف العلماء في هذه المسألة، هل المراد أن يَكذِبَ الإنسانُ كذبًا صريحًا، أو أن المراد أن يُورِّيَ؟ بمعنى أن يُظهِر للمخاطَب غيرَ الواقع، لكنه له وجه صحيح، كأن يعني بقوله مثلًا: فلان يُثني عليك؛ أي: على جنسك وأمثالك من المسلمين، فإن كل إنسان يُثني على المسلمين من غير تخصيص.

أو يريد بقوله: إنه يدعو لك؛ أنه من عباد الله، والإنسان يدعو لكل عبدٍ صالح في كل صلاة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنكم إذا قلتم ذلك - يعني قلتم: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين - فقد سلَّمتُم على كل عبد صالح في السماء والأرض)).

وقال بعضهم: إن التورية تُعَدُّ كذبًا؛ لأنها خلاف الواقع، وإن كان المتكلِّم قد نوى بها معنى صحيحًا، واستدَلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام يعتذر عن الشفاعة بأنه كَذَبَ ثلاثَ كَذِباتٍ في ذات الله))، وهو لم يَكذِبْ عليه الصلاة والسلام، لكنه ورَّى.

وعلى كل حال، فالإنسان المصلِح ينبغي له أن يتحرز من الكذب، وإذا كان ولا بد فلْيَتأوَّلْ؛ ليكون بذلك مورِّيًا، والإنسان إذا كان مورِّيًا فلا إثمَ عليه فيما بينه وبين الله، والتوريةُ جائزة عند المصلحة.

أما اللفظ الثاني، ففيه زيادة عن الإصلاح بين الناس، وهو الكذب في الحرب.

والكذب في الحرب هو أيضًا نوعٌ من التورية؛ مثل أن يقول للعدوِّ: إن ورائي جنودًا عظيمة، وما أشبَهَ ذلك من الأشياء التي يُرهِب بها الأعداء.

وتنقسم التورية في الحرب إلى قسمين: قسم في اللفظ، وقسم في الفعل.

مثل ما فعل القعقاع بن عمرو رضي الله عنه في إحدى الغزوات؛ فإنه أراد أن يُرهِب العدوَّ فصار يأتي بالجيش في الصباح، ثم يغادر المكان، ثم يأتي به في صباح يوم آخر، وكأنه مَدَدٌ جديد جاء ليساعد المحاربين المجاهدين، فيتوهَّم العدوُّ أن هذا مَدَدٌ جديد جاء ليساعد المحاربين المجاهدين، فيتوهَّم العدوُّ أن هذا مدد جديد، فيرهَب ويخاف، وهذا جائز للمصلحة.

أما المسألة الثالثة، فهي أن يحدِّث الرجل زوجته وتحدِّث المرأة زوجها، وهذا أيضًا من باب التورية، مثل أن يقول لها: إنك من أحَبِّ الناس إليَّ، وإني أرغب في مثلك، وما أشبه ذلك من الكلمات التي توجب الألفة والمحبة بينهما.

ولكن مع هذا لا ينبغي فيما بين الزوجين أن يُكثِر الإنسان من هذا الأمر؛ لأن المرأة إذا عثَرتْ على شيء يخالف ما حدَّثها به، فإنه ربما تنعكس الحال وتكرهه أكثرَ مما كان يتوقع، وكذلك المرأة مع الرجل.

المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 38- 41)

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.70 كيلو بايت... تم توفير 1.78 كيلو بايت...بمعدل (3.59%)]