نقلة إلى الملأ الأعلى - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         عقد مودة ورحمة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          16طريقة تجلب بها البركة لبيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          ألا تشعرين بالحر ؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          المرأة عند الإغريق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          القاضي الفارس الفرج بن كنانة وأسد بن الفرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          مجموع الأثبات الحديثية لآل الكزبري الدمشقيين وسيرهم وإجازاتهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من مواعظ الإمام سفيان الثوري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أولادنا... هل نستوعبهم؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الشَّبَابُ وَرَمَضَان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          هل في الشر خير؟ دروس من قصة الإفك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-09-2020, 03:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,965
الدولة : Egypt
افتراضي نقلة إلى الملأ الأعلى

نقلة إلى الملأ الأعلى


د. حسام الدين السامرائي







الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه وأنصاره والقائمين على شريعته إلى يوم الدين.



وبعد:

روى الإمام مسلم وأبو داود وغيرهما عن جابر بن سَمُرة - رضي الله عنه - قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ألا تصُفُّون كما تَصُف الملائكة عند ربها))، فقلنا: يا رسول الله، وكيف تَصُف الملائكة عند ربها؟ قال: ((يُتِمون الصفوف الأُول ويتراصون في الصف)).





إن المتأمِّل في حال خِلْقة الإنسان فإنه سيرى أنه مشكَّل من جزأين، جزء رُوحي ملائكي سماوي، وجزء طيني شيطاني أرضي، والصراع قائم بين هذين الجزأين، فتتنازعه رغباته الأرضيَّة تارة، فيغلِب عليه أمر الشيطان، فيكون في أسفل سافلين: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ﴾ [النساء: 145]، ويتنازعه سموُّه في رُوحه تارة، فيعلو حتى يسمو إلى منزلة الملائكة؛ ﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ﴾ [المطففين: 18]، بل ربما يفوق منزلة الملائكة كما حصل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أن سما على جبريل في رحلة الإسراء والمعراج، وكما قال - عز وجل -: ﴿ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ﴾ [النجم: 8 - 18].



وعودًا إلى أول الحديث، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - يحث أصحابه والأمة من بعدهم أن يصفوا في الصلاة كما تَصُف الملائكة، وهذه نقلة لكل مسلم إلى الملأ الأعلى، فيحاول الاتصال بالسماء في كل يوم خمس مرات، ويتشبَّه بهم؛ كما قال - عز وجل - حكاية عن الملائكة: ﴿ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ﴾ [الصافات: 165، 166]، وقال - عز وجل - عن الملائكة أيضًا: ﴿ وَالصَّافَّاتِ صَفًّا * فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا ﴾ [الصافات: 1، 2]، فالمسلم يحاول السمو - ولو في الشكل - كل يوم مرات عديدة، ويُجدِّد الاتصالَ بالله - عز وجل - لينال عظيم الأجر، ولتكون الصلاة صِلة واتصالاً على الحقيقة.



وتأمَّل معي نتائج ما سيتحقَّق للمسلم إذا ما وصل إلى حقيقة الاتصال بالملأ الأعلى في صلاته، وإليك ما جرى لموسى - عليه وعلى نبينا أفضل صلاة وسلام - فقد قال المولى - سبحانه -: ﴿ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأعراف: 143]، ففي ذلك الوادي وعند سفْح الجبل وقف موسى - عليه السلام - يريد الاتصال بالله - عز وجل - على الحقيقة، يقول ابن كثير في تفسيره: إن الله تعالى قال لموسى لما سأل الرؤية: ((يا موسى، إنه لا يراني حي إلا مات، ولا يابس إلا تدهده))، وما تجلَّى ربنا للجبل - كما نقل لنا ابن كثير - إلا قدر عقدة الخنصر، فقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية: ﴿ فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا ﴾ [الأعراف: 143]، قال: "هكذا بإصبعه، ووضع النبي - صلى الله عليه وسلم - إصبعه الإبهام على المِفصَل الأعلى من الخِنصر، فساخ الجبل".



فانظر وتأمَّل معي ماذا حصل لموسى - عليه السلام - بعد ذلك؟ والحديث ينقُله ابن كثير عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لما تجلى الله لموسى - عليه السلام - كان يُبصِر النملةَ على الصفا في الليلة الظلماء، مسيرة عشرة فراسخ"، فالمؤمن إذا ما أحسن الاتصال بالله - عز وجل - كان الله سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يُبصِر به، ونقل ابن كثير أيضًا بعد ذلك فقال: "ولا يَبْعُد على هذا أن يَختصَّ نبيًّا بما ذكرناه من هذا الباب، بعد الإسراء والحظوة بما رأى من آيات ربه الكبرى"، ولو تأمَّلنا في حال نبينا - صلى الله عليه وسلم -لوجدناه قد حقَّق الاتصال بالله - عز وجل - في صلاته حتى كان يرى ما يَحصُل في صفوف الصلاةِ من وراء ظهره؛ كما قال: ((أتِمّوا الصفوف؛ فإني أراكم خلف ظهري))، فجمهور العلماء على أن رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - وراء ظهره رؤية عين لا مجاز فيها، وذكَر صاحب الرسالة الناصرية أنه كان بين كَتِفي النبي - صلى الله عليه وسلم - عينان مِثل سم الخياط، فكان يُبصِر بهما ولا تحجبهما الثياب، بل كان - عليه الصلاة والسلام - يرى في الظلمة كما يرى في النور؛ كما نقل صاحب كتاب الشفا للقاضي عياض، ويروي لنا الإمام أحمد في المسند من حديث جابر بن عبدالله قال: فقدتُ جملي ليلة، فمررتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: ((ما لك يا جابر؟))، فقلت: فقدتُ جملي أو ذهب [جملي] في ليلة ظلماء، قال: فقال لي: ((هذا جملك، اذهب فخذه))، قال: فذهبت نحو ما قال لي، فلم أجده فرجعتُ إليه فقلت: بأبي وأمي يا نبي الله، ما وجدته، قال: فقال لي: ((هذا جملك، اذهب فخذه))، قال: فذهبت نحو ما قال لي، فلم أجده، فرجعت إليه فقلت: بأبي وأمي يا نبي الله [لا] والله ما وجدته، قال: فقال لي: ((على رِسلك))، حتى إذا فرغ أخذ بيدي فانطلق بي حتى أتينا الجمل فدفعه إليَّ فقال: ((هذا جملك)).



ففتح الله لرسوله - صلى الله عليه وسلم - ما فتح فأبصر برُوحه وأبصر بقلبه وأبصر بعقله، وأبصر بفراستِه، وأبصر بنبوَّته وأبصر برسالته؛ فقد روى مسلم وغيره من حديث شداد بن أوس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله زوى لي الأرض فرأيتُ مشارقها ومغاربها، وإن أمَّتي سيبلغ مُلكها ما زُوي لي منها، فرأى ملك أمته مشارقها ومغاربها)).



وهكذا كان الأصحاب بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فالصلاة أوصلتهم إلى حقيقة الاتصال به - عز وجل - فالفاروق عمر - كما صحَّ عنه - أنه وجَّه جيشًا ورأَّس عليهم رجلاً يقال له: (سارية)، قال: فبينما عمر يَخطُب فجعل ينادي: يا ساريةُ، الجبلَ، يا سارية، الجبلَ (ثلاثًا)، ثم قدِم رسول الجيش فسأله عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، هُزِمنا فبينما نحن كذلك إذ سمعنا مناديًا: يا سارية الجبل (ثلاثًا)، فأسندنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله، قال: فقيل لعمر: إنك كنت تصيح بذلك، وهذا إسناد جيد حسن؛ كما قال ابن كثير في "البداية".



وأما عثمان - رضي الله عنه - فقد روى القرطبي أن رجلاً مرَّ بالسوق فنظر إلى امرأة، فلما نظر إليه قال عثمان: يدخل أحدكم عليَّ وفي عينيه أثرُ الزنا، فقال له أنس: أوَحْيًا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: لا، ولكن برهان وفراسة وصِدْق".



وهذا أبو الدرداء - رضي الله عنه - كان ينظر بنور الله - عز وجل - وكان يومًا يذكُر الفتنة فقام له رجلٌ من سكون، فيقول: فأين أسيافنا؟ فقال أبو الدرداء: إني أخاف إن حضرتها أن تعورَّ عينك، وتُكسَر سنُّك، فحضر السكوني يوم صفين فعورت عينه وكسرت سنُّه، فقال: يَغفِر الله لأبي الدرداء، واحدة كانت تكفي.



يقول ابن القيم مُتحدِّثًا عن شيخه ابن تيميَّة - رحمهما الله - قال: ولقد شاهدتُ من فراسة شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - أمورًا عجيبة، وما لم أشاهده منها أعظم وأعظم ووقائع فراسته تستدعي سِفْرًا ضخمًا، أخبر أصحابه بدخول التتار الشام سنة تسع وتسعين وستمائة، وأن جيوش المسلمين تكسر، وأن دمشق لا يكون بها قتل عام ولا سبي عام، وهذا قبل أن يهم التتار بالحركة، ثم أخبر الناس والأمراء سنة اثنتين وسبعمائة لما تحرَّك التتار وقصدوا الشام: أن الدائرة والهزيمة عليهم، وأن الظَّفرَ والنصر للمسلمين، وأقسم على ذلك أكثر من سبعين يمينًا فيقال له: قل إن شاء الله فيقول: إن شاء الله تحقيقًا لا تعليقًا، وسمِعته يقول ذلك قال: فلما أكثروا عليَّ قلتُ: لا تُكثِروا، كتب الله تعالى في اللوح المحفوظ: أنهم مهزومون في هذه الكَرَّة، وأن النصر لجيوش الإسلام، قال: وأطعمت بعض الأمراء والعسكر حلاوة النصر قبل خروجهم إلى لقاء العدو، وكانت فراسته الجزئيَّة في خلال هاتين الواقعتين مِثل المطر، ثم قال: وأخبرني غير مرة بأمور باطنة تختص بي مما عزمت عليه، ولم يَنطِق به لساني وأخبرني ببعض حوادث كبار تجري في المستقبل، ولم يُعين أوقاتَها، وقد رأيت بعضها، وأنا أنتظر بقيَّتها، وما شاهده كبار أصحابه من ذلك أضعاف أضعاف ما شاهدتُه، والله أعلم.



يقول ابن مسعود - رضي الله عنه - أفرس الناس ثلاثة: العزيز في يوسف يوم أن قال: ﴿ وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ﴾ [يوسف: 21]، وابنة شعيب في موسى يوم أن قالت: ﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ﴾ [القصص: 26]، وأبو بكر يوم أن ولَّى عمر - رضي الله عنهم أجمعين.




جدِّد العهد مع الله - سبحانه - في كل صلاة، وأرسل روحك وأنت في محراب العبادة والطاعة؛ لعلك تنال ما ناله الصالحون الأولون والسابقون المقرَّبون، ولتكن صلاتك نقلة إلى الملأ الأعلى على الحقيقة.



وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.30 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]