تربية الطفل على ترشيد الاستهلاك - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         المسجد الأقصى وفلسطين في حياة الصحابة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 425 )           »          خواطر الكلمة الطيبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 21 - عددالزوار : 1547 )           »          ذنوب القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 3699 )           »          الدعاء بعد الصلاة مع الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الصلاة بعد الوتر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          أداء الصلاة على كرسي لعذر شرعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          مس الفخذ والركبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          مقتطفات من سيرة علي بن أبي طالب رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 47 )           »          هَمَسات .. في كلمات ... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 30 - عددالزوار : 3718 )           »          أسباب دخول الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > روضة أطفال الشفاء
التسجيل التعليمـــات التقويم

روضة أطفال الشفاء كل ما يختص ببراءة الأطفال من صور ومسابقات وقصص والعاب ترفيهية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-05-2024, 10:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,045
الدولة : Egypt
افتراضي تربية الطفل على ترشيد الاستهلاك

تربية الطفل على ترشيد الاستهلاك



الطفل فرد في أسرة، مستهلك للغذاء والملابس واللعب وممتلكات الأسرة من أجهزة وأدوات وأثاث، ومن ثم فهو في حاجة إلى وجود قدوة استهلاكية؛ لذا فإن الاهتمام بمراقبة الطفل وتوجيه سلوكه أمر ضروري حتى يمكنه أن يشارك بنصيب من الجهد والعمل في تنظيم الاستهلاك، والتربية السليمة تتطلب إكساب الطفل حقائق وقيما ومهارات واتجاهات معينة، منها الاتجاه نحو ترشيد الاستهلاك وتوجيه أنماطه الاستهلاكية بحيث يتسم سلوكه الاستهلاكي بالتعقل والاتزان والموضوعية بمعنى أن يكون استهلاك الطفل من المنتجات المختلفة وكذلك الخدمات بالكميات التي تفي باحتياجاته الضرورية دون زيادة أو نقصان.
والتساؤل الذي يطرح نفسه: ما دور الأسرة في التنشئة الاستهلاكية للطفل؟ وما العوامل المؤثرة في السلوك الاستهلاكي للمجتمع؟ وما دور الأم بوصفها قدوة في التنشئة الاستهلاكية؟ ولا شك أن السلوك الاستهلاكي مظهر حضاري يختلف من شعب لآخر بل قد يختلف من فرد لآخر في المجتمع نفسه تبعا لأنماط السلوك الاستهلاكي والوعي والثقافة الاستهلاكية السائدة في المجتمع ومدى تقدمه ودرجة تحضره وقيمته الاجتماعية، وتتـأثر الأنماط الاستهلاكية خاصة الغذائية للأسرة بهذه القيم مثل الإفراط الزائد في استهلاك الأغذية ومنتجاتها لدرجة مبالغتها الاستهلاكية وخروجها عن الاتزان والرشاد وفي المجتمعات الأكثر تحضرا يميل السلوك الاستهلاكي الغذائي للأفراد لأن يكون أكثر اتزانا وترشيدا عنه في المجتمعات الأقل تحضرا.
الأم قدوة
وبزيادة وعي ومستوى الأم الثقافي الاجتماعي، وكذلك عملها ودخلها، تزداد مساهمتها في وضع ميزانية الأسرة وتحديد بنود الصرف بها، وجذب الأبناء للمساهمة حسب أعمارهم في زيادة دخل الأسرة وتقليل الموارد المفقودة في سلوك الأم الاستهلاكي.
والمعلومات الخاصة بهذا السلوك التي تسعى الأم لتعليمها للطفل لها تأثير في تقويم الطفل للسلعة، ووجود القدوة السليمة ولاسيما في فترة الطفولة يساعد الطفل على سرعة التعلم واكتساب العادات والقيم السليمة نحو الاستهلاك والتركيز على أهمية ترشيد الاستهلاك كما أن توافر الفرص المناسبة للطفل من الصغر للمشاركة في عمليات الاختيار والشراء تنمي لديه القدرة على حسن الاختيار مع تعويد الطفل على الاقتصاد وتقليل الفاقد في كل نواحي الحياة الاستهلاكية.
ويعرف الباحثون التنشئة الاستهلاكية بأنها العملية المستمرة والتي يتعلم من خلالها الطفل المعارف والمهارات والاتجاهات التي تتناسب مع السلوك الاستهلاكي المتعلق بالحصول على المنتجات أو الخدمات واستهلاكها، ولا شك أن التطبيع الاجتماعي من خلال تدريب الطفل وتعويده له أثر في تحديد أنماط السلوك الاستهلاكي؛ إذ إن ترشيد الاستهلاك من أهم أهداف المجتمعات، فالدول تعمل على ترشيد استهلاك المواطنين وتحضهم على تنظيم الاستهلاك الفردي والأسري؛ لذا فإن طريقة استهلاك الفرد تتوقف على مدى وعيه بأهداف الدولة وسياستها الاقتصادية، كما تتوقف على نوعية العادات التي تأصلت لديه منذ الصغر بالممارسة اليومية.
الإعلام وتأثيره السلبي على الاستهلاك
كما تعد المحاكاة والتقليد والتأثر بوسائل الإعلام والإعلان من العوامل الأخرى المؤثرة على طريقة السلوك الاستهلاكي للطفل، فالتلفاز والإعلانات والدعاية لها تأثير لا يمكن إهماله على استهلاك الأفراد، وكثيرا ما تؤثر المعارض والدعاية على أنماط الاستهلاك وتزيد من الشراء العشوائي عند كثير من الأفراد، والطفل بطبيعته يتأثر بالإسراف نتيجة تأثره بالمحيط الذي حوله وأسلوب تنشئته وتربيته، كما ان الطفل يتأثر ويشب على التقليد، تقليد الأبوين والإخوة وتقليد الزملاء والمجتمع.
وفي هذا الإطار لا يمكن إنكار التأثير السلبي للإعلانات على الصغار، التي تحولهم إلى مجرد مستهلكين فهي تركز على أشياء تهمهم وتجعلهم يحاولون بكل ما يستطيعون الحصول عليها مثل الشيكولاتة والشيبسي والمشروبات الغازية ولعب الأطفال من مدافع ومسدسات وعرائس، ويعاني هؤلاء الصغار الإحباط إذا لم يشترلهم الآباء كل هذا إذ إن ذلك يثقل كاهلهم في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة ومن يستطيعون شراءها يتحولون إلى مستهلكين عشوائيين وتغرس فيهم هذه الأشياء ثقافة مختلفة مغايرة لما نريد أن نغرسه في نفوسهم من احترام تراثنا والتعامل مع واقعنا.
دور الأسرة
والأطفال يتعلمون السلوك من خلال سلسلة من المواقف ومعاملة الآخرين لهم، والأماكن التي يحدث فيها السلوك الاستهلاكي، وعدوى التبذير يمكن أن تنتقل من الآباء إلى الأطفال فينمو معهم انعدام الحس بقيمة الأشياء فلا يحافظون على ألعابهم أو كتبهم لأن الطفل يعرف أنه ما دام المال موجودا فقليل من البكاء قادر على إعطائه ما يشاء، فالأسرة يمكنها ان تساعد على عملية تدريب قدرات الطفل المعرفية في المواقف الاستهلاكية ويمكنها أيضا أن تؤثر بشكل مباشر في سلوك أطفالها الاستهلاكي بتشجيعهم على اختيار هدايا الأعياد ومناقشة ميزانية الأسرة واصطحابهم إلى السوق، فمن الحكمة تدريب الطفل في سن مبكرة وفي مستويات الدخل المختلفة على استعمال النقود، ومن الأفضل أن يأخذ الطفل قرار الشراء حسب النقود التي معه.
وينبغي مراعاة ان تكون المبالغ المعطاة للطفل مناسبة لسنه وتعطي له بانتظام، وعلى الأسرة أن تشجع الطفل على البدء في ممارسة عملية الشراء عن طريق اختيار شيء معين ثم تدفع ثمنه، وحتى يدرك ان السلع المختلفة لها أسعار مختلفة، كما ان ذهاب الطفل إلى المتجر للشراء بنفسه يشعره بالارتياح والاعتماد على النفس والاستقلالية والرضا لتنمية قوة الشخصية لديه، كذلك اختيار قدوة جيدة -سواء من خلال قصص أو قدوة حقيقية- يساعد الطفل على الاقتداء بها وتقليد سلوكها والتحلي بالسلوك الرشيد في الاستهلاك.
استهلاك الغذاء والملابس
وللغذاء أهمية كبيرة في جميع مراحل العمر إذ ينبغي إكساب الطفل عادات غذائية صحيحة سليمة حتى يكون له أكبر الأثر في اتباع الطفل سلوكا صحيا وغذائيا سويا عند الكبر، كتعويده على تناول جميع الأصناف المطهوة بالمنزل وعدم تفضيله لأصناف معينة والابتعاد عن تناول الوجبات السريعة والتحضير بالخارج وتبصيره بأضرارها ماديا وصحيا، وتناول ما يحتاج إليه فقط وعدم الإسراف أو التخزين لوقت لاحق وأن يتجنب الآباء دفع مبالغ خيالية لمشتريات أطفالهم لتحرجهم داخل الأسواق.
وفي مجال الملابس يكون شراء الملابس له دور كبير في تكوين شخصية الطفل وتكوين صداقات جديدة وزيادة شعوره بالثقة بالنفس، وعلى الأسرة أن تنمي لدى الأطفال عادات وسلوكيات سليمة في اختيار الملابس من حيث الجودة والثمن وتعويد الطفل اتباع خطوات معينة ليصبح منظما حتى في استهلاكه وترتيب وتخزين ملابسه ليستطيع أن يحصل على ما يريده في الوقت الذي يحتاجه ويقوم بحصر الأعداد والمقاسات والملابس التي يحتاجها ويتعود على اختيار أماكن تخزين قليلة ومناسبة للملابس الأخرى وتقليل كمية المخزون، كما أنه من الممكن أن يتخلص من بعض الاشياء المستهلكة وغير الصالحة للاستعمال أو التي لديه العديد منها بإهدائها للجمعيات الخيرية أو التصدق بها.
ويمكن تحديد بعض الامور المهمة لتوعية وتربية الطفل المستهلك على السلوك الاستهلاكي السليم ومنها تعويد الطفل على التوفير وتزويده بحصالة، وضرورة تقديم القدوة الصالحة في مجال الانماط الاستهلاكية الرشيدة وخاصة داخل الأسرة ويفضل أن تكون هذه القدوة: الوالدين، وضرورة مشاركة الوالدين للطفل في عملية الشراء، وقيام وسائل الإعلام بدور فعال في توعية الأطفال بأهمية السلوك الاستهلاكي المتزن وتوجيه برامج إعلامية لتوعية الأطفال بأهمية وكيفية ترشيد الاستهلاك وتقليل الفاقد في الاستهلاك في جميع مناحي الحياة، كما ينبغي تبصير الأطفال بحقوق المستهلك وكذلك واجباته وتنمية روح المواطنة والانتماء عند الأطفال.


اعداد: المستشارة التربوية: شيماء ناصر

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 03-05-2024 الساعة 11:15 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.78 كيلو بايت... تم توفير 1.74 كيلو بايت...بمعدل (3.44%)]