دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا - الصفحة 3 - ملتقى الشفاء الإسلامي
اخر عشرة مواضيع:          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 28 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859132 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393464 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215751 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #21  
قديم 31-03-2024, 01:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة

(21)

الدرس الحادي والعشرون
الاعتكاف
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
- أيها المسلم: إن الاعتكاف من العبادات التي كان - صلى الله عليه وسلم - يفعلها في رمضان، فاجتهد أن تعتكف ولو مدةً يسيرة , والاعتكاف هو: لزوم مسجد لطاعة الله تعالى.
- وأفضل الاعتكاف أن يعتكف المسلم العشر الأواخر من رمضان حتى يموت، وفي حديث عائشة ل زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - (كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ) رواه البخاري.


- وإذا فات المسلم الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان فليعتكف عشراً في شهر شوال؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم: (أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ فَلَمَّا انْصَرَفَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ إِذَا أَخْبِيَةٌ خِبَاءُ عَائِشَةَ وَخِبَاءُ حَفْصَةَ وَخِبَاءُ زَيْنَبَ فَقَالَ أَالْبِرَّ تَقُولُونَ بِهِنَّ ثُمَّ انْصَرَفَ فَلَمْ يَعْتَكِفْ حَتَّى اعْتَكَفَ عَشْرًا مِنْ شَوَّالٍ) رواه البخاري. وفي لفظ: (فَلَمْ يَعْتَكِفْ فِي رَمَضَانَ حَتَّى اعْتَكَفَ فِي آخِرِ الْعَشْرِ مِنْ شَوَّالٍ) رواه البخاري. وعند مسلم: (حَتَّى اعْتَكَفَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَّلِ مِنْ شَوَّالٍ) .


- وإذا أحس المسلم بأنه أصبح كبيراً وأن أجله قد دنا (والله أعلم) فليعتكف عشرين يوماً؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم: (كَانَ يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضَانٍ عَشْرَةَ أَيَّامٍ فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا) رواه البخاري.
- ولا يُشترط لصحة الاعتكاف الصوم؛ لأن عمر س (اعتكف ليلة في المسجد الحرام لما نذر ذلك) رواه البخاري. والليل ليس محلاً للصوم، ولأنه - صلى الله عليه وسلم - (اعتكف عشراً من شوال) رواه البخاري.


- وليس للاعتكاف مدة معينة، بل يصح سواءً كان طويلاً أو قصيراً، وليس للمعتكف الخروج إلّا لما لا بد منه، كالأكل، وقضاء الحاجة ونحو ذلك، وقد قالت عائشة ل: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ع إِذَا اعْتَكَفَ يُدْنِي إِلَيَّ رَأْسَهُ فَأُرَجِّلُهُ وَكَانَ لَا يَدْخُلُ الْبَيْتَ إِلَّا لِحَاجَةِ الْإِنْسَانِ) رواه أبو داود (صحيح) . وليس له اشتراط الخروج لما شاء، لكن يصح أن يشترط الخروج لطاعة لا تجب عليه، كعيادة مريض، وشهود جنازة، على ألا يستغرق خروجه وقت الاعتكاف، بل يكون يسيراً.


- ولا يصح الاعتكاف إلا في المسجد لقوله تعالى: {وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [البقرة:١٨٧] . وإذا أراد المسلم الاعتكاف فإنه يسن له دخول معتكفه بعد صلاة الفجر، لقول عائشة ل: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ع إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَكَفَهُ) رواه مسلم.
- ويحرم على المعتكف الجماع، والمباشرة لشهوة من الرجل أو المرأة، لقوله تعالى: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [البقرة:١٨٧] . وليستغل المعتكف وقته في الطاعات، من الصلاة في غير وقت النهي، وليشتغل بقراءة القرآن، وذكر الله، وكل ما يقربه إلى الله من الطاعات في المسجد، ولا يذهب وقته فيما لا فائدة فيه.


- يجوز أن يقوم أهلُ المعتكف بزيارته، وكذلك غيرُهم، ويتحدث إليهم بما لا يذهب به وقت الاعتكاف أو أغلبه، وفي حديث صفية لقالت: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ع مُعْتَكِفًا فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ فَانْقَلَبْتُ فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي) رواه البخاري.
- أيها المسلم: إن لم يتيسر لك اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، أو مدةً طويلةً، فحاول أن تعتكف ولو ساعة أو ساعتين، أو مدة بقاءك في المسجد، واشتغل في ذلك الوقت بما يقرِّبك إلى الله، وقد قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن:١٦] .




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 01-04-2024, 12:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة


(22)

الدرس الثاني والعشرون
أفضل ليالي العام
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
أيها المسلم لقد دخلت عليك العشر الأواخر من رمضان التي فيها الخيرات، ولذا:
- اجتهد في هذه العشر أكثر من اجتهادك في غيرها بالأعما
ل الصالحة، وفي حديث عائشة ل قالت: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ع يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مَا لَا يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ) رواه مسلم.


- اجتهد في هذه العشر، وتفرّغ فيها للعبادة من صلاةٍ، وقرآنٍ، وذكرٍ، وصدقةٍ وغيرها من أعمال البر، بل اعتزل النساء للتفرُّغ للطاعات، وفي حديث عائشة ل قالت: (كَانَ النَّبِيُّ ع إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيْلَهُ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ) رواه الشيخان.
- قم بإحياء الليل في هذه الليالي العشر بالصلاة، والذكر، وقراءة القرآن لفعله - صلى الله عليه وسلم -.
- أيقظ زوجتك، وأمّك، وأهلك؛ ليعبدوا الله ? في هذه العش
ر، ونبِّه عليهم أن يستفيدوا من لياليها.

- اعتكف في هذه العشر إن تيسر لك، واعتكف ولو بعضها (انقطِع في المسجد لطاعة الله تعالى من الصلاة، والذكر، وقراءة القرآن، ونحو ذلك) .
- اهتم بهذه العشر اهتماماً بالغاً؛ لأن فيها ليلة القدر، وذلك من خصائص هذه العشر، ولا تضيِّع الوقت، فإن وقت هذه العشر ثمين جداً.



- احذر من إضاعة هذه الليالي العشر في أمور تافهة، ولتحذر المرأة من إضاعة العشر في أمور دنيوية بحتة، مثل أثاث المنزل، والملابس، أو
التسكع في الأسواق، بل حاول أن تشتري أغراض المنزل قبل دخول العشر، بحيث تتفرغ لهذه العشر أنت وأهلك.
- اعلم أن أهم العبادات في هذه الليالي العشر هي الصلاة (قيام الليل) ، فاجتهد في ذلك بإطالة الصلاة والركوع والسجود، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (أَفْضَلُ الصَّلَاةِ طُولُ الْقُنُوتِ) رواه مسلم.
- اجتهد في هذه العشر اجتهاداً أكثر من بقية ليالي الشهر، وشمِّر ف
ي العبادة، وفي مسند أحمد: عن عائشة ل قالت: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ع يَخْلِطُ الْعِشْرِينَ بِصَلَاةٍ وَنَوْمٍ فَإِذَا كَانَ الْعَشْرُ شَمَّرَ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ وَشَمَّرَ) .


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 02-04-2024, 12:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا



دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة


(23)

الدرس الثالث والعشرون
أبواب الجنة مفتوحة لم يغلق منها باب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
أخي المسلم: سارع إلى الجنة , سابق إلى الجنة واستمع إلى بعض صفات الجنة وأهلها:


١ - أنها تجري من تحتها الأنهار: وأنّ أُكُلها دائم لا ينقطع، وظلُّها كذلك، كما قال تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا ... الآية} [الرعد: ٣٥] . وقال - صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ وَلَا يَتْفُلُونَ وَلَا يَبُولُونَ وَلَا يَتَغَوَّطُونَ وَلَا يَمْتَخِطُونَ قَالُوا فَمَا بَالُ الطَّعَامِ قَالَ جُشَاءٌ وَرَشْحٌ كَرَشْحِ الْمِسْكِ يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّحْمِيدَ كَمَا تُلْهَمُونَ النَّفَسَ) رواه مسلم. وقال - صلى الله عليه وسلم: (وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ فَزِيَادَةُ كَبِدِ الْحُوتِ) رواه البخاري.


٢ - وأن فيها الأنهار المطردة: وقد قال تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ} [محمد: ١٥] .
وقال - صلى الله عليه وسلم: (فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَ
وْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ) رواه البخاري. وفي حديث معاوية بن حيدة س أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَحْرَ الْمَاءِ وَبَحْرَ الْعَسَلِ وَبَحْرَ اللَّبَنِ وَبَحْرَ الْخَمْرِ ثُمَّ تُشَقَّقُ الْأَنْهَارُ بَعْدُ) رواه أحمد والترمذي (صحيح) .

٣ - لأهل الجنة الزوجات المطهرات: والنعيم الذي لا ينقط
ع، وقد قال تعالى عن الجنة: {كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: ٢٥] .
وقال - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي هريرة س عن أهل الجنة: (وَأَزْوَاجُهُمْ الْحُورُ الْعِينُ) رواه الشيخان.


٤ - إنّ في الجنة ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين: وفيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وأنها لبِنَةٌ من ذهبٍ ولبِنَةٌ من فضة، وقد قال تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [الزخرف:٧٠ ,٧١] . وقال تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: ١٧] وقال - صلى الله عليه وسلم - عن بناء الجنة: (لَبِنَةٌ مِنْ فِضَّةٍ وَلَبِنَةٌ مِنْ ذَهَبٍ وَمِلَاطُهَا الْمِسْكُ الْأَذْفَرُ وَحَصْبَاؤُهَا اللُّؤْلُؤُ وَالْيَاقُوتُ وَتُرْبَتُهَا الزَّعْفَرَانُ مَنْ دَخَلَهَا يَنْعَمُ لَا يَبْأَسُ وَيَخْلُدُ لَا يَمُوتُ لَا تَبْلَى ثِيَابُهُمْ وَلَا يَفْنَى شَبَابُهُمْ) رواه أحمد والترمذي (صحيح) .


٥ - ولأهل الجنة الخيام الجميلة الواسعة من اللؤلؤ: والمساكن الطيبة، كما قال تعالى: {وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ} [التوبة: ٧٢] . وقال - صلى الله ع
ليه وسلم: (إِنَّ لِلْمُؤْمِنِ فِي الْجَنَّةِ لَخَيْمَةً مِنْ لُؤْلُؤَةٍ وَاحِدَةٍ مُجَوَّفَةٍ طُولُهَا سِتُّونَ مِيلًا لِلْمُؤْمِنِ فِيهَا أَهْلُونَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ الْمُؤْمِنُ فَلَا يَرَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا) رواه الشيخان.
٦ - بل إن موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما ف
يها: وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) رواه البخاري. وقال - صلى الله عليه وسلم: (وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى الْأَرْضِ لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلَأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحًا وَلَنَصِيفُهَا يَعْنِي الْخِمَارَ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) رواه البخاري.


٧ - وفي الجنة سوق: كما قال - صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا يَأْتُونَهَا كُلَّ جُمُعَةٍ فَتَهُبُّ رِيحُ الشَّمَالِ فَتَحْثُو فِي وُجُوهِهِمْ وَثِيَابِهِمْ فَيَزْدَادُونَ حُسْنًا وَجَمَالًا فَيَرْجِعُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ وَقَدْ ازْدَادُوا حُسْنًا وَجَمَالًا فَيَقُولُ لَهُمْ أَهْلُوهُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالًا فَيَقُولُونَ وَأَنْتُمْ وَاللَّهِ لَقَدْ ازْدَدْتُمْ بَعْدَنَا حُسْنًا وَجَمَالًا) رواه مسلم.
(شمّر إلى تلك الجنة ـ أسرع ـ سابق ـ اجتهد! وفقك الله).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 03-04-2024, 12:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة

(24)

الدرس الرابع والعشرون
الصوم جُنّة من النار
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:
إنّ الصيام وقاية من النار، وقد حذّرنا الله من النار، وذكر لنا في كتابه الكريم أنواعاً من عذابها، فاستمع لما يلي وتذكّر واتعظ:
- قال الله جل وعلا عن شَرر النار: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ
كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ} [المرسلات: ٣٢، ٣٣] . وقال تعالى: {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ} [إبراهيم:٤٩، ٥٠] .


وقال عن طعامهم في النار: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ * كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ * كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} [الدخان: ٤٣ - ٤٥] . وقال الله تعالى عما يُغاث به أهل النار: {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} [الكهف: ٢٩] . وقال تعالى: {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: ١٥] .


- أيها المسلم: اطلب النجاة من نار جهنم، واهرب منها، وابتعد عن الذنوب، فإنها خطر على العبد، ومن ذلك قم بما يلي:

أ- انته عما نهاك الله عنه، ونهاك عنه رسوله - صلى الله عليه وسلم -! ولا تطع الهوى، وكن متقياً لله عز وجل، وتطّهر بالإنفاق في سبيل الله من مالك بإخراج الزكاة الواجبة، وأنفق في وجوه البر، وقد قال تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى} [الأعلى:١٧،١٨] .


ب- اجعل بينك وبين عذاب الله وقاية، وقد قال تعالى: {
وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [آل عمران:١٣١] . وقال - صلى الله عليه وسلم: (فَلْيَتَّقِيَنَّ أَحَدُكُمْ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ) رواه الشيخان.
ج- استجر بالله من النار (أكثر الاستعاذة بالله من النار) ، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ سَأَلَ الْجَنَّةَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَتْ الْجَنَّةُ اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ وَمَنْ اسْتَجَارَ مِنْ النَّارِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قَالَتْ النَّارُ اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنْ

النَّارِ) رواه أحمد وابن ماجة والحاكم (صحيح) .


د- تذكر نار جهنم إذا دخل عليك الصيف (الحر الشديد) أو (البرد الشديد) ، فإن شدة الحر من فيح جهنم، وإنه نَفَسٌ من أنفاس جهنم، وشدة الزمهرير هو نَفَسٌ من أنفاس جهنم، وانظر إلى النار التي عندك في بيتك، وتذكر نار جهنم، وقد قال تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ} [الواقعة:٧١ - ٧٣] .
تذكّر ـ اتّعظ ـ اهرب ـ فكّ رقبتك!




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 03-04-2024, 11:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة

(25)

الدرس الخامس والعشرون
أجود ما يكون في رمضان
الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم ا
لدين، وبعد:
فإنّ شهر رمضان هو شهر الجود والإنفاق في سبيل الله، فيا أيها المسلم:
١ - انفق في رمضان وتصدق، وكن أجود ما تكون، ولا تبخل بالمال، وأعط ذوي الحاجات، والفقراء، والمساكين، واليتامى، بل كن جواداً بكل خيرٍ، وتخلّق بخُلق رسول الله ع، فقد قال ابن عباس م: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ع أَجْوَدَ النَّاسِ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِ
سُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللَّهِ ع أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ) رواه الشيخان.





٢ - احرص على إدامة الصيام (القيام بالصيام الواجب، وتنفّل بالصيام) ، وأنفق من مالك في سبيل الله، ومن ذلك الإنفاق: أطعم الطعام، فاعمل لك سفرة طعامٍ للفقراء والمحتاجين، أو أرسل بالطعام إلى بيوت المحتاجين والمساكين، سواء كان طعاماً جاهزاً أو مواد غذائية (رز - سكر - حليب - زيت - بصل- دقيق - ذرة - خبز - طعام جاهز - ونحو ذلك) ، واجتهد في رمضان في هذا المشروع: إطعام الطعام، وإعطاء الأسر المحتاجة، والبحث عنها بدقة لإغنائها في رمضان أو إعطائها ما تيسّر، فهناك الأسر التي تستحي أن تسأل "أُسر مُتعفِّفة" .


وتفهّم - رحمك الله - أنّ لإطعام الطعام فضلاً عظيماً، فقد قال ع: (إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا تُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ وَأَدَامَ الصِّيَامَ وَصَلَّى لِلَّهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ) رواه الترمذي (حسن) .
أطِب كلامك للناس، اطعم الطعام، أدِم الصيام، تهجّد بالليل؛ لتحصل على هذا الوعد في الحديث.


٣ - تصدّق في رمضان وغيره من أجود ما عندك مما تحب؛ لتنال البر، وقد قال تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: ٩٢] . فتصدّق من الطَّيب والحلال مما تحبه، وقد قال ع: (مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ) رواه البخاري. واعلم أنّ الله يُضاعف للمُنفِق مضاعفات كثيرة، وقد قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:٢٦١] .


٤ - قم بتفطير الصائمين؛ لتحصل على أجرٍ عظيمٍ، وقد قال ع: (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا) رواه احمد والترمذي وابن ماجه (صحيح) . واعمل برنامجاً لتفطير الصائم (مشروع تفطير صائم) ، إمّا في المسجد أو في المكان المُعدّ لذلك، أو شارك بمبلغٍ من المال في مشروع تفطير الصائم، وليكن هذا المشروع بتناول من يحضر من الصائمين ليأكل ويفطر، ومن هو محتاج هو وأسرته فيُرسل لهم طعامٌ جاهز يفطرون به، لتستفيد الأسرة كاملةً.


٥ - اجتهد أن تُقدّم مع تفطير الصائمين دعوتهم إلى الله عز وجل، وتعليمهم ما يحتاجون أن يتعلّموه من أمور دينهم، واهتمّ بتعليمهم التوحيد (العقيدة الصحيحة) والطهارة، والوضوء، والصلاة، والأدعية الواردة، والأذكار المشروعة بأُسلوبٍ كريمٍ (بالحكمة والموعظة الحسنة) ، وقد قال ع لعمر بن أبي سَلَمَة: (يَا غُلَامُ سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ) رواه الشيخان. واستعن بالله ثم بمن يُعينك على هذا العمل الدعوي، والله الموفق.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #26  
قديم 04-04-2024, 11:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة
(26)

الدرس السادس والعشرون
فيه تغلق أبواب جهنّم
الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:


فإنّ شهر رمضان شهرٌ مباركٌ، تفتح فيه أبواب الخير، وتُغلق فيه أبواب جهنم، وتسلسل الشياطين، ولذا عليك أيها المسلم:
١ - اهرب من نار جهنم؛ لأنّ أبوابها مغلقة، وقد قال ع: (إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِينُ) رواه الشيخ
ان.
٢ - ابتعد عن جميع الذنوب القلبية والقولية والعملية، وراقب نفسك مراقبةً شديدةً، واعلم أنّ جميع أبواب جهنّم مغلقةً فلم يبق منها باب واحد، وقد قال ع: (إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ ... الحديث) رواه الترمذي وابن ماجه (صحيح)

.
٣ - اعلم أنّ أسباب دخول النار كثيرة، وهي قسمان:
١ - ما يخلد صاحبة في نار جهنم: وهو الشرك الأكبر، والكفر الأكبر، والنفاق الاعتقادي، والردة عن دين الإسلام.
٢ - ما يكون صاحبه مستحقاً دخول النار دون الخلود فيها: كالغش للرعية، وقد قال ع: (مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ) رواه الشيخان. وكآكل الربا، وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران:١٣٠] .
وكأكل أموال اليتامى ظلماًً، وقد قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} [النساء: ١٠] .


وكالتصوير لذوات الأرواح، وقد قال ع: (كُلُّ مُصَوِّرٍ فِي النَّارِ يَجْعَلُ لَهُ بِكُلِّ صُورَةٍ صَوَّرَهَا نَفْسًا فَتُعَذِّبُهُ فِي جَهَنَّمَ) رواه مسلم. ومنها: الإسبال، وقد قال ع: (إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى عَضَلَةِ سَاقَيْهِ ثُمَّ إِلَى نِصْفِ سَاقَيْهِ ثُمَّ إِلَى كَعْبَيْهِ فَمَا كَانَ أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فِي النَّارِ) رواه أحمد (صحيح) . وغير ذلك، فتجنّب أيها المسلم كل الذنوب.
٤ - استعذ بالله من عذاب جهنم، ومن ذلك:
في صلاتك قبل التسليم منها، وقد قال ع: (إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنْ التَّشَهُّدِ الْآخِرِ فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ) رواه مسلم. واستجر بالله من النار ثلاث مرات، فقد قال ع: (مَا اسْتَجَارَ عَبْدٌ مِنْ النَّارِ ثَلَاثَ مِرَارٍ إِلَّا قَالَتْ النَّارُ اللَّهُمَّ أَجِرْهُ مِنِّي وَلَا يَسْأَلُ الْجَنَّةَ إِلَّا قَالَتْ الْجَنَّةُ اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ إِيَّايَ) رواه احمد وابن ماجه والحاكم
(صحيح) .


٥ - اجعل بينك وبين عذاب الله وقاية، بالإيمان، والعمل الصالح، والصيام، والصدقة، فقد قال ع: (وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ) رواه الشيخان. وقد قال ع: (اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ) رواه الشيخان.
٦ - تذكّر نار جهنم بما تراه من نار الدنيا والحر الشديد والبرد الشديد، فاعمل على نجاة نفسك! وقد قال الله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ} [الواقعة: ٧١ - ٧٣] .


وقال ع: (اشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ) رواه الشيخان. وقال ع: (إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمًا فَقَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي رَأَيْتُ الْجَيْشَ بِعَيْنَيَّ وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ فَالنَّجَاءَ فَأَطَاعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ فَأَدْلَجُوا فَانْطَلَقُوا عَلَى مَهَلِهِمْ فَنَجَوْا وَكَذَّبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ فَأَصْبَحُوا مَكَانَهُمْ فَصَبَّحَهُمْ الْجَيْشُ فَأَهْلَكَهُمْ وَاجْتَاحَهُمْ فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ أَطَاعَنِي فَاتَّبَعَ مَا جِئْتُ بِهِ وَمَثَلُ مَنْ عَصَانِي وَكَذَّبَ بِمَا جِئْتُ بِهِ مِنْ الْحَقِّ) رواه الشيخان. والله الموفق.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 05-04-2024, 11:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة
(27)

الدرس السابع والعشرون
صيام رمضان يحقق التقوى
الحمد لله وحده، والصّلاة والسّلام على من لا نبيَّ بعده، نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، و
بعد:


اعلم أنّ الصيام الشرعي يُحقِّق للعبد المؤمن تقوى الله ?، وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: ١٨٣] .
فيا أيها المسلم:
١ - اتق الله ?! والتقوى الواجبة هي بفعل الواجبات وترك المحرما
ت، وقد أمرنا الله بها، فقال ـ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا} [الأحزاب: ٧٠] .
فاجعل تقوى الله ملازمةً لك في كل زمانٍ ومكانٍ، وقد قال ع لأبي ذر س: (اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ) رواه الترمذي وأحمد (حسن) .


٢ - اتق الله ? التقوى المندوب: وهي بزيادة النوافل وترك المكروهات، وقد قال ع: (إِنَّ اللَّهَ قَالَ مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ ... الحديث) رواه البخاري.

٣ - اجتهد في القيام بكل ما يَقِيك من عذاب الله، ومن ذلك: الصيام،
فقد قال ع: (وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ) رواه البخاري ومسلم، وقال ع: (الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَانِ) رواه احمد والحاكم (صحيح) . ومن ذلك: الصدقة، وقد قال ع: (اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ) رواه الشيخان.
اهتمّ بالصيام والصدقة والكلام الطيب!
٤ - اتّقِ الله في كل شأنٍ من شئون حياتك، اتّقِ اللهَ في لسانك، وقد قال تعالى: {وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا} [الأحزاب:٧٠] . واتّقِ الله في طعامك وشرابك، فلا تأكل أو تشرب إلا حلالاً، وقد قال تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [
البقرة: ١٩٧] .


واتّق الله في لباسك، واجعل شعارك الظاهر والباطن تقوى الله، واحذر من الملابس المحرمة، ومن الإسبال في ثيابك أيها المسلم، وقد قال تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف: ٢٦] . واتّقِ الله في الظاهر والسر "في الغيب والشهادة" ، في الشارع والعمل، وأمام الناس وإذا خلوت وحدك، وقد قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [الملك:١٢] . وقد قال ع: (ثَلاثٌ مُهْلِكَاتٌ، وَثَلاثٌ مُنَجِّيَاتٍ) وفيه: (وَأَمَّا الْمُنَجِّيَاتُ: فَالْعَدْلُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَى، وَالْقَصْدُ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَخَشْيَةُ اللَّهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ) رواه الطبراني في الكبير (حسن) . واسألِ اللهَ خشيته في الغيب والشهادة، وقد كان من دعاء رسول الله ع: (اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ) رواه النسائي (صحيح) .
٥ - اجتهد في تحقيق تقوى الله عز وجل، واجعلها نصب عينيك، وادرس نفسك في صيامك، هل استفدت منه في طاعة ربك، والتوبة إليه، والرجوع إليه، وصلاح قلبك؟ فإنّ القلب هو مَحطُّ التقوى، فإذا صلَح، صلَح الجسد كله، وقد قال ع:
(التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ) رواه مسلم. وقال ع: (أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ) رواه الشيخان.

٦ - استفرغ بقية عمرك في كل عملٍ صالحٍ، وزيادة إيمانك، وتقوى ربك؛ لتحصل على توفيق الله لك ورعايته ونصره، وقد قال تعالى: {إِنَّ الله مَعَ الذين اتقوا والذين هُم مُّحْسِنُونَ} [النحل: ١٢٨] . وعلى محبة الله لك: {إِنَّ الله يُحِبُّ المتقين} [التوبة:٤] ، ولِيَجعل الله لك المخرج، ويرزقك من حيث لا تحتسب، ويُيسَّر لك أم
ورك، ويعظم أجرك، ويُعلِّمك ربك ما تفرِّق به بين الحق والباطل، ويُكفِّر الله سيئاتك، ولا يُضيع أجرك، ويتقبَّل عملك، ويُنجيك ربك من عذابه، ولتحصل على الفوز في الدنيا والآخرة، والله المُوفِّق.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 07-04-2024, 12:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة
(28)

الدرس الثامن والعشرون
اختم شهرك بالتوبة!
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين وبعد:


- أيها المسلم: اختم شهر رمضان بالتوبة إلى الله عز وجل، فقد أمَرَنا الله بها فقال تعالى: ... {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: ٣١] . وأمرنا بها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ) رواه مسلم.



- والتوبة واجبةٌ على الفور، ولا يجوز تأخيرها، فسارع إليها - أيها العبد - قبل أن ينزل بك الموت، وقبل الغرغرة، واعلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي غُفِر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر يقول: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ فَإِنِّي أَتُوبُ فِي الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ مَرَّةٍ) رواه مسلم. فأنا وأنت حَرِيٌّ بنا أن نكون مسارعين إلى التوبة، تاركين التسويف، بل ليتب كلُّ واحدٍ منا في كل يومٍ مائة مرة، كما كان - صلى الله عليه وسلم -، فقد قال - صلى الله عليه وسلم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللَّهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ) رواه أحمد (صحيح) .
- والتوبة عبادةٌ لله ولها شروط:


الشرط الأول: أن تكون خالصةً لله: طلباً لثوابه، وخوفاً من عقابه، وقد قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: ٥] .
الشرط الثاني: أن يكون نادماً على ما حصل منه من الذنوب: ويودُّ أنه لم يقع منه، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (النَّدَمُ تَوْبَةٌ) رواه أحمد وابن ماجة والحاكم (صحيح) .
الشرط الثالث: الإقلاع عن الذنب فوراً: وإن كانت التوبة في من معصيةٍ تتعلق بحقوق العباد وجب ردّها إليهم، أو استحلالهم.
الشرط الرابع: العزم على عدم العودة إلى الذنب: فإن كان متردداً في فعل المعصية ويدَّعي أنه تائب فلا تصح توبته.


الشرط الخامس: ألا تكون التوبة بعد انتهاء وقت قبلوها العام والخاص: فالعام هو كما قال - صلى الله عليه وسلم: (ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَالدَّجَّالُ وَدَابَّةُ الْأَرْضِ) رواه مسلم. وقال - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ) رواه مسلم. وأما الخاص فهو إذا غرغر عند حضور أجله، كما قال تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآَنَ} [النساء: ١٨] . وقال - صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ) رواه أحمد والترمذي وابن ماجة (صحيح) .


- فإذا توفرت الشروط السابقة في التوبة، فهي التوبة النصوح التي أمر الله بها، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم: ٨] . وإذا صحت توبة العبد فإنها تثمر للعبد:
أ أنّ الله يمحو بها ذنوبه، كما قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:٥٣] . وقال - صلى الله عليه وسلم: (التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ) رواه ابن ماجة (حسن) .


ب أن الله يفرح بالعبد التائب أشد الفرح، كما قال - صلى الله عليه وسلم: (لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ أَحَدِكُمْ مِنْ أَحَدِكُمْ بِضَالَّتِهِ إِذَا وَجَدَهَا) رواه مسلم.
ت أن الله يبدل سيئاته حسنات، كما قال تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: ٧٠] .
- أيها المسلم: تب إلى الله في المجلس الواحد واستغفره مائة مرة، وقد قال ابن عمر م: (إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ ع فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) رواه أبو داود (صحيح)


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 08-04-2024, 12:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة
(29)

الدرس التاسع والعشرون
زكاة الفطر
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين،
وبعد:
فإنّ الله قد شرع لكم - أيها المسلمون- في ختام شهر رمضان أن تؤدوا زكاة الفطر، وهي كما يلي:


- زكاة الفطر فريضة على كل مسلم، فرضها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد قال ابن عمر م: (فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ع زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ رو
اه الشيخان. ولا يجب إخراجها عن الحمل إلا أن يتطوّع بها المسلم، كما كان عثمان س يخرجها عن الحمل , ومن كان غير قادرٍ على إخراجها وجبت على من يمونه شرعاً، لقوله - صلى الله عليه وسلم: (ممن تمونون) رواه الدارقطني. وإن أخرجها المسلم عمن يمونهم أجزأت، حتى وإن كانوا قادرين.


- وفي زكاة الفطر إحسانٌ إلى الفقراء، وتطهير للصائممن اللغو والرفث، وإظهار شكر نعمة الله بإتمام صيام شهر رمضان، وقد قال ابن عباس م: (فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ع زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ) رواه أبو داود وابن ماجة (صحيح) .
- ويجب أن تُخرج من الطعام (طعام الآدميين) من تمرٍ، أو برٍّ، أو أرز، أو غيرها، وقد قال أبو سعيد س: (كُنَّا نُخْرِجُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ع يَوْمَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ وَكَانَ طَعَامَنَا الشَّعِيرُ وَالزَّبِيبُ وَالْأَقِطُ وَالتَّمْرُ) ر
واه البخاري. فلا يجزئ إخراجها من غير طعام الآدميين ولا تجزئ إخراج قيمة الطعام، لقوله - صلى الله عليه وسلم: (مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ) رواه الشيخان.

- ومقدار الفطرة: صاع كصاع النبي - صلى الله عليه وسلم -، (أربع حفنات على كفي الإنسان المعتدل) ، وهو يقارب ثلاثة كيلو من الأرز عن الشخص الواحد.
- وتجب بغروب الشمس ليلة العيد، فمن مات قبل الغروب لم تجب فطرته، وإن مات بعد الغروب وجبت فطرته، ومن وُلد قبل الغروب وجبت فطرته، وإن وُلد بعد الغروب لم تجب فطرته.

- ووقت دفعها فله وقتان: وقت فضيلة، ووقت جواز، فأما وقت الفضيلة فهو يوم العيد قبل خروج الناس إلى الصلاة، وقد قال أبو سعيد س: (كُنَّا نُخْرِجُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ع يَوْمَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ) رواه البخاري. وفي حديث ابن ع
مر م: (أَنَّ النَّبِيَّ ع أَمَرَ بِزَكَاةِ الْفِطْرِ قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ) رواه الشيخان. وأما وقت الجواز: فهو قبل العيد بيوم أو يومين، وقد قال نافع: (فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُعْطِي عَنْ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ حَتَّى إِنْ كَانَ لِيُعْطِي عَنْ بَنِيَّ وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يُعْطِيهَا الَّذِينَ يَقْبَلُونَهَا وَكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ) رواه البخاري.


- ولا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد بلا عذر، فإن أخّرها بلا عذر لم تُقبل منه، وفي حديث ابن عباس م: (من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة و من أ
داها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات) رواه البيهقي (صحيح) .
- ويجب دفعها للفقراء في المكان الذي هو فيه وقت إخراجها، سواء كان محل إقامته أو غيره من بلاد المسلمين، أو كان فقراؤه أشد حاجة.
- ويجوز توزيع الفطرة على أكثر من واحد من الفقراء، ويجوز دفع عدد من الفطر إلى فقيرٍ واحدٍ، ويجوز لفقيرٍ أخذها أن يدفعها عن نفسه، أو أحد ممن يعولهم، إذا قبضها أو قبضها له وكيله.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 08-04-2024, 11:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا


دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)
محمد بن شامي مطاعن شيبة
(30)

الدرس الثلاثون
صلاة العيد
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد:

- أيها المسلم: إنّ صلاة العيد واجبة عليك، فلا تتأخر عنها، بل وأَخْرِج أهلك (زوجتك وأمك وأخواتك وغيرهم من أهلك) إلى صلاة العيد، إذا أمنت الفتنة، وقد قالت أم عطية ل: ... (كُنَّا نُؤْمَرُ أَنْ نَخْرُجَ يَوْمَ الْعِيدِ حَتَّى نُخْرِجَ الْبِكْرَ مِنْ خِدْرِهَا حَتَّى نُخْرِجَ الْحُيَّضَ فَيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ فَيُكَبِّرْنَ بِتَكْبِيرِهِمْ وَيَدْعُونَ بِدُعَائِهِمْ يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَطُهْرَتَهُ) رواه البخاري.


- أيها المسلم: يستحب لك أن تغتسل يوم العيد، وأن تلبس أحسن ثيابك، ويسن أن تأكل تمراتٍ قبل خروجك إلى عيد الفطر، وتكون وتراً، ففي حديث أنس س: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ع لَا يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ) رواه البخاري. وفي روايةٍ له: (وَيَأْكُلُهُنَّ وِتْرًا) . ويحرم صوم يوم العيدين.
- ويسن لك -أيها المسلم- أن تذهب يوم العيد من طريقٍ وترجع من طريقٍ آخر، فقد قال جابر س: (كَانَ النَّبِيُّ ع إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ) رواه البخاري.
- ويسن أن تخرج إلى العيد ماشياً وترجع ماشياً إلا من ع
ذر، فإنه - صلى الله عليه وسلم - (كَانَ يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا وَيَرْجِعُ مَاشِيًا) رواه ابن ماجة (صحيح) .


- ويسن التكبير ليلة عيد الفطر، لقوله تعالى: {وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [البقرة:١٨٥] . فيقول: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد , ويكبر في خروجه إلى صلاة العيد، ويستمر في التكبير ح
تى تنتهي خطبة عيد الفطر.
- وإذا فاتت المسلم صلاةُ العيد مع الإمام قضاها على صفتها.
- وتخرج النساء حتى المرأة الحائض والنُّفساء إلى مصلى العيد؛ ليشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزل الحِيَّضُ والنُّفساءُ المصلى.
- وإذا خَرجْتَ إلى صلاة العيد فلا تُصلِّ تطوعاً قبلها ولا بعدها؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - (صَلَّى يَوْمَ الْفِطْرِ رَكْعَتَيْنِ لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلَا بَعْدَهَا) رواه البخاري.
- ويسن أن يأمر إمامُ العيد الناسَ بالصدقة في خطبته، فقد قال - صلى الله عليه وسلم - في خطبة العيد: (تَصَدَّقُوا تَصَدَّقُوا تَصَدَّقُوا) رواه مسلم. وأن يأتيَ النساء فيأمرهن بالصدقة؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - أتى النساء فأمرهن بالصدقة، ويُسنُّ للمسلم أن يتصدق يوم العيد، وأن تتصدق المرأة ولو بخُرصِها وحُلِيِّها الذي في حلقها وخاتمها.

- لا بأس بالتهنئة بالعيد، أو الشِّعر المباح يوم العيد، ولعب الجواري بالدّفِ؛ لأن عائشة ل كان عندها (جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الْأَنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتْ الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ قَالَتْ وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ) رواه الشيخان. وفي روايةٍ لمسلم: (جَارِيَتَانِ تَلْعَبَانِ بِدُفٍّ) .
- يحرم الإسراف يوم العيد، أو في غير العيد، في المطاعم والمشارب وغيرها، كما قال تعالى: {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف:
٣١] . كما يحرم دق الطبول، وضرب العود والموسيقى؛ لأن الأصل في المعازف التحريم، وقد قال - صلى الله عليه وسلم: (لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ) رواه البخاري.
تم بحمد الله


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 149.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 143.78 كيلو بايت... تم توفير 6.06 كيلو بايت...بمعدل (4.05%)]