هل يعقل أن يخطئ المشايخ ؟ إذاً ما هو السبيل إن كنتم صادقين ؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12522 - عددالزوار : 213617 )           »          أطفالنا والمواقف الدموية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          عشر همسات مع بداية العام الهجري الجديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          وصية عمر بن الخطاب لجنوده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          المستقبل للإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          انفروا خفافاً وثقالاً (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          أثر الهجرة في التشريع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          مضار التدخين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          متعة الإجازة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          التقوى وأركانها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-01-2007, 02:22 PM
الصورة الرمزية ابو الزبير المقدسي
ابو الزبير المقدسي ابو الزبير المقدسي غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: في ارض الله
الجنس :
المشاركات: 388
افتراضي هل يعقل أن يخطئ المشايخ ؟ إذاً ما هو السبيل إن كنتم صادقين ؟

حصل من الكلام السابق أننا كلما أردنا التقدم والنهوض والإصلاح انتبه العدو وأخمد تلك المحاولات في مهدها وقبل أن يشتد عودها ، فما هو السبيل ؟؟ ..

ما هو السبيل في ظل حكومات خائنة كافرة بما أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم تفرض الربا والزنا والعهر والانحلال الخلقي والفساد الاعتقادي وتروج لكل ذلك دعائياً وتظهره في ثوب الإسلام السمح الرحيم المعتدل ؟؟ ..

بالله لو أن حكومةً - أي حكومة - أغلقت البنوك الربوية ومحلات القمار والدعارة وبيع الأغاني والملهيات بشكل عام ، ومكنت للعلماء الصادقين والمصلحين ، واهتمت بالإصلاح الإداري وتنمية المال العام - لا سرقته !! - واستثمرت شبابها وأبعدت عنهم شبح البطالة وكونت منهم جيشاً قوياً للدفاع عنها ، وأهم من ذلك كله : حكّمت شرع الله ولم توال الكفار والمرتدين ... حينها قل لي : أي فساد سيبقى آنذاك ؟ ..

إن كل الخطوات الفعلية والكبيرة للإصلاح والإفساد موجودة فعلياً بيد الحاكم ولذلك كان لاختياره في الشريعة أهمية بالغة ..

نعود إلى سؤالنا ... ما هو السبيل ؟ ..

ما هو السبيل ؟ يا دعاة الصحوة في ظل هذا الجو المظلم ؟ ..

ما هو السبيل ونحن كل يوم نزداد ضعفاً ؟ كل يوم والغرب يركبنا في قُطْرٍ جديد ؟ كل يوم والفساد والإفساد في الأرض يتزايد بشكل سرطاني مخيف ؟ ..

هل مازلتم تتساءلون فعلاً ؟ هل مازلتم لم تعرفوا الطريق ؟ أما أنا فقد وجدت الإجابة ..

بل لقد وجدها الكثير من أبناء الأمة الشرفاء ..


أمتي يا منبت الرمحِ أما ..... بلغ السيل الزُبى فانتقمي


طالما رددتها يا أمتي ..... لهجةُ السيفِ بليغُ الكَلِمِ


تَشْفِ غِلاً تُطْفِ ناراً وبها ..... إن ينادى المجد لبّى فاعلمِ


وبه أسلافنا سادوا الدُنا ..... فانزعي عنكِ رداء السَلَمِ


الله أكبر .. لقد وجدوا السبيل .. وسلكوه ..

لقد ارتقوا في معارج البطولة والفداء ، هاهم يعرضون رؤوسهم مهراً للحور ، ويبذلون دمائهم وأموالهم في سبيل الذود عن النساء والأطفال والشيوخ الذين انتظروا مساعدة وعون المشايخ فأمدوهم ببيانٍ عاجل ..! ..


انقلاب الآية


سبحان الله !! لقد كان دعاة الصحوة قبل عدة سنوات يستهزئون بمؤتمرات القمة العربية والجامعة العربية ويقولون : انظروا لقد خرج علينا عصمت عبد المجيد ببيان عاجل !! هنيئاً يا قوم ستُحرر الأقصى ، فتنطلق الضحكات وتتعالى من هنا وهناك في استنكار واستهجان !! والآن جاء دورنا لنقول لكم : إنكم مضحكون !! ..

تأمل في الأحداث العظام التي حدثت خلال الثلاث السنوات والتي أثّرت بالغ التأثير على أمتنا الإسلامية - إيجاباً وسلباً - ومازالت تداعياتها إلى اللحظة ثم أمعن النظر في ما الذي فعله المشايخ من أجلها ؟ .. بالتأكيد سيرتد إليك البصر خاسئاً وهو حسير ..

ونحن نتعجب إذ نسمع نبينا صلى الله عليه وسلم يقول - كما في سنن أبي داود عن ابن عمر - : " إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم " , ثم نرى بعد ذلك سيل المغالطات الهائل من حصر للجهاد فيما سوى القتال !! وإقامة الحملات الضخام التي تتكلف الملايين وذلك لحصد نتائج منها : إقامة دعوى على بوش وبلير يرفعها محامٍ يهودي ماهر !! توعية الأمة الجاهلة بخطر الحملة الصليبية !! احتواء الجهود - أي جهود الشباب المتحمس الذي يريد الدفاع عن دينه بالسيف والسنان - في حملات منظمة سلمية تقاوم المحتل بالطرق الشرعية السليمة !! , هذا نص كلام سفر الحوالي عندما زاره بعض أقرباء سجناء جوانتناموا ، وسألوه عن مشروعه لإطلاقهم - والذي هو متفرعٌ من الحملة والذي هو من طبيعة عملها - فأجابهم بهذا الجواب ، وليت شعري أين سيقضي ذلك المحامي اليهودي ليلته بعد رفع قضيته ، هذا إذا رفعها !! ..

وهكذا دواليك ، وقد حُق لنا أن نقول :


زمانٌ رأينا فيه كل العجائبِ ..... وأصبحت الأذنابُ فوق الذوائبِ


فحسبنا الله ونعم الوكيل ، ونحن لا نقول هذا صراخاً أو صياحاً أو تشكياً ، فكتيبة الله منصورةٌ منصورة ، ولكنها محاولات فقط لفضح هؤلاء ولكشف الدور الذي رضوا لأنفسهم التلبّس به في هذا الوقت الذي تكالب فيه أعداء الأمة عليها كلهم يريد اجتثاثها واستئصالها ..


تساؤل هام !


قد يثور - بل لقد حصل بالفعل - تساؤل من أحد دعاة الصحوة ، مضمونه : ( هل تنكرون فضل الدعوة ؟ , أنتم لا ترون إلا (الكلاشنكوف) سبيلاً للتغيير ؟ , لماذا إلغاء جهود الدعاة والمشايخ ؟ - وكأن المسألة أصبحت مفاخرة ! - , أنتم بهذا تقللون من أهمية العلم الشرعي ... ) .. إلى غير هذا من جملة اتهاماتٍ باطلةٍ لا يقف منها عند العرض على الواقع شيء ..

فنحن لا ننكر على جمهور دعاة الصحوة اهتمامهم المفرط بأمر الدعوة والمحاضرات والمخيمات !! ، نعم نحن لا ننكر هذا كله بل ننكر أشد النكير على من ينكر الجهود التي تبذل في هذا الميدان !! , ولكننا ننكر من وجه آخر الانشغال بمثل هذه الأمور عن الفرض العيني : الجهاد وطرد الصليب ووقف عدوانه على أراضي المسلمين , وفي الوقت نفسه ننكر على من ينشغل بهذا ثم ينكر على المجاهدين جهادهم ..

بعبارةٍ أخرى : لِمَ لا تتركون المجاهدين في سبيل الله على الثغور يقاتلون وتشتغلون أنتم بدعوتكم ؟ ما وجه اعتراضاتكم المتكررة وصراخكم الدائم - عبر وسائل الإعلام - على أفعال المجاهدين وتصرفاتهم ؟ أهو حرصٌ على مصلحة الأمة ؟ أهي الغيرة على هذا الدين ؟ لو كنتم فعلاً تغارون على الدين فدونكم المنكرات العظيمة في البلد فأنكروها ، دونكم المحاكم الكفرية والبنوك الربوية وبيوت الدعارة ، دونكم سرقة المال العام وتبديده على شهوات الحكام ، دونكم ودونكم ودونكم ..

وفي هذا الصدد أسوق لكم هذا المقطع من مقالٍ جميل للأخ لويس عطية الله حفظه الله وإن كان الكلام موجهاً (لهيعة) كبار العلماء لا لكم ولكنكم في الفترة الأخيرة استحققتم أن يوجه إلى بعضكم مثل هذا الكلام :

" ولا أبالغ إن قلت إنكم مسئولون مسئولية مباشرة عن كل فساد يحصل في أرض الحرمين فبسببكم عُطّلت أحكام الإسلام الكبرى وأولها الحكم بما أنزل الله وهذه المحاكم التجارية تشهد عليكم بذلك وهذه صروح الربا أمام المسجد الحرام والمسجد النبوي تصيح بفضيحتكم على رؤوس الأشهاد .. وبسببكم وسكوتكم تمكن العلمانيون من الإعلام ونشروا الفساد في الأمة من خلال الفضائيات وغيرها .. وبسببكم طُبّع الفساد وأصبح شيئا لا ينكره أحد ومن أنكره قذف به في غياهب السجون .. وبسببكم مُكّن الكفار من بلاد الإسلام وأقدس بلاد الإسلام أرض الحرمين .. وبسببكم بُعثرت ثروات الأمة وتلاعب بمقدراتها فئة منافقة ظالمة مستبدة .. وبسببكم حوصر الدعاة والمجاهدون ورموا في السجون وضُيّق عليهم في نشاطاتهم الدعوية والإصلاحية التي لا ترضي آل سلول أو تثيرهم .. وبسببكم انتشرت الفوضى في القضاء وفشا الظلم وأصبحت الحدود تقام على الضعفاء فقط ولا تقام على أحد من آل سلول ، وهذا أحد أعمدة آل سلول يتبجح بأن آل سلول لا تقام عليهم الحدود على مرأى ومسمع منكم .. أم أن المهم أن تنكروا فقط - أي إنكار ولو كان خاطئاً - فلذلك صببتم سياط لومكم وتقريعكم على من نفروا للدفاع عنكم وعن نسائكم ؟! " أهـ ..


طفيليو القرن الخامس عشر


قال الشيخ أسامة : " إن هذه الأحداث قد قسمت العالم بأسره إلى فسطاطين : فسطاط إيمان لا نفاق فيه ، وفسطاط كفر لا إيمان فيه " , وقال بوش : " من ليس معنا فهو ضدنا " ، فاختر لنفسك أي الدار تختارُ ؟!! ..

إن مشكلة المشايخ أنهم تأخروا في اتخاذ الموقف بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، ولعل هذا لأن الحدث عظيمٌ جلل ، وساهم بقوةٍ في إعادة الروح المعنوية للأمة وتعبئتها نفسياً للمواجهة ، فصدم الدعاة لأن هذا التغيير لم يكن عن طريقهم - وكأنهم قد وقعوا عهداً مع الله أن لا ينصر الدين سوى مشيخة السعودية !! وليتهم نصروا إذاً لأعذروا - ..

ثم لما اتخذوا موقفهم من الأحداث أتى مخنثاً خداجاً كريه المنظر والمخبر ، فأطراف هذه الحرب هم الفئة الصادقة من شباب الأمة وشيبها وعلمائها ومفكريها تقابلهم فئة الكفر العالمي أمريكا ومن معها ، وكلا الفريقين ينظر للآخر على أنه هو الند المناوئ ، ويحسب له ألف حساب ، فإذا أتى المشايخ واتخذوا موقفاً مخنثاً فسيحتقرهم الفريقان وسيشعر أنصارهم - أنصار المشيخة - والمدافعون عنهم بالحرج الشديد ، لأنهم يعلمون أن الإدارة الأمريكية لم ولن تهتم بهؤلاء فهم أشبه بالصبية الذين يتجمهرون حول المضاربات في معارك الأحياء القديمة ..

ويذكرني موقفهم بموقف الصحاف - بعد سقوط بغداد - عندما لم يُعلن اسمه ضمن قائمة الكوتشينة الشهيرة ، أُشيع حينها أنه توسّل إلى القوات الأمريكية الغازية أن تعتقله لمدة يوم أو يومين على الأقل لكي يبدو بطلاً في عيون السذج من أبناء شعبه ، ولو أن هؤلاء المشايخ ركبوا الموجة واستغلوا هذه العواطف المتدفقة من جماهير الناس نحو الشيخ أسامة والمجاهدين وأيدوهم وأيدوا أفعالهم لكان خيراً لهم فالإنجليز يقولون : راهن دائماً على الجواد الرابح !! ، ناهيك عن أن هذا هو عين الواجب عليهم من نصرة المجاهدين والوقوف معهم ضد الأعداء ..



داء العلماء


روي في بعض الإسرائيليات أن إبليس كان يحمل بضائع : فباع منها الكيد للنساء والحسد للعلماء ..

إن جيل الصحوة الحالي والذي نشأ على أيدي هؤلاء الدعاة لا يدرك - في الغالب - حقيقة مهمة وهي أن هؤلاء المشايخ تصدروا للأمة وأدوات التصدر لمّا تكتمل لديهم بعد ..

فهم قد أتوا والناس في الجزيرة تعاني قصوراً شديداً في فهم الأمور السياسية وتحليلها فضلاً عن المشاركة فيها ، وأيضاً كان طلب العلم مقصوراً على فئة معينة ، فلما أتى هؤلاء وفتحوا أعين الناس - الذين كانوا يعانون كبتاً فكرياً شديداً وحصراً لمنافذ التلقي على الحاكم وآلته الإعلامية - على بعض التجاوزات السياسية للحكومات العربية والإسلامية وبعض الخيانات للحكام وبعض أمور الخداع الدولي والتآمر العالمي على المسلمين : انبهر الناس بهم ، واتخذوهم رؤوساً للأمة يفتون في كل شؤونها فلا يرد عليهم أحد ، ويشيرون فيتسابق الشباب لتلبية إشارتهم ، وفي الحقيقة أن بعضهم - بل كثيراً منهم - لا يستحق ربع هذه المنزلة ، فبعضهم - بل أكثرهم - لم يؤُسس تأسيساً علمياً صحيحاً يؤهله لكي يكون عالم أمة يرجع الناس إليه في شؤون دينهم ودنياهم ، قصارى ما هنالك كتابان أو ثلاثة لسيد قطب ومثلها لأخيه ( رحم الله الأول وحفظ الآخر ) وبعض الكتب الفكرية ، وبعض المختصرات الفقهية وانتهى الأمر ..

فلما استجدت مستجدات احتاجت الأمة فيها إلى فتاوى علمية راسخة من علماء لهم قدم صدق في الحق وعلمٌ راسخ أصيل ، تلعثم هؤلاء وبدأ جهلهم يظهر ويطفوا على السطح ، فهذا لا يعرف أبسط القواعد في المفاسد والمصالح - والتي مافتئ يتحجج بها - والسبب أن تخصصه في الجامعة : عقيدة ، والآخر يتكلم بكلام عجيب ويحمل النصوص على غير محاملها والسبب أنه لم يدرس في كلية اللغة العربية بل درس في كلية الشريعة ! ..

ونسي هؤلاء أو تناسوا أن هذه الأمور العظام التي تحل بالأمة والتي لو نزلت بساحة الفاروق لجمع لها أهل بدر لا يفتي فيها إلا عالمٌ متمكن من الكتاب والسنة ومن علومهما ومن علوم الآلة من لغةٍ وغيرها لكي يتمكن من فهم مقاصد الشريعة وإطلاقات الشارع وتنزيل ذلك على الواقع ، لا أن يأتي من شدا شيئاً يسيراً من بعض كتب أهل العلم ثم أعاد تجميعه وقدم عليه ورقات تدعى ( رسالة دكتوراه ) ويفتي في مثل هذه النوازل العظام ..

ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره من كره ، فهيأ لهذه الأمة علماء صدق لم تأخذهم في الله لومة لائم ، علماء لم يرهبهم طغيان جاهلية أو استئساد عميل ، فبينوا للأمة ما حاول غيرهم أن يكتمه ، وصدعوا بكلمة الحق وأطلقوها هادرة موّارةً تجتاح الأباطيل ..

عند ذلك انصرف الناس إلى هذه الطائفة الصادقة من أهل العلم بكل قلوبهم ، وعطلوا مسامعهم عن سماع ما يقوله منظرو الصحوة الإسلامية وأعاروها أسود الحق الصادعين به ، عند ذلك برز داءٌ قديم قِدَمَ إبليس ، داءٌ ابتلى الله به المشايخ مرتين : مرةً عندما تسلط عليهم الجامية بسببٍ من الحسد ومرةً عندما تسلطوا هم على هؤلاء العلماء الصادعين بسبب مباشر من الحسد ، ومن تأمل وجد ذلك ظاهراً لذي عينين ..

فلقد كان هؤلاء الدعاة يحظون بشعبية هائلة لدى جميع الأوساط تقريباً ، وعلى مستوى العالم الإسلامي ، فلما اتخذوا هذا الموقف المخزي من الجهاد والمجاهدين بدأت شعبيتهم تنحسر وبدأ الفئام من الناس يشككون في ثباتهم وصدقهم في موقفهم هذا ، وبدأت الأضواء تسطع حول مشايخ آخرين - بدون اختيار منهم - وبدأ الناس يلتفون حولهم ويقدّرونهم ويُعلون شأنهم ، فحزّ ذلك في أنفس هؤلاء المشايخ وصعب عليهم أن يروا هذه الفئة الصادقة تكتسحهم وتلقي بهم بعيداً عن قلب وأذن وعقل المتلقي ، وهنا حدث عند المشايخ نوعٌ من الغيرة الصبيانية انصبت على رؤوس علمائنا الأفاضل ، وبدأ التنقص والتجريح لعلماء أجلاء بل أئمة نبلاء في العلم والجهاد ، كالإمام حمود العقلا الشعيبي رحمه الله ، والإمام أسامة بن لادن رضي الله عنه وثبته ونصره وأيّده , ولكن نقول لهؤلاء جميعاً مقالةَ الطائي :


لولا اشتعال النار فيما جاورت ..... ما كان يُعرف طيب عرفِ العودِ


وإذا أراد الله نشرَ فضيلةٍ ..... طُويتْ أتاح لها لسانَ حسودِ




ماذا استفدتم هل أخرجتموهم ؟


هناك شبهة دائماً يطرحها مشايخ الصحوة ومن فُتن بهم - ولست هنا في معرض حصر شبهاتهم والرد عليها ولكن لخطورة هذه الشبهة ارتأيت الرد عليها - , وهي أن العمليات المباركة التي يقوم بها شباب الإسلام ضد أمريكا وأعوانها ( كعمليات بالي والثلاثاء المبارك والرياض ) أن هذه العمليات لا تفيد شيئاً !! فهي على حد زعمهم لم تخرج العدو من جزيرة العرب ولم تردع أمريكا عن عدوانها وظلمها للمسلمين ، قصارى ما فعلته هذه العمليات أن شوهت صورة الإسلام والمسلمين في أعين الغرب ، وأظهرتهم على أنهم قوم حجريون يكتحلون بالدماء ويتعطرون بالأشلاء !! ..

وقد قال أحدهم كلاماً معناه : " إن الجهاد الذي يحدث نكاية في العدو يختلف عن الجهاد الذي هو مظهر من مظاهر عودة الأمة إلى دينها ، الجهاد العريض الشامل ... " , سبحان الله ، بالتأكيد هو يختلف .. أتعرف ما وجه اختلافه يا شيخ ... ؟ , أنه فرض عين ، بينما الذي تدعو لتحقيقه والقيام به حال قوة الأمة هو فرض كفاية ، ولا أظن عاقلاً يسقط فرض العين ويبقي فرض الكفاية ! ..

ثانياً : كيف يمكن أن نصل إلى الجهاد العريض الشامل الذي يكون مظهراً من مظاهر عودة الأمة إلى دينها ؟ أليس بهذا الجهاد الذي يحدث نكاية في العدو ؟ سبحان الله ألم تعلم أنه ما ترك قومٌ الجهاد في سبيل الله إلا ذلوا ، ألم تقرأ : " إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع واتبعتم أذناب البقر وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم " , أتخالف محمداً صلى الله عليه وسلم ؟ محمد يقول : إذا أردتم الرجوع إلى العزة والكرامة فعليكم بالجهاد وسماه ( ديناً ) ، وأنتم تريدوننا أن نرجع ولكن بطرق سلمية !! ..

وأنا أتحدى أن يأتيني أحدٌ ويثبت أن الأمة عادت في يوم من الأيام إلى عزتها المسلوبة بغير الجهاد ، فهذا نور الدين قد ألقى في شأنه سفر محاضرةً شهيرة ، وهذا صلاح الدين ، وهذا قطز وهؤلاء أمراء الإسلام لم يعيدوا مجداً بغير السيف ..


السيف أصدق إنباءً من الكتب ..... في حده الحد بين الجد واللعبِ


لبيك صوتاً زبطرياً هرقت له ..... كأس الكرى ورضاب الخرّد العربِ


أجبته معلناً بالسيف منصلتاً ..... ولو أجبت بغير السيف لم تجبِ


أفهمتم ؟!! ..

( ولو أجبت بغير السيف لم تجبِ ) ..

ما بالكم يا قومنا ؟!! ..

أصبحنا نقرر لكم حقائق واضحة وضوح الشمس ونلقنكموها كأنكم لم تسمعوا بها يوماً ؟! ..

ألم تعلموا أن الله سبحانه أمرنا بالمقاومة لعدوه وعدونا والنصر من عنده لا من عندنا ؟!! ..

ألم تقرأوا (( وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ )) ..

ألم تعلموا أن الفقهاء قد قرروا أن الجهاد يتعين إذا دهم العدو أرض المسلمين ولم يذكر أحدهم هذا الشرط العجيب !! ..

يالله للمسلمين !! ..

إني أتخيل صياغةً جديدة لحالةٍ من حالات تعين الجهاد - على مفهوم الصحويين - وهي : يتعين الجهاد إذا دهم العدو أرض المسلمين بشرط القدرة على دفعة والانتصار في ذلك وبشرط أن تكون الأمة جاهزةً كمال الجاهزية لدفعه ، وبشرط أن يأذن ولي أمرها ( الذي لا نعلم من هو !! ) - فهل هو حسني أو فهد أو زايد أو جابر ؟؟ لا فرق عندي بين أرجوازات أمريكا - ، وبشرط أن لا يبقى في الأمة مبتدع ولا ضال حتى يكون الجهاد صحيحاً !! ..

ثم ما هذا المسخ العجيب في فِطَر هؤلاء القوم والذي جعلهم ينسون أو ينكرون أن المقاومة للمحتل الغاصب الباغي أمرٌ تعارفت عليه أمم الأرض كلها بغض النظر عمّا إذا كان المقاوم سينتصر أو لا !! ..

هل تريدوننا أن نصبح مثل البغاددة حينما ذبحهم التتر ذبح النعاج وهم ساكتون خائفون جامدون ، لم يرفع أحدهم عصاً في وجه التتر ؟ بالفعل يجب علينا أن نعذر البغاددة لأنهم برفعهم العصي ضد التتر لن يستفيدوا شيئاً فالتتر لن يخرجوا من أرضهم بهذه العصي !! ..

أمرٌ غريب بالفعل ، وانتكاس عظيم في الفطرة نسأل الله السلامة ..

ثم إننا في كل يوم نزداد ضعفاً ، كل يوم وأمريكا تضربنا في قطر جديد ، فما هو الأفضل ؟ أن نتحرك الآن وفينا عرقٌ ينبض أو ننتظر حتى نرى الجندي الأمريكي ينظم عملية دخول المصلين للحرم ؟!! ..

ثم إنّ زمان المعارك التي تبدأ حينما يكبّر قائد المسلمين في شعب من الشعاب وتنتهي إذا أتى المساء قد انتهى وأصبح العالم اليوم كله مسرحاً للمواجهة وأصبحت المعركة تمتد شهوراً وسنينَ بدل الأيام والأسابيع !!! ونحن نعذرهم في ذلك فلم نعرف أن أحدهم قد ذهب يستنشق غبار المعارك في سبيل الله ، ولو فعل بعضهم ذلك لعلموا أن النصر من عند الله يؤتيه من يشاء وأنه بـ( عدد قليل من الكلاشينات ، عدد قليل من الآر بي جي تحطمت أكبر قوة في العالم ألا وهي الاتحاد السوفيتي ) , مابين المعكوفتين من كلمة قديمة للشيخ أسامة حفظه الله ونصره , والكلاشينات : سلاحٌ معروف عند المجاهدين ، مكروهٌ عند القاعدين ، أذلّ الله به طواغيت العرب والعجم ، وهو بمثابة السيف قديماً ، وقد جعل الله حمله فيصلاً - والفيصل السيف - بين القاعدين والعاملين ! ..

إن العالم قد أصبح اليوم ميداناً لمعركتنا مع أمريكا وحلفائها ، فنضربهم هنا ونضربهم هناك حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا ..


سيل
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-01-2007, 05:57 PM
الصورة الرمزية عاشقة سدرة المنتهى
عاشقة سدرة المنتهى عاشقة سدرة المنتهى غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
مكان الإقامة: kuwait
الجنس :
المشاركات: 1,746
الدولة : Kuwait
افتراضي

السلاام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا لك أخي الكريم على طرح هذا الموضوع الرائع والمهم جدا
بصراحه هذه هي الحياة تشتت المسلمون العرب وانقلبت أحوالهم منذ تفتحهم على مجتمع الفساد وهو المجتمع الغربي ولم يعد هناك دعوه ولا رغبه صادقه للإسلام لكن مادام الله معنا ونحن تحت ظله ورحمته
فيجب علينا ان نؤمن به ونجاهد في سبيله ونفعل ما يرضيه وأن نكون عونا لأخواننا التائهين والغافلين
وأن نتدرج معهم للرجوع الى دينهم الصحيح وعقيدتهم الإسلاميه ..أرجو من الله العلي القدير أن يهدي الجميع
ويوجههم الى الصراط المستقيم.
جزاك الله خيرا أخي الكريم على طرح هذا الموضوع
ووفقك الله وسدد خطاك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-01-2007, 06:50 PM
أبـن الفـــرات أبـن الفـــرات غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
مكان الإقامة: العراق الشامخ
الجنس :
المشاركات: 129
الدولة : Iraq
افتراضي

بارك الله فيك اخي على موضوعك
نسأل الله ان يصلح حالنا الى احسن حال
ويمكننا من قول الحق ونصرة الحق على الباطل في اى زمان ومكان ويجعل علمائنا الصوت الناطق والقلب النابض للحق من كل ارض
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحبُّ الله ؟ إذاً أحِبَّ بلاءَه ! يانورالنور ملتقى القصة والعبرة 1 05-09-2015 12:54 AM
أنت عضو جديد ... إذاً تفضل/ي هنا من فضلك .. فتاة القرآن استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات 191 13-07-2013 03:36 PM
كيف السبيل الى اللقاء؟؟؟ فراشة المنتدى من بوح قلمي 10 22-11-2006 09:55 AM
تأمل في التوكل......فقط لمن كان يعقل...!!!!! فتاة الاسلام الملتقى الاسلامي العام 12 16-06-2006 12:56 PM


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 81.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 78.66 كيلو بايت... تم توفير 2.83 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]