الحمية.. لو يشبعون - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850097 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386272 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 56 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-11-2019, 08:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي الحمية.. لو يشبعون

الحمية.. لو يشبعون


أ. د. علي بن إبراهيم النملة





في الطريق من البيت إلى العمل ومن العمل إلى البيت يطيب للمرء أن يستمع إلى أحد برامج البث المباشر، التي تعرض لقضايا وجوانب متعددة، ومنها ساعة يقضيها المستمعون مع طبيب متخصص في التغذية والرشاقة، وتنهال على الطبيب مجموعة من الأسئلة حول "الحمية"، ويسميها البعض بالعامية "الريجيم"، وتظهر البرامج والمؤسسات والأغذية وأدوات التمرين، وتظهر صناعة كاملة هي صناعة الحمية بما فيها المقالات والكتب والمنشورات والنوادي وشيء كثير، وتؤلف واحدة كتابًا عن الإستراتيجية التي تبعتها واستطاعت معها أن تفقد حوالي سبعين كيلًا من الجرامات، وتتحدث عن تجربتها التي مرت بها، والخوف الذي يراودها مخافة أن تعود إلى عهدها السابق فتخوص في السمنة وما يتبعها أو يقترن بها - هناك في تلك البلاد (الولايات المتحدة) - من رفض المجتمع والشعور بالوحدة والرغبة في الانطواء، كل ذلكم بسبب كثرة الخير والانخراط التام في الشهوة حتى لا يكاد مجال من مجالات الشهوة لم يشبع بالطرق المشروعة، وغالبًا بالطرق غير المشروعة.

في المجتمع الذي أعيش فيه هذه الأيام - مجتمع الولايات المتحدة - يخشى الإنسان السمنة، ويخشون كذلك ارتفاع الضغط وأمراض السكري بأنواعها والسكتات القلبية والأرق والقلق؛ ولذلكم ترونهم يسعون جاهدين في إيجاد الوسائل التي تعينهم على التخلص من هذه الأوبئة، تراهم يبحثون عن العلاج بعد أن تركوا جانبًا البحث عن الوقاية، العمل لديهم يأخذ ساعات طوالًا تأكل على المرء يومه كله، فلا يبقى له مجال إلا أن يعود للبيت ويأكل لقمة عيش فيقرأ أو يشاهد التلفزيون ثم ينصرف إلى نومه، هذا إذا كان من سعداء القوم، وغيره من غير السعداء تراه يلجأ إلى المهدئات التي تنسيه هموم يومه وتهيئه لغده، فلا بيت يجد فيه الدفء ولا عشير يعينه على همومه، ولا رفيق يبث إليه أحزانه، فيزيد أرقه ويزداد قلقه ويرتفع ضغطه، فيلجأ إلى الرياضة والجري يخفف عنه أشياء مما يحمل، وهو يحمل أثقالًا كثيرة، توجه إلى الدنيا فأعرضت عنه، ولحق بها فأبعدت عنه، وتعلق بها فتخلت عنه، فأراد أن يستمتع بيومه قبل ليله، وحاضره قبل مستقبله، فازداد وزنه وأثقلته شحومه، فطفق يبحث عن العلاج، فجاءت صناعة الحمية، والمجتمع الذي أعيش فيه هذه الأيام يوجِد المشكلات ليصنع لها الحلول، إنه يعيش من مشكلات الآخرين؛ فتراهم يبيعون السلاح في الشوارع، والمخدِّرات أصبح بيعها في الأماكن العامة، واللذة الآثمة أصبحت من الابتذال بحيث فقدت رومانسيتها وسموها، فلم يقتصر الأمر على الأكل فقط، ولكنه شمل متع الحياة كلها، فلم تصبح متعًا، وإنما هي داء يدفعه التحدي ومحاولة الظهور وكيد الآخرين والبروز في المجتمع بل والشهرة.

وأنا أستمع إلى الحديث عن أساليب الحمية والاحتيالات عليها في المجتمع الذي أكتب لكم منه تذكرت حديثًا للمنفلوطي - مصطفى لطفي في النظرات - ولعلها العبرات حينما قارن بين أولئكم المتخمين وأولئكم الذين لا يجدون لقمة العيش، وبين أمراض التخمة وأمراض الجوع، إن تمثيله لا يزال قائمًا وهو قد ودعنا منذ أمد، حتى ليكاد البعض يجهل تلكم النظرات والعبرات، فالتخمة لا تزال تضرب أطنابها، والجوع لا يزال يحصد الرطب واليابس، وسبحان مقسم الأرزاق، فلو كان للدنيا وزن عند خالقها ما جعل أولئكم يتخمون، وهؤلاء يأكلون من خشاش الأرض.

تلكم مشكلة المتخمين، فما لنا ولها؟! والحق أنها مشكلة يخشى أن تطرق علينا الباب حينما نكون من الأنانية بحيث لا ندرك حاجة الآخرين ونصيبهم مما لدينا حقًّا لهم علينا فرَضَه خالقنا جميعًا، وحينما نعيش لنأكل بدلًا من أن نأكل لنعيش، وحينما نصبح قومًا نشبع ونأكل ولو لم يساورنا الجوع خلاف ما نشأنا عليه، هذا لم يقع بعد، ولكنه التوجس من أن يقع فتكثر بيننا صناعة الحمية، ولا بد أن ندرك أن هناك خللًا في المجتمعات الأخرى، فلا ننقاد إلى هذا الخلل بحجة أننا نريد أن نكتسب من الآخرين ما لديهم من أصناف ما وصلوا إليه في الاحتيال على الحياة.

بل لا بد أن نعطي في حياتنا كل ذي حق حقه، من الجسم إلى المجتمع كله؛ فلا نعمل أكثر من الحد الذي يقوم به المجتمع، وقد يرى البعض أن هذه دعوة إلى الحد من الأداء والإنجاز والبناء، ولكنه الوقت الذي أتحدث عنه بحيث يكون هناك فرصة عند المرء يلتقي فيه بأهله وأولاده ووالديه وأقاربه وأصدقائه، ويكون هناك فرصة عند المرء لأن يبني مجتمعه بالأداء والإنجاز والبناء الذي لم ولن يتحقق في المكاتب وأوقات العمل، فمسؤولية المرء في الدنيا هذه لا تقتصر على عمله الرسمي الذي يؤديه فقط وعلى حساب المسؤوليات الأخرى، وصاحبكم يعمل من التاسعة إلى الخامسة وقبلها ساعة وبعدها ساعة للمواصلات، ويشعر أنه أهدر طاقته في العمل فلم يعد إلى البيت ولديه "المزاج" للقيام بالمسؤوليات الأخرى، ومن هنا تبدأ الأعراض التي أدت إلى عالم الحمية من الأرق والقلق وارتفاع الضغط والأمراض النفسية والاجتماعية؛ إذ إنه يشعر أنه في طاحونة تمتص قواه وتتركه خائرًا، تعطيه شيئًا من الوقت يسترد فيه قواه لليوم التالي، وليست دعوة للتواكل حينما يقال: إنه لن يلحق للدنيا طرف، وما لم يتم إنجازه اليوم يتم غدًا - بإذن الله - ما دامت النية حسنة، والاندفاع موجودًا، والشعور بالمسؤولية متوافرًا.


تلكم انطباعات ليوم واحد من أيام العمل في مجتمعات اتجهت إلى الدنيا ونسيت نصيبها من الآخرة فحاولت أن تصب كل قواها في تحقيق الأمان بكل معانيه في هذه الدنيا، فلم تفلح ولا إخالها تفلح وهي تتنافس على زائل، والحياة مدرسة يفترض فيها أن نكون أساتذتها وتلاميذها والله المستعان.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.80 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.52%)]