ليس في وجهه مزعة لحم - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         ولا تبغوا الفساد في الأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          تحرر من القيود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          فن التعامـل مع الطالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 790 )           »          العمل السياسي الديـموقراطي سيؤثر في الصرح العقائدي وفي قضية الولاء والبراء وهي قضية م (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 133 )           »          طرائق تنمية الحواس الخمس لدى الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 33 )           »          الله عرفناه.. بالعقل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 96 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-11-2019, 04:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي ليس في وجهه مزعة لحم

ليس في وجهه مزعة لحم




الشيخ مراد عياش اللحياني






اعتدنا -عباد الله- رؤية مناظر مؤذية، ومشاهد مؤلمة، ليست بالحقيقة وإنما بالتمثيل، يمثلها شباب متدربون أو للأسف شيب متقنون، وذلك لغرض النصب والاحتيال، وبممارسة مهنة مرذولة، ووظيفة وضيعة، تنبئ عن نزع لماء الحياء، وتشوه صورة المجتمع، وتدل على رذالة في الأخلاق، وخطأ في السلوك، واعوجاج في السبيل، توعد الله من أمتهنها بالعقوبة في الآخرة، بل حذر خير الورى - صلى الله عليه وسلم - الأمة بأجمع منها.

إنها مسألة أرقت الأمة اليوم، وأيقظت الغيرة عند الغيورين، وكثر فيها الجدل عند الكثيرين، أزعجت الناس في طرقاتهم، وفي مساجدهم، وفي بيوتهم.

تلكم يا عباد الله ظاهرة التسول.

لا تكاد تصلي في مسجد إلا ويداهمك متسول، ويطاردك سائل ومحتاج، وليس العجب في هذا، ولكن العجب عندما ترى رجلاً أو شاباً يافعاً وهو يردد كلمات لطالما سمعناها وسئمناها، فيقف أحدهم ويردد كلمات عكف على حفظها أياماً طوالاً، وساعات عديدة، مدفوعاً من قبل فئة مبتزة، أو جهة عاطلة، تريد المساس بأمن هذا البلد واستقراره، وتشويه صورته أمام المجتمعات.

إن تلك المناظر المخجلة التي نراها في بيوت الله تعالى، لهي دليل على عدم احترام المساجد، وعدم معرفة السبب الذي من أجله بنيت، ودليل على نزع الحياء، وتدل على وضاعة في أخلاق أولئك المتسولين والشحاذين والمبتزين لأموال الناس والآكلين لها بالباطل، وكم تطالعنا الصحف اليومية بتحقيقات صحفية مع أولئك المبتزين من رجال ونساء، ولسان حالهم جميعاً يقول: نريد مالاً بلا عمل.

إننا في هذا الوقت من الزمان، الذي تفشى فيه الجهل، وانتشرت فيه البطالة، اعتدنا كل يوم وبعد كل صلاة تقريباً على رؤيتهم وهم يتقنون صناعة النصب والاحتيال بممارسة مهنة الشحاذة، وأكل أموال الناس بالباطل، ولهم في ذلك أحوال وأشكال، فمنهم من يقوم بتجبيس يده أو رجله أو أي جزء من جسده، ومنهم من يتصنع البلاهة والجنون، ومنهم من يدعي الإصابة بحادث أو موت والد أو أم، أو حصول مرض، أو ترك ديون، وتُرك له أخوة وأخوات، ويقوم برعايتهم، والإنفاق عليهم، والدين أثقل كاهله ولا يستطيع السداد، ومنهم من يفتعل البكاء وقد يجلب معه ابن الجيران أو ابنتهم ليمارس الشحاذة بها، لاستعطاف القلوب، وقد يقسم بالله كاذباً أنه لولا تلك الديون، وعظم المسؤولية لما وقف أمام الناس، وغير ذلك من الأعذار والأكاذيب التي لم تعد تنطلي على أحد من العقلاء.

وكل يوم يقومون بتطوير أساليب الشحاذة ونهب أموال الناس، بل لقد وصل الأمر إلى بشاعة أعظم، وذلك بوجود فئة من إماء الله من النساء اللاتي يأتين إلى بيوت الله تعالى لممارسة الشحاذة والتسول، وكثير منهم صاحب أموال عظيمة، وبعضهم يملك من العقارات والأراضي الشيء الكثير، ومع ذلك لا يتورعون عن أكل المال الحرام، وكل مثبت في سجلات مكافحة التسول.

ولقد حذر الإسلام من هذه الظاهرة وجعل من سأل مع الغنى إنما يسأل جمرًا، فاستقلّ أو استكثر، يقول - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزال المسألة بأحدهم حتى يلقى اللهَ وليس في وجهه مزعةُ لحم" متفق عليه، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: "من سأل الناسَ أموالَهم تكثّرًا فإنما يسأل جمرًا فليستقلَّ أو ليستكثر" رواه مسلم، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: "ما فتح عبدٌ على نفسه بابَ مسألة إلا فتح الله عليه بابَ فقر))رواه أحمد، وجاء قبيصة بن مخارق الهلالي للنبي - صلى الله عليه وسلم - يسأله فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا قبيصة، أقِم عندنا حتى تأتيَنا الصدقة فنأمرَ لك بها"، ثم قال: "يا قبيصة، إنَّ المسألة لا تحلّ إلا لثلاثة: رجل تحمَّل حمالة فحلّت له المسألة حتى يصيبَها ثم يمسِك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت مالَه فحلَّت له المسألةُ حتى يجد قوامًا من عيش أو سدادًا من عيش، ورجل أصابته فاقة حتى يقوم ثلاثةٌ من ذوي الحِجى من قومه: لقد أصابت فلانًا فاقة، فحلّت له المسألة حتى يصيبَ قوامًا من عيش، وما سوى ذلك -يا قبيصة- سحتٌ يأكله صاحبُه" رواه مسلم وأبو داود وغيرهما.

أما يخشى الذي يسأل الناس أن يعاقبه الله فيسلبُ عنه نعمته؟!

أما يخشى أن يبدّل الله عليه صحته؟!

أما فكّر فيما أنعم الله عليه من صحة وعافية وطلاقة لسان ثم هو يسخرها في معصية الله؟!

ولقد نص أهل العلم -يا عباد الله- على تحريم المسألة بغير وجه حق:
فقال ابن القيم رحمه الله: المسألة في الأصل حرام، وإنما أبيحت للحاجة والضرورة لأنها ظلم في حق الربوبية، وظلم في حق المسؤول، وظلم في حق السائل:
أما الأول: فلأنه بذل سؤاله وفقره وذله واستعطاءه لغير الله وذلك نوع عبودية فوضع المسألة في غير موضعها، وأنزلها بغير أهلها، وظلم توحيده وإخلاصه وفقره إلى الله وتوكله عليه ورضاه بقسمه، واستغنى بسؤال الناس عن مسألة رب الناس، وذلك كله يهضم من حق التوحيد، ويطفئ نوره ويضعف قوته.

وأما ظلمه للمسئول: فلأنه سأله ما ليس عنده فأوجب له بسؤاله عليه حقا لم يكن له عليه، وعرضه لمشقة البذل، أو لوم المنع، فإن أعطاه، أعطاه على كراهة، وإن منعه، منعه على استحياء وإمضاض، هذا إذا سأله ما ليس عليه وأما إذا سأله حقا هو له عنده: فلم يدخل في ذلك ولم يظلمه بسؤاله.

وأما ظلمه لنفسه: فإنه أراق ماء وجهه وذل لغير خالقه وأنزل نفسه أدنى المنزلتين، ورضي لها بأبخس الحالتين، ورضي بإسقاط شرف نفسه، وعزة تعففه، وراحة قناعته، وباع صبره ورضاه وتوكله وقناعته بما قسم له، واستغناءه عن الناس بسؤالهم، وهذا عين ظلمه لنفسه، إذ وضعها في غير موضعها، وأخمل شرفها، ووضع قدرها، وأذهب عزها وصغّرها وحقّرها، ورضي أن تكون نفسه تحت نفس المسئول ويده تحت يده.

وقال أبو حامد الغزالي: الأصل في السؤال التحريم لثلاثة أسباب:
الأول: شكوى الله على الخلق: إذ إن السؤال إظهار للفقر، وإن نعمة الله قصرت عنه، وذلك عين الشكوى.

الثاني: أن السائل يذل نفسه لغير الله تعالى، وليس للمسلم أن يذل نفسه إلا لله، وفي السؤال ذل للسائل، بالإضافة إلى إيذاء المسؤول.

الثالث: في السؤال إحراج للمسؤول وإيذاء له، فهو إما أن يعطيه حياءً أو رياءً، وبهذا يحرم على الآخذ والمعطي.

فيا أيها السائل:
لاَ تخضعنَّ لِمَخْلُوقٍ على طَمَعٍ
فَإِنَّ ذَلِكَ نُقْصٌ مِنْكَ فِي الدِّين

لَنْ يَقْدِرَ العَبْدُ أَنْ يَعْطيِكَ خَرْدَلَةً
إلاَّ بِإِذْنِ الذِّي سَوَاكَ مِنْ طِينِ

فَلاَ تُصَاحِبْ قَوِيًّا تستعزُ به
وكُنْ عَفِيفًا وعَظِّمْ حُرْمَةَ الدِّينِ

واسْتَرْزِق الله مِمَا في خَزَائنهِ
فَإِنَّ رِزْقَكَ بَيْنَ الكَافِ والنُونِ


فالواجب علينا منع أولئك المتسولين من رجال ونساء وأطفال، والأخذ على أيديهم، وتحذيرهم من تلك الظاهرة الخطيرة، ونصحهم وتخوِّيفهم بالله، جاء رجلان للنبي - صلى الله عليه وسلم - يسألانه الصدقة، فقلّب فيهما النظر صاعدًا ونازلاً، وقال: ((إن شئتما أعطيتكما، ولا حظَّ فيها لغنيّ ولا لقويٍّ مكتسب))رواه أبو داود والنسائي.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.01 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]