واشوقاه إلى العفو والمغفرة والعتق من النار - ملتقى الشفاء الإسلامي
اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 28 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859049 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393419 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215728 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 67 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-03-2024, 01:41 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي واشوقاه إلى العفو والمغفرة والعتق من النار

واشوقاه إلى العفو والمغفرة والعتق من النار
د. شريف فوزي سلطان


أقبل على الله يُقبل عليك:
يا حبيبي في الله، هل أحسستَ يومًا أن الأرض قد ضاقت عليك بما رحُبت، وضاقت عليك نفسك، وانتابَك الهم والحزن والعجز والكسل، فلمْ تَدْرِ أين المفر؟ هل ساءت علاقتك بمن حولك من أقاربك وأصحابك وأهلك وجيرانك؟ هل تشعر بعدم البركة في حياتك؟ في مالك أو وقتك أو تدبير معيشتك؟ هل لاحظت ما يصيبنا في هذه الأيام، أفرادًا وجماعات، من مصائب وأمراض وطواعين وكربات وابتلاءات؟

هذه بعض آثار الذنوب والمعاصي، فالمعاصي لا تترك صاحبها حتى يضيق صدره ويقسو قلبه، ويزداد حزنه وتتضاعف حيرتُه، ويتمنى أن يموت فرارًا من عذاب الدنيا وضنكها، فكيف بعذاب الآخرة؟

فانتبه يا أُخَيَّ، إن المعاصي تزيل النعم وتجلب النِّقم، وتُسوِّد الوجه وتُظلم القلب، وتضعف البدن وتنقص الرزق؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30].

ولكن ها هو رمضان قد اقترب، التوبة فيه معروضة، ومواسم الطاعات مشهودة، فلئن كنت أتعبتك المعاصي وأثقلتك الذنوب، فاعلم أن لك ربًّا يريدك أن تتوب، ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا [النساء: 27]، {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [النساء: 110]، وفي الحديث القدسي: "يا بن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرتُ لك على ما كان منك ولا أُبالي"[1].
فيا باغي الخير أقبِل ... ويا باغي الشر أقصِر
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، صُفِّدت الشياطين، ومردةُ الجن، وغُلقت أبواب النار، فلم يُفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة، فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ كلَّ ليلة: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاءُ من النار، وذلك كل ليلة"[2].

يا مستثقلًا رمضان أقصر:
إن أول شر يرتكبه أهل الغفلة أنهم يستثقلون هذا الشهر، يعدُّون أيامه ولياليه وساعاته؛ لأنه يحجب عنهم الشهوات ويَمنعهم اللذات، فهم يستقبلون رمضان استقبالًا مؤسفًا، كأنهم لا يستقبلون ركنًا من أركان الإسلام!

• يا أيتها المتبرجة أقصري، إن من أعظم بغاة الشر في هذا الشهر الكريم المتبرجة التي لا تنوي التوبة من هذه الكبيرة، بل تبغي الفساد في الإصرار على إظهار الزينة والخروج إلى المجامع والطرقات، متعطرات متطيبات، كاسيات عاريات؛ يقول صلى الله عليه وسلم: "سيكون في آخر أمتي نساءٌ كاسياتٌ عاريات، على رؤوسهن كأسنمة البُخت، الْعَنُوهُنَّ فإنهنَّ ملعونات"[3].

وقال صلى الله عليه وسلم: "وشرُّ نسائكم: المتبرجات المتخيِّلات، وهن المنافقات لا يدخلن الجنة منهنَّ إلا مثل الغراب الأعصم"[4]؛ فأقصري أيتها المسلمة عن الضر والشر، وأقبلي على البر والخير.

إذا أردتَّ العفو أقبل، إذا أردت المغفرة أقبل، إذا أردت العتق أقبل، فإن من أقبل على الله، أقبل الله عليه، ففي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أن رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ قال: يَقُولُ اللهُ عَز وَجَل: "أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ ‌تَقَرَّبَ مِنِّي ‌شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ ‌تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً"[5].

طالما أدركت، فاشكر، وأبشِر:
اشكر الله على نعمة عظيمة أسداها إليك، وهي أن مَدَّ عمرك حتى تستفيد من هذا الشهر المكرم بأنواع الطاعات المختلفة، فكم من قلوب اشتاقت إليه، لكن لم يُسعفهم ذلك، وكم من مرضى وأسرى على الأسرَّة البيضاء لا يستطيعون الصيام ولا القيام؛ فاحمَد الله على نعمة الحياة والصحة والعافية، فإذا عرف العبد هذه النعمة وشكرها، حفظها الله وزادها، وإذا لم يشكرها أو استخدمها في معصيته، سلبها منه وقلبها عليه نقمة وعذابًا.

رمضان شهر الشكر، ولو سجدنا لله على إبَر الشوك إلى يوم لقياه، ما قدَّرنا حق عطاياه، فكيف بنعم الله وفضله في رمضان، شكرٌ على الإسلام وكفى بها نعمة، شكرٌ على نعمة البقاء وإدراك رمضان ونحن أحياء، شكرٌ على غفران الذنوب، شكرٌ على فتح أبواب الجنان، شكرٌ على غلق أبواب النيران، شكرٌ على تصفيد الشياطين، شكرٌ على إجابة الدعاء، شكرٌ على العتق من النيران، شكرٌ على التهجد والتراويح، شكرٌ على الصدقات والتسبيح، شكر على مواساة الفقير؛ قال تعالى في خواتيم آيات الصيام: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].

قصَّ النبي صلى الله عليه وسلم علينا قصة رجلين أسلما في آن واحد، لكنَّ أحدَهما أدرك رمضان، ولم يدركه الآخر، فانظر كيف كان الفرق بينهما؟ عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، أن رجلين من بَليٍّ [مكان] قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إسلامُهما جميعًا، فكان أحدهما أشدَّ اجتهادًا من الآخر، فغزا المجتهدُ منهما، فاستُشهد ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم تُوفِّي، فرأيت فيما يرى النائم أني عند باب الجنة، إذ أنا بهما فخرج خارجٌ من الجنة، فأذِن للذي تُوفِّي الآخِرَ منهما، ثم رجع فأذِن للذي استشهد، ثم رجع إليَّ فقال: ارجع فإنه لم يأن لك بعدُ، فأصبح طلحة يحدِّث به الناس، فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحدثوه الحديث، فقال: من أي شيءٍ تعجبون؟ قالوا: يا رسول الله، هذا كان أشد الرجلين اجتهادًا ثم استشهد، ودخل الآخر الجنة قبله، فقال صلى الله عليه وسلم: "أوليس قد مكث بعده سنة؟ قالوا: بلى، قال: وأدرك رمضان فصلى وصام كذا وكذا من سجدة في السنة؟ قالوا: بلى، قال: فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض"[6].

جدِّد النية واصدُق العزم، وأعلِ الهمة:
صلاح القول والعمل، والاجتهاد في الطاعة والذكر، وتعمير رمضان بالأعمال الصالحة، وإعطاء الصيام والقيام حقه، كل ذلك إنما يتحقق بالعزم الصادق، وعلو الهمة، ﴿ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ [محمد: 21].

فما عزم عبد على طاعة الله ونوى بقلبه أن يقوم لله، إلا أعانه الله، فإذا حال بينه وبين ذلك حائل بلَّغه الله الأجر، ونال البر والفضل، فكم من أناس ماتوا في أوائل رمضان، هنيئًا لهم إن كانوا عقدوا النية الصالحة في أول الشهر على الطاعة والاجتهاد والجد.

فالنية الصالحة تبلغ بالعبد مبلغ العمل إذا عجز عنه؛ كما في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سأل الله الشهادة بصدق، بلَّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه"،

وقال صلى الله عليه وسلم: "من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل، فغلبته عيناه حتى أصبح، كُتب له ما نوى، وكان نومه صدقةً عليه من ربه عز وجل"[7].

استحضر صورة رمضان كما وصفه الله عز وجل "أيامًا معدودات":
سرعان ما يُولِّي، فهو ضيف كريم، ولكنه سريع الرحيل، واستحضر أن المشقة الناشئة عن الاجتهاد في العبادة تذهب أيضًا، ويبقى الأجر وانشراح الصدر.

وعن قريب نلتقي في العيد إن شاء الله، وقد مَرَّ رمضان كالبرق، فاز فيه من فاز، وخسر فيه من خسر، وضَعْ نُصب عينيك قولَ النبي صلى الله عليه وسلم: "شَقِيَ عبد أدرك رمضان ثم انسلخ منه ولم يُغفر له.."[8].

فإن رمضانَ أيامٌ معدوداتٌ، وفرصٌ سانحاتٌ، وإن اغتنام هذه الأيام لدليلُ الحزم، وإنَّ انتهاز تلك الفرص لعنوانُ العقل، ذلكم أن الوقت رأسُ مالِ الإنسان، وساعات العمرِ هي أنفسُ ما عُنِي الإنسان بحفظه، فكل ساعة من ساعاتِ عُمُرِكَ قابلةٌ لأن تضعَ فيها حجرًا يزداد به صرحُ مجدِك ارتفاعًا، ويقطع بها قومُك في السعادة باعًا أو ذراعًا، فَدعِ الراحةَ جانبًا، واجعل بينك وبين اللهو حاجبًا، فالحكيمُ الخبيرُ يُقَدِّرُ الوقتَ حقَّ قدره، ولئن كان حفظُ الوقتِ مطلوبًا في كل حين وآن، فَلَهُوَ أَولى وأحرى بالحفظ في الأزمنة المباركة، ولئن كان التفريطُ فيه وإضاعتُه قبحًا في كل زمان، فإن قبح ذلك يشتد في المواسم الفاضلة.

ومن الناس مَنْ قَلَّ نصيبه من التوفيق، فلا تراه يلقي بالًا لحكمة الصوم، ولا لفضل الشهر، فتراه يجعل من رمضان فرصةً للسهر واللهو الممتد إلى بزوغ الفجر، والنومِ العميق في النهار حتى غروب الشمس.

ولا يخفى على عاقل لبيب ما لهذا الصنيع من أضرار على دين الإنسان ودنياه، فهو قلب للفطرة، فالله عز وجل جعل الليل لباسًا، والنهار معاشًا، كما أنه إضاعة للوقت، وتعطيل للمصالح، وتضييعٌ للواجبات! ومن كان هذا صنيعَه فلن يُرجى منه خيرٌ في الغالب لا لنفسه ولا لغيره.

[1] رواه الترمذي وحسنه الألباني.

[2] رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان وصححه الألباني.

[3] رواه ابن حبان والحاكم وغيرهما وحسنه الألباني.

[4] رواه البيهقي وصححه الألباني في صحيح الجامع.

[5] رواه مسلم.

[6] رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

[7] رواه ابن ماجه والنسائي وصححه الألباني.

[8] انظر صحيح الأدب المفرد والصحيحة.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.94 كيلو بايت... تم توفير 1.64 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]