من أخلاقيات مناهج التعليم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-01-2022, 05:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي من أخلاقيات مناهج التعليم

من أخلاقيات مناهج التعليم
أ. د. أبو اليزيد أبو زيد العجمي





قلنا: إن نظرتنا للمناهج تتَّسِع لتشمل كل ما ينجح التعليم، لا نعتبر المناهج هي مجرد المقررات وحدها، بل نعتبر إعداد المعلم، وتهيئة الطالب، واختيار نوع المعرفة وأسلوبها، كل ذلك في دائرة ربطه بخطط التنمية للبلاد الإسلامية، نعتبر كل هذا داخلًا في بناء المناهج؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

وقد حفل الفكر الإسلامي بهذه الموضوعات جميعها، ونذكر منها ما يلي:
أ- الاهتمام بآداب العالم والمتعلم:
وهذا الموضوع قد جاء في تراثنا بشكل لافت للنظر، حتى إنك لتجد كتبًا قد محضها أصحابها لهذا الغرض، وقد ركزوا فيها على تهيئة الطالب لتلقي العلم النافع والخلق الذي يمكنه من ذلك، كما ركزوا على أخلاق العلماء كي يؤثروا في تلاميذهم، مبتعدين قدر الطاقة عن أن يستخدم العلم لكسب شخصي أو مصلحة خاصة.

ويمكننا أن نفيد من هذا الاهتمام ونحن نخطط لمناهجنا، بل نخطط لمسائل الطلاب ومسائل المتعلمين، فإعداد المعلم وَفْقَ هذه الآداب يحتاج إلى جهد ووقت حتى يتحمل مسؤولية رسالة التعليم، باعتباره أهم مرتكزات التغيير نحو الأفضل دائمًا.

وحسبنا أن نشير إلى بعض مظان هذا الاهتمام ليرجع إليه من يشاء[1].

ليجد أن علماءنا وضعوا نصب أعينهم أن يعلموا الناس رسالة المعلم الحقيقة في خدمة الحياة والأحياء، وكان أمامهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تتعلموا العلم لتباهوا به العلماء ولا لتماروا به السفهاء، ولا لتصرفوا به وجوه الناس إليكم، فمن فعل ذلك فهو في النار))[2]، ولأهمية هذا الأمر في البحث العلمي عزمنا على أن نفرد له بحثًا مستقلًّا به تفاصيل أكثر.

ب - الاهتمام بنوع العلم الذي نحرص عليه:
لأن العلم في الإسلام طريق جيد للتغير نحو الأفضل، وتحقيق لرسالة الإنسان في الخلافة والعمارة والعبادة، وحرص الإسلام أن يقسم العلم إلى قسمين: قسم حرمه؛ لأنه لا يقدم نفعًا للمسلمين، وقسم حث على تعلمه وأكد على ذلك.

أما الأول، فكالسحر؛ لأنه باطل مفسد، ولأنه ليس علمًا حقيقيًّا، وإنما حقيقته خداع للأعين والمشاعر، فهو عبارة عن إيماء وحركات سريعة يخيل للناظر أنها حقيقة، وليس الأمر كذلك[3]، ويتصل بالسحر ما يشبهه من الكهانة والعرافة؛ لأن ذلك كله ليس علمًا حقيقيًّا ولا يقدم خيرًا للناس.

وقد حرَص عماؤنا على بيان ذلك حين تكلموا عن العلم النافع والعلم المذموم[4]؛ لأنهم كانوا يعرفون قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [يونس: 81]، وكذا الآيات التي في معناها، وكانوا يعلمون قول النبي صلى الله عليه وسلم في أمر الساحر: ((إنه ليخيل إليك أنه فعل شيئًا وما فعله))[5]، وما دار في معناه من أحاديث تنهى عن السحر والكهانة والعرافة، ويلحق بالسحر كذلك علم الجن لادِّعاء معرفة الغيب عن طريق الاتصال بهم، وكذا كل ما يشبهه من معارف لا تفيد الناس، بل تخيل إليهم وتلبس عليهم.

أما العلوم النافعة، فقد حثَّ القرآن الكريم على تعلُّمها، ابتداءً بعلوم الدين، دون أن يغفل علوم الدنيا، ولعل في إشارة القرآن إلى أهمية العلم، وضرورة تعلمه وتعليمه، وبيان قيمته، وبيان منهجه في ذلك، وبيان روافد المعرفة، لعل في كل هذا ما يظهر انطلاق علمائنا من تصور الإسلام لرسالة العلم في الحياة، ثم ربطهم العلم بحياة الناس، ولعل تاريخ العلوم عند المسلمين، وتاريخ الحضارة الإسلامية في المشرق والمغرب يؤكِّد صحَّةَ ما ذهبنا إليه وما نؤكده لنفيد منه ونحن نتخير مناهجنا نوعًا وكمًّا، وملاءمة السن والبيئة، وقد كتب علماؤنا من فقهاء الأصول في هذا كلامًا جديرًا بالتأمل والملاحظة؛ لأنه يفيد في اختيار كيف العلم وكمِّه لخدمة التنمية في مجتمعاتنا الإسلامية.

ج - الاهتمام بالجوانب العملية للعلم:
إن كثيرًا من مشكلات الدول النامية تكمن في أن العلم النظريَّ تغلَّب على العلم العملي، وقد ورثنا بعض المفاهيم الخاطئة تجاه الحِرَف والصناعات، حتى عَدَّ بعض العرب العمل عيبًا، ولكن نظرة الإسلام إلى العمل تعلمنا شيئًا مخالفًا للخلط الذي ورثنا، فالنصوص الإسلامية تقرن العلم بالعمل وتنعى على المؤمنين قولًا دون عمل، وقد خطت الحضارة الإسلامية خطوات ناجحة في هذا الصدد[6]؛ وذلك لأنهم علموا قول بعض السلف: (العلم يهتف بالعمل، فإن أجاب حَلَّ، وإلا ارتحل)[7]، وهذا فهم من علم ابن مسعود قال مخبرًا عن النبي صلى الله عليه وسلم: كان يقرئهم العشر، فلا يجاوزونها حتى يتعلموا ما فيها من العمل[8].

فإذا أضفنا إلى هذا أن علماءنا تكلموا في الصناعات وأهميتها، وأنه لا بد منها لضرورة التعاون البشري، (فإن لقمة الطعام لو عددنا تعب تحصيلها من حين الزرع إلى حين الطحن والخبز وصناع آلاتها لصعب حصره)، بل إنهم تكلموا في مناسبة بدن الإنسان لصناعة معينة، فهو يرضى بها ولا يتحول عنها؛ لأنه بها اشتهر، وفيها تفوق، كما تكلموا في مسائل أن الصناعات يجب أن تتعلم بأدبها لينفع صاحبها الناس، ولا يتدنى بالعمل والحرفة، وفي كل هذا أعطي العلم النظري قدره دون حيف على العمل والحِرف والصناعات[9]، ولعل هذه النظرية تشد انتباهنا ونحن ننادي بأن يكون التعليم في خدمة المجتمع.


[1] انظر: الماوردي، أدب الدنيا والدين، 75 - 93، دار الكتب العلمية، بيروت، 1978 م، ابن عبدالبر، جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله، 1/ 49 - 63، 2/ 5 - 39، دار الكتب العلمية، بيروت، 1978 م.

[2] الراغب الأصفهاني، الذريعة إلى مكارم الشريعة، 229 - 254، تحقيق أبو اليزيد العجمي، دار الصحوة بالقاهرة، طبعة أولى، 1985 م، الغزالي، إحياء علوم الدين، 1/ 5 - 75، طبعة الحلبي، 1975 م، والخطيب البغدادي، الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، 1/ 110 - 155، تحقيق د، محمد رأفت سعيد، نشر مكتبة الفلاح بالكويت، ابن جماعة، تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم، صفحات متفرقة منه.

[3] مقداد يالجن، توجيه المعلم في ضوء الفكر الإسلامي، 203، (دار المريخ، الرياض).

[4] الغزالي، الإحياء، 1، 17 م.

[5] فتح الباري 12، 247 كتاب الطب، طبع دار الإفتاء الرياض.

[6] يحيى هاشم (د) بحوث في الفلسفة، 203، طبعة، 1986 م.

[7] محمد سليمان أخلاق العلماء، 225 طبعة الأزهر.

[8] تفسير القرطبي، 391.

[9] الذريعة 275 - 420.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.65 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]