الجملة الفعلية البسيطة ذات الفعل اللازم من خلال معلقة امرئ القيس - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12547 - عددالزوار : 216131 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7834 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 62 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859677 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 394007 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 87 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 66 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 64 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النحو وأصوله
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-09-2023, 05:34 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي الجملة الفعلية البسيطة ذات الفعل اللازم من خلال معلقة امرئ القيس

الجملة الفعلية البسيطة ذات الفعل اللازم من خلال معلقة امرئ القيس
يوسف ادريدك

الجملة الفعلية هي المصدرة بالفعل كما قال "ابن هشام"، وفي هذا الفصل أقوم بتقصي كل مواطن وجودها في معلقة "امرئ القيس". والمعلقة من القصائد التي حظيت باهتمام كبير من قبل الدارسين، وهي من المعلقات السبع أو العشر؛ والمعلقات كم جاء في "شرح الزوزني": هي قصائد طويلة، مختارة من الشعر العربي في العصر الجاهلي وقد اختلف الدارسون في اسمها، وعددها، منهم من يسميها المعلقات ومنهم من يسميها القصائد السبع، أو السبع الطوال، ومنهم من سماها "المذهبات" أو "السموطة"[1].

أما الفعل فينقسم باعتبار دلالته على الزمن إلى ماض، ومضارع، وأمر، وباعتبار بنيته الصرفية إلى صحيح ومعتل، أما الصحيح فثلاثة أنواع: سالم، ومهموز، ومضاعف. والمعتل تقسيمه بحسب أحرف العلة فهو أربعة أنواع مثال، وأجوف، وناقص ثم اللفيف الذي ينقسم بدوره إلى قسمين: لفيف مفروق، ولفيف مقرون. وباعتبار الزيادة والنقصان إلى مجرد ومزيد، وباعتبار بنيته التركيبية إلى متعد ولازم، ثم مبني للمعلوم ومبني للمجهول أو المفعول كما يسميه سيبويه. وباعتبار تصريفه إلى جامد ومشتق وغيرها من التقسيمات.

أما موضوع مقالنا هو الفعل اللازم في معلقة "امرئ القيس". والفعل اللازم هو الفعل الذي لا يتعدى فاعله إلى مفعول نحو "ذهب" و"جلس" في:
ذهبت فاطمة.
جلس محمد.

فالجملتان تتكونان من الفعل والفاعل، ولا يوجد مفعول به، وقد يتعدى بالجار. وقد قال "سيبويه": "فأما الفاعل الذي لا يتعداه فعله فقولك: "ذهب زيد"، و"جلس عمرو"[2] وقد عرفه صاحب "المفصل" بغير المتعدي:"وغير المتعدي ضرب واحد وهو ما تخصص بالفاعل ك"ذهب"، و"مكث"، و"خرج" ونحو ذلك"[3] وجاء في "شرح المفصل" بأنه:"مالا يفتقر وجوده إلى محل غير الفاعل نحو: "قام"، و"ذهب"، ألا ترى أن القيام لا يتجاوز الفاعل وكذلك الذهاب."[4] أما "ابن هشام الأنصاري" فيسميه "الفعل القاصر" وقد وصفه الدكتور "عبده الراجحي" بأنه عاجز عن الوصول إلى المفعول."[5] كذلك نجد "برهان الدين بن محمد بم القيم الجوزية" في كتابه "إرشاد السالك إلى حل ألفية ابن مالك" تحديد في باب "تعدي الفعل ولزومه" يقول:"لا تنحصر الأفعال في القسمين المذكورين بل منها مالا يوصف بتعد ولا لزوم، وهي الأفعال الناقصة، ك "كان وكاد وأخواتهما" ثم اللازم لا انقسام فيه والمتعدي ينقسم إلى: متعد بحرف الجر، نحو مررت بزيد وهو في اصطلاح أكثرهم معدود في قسم اللازم."[6] ثم أن اللازم يعرف بعلامات ذكرها الناظم في ألفيته ووضحها الشارح بقوله:"إذا عرف المتعدي بعلامته فاللازم غيره. وهو مالا يصح أن يتصل به "هاء الضمير" لغير المصدر، أو مالا يصح صوغ اسم مفعول تام منه، ألا ترى أنك لا تقول في "ذهب مذهوب" ك"مضروب"، وإنما تقول: "مذهوب به"."[7] وقد وضح ذلك أيضا "ابن هشام الأنصاري" في كتابه "أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك" وضوحا يخول للباحث التمييز بين المتعدي واللازم بطريقة يسيرة وسهلة، حيث ذكر علامات كل منهما، وذلك عندما قال في "باب تعدي الفعل ولزومه":"بأن الفعل ثلاثة أنواع: فمنها ملا يوصف بتعد ولا لزوم، وسبق ذكر ذلك، والثاني هو المتعدي، وله علامات؛ إحداهما أن يصح أن يتصل به هاء ضمير غير المصدر، الثانية أن يبنى منه اسم مفعول تام نحو "ضرب" ألا ترى أنك تقول: "زيد ضربه عمرو" فتتصل به هاء ضمير غير المصدر وهو زيد وتقول: "هو مضروب" فيكون تاما. والثالث هو الفعل اللازم نجد له اثنتي عشر علامة أحدها: أن لا يتصل به هاء ضمير غير المصدر، وأن لا يبنى منه اسم مفعول تام.ألا ترى أنه لا يقال:"زيد خرجه عمرو"، ولا "هو مخروج"، وإنما يقال: "الخروج خرجه عمرو"، و"هو مخروج به أو إليه"، وكذلك من علاماته أن يدل على سجية وهي: ما ليس حركة جسم من وصف ملازم نحو: "جبن وشجع". أو على عرض: وهو ما ليس حركة جسم من وصف غير ثابت ك"مرُض وكسُل"... أو على نظافة نحو: "نظُف وطهُر، ووضُؤ". أو على دنس نحو: "نجُس وقذُر". أو على مطاوعة لفاعل فعل متعد لواحد، نحو: "كسرته فانكسر". أو يكون موازنا لافعلل ك"اقشعر" و"اشمأز"...وحكم اللازم أن يتعدى بالجار. ك"عجبت" منه و"مررت به"[8].

إذن للمتعدي واللازم علامات تميز بعضهما عن الآخر، والجملة الفعلية ذات الفعل اللازم أو القاصر، تتألف من عنصرين أساسيين هما: مسند ومسند إليه، أو فعل لازم وفاعل، والفعل كما عرفه "سيبويه" هو عبارة عن أمثلة أخذت من لفظ أحداث الأسماء وبنيت لما مضى، ولما يكون ولم يقع وما هو كائن لم ينقطع."[9] وعرفه "ابن عقيل" بقوله: "أن الكلمة إذا اقترنت بزمن فهي الفعل."[10] أما الفاعل فقد عرفه "ابن هشام الأنصاري" بقوله: "هذا باب الفاعل، اسم أو ما في تأويله، أسند إليه فعل أو ما في تأويله، مقدم، أصلي المحل والصيغة"[11] أما "ابن عقيل" فقد عرفه بقوله:"فأما الفاعل فهو الاسم المسند إليه فعل على طريقة فعَل، أو شبهه وحكمه الرفع."[12] بعد أن اتضحت الفكرة حول الفعل اللازم والفاعل باعتبارهما أساس الجملة الفعلية البسيطة التي هي موضوع هذا المبحث. سنحاول استقراء الأنماط المتباينة لهذه الجملة من خلال المعلقة حيث جاءت٧٨ مرة وكان الفاعل فيها ظاهرا ومستترا وكان الضابط في ذلك ما قاله "ابن هشام" حول الجملة الفعلية بأنها: هي المصدرة بالفعل.

المطلب الأول: الجملة الفعلية البسيطة ذات الفعل اللازم التي فاعلها ظاهر.

وردت الجملة الفعلية البسيطة في معلقة "امرئ القيس" ٧٨ مرة، منها ٣١ جملة فعلها لازما. ٩ فاعلها ظاهرا، و ٢٢ فاعلها مضمرا.

أما الجمل التي فعلها متعديا فقد وردت ٤٠مرة، ٩ مرات يكون الفاعل ظاهرا، و ٣١ يكون الفاعل مضمرا.

أما الجملة الاسمية فقد وردت ٣٩ مرة.

نلحظ من هذا الإحصاء أن الجملة الفعلية مهيمنة في المعلقة، فقد جاءت أكثر بكثير من الجملة الاسمية وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على أن الشاعر كان في حركية بعيدا عن الهدنة والسكون لأن الجملة الاسمية الخالية من الفعل تدل على الدوام والاستمرار والثبوت بخلاف الفعلية التي تدل على التجديد على اعتبار أنها مبدوءة بالفعل الذي يعني التقوية والاهتمام والعناية بالحدث.


وهذه هي المواضع التي جاءت الجملة الفعلية والاسمية فيها.

قوله:
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها لما نسجتها من جنوب وشمأل
بناء الجملة: لم + فعل + فاعل + جار ومجرور.

فتوضح: معطوف على الدخول والحومل في البيت الأول من المعلقة وهو مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة، والكلمة التي بعدها معطوفة عليها. لم: حرف نفي وقلب وجزم. يعف: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الواو، وهو فعل لازم معتل الآخر يأتي بمعان مختلفة منها: "تقول عفا الرسم إذا انمحى وعفا الله عنه: صفح عنه عما ارتكب من ذنب وعفا الله عنا إذا محا ذنوبنا، وعفا عن الشيء إذا امتنع عنه، وقد يأتي متعديا وتقول عفا شعرَه: تركه ينمو ويطول".

رسمها: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف. ها: ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه. والجملة الفعلية في محل نصب حال من المقراة.

قوله:
ففاضت مني دموع العين صبابة *** على النحر حتى بل دمعي محملي
بناء الجملة: فعل [ ماض ]+ جار ومجرور + فاعل.

فالفاء في فاضت حرف عطف وسبب، أما الفعل فاض فهو فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب وتاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب، ودموع: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، والجملة الفعلية معطوفة على ماقبلها في البيت الذي مطلعه:"وقفت بها".

وقد تأتي بوجه جواب إذا لا محل لها، آنذاك نكون أمام جملة مركبة، وفعل هذه الجملة، هو فعل لازم يأتي بمعان متعددة؛ منها فاضت خيرات الأرض إذا نمت وكثُرت وفاضت عينه إذا سال دمعها، وغيرها من المعاني، وجاء هذا الفعل على وزن فعل وهو فعل معتل أجوف.

قوله:
تقول: وقد مال الغبيط بنا معا *** عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل
بناء الجملة: واو الحال + قد الذي هو حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال + فعل + فاعل.

جملة مال الغبيط تتألف من فعل وفاعل وفعل هذه الجملة جاء على وزن فعل وهو فعل معتل أجوف ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب وفاعله الغبيط مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.

بنا: جار ومجرور متعلقان بالفعل مال وجملة قد مال الغبيط في محل نصب حال من فاعل: تقول.
قوله:
كميث يزل اللبد عن حال متنه *** كما زلت الصفواء بالمتنزل
بناء الجملة الأولى: فعل ﴿ مضارع ﴾ + فاعل + جار ومجرور.
بناء الجملة الثانية: فعل + دلالة تطابقية + فاعل + جار ومجرور.

الفعل: زل هو من الأفعال التي وزنها فعَل وهو فعل صحيح مضاعف الثلاثي ومعناه السقوط تقول: زل قدمه إذا سقطت ووقعت وزلقت، قال الله تعالى:"ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها". وتقول زل عن المقصد إذا انتحى وزل لسانه إذا انحرف بما لم يكن يقصده، وزل العمر إذا مضى، وهو في جملة يزل اللبد مضارع وفاعله اللبد، وفي الجملة الثانية فعل ماض مبني على الفتح وتاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب. والصفواء فاعله مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.

قوله:
على الذيل جياش كأن اهتزامه *** إذا جاش فيه حميه غلي مرحل
بناء الجملة: فعل + جار ومجرور + أو شبه جملة أو ظرف مكان + فاعل وهي جملة اعتراضية بين اسم أن وخبرها.

تقول: جاش الرجل إذا سار الليل كله، وجاش الماء جرى وتدفق، وهاجت وجاشت عينه حزنا، إذا فاضت بالدموع.

يتصدر هذه الجملة كلمة إذا التي تأتي في بعض السياقات جازمة فتطلب فعل الشرط وجوابه، وهي هنا ظرف متعلق ب"كأن" لما فيها من معنى الفعل، والفعل جاش زمنه ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. فيه: جار ومجرور متعلقان بالفعل جاش وفاعل جاش هو حميه مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل جر مضاف إليه. والجملة الفعلية جملة اعتراضية بين اسم أن وخبرها لا محل لها من الإعراب. والفعل جاش هو فعل لازم معتل الوسط أي فعل أجوف.

قوله:
فعن لنا سرب كأن نعاجه *** عذارى دوار في ملاء مذيل
بناء الجملة: فعل ﴿ ماض ﴾ + جار ومجرور + فاعل.

الفعل عن هو من الأفعال التي ذكرها ابن مالك رحمه الله تعالى في لاميته وذلك عندما قال:
ترت وطرت ودرت جم شب حصا *** ن عن فحت وشذ وشح أي بخل
وقد سبق هذا البيت بيت آخر يوضح ما أراده "ابن مالك" بذكر هذه الأفعال حيث قال:
قست كذا وع وجه صد أث وخر *** ر الصلد حدت وطرت جد من عملا[13]
والمراد أن "ابن مالك" أراد من كلامه هذا أن الفعل المضاعف اللازم يأتي على وجهين وقد حصرها في ثمانية عشر فعلا من بينها الفعل عن فمضارعه يعُن و يعن ومعناه ظهر وبان وعرض وهو مضاعف، إذ أصله عنن على وزن فعل وزمنه ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

لنا: جار ومجرور متعلقان بالفعل عن. سرب: فاعل عن مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها من الإعراب.

قوله:
إلى مثلها يرنو الحليم صبابة *** إذا ما اسبكرت بين درع ومحول
بناء الجملة: جار ومجرور + فعل + فاعل + مفعول لأجله [فضلة].

إلى مثلها: جار ومجرور متعلقان بالفعل يرنو. والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. يرنو: فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم بالضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل لا محل له من الإعراب. والحليم فاعله، مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، وجدر الفعل يرنو هو رنا ومعناه إدامة النظر وهو فعل لازم معتل الآخر.

قوله:
تسلت عمايات الرجال عن الصبا *** ولي فؤادي عن هواك بمنسل
بناء الجملة: فعل + فاعل + جار ومجرور.

تسلت: من السلو وهو زوال الحب من القلب أو زوال الحزن، تقول تسلت عنه الأحزان إذا انقشعت؛ انكشفت عنه والفعل هو تنسلي على وزن تفعلي وهو فعل مزيد والفعل تسلت: فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع تاء التأنيث. عمايات: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها.

قوله:
رخاء تسح الريح في جنباتها *** كساها الصبا سحق الملاء المذيل
بناء الجملة: فعل مضارع + فاعل + جار ومجرور.

هذا البيت لم يذكره أحد من شراح المعلقة وقد جاء في "فتح الكبير المتعال إعراب المعلقات العشر الطوال لمحمد علي طه الدرة" أنه وجده في الديوان، وذكره الدكتور "فخر الدين قباوة" في تعليقه على "شرح التبريزي".

تسح: فعل مضارع مرفوع لتجرده من الجازم والناصب بالضمة الظاهرة وهو من الأفعال التي تأتي تارة لازمة وتارة أخرى متعدية، وهو هنا لازم أراد الشاعر تجري وتسير الريح وقد يكون متعديا إذا قلت سح فلان الماء إذا صبه وهو فعل صحيح مضاعف على وزن فعَل.

الريح: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.

المطلب الثاني: الجملة الفعلية البسيطة ذات الفعل اللازم التي فاعلها مضمر:

قوله:
وقفت بها حتى إذا ما ترددت *** عماية مخزون شوق موكل
بناء الجملة: فعل + فاعل + جار ومجرور.

الفعل وقف جاء على وزن فعل وهو فعل معتل ولازم في زمن الماضي مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل.

قوله:
خرجت بها أمشي تجر وراءنا *** على أثرينا ذيل مرط مرحل
بناء الجملة الأولى: فعل + فاعل + جار ومجرور.
بناء الجملة الثانية: فعل + فاعل.

الفعل خرج هو فعل لازم جاء على وزن فعل، وهو فعل يتعدى بالجار وهو فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك لا محل له من الإعراب. والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها من الإعراب. أما جملة أمشي ففعلها مضارع مرفوع لتجرده من الجازم والناصب وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. والفعل أمشي ماضيه مشى على وزن فعل.

قوله:
فجئت وقد نضت لنومي ثيابها *** لدى الستر إلا لبسة المتفضل
بناء الجملة: فعل + فاعل.

الفعل جاء هو من الأفعال التي تأتي تارة لازمة وتارة تأتي متعدية ألا ترى أنك تقول جاء محمد وجاء المسكين وجاء الغيث وتقول جاءه الخبر السار، وجاء أحدهم الموتُ، وتقول جاؤوها. وهو فعل ماض مبني على السكون اتصاله بضمير الرفع المتحرك. والتاء ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية جملة معطوفة على تجاوزت في البيت الذي سبقه، والفعل جاء هو فعل معتل أجوف وجاء في هذا البيت الشعري لازما.

قوله:
قعدت له وصحبتي بين دارج *** وبين العذيب بعدما متأمل
بناء الجملة: فعل + فاعل + جار ومجرور.

إن الفعل قعد هو من الأفعال اللازمة. تقول: قعد محمد بعد أن كان واقفا أي جلس قال الله تعالى: "يذكرون الله قياما وقعودا" [آل عمران] وقعد الشخص: تأخر وتخلف قال الله تعالى:"الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا". وزمن هذا الفعل في البيت الشعري ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك لا محل له من الإعراب. والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل والفعل قعد فعل صحيح سالم مجرد ثلاثي.

قوله:
فأدبرن كالجزع المفصل *** بجيد معم في العشيرة مخول
بناء الجملة: فعل + فاعل + جار ومجرور.

معنى كلمة أدبر في هدا البيت انصرف؛ أدبرن أي انصرفن متفرقات، والضمير يعود على النعاج.

ومن معاني أدبر؛ المضي والذهاب، تقول أدبر الشخص إذا مضى وذهب وولى وهو عكس أقبل قال الله تعالى:"﴿ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ ﴾ [المدثر: 23]" وهو فعل مزيد الثلاثي بحرف واحد إذ جذره دبر على وزن فعل وتصنيفه مع الأفعال الصحيحة السالمة.

فأدبرن: الفاء حرف عطف. أدبرن: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الرفع المتحرك. والنون ضمير متصل في محل رفع فاعل.

قوله:
تقول: وقد مال الغبيط بنا معا *** عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل
ألا أيها اليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل
بناء الجملة الأولى: فعل أمر + فاعل.
بناء الجملة الثانية: فعل أمر + فاعل + جار ومجرور.

جملة فانزل جملة فعلية لأنها مصدرة بالفعل، ومن الجمل ما هو عبارة عن الفعل وفاعله. وأنزل فعل أمر مبني على السكون وحرك بالكسر لضرورة الشعر، وقد سبق الحديث التمهيدي عن خصائص الجملة في الشعر، وفاعل أنزل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت. والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول مع الجملة الندائية قبلها وماض الفعل هو نزل على وزن فعل وهو فعل لازم صحيح سالم.

أما جملة انجلي فهي كذلك فعلية، إذ الفعل انجل فعل أمر شأنه شأن إنزل. وهو فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره وهو الياء وأما الياء الثابتة فهي مزيدة لإشباع كسرة اللام، وذلك لضرورة الشعر. وفاعل إنجل ضمير مستتر تقديره أنت.

قوله:
فقلت: لها سيري وأرخي زمامه *** ولا تبعديني من جناك المعلل
بناء الجملة: فعل أمر + فاعل.

الفعل في هذه الجملة هو سار على وزن فعل، وهو من الأفعال المعتلة التي يسميها اللغويون الفعل الأجوف وجاء الفعل هنا بصيغة الأمر وإعرابه فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بياء المؤنث المخاطبة، ويقال لأن مضارعه من الأفعال الخمسة، وياء المخاطبة ضمير متصل في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول.

قوله:
ويوما على ظهر الكتيب تعذرت علي وآلت حلفة لم تحلل
بناء الجملة الأولى: فعل ماض + فاعل + جار ومجرور.
بناء الجملة الثانية: فعل ماض + فاعل + مفعول مطلق.
الجملة الثالثة: فعل مضارع + فاعل مستتر.

في هذا البيت الشعري نحن أمام ثلاث جمل فعلية بسيطة فالجملة الأولى التي فعلها تعذر جاء في زمن الماضي على وزن تفعًل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. وتاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب. والفاعل ضمير مستتر تقديره هي يعود على عنيزة. والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب. أما الجملة الثانية التي فعلها آلت شأنها شأن تعذر في الزمن وهو مبني على فتح المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين لا محل له من الإعراب. وتاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي، يعود إلى ما عاد إليه فاعل تعذر والجملة الفعلية معطوفة على جملة تعذر. أما الجملة الثالثة هي الجملة التي فعلها تحلل عن التاء الأولى التي تجعل منه مضارعا إذ الأصل تتحلَ فحذفت منه إحدى التاءين تخفيفا؛ إذ كل مضارع مبدوء بتاءين زائدتين يجوز حذف إحداهما. وقد يكون لازما ومتعديا تقول تحلل من الشيء إذا تخلص منه وتقول تحلل في يمينه ومن يمينه إذا جعلها حلالا ومباحا بكفارة، وتقول: تحلله إذا سأله أن يجعله في حل. والفعل تحلل في هذا البيت مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون المقدر على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسر العارض لضرورة الشعر. والفاعل ضمير مستتر تقديره هي يعود إلى ما عاد إليه فاعل آلت.

قوله:
فقالت: يمين الله مالك حيلة *** وما إن أرى عنك الغواية تنجلي
بناء الجملة: فعل مضارع + فاعل مضمر.

جملة تنجلي فعلية وفعلها مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم بالضمة منع من ظهورها الثقل. والفاعل ضمير مستتر تقديره هي يعود على الغواية. والجملة الفعلية في محل نصب حال من الغواية.

قوله:
إذا التفتت نحوي تضوع ريحها *** نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
بناء الجملة: فعل ماض + تاء المطابقة + فاعل مضمر + جار ومجرور.

سبق وأن تحدثنا عن الفعل جاء في بيت سابق وقلنا إن الفعل جاء تارة يأتي لازما وتارة يكون متعديا وغيرها من الصفات، وهو في هذا الموضع لازما أو متعدي بالجار حسب بعض النحاة، وقد جاء به الشاعر هنا في زمن الماضي وحكمه البناء وهو مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. وتاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي يعود إلى الصبا. والجملة الفعلية يجوز أن تكون في محل نصب حال من الصبا، وأن تكون في محل جر، وأن تكون في محل جر صفة للصبا. بريا: جار ومجرور متعلقان بالفعل جاء.

قوله:
فقلت له لما تمطى بصلبه وأردف أعجازا وناء بكلكل
بناء الجملة الأولى: فعل + فاعل مضمر + جار ومجرور.
بناء الجملة الثانية: فعل + فاعل + جار ومجرور.

نحن أمام جملتين فعليتين في هذا البيت الشعري. جملة تمطى وناء وكلاهما جاءا في الماضي لهما وزنان مختلفان. فالفعل تمطى ماض مبني على فتح مقدر على الألف المقصورة للتعذر لا محل له من الإعراب. وفاعله ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى ليل في البيت الذي قبله من المعلقة. والجملة في محل جر بالإضافة لما إليها. أما الفعل ناء فهو فعل معتل الوسط ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. والفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى ليل وهي جملة معطوفة على جملة تمطى.

قوله:
إلى مثلها يرنو الحليم صبابة *** إذا ما اسبكرت بين درع ومحول
بناء الجملة: فعل + فاعل مضمر.

جملة اسبكر هي من الجمل التي فاعلها مضمرا، والفعل هنا هو فعل لازم مزيد بمعنى امتد، والمراد به هنا تمام شباب العشيقة كما قال "الزوزني" في شرح المعلقات. وقد تناوله الشاعر في صيغة الماضي والتاء للتأنيث وإذا قبله لا تطلب فعلين إذ هي ظرف زمان متعلق بالفعل يرنو مبني على السكون في محل نصب.

قوله:
وقد أغتدي والطير في وكناتها *** بمنجرد قيد الأوابد هيكل
بناء الجملة: واو الاستئناف + حرف تحقيق + فعل مضارع + فاعل مضمر.

الواو في هذه الجملة حرف استئناف. قد: حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال مفيد للتكثير هنا. أغتدي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل. والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا. والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها من الإعراب.

قوله:
كأن على المتنين منه إذا انتحى مداك عروس أو صلاية حنظل

هذا البيت روي بروايتين ذكرهما الزوزني ومحمد علي طه الدرة وغيرهما من شراح المعلقات وإعراب الشطر الثاني من البيت يختلف باختلاف الروايتين.

الرواية الثانية:
كأن سراته لدى البيت قائما *** مداك عروس أو صلاية حنظل
بناء الجملة: فعل ماض + فاعل مضمر.

فكلمة مداك اسم كأن على الرواية الأولى تأخر عن الخبر الذي هو جار ومجرور في محل رفع خبر كأن، وخبرها على الرواية الثانية. والذي يهمنا هو الرواية الأولى لأن فيها جملة فعلية يتصدرها الفعل انتحى ومعنىاه اعتمد وقصد تقول: انتحى مكان الحفل إذا قصده، وتقول انتحى عليه أي اعتمد عليه وغيرها من السياقات التي تحدد معناه. وهو فعل ماضي مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر. والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذا إليها. وإذا التي قبلها ظرف متعلق بكأن لما فيها من معنى الفعل.

قوله:
فألحقنا بالهاديات ودونه *** جواحرها في صرة لم تزيل
بناء الجملة: لم + فعل مضارع + فاعل مضمر.

لم: حرف نفي وقلب وجزم. تزيل: أصلها تتزيل ومعناه تفرق وتباين تقول: تزيل القوم إذا تفرقوا وهو فعل مضارع مجزوم بلم سواء كان مبنيا للفاعل أو للمفعول لأنه روي بروايتين. وعلامة جزمه السكون المقدر على آخره. منع من ظهورها اشتغال المحل بالكسر العارض لضرورة الشعر. والفاعل أو نائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هي يعود إلى سرة. والجملة الفعلية في محل جر صفة لها أي صرة.

قوله:
فعادى عداء بين ثور ونعجة *** دراكا ولم ينضح بماء فيغسل
بناء الجملة: فعل ماض + فاعل مضمر.

الفعل عادى في هذا السياق يقصد به الشاعر تابع الجري حتى جمع بين الثور والبقرة. وهو فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، وفاعله ضمير مستتر تقديره هو يعود إلى الفرس. أما جملتا ينضح ويغسل فهما جملتان محولتان عن الجملة البسيطة التي نحن بصدد دراستها في المعلقة.

قوله:
ومر على القنان من نفيانه *** فأنزل منه العصم من كل منزل
بناء الجملة: فعل ماض + فاعل مضمر + جار ومجرور.

الفعل مر هو من الأفعال الصحيحة التي تدخل ضمن الأفعال المضاعفة. وهو فعل لازم يتعدى بالجار واستعمله الشاعر هنا في زمن الماضي مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر تقديره هو.

إن هذا المقال، محاولة لتحديد بنية الجملة البسيطة ذات الفعل اللازم من خلال معلقة امرئ القيس، ودراستها، فقد حاولت في هذا المقال جاهدا بصبر وأناة؛ ألا أترك جزئية ولا كلية تفوتني، وقد اعتمدت في هذه الدراسة على ما قاله القدماء والمحدثون حول الجملة بشتى أقسامها. وهذه خلاصة وجيزة لما استنتجته من هذا المقال:
ترددت الجملة الفعلية البسيطة ذات الفعل اللازم ٣١ مرة.
وردت الجملة الفعلية البسيطة ذات الفعل اللازم التي فاعلها ظاهر ٩ مرات.
جاءت الجملة الفعلية البسيطة ذات الفعل اللازم التي فاعلها مضمر ٢٢ مرة.

[1] شرح الزوزني ص9، تقديم عبد الرحمن المصطاوي، ط2 1425ه 2004م، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع.

[2] سيبويه، الكتاب 1 /33.

[3] الزمخشري، المفصل في النحو ص 257.

[4] ابن يعيش، شرح المفصل 7/ 62.

[5] عبده الراجحي، التطبيق النحوي ص190.

[6] ابن قيم الجوزية. إرشاد السالك إلى حل ألفية ابن مالك ص 338.

[7] نفسه.

[8] ابن هشام الأنصاري، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك. 2 /175 /176 /177 /178 {بتصرف}.

[9] سيبويه الكتاب 1 /12.

[10] ابن عقيل، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك. 1/ 15.

[11] ابن هشام الأنصاري، أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك. 2 /84.

[12] ابن عقيل، شرح ابن عقيل 2 /84.

[13] علال نوريم، فتح أقفال لامية الأفعال. ص 23.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.55 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.40%)]