(18) من ديسمبر – اليوم العالـمي للغة العربية .. وماذا بعد؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حديث: «جئتكم بالذبح» بين تشنيع الملاحدة واستغلال المتطرفين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          القائد قدوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          وظائف عبادية في رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          المصلى المدرسي وأثره في حياة الطالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          الأجيال المتعاقبة صراع وعقوق، أم حوار وتعاون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الجيل المثالي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          زوّجوني وإلا سأنفجر!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          مكانة المرأة ، ودورها في المجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          لا تغضب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12670 - عددالزوار : 222517 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-04-2024, 08:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,473
الدولة : Egypt
افتراضي (18) من ديسمبر – اليوم العالـمي للغة العربية .. وماذا بعد؟



(18) من ديسمبر – اليوم العالـمي للغة العربية .. وماذا بعد؟



في الوقت الذي تواجه فيه اللغة العربية أصنافًا من الحروب على كل الجبهات الداخلية والخارجية، وفي الوقت نفسه الذي يجند فيه خصوم الانتماء العربي الإسلامي كل أسلحتهم للإجهاز على ما تبقى من معالم العروبة داخل الفضاء العربي والإسلامي، يأتي الدرس من المجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو، الذي قرر أخيرًا الاحتفاء والاعتراف بعالمية اللغة العربية بعد أن اعتمد ( 18 ديسمبر ) يومًا عالميًا لها، صحيح أن كثيرين تناولوا الخبر باعتباره مادة إعلامية عارضة، لكن القليل منهم توقف عند حيثيات القرار بشكل يمكنه من فهم أسبابه ومغازيه، ولا شك أن الاحتفاء العالمي بالعربية هو فرصة للمجتمع الدولي بغية تحقيق المساواة الضرورية بين اللغات الرسمية باعتبارها أكثر اللغات استعمالاً في العالم وأهمها على الإطلاق من حيث العمق الحضاري، والأهم أنها من بين لغات التداول الست في أروقة منظمة الأمم المتحدة.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يأتينا الاعتراف بقوة لغتنا ومنعتها من العالم المتقدم، فقد سبق واعتمدت قبل ذلك في العديد من الكيانات الدولية مثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة العمل الدولية، ومنظمة الوحدة الإفريقية والألكسو، والآن جاء دور اليونيسكو التي انطلقت بها فعاليات الاحتفاء بلغة الضاد؛ حيث تم تصميم شعار اليوم العالمي وقامت (إرينا بوكوفا) المديرة العامة لليونسكو، بتدشينه رسميًا، بحضور السفراء العرب؛ مما يعني وضع هذه المناسبة ضمن أجندة اليونسكو السنوية والتنويه بها عند حلولها من لدن المكتب الرئيس وكافة مكاتب اليونسكو والمؤسسات المرتبطة بها حول العالم، في الدول العربية وغير العربية.
أهمية اللغة العربية
قبل أن نتكلم عن أهمية اللغة العربية لابد أن نوضح أن اعتراف اليونسكو بها جاء متأخرًا، فقد كان حري بهذه المنظمة أن يكون الاعتراف بلغة عريقة كاللغة العربية منذ زمن بعيد؛ حيث تعد اللغة العربية أقدم اللغات الحية على وجه الأرض، وعلى اختلاف بين الباحثين حول عمر هذه اللغة؛ لا نجد شكًا في أن العربية التي نستخدمها اليوم أمضت ما يزيد على ألف وستمائة سنة، ومنذ عصور الإسلام الأولى انتشرت فيها في معظم أرجاء المعمورة وبلغت ما بلغه الإسلام، وارتبطت بحياة المسلمين، فأصبحت لغة العلم والأدب والسياسة والحضارة؛ فضلاً عن كونها لغة الدين والعبادة.
لقد استطاعت اللغة العربية أن تستوعب الحضارات المختلفة: العربية، والفارسية، واليونانية، والهندية المعاصرة لها في ذلك الوقت، وأن تجعل منها حضارة واحدة، عالمية المنزع، إنسانية الرؤية، وذلك لأول مرّة في التاريخ، ففي ظل القرآن الكريم أصبحت اللغة العربية لغة عالمية، واللغة الأم لبلاد كثيرة.
ونلخص أهمية اللغة العربية في نقاط أساسية أهمها:
- ارتباطها الوثيق بالدين الإسلامي والقرآن الكريم: فقد اصطفى الله هذه اللغة من بين لغات العالم لتكون لغة كتابه العظيم، ولتنزل بها الرسالة الخاتمة، قال تعالى: {إنا أنزلناه قرآنا عربيًا لعلكم تعقلون}، ومن هذا المنطلق ندرك عميق الصلة بين العربية والإسلام، كما نجد تلك العلاقة على لسان العديد من العلماء ومنهم ابن تيمية - رحمه الله - حين قال: «إن اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرضٌ، ولا يفهم إلا باللغة العربية، ومالا يتم الواجب إلا به، فهو واجب»، ويقول الإمام الشافعي - رحمه الله - في معرض حديثه عن الابتداع في الدين: «ما جهل الناس، ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب».
- اللغة العربية هي المفتاح إلى الثقافة الإسلامية والعربية: ذلك لأنها تتيح لمتعلمها الإطلاع على كم حضاري وفكري لأمّة تربّعت على عرش الدنيا قروناً عدة، وخلّفت إرثًا حضاريًا ضخمًا في مختلف الفنون وشتى العلوم.
- اللغة العربية من أقوى الروابط والصلات بين المسلمين في شتى بقاع الأرض: ذلك أن اللغة من أهم مقوّمات الوحدة بين المجتمعات، وقد دأبت الأمَّة منذ القدم على الحرص على تعليم لغتها ونشرها للراغبين فيها على اختلاف أجناسهم وألوانهم وما زالت، فالعربية لم تعد لغة خاصة بالعرب وحدهم، بل أضحت لغة عالمية يطلبها ملايين المسلمين في العالم اليوم لارتباطها بدينهم وثقافتهم الإسلامية.
خصائص اللغة العربية
اللغة العربية أقدم اللغات التي ما زالت تتمتع بخصائصها من ألفاظ وتراكيب وصرف ونحو وأدب، مع الاستطاعة في التعبير عن مدارك العلم المختلفة فهي ثابتة في أصولها وجذورها، متجددة بفضل ميزاتها وخصائصها .
- فمن خصائصها الاشـتـقـاق: حيث تشترك الكلمات في أصول الحروف ومادتها وجزء من أصواتها، وتشترك الألفاظ المنتسبة إلى أصل واحد في قدر من المعنى وهو معنى المادة الأصلية العام، وهي بذلك تعلم المنطق وتربط أسماء الأشياء المرتبطة في أصلها وطبيعتها برباط واحد، وهذا يحفظ جهد المتعلم ويوفر وقته.
- ومن مميزاتها الإيجــاز: فهو صفة واضحة في اللغة العربية، يقول الرسول[: «أوتيت جوامع الكلم»، ويقول العرب: «البلاغة الإيجاز، وخير الكلام ما قلّ ودلّ».
- والعربية لغة حية، قادرة على مسايرة الحياة، وليست لغة عقيمة جافة كما يدعي من لم يعرفها، ويجهل تاريخه؛ حيث إنها تهيأت لاستيعاب كافة العلوم حتى وصلت العلوم إلى درجة عالية من حيث الكمية والمحتوى.
- ومن خصائص اللغة العربية أنها تتفرد بحروف لا توجد في اللغات الأخرى, كالضاد والظاء والعين والغين والحاء والطاء والقاف.
- ومن مزايا العربية أيضًا ثبات حروفها فأصواتَ الحروف العربية يُنطَقُ بها الآنَ، كما كان يَنطِقُ بها أهلُها قبل خمسةَ عشرَ قرنًا، والفضل في ذلك يعود إلى القرآن الكريم.
- ومن خصائصها ثباتُها على مرِّ الزمان ومحافظتُها على خصائصها ومفرداتها، فما قاله زهير وعنترة والحطيئة قبل خمسةَ عشرَ قرنًا يقرؤه العربيُّ المعاصر اليومَ فيفهم مَعناه.
- ومن خصائصها المميزة كمال الحروف، فعندنا المفرد والمثنى والجمع، أما اللغة الإنجليزية فليس فيها المثنى، وعندنا أنتَ وأنتِ للدلالة على المذكر والمؤنث، فهم يقولون في الإنجليزية (You) ولا تعرف هل يخاطب رجلاً أم امرأة، ويقولون: (Teacher) ولا تعرف هل هو رجل أو امرأة، ونحن عندنا تاء التأنيث، والألف المقصورة للتأنيث، وعندنا علامات التأنيث للتفريق بين الذكر والأنثى، فلا تعجب أن يكون أولئك فيهم ظاهرة الخنوثة في لغتهم وفي أخلاقهم!
- وذهب كثيرٌ من علماء فقه اللغة إلى أنَّ اللغة العربية تنفرد بمزايا لا توجد مجتمعةً في لغة أخرى من لغات البشر، أي قد توجد بعضُ هذه المزايا في لغة من اللغات، أما أن تجتمعَ كل هذه المزايا في لغة غير العربية فهذا غيرُ موجود، ولذلك تفصيلٌ أفاض فيه هؤلاء العلماء.
الـمؤامرة على اللغة العربية
علم أعداء الإسلام أن اللغة العربية هي الجزء المشترك من كيان الأمة، وهي الوطن المعنوي الواحد لحركة اللسان المعبرة عن حركة الفكر والوجدان، وأن مقياس رقي الأمم وانحطاطها في رقي اللغة وانحطاطها؛ فهجموا على اللغة العربية، وأخذوا تراثنا ومخطوطاتنا إلى مكتباتهم وجامعاتهم، عندما أدركوا أن اللغة تربط بين المسلمين وتوحد بينهم، كان المسلم ينتقل من المغرب إلى أقصى المشرق وهو يتكلم باللغة العربية الفصحى، وكل واحد يفهمه، كلهم يفهم بعضهم بعضًا؛ لأن اللغة واحدة، فلما احتل الكفار الدولة الإسلامية، وقسموها شنوا الحرب على اللغة العربية الفصحى، وفرضت لغة الغزاة على الشعوب الإسلامية المغلوبة، وجعلوا لغتهم هي اللغة الإجبارية في المدارس، من المرحلة الابتدائية إلى الجامعية فما فوق، وعدّوها اللغة الأساسية في البلاد مع إهمال اللغة العربية، حتى نشأ جيلٌ من أبناء المسلمين يتكلم بلغة الغزاة ويهجر لغته الأصلية، وصار طالب العمل والوظيفة لا يستطيع أن يجد وظيفة إلا إذا كان يتقن لغة الغزاة اتقانًا جيدًا، حتى صارت الأجيال في بلاد المسلمين لا تحسن النطق بالعربية وتجيد لغات الغزاة، وابتعدت الأجيال عن الدين نتيجة لذلك، حتى صار الواحد يفتح المصحف ولا يحسن تلاوته، ولا قراءة حديث النبي[، فضلاً عن مقطوعة شعرية، أو قصة كتبت بالعربية، ونجمل في نقاط ملخص لتلك المؤامرات كما يلي:
(1) استبدال العامية بالفصحى وإصدار جرائد ومجلات وكتب باللهجات العامية.
(2) محاولة تطوير الفصحى حتى تقترب من العامية.
(3) الدعوة إلى إغراق العربية بسيل من الألفاظ الأجنبية.
(4) إيقاف مشروع التعريب في البلدان العربية بحجة أن التعريب أدى للأصولية والتطرف.
(5) الهجوم على الحروف العربية والدعوة إلى استعمال الحروف اللاتينية.
(6) الدعوة إلى إسقاط الإعراب في الكتاب، وقاد هذه الحملة طه حسين في مصر.
(7) محاولة تطبيق مناهج اللغات الأوربية على اللغة العربية.
(8) الطعن في الأدب القديم وصحته، والدعوة إلى التجديد.
(9) التمرد على الأسلوب العربي القديم وما هو إلا تمرد على صحة اللغة وسلامتها.
(10) الدعوة إلى الشعر الحر، والشعر المرسل.
(11) وأخيرًا قاموا تشويه صورة معلمي اللغة العربية، فقاموا بتصوير مدرسي اللغة العربية في أشكالهم وحركاتهم ولباسهم في صور البله والمعاتيه والدراويش، وقد جعلوهم أضحوكة للمشاهدين والمستمعين، لينقدح في ذهن المستمع والمشاهد أن هيئتهم وأخلاقهم مستمدة مما يدرسون من قواعد اللغة العربية وبلاغتها ونحوها وصرفها، فينصرف الناس عنهم وعن المواد التي يدرسونها، وتُلقى في قلوبهم كراهيتها، وفي مقابل هذه الصورة المهينة فإنهم صوروا مدرسي اللغات الأجنبية في أحسن هيئة وأبهى حلة، وخلعوا عليهم من الأوصاف والأخلاق والعلم والثقافة والكرم والشجاعة ما أكثره كذب وتزييف؛ ليستقر في ذهن المشاهد والمستمع أن هيئتهم وأخلاقهم وثقافتهم مستمدة من اللغات الأجنبية التي يدرسونها. فيحبهم الناس، ويتمنون لأولادهم ما لهم.
ولا شك أن هذه الحملات المسعورة أتت بعض ثمارها فنشأت أجيال فاقدة لهويتها، مقطوعة عن تراثها، لا انتماء لديها، وهذا مما يسر احتواء هذه الأجيال وإذلالها والتحكم في توجيهها.
السلف والدعوة للتمسك باللغة العربية
وقد أدرك السلف والتابعون هذه المؤامرات قبل أن توجد، فحذروا من التحدث بغير العربية لمن يحسن العربية، لما في ذلك من استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله : «وما زال السلف يكرهون تغييرَ شعائرِ العربِ حتى في المعاملات وهو التكلّم بغير العربية إلاّ لحاجة، كما نصّ على ذلك مالك والشافعي وأحمد، بل قال مالك: مَنْ تكلّم في مسجدنا بغير العربية أُخرِجَ منه، مع أنّ سائر الألسن يجوز النطق بها لأصحابها، ولكن سوغوها للحاجة، وكرهوها لغير الحاجة، ولحفظ شعائر الإسلام».
ونقل شيخ الإسلام عن الإمام أحمد كراهة الرَطانةِ، وتسميةِ الشهورِ بالأسماءِ الأعجميّةِ، والوجهُ عند الإمام أحمد في ذلك كراهةُ أن يتعوّد الرجل النطقَ بغير العربية .
ومن أسباب منع التحدث بغير العربية الحذر من نطق كلام لا يعرف معناه وقد يكون شركا أو سبا لله وللدين وأيضا فان اعتياد ذلك من التشبه بالأعاجم و قد نهينا عن التشبه بهم.
تعلم اللغات أخرى لـحاجة
وهنا لابد من توضيح أمر مهم وهو أن تعلم لغة أخرى لضرورة ملحة، أو أمر طارئ - لا غبار عليه؛ بل إن تعلمها للحاجة جائز بل ومشروع، فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: أمرني رسول الله[ فتعلمت له كتاب يهود – وفي رواية: بالسريانية – وقال: «إني والله ما آمن يهود على كتابي، فما مرَّ بي نصف شهر حتى تعلمته وحذقته، فكنت أكتب له إليهم وأقرأ له كتبهم». وفي هذا الحديث دلالة صريحة على أن تعلم العلوم الدنيوية التي فيها نفع عام للمسلمين مقصودة للشارع، مأجور عليها إن صلحت النية، وانظر إلى الإمام محمد بن عبد الباقي الأنصاري (ت 535هـ) لما أسر في أيدي الروم لم يترك وقته يضيع سدى بل تعلم منهم اللغة الرومية والخط الرومي لعله قد يحتاج إليها يومًا ما.
وماذا بعد؟
وأخيرًا: بعد أن احتفلت منظمة اليونسكو باللغة العربية واعترفت بدورها في الثقافة الإنسانية وجعلت لها يومًا عالميًا، ودعت إلى توسيع نطاق استخدامها، يبقى السؤال المهم وماذا بعد؟
لا شك أن الإجابة على هذا السؤال تمثل عبئًا ثقيلاً على أصحاب القرار، ولكنها ليست كذلك على المخلصين من أبناء هذه الأمة، فالاعتناء باللغة العربية تعني اعتناء بالقرآن الكريم والسنة النبوية، ولو من وجه بعيد.
وإن السلف الصالح رضوان الله عليهم ما قصروا في خدمتها حيث جاهدوا بالجهد والمال والوقت لخدمة لغة القرآن, فعكفوا على تعلمها لما لها من مكانة مقدسة في نفوسهم, غاروا عليها، وغاروا على بيانها المعجز أن تدنسه عجمة الأعاجم ولوثة الإفرنج، فقضوا سني حياتهم في تقعيدها وإشادة أركانها ورسم أوضاعها .
ولعل أقل ما نعمل أن ننشر هذه الكتب المخطوطة التي تقبع في متاحف العالم وأن ننفض عنها غبار الزمن؛ حيث إن هناك حوالي مليون مخطوطة عربية موزعة في كافة أرجاء العالم: ففي تركيا 155ألف مجلد، وروسيا 40 ألف مجلد، والعراق والمغرب 35 ألف مجلد، وتونس 25ألف مجلد، وبريطانيا وسوريا 20 ألف مجلد، والولايات المتحدة 15ألف مجلد، والهند والسعودية 15ألف مجلد، ويوغسلافيا فيها 14 ألف مجلد، وفرنسا 8500 مجلد، واليمن 10 ألف مجلد، وايطاليا والفاتيكان 7500مجلد، تضاف إلى هذا بلدان تحتفظ بما يقارب 7500 مجلد ليصل الرقم إلى ما يقارب مليون مخطوطة عربية ناجية ما تزال موزعة في أرجاء الكرة الأرضية.
كذلك ينبغي إغناء المكتبة العامة بالمؤلفات التي تحث على كيفية تعلم العربية وتسهيل تعلمها للناطقين بها ولغير الناطقين بها, فضلاً عن استغلال الوسائل المرئية والمسموعة والمكتوبة إلى أقصى حد ممكن لخدمة العربية .
ولعل من أكبر مصائب الأمة أن يكون تعليمها بغير لغتها, وتفكيرها بغير أدواتها, وقياس حاضرها يكون بمعايير وضوابط حضارية غريبة عنها، لقد آن الأوان أن نثبت للعالم أن هذه اللغة ثرية غنية باقية، فنرعاها حق الرعاية، ولا ندعها تتعرض للتقويض والانهيار والغزو اللغوي الشرس من الداخل والخارج.



اعداد: وائل رمضان




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.40 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]