محمود سامي البارودي في شعره - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         ولا تبغوا الفساد في الأرض (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          تحرر من القيود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          فن التعامـل مع الطالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          السياسة الشرعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 28 - عددالزوار : 781 )           »          العمل السياسي الديـموقراطي سيؤثر في الصرح العقائدي وفي قضية الولاء والبراء وهي قضية م (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          العمل التطوعي.. أسسه ومهاراته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 9 - عددالزوار : 131 )           »          طرائق تنمية الحواس الخمس لدى الطفل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 19 )           »          حقيقة العلاج بالطاقة بين العلم والقرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 29 )           »          الله عرفناه.. بالعقل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          افتراءات وشبهات حول دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 94 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-11-2020, 05:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي محمود سامي البارودي في شعره

محمود سامي البارودي في شعره (1)









د. إيمان بقاعي


ولد لأبوين مِن الشّراكسة[1]. ينتمي لعائلة ناورزقوه[2]، وكان أجداده يرقون بنسبهم إلى سلاطين مصر الشّراكسة؛ لذا كان "شديد الاعتداد بهذا النّسب في شعره وفي كل أعماله، فكان له أثر قوي في جميع أدوار حياته وفي المصير الّذي انتهى إليه"[3].

كان يجري في عروقه "دم الإمارة والمجد"[4]، فلم ينس "صورة أجداده المماليك يحكمون على ضفاف الوادي"[5]، ما جعلَه طموحًا "إلى المجد وإلى الفخر بماض مؤثل"[6].

كان المتفوق الّذي يعرف أنه متفوق، ويغذي بالتَّحسين هذا الشُّعور. لكن حركة المصريين في الجيش على أيام الخديوي توفيق أثَّرت تأثيرًا سلبيًّا على شاعرِنا وعلى الشّراكسة، فقد كانت مصر تريد أن يكون أمرها "لبنيها ولا تريد الأجنبي سلطانًا، فمن الحق أن تكون رياسة الجيش للمصريين وألا يكون لهؤلاء الأجانب ما لهم مِن سلطان"[7].

وهكذا، فقد اعتبر الضباط المصريون الشّراكسة "أجانب كغيرهم مِن الأجانب"[8]، و"لفقت الحركة العرابية التّهم العديدة للشَّراكسة"[9]، وكانت التهمة الموجهة للشَّراكسة بأنهم "عازمون على اغتيال عرابي وصحبه ليعيدوا حكم الشّراكسة إلى مصر"[10]، واستفلحت الحالة وتشنجت الأوضاع حين قرر عرابي باشا التّخلص ممن سماهم "الحزب الشّركسي"[11].

أراد البارودي أن يتلافى حركة الضّباط المصريين ضد الشّراكسة، وأن يقيم العدل والإصلاح في مصر "على أساس مِن مبادئ الثَّورة السّلمية الّتي انتشرت دعايتها في البلاد، لكن الأمور سارت على غير هواه"[12]، فاعتزل في مزارعه وحاول أن ينصح العرابيين بعدم المتابعة وإثارة الأمور حتى الوصول إلى نتائج لا تحمد عقباها إذ أحس الخطر في تدخل إنكلترا وفرنسا ورأى الحرب ماثلة أمام عينيه، فنصحهم وما سمعوا:
نصحْتُ قومي وقلْتُ الحربَ مفجعةٌ
وربما تاح أمرٌ غيرُ مظنونِ

فخالفوني وشبوها مكابرة
وكان أولى بقومي لو أطاعوني[13]



ولكن، ورغم النّصيحة وعدم الإطاعة، التزم شاعرنا أخلاقيًّا بالرّفاق وربط مصيره بمصيرهم:
أجبت إذ هتفوا باسمي ومِن شيمي
صدق الولاء وتحقيقُ الأظانينِ[14]



ورغم أن النَّصيحة كانت هباء، فإنه لم يتخل عنهم، فحوكم معهم ونفي معهم.

هناك، راجعته شركسيته وثار في عروقه دم الشّراكسة فعاد إلى "الفخر"[15] إلى جانب البكاء والحنين.

كان شعره يحوي ذلك العبق المعتز أبدًا بالأصل والنّسب، فكان يعول على النَّسب في كل مناسبة وفي كل أمر حتى وصل به الأمر إلى علاقة الشّعر بالنّسب أو بالوراثة، فاعتبر الشّعر الجيد موهبة إلهية تحتاج إلى "كرم الشمائل وطهر النّفس"[16]. ليملك الشّاعر أعنة القلوب وينال مودة النّفوس.

وكيف لا يعتبر شاعرنا الأخلاق مهمُّة في جودة الشّعر وهو يرى أنه إن لم يكن "ِمن حسنات الشّعر الحكيم إلا تهذيب النّفوس وتدريب الأفهام وتنبيه الخواطر إلى مكارم الأخلاق، لكان قد بلغ الغاية الّتي ليس وراءها لذي رغبة مسرح وارتبأ الصّهوة الّتي ليس دونها لذي همة مطمح"[17].


فإذا كان هذا رأي الشّاعر في الشّعر ومَن يقوله، فكيف يكون رأيه في أثر العراقة على منهج الحياة؟
قبل الخوض في سمات الأجداد والآباء، نتوقف عند إيمان الشّاعر بالتفاوت بين النّاس، فهو يؤمن أن في النّاس سادة ورعاء، ويعرف أنه من الطّبقة الأولى فيفخر بذلك ويعتز:
لو لم يكنْ بينَ الرّجالِ تفاوتٌ
ما كان فيهم سادةٌ ورعاءُ[18]



ويؤكد شاعرنا الشّركسي أن نسبه عظيم ومتأصل، بل متجذر في العراقة ومستمر باستمرار مسيرة الآباء والأجداد يحملها الأبناء عابقة بالمجد:
نَماني إلى العلياءِ فرعٌ تأثلَتْ[19]
أرومتُهُ في المجدِ وافترَّ سعدُهُ

وحسْبُ الفتى مجدًا إذا طالبَ العُلا
بما كان أوصاهُ أبوهُ وجدُّهُ[20]



ويرى شاعرنا أن المجد لا يحمله الرّعاء، وأن عظيم الأمور يحتاج إلى عظماء الجدود:
وقليلاً ما يصلُحُ المرءُ للج
دِّ إذا كانَ ساقطَ الأجدادِ[21]



لذا، نراه لا يتورع عن الهجاء بسقوط الأجداد أو بعدم وجود محتد قديم، خاصة إن كان المهجوّ غير مشرف الأعمال:
فليسَ لهم في سالفِ الدَّهرِ محتدٌ
قديم، ولا في المكرماتِ حديثُ[22]



ويرى شاعرنا في كرم المحتد أو كرم العنصر سياجًا أخلاقيًّا رادعًا وقت الضرورة، وحكمًا يميل إلى العدل، مغلبًا الأخلاق على المكاسب:
صبرتُ على رَيْبِ هذا الزَّمانِ
ولولا المعاذِرُ لم أصْبِرِ

ولكنَّني حين جدَّ الخصامُ
رجَعْتُ إلى كرم العُنْصُرِ[23]



وإن فتشنا عن كرم العنصر، وجدنا صفات عديدة وجليلة تدل على الرّقي:
أسيرُ على نهجِ الوفاء سجيَّةً
وكلُّ امرئٍ في النّاسِ يجري على الأصلِ[24]




يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19-11-2020, 05:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: محمود سامي البارودي في شعره

محمود سامي البارودي في شعره (1)









د. إيمان بقاعي





فالوفاء موروث، وكذلك الحرية الّتي تعطي المرء اعتزازًا بالنفس وثقة وتدفع عنه الذل والمسكنة:




لا عيبَ فيَّ سوى حريةٍ ملَكَتْ

أعِنَّتِي عن قبولِ الذُّلِّ بالمالِ




تبِعْتُ خطةَ آبائي فسِرْتُ بها

على وتيرةِ آدابٍ وآسالِ[25]










وكيف لا تكون هذه الصِّفات موروثة وليس هناك منَ يعرف باللّؤم أو بالكرم أو بالشَّجاعة أو بالخير أو بالشر عبر تاريخ سلالته:




فاطلبْ لنفسِكَ غيري إنَّني رجلٌ

يأبى ليَ الغدرَ أخوالٌ وأعْمامُ




كلُّ امرئٍ تابعٌ أعراقَ نبعَتِهِ

والخيرُ والشَّر أنسابٌ وأرحامُ[26]




فانْظُر لفعلِ الفتى تعرفْ مناسِبَهُ

إنَّ الفعال لأصْلِ المَرْءِ إعلامُ[27]








إن كانت فعال خير دلت على نسب خير، وإن كانت فعال شر دلَّت على النّسبِ الشّرير. على أننا نجد، مع تكريس شاعرنا لنظرية النّسب والعراقة، تكريسه التلازم بين النّسب العريق والفعل المؤكد لهذا النّسب، أو نجد دعوته إلى الحفاظ على النّسب الكريم بالأفعال الكريمة، فعلى أهمية النّسب العريق، فإن على الأبناء الحفاظ على صورة زاهية ومشرقة للآباء:




أنا ابنُ قولي وحسبي في الفَخَارِ به

وإنْ غدوتُ كريمَ العمِّ والخالِ[28]








فهو يجمع المجد مِن طرفيه:




فأنا ابنُ نفسي إنْ فخرْتُ وإن أكُنْ

لأَغَرَّ مِن سلَفِ الأكارمِ أَنْتمي




والفخرُ بالآباءِ ليسَ بنافعٍ

إن كانتِ الأبناءُ خُورَ الأَعْظُمِ[29]








لذا، لم يكتف شاعرنا بالإرث التَّليد متغنيًا به، بل زاد إلى الإرث مجدَ السيف والقلم، فأكد أن "الفعال لأصل المرء إعلام":




فإنْ سادَ غيري بالجدودِ فإنَني

بهم وبفضلي رِشْتُ سهْمي فما أَشْوى[30]




وليسَ علوُّ النَّفسِ بالجدِّ وحدَهُ

وليس كمالُ المرءِ في شرفِ المَأوى[31]








صحيح أن البارودي ورث موهبة الشّعر، وورث عن آبائه الشّراكسة "حدة في المزاج وشغفًا بحياة الفروسية، ونمى ذلك في نفسه انتظامه في المدرسة الحربية ثم في سلاح الفرسان، ثم كان ما كان من اشتراكه في الحروب بكريت والقرم والبلقان"[32] ثم مِن اشتراكه مع "المجاهدين الأحرار"[33] في مصر حتى تحول "مِن المشاعر الذّاتية الفردية إلى مشاعر الشّعب الوطنية"[34]، لكن وفيما يتعلق بهذا الارتباط القوي بالآباء والأجداد وهذا الفخر الّذي يتابعه بالسَّيف والقلم، فقد كان ابن مدرسة البيت الأولى: أمه.

يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19-11-2020, 05:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: محمود سامي البارودي في شعره

لقد أعلمته أمه أن جده لأمه: "علي آغا البارودي" قد قُتل في مذبحة المماليك بالقلعة عام 1811م، وأن جده لأبيه "عبد الله الشّركسي" قد قتل في المذبحة نفسِها[35].



وأعلمته أمه أن أجداده وصلوا إلى المناصب الكبرى من خلال شجاعتهم وقوتهم. وراحت تعده منذ الصغر "إعدادًا نفسيًّا وروحيًّا ليحتل المكانة الّتي تؤهله لميراثه مِن السيادة والعزة والمجد التَّليد، فأخذت تشحن عواطفه، وتعبئ روحه بالقيم والمعايير الّتي تؤهله _ في نظرها _ لمستقبل يصل به إلى طريق المجد: طريق آبائه مِن قبله"[36].



وأصغى الفارس الصَّغير، الّذي ورث الفروسية مذ ولد وورث سلاحين قلمًا وسيفًا لما أرادت أمه أن توصله إليه فـ "فتحت له صفحات مِن تاريخ قومه الّذين تسنموا ذروة الفخار، وحدثته عن أجداده الّذين بلغوا الغاية من العلى والسّيادة"[37].



فما يكاد الصَّغير يفرغ مِن دروسه كل يوم حتى يهرع إلى أمه طالبًا مزيدًا من قصص الآباء، فتتفجر فيه الأحلام الكبيرة "وتسجل بصورة ذاكرته اللاقطة أحاديث الأم، وتختزن نفسه انفعالاتها لتكون رصيدًا ضخمًا له في مستقبل حياته"[38].



تفتح أمه له صندوق حكاياتها، فيغرف الصَّغير بشغ، ويعيد رواية الحكايات كما تشبَّع بها، مضيفًا إليها حماسه.



وبعد، كيف وصف البارودي أجداده وآباءه الشّراكسة؟

إنه يؤكد أنهم كرام أعزة لم يمروا بالأرض كأنهم ما مروا، بل أغنوا في مرورهم التّاريخ شرفًا ومجدًا:




أنا مِن معشرٍ كِرامٍ على الدَّه

ر أفادُوهُ عزَّةً وصلاحًا[39]








وهم غالبون دائمًا منتصرون أبدًا:




ترى كلَّ مشبوبِ الحَمِيَّةِ لم يَسِرْ

إلى فئةٍ إلا وطائرُهُ يعلو[40]








وهم قوم كاملون مبرؤون مِن الخلل والضّعف والنّقص، فهم أهل للاعتزاز بالانتساب إليهم، فإن قوميتهم كاملة وعتادهم موفور ووطنهم منيع وواديهم خصب:




أولئكَ قومي أيَّ قومٍ وَعُدَّةٍ[41]

فلا ربعُهُمْ مَحْلٌ ولا ماؤهُمْ ضحْلُ[42]










الشَّجاعة/السيف/الخيل/الحرب:

وقوم الشّاعر معروفون بشجاعتهم الّتي بها وصلوا إلى قمة المجد وذروته:




فرعوا بالقَنا[43] قِنَاَن[44] المَعالي

وأعدّوا لِبابها مفْتَاحا[45]








هذا المفتاح هو الشَّجاعة والإقدام: إنه استلال السّيف المضيء دجى اللّيالي وظلماتها وظلمها والفاصل بين الوصول إلى المجد أو اللاوصول:




مِن النَّفَرِ الغُرِّ[46] الّذين سيوفُهُم

لها في حواشي كلِّ داجيةٍ فجْرُ




إذا استلَّ منهُمْ سيِّدٌ غَرْبَ[47] سيفِهِ

تفزَّعَتِ الأفلاكُ والتفتَ الدَّهرُ[48]










[1] تقديم الديوان، ص6.




[2] فيصل حبطوش خوت أبزاخ بعنوان: "الشّراكسة في مصر منذ عهد محمد علي باشا الكبير"، ص27.




[3] تقديم الديوان، ص6.




[4] تقديم الديوان، ص7.




[5] نفسه، ص8.




[6] نفسه، ص9.




[7] نفسه، ص24.




[8] نفسه، ص25.




[9] فيصل حبطوش خوت أبزاخ، ع.س.




[10] نفسه.




[11] راسم رشدي، ع.س، ص210.




[12] تقديم الديوان، ص21.




[13] ديوان البارودي، التقديم (مصر: دار المعارف، 1971)، 1/27، وهناك نقص في الحواشي في التقديم في طبعة عودة في صفحة (21) وفي صفحة (22) إذ سقطت قصيدتان.




[14] التقديم، ص27.




[15] التقديم، ص23.




[16] مقدمة الديوان بقلم البارودي، ص34.




[17] نفسه، ص34.




[18] الديوان، ص40.




[19] تأثلث: تأصلت وعظمت.




[20] الديوان، ص127.




[21] الديوان، ص152.




[22] الديوان، ص97.




[23] الديوان، ص252.




[24] الديوان، ص441.




[25] الديوان، ص447.




[26] وفي بيت له يقول:



كذلك دأبي منذ أبصرت حجتي

وليدا وحب الخير من سمة النبل




[الديوان، ص442].




[27] الديوان، ص577.




[28] الديوان، ص454.




[29] الديوان، ص589.




[30] أي أعددت سهمي إعدادًا تامًّا للرماية فاستد وما أخطأ الهدف.




[31] الديوان، ص713.




[32] شوقي ضيف: البارودي رائد الشّعر الحديث، (القاهرة: دار المعارف بمصر، مكتبة الدراسات الأدبية، 37)، ط2: ص216.




[33] نفسه، ص186.




[34] نفسه، ص186.




[35] علي محمد الحديدي، ع.س، 17 و19.




[36] نفسه، ص26.




[37] نفسه، ص26.




[38] نفسه، ص27.




[39] الديوان، ص117.




[40] الديوان، ص427.




[41] العدة: ما يعد لحوادث الدهر من مال وسلاح وغيرها.




[42] نفسه، ص426.




[43] القنا: ج قناة وهي السرمح.




[44] القنان: ج قنة وهي أعلى الجبل.




[45] الديوان، ص117.




[46] الفر: ج الأعز وهو الشريف أو الكريم الفعال.





[47] غرب السيف: حده.




[48] الديوان، ص217.








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19-11-2020, 05:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: محمود سامي البارودي في شعره

محمود سامي البارودي في شعره (1)









د. إيمان بقاعي





ومن السَّيف إلى الخيل، والخيل إرث يعتز به ابتداء مِن الموطن الأصلي في القفقاس وظل موضع اعتزاز وفخر في الوطن البديلِ. وكما يعتز البارودي بالنَّسب الأصيل لنفسه ولقومه، فللخيل أنساب أصيلة أيضًا تليق بالرّجل الأصيل؛ فالخيل الأصيلة تتقن فن الحرب وتتقن - كما المحارب الأصيل - الارتواء من نبع النصر:





وخيلٌ يعُمُّ الخافقين[1] صهيلُها




نزائعُ[2] معقودٌ بأعرافِها النَّصْرُ




معوَّدةٌ قطعَ الفيافي كأنَّها




خُداريةٌ فتخاءُ ليسَ لها وَكْرُ[3]










وهذا الخيل "المعقود بأعرافها النصر" لا تليق برجل عادي، بل تحتاج إلى مقاتل غير هياب. هنا، يصف البارودي مقاتلي قومه بأنهم شجعان في ساحة الوغى: شبابهم وشيبهم. ففي المعركة لا يميز بين قوة الشَّاب والأقل شبابًا، بل يملأ الحماس المقاتلين في كل عمر، تمامًا كما يتصف الشَّاب بالحكمة كالشَّيخ في أوقات السّلم.







وحين يصف شاعرنا أبناء قومه بالشَّجاعة الّتي لا تضعفها الأيام وبالحكمة الّتي لا تنقص منها قلة التجارب، فهو يصف قومًا بالكمال:





فأشْيَبُنا في ملتقى الخيلِ أمردٌ

وأَمْرَدُنا في كلِّ مُعضلة ٍكهلُ[4]











إن الشَّجاعة تورث الإقدام والعزة والاندفاع، وتورث كذلك المصداقية في القول والفعل:





رجالٌ أولو بأسٍ شديدٍ ونجدةٍ

فقَوْلُهمْ قَوْلٌ وفعلُهم فعلُ[5]











وهم مقاتلون أشداء "حازوا المجد فرسانًا تحت ألوية النّصر الحمراء، يرمون بالصليبيين إلى البحر، ويحمون بشجاعتهم الشّرق العربي مِن زحف التّتار والمغول المدمر ويهزمونهم في "عين جالوت" ويركزون أعلام مصر على ربوع الشَّام وجزر البحر المتوسط"[6]:





مساعيرُ حربٍ[7] لا يخافونَ ذِلَّةً

ألا إنَّ تَهْيابَ الحروبِ هو الذّلُ[8]











وكيف لمن لا يخاف الحرب ألا يكون إلا متوهجًا، مشرقًا، مقدامًا، يحمل معه ضوء الشَّجاعة منيرًا به دروبًا كانت ستغرق في الظلام لولا حمله النور:





مِن كلِّ أزهر كالدّينارِ غرتُهُ

يجلو الكريهةَ منه كوكب ضرم[9]











إننا نجد تلازم الشَّجاعة والشّرف وتلازم الخوف والذلة. والشَّجاعة تدفع قوم الشّاعر للاقتصاص من أعدائهم إذ لا ينامون بذلٍّ على ثأر لهم:





إذا نامَتِ الأضغانُ عن وَتَراتِها[10]

فقومي قومٌ لا ينامُ لهم ذَحْلُ[11]















على أنهم وقت السلم يتميزون بالقدرة على العيش الهنيء وعلى التّمتع بالرفاهية والغنى والترف.







وإذا أسقطنا صفات الشّاعر على صفات قومه، وجدنا أنه مثلهم: قادر على عيش الحرب بتفاعل كامل والسّلم بتفاعل كامل؛ وهذا ما شرحه العقاد أثناء كلامه عنه بقوله:



"وكان على العهد في رجال الحرب مستخفًّا بالحياة في ميدان القتال، محبًّا للحياة أيام السّلم، مفرطًا في حبها والمتعة بها، كأنما يعوض أيام المخاطرة والمغامرة بأيام الرغد والنعمة، أو كأنما يتناول من مائدة منزوعة، فيأخذ منها كل ما طاب إذ هي حاضرة بين يديه، وهو على أهبة الزّهد فيها والحرمان منها"[12].







ويخلص العقاد إلى أن هذا التفاعل الكامل، إنما يدل على إيجابية في الشَّخصية، "وتلك حال خليقة بأصحاب الطّبيعة الحيوية الّتي تنقاد لدفعة الجسم وسورة اللّحم والدم في ثورة الغضب والنخوة وفي ثورة الطرب والمتعة"[13]، ومن هنا كان وصف الشّاعر لقومه وصفًا لنفسه:





لهم عُمُدٌ مرفوعةٌ ومعاقلٌ

وألويةٌ حمرٌ وأفنيةٌ خضرُ[14]















وإذ تدل الأفنية الخضر على الكرم والغنى والرّفاهة، تدل النّار المشتعلة على كرم الضّيافة والسّخاء، فهي تضيء ليل الجوع وليل الضّياع وليل الوحشة وتفتح بابًا للكرم واسعًا:





ونارٌ لها في كلِّ شرقٍ ومغربٍ

لِمُدَّرعِ الظَّلماء السّنةٌ حمرُ[15]















وكما الشَّجاعة مفتاح إلى العز والسّؤدد والحرية، كذلك الكرم مفتاح إلى عالم واسع من الأخلاق والشيم الّتي تدل على العراقة والاكتفاء وعزة النَّفس. ومن هنا، يكون الكرم فعلاً لا قولاً، ويكون مرتبطًا بالآنيَّة لا بالمماطلة كما يكون أصالة لا ادِّعاء. إنَّ شاعرنا يبرع في التَّحليل النَّفسي للكرم، فالكرم فياض، معطاء، مقدام، ذو كلمة حازمة واضحة لا تأويل فيها ولا خبايا ولا زمن يتباطأ أو يتثاءب أو يوشك على مرض مفاجئ أو انقطاع مميت.







الكرم فعل لا يقدر عليه إلا العريق الأجداد الكريم النسب والخلق. الكرم فعل سريع شجاع تنبئ عنه حاجة ملحَّة استجيبت:





يفيضونَ بالمعروفِ فيْضًا فليسَ في

عطائِهِم وعدٌ ولا بَعْدَهُ مَطْلُ[16]




فَزُرْهُم تجدْ معروفَهُم داني الجنى

عليكَ وبابَ الخيرِ ليسَ له قفلُ[17]












إن قومًا جمعوا الفروسية إلى الكرم وصدق التّعامل، يستحقون مِن شاعرنا أن يتوقف عندهم طويلاً ليلقي الضَّوء على صفحاتهم المجيدة الّتي عادت بالخير - لا عليهم فحسب - بل على المشرق العربي الّذي كاد لولاهم أن ينسحق فأنقذوه.
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19-11-2020, 05:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: محمود سامي البارودي في شعره

على أن شاعرنا يتوجع بالدرجة ذاتها الّتي يفخر فيها بأجداده. فهم، رغم إقامتهم في داخله ورغم استعادته لهم بالفعل - الاستمرار وبالقول - البعث، ورغم إحيائه لهم في ذاكرة الأيام وإنعاشها بالمآثر، قد رحلوا.








إنه يشعر بالغصة! ونحن لا نشعر عادة بالغصة لفقدان أمر غير ذي قيمة، بل العكس هو الصّحيح؛ لذا فهو يحاول الوقوف موقفَ حياد مِن الزَّمن الّذي يجتاح الأمم دونما تفريق بين قوم وقوم:





عمروا الأرضَ مدةً ثم زالوا

مثلما زالَتِ القرونُ اجتياحا[18]
















بيد أنه لا يلبث أن يتخلى عن الحياد في موقفه من الزّمان، فيرى في اجتياحه لهم بالذَّاتِ عبثًا ولهوًا وملولاً وغدرًا وإزالة استقرار أو تفجير شمل:





أقاموا زمانًا ثم بدَّدَ شملَهُم

مَلولٌ مِن الأيامِ شيمتُهُ الغدرُ[19]
















ويعود مِن جديد لمحاوِلاً استيعاب لعبة الزّمان العابثة المؤمنةِ دائمًا وأبدًا بالتّغيير:





لعمركَ ما حَيٌّ وإنْ طالَ سيرُهُ

يُعَدُّ طليقًا والمَنونُ له أسْرُ




وما هذه الأيام إلا منازلٌ

يَحُلُّ بها سَفْرٌ ويتركها سَفْرُ[20]
















وإذ يصل إلى بعض مِن رضا لا يخلو مِن وجع، يحاول شاعرنا أن يتقبل الواقع أكثر، فيجمّله ويضفي عليه مِن أفكاره الإيجابية ما يجعله أكثر قبولاً.







إنه يلاحق آثار الزَّمن، ويجد لنظرية النّسب العريق في الآثار موضعًا يدخل منه مِن الباب الواسع؛ فهذه الآثار - رغم عدم موازاتها للواقع الّذي كان يجب أن يسود - آثار طيبة عابقة بالعطر والمجد:





فلم يبقَ منهم غيرُ آثارِ نعمةٍ

تَضُوعُ بريَّاها[21] الأحاديثُ والذِّكْرُ[22]












النّعمة تكمن في الحرية الّتي علمها قومه للأمم وتكمن في الأثر المتروك على العلا:





ماتوا كرامًا وأبقوا للعُلا أثرًا

نالَتْ به شرفَ الحريَّةِ الأمَمُ[23]
















والعُلا أثر لا يستهان به ولا يمحى:





إنَّ العلا أثرٌ تحيا بذُكرَتِه

أسماءُ قومٍ طوى أحسابَها القِدَمُ[24]
















وإن كان لا بد مِن الإقناع أو الاقتناع بأن الآثار لا تصمت، بل تتحدث بطلاقة حين يكون الماضي يستحق أن يُتَحَدث عنه، فليس أمام شاعرنا إلا موقفان:



الأول: دعاء بالسّقيا لمن رحل على عادة العرب القدامى:





فسَقاهم مُنَزِّلُ الغَيثِ سَحْلاً

يجعل النَّبتَ لِلْعراءِ وِشاحا[25]
















والثّاني: إبقاء على طيب الذّكر من خلال استمرار الأبناء بما قام به الآباء، والمرء قادر - إن شاء - على متابعة رحلة المجد.







هنا يتصالح الشّاعر مع الزمن إذ يثبت له أن الاستمرارية فعل ممكن عندما يكون الوارث على قدر مسؤولية الإرث العظيم:





لنا الفضلُ فيما قد مضى وهو قائِمٌ

لدينا وفيما بعدَ ذاكَ لنا الفضلُ[26]
















مِن الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل، والمجد إرث يعتز به ويحافظ عليه. وإن زال، فلا بدَّ وأن يكون زواله مؤقتًا مِن أجل إعادته إلى صانعيه. كان المجد مدرسة أيضًا لشاعرنا.







[1] الخافقان: المشرق والمغرب أو أفقاهما.



[2] النزائع: الغرائب أو النجائب التي تنزع إلى أصل كريم* الأعراف: جمع عرف، وهو الشعر النابت في رقبة الفرس.



[3] الديوان، ص217، والخدارية: العقاب، وهو طائر من عتاق الطير ويضرب بها المثل في القوة وسرعة الطيران* فتخاء: من صفات العقاب، أي لين الجناح لأنها إذا انحطّت كسرت جناحيها وغمزتهما.



[4] الديوان، ص428.



[5] الديوان، ص425.



[6] علي محمد الحديدي، ع.س، ص36.



[7] مساعير: جمع مسعار (بوزن مفتاح): اسم آلة من سعرت النار؛ أي: أوقدتها وألهبتها، وقومه مساعير حرب: أي يقدمون على الحرب فيؤججون نارها.



[8] الديوان، ص425.



[9] علي محمود الحديدي، ع.س، 37.



[10] الوترات: ج وترة: اسم مرة من وترت الرّجل، أدركته أو قتلت حميمه فأفردته منه.



[11] الديوان، ص425.



[12] عباس محمود العقاد: شعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي (القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، 1950)، ص133 - 134.



[13] م.ن، ص.ن.



[14] الديوان، ص217.



[15] الديوان، ص217.



[16] الديوان، ص426.



[17] نفسه، ص427.



[18] الديوان، ص117.



[19] الديوان، ص218.



[20] الديوان، ص218.



[21] وللشاعر بيت يتحدث عن ريا الآثار يقول فيه:


وقد تنطق الآثار وهي صوامت

ويثني برياه على الوابل الزهر




[الديوان، ص218].



[22] الديوان، ص218.



[23] نفسه، ص602.



[24] نفسه، ص603.



[25] الديوان، ص117، السّحل: الدلو العظيمة إن كانت مملوءة. الوشاح: أي فرعان من لؤلؤ وجوهر منظومان يخالف بينهما معطوف أحدهما على الآخر، أو أديم عريضٌ يرصّع بالجواهر تشده المرأة بين عاتقها وكشحها، والمراد غيث غزير يجعل النبات زينة للفضاء.



[26] الديوان، ص429.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 121.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 117.23 كيلو بايت... تم توفير 3.77 كيلو بايت...بمعدل (3.12%)]