السيرة النبوية بين إشكالية الحدث والقصص الشعبية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 650 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 915 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1078 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 844 )           »          صحتك فى شهر رمضان ...........يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 828 )           »          اعظم شخصيات التاريخ الاسلامي ____ يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 909 )           »          فتاوى رمضانية ***متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 564 - عددالزوار : 92746 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11935 - عددالزوار : 190975 )           »          مجالس تدبر القرآن ....(متجدد) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 114 - عددالزوار : 56909 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 78 - عددالزوار : 26181 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-11-2020, 08:11 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,607
الدولة : Egypt
افتراضي السيرة النبوية بين إشكالية الحدث والقصص الشعبية

السيرة النبوية بين إشكالية الحدث والقصص الشعبية
وليد بن عبدالعظيم آل سنو


مدخل:
غاية الشيطان الكبرى هي إضلالُ العباد، وإفساد دينهم، ولذلك كان أصلُ الضلال في الأرض إنَّما نشأ في هذين: إمَّا اتخاذ دين لم يشرعه الله، أو تحريم ما لم يحرمه الله.

فإنَّ أعمال الخلق تنقسِم إلى عباداتٍ يتَّخذونها دينًا، ينتفعون بها في الآخرة، أو في الدُّنيا، وإلى عادات ينتفعون بها في معايشهم.

فالأصلُ في العبادات:
أن لا يشرع منها إلاَّ ما شرعه الله.
والأصلُ في العادات: "أنْ لا يحظر منها إلا ما حَظَره
الله"[1]، وكلا الأمرين مَنفذ من منافذ الشيطان للغَواية والضلال.

والبدعة أحبُّ الأعمال مطلقًا إلى الشيطان، ولذلكَ فإنَّ الحرصَ على البدعة إنَّما يأتي من جهة: "مسارقة الطبع إلى الانحلال من ربقة الاتباع، وفوات سلوك الصراط المستقيم، وذلك أنَّ النفس فيها نوع من الكبر، فتحب أن تَخرج من العبودية والاتباع بحسب الإمكان، كما قال أبو عثمان النيسابوري - رحمه الله -: "ما ترك أحدٌ شيئًا من السنة إلاَّ لكِبْرٍ في نفسه"، فينسلخ القلب عن حقيقة الاتباع للرسول، ويصير فيه من الكبر وضَعْفِ الإيمان ما يفسد عليه دينه أو يكاد، وهم يَحسبون أنَّهم يحسنون صنعًا"[2].

وكذلك: "لأنَّ القلوبَ تستعذبُها، وتستغني بها عن كثيرٍ من السنن، حتى تَجدَ كثيرًا من العامة يُحافظ عليها ما لا يُحافظ على التراويح والصلوات الخمس"[3]، "فجميع المبتدعات لا بد أن تشتملَ على شرٍّ راجح على ما فيها من الخير؛ إذ لو كان خيرها راجحًا، لما أهملتها الشريعة"[4].

جاء عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنَّه قال: "وكم من مُريدٍ للخير لن يصيبه!"، قاله لأقوامٍ يُسبحون ويكبرون ويهللون ويحمدون، ويعدون ذلك بالحصى، ولما نهاهم، قالوا: ما أردنا إلا الخير[5].

ومن أفعال الشر التي أُريد بها في ظاهرها خيرًا: المواسم والأعياد، وأهمها الاحتفال بمولد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - تلك المسألة التي تنازع فيها الغُلاة من الصوفية وغيرهم من أصحاب الأهواء مع أهل العلم والفضل من أهل السنة والجماعة.

يقول الإمام ابن تيمية - رحمه الله -: "والوجه الثاني في ذمِّ المواسم والأعياد المحدثة: ما تشتمل عليه من الفساد في الدين، واعلمْ أنَّه ليس كل واحد - بل ولا أكثر الناس - يُدْرِك فسادَ هذا النوع من البدع، ولا سيما إذا كان من جنس العبادات المشروعة، بل أولو الألباب هم الذين يُدركون بعضَ ما فيه من الفساد"[6].

أصنام الحلوى والعجوة:
منذ عقود مضت رسخ في وجدان الكثرة الكاثرة من الناس أنَّ السيرة النبوية إنَّما هي الاحتفال بالمولد النبوي، مع ارتباط ذلك بأصنامِ الحلوى التي يُحضرها الوالدُ لتُؤكَل.

فقد بلغ من سخافة الجاهلية القديمة أنْ صنعوا أصنامَهم من العجوة، ثم عبدوها، فلمَّا جاعوا أكلوها، وفي الجاهلية المعاصرة صنعوها لأولادنا من الحلوى؛ لتذكرهم بأمجادهم الماضية.

"ونَوَدُّ أنْ ننبه ها هنا إلى مسألة شرعية، وهي صُنع أصنام من الحلوى على هيئة حصان للولد، و"عروسة" للبنت؛ لتُؤكل يوم المولد، والذي يظهر لي - والله تعالى أعلم - أنَّ هذا لا يَجوز ويُمنع الصبي من أكلها، فالذي أدخل هذه الأصنام في الأمة المحمدية إنَّما هم أولاد بني القداح العبيديين الشيعة، الذين يُطلَق عليهم (الفاطميون)، وقد ظهر لنا ضلالتهم، وأنَّهم من فرقة الإسماعيلية الباطنية، ولهم مقالات وأفعال كفرية يريدون بذلك عَوْدة الأوثان للأمة الإسلامية، فهم ليسوا أهلاً للاقتداء والتأسي".

ثم تأتي الموالد تِبَاعًا، كاحتفال ليلة النصف من شعبان - تلك الليلة التي أُنزل فيها القرآن، كما قرر ذلك بعض (دكاترة) إذاعة القرآن الكريم المصرية بلا خجلٍ وبلا استحياء - هكذا طوعًا أو كرهًا، ورغم أنف الآية.

ومن البلايا المضحكات:
أنَّ خطيبًا مفوهًا وقف في ليلة الاحتفال بمولد الرسول؛ ليصف بُطولته - صلَّى الله عليه وسلَّم - وشجاعته، فقال: إنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - (سوبرمان مسلم) - وكانت مغامرات (سوبرمان) تملأ قريتي، كما تملأ عالم أطفال المسلمين - ومعلوم أن الخطيب المفوه قد زجَّ بكلمة (مسلم)؛ ليفرق بين (السوبرمان المسلم)، و(السوبرمان الكافر)، فإذا بالمصلين يطلقون صيحات الإعجاب، وترديد الصلاة والسلام على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ذلك الرجل الخارق للعادة.

هذا الربط القصصي المتسق مع الذوق الشعبي العام للجماهير، مع وجود الموروث الثقافي الضحل الغائر في الوجدان - يُعَدُّ قراءةً نفسيةً تعويضية لحقيقةِ السيرة الغائبة في واقع الناس ودُنياهم، كما نلجأ تمامًا للنكتةِ؛ احتجاجًا على وضع غير مفهوم، وغير مقبول إن فهم.

فهذا الربط الشعبي في وجدان الناس هو المفهوم الذي عَلِقَ بأذهانِهم عن السيرة النبوية - التي هي التجسُّد الشخصي للنبي في حياة العامة - حتى كادوا لا يعرفون عنها سوى عطر الذكرى ورحيق الماضي، هذا الربط الذي يُقدَّم لهم عن طريق "الأغنيات والأناشيد" - من الجهات الصوفية الرسمية - التي يتغنَّى بها أولئك الماجنون والماجنات، وهؤلاء الشعراء ذوو الكلام الركيك[7].

يقول الأستاذ محمد الغزالي: "إنَّ المسلمين الآن - إلا من رحم ربك - يعرفون عن السيرة قُشورًا خفيفة، لا تحرك القلوب، ولا تستثير الهمم، وهم يعظمون النبي وصحابته عن تقليدٍ موروث، ومعرفة قليلة، ويكتفون من هذا التعظيم بإجلال اللسان أو بما قَلَّت مَؤونته من عمل، ومعرفة السيرة على هذا النحو التافه تساوي الجهل بها.

إنه من الظلم للحقيقة الكبيرة أنْ تتحول إلى أسطورة خارقة، ومن الظُّلم لفترة نابضة بالحياة والقوة أنْ تعرض في أكفان الموتى.

إنَّ حياة محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليست بالنسبة للمُسلم مسلاة شخص فارغ، أو دراسة ناقد مُحايد، كلاَّ إنَّها مصدرُ الأسوةِ الحسنة التي يقتفيها، ومَنْبع الشريعة العظيمة التي يَدين بها، فأيُّ حيف في عرض هذه السيرة؟! وأيُّ خلط في سرد أحداثها؟! إساءة بالغة إلى حقيقة الإيمان نفسه"[8].

وللأسف الشديد تحولت السيرة النبوية بكلِّ بهائها وجلالها في حس عوامِّ المسلمين، بل عند بعض مَن ينتسب إلى أهل العلم - خاصة المؤسسات الدينية كالأزهر والأوقاف مثلاً - مُجرد الاحتفال بمولده، حتى صار الاحتفالُ بالمولد هو الحقيقة الجوهرية للسيرة النبوية.

والصحيحُ أنَّه لا علاقةَ بينهما الْبَتَّة، إنَّما هو بدعة صوفية، وحيلة شيطانية مارقة، وأنَّ هذه المسألة مما لَبَّس به إبليسُ لإغواء بني آدم وإضلالهم، استغلَّها أعداؤنا وشجعوا عليها، وأعانوا هؤلاء المتصوفة على فعلها والمداومة عليها.

أيديولوجية النصارى الدينية تجاه الأمة الإسلامية، وتسهيل فعل المنكرات:
لنسمع قول اللورد كرومر - أول معتمد بريطاني في مصر - لكوكبة المستشرقين، الذين كانوا يعملون في مصر: "إنَّ مُهِمَّةَ الرجلِ الأبيض الذي وضعته العنايةُ الإلهية على رأسِ هذه البلاد (يقصد مصر) أنَّه يَجب أنْ يرعى من منصبه الرسمي المظاهر الزائفة للدين الإسلامي، كالاحتفالات الدينية، وما شابه ذلك".

وتأمل هذه الحادثة التي يقصها المؤرخ الكبير الجبرتي - رحمه الله - في كتابه "مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس": إنَّه لما دخل الفتى الصليبي الحاقد[9] نابليون مصر ألغى الصوفيةُ الاحتفالَ بالمولد.

قال الجبرتي: "في سنة 1213هـ في ربيع الأول، سأل صاري عسكر عن المولد النبوي، ولماذا لم يعملوه كعادتهم؟ فاعتذر الشيخ البكري بتوقُّف الأحوال، وتعطُّل الأمور، وعدم المصروف، فلم يقبل (أي: نابليون) وقال: لا بُدَّ من ذلك - أي: لا بد من عمل المولد - وأعطى الشيخ البكري ثلاثمائة ريال فرنسية معاونة، وأمر بتعليق تعاليق، فعلقوا حبالاً وقناديل، واجتمع الفرنسيون يومَ المولد، ولعبوا ودقوا طبولهم، "ودبادبهم، وأرسل الطبلخانة؛ أي: موسيقا الجيش"، وأحرقوا حراقة في الليل، وصواريخ تصعد في الهواء ونفوطًا".

والسؤال الذي يدور في الأذهان: ما هدف الفرنسيين من ذلك؟
يقول الجبرتي - رحمه الله -: "ورخص الفرنساوية ذلك للناس؛ لما رأوا فيه من الخروج عن الشرائع، واجتماع النِّساء، واتِّباع الشهوات، والتلاهي وفعل المحرمات".

وهذه أيديولوجية خاصة تُمارس على هذه الأمة؛ لأنَّ غيرَها من الأمم تعيش على الباطل، فليس هناك أيُّ مسوغ لتسهيل فعل المحرمات.

أقوال العلماء في المولد:
يقول الشيخ رشيد رضا - رحمه الله -: "فالموالد أسواقُ الفسوق، فيها خيامٌ للعواهر، وخانات للخمور، ومراقص يجتمع فيها الرِّجال لمشاهدة الراقصات المتهتكات الكاسيات العاريات، ومواضع أخرى لضروب من الفُحش في القول والفعل يقصد بها إضحاك الناس.

إنَّ المسلمين رغبوا عما شرع الله إلى ما توهموا أنَّه يُرضي غيره ممن اتَّخذوهم أندادًا، وصاروا كالإباحيِّين في الغالب، فلا عجب إذا عمَّ فيهم الجهل، واستحوذ عليهم الضعف، وحرموا ما وعد الله المؤمنين من النصر؛ لأنَّهم انسلخوا من مجموع ما وصف الله به المؤمنين، ولم يكن في القرن الأول شيء من هذه التقاليد والأعمال التي نحن عليها، ولا في الثاني، ولا يشهد لهذه البدع كتابٌ ولا سنة، وإنَّما صارت إلينا بالتقليد أو العدوى من الأمم الأخرى؛ إذ رأى قومنا عندهم أمثالَ هذه الاحتفالات، فظنُّوا أنَّهم إذا عملوا مثلها يكون لديهم عظمة وشأن في نفوس تلك الأمم، فهذا النوع من اتِّخاذ الأنداد كان من أهم أسباب تأخُّر المسلمين وسقوطهم فيما سقطوا فيه".

ويصف كريستوفر هيرولد تلك الموالد التي رآها رأي العين، فيقول: "وتحولت شوارع القاهرة إلى سوق ليليَّة، بينما سار الألوف في مراكب يحملون المشاعل والشموع الكبيرة، وينشدون أغاني كلها نشاز، ترافقها موسيقا أكثر نشازًا، ويتصايحون ويحدثون ضجيجًا شنيعًا.

وقد ظهر الدراويش عند المساء، والشعب يُجل هؤلاء المتعصبين الذين يطلقون شعورهم، ويسيرون عراة تقريبًا، ثم بدؤوا يهتزون في حركة عنيفة أفرادًا وجماعات ذات اليمين وذات اليسار، ورافق حركتهم التلوي العنيف، واستمرت إلى أن خارت قواهم، ولم يكن شيء من الأشياء محظورًا عليهم، وكانت النسوة يتبركن بالاتصال بهم"[10].

يقول الدكتور عبدالقادر الطويل - حفظه الله -: "وبمرور عابر على ما يقولونه ويتشدقون به من الملامح الشخصية والصفات البدنية والخلقية، ويَملؤون أفواههم بالمعجزات المادية، ويوهمون القارئ والسامع بأنَّهم قالوا كل شيء عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأنَّهم وضعوه بذلك في درجة العظمة، وارتفعوا به لدرجة القداسة، ونسوا جميعًا أو تناسَوا قول الله - تعالى -: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].

ويعني ذلك كله أنَّ علاقتنا برسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم تكن علاقة إعجاب بشكله الجميل، أو بوسامته أو ما صاحب مولده من معجزات حسية، وما صاحب ذلك من قصص وحكايات يتفيهق بها المحدثون، ويتشدق الخطباء ويُثيرون بها عواطف الناس، وينالون بها مصَّ شفاه الدهماء والبسطاء، وينالون إعجابهم.

والحقيقة إذا كنا نريد أن نتذكر وأن ننتفع بالذكرى كما وجهنا القرآن الكريم أن نقتدي، وأن نتأسى بالجانب العملي والسلوكي برسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فهذا هو الجانب الذي أُمِرْنَا بالاهتداء والاقتداء به، ولم نؤمر بالتغزُّل في شكله أو بانتحال القصص التي تنتزع إعجاب السامعين، وأمامنا الجوانبُ العملية الحية التي نتخذ منها العبرة، ونستخلص منها العِظَة؛ حتى نستطيعَ أنْ نأخذ من ماضينا لحاضرنا، وأنْ تكون حياته النموذجَ المجسم الذي ننظر إليه، فنرى الصورة التي لا يصلح غيرها لبناء أمة وقيامها، والتي نستطيعُ من خلال تأمُّلنا لها ودراستنا لأوضاعها أنْ نعدل الحاضر في الماضي لهذه الصورة، وفي القرآن الكريم وفي سيرته - عليه الصلاة والسلام - للدارس المتأمِّل وللقارئ البصير تكمُن مواطن الذكرى النافعة، التي يحسن إبرازُها وتجسيدها أمام القارئ والمستمع؛ لِيُعالج نفسَه وأوضاع مُجتمعه في ضوء السلوكيَّات العملية لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم[11].

ويقول فضيلة الشيخ الدكتور محمود شلتوت - رحمه الله -: "جرت سنة المسلمين بعد قرونِهم الأولى أن يَحتفلوا في شهر ربيع الأول من كلِّ عام بذكرى ميلاد الرسول محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وكان لهم في الاحتفال بهذه الذكرى أساليبُ تَختلف باختلاف البيئات والبُلدان... وتُتْلَى قصة المولد الشريف بما أودع فيها من الأوصاف الخلقية، والأوضاع التي كان عليها وقتَ ولادته - عليه الصلاة والسلام - وتلك ذكراهم لميلاد الرسول... هكذا جرت سنةُ المسلمين بعد قرونهم الأولى.

وما كان المسلمون الأولون يفكرون في تَعيين زمن خاص يُذكِّرون فيه الناسَ بعظمةِ محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن طريق الاحتفالات التي تقام أو المقالات التي تكتب، أو الأحاديث التي تُذاع؛ ذلك أنَّهم كانوا يرون عظمتَه - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليست من جنسِ العظمات التي يُخشى عليها النسيان، أو التلاشي في صحف الأيام؛ حتى تحتاج في بقائها إلى تذكير الناس بها وتنبيهِ وعيهم إليها، وليست من جنسِ العظمات التي تألفها الأممُ في نوابغها وأفذاذها، تكون في ناحيةٍ من نواحي الحياة، كانتصار في معركة، أو فتح لحصن، أو سبقٍ إلى اختراع مادي، أو كشف نظرية علمية في السماء أو في الأرض، أو زعامة أمة، أو إقليم.

وإنَّما كانوا يرونها - كما هي في الواقع - أنَّها عظمة خالدة بخلود آثارها في العالم، تنمو وتَمتد وتسري بقوتها الذاتيَّة في جوانبه شرقًا وغربًا، وتنطلق أشعتها على مجاهيل الكرة الأرضية، فتنبضُ لها القلوب، وتتحرك لها العقولُ، وتنشرح بها الصُّدور، وتَمتلئ بروعتها وبساطتها النفوسُ، وترسم هي لهم سُبُل السير وراءها، فيكشفون للناس عن جوهرها ومصدرها وعن نظمها في الحياة، كانوا يرونَها خالدة بأَثَرها هكذا، وخالدة بكتابها الخالد الذي يهدي الإنسانَ في الحياة إلى التي هي أقوم: في عقيدته، وفي خلقه ونظم حياته، وروابطه العائليَّة والمدنية والإنسانية، وفى علاقتها بالكون أرضه وسمائه، وفي تَمتعه بلذائذ الحياة الطيِّبة، وفي تضامُنه مع إخوته بني الإنسان، وفي عمارة الدُّنيا وفي أمنها واستقرارها، وفي بلوغها أقصى ما قدر لها من كمال.

كانوا يرونها هكذا خالدة، وهكذا عامة، وكان ذكراها لديهم في ترسم خُطاها، والجد في نشرها، وفتح قلوب الناس لها، والعمل على انتفاعِ الإنسانية بها، وبذلك ركَّزوا حياتَهم في تقليب وجوهها، والاقتباس من نصها وروحها؛ لما يكفل للإنسانية أن تحتفظ بمكانتها في صفحة الترتيب الكوني لهذا العالم، وتلك كانت ذكراهم لعظمة محمد، كانت حركاتهم وسكناتهم وأقوالهم وأفعالهم أقلامًا من نور ترسم خطوطها في جميع الآفاق، تفتح القلوب، وتنير العقول، وتُحيي الضمائر، هذه عظمة محمد، وتلك ذكراها عند المسلمين الأولين، ولكن لما ضعُفت النفوس، وتفتحت للناس منابع الشهوة والهوى، وناءت القلوب بحمل الأمانة، هان على الناسِ تقديرُها، واستبدلت بها غيرها من صور العظمات الخاصَّة، وصارت تلك العظمات هي المحراب الذي نتجه إليه، والغرض الذي نسعى جهدنا في الحصول عليه، وأقفرت قلوبنا وحياتنا من جوهر العظمة المحمدية، وصرنا لا نذكرها، ولا يلمع بريقها إلا حيث يوافينا من كل عام هلالُ ربيع أو يقال لنا: هذا شهر ربيع، شهر المولد النبوي الكريم، فنهرع إلى هذه المظاهر نقيمها، وتلك الكلمات نؤلفها حفاوة بحق الذكرى وبحق الانتساب.
قال الله: ﴿ رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴾ [الكهف: 10][12].

هذا ما فعله المسلمون بسيرةِ نبيِّهم، احتفال باهت بقلوب مزيفة، وعقول خاوية خربة تَدَّعي الحب، والحب لا يكون بهذه المظاهر الفارغة المعنى، الخاوية من المضمون، وما أظنُّ أنَّ هذه الاحتفالات التي يُقيمها المبتدعة إلاَّ من تلبيسِ إبليس، فهذا التقديسُ الروحي من قبل هؤلاء إنَّما يتجه إلى الأشخاص أكثر مِمَّا يتجه إلى الرسالة، فنراهم ينصرفون إلى مُمارسة الطقوس التي تمثِّل الإخلاص للنبيِّ، والاحتفال بذكراه وزيارة قبره، بينما لا نجد مثل هذا الاهتمام بممارساتِهم لواجبات الرسالة والتزاماتها التي أمر بها النبي.

وقد تدرج هذا الوضع إلى مرحلة إنشاء نوعٍ من أنواع المدح النبوي الذي يتغزل فيه المادح بحسن النبيِّ وجماله، ويقف ليثبت فيه وجده ولوعته وشوقه، كما يتغزل أيُّ حبيب بحبيبه تمامًا، وظنوا أنَّ هذا التغزُّل يُغنيهم عن مُقتضيات القيام بحقِّ الرسالة، وحق الرسول؛ اعتقادًا منهم أنَّهم قاموا بهذين الحقين حينما احتفلوا به، وفي مثل هذه الاحتفالات يوجد نوعٌ من الانفصام الوجداني، وعدم التوازُن بين حبِّ النبيِّ "الشخص"، وحُبِّ النبيِّ "الرسول"، وحُبِّ "الرسالة" من جهة أخرى؛ لأنَّك لا تشعر بالرسالة في ظلِّ هذا الانفصام إلاَّ من خلال الجانب الذاتي، الذي يُثير الحبَّ المنفصل عن حبِّ الرسالة.

والأمر كما قال الإمام أبو الوليد الباجي - رحمه الله -: "إنَّ هذا الاحتفالَ بدعةٌ أحْدَثها البَطَّالون، وشهوة نفس اغتنى بها الأكَّالون".
فهؤلاء لا يحبون النبي على الحقيقة التي أرادها النبي، بل لا يتبعون في هذا الحب طريقَ سلف الأمة، إنَّما افتعلوا الحبَّ افتعالاً.

يقول الإمام المحدث: محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -: "ولا تغتر بما عليه بعضُ الضالين المغرورين من المتصوفة واللاهين، الذين اتَّخذوا دينهم لهوًا ولعبًا، ونشيدًا ونغمًا[13]، يزعمون أنَّهم بذلك يرضون محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - بما يُسمونه بالأناشيد الدينية، ويُكثرون منها في أذكارهم واجتماعاتِهم التي يعقدونها في بعض الأعياد البدعية، كعيد المولد ونحوه، فإنَّهم والله لفي ضلال مبين وعن الحق متنكبين، كيف لا وهم قد خلطوا الدين الحق بالهوى الباطل، وقلدوا المغنيِين الماجنين في موازينهم وأنغامهم الموسيقيَّة، ويلتزمون في كل ذلك طرائقهم المميتة للقلوب الصَّادة عن ذكر الله وتلاوة القرآن؟!"[14].
يتبع





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26-11-2020, 08:12 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,607
الدولة : Egypt
افتراضي رد: السيرة النبوية بين إشكالية الحدث والقصص الشعبية

السيرة النبوية بين إشكالية الحدث والقصص الشعبية
وليد بن عبدالعظيم آل سنو




حكم الاحتفال بالمولد النبوي:
يقول فضيلةُ الشيخ: عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ: "وبتتبُّع سيرته - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم ينقل لنا أنَّه أَمَر بالاحتفال بمولده، أو أنه احتفل - صلَّى الله عليه وسلَّم - بمولده، أو أنَّ أحدًا احتفل بمولده في عهده - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأقرَّه، ولم ينقل عن أصحابه ناقلٌ - وهم أحبُّ الناس إليه - أنَّهم احتفلوا بمولده مع قيام المقتضى، وانتفاءِ المانع الحسي من ذلك، فعلم أنَّهم إنَّما تركوه لقيامِ المانع الشرعي، وهو: أنَّه أمرٌ لم يشرعه الله - عزَّ وجلَّ - ولا رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولا هو مما يُحبه الله ويرضاه، ولا مِمَّا يقرب إليه زُلفى، بل هو بدعة حادثة تتابع على تركها أفضلُ البشر - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأفضل القرون - رضي الله عنهم - وأفضلُ علماء الأمة، علماء الصدر الأول من الإسلام، وفي هذا الدَّليل العظيم، والأصل الأصيل مقنع لمن فتح الله على قلبه، وأنار بصيرته، ورزقه التوفيق والهدى والسداد"[15].

يقول الإمام ابن تيمية - رحمه الله -: "وكذلك ما يحدثه بعض الناس (أي: في الاحتفالات والأعياد) إمَّا مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى - عليه السَّلام - وإما محبة للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتعظيمًا له، والله قد يُثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد، لا على البدع مِنَ اتِّخاذ مولد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - عيدًا، مع اختلاف الناس في مولده، فإنَّ هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضى له وعدم المانع منه، ولو كان هذا خيرًا محضًا أو راجحًا، لكان السلفُ - رضي الله عنهم - أحقَّ به منا، وهم على الخير أحرص، وإنَّما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته واتِّباع أمره، وإحياء سُنته باطنًا وظاهرًا، ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، فإنَّ هذه هي طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسان"[16].

وقد سُئل فضيلة الإمام العلامة: عبدالعزيز بن باز - رحمه الله وطيب ثراه -: هل يحل للمسلمين أن يحتفلوا بالمسجد؛ ليتذكروا السيرةَ النبوية الشريفة في ليلة 12 ربيع الأول، بمناسبة المولد النبوي الشريف؟
فأجاب - رحمه الله - قال: "ليسَ للمُسلمين أنْ يُقيموا احتفالاً بمولد النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في ليلة 12 ربيع الأول ولا في غيرها، كما أنَّه ليس لهم أنْ يقيموا أيَّ احتفال بمولد غيره - عليه الصلاة والسلام - لأنَّ الاحتفال بالمولد من البدع المحدثة في الدين؛ لأنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لم يَحتفل بمولده في حياته - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو المبلِّغ للدين، والمشرع للشرائع عن ربه - سبحانه - ولا أمر بذلك، ولم يفعله خلفاؤه الراشدون، ولا أصحابه جميعًا، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة، فعلم أنه بدعة، وقد قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)).

والاحتفال بالمولد ليس عليه أَمْرُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بل هو مِمَّا أحدثه الناسُ في دينه في القرون المتأخرة، فيكون مردودًا، وكان - عليه الصلاة والسلام - يقول في خطبته يوم الجمعة: ((أمَّا بعد، فإنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة))، ويُغني عن الاحتفال بمولده - صلَّى الله عليه وسلَّم - تدريسُ الأخبار المتعلقة بالمولد ضمن الدُّروس التي تتعلق بسيرته - عليه الصلاة والسلام - وتاريخ حياته في الجاهلية والإسلام في المدارس والمساجد، وغير ذلك، من غير حاجة إلى إحداثِ احتفال لم يشرعه الله ولا رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولم يقم عليه دليلٌ شرعي"[17].

وقال - رحمه الله - في موضع آخر: "وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه أنَّ الله - سبحانه - لم يكمل الدين لهذه الأمة، وأنَّ الرسول - عليه الصلاة والسلام - لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به، حتى جاء هؤلاء المتأخرون، فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به، زاعمين أنَّ ذلك مما يقربهم إلى الله، وهذا بلا شك فيه خطرٌ عظيم، واعتراض على الله - سبحانه - وعلى رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - والله - سبحانه - قد أكمل لعباده الدين، وأتم عليهم النِّعمة، فلو كان الاحتفالُ بالموالد من الدين، الذي يرضاه الله - سبحانه - لَبَيَّنه الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - للأُمة، أو فعله في حياته، أو فعله أصحابه - رضي الله عنهم - فلما لم يقع شيء من ذلك، علم أنه ليس من الإسلام في شيء، بل هو من المحدثات التي حذر الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - منها أمته.

والقاعدة الشرعية:رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسولِه محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - كما قال - عزَّ وجلَّ -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾ [النساء: 59].
وقال تعالى: ﴿ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: 10]، وقد رددنا هذه المسألة، وهي الاحتفالُ بالمولد إلى كتاب الله - سبحانه - فوجدناه يأمرنا باتِّباع الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما جاء به، ويُحذرنا عما نهى عنه.

ويخبرنا بأن الله - سبحانه - قد أكمل لهذه الأمة دينها، وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيكون ليس من الدِّين الذي أكمله الله لنا، وأمرنا باتِّباع الرسول فيه، وقد رددنا ذلك أيضًا إلى سنة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلم نَجد فيها أنَّه فعله، ولا أمر به، ولا فعله أصحابه - رضي الله عنهم - فعلمنا بذلك أنه ليس من الدين، بل هو من البدع المحدثة، ومن التشبُّه بأهل الكتاب من اليهود والنصارى في أعيادهم، وبذلك يتضح لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق، وإنصاف في طلبه أن الاحتفال بالموالد ليس من دين الإسلام، بل هو من البدع المحدثات التي أمر الله - سبحانه - ورسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بتركها، والحذر منها، ولا ينبغي للعاقل أنْ يغترَّ بكثرة مَن يفعله من الناس في سائر الأقطار، فإنَّ الحق لا يُعرف بكثرة الفاعلين، وإنَّما يعرف بالأدلة الشرعية، ثُمَّ إنَّ غالب هذه الاحتفالات بالموالد مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى، كاختلاط النساء بالرجال، واستعمال الأغاني والمعازف، وشرب المسكرات والمخدِّرات، وغير ذلك من الشرور، وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك وهو الشِّرك الأكبر، وذلك بالغلو في رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -[18] أو غيره من الأولياء، ودعائه والاستغاثة به، وطلب المدد منه واعتقاد أنه يعلم الغيب، ونحو ذلك من الأمور الكفرية، التي يتعاطها الكثير من الناس، حين احتفالهم بمولد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وغيره ممن يسمونهم بالأولياء.

وقد صَحَّ عن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال: ((إيَّاكم والغلو في الدين، فإنَّما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين)).

وقال - عليه الصلاة والسلام - كما عند البخاري: ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنَّما أنا عبد، فقولوا: عبدالله ورسوله))[19].

"ومن هنا يعلم أن الابتداع في الدين إنَّما يكون فيما تعبدنا الله به من عقيدة، أو عبادة، أو حل وحرمة... هذا وحده هو الابتداعُ في الدين، هو الابتداع الذي يخرج به المؤمن عن دائرة الرِّسالة الإلهية، هو الابتداع الذي يغتصب به المبتدع حَقَّ الله في تشريعٍ هو له وَحْدَه، هو الابتداع الذي به يضع المبتدع نفسَه موضع من يرى أنَّ العبادات أو العقائد التي رسمها الله؛ ليتقرَّب بها العبادُ إليه ناقصة أو فاسدة، فأكملها أو أصلحها بابتداعه، أو موضع من يرى أنَّ الرسول الذي اصطفاه الله لتبليغ دينه قد قصر فيما أمر بتبليغه، وحجز عن عبادِ الله بعض ما يقربهم إليه، ولقد كان هذا الابتداع هو السبب الوحيد في نسيان الأمم السابقة شرائعَ الله وأحكامه، هو السبب الوحيد في اندراس العقائد والعبادات، وفي التحلل من قيود الحل والحرمة، وانتزاع التديُّن من القلوب"[20].

يقول د/ صالح بن الفوزان - حفظه الله -: "وقلنا: إنَّه بدعة؛ لأنَّه لا أصلَ له في الكتاب والسنة وعمل السلف الصالح والقرون المفضلة، وإنَّما حدث متأخرًا بعد القرن الرابع الهجري.

قال الإمام/ أبو حفص تاج الدين الفاكهاني - رحمه الله -: أمَّا بعد، فقد تكرر سؤال جماعة من المباركين عن الاجتماع الذي يعمله بعض الناس في شهر ربيع الأول، ويسمونه "المولد هل له أصل في الدين؟ وقصدوا الجواب عن ذلك مُبيَّنًا، والإيضاح عنه معينًا، فقلت وبالله التوفيق: لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بدعة"[21].

ويقول د/ محمد بن خليفة التميمي: "إنَّ من جملة ما نهى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أُمَّته عنه، وحذرهم منه:
1 - الابتداع في الدين.
2 - التشبه باليهود والنصارى.
والمقيم للمولد والمشارك فيه واقع في المحظورين معًا.

فإقامة المولد من الأمور المحدثة المبتدعة التي لم يشرعها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأمته، ولم يفعله أصحابه من بعده، ولا أهل القرون المفضلة، فما ظنك بعمل لم يأمرنا النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بفعله، ولا حث عليه، ولا رَغِبَ فيه، وهو المشهود له بأنه ما ترك خيرًا إلاَّ وحث الأمة عليه ورغبهم فيه؟!

وما ظنُّك بعمل لم يفعله سَلَفُ الأمة، "ولو كان خيرًا محضًا، أو راجحًا، لكانوا - رضوان الله عليهم - أحقَّ منا به، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتعظيمًا له منَّا، وهم على الخير أحرص؟!"[22].

وما أحسن أنْ يستشهد المرء هنا بقول الإمام مالك - رحمه الله تعالى -: "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة، فقد زعم أنَّ مُحمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - خان الرسالة؛ لأنَّ الله يقول: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة: 3]، فما لم يكن يومئذ دينًا، فلا يكون اليوم دينًا".

وقال أيضًا: "قبض رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقد تم هذا الأمر واستكمل، فإنَّما ينبغي أن نتبع آثارَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولا نتبع الرأي".

هذا وإن أصلَ الاحتفال بالمولد يرجع إلى العبيديِّين[23] الذين يتسمَّون (بالفاطميِّين)، فهم أول من أحدث هذه البدعة في الأمة، وما كانت الموالد تُعرف في دولة الإسلام قبل هؤلاء.

فقد جاء في كتاب "الخطط" المسمى: "كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" تحت عنوان: "ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعيادًا ومواسم...".

قال: "كان للخلفاء في طول السنة أعيادٌ ومواسم:
رأس السنة، ومواسم أول العام، ويوم عاشوراء، ومولد النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -..."[24]، فكانت الموالد من الآثار التي خلفها هؤلاء العبيديون الباطنيون مع غيرها من البدع والمنكرات، التي ما أنزل الله بها من سلطان.

قد حمل راية هذه البدعة من بعدهم المتصوفة، الذين وجدوا في إحياءِ هذه البدعة متنفسًا لنشر باطلهم وبدعهم، وما الطقوس التي تعمل في زمننا هذا أثناء إقامة المولد إلاَّ أكبر شاهد على حمل الصوفية لراية هذه البدعة.

فقد وجدوا في هذه البدعة مرتعًا خصبًا لنشر غلوِّهم، ورقصهم، وطقوسهم، وشطحهم، وذلك تحت ستار ما يدعونه من مَحبة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ﴿ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ ﴾ [البقرة: 79].

وقد كان أول تأييد رسمي ناله المتصوفة لإحياء هذه البدعة على يد الملك المظفر ملك إربل، الذي كان يحتفل بالمولد احتفالاً هائلاً ينفق فيه ثلاثمائة ألف دينار، ويعمل فيه للصوفية سماعًا من الظهر إلى الفجر، ويرقص بنفسه معهم[25].

وقد استمرت هذه الاحتفالاتُ بهذه البدعة إلى زماننا هذا، وحسبك ببدعة أنشأها ملاحدة باطنيُّون معروفون بالبدع والمنكرات، وتولاها من بعدِهم متصوفة ضالُّون مُضِلُّون لم يتركوا شيئًا من باطلهم وبدعهم إلاَّ وأدخلوه فيما يُسمى بالمولد النبوي، ولا عجبَ في اتِّفاق الطائفتين على هذا الأمر، فهم يَجمعهم مشرب واحد؛ إذ الكل يزعم أن الشريعة لها ظاهر وباطن.

ويضاف إلى كون فعل هذا الأمر من البدع التي نهى الشارع عنها، ما فيه كذلك من مضاهاة ومشابهة للنَّصارى في ميلاد عيسى - عليه السَّلام - فإنَّ النصارى يحتفلون بيوم مولد عيسى، ويتخذونه عيدًا، وذلك بإيقاد الشموع، وصنع الطعام، وارتكاب المحرمات، وفعل الموبقات، من شربٍ للخمور، وفعل الفواحش، وغير ذلك من المهازل والقبائح، وفى هذا يقول بعضهم معللاً مشروعية الاحتفال بفعل المولد: إذا كان أهلُ الصليب اتَّخذوا ليلةَ مولد نبيهم عيدًا أكبر، فأهل الإسلام أولى بالتكريم وأجدر![26].

ونسي هذا القائل أو تناسى تحذيرَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - من مشابهة اليهود والنصارى؛ فقد ثبت عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال: ((لتتبعن سننَ من كان قبلكم شبرًا شبرًا، وذراعًا ذراعًا، حتى لو دخلوا حجر ضب تبعتموهم)). قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: ((فمن؟))[27] أي: فمن هم غير أولئك؟!

بيان ما يفعل في الموالد من الغلو والمنكرات:
لقد اتَّخذ أصحابُ الطرق الصوفية من المولد ستارًا لترويج باطلهم، ونشر بدعتهم عند الجهلة من عوام الناس.
فهم باسم محبة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقيمون مثل هذه الاحتفالات، وبذكر شيء من سيرته يفتتحونها، ولكن سُرعان ما يظهر الباطل، وتنجلي الغشاوة، فيرى صاحبُ البصيرة ألوانًا وأشكالاً من الغلو والبدع المنكرة تظهر من خلال ما يتلفظ به من أقوال، وما ينشد فيه من أشعار، وما يقام من حركات وأفعال، مبدية بذلك الوجه الحقيقي والهدف الرئيس من إقامة مثل هذه الموالد.

ومن عجيبِ حال هؤلاء أنَّهم سمَّوا كل اجتماعاتهم التي تقام فيها هذه الأباطيل مولدًا، مع أن التسمية لا تساعدهم على هذا الإطلاق، وما ذاك إلا أنَّهم عرفوا أن رواجَ باطلهم لا يتحقق إلا تحت هذا الستار؛ ليروج أمرهم على خفافيش الأبصار أتباع كل ناعق.

فمن البدع والمنكرات التي تقام في هذه الموالد - وما أكثرها! -: ما يحصل من الغُلُوِّ في حق النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وذلك من خلال القصائد التي يُطلقون عليها اسمَ المدائح النبوية، والتي لا تخلو من ألفاظِ الغلو في شخص الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - والتجاوُز عملٌ حدده الشارع مما يليق بمقامه الكريم من الإجلال والتقدير.

فالمتأمِّل لتلك القصائد يَجدها مرصوفة بعبارات التوسُّل والاستشفاع والاستغاثة، وجعل النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - هو المتصرف في هذا الكون، وجعله أول الموجودات، والقطب الذي تدور عليه الأفلاك، وجعله الغاية التي من أجلها وجد هذا الكون، إلى غير ذلك من الافتراءات والأباطيل التي شحنت بها تلك القصائد:

وَكَيْفَ تَدْعُو إِلَى الدُّنْيَا ضَرُورَةُ مَنْ لَوْلاَهُ لَمْ تُخْرِجِ الدُّنْيَا مِنَ الْعَدَمِ
يَا أَكْرَمَ الْخَلْقِ مَا لِي مَنْ أَلُوذُ بِهِ سِوَاكَ عِنْدَ حُدُوثِ الْحَادِثِ الْعَمِمِ
فَإِنَّ مِنْ جُودِكَ الدُّنْيَا وَضَرَّتَهَا وَمِنْ عُلُومِكِ عِلْمَ اللَّوْحِ وَالْقَلَمِ[28]

"فإذا كانت الدُّنيا وضرتها من جود الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومن بعض علومه علمُ اللوح والقلم؛ لأن "من" للتبعيض، فماذا للخالق - جَلَّ وعلا؟[29]

ويضاف إلى هذا الأمر ما قد يحصل في بعض الموالد من منكرات وبدع أخرى، كالرقص الصوفي، والذكر البدعي، وضرب الدفوف، والتزمير بالمزامير".

وقد يحصل فيها اختلاط الرجال بالنساء، وشيء من الفجور، وشرب الخمور، ولكن لا يطَّرد لا في كل البلاد، ولا في كل الموالد[30].

"إنَّ الاضطراب في تحديد تاريخ ولادته - التي هي مبنى الاحتفال عند من يَحتفل به - دالٌّ على أنَّه ليس من الشرع في شيء؛ إذ لو كان مشروعًا لاعتنى المسلمون بضبطه وبيانه، شأنه شأن مسائل الشرع والقرب الأخروي.

ثم أيضًا يقال: هب أنَّ مولدَه - صلَّى الله عليه وسلَّم - في ربيع الأول، فإنَّ وفاته - صلَّى الله عليه وسلَّم - كانت أيضًا في شهر ربيع الأول؛ أي: في الشهر نفسه، فليس الفرح بمولده بأولى من الحزن على وفاته، وهذا ما لم يقل به أحدٌ من قبل"[31].

فهل أصبحت السيرة النبوية بكل جلالها وبهائها هي الاحتفال بالمولد؟!
وهل احتفالنا بالمولد يُرضي صاحبَ المولد؟!

ونختم بقول الإمام: ابن تيمية - رحمه الله - ولنُصْغِ له إذ يقول: "وكذلك العباد إذا تعبدوا بما شرع الله من الأقوال والأعمال ظاهرًا وباطنًا، وذاقوا طعم الكلم الطيب، والعمل الصالح الذي بعث الله به رسوله، لوجدوا في ذلك من الأحوال الزكيَّة، والمقامات العلية، والنتائج العظيمة، ما يُغنيهم عما قد حدث من نوعه"[32].

إنَّ واقعَ الأمة وتعاملها مع حقيقة سيرة نبيها أليم مُخزٍ، فاللهم اهدِ أمتي لاتِّباع السنة، فإن الغربة شديدة، اللهم صلِّ على محمد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

[1] "شرح اقتضاء الصراط المستقيم"، لابن تيمية، والشرح لفضلية الشيخ/ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - دار ابن الهيثم، ص 322.

[2] السابق، ص 348.
[3] السابق، ص 347.
[4] السابق نفسه.
[5] "سنن الدارمي"، باب كراهية أخذ الرأي، رقم 210.
[6] "شرح اقتضاء الصراط المستقيم"، ص 337.
[7] كالذي قال في ذكرى المولد، وهو الشاعر محمد التهامي:
تَعَالَيْ أَيُّهَا الذِّكْرَى فَأَنْتِ بِحَالِنَا أَدْرَى
تَعَالَيْ أَيُّهَا الذِّكْرَى لَعَلَّ جِرَاحَنَا تَبْرَا
فَيَحْيَا بَيْنَ أَعْظُمِنَا ضِيَاءٌ قَدْ غَفَا دَهْرَا


[8] "فقه السيرة"، للغزالي، ص 7.

[9] هذه لفظة العلامة: محمود شاكر - رحمه الله - نقلاً من "تاريخ الحركة القومية"، للرافعي، 1/260، ويراجع: "واقعنا المعاصر"، للشيخ محمد قطب، ص 202.
[10] نقلاً من: "بونابرت في مصر"، كريستوفر هيرولد، ص 163 بتصرف - مكتبة الأسرة - 1998م، وتأمَّل قوله: "وكانت النسوة يتبركن بالاتِّصال بهم".
[11] نقلاً من مجلة الهدي النبوي، العدد: 768، ص 2 - 3، مقالة دكتور: عبدالقادر الطويل في ذكرى مولد النبي.
[12] "منهج القرآن الكريم في بناء المجتمع"، فضيلة الشيخ: محمود شلتوت، دراسات إسلامية، عدد: 9، (1996م)، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، 2/ 65 - 69.
[13] وصدق الشاعر إذ يقول:
بَرِئْنَا إِلَى اللَّهِ مِنْ مَعْشَرٍ
بِهِمْ مَرَضٌ مِنْ سَمَاعِ الْغِنَا

وَكَمْ قُلْتُ: يَا قَوْمِ أَنْتُمْ عَلَى
شَفَا جُرُفٍ مَا بِهِ مِنْ بِنَا

شَفَا جُرُفٍ تَحْتَهُ هُوَّةٌ
إِلَى دَرَكٍ كَمْ بِهِ مِنْ عَنَا

وَتَكْرَارُ ذَا النُّصْحِ مِنَّا لَهُمْ
لِنُعْذَرَ فِيهِمْ إِلَى رَبِّنَا

فَلَمَّا اسْتَهَانُوا بِتَنْبِيهِنَا
رَجَعْنَا إِلَى اللَّهِ فِي أَمْرِنَا

فَعِشْنَا عَلَى سُنَّةِ الْمُصْطَفَى
وَمَاتُوا عَلَى تَنْتَنَا تَنْتَنَا


(نقلاً من "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان"، 1/ 244).
وقال آخر:
دُفٌّ وَمِزْمَارٌ وَنَغْمَةُ شَادِنٍ
فَمَتَى رَأَيْتَ عِبَادَةً بِمَلاَهِي

ثَقُلَ الْكِتَابُ عَلَيْهِمُ لَمَّا رَأَوْا
تَقْيِيدَهُ بِأَوَامِرٍ وَنَوَاهِي



[14] "مقدمة الشيخ الألباني لكتاب بداية السول"، ص 9 – 10.
[15] حقيقة شهادة أنَّ محمدًا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فضيلة الشيخ/ عبدالعزيز آل الشيخ، طبع رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء بالمملكة، ص 108 - 109 بتصرف طفيف.
[16] "شرح اقتضاء الصراط المستقيم"، ص350.
[17] "محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - بين الجافي والغالي"، فضيلة الشيخ: عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - ص 75 - 76.
[18] أو كالتي قالت:
يَا رَسُولَ اللَّهِ أَدْرِكْ عَالَمًا يُشْعِلُ الْحَرْبَ وَيَصْلَى مِنْ لَظَاهَا
يَا رَسُولَ اللَّهِ أَدْرِكْ أُمَّةً فِي ظِلاَلِ الشَّكِّ قَدْ طَالَ ثَرَاهَا
يَا رَسُولَ اللَّهِ أَدْرِكْ أُمَّةً فِي مَتَاهَاتِ الْأَسَى ضَاعَتْ رُؤَاهَا


إلى أن قالت:
عَجِّلِ النَّصْرَ كَمَا عَجَّلْتَهُ يَوْمَ بَدْرٍ حِينَ نَادَيْتَ الْإِلَهَ
فَاسْتَحَالَ الذُّلُّ نَصْرًا إِنَّ لِلَّهِ جُنُودًا لاَ تَرَاهَا


(نقلاً من "محمد بين الجافي والغالي"، ص 49).

[19] "حراسة التوحيد"، فضيلة الشيخ / عبدالعزيز بن باز، ص 51 - 54 بتصرف.
[20] "منهج القرآن الكريم في بناء المجتمع"، 2/ 53 - 56.
[21] "كتاب التوحيد"، د/ صالح بن فوزان الفوزان، دار ابن رجب، ص 119 - 120.
[22] "اقتضاء الصراط المستقيم"، ص295.
[23] العبيديون هم أبناء عبيد الله بن ميمون بن ديصان المشهور بالقداح اليهودي، قامت دولتهم في مصر (362 - 564هـ)، وكانوا من أجرأ الناس على استحداث البدع والمنكرات التي لم تَرِدْ في كتابٍ ولا سنة؛ انظر: كتاب "قصة نسب الفاطميين"، للدكتور: عبدالحليم عويس، و"البداية والنهاية"، لابن كثير، (12/ 267).
[24] "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار"، 1/ 490.
[25] "البداية"، لابن كثير، 13/ 137.
[26] "التبر المسبوك"، للسخاوي، ص14.
[27] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب "الاعتصام بالكتاب والسنة"، باب قول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لتتبعن سنن من كان قبلكم))؛ انظر: "فتح الباري"، (13/300)، ح 7320، وأخرجه مسلم في صحيحه، كتاب العلم، باب اتِّباع سنن اليهود والنصارى، (8/ 57).
[28] "ديوان البوصيري"، (ص240 - 248)، وهذه الأبيات منتقاة من قصيدته المعروفة بالبردة.
[29] "منهج القرآن في الدعوة إلى الإيمان"، ص 163.
[30] "الإنصاف فيما قيل في المولد من الغُلُو والإجحاف"، ص28، نقلاً من "حقوق النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على أمَّته في ضوء الكتاب والسنة"، د/ محمد بن خليفة بن علي التميمي، مكتبة التراث الإسلامي، ط1/ 2004م، ص 628 - 633 بتصرف.
[31] "حقيقة شهادة أن محمدًا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم"، ص 112.
[32] "شرح اقتضاء الصراط المستقيم"، ص336.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 97.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 94.85 كيلو بايت... تم توفير 2.34 كيلو بايت...بمعدل (2.41%)]