القدس اسلامية رغم أنف امريكا متابعة لملف القدس وفلسطين المحتلة وكل ما يستجد من احداث - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          أخلاقيات الزواج في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          ماهو الوقف في الإسلام ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الحمية .. ما لها وما عليها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          آيات وأحاديث في فضل الدعاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          غزوة بدر الكبرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4386 - عددالزوار : 836309 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-02-2019, 01:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,498
الدولة : Egypt
افتراضي القدس اسلامية رغم أنف امريكا متابعة لملف القدس وفلسطين المحتلة وكل ما يستجد من احداث

هل في القرآن تنبؤ بنهاية الكيان الصهيوني ؟

د. الحسين بودميع


قد حدثتنا سورة الإسراء أن الله سبحانه وتعالى قضى على بني إسرائيل أن سيفسدوا في الأرض مرتين، وأنه سيسلط عليهم عقب كل إفساد من يسومهم سوء العذاب؛ فقال تعالى: {وَقَضَيْنَا إلَى بَنِي إسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا 4 فَإذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا 5 ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُ م بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا 6 إنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْـمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا 7 عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإنْ عُدتُّمْ عُدْنَا} [الإسراء: ٤ - ٨].

وقد تحدث المفسرون عن مرتي إفساد بني إسرائيل اللتين أخبر الله بهما في هذه الآيات، وعن القوم الأشداء المسلطين عليهم في كل مرة، فانعقد إجماع غير أهل هذا العصر منهم على مضي الإفسادين والعقابين معاً في أزمنة ما قبل الإسلام من تاريخ بني إسرائيل، ثم اختلفوا في تعيين مرتي إفساد بني إسرائيل، وتحديد المعنيين بالقوم أولي البأس الشديد، الذين سلطوا عليهم في المرتين، وليس إيراد ما قالوه في هذا الشأن وتتبع آرائهم يخدم الغرض من هذه المقالة، وقد قام بذلك غير واحد؛ كما فعل شيخ الأزهر السابق محمد طنطاوي، في بحثه حول بني إسرائيل في القرآن والسنة؛ حيث استقصى أقوال المفسرين في الموضوع، وخلص إلى أن «الذي يراجع ما كتبه المفسرون عن هذه الآيات الكريمة، يجد أنهم متفقون على أمرين:
الأول: أن مرتي إفساد بني إسرائيل في الأرض كانتا قبل الإسلام. الثاني: أن العباد الذين سلطهم الله عليهم ليذلوهم عقب إفسادهم الأول والثاني كانوا أيضاً قبل الإسلام، وخلاف المفسرين إنما هو فيما سوى هذين الأمرين»[1].
ويقصد بما سوى الأمرين المذكورين ما ذكرته من تعيين مرتي إفساد بني إسرائيل، وتحديد المعنيين بالقوم الذين سلطوا عليهم عقب كل منهما، وقد استقصى آراء المفسرين في ذلك وأدلتهم، ثم رجح «أن العباد الذين سلطهم الله على بني إسرائيل بعد إفسادهم الأول في الأرض هم جالوت وجنوده، كما يراه المحققون من أهل التفسير... أما المراد بالعباد الذين سلطهم الله على بني إسرائيل بعد إفسادهم الثاني في الأرض، فيرى جمهور المفسرين أنهم البابليون بقيادة بختنصر... وهذا الرأي الذي قاله جمهور المفسرين ليس ببعيد، لما ذكرنا من تنكيله [أي بختنصر] بهم، إلا أننا نؤثر على هذا الرأي أن يكون المسلط عليهم بعد إفسادهم الثاني هم الرومان بقيادة تيطس»[2].
على أن نظم الآيات يأبى أن يكون القوم المسلطون عليهم في المرة الثانية غير المسلطين عليهم في الأولى؛ فإن قوله تعالى: {فَإذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا... ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ... فَإذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ} [الإسراء: ٥- ٦] يدل على أن الحرب كانت سجالاً بين بني إسرائيل وهؤلاء القوم؛ حيث غلبهم القوم في المرة الأولى ثم أعاد الله الكرة لبني إسرائيل على القوم ونصرهم عليهم، ثم عاد القوم في المرة الثانية ليسوؤوا وجوه بني إسرائيل، وقوله تعالى: {وَلِيَدْخُلُوا الْـمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الإسراء: ٧] واضح في أن من دخلوا المسجد أول مرة هم أنفسهم من دخله في الثانية.
وفي تحديد المسلطين عليهم في المرتين تعيين للإفسادين بما صدر من بني إسرائيل قبل كل عقاب يلحق بهم من أحد فريقي المسلطين.
وبعد عرض هذا الرأي ساق الأدلة التي استند إليها في ترجيحه، ولا داعي للتطويل بإيرادها[3]، لأن ما قرره المفسرون القدماء حول معاني هذه الآيات لا يعنيني هنا بقدر ما يعنيني ما خالف به بعض المعاصرين إجماع المفسرين حول زمن الإفسادين أو الإفساد الثاني لبني إسرائيل، مدفوعين بالرغبة في تقرير أن القرآن يبشر بأن زوال «إسرائيل» واقع لا محالة؛ وأن الآيات الكريمة نبوءة قرآنية حتمية بتدمير المسلمين لـ«دولة اليهود»؛ حيث ذهب أكثرهم إلى أن الإفساد الأول مضى، وأن الإفساد الثاني هو الذي نعيشه الآن مع الاحتلال الصهيوني لبلاد فلسطين وما اقترن به من إفساد وإهلاك للحرث والنسل، وأن المسلمين هم الذين سيسوؤون وجوه اليهود، وسيدخلون المسجد الأقصى كما دخلوه أول مرة، وسيتبروا ما علا اليهود تتبيراً، يعنينا التحقق من سلامة أو عدم سلامة هذا التفسير الجديد للآيات؛ لما قد يكون له من آثار على موقف المسلمين من الصراع في فلسطين بما يحمله من خطر الإيحاء بعبثية مقاومة الكيان الصهيوني؛ ما دام النصر عليه قدراً محتوماً، ووعداً إلهياً، وهذا الأثر حاصل مهما حاول من يروج هذا الرأي التأكيد على وجوب المقاومة وعدم انتظار النصر الموعود.
لاسيما أن بعضهم - وهو الدكتور مصطفى مسلم في كتابه «معالم قرآنية في الصراع مع اليهود» - رسم لمستقبل الصراع سيناريو يتصل بظهور المسيح الدجال ملكاً لليهود في «إسرائيل»، ونزول عيسى عليه السلام للقضاء عليه وعلى أتباعه؛ ما يعني أن الاحتلال الصهيوني لفلسطين سيستمر إلى أن تبدأ أشراط الساعة الكبرى في الظهور، وأن على المسلمين أن يقطعوا الأمل في تحريرها قبل قيام الساعة، الشيء الذي يوحي للقارئ أن أي محاولة لدحر الاحتلال مغالبة للقدر، واستعجال للنصر قبل أوانه.
فبعد أن تحدث عن الطرف اليهودي تساءل عن الطرف الآخر في معادلة الصراع، أين هو؟ فقدم جواباً مفاده أن أبناء الصحوة الإسلامية سيبتلون ابتلاء شديداً وفقاً لسنة الله في ابتلاء من يدعي الإيمان، فإذا تمحصت صفوفهم مكن الله المخلصين منهم «في رقعة من الأرض ليقيموا عليها حكم الله... ومن بين صفوف هؤلاء تنطلق كتائب جند الله إلى اليهود لتقع الملحمة الكبرى، وينزل نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام ليكون في طليعة هذه الكتائب وقائدها في المعركة الفاصلة في باب اللد»[4].
ويشير بـ«المعركة الفاصلة في باب اللد» إلى ما جاء في الحديث من أن عيسى عليه السلام إذا نزل في آخر الزمان سيقتل ملك اليهود (المسيح الدجال) بباب لد في فلسطين[5].
وفي موضع آخر ذكر أن «قدر الله الكوني سيقع لا محالة، وهو إفساد بني إسرائيل في الأرض للمرة الثانية ليأتي بعد ذلك جند الله الموحدون، وعلى رأسهم المنقذ المسيح عيسى ابن مريم صلوات الله وسلامه عليه، ليقضي على مملكة الباطل، وأهل الفساد والشر، فيقتل بحربته ملكهم المتوج من قبل المفسدين في الأرض المسيح الأعور الدجال، هذه نهاية الفساد... ليقوم بعد ذلك حكم الله في الأرض، ويعيش الناس بسلام في ظل الإسلام»[6].
وفي نبرة تفاؤلية يبشرنا الشيخ متولي الشعراوي في تفسيره بأننا «الآن ننتظر وَعْد الله سبحانه، ونعيش على أمل أن تنصلح أحوالنا، ونعود إلى ساحة ربنا، وعندها سينجز لنا ما وعدنا من دخول المسجد الأقصى، وتكون لنا الكرّة الأخيرة عليهم... فهو وعْد آتٍ لا شك فيه»[7].
هذا ويخشى أن يكون في الإقدام على التفسير المذكور توجيه للآيات القرآنية المدروسة نحو قصد يتناغم مع آمالنا في التحرر من الاحتلال الصهيوني، وإن لم نتحقق من كونه هو مراد الله سبحانه منها؛ وذلك ضرب من تأويل النص بالتشهي، وقد أوصى العلماء المتصدي للتفسير بـ«التحفظ من القول في كتاب الله تعالى إلا على بينة»[8]، وأن يكون على بال من «أن ما يقوله تقصيد منه للمتكلم، والقرآن كلام الله؛ فهو يقول بلسان بيانه: هذا مراد الله من هذا الكلام؛ فليتثبت أن يسأله الله تعالى: من أين قلت عني هذا؟»[9].
من أجل ذلك لزم النظر في هذه الآيات - كما في غيرها - على ضوء أصول التفسير العلمية والشرعية لتبين المراد منها، والتحقق من أن ما جاء فيها من الإفساد الثاني لبني إسرائيل ينطبق حقاً على اليهود المعاصرين وإفسادهم الحالي في فلسطين.
القائلون بهذا التفسير من العصريين:
1- ممن ذهب إلى أن الإفساد الثاني لبني إسرائيل هو احتلال اليهود الحالي لأرض فلسطين وإفسادهم فيها: الشيخ عبد المعز عبد الستار من علماء الأزهر، في مقال له نشر بمجلة الأزهر، بعنوان «سورة الإسراء تقص نهاية إسرائيل»، قال في مقدمة المقال: «أطبق المفسرون على أن ذلك الفساد والإفساد وقع منهم مرتين في الماضي قبل الإسلام... والذي يعنيني أن أكشف عنه وأن أثبته في هذا البحث أمران: الأول أن هاتين المرتين لم تكونا قبل البعثة، وإنما هما في الإسلام. الثاني أن المرة الأولى كانت على عهد رسول الله وأصحابه، والآخرة هي التي نحن فيها الآن، والتي سنسوء فيها وجوههم، وندخل المسجد كما دخلناه، وندمر فيها ما علواً تدميراً»[10].
٢- وعلى هذا الرأي سار الشيخ متولي الشعراوي في تفسيره، حيث أكد أن الإفساد الثاني لبني إسرائيل هو «ما نحن بصدده الآن، حيث سيتجمع اليهود في وطن واحد ليتحقق وَعْد الله بالقضاء عليهم... وهذا هو المراد من قوله تعالى: {فَإذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } [الإسراء: 104]، أي: مجتمعين بعضكم إلى بعض من شَتّى البلاد، وهو ما يحدث الآن على أرض فلسطين»[11].
٣- وبه جزم عبد الكريم الخطيب في تفسيره المسمى «التفسير القرآني للقرآن»، فقال: «إننا لنقطع عن يقين أن بني إسرائيل معنا اليوم، واقعون تحت قوله تعالى: {فَإذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْـمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} [الإسراء: ٧].. وإذن فالجولة التالية بيننا وبين بني إسرائيل، هي لنا، وسندخل المسجد إن شاء اللّه كما دخلناه أول مرة، وسنخزي القوم ونعرّيهم من كل ما لبسوا من أثواب الزهو والغرور.. وسنقضي على هذه الدولة المولودة سفاحاً.. فلن تقوم لها قائمة إلى يوم القيامة»[12].
٤- وبسبب علو اليهود في أرض فلسطين بما لم يبلغوا قط مثله خلال عشرين قرناً قبل قيام «إسرائيل»، إذ أصبح لهم كيان مزود بكل وسائل التدمير والإرهاب والاستعلاء، مال الدكتور محمد المجذوب «إلى اعتبار الآخرة من المرتين هي التي نعاصرها اليوم ونعيش مآسيها»[13].
4- وبهذا التفسير جزم الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي في كتابه «الشخصية اليهودية من خلال القرآن»، حيث رجح «أن الإفساد الثاني لبني إسرائيل هو ما يقوم به اليهود الآن، وأننا نحن الذين نعيش إفسادهم الثاني، وأن هذا الإفساد يتمثل في كيانهم الذي أقاموه في فلسطين، وفي تحكمهم وسلطانهم وعلوهم وتجبرهم الذي يبدو أوضح ما يكون في هذه الأيام»[14].
5- وانتهى الباحث محمد إبراهيم هلال في بحثه «الإسراء وإسرائيل» كذلك إلى أن «مرة الإفساد الثانية هي التي نعيشها اليوم؛ حيث ردت الكرة لبني إسرائيل على المسلمين»[15].
6- ودافع عن هذا الرأي الأستاذ بسام جرار في بحثه «زوال إسرائيل 2022 نبوءة قرآنية أم صدف رقمية؟»، ليبني عليه ما انتهى إليه في القسم الثاني من الدراسة بعد حسابات رياضية من أن عمر الكيان الصهيوني سينتهي عام 2022م[16].
وتعيين وقت نهاية الكيان الصهيوني في السنة المذكورة رجم بالغيب، لا ينبغي الإقدام عليه، وإن صدر دراسته بوصف هذه النتيجة التي توصل إليها بقوله: «لا أقول إنها نبوءة، ولا أزعم أنها ستحدث حتماً»[17].
7- وقرر الدكتور مصطفى مسلم أن المرة الثانية لإفساد بني إسرائيل «بدأت بذورها من بداية مؤتمر اليهود في بازل بسويسرا عام 1897م، والتي وضعوا فيها المخطط المدروس لإفساد العالم، وأعلن فيها هرتزل وضع اللبنة الأولى في دولة إسرائيل.. ومنذ ذلك الوقت إلى الآن وعلو بني إسرائيل في تزايد مستمر»[18].
هكذا تواردت أقوال هؤلاء الباحثين المعاصرين على أن الإفساد الثاني لبني إسرائيل هو ما نعيشه الآن من الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، مع علمهم بإجماع المفسرين على خلافه.
وليسلم لهم توجيه الآيات الوجهة المطلوبة، عمل بعضهم على إزاحة إجماع المفسرين هذا عن الطريق، بتعليله بأن هؤلاء المفسرين - كما يرى بسام جرار- لم يكن يدور بخلد أحدهم «أن يعود لليهود دولة في الأرض المباركة؟ [لأن] الدولة الأموية، والدولة العباسية، والدولة العثمانية، كانت كل واحدة منها أعظم دولة في عصرها. فأي مفسر هو هذا الذي سيخطر بباله أن المرة الثانية لم تأت بعد؟ وإن خطر ذلك بباله، فهل ستقبل عاطفته أن يخط قلمه مثل هذه النبوءة التي تتحدث عن سقوط القدس في أيدي اليهود الضائعين المشردين والمستضعفين؟»[19].
ورأى محمد هلال أن ذلك عائد إلى طبيعة «المعلومات التاريخية التي توفرت لهم عن بني إسرائيل، والتي كانت مبتورة وناقصة وموجهة..، وعائد كذلك إلى واقع بني إسرائيل في زمنهم (زمن المفسرين)؛ حيث لم يكن لهم دولة ولا نفوذ في الأرض، ولا كان واقع حالهم يوحي بأنه ستكون لهم دولة ونفوذ..، وقد تناسب هذا التأويل مع ما كان عليه اليهود أيام المفسرين الذين تعرضوا لهذه الآيات من الذلة والصغار، ولكن لم يعد يتسق مع واقع العلو الكبير الذي يعيشونه اليوم»[20].
وقدم صلاح الخالدي لهم عذراً قريباً من هذا؛ إذ أرجع ذلك إلى كون المفسرين قديماً «كانوا يعيشون في نظام إسلامي قائم... وقد نظروا في اليهود.. فإذا هم مجموعات من الأفراد المشتتين الأذلاء الضعاف، لا يتصور أن يكون لهم كيان في المستقبل، ولا أن يقع منهم علو وإفساد في الأرض... ولهذا توجه هؤلاء إلى التاريخ اليهودي القديم، فاستقرؤوه، وبحثوا فيه عن الإفسادين المذكورين، فقالوا ما قالوا»[21].
مستندات هذا التفسير.. عرض ونقد:
استدل أصحاب هذا الرأي لتفسيرهم بمستندات استخلصوها من التأمل في ألفاظ الآيات نفسها، وفي واقع حال اليهود، وما وقع منهم من الإفساد في الماضي وفي الحاضر، وفي صفات من سلطوا عليهم عبر تاريخهم، مع توهمهم أن اليهود الحاليين من سلالة بني إسرائيل. وهذا عرض لأدلة هذا الرأي، متبوعة بما يبين ضعف دلالتها على التفسير المذكور:
الدليل الأول: أن الأسلوب الذي حكى الله به الإفسادين يدل على الاستقبال، «فإذا لاحظنا.. أن الله ينص على أنه قضى أنهم يفسدون في الأرض مرتين؛ فإذا جاء وعد أولاهما كان كذا، وإذا جاء وعد الآخرة كان كذا.. دل ذلك على أن المرتين غير ما سبق..، وأنهما يقعان في المستقبل بالنسبة لمن أنزل عليه الكتاب»[22]، وكلمة «وعد» التي استعملها الله في قوله «فإذا جاء وعد» «لا تأتي لشيء يسبق الكلام بل لشيء يأتي من بعد.. إذن فلم يكن ذلك في زمان بختنصر»[23]. وكذلك كلمة «(إذا) الموجودة أولاً هي ظرف لما يُستقبل من الزمان، أي بعد أن جاء هذا الكلام»[24].
وهذا الكلام إنما يصح مستنداً للتفسير المذكور لو كان المراد بـ«الكتاب» في قوله تعالى: {وَقَضَيْنَا إلَى بَنِي إسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ} [الإسراء: ٤]، هو القرآن؛ وهذا ما حاول أن يوهمنا به عبد المعز عبد الستار بقوله: «يقعان في المستقبل بالنسبة لمن أنزل عليه الكتاب»، ولكن المفسرين أطبقوا على أن المراد به التوراة، وأضاف بعضهم جواز أن يراد به اللوح المحفوظ[25]، فلا يكون في هذا الكلام مستمسك لهم؛ لأن مرتي الإفساد ستقعان في الزمان المستقبل بالنسبة لزمان نزول التوراة.
الدليل الثاني: أن الأوصاف التي أسندتها الآيات للذين سيسلطون على بني إسرائيل عقب الإفسادين الأول والثاني، لا تنطبق على من ذكرهم المفسرون كـ«جالوت» أو «بختنصر» أو غيرهما؛ ففعل «البعث» لا يستعمل إلا مع المبعوثين المؤمنين، و«طالما لم تستخدم كلمة (بعث) أو (بعثنا) في المبعوثين الكافرين، فلا يمكن أن يراد بكلمة (بعثنا) في مطلع الإسراء مبعوثين كافرين، ولا أن تنطبق على بختنصر أو غيره»[26]، و«كلمة (عباداً) وإضافتها إلى الله بلام الاختصاص: (لنا)، توحي بأن هؤلاء الذين يزيلون إفساد اليهود مؤمنون ربانيون... وتوحي كلمة (لنا) بمزيد من التكريم الرباني لهؤلاء العباد المؤمنين، فهم عباد لله خالصون له»[27]. و«هل كان بختنصر يدخل ضمن عباد الله؟ إن قوله الحق: (عباداً لنا) مقصود به الجنود الإيمانيون، وبختنصر هذا كان فارسياً مجوسياً»[28].
وهذا دليل ضعيف، لكونه مؤسساً على مقدمة خاطئة، وهي أن كلمة البعث لا تستعمل مع المبعوثين الكافرين، وأن كلمة «العباد» إذا أضيفت لله، كان الموصوفون بها بالضرورة عباداً مؤمنين؛ وهذا ليس بصحيح؛ فقد استعملت كلمة البعث مع يأجوج ومأجوج، وليسوا سوى مبعوثين كافرين، ووصفهم الله بـ«العبودية» وأضافهم إلى نفسه، وما هم بمؤمنين، ومن جميل الأقدار أن يجتمع الشاهدان معاً في عبارة واحدة من حديث يقول الله فيه لعيسى عليه السلام آخر الزمان، كما في صحيح مسلم: «إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي لا يَدَانِ لأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ؛ فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّور، وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ»[29]، فهل يدل هذا على أن يأجوج ومأجوج من عباد الله المؤمنين؟
ووصف الله الوثنيين بالعبودية، وأضافهم إلى نفسه كما في قوله تعالى خطاباً للآلهة المعبودة من دون الله يوم القيامة، تبكيتاً لمن يعبدها: {أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ} [الفرقان: 17]، وهذا يدل بوضوح على أن وصف العبودية مضافاً إلى ذات الله لا يختص به العباد المؤمنون، بل يوصف به أيضاً المشركون والكافرون.
الدليل الثالث: أن الإفساد لم يقع من بني إسرائيل في الماضي مرتين فقط؛ فقد «أفسدوا من قبل سبعين مرة، فالمرتان المعنيتان في الآية وقعتا بعد»[30].
يتبع


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 27-10-2022 الساعة 12:56 PM.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-02-2019, 01:26 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,498
الدولة : Egypt
افتراضي رد: هل في القرآن تنبؤ بنهاية الكيان الصهيوني ؟

هل في القرآن تنبؤ بنهاية الكيان الصهيوني ؟

د. الحسين بودميع


وهذا ليس بشيء؛ فإن ما قيل عن إفساد بني إسرائيل في الماضي؛ أي قبل نزول القرآن، يقال عنهم أيضاً بعد نزوله، فقد أفسدوا أيضاً بعد ذلك مرات عديدة، ومن المعلوم أن الإفساد الوارد في النبوءة لا يراد به أي إفساد، وإنما المراد به الإفساد العام الظاهر، كالخروج الجماعي عن التوحيد وعبادة الأوثان، أو قتل نبي، أو ما شابه ذلك، وليس المراد به الإفساد الفردي الذي يتكرر مرات عديدة كل يوم.

الدليل الرابع: أن ما وعد الله بني إسرائيل أن يمدهم به في المرة الثانية من الأموال والبنين وكثرة النفير، لم يُمَد به اليهود عبر تاريخهم إلا في زماننا[31]، مما يدعم القول بأن ما نعيشه الآن من احتلال اليهود لفلسطين هو الإفساد الثاني لبني إسرائيل.

وهذا الكلام مناف لما سجله التاريخ من فترات ازدهار عاشها بنو إسرائيل بعد العودة من السبي البابلي أيام قورش الفارسي[32]، وعقب نجاح الثورة اليهودية التي قادها المكابيون[33].

هذا ويرِدُ على هذا التأويل - فضلاً عن ضعف أدلته - اعتراضان كل منهما كفيل بنسفه من أساسه:

أولهما: أن الآيات تدل بوضوح على أن العقابين وقعاً معاً ببني إسرائيل في الأرض المقدسة، وأن القوم الذين سلطوا عليهم في المرة الأولى هم أنفسهم من سلطوا عليهم في المرة الثانية، كما تقدم؛ لقوله تعالى: {فَإذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْـمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الإسراء: ٧]، فالضمير في قوله تعالى: {لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْـمَسْجِدَ} عائد بالضرورة على العباد أولي البأس الشديد الذين جاسوا خلال الديار في المرة الأولى؛ وقوله تعالى: {وَلِيَدْخُلُوا الْـمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ} يدل على أنهم دخلوا المسجد في المرة الأولى أيضاً، ودمروه كما فعلوا في المرة الثانية، فهل سُلط المسلمون يوماً على بني إسرائيل في فلسطين، ودخلوا هيكلهم ودمروه؟ هذا ما لم يحدث في التاريخ، فكيف إذن سيكون المسلمون هم المسلطين على بني إسرائيل في مرة إفسادهم الثانية، وهم لم يسلطوا عليهم في الأولى.

ولتجاوز هذا الاعتراض ادعى أصحاب هذا التأويل أن المقصود بالمرة الأولى من إفسادي بني إسرائيل هو ما «حدث من اليهود في ظل الإسلام، حيث نقضوا عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والعباد هم رسول الله والذين آمنوا معه عندما جاسوا خلال ديارهم، وأخرجوهم من المدينة وقتلوا منهم من قتلوا، وسبوا من سبوا»[34]، وأن المسلمين دخلوا «المسجد الأقصى أول مرة في الامتداد الإسلامي في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه»[35].

وهذا تخليط بيّن؛ فإن دخول المسجد ليس منفصلاً عن حدث نكاية العدو ببني إسرائيل، بل هو فصل من فصول العقاب والاجتياح، ورمز على انتصار العدو عليهم، فكيف يكون الجوس خلال الديار في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي المدينة، ودخول المسجد في عهد عمر في القدس؟ ثم إن الشيخ الشعراوي وهو قائل هذا الكلام، يعترف بأن «المسجد الأقصى أيام عمر بن الخطاب لم يكن في نطاق بني إسرائيل»[36]؛ فكيف يكون دخوله عقوبة لهم، وأمارة انتصار عليهم؟

الأمر الثاني: أن الحديث في الآية إنما هو عن سلالة عرقية محددة، وهي سلالة بني إسرائيل، {وَقَضَيْنَا إلَى بَنِي إسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ} [الإسراء: ٤]، وقد أثبت كثير من الدارسين المهتمين بتاريخ وأنثروبولوجيا الجماعات اليهودية أن يهود اليوم ليسوا في معظمهم من سلالة بني إسرائيل، وإنما هم من سلالات عرقية شتى، بل يعدون من أشد الجماعات البشرية أو أشدها تنوعاً من الناحية العرقية؛ خلافاً لما حاولت الحركة الصهيونية وروادها منذ تأسيسها أن تروج له من أن اليهود حافظوا على مدار التاريخ على نقائهم العرقي، وأنهم - أينما كانوا - ينحدرون جميعاً من سلالة عرقية واحدة وهي سلالة بني إسرائيل الذين أجلاهم الآشوريون والبابليون ثم الرومان عن فلسطين، وقد راجت هذه الأكذوبة على عدد غير قليل من الناس - بمن فيهم بعض العرب والمسلمين - حتى شاع الوهم بأن الانتماء الديني لليهودية يعني تلقائياً الانتماء العرقي لبني إسرائيل؛ وقد تقدمت الإشارة إلى أن هذا الوهم مما أوقع بعض العصريين في اعتقاد أن الاحتلال الصهيوني الحالي لأرض فلسطين هو الإفساد الثاني لبني إسرائيل.

والحال أن الزعم المذكور بيِّنُ الزيف والكذب؛ لمصادمته للحقائق العلمية والتاريخية والواقعية المتعلقة بالجماعات اليهودية؛ فقد «أظهرت نتائج أبحاث علم الأجناس البشرية [كما يقول الدكتور رافائيل باتال] أنه - خلافاً للرأي الشائع - ليس هناك جنس يهودي؛ حيث تدل قياسات الأجسام البشرية التي أجريت على مجموعات من اليهود أنهم يختلفون بعضهم عن بعض اختلافاً بيناً»[37]، وقال الدكتور جوان كوماسن: «إن نقاوة السلالة اليهودية ما هي إلا أوهام»[38].

ويؤكد أستاذ علم الأجناس بجامعة جنيف أوجين بيتار أن «اليهود عبارة عن طائفة دينية اجتماعية، انضم إليهم في جميع العصور أشخاص من أجناس شتى، جاءوا من جميع الآفاق؛ فمنهم الفلاشا سكان الحبشة، ومنهم الألمان ذوو السحنة الجرمانية، ومنهم التامل السود في الهند، والخزر من الجنس التركي، ومن المستحيل أن نتصور أن اليهود ذوي الشعر الأشقر... والعيون الصافية اللون الذين نلقاهم في أوربا الوسطى يمتون بصلة القرابة - قرابة الدم - إلى أولئك الإسرائيليين الذين كانوا يعيشون بجانب نهر الأردن»[39].

وذكر الدكتور جمال حمدان في كتابه: «اليهود أنثروبولوجيا» أن «الإجماع بين الأنثروبولوجيين كامل على أن يهود عصر التوراة في فلسطين هم مجموعة سامية من سلالة البحر المتوسط، بصفاتها التي نعرف ونرى اليوم؛ من سمرة في الشعر، وتوسط في القامة، وطول إلى توسط في الرأس»[40].

وبعد إيراده إحصاءات تفصيلية حول شكل الرأس لدى المجموعات اليهودية في العالم، أجمل النتيجة في قوله: «من هذا المسح السريع نصل إذن إلى أن اليهود يقعون من حيث شكل الرأس في مجموعتين: عراض رؤوس، وطوال رؤوس.. تزيد مجموعة عراض الرؤوس على 80 إلى90% على الأقل من كل يهود العالم، والأقلية الضئيلة الباقية هي طوال الرؤوس»[41].

وحيث إن يهود عصر التوراة كانوا ككل الساميين طوال الرؤوس بإجماع الأنثروبولوجيين «فإذا ما وجدنا رؤوساً غير ذلك بين يهود اليوم؛ فليس ثمة إلا تفسير واحد ووحيد لا سبيل إلى الشك فيه، وهو اختلاط الدم [اليهودي] بعناصر غريبة»[42].

ويمكن صياغة هذا «الدليل الرأسي» الذي اعتمده حمدان وعده «محور الدراسات الأنثروبولوجية» كما يلي:

يهود بني إسرائيل طوال الرؤوس بإجماع الأنثروبولوجيين ؛ يهود اليوم في معظمهم عراض الرؤوس، كما أثبتت الدراسات التي أجريت عليهم = إذن، يهود اليوم ليسوا في معظمهم من سلالة بني إسرائيل.

ومع أن اليهود الحاليين خليط من أجناس وأعراق كثيرة كما رأينا إلا أن معظمهم من يهود أروبا الشرقية؛ الذين ينحدرون من عرق الخزر ذي الأصل التركي القوقازي؛ وكون يهود اليوم - في معظمهم - ينحدرون من أصول خزرية حقيقة تواطأت عليها «آراء.. المؤرخين الحديثين؛ سواء كانوا نمساويين أو إسرائيليين أو بولنديين؛ فقد رأى كل منهم على حدة أن غالبية اليهود العصريين ليسوا من أصل فلسطيني، بل من أصل قوقازي»[43].

وهذا العالم اليهودي البريطاني آرثر كيستلر يقرر جازماً أن «الدليل التاريخي.. يوضح أن غالبية اليهود الشرقيين - ومن ثم يهود العالم - هم من أصل خزري تركي، لا من أصل سامي... وأن الدليل القائم على علم الأجناس يتفق مع التاريخ في دحض الاعتقاد.. بوجود جنس يهودي انحدر من قبيلة الأسفار الأولى»[44].

وفي بيان أوضح يؤكد أن «الغالبية الكبرى من اليهود في العالم كله في الوقت الحاضر هم من أصل أوربي شرقي؛ وبالتالي لعلهم في الدرجة الأولى من أصل خزري، فإن كان الأمر كذلك؛ فهذا يعني: أن أجدادهم... لم يجيئوا من أرض كنعان بل من القوقاز.. ثم إنهم من حيث التركيب الوراثي أقرب إلى قبائل الهون: الإيجور Uigur والماجيار Magyar منهم إلى ذرية إبراهيم وإسحاق ويعقوب»[45].

ونسبة يهود الخزر في يهود العالم تزيد على 90%؛ يقول دوغلاس دانلوب: «يشكل المنحدرون من يهود الخزر في أيامنا هذه ما ليس أقل من تسعين بالمئة من يهود العالم»[46].

وفي دراسة عن يهود العصر الحالي توصل بنيامين فريدمان إلى «أن من يزعمون أنفسهم يهوداً المتحدرين تاريخياً من سلالة الخزر يشكلون أكثر من 92% من جميع من يسمون أنفسهم يهوداً في كل مكان من العالم اليوم»[47].

وإذا تبين أن اليهود المنحدرين من الخزر يمثلون وحدهم نسبة 92% من يهود العصر الحالي، والنسبة المتبقية، وهي 8% يتوزعها مع الإسرائيليين اليهودُ من الأجناس الأخرى؛ كاليهود العرب، والأمازيغ، والفلاشا، والتامل، واليهود الصينيين... فكم عسى أن تكون النسبة التي يمثلها بين يهود اليوم اليهودُ المنحدرون من أسباط إسرائيل؟

وإذا تقرر أن الأصول العرقية لليهود الحاليين ليست إسرائيلية، وأن الإسرائيليين أقلية ضئيلة بينهم، واليهود المجتمعون حالياً في أرض فلسطين ليسوا من سلالة بني إسرائيل في معظمهم؛ كما تؤكد «دراسة قام بها أنثروبولوجي بريطاني هو «جيمس فنتون» عن يهود «إسرائيل»، توصل فيها إلى أن 95% من اليهود [يعني المحتلين فلسطين] ليسوا من بني إسرائيل التوراة، وإنما هم أجانب متحولون أو مختلطون»[48]؛ فهل يقبل مع ذلك أن يكون الاحتلال اليهودي الحالي للأرض المقدسة هو الإفساد الثاني لبني إسرائيل في هذه الآيات، والمفسدون في أرض فلسطين ليسوا من بني إسرائيل؟

هذا وللدكتور طارق السويدان اجتهاد آخر في تعيين مرتي الإفساد في الآيات، لم يأخذ فيه بإجماع الأقدمين، ولا برأي المعاصرين، ولكن رأيه يفضي إلى نفس النتيجة من الآثار المتوقعة لتفسير المعاصرين، خاصة وأنه قرر بدوره بناء على قوله تعالى: {وَإنْ عُدتُّمْ عُدْنَا} [الإسراء: ٨]، وأحاديث ظهور الدجال، ومقاتلة المسلمين لليهود أن الحرب ستستمر سجالاً بين المسلمين واليهود في فلسطين إلى أن ينزل عيسى عليه السلام.

وقد لخص رأيه هذا في قوله: «لكنني أرى - والله تعالى أعلم - أن المرة الأولى هي التي نعيشها اليوم، وهي العلو الأول، وسيأتي على دولة اليهود هذه عباد لله يخرجونهم من فلسطين، غير أن اليهود سيتجمعون وينصرهم العالم ويمدهم بالأموال، وينصرهم اليهود المنتشرون في باقي العالم، فيكونون أكثر نفيراً بالنصرة العالمية لهم، فينتصرون علينا... وبعدها يأتي وعد الآخرة أي المرة الثانية، والتي سنتغلب فيها نهائياً على اليهود ونخرجهم إلى غير رجعة من أرض المقدس... ويظل الأمر كذلك إلى حين خروج المسيح الدجال الذي يؤيده اليهود آنذاك، فيسيطر على الأرض ومنها فلسطين، وتكون نهايته على يد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام في مدينة اللد في فلسطين قبيل قيام الساعة، والله أعلم»[49].

وهذا الرأي وإن تجاوز به الدكتور السويدان الاعتراض الأول من الاعتراضين الواردين على تفسير المعاصرين، فإن الاعتراض الثاني يبقى قائماً، وهو أن اليهود المحتلين فلسطين اليوم ليسوا من سلالة إسرائيل، والآيات إنما تتحدث عن بني إسرائيل.












[1] محمد سيد طنطاوي، «بنو إسرائيل في القرآن والسنة»، ط. دار الشروق، القاهرة، ط2، (1420هـ/2000م)، ص672-673.

[2] نفسه، ص667-669.

[3] انظرها في المرجع السابق، ص667-671.

[4] د. مصطفى مسلم، «معالم قرآنية في الصراع مع اليهود»، ط. دار القلم، دمشق، ط2، (1420هـ/1999م)، ص210.

[5] ثبت من حديث أبي أمامة عند ابن ماجه وغيره أن عيسى عليه السلام، إذا نزل وصلى الصبح خلف إمام المسلمين، قال: «افْتَحُوا الْبَابَ، فَيُفْتَحُ، وَوَرَاءَهُ الدَّجَّالُ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ يَهُودِيٍّ، كُلُّهُمْ ذُو سَيْفٍ مُحَلًّى وَسَاجٍ [أي طيلسان]، فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ الدَّجَّالُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، وَيَنْطَلِقُ هَارِبًا .. فَيُدْرِكُهُ عِنْدَ بَابِ اللُّدِّ الشَّرْقِيِّ، فَيَقْتُلُهُ». أخرجه ابن ماجه في كتاب الفتن، باب فتنة الدجالِ... رقم (4077)، قال الحافظ ابن حجر: «أخرجه ابن ماجه مطولاً، وأصله عند أبي داود، ونحوه في حديث سمرة عند أحمد بإسناد حسن، وأخرجه ابن منده في كتاب الإيمان من حديث حذيفة بإسناد صحيح». فتح الباري، ط. دار السلام بالرياض، ودار الفيحاء بدمشق، ط3، 1421)هـ/2000م): 6/745: وهو في صحيح الجامع الصغير، رقم (7875).

[6] نفسه، ص206-207.

[7] الشيخ متولي الشعراوي، «تفسير الشعراوي: الخواطر»، نشر مطابع أخبار اليوم، (بلا تاريخ): 14/8366.

[8] أبو إسحاق الشاطبي، «الموافقات»، تحقيق: مشهور حسن، ط. دار ابن عفان، ط1، (1417هـ/1997م): 4/283.

[9] نفسه: 4/284-285.

[10] عبد المعز عبد الستار، «سورة الإسراء تقص نهاية إسرائيل»، مقال منشور بمجلة الأزهر، المجلد 28، ص689، عن محمد سيد طنطاوي، «بنو إسرائيل في القرآن والسنة»، ص673.

[11] تفسير الشعراوي: 14/8789.

[12] عبد الكريم الخطيب: التفسير القرآني للقرآن»، ط. دار الفكر العربي، القاهرة، (بلا تاريخ): 8 /455.

[13] محمد المجذوب، «دروس من الإسراء»، مقال منشور بمجلة الوعي الإسلامي، الصادرة عن وزارة الأوقاف الكويتية، العدد: 103، 1973، ص29.

[14] الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي، «الشخصية اليهودية من خلال القرآن: تاريخ وسمات ومصير»، ط. دار القلم، ط1، دمشق، (1419هـ/1998م)، ص341.

[15] الدكتور محمد هلال، «الإسراء وإسرائيل»، ط. دار البشير، عمان، ومؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، (1417هـ/1997م)، ص34.

[16] بسام نهاد جرار، «زوال إسرائيل 2022 نبوءة قرآنية أم صدف رقمية؟»، ط. مكتبة البقاع الحديثة، لبنان، (1993م)، ص91.

[17] نفسه، ص55.

[18] معالم قرآنية في الصراع مع اليهود، ص204.

[19] زوال إسرائيل 2022 نبوءة قرآنية أم صدف رقمية؟، ص20-21.

[20] الإسراء وإسرائيل، ص25-26.

[21] الشخصية اليهودية من خلال القرآن، ص330.

[22] عبد المعز عبد الستار، المرجع السابق، ج28 ص690، عن محمد طنطاوي، المرجع السابق، ص675.

[23] الشيخ متولي الشعراوي، «التفسير»: 5/3052.

[24] نفسه: 5/3052.

[25] محمد سيد طنطاوي، المرجع السابق، ص679.

[26] صلاح عبد الفتاح الخالدي، «الشخصية اليهودية من خلال القرآن»، ص339.

[27] نفسه، ص340.

[28] الشيخ متولي الشعراوي، «التفسير»: 5/3052.

[29] أخرجه مسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه، رقم (7299).

[30] عبد المعز عبد الستار، المرجع السابق، المجلد 28، ص690، عن محمد طنطاوي، المرجع السابق، ص675.

[31] نفسه، ص692، عن المرجع نفسه، ص677.

[32] انظر وول ديورانت، «قصة الحضارة»، ترجمة زكي نجيب محمود وآخرين، ط. دار الجيل، بيروت، (1408هـ/1988م): 2/364-365.

[33] انظر المرجع السابق: 8/58-59.

[34] الشيخ متولي الشعراوي، «التفسير»: 14/8357.

[35] نفسه: 5/3056.

[36] نفسه: 5/3056.

[37] آرثر كيستلر، «القبيلة الثالثة عشرة ويهود اليوم»، ترجمة: أحمد نجيب هاشم، ط. الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن سلسلة ألف كتاب، (1991م)، ص180.

[38] خرافات عن الأجناس، ص54، عن: محمد أحمد محمود حسن، «اليهودية التبشيرية في الكتب المقدسة»، ط. مكتبة النهضة المصرية، القاهرة (1998)، ص52.

[39] كامل سعفان، «اليهود من سراديب الجيتو إلى مقاصر الفاتيكان»، ط. دار الفضيلة (بدون تاريخ)، ص271.

[40] اليهود أنثروبولوجيا؛ لجمال حمدان، تقديم عبد الوهاب المسيري، سلسلة تصدر عن دار الهلال القاهرة، العدد (542)، فبراير 1996م، ص123.

[41] نفسه، ص146.

[42] نفسه، ص142.

[43] دوغلاس دانلوب؛ «تاريخ يهود الخزر»، ترجمة: سهيل زكار، ط. دار إحسان، ط2، دمشق (1410هـ/1990م)، ص177.

[44] القبيلة الثالثة عشرة ويهود اليوم، ص196.

[45] نفسه، ص24-25.

[46] «تاريخ يهود الخزر»، ص60.

[47] بنيامين فريدمان، «يهود اليوم ليسوا يهوداً»، إعداد زهدي الفاتح، ط. دار النفائس، ط3، بيروت (1408هـ/1988م)، ص44-45.

[48] جمال حمدان، «اليهود أنثروبولوجيا»، ص180.

[49] فلسطين: التاريخ المصور، ط. شركة الإبداع الفكري للنشر والتوزيع، الكويت، (2004م)، ص421-422.



الاعضاء الذين شكروا صاحب المشاركة أبو مالك المديني

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10-02-2019, 03:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,498
الدولة : Egypt
افتراضي الإخفاق العربي ومطرقة الموساد

الإخفاق العربي ومطرقة الموساد

. أحمد أبو دقة


وفي وقت يجتمع فيه صف كبير من أصدقاء الحكومة السورية في "سوتشي" الروسية في مسعى من موسكو لإظهار فشل الشعب السوري في انتقاء ممثليه بشجاعة، وبالتزامن مع عرض تقارير تلفزيونية حول أزمة الاقتتال الداخلي بين اليمنيين الجنوبيين واليمنيين الشماليين في عدن مستظلين بالقذائف الصاروخية التي تطلقها عليهم جماعة الحوثي من صنعاء، لم يجد النازحين العراقيين الغارقين في وحل المخيمات بالموصل من ينقذهم من الجوع رغم غرق بلادهم في بحيرة من النفط، جميع ما سبق جزء يطفو على السطح من الكوارث العربية. هناك صفحات مظلمة مليئة بالتاريخ خلال المئة عام الماضية أيضاً أوصلتنا لما نحن نعيشه اليوم، و لكون مصداقية وسائل الإعلام العربية بالنسبة لي تقترب من الصفر فقد قررت هذه المرة الخوض في كتاب "أقتل أولا: التاريخ السري للاغتيالات المستهدفة في إسرائيل" للصحفي الإسرائيلي المخضرم رونين برغمان، الكتاب يكشف عن 2700 عملية اغتيال نفذها الموساد الصهيوني خلال 70 عاماً مضت، كلها اعتمدت في نجاحها على إخفاقات بلدان عربية وإسلامية.
يقول رغمان "إن إسرائيل الصغيرة، التي تعاني من المحاولات العربية للتدمير، وضعت جيشا فعالا للغاية، يعد "أقوى آلة اغتيال في التاريخ"، بهدف التخلص من خصومها الأقوياء. إن الأجهزة السياسية في الكيان الصهيوني منذ نشأة الكيان الصهيوني اعتبرت أن مجتمع الاستخبارات هو السلاح الذي يفتك بأقل الخسائر، فكلما كان الردع الذي يخلقونه أكبر، كلما تجنبوا الحروب والصراعات الكبيرة أو على الأقل وسعوا الفجوات بين هذه الهجمات الأوسع نطاقا.
يقول مؤلف الكتاب في مقابلة مع موقع "تايمز أوف إسرائيل" إن نجاح وفعالية جهاز الموساد، أوصل الطبقة السياسية إلى حقيقة مفادها أنهم يتحصلون على أداة يمكن أن تصنع فرقاً في وقف التاريخ دون الحاجة للغوص في الصراعات السياسية.
يكشف الكاتب عن حقيقة مسيئة جداً للحالة الأمنية العربية تتعلق باستثمار الموساد للعنصر النسائي لاختراق المنظمات المعادية، ويكشف مستنداً إلى وثائق حصل عليها من الموساد، قائلاً إن عملية " فردان 1973" و التي استهدفت منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، كان أيهود باراز يتنكر فيها على شكل امرأة سمراء الشعر، و أفيرام ليفين كامرأة شقراء!.
كانت العقلية السياسية في الكيان الصهيوني تؤكد على أن وجود مجتمع استخباري قوي جداً، سيجعل الجيش الصهيوني و قوات الاحتياط في حالة من الاسترخاء بدلاً من الانتشار على طول الحدود خوفاً من الحرب.
أسس رئيس وزراء الكيان الصهيوني، ديفيد بن غوريون مؤسسة الاستخبارات الإسرائيلية في يونيو 1948، بعد ثلاثة أسابيع فقط من نكبة فلسطين عام 1948م. يقول ميئر داغان الذي شغل منصب رئيس الموساد ما بين 2002-2011، يجب خوض حرب عندما يكون السيف على عنقنا فقط. والقدرة على ضرب أهداف محددة، سواء كانت منشأة أو شخص، (تعتبر أيضا جزءا لا يتجزأ من الاستراتيجية) لمواجهة التهديدات الأمنية الوطنية أو حتى تغيير التاريخ.
يكشف مؤلف الكتاب عن تورط الموساد في تصفية المعارض المغربي مهدي بن بركة عام 1965م، وكانت القناعة الصهيونية من هذه الأفعال تغيير مجرى التاريخ، لكن وفق اعتقاد الكاتب فإن قتل القادة ليس دائماً يعطي تبعات إيجابية، فبعد مقتل عباس موسوي رئيس حزب الله الشيعي في لبنان، جاء عقبه حسن نصر الله، وعقب اغتيال الشيخ أحمد ياسين الزعيم الروحي لحركة حماس في غزة، توجهت الحركة إلى توثيق علاقتها إلى إيران بصورة أكبر من ذي قبل. يكشف رونين برغمان العديد من التفاصيل حول عملية اغتيال الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، قائلاً عقب دخول الجيش الصهيوني إلى مقر المقاطعة الذي يقيم فيه ياسر عرفات تمكن الجيش من الحصول على العديد من الوثائق المهمة، وحينما سأل برغمان رئيس المخابرات الفلسطينية في تلك الفترة توفيق الطيراوي عن سبب وجود تلك الوثائق وعدم التخلص منها أجاب قائلا: "الضابط الاحمق" الذي كان المفروض ان يحرق الاوراق قد هرب. الكتاب نشر باللغة العبرية و الإنجليزية و يكشف عن الكثير من الأسرار في العلاقات الإسرائيلية مع البلدان العربية والإسلامية وكذلك بعض الإخفاقات التي تعرض لها الموساد وملف إيران النووي وتصفية العلماء العراقيين وغيرها من الملفات التي لا تزال الكثير من علامات الاستفهام حولها.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18-02-2019, 06:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,498
الدولة : Egypt
افتراضي أبواب الأقصى ..قصة 15 باباً تقودك للحرم المقدسى فى مدينة القدس .. صور






أبواب الأقصى ..قصة 15 باباً تقودك للحرم المقدسى فى مدينة القدس .. صور

(اليوم السابع)

الإثنين، 18 فبراير 2019 05:00 م
كتب : أحمد جمعة

أبواب المسجد الأقصى


يوجد فى المسجد الأقصى 15 باب منها 10 أبواب مفتوحة وزعت فى جهتيه الشمالية والغربية، و5 أبواب مغلقة فى جهتيه الشرقية والجنوبية لأسباب عديدة، إلا أن أبواب المسجد الأقصى تشترك جميعها فى أنها أبواب خشبية .

وووفقا لتقارير رسمية فلسطينية، تبلغ مساحة المسجد الأقصى المبارك حوالى 14 ألف متر مربع، وتبلغ أطواله الغربى 491 مترا، والشرقى 462 مترا، والشمالى 310 أمتار، والجنوبى 281 مترا.

ويعرف الأقصى بأسماء متعددة تدل كثرتها على علو مكانة المسمى، وقد جمع للمسجد الأقصى المبارك وبيت المقدس أسماء تقرب من العشرين أشهرها المسجد الأقصى وبيت المقدس وإيلياء.

وللمسجد الأقصى المبارك 4 مآذن تعود لأيام العهد المملوكى، تقع 3 منها على صف واحد غربى المسجد، وواحدة فى الجهة الشمالية على مقربة من باب الأسباط.

أبواب المسجد الأقصى المفتوحة:

باب الأسباط:
أحد أهم أبواب المسجد الأقصى، ويقع على سوره الشمالي أقصى جهة الشرق. يعتبر هذا الباب، منذ أغلق المحتلون الإسرائيليون باب المغاربة فى السور الغربى للأقصى أمام المسلمين، المدخل الأساسى للمصلين، وخاصة من خارج القدس، لقربه من باب الأسباط الواقع فى سور المدينة المقدسة.

مدخله مقوس وارتفاعه 4م جدد فى الفترة الأيوبية فى عهد السلطان الملك المعظم عيسى عام 610هـ/1213م، ثم فى العهدين المملوكى والعثمانى، قبل أن يعاد ترميمه مرة أخرى عام 1817م.

وهذا الباب هو المدخل الوحيد لسيارات الإسعاف إلى المسجد الأقصى المبارك فى حالات الطوارئ لأنه أوسع الأبواب المساوية للأرض، حيث شهد خروج العديد من الجرحى والشهداء خاصة خلال مجازر الأقصى الثلاث أعوام 1990 و1996 و2000.

باب الأسباط


باب حطة:
يقع فى الحائط الشمالى من سور المسجد الأقصى، وهو الواقع بين مئذنة باب الأسباط وباب فيصل ويعد من أقدم الأبواب ويعود تاريخ عام 617 هجري، ويقول مؤرخون إن الباب موجود قبل دخول بنى إسرائيل للأرض المقدسة.

باب حطة


باب الملك الفيصل:
يقع غرب باب حطة فى السور الشمالى للمسجد الأقصى، ويعود تاريخه إلى عام 610 هجرى سمى بهذا الاسم نسبة إلى فيصل ملك العراق تخليدا لتبرعه لعمارة الأقصى.

باب الملك الفيصل


باب الغوانمة:
يقع شمال السور الغربى وسمى بهذا الاسم نسبة إلى حارة الغوانمة الواصل إليها والغوانمة عائلة يعتقد أنهم وصلوا البلاد مع صلاح الدين الأيوبى، ورمم الباب عام 707 هجرى وله أسماء أخرى منها باب الخليل وباب الغوارمة وباب درج الغوانمة.

باب الغوانمة


باب الناظر:
يقع فى الحائط الغربى من الأقصى، وهو قديم العهد جدد هذا الباب فى عهد الملك عيسى فى عام 600 هجرى، ولهذا الباب أسماء أخرى منها باب الحبس وباب ميكائيل وباب علاء الدين البصيرى وباب الرباط.

باب الناظر


باب الحديد:
يقع فى السور الغربى للمسجد الاقصى، بين بابى القطانين والناظر وله اسم آخر هو باب آرغون، وكلمة آرغون كلمة تركية تعنى الحديد.

باب الحديد


باب القطانين:
يقع فى الجهة الغربية من الأقصى، داخل السور وهو بين باب المطهرة وباب الحديد، سمى بهذا الاسم نسبة إلى سوق القطانين المحاذى له من الجهة الغربية ويعود تاريخه إلى عام 737 هجرى، ويعد باب القطانين من أجمل وأشمخ أبواب الأقصى.

باب القطانين


باب المطهرة:
يقع فى السور الغربى جنوبى باب القطانين وبالقرب منه، وهو باب قديم جدد فى العهد المملوكى على يد الأمير علاء الدين البصيرى، وقد سمى بهذا الاسم نسبة إلى "مطهرة المسجد".

باب المطهرة


باب السلسة:
وهو الكائن بمحاذاة باب السكينة فى الجهة الجنوبية من الأقصى، ويعود بناء الباب لعام 600 هجرى وقد عرف أيضا باسم باب داوود وباب الملك داوود.

باب السلسة


باب المغاربة:
يقع فى السور الغربى للأقصى، ويعود تاريخ تجديد الباب إلى عام 713 هجرى، سمى بهذا الاسم نسبة إلى مسجد المغاربة بجواره، وله أسماء أخرى مثل باب النبى وباب حارة المغاربة وباب البراق.

باب المغاربة


الأبواب المغلقة للمسجد الأقصى:

باب الجنائز:
يقع فى الجهة الشرقية من سور المسجد الأقصى بجانب باب الأسباط، وقد سمى بذلك لخروج الجنائز منه قديما إلى مقبرة الرحمة.

باب الجنائز


باب الرحمة (التوبة):
يقع فى الجهة الشرقية من سور المسجد الأقصى، أطلق عليه الصليبيون اسم الباب الذهبى، وهو اليوم يمثل مقر لجنة التراث الاسلامى وهو باب مكون من بوابتى الرحمة جنوبا، والتوبة شمالا، واسمه يرجع لمقبرة الرحمة الملاصقة له من الخارج.

باب الرحمة


الباب الثلاثى:
مغلق بالحجر ولا يمكن استخدامه، يقع فى الجهة الجنوبية من سور المسجد الأقصى، ولا زالت آثار هذا الباب ظاهرة للعيان من الخارج. وهو عبارة عن 3 مداخل متجاورة تطل على دار الإمارة والقصور الأموية القائمة جنوب الأقصى، وتقود إلى الجدار الغربى للمصلى المروانى الواقع داخل الأقصى.

الباب الثلاثى


الباب المزدوج:
مغلق بالحجر ولا يمكن استخدامه، يقع فى الجهة الجنوبية من سور المسجد الأقصى، إلى الغرب من الباب الثلاثى، تحت محراب المسجد القبلى، وهو بذلك يشكل مدخلاً من القصور الأموية التى كانت قائمة جنوب الأقصى إلى المسجد القبلى عبر ممر مزدوج يوجد أسفل الجامع، كان قديما ممرا للأمراء الأمويين، وأصبح الآن مصلىً اسمه الأقصى القديم.

الباب المزدوج


الباب المنفرد:
يقع فى الحائط الجنوبى للمصلى المروانى غربى الباب الثلاثى، أغلق صلاح الدين هذا الباب فى عهده بطريقة جعلت آثاره غير ظاهرة للعيان، والباب عبارة عن مدخل واحد كان يفضى إلى دار الإمارة الأموية، التى كانت جنوبى الأقصى، وقد اشتهر عند المؤرخين العرب باسم باب العين لأنه يؤدى إلى عين سلوان.

الباب المنفرد



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25-02-2019, 02:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,498
الدولة : Egypt
افتراضي إسرائيليات اقتصادية مصرفية!!

إسرائيليات اقتصادية مصرفية!!
د. زيد بن محمد الرماني



إن السمة الغالبة للإسرائيليات المعاصرة تتمثل في كونها إشاعات ومزاعم وأغاليط تقوم على الكذب والزور والبهتان، موّجهة ضد الإسلام، بهدف إبعاد المسلمين عن إسلامهم وتشكيكهم في حقائقه ونظمه ومبادئه، تمهيداً للسيطرة اليهودية.
خرافة "الرِّبا ضرورة اقتصادية":
حيث أطلق مروجو الخرافات الاقتصادية هذه الإسرائيلية "الرِّبا ضرورة اقتصادية" وهي خرافة من أسوأ الإسرائيليات الاقتصادية.
تقول هذه الإسرائيلية الخرافية: إن الرِّبا ضرورة لأي نظام اقتصادي معاصر، وتصُّرف مالي بين الدول والبنوك والشعوب والأفراد، وإن المال والرِّبا أمران متلازمان لا ينفصلان، وإنه يستحيل إنشاء نظام اقتصادي على غير الرِّبا، أو نجاح تبادل تجاري غير ربوي، أو تعامل مالي غير ربوي.
على أساس هذه الخرافة الإسرائيلية أقيمت أنظمة اقتصادية، وأنشئت بنوك، وأعطيت قروض وقررت خطط ووضعت مناهج دراسية في الكليات والجامعات، ودُرِّست فيها النظريات الاقتصادية، وأُلّفت لها كتب، ورُفعت لها شعارات ونُشرت لها دعايات، وقام أساتذة اقتصاديون بتدريسها للطلبة، وتخرّج عليها جموع من الخريجين.
وتكونت قناعة اقتصادية بهذه الخرافة الإسرائيلية، وأصبحت عقيدة جازمة عند قطاعات واسعة من المفكرين والمنظرِّين والمخططين والمحللين.
ووصلت عدوى هذه الخرافة إلى بلاد المسلمين ومراكز التعليم ومحاضن التربية، وراجت على جموع من الدارسين والباحثين والخريجين، ممن يزعمون أنهم مسلمون.
وأقامت حكومات المسلمين أنظمتها وخططها ومشاريعها الاقتصادية على أساس هذه الإسرائيلية الخرافية، فأنشأت البنوك والشركات والمؤسسات الربوية، وقررت التصرفات المالية الربوية، وعقدت الاتفاقيات المالية الربوية مع الدول الأخرى، وأخذت القروض المالية الربوية.
وإذا وقف داعية مصلح وأنكر هذه الإسرائيليات الاقتصادية، وبيّن خطورة الرِّبا وحُرمته وآثاره، وطالب المسلمين بالتخلي عنه وإعادة بناء المال والاقتصاد على أساس الاقتصاد الإسلامي، فإن مروجي الإسرائيليات ومصدقي الخرافات، يستغربون دعوته وينكرون عليه تفكيره ويتهمون في فهمه وعقله وفكره، إذ كيف يتجرأ ويخالف أمراً أجمع عليه العالم المعاصر؟! ويعتبرونه مدمراً للاقتصاد الوطني مخرباً للنشاط التجاري، لذلك فهو عدو للأمة واقتصادها ومالها وتقدمها وازدهارها.
أما إذا بشّر هذا المسلم الداعية بنظام اقتصادي إسلامي ناجح خالٍ من الرِّبا، وبيّن أسسه وقواعده فإن مصدّقي الإسرائيليات الاقتصادية يجعلونه مادة للسخرية والاستهزاء، فهو - في نظرهم - غبي جاهل ضعيف العقل غير واقعي، يقولون عنه هذا حتى لو كان من كبار المفكرين الاقتصاديين والمختصين في شؤون المال والتجارة.
علماً بأن الإسلام حرّم الرِّبا تحريماً جازماً صريحاً، وآيات القرآن واضحة في تحريمه وبيان خطورته المدمرة على الاقتصاد الوطني والعالمي، كما في سورة البقرة }الذين يأكلون الرِّبا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس، ذلك بأنهم قالوا: إنما البيع مثل الرِّبا، وأحل الله البيع وحرّم الرِّبا....{ [البقرة: 275-281].
وقد أورد سيد قطب رحمه الله في تفسيره لهذه الآيات حقائق ثمانية، تبيِّن كذب الخرافة الإسرائيلية في اعتبار الرِّبا ضرورة اقتصادية عالمية:
1) لا إسلام مع قيام نظام ربوي في بلاد المسلمين.
2) النظام الربوي بلاء على الإنسانية في إيمانها واقتصادها.
3) النظام الاقتصادي في الإسلام لا ينفصل عن النظام الأخلاقي.
4) التعامل الربوي يفسد ضمير الفرد المرابي وخلقه.
5) حين حرّم الإسلام التعامل الربوي أقام نظم حياة المسلمين على أساس الاستغناء عنه.
6) يستحيل أن يحرّم الله الرِّبا ويكون فيه خير أو منفعة للبشرية.
7) الإسلام لا يلغي المؤسسات المصرفية، ولكنه يطهرها من لوثة الرِّبا.
8) الزعم باستحالة قيام الاقتصاد العالمي على أساس غير الأساس الربوي، ما هو إلا خرافة وأكذوبة ضخمة.
يقول تعالى: }يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الرِّبا، إن كنتم مؤمنين، فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله، وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تُظلمون، وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة، وأن تصدقوا خير لكم...{.
ومما يُثبت كذب هذه الخرافة وخطأها، نجاح المسلمين وبجهودهم المتواضعة في تأسيس مصارف إسلامية وشركات ومؤسسات إسلامية، وبيوت استثمار لمشاريع تجارية إسلامية، على أساس النظام الاقتصادي الإسلامي، خالية من التعامل الربوي.
وقد اعترف اقتصاديون وخبراء ماليون، حتى من الغربيين؛ بنجاح النشاط التجاري الإسلامي غير الربوي، واعترفوا بإمكانية إقامة نظام اقتصادي غير ربوي. وبذلك تلاشت تلك المزاعم والخرافات الإسرائيلية!!. وما الأزمة المالية العالمية الأخيرة ببعيدة.
فكيف لو صاغت دول المسلمين أنظمتها الاقتصادية على غير الرِّبا؟!!..

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 25-02-2019, 02:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,498
الدولة : Egypt
افتراضي حقيقة العداوة بين المسلمين واليهود

حقيقة العداوة بين المسلمين واليهود


محمد صالح المنجد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فإن الأمة المسلمة تمرّ هذه الأيام بأحوال عصيبة وأحداث مؤلمة ومن أكبرها تسلّط اليهود على المسلمين في أرض فلسطين يقتّلون رجالهم وأبناءهم ويروّعون نساءهم وأطفالهم ويحرقون مساجدهم ويهدمون بيوتهم ويحاصرونهم ويجوّعونهم.
والمسلم ينطلق في رؤيته وحكمه على الأحداث من الكتاب والسنة، ولنا مع هذه الأحداث الوقفات التالية نذكّر بها أنفسنا ونستبصر طريقنا ونعدّ العدّة لعدونا.
لماذا نكره اليهود: نحن نكره اليهود لأجل ربنا، ونبغضهم في الله لأنهم سبّوا الله وقتلوا أنبياءه وشتموهم.
- فهم الذين أخبرنا الله عنهم في كتابه بقوله: { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ } [المائدة:64].
- وهم الذين قالوا: { إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ } [آل عمران:181].
- وهم الذين ادّعوا الولد لله: { وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ } [التوبة:30]، تعالى الله عن قولهم { لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا } [الفرقان:2].
- هؤلاء أنفسهم الذين قالوا في تلمودهم المزعوم: ليس الله - نستغفره سبحانه - معصوماً من الطيش والغضب والكذب.
- وفي تلمودهم أيضا: للحاخامات السيادة على الله، وعليه أجْراء ما يرغبون فيه.
- ويقولون: يقضي الله ثلاث ساعات من النهار يلعب مع ملك الأسماك.
تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا: { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ . لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِين َ. بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } [الأنبياء:16-18].
- وفي تلمودهم: اليهودي أحب إلى الله من الملائكة، فالذي يصفع اليهودي كمن يصفع العزة الإلهية.
وقد كذبهم الله فقال: { وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ } [المائدة:18].
- ومما قالوه في تلمودهم أيضا: إن الله يستشير الحاخامات على الأرض حين توجد معضلة لا يستطيع حلها في السماء. تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
وهل يوجد شيء لا يقدر عليه الربّ ؟ سبحانه وتعالى وهو على كل شيء قدير، { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [يس:82].
- وقالوا في التلمود بوقاحة فاجرة: أن تعاليم الحاخامات لا يمكن نقضها أو تغييرها ولو بأمر الله.
سبحان الله وهو القائل عن اليهود: { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ } [التوبة:31]، وهؤلاء الذين قال الله عنهم: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ } [التوبة:34].
- هؤلاء اليهود الذين يرون أنفسهم كل شيء ولا يعدّون غيرهم شيئا، ومن أقوالهم في غير اليهود كما جاء في تلمودهم:
• نطفة غير اليهودي كنطفة باقي الحيوانات
• يجب على كل يهودي أن يبذل جهده لمنع استملاك باقي الأمم في الأرض لتبقى السلطة لليهود وحدهم.
• لو لم يخلق الله اليهود لانعدمت البركة في الأرض.
• الخارجون عن دين اليهود خنازير نجسة.
• أرواح اليهود عزيزة عند الله، وبالنسبة لباقي الأرواح فالأرواح غير اليهودية أرواح شيطانية تشبه أرواح الحيوانات.
• اليهودي لا يخطئ إذا اعتدى على عرض غير اليهودية، لأن كل عقد زواج عند غير اليهود باطل، فالمرأة غير اليهودية تعتبر بهيمة، والعقد لا يقوم بين البهائم.
• لليهود الحق في اغتصاب النساء غير اليهوديات.
• الزنا بغير اليهود ذكورا كانوا أو إناثا لا عقاب عليه لأنهم من نسل الحيوانات .
• ليس للمرأة اليهودية أن تشكوا إذا زنى زوجها بأجنبية في بيت الزوجية.
وليس بمستبعد أن يقولوا هذا الكلام وهم الذين قال الله فيهم: { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [آل عمران:75].
- ومن اعتقادهم في مصير غير اليهود في الآخرة ما نصّوا عليه في تلمودهم: - النعيم مأوى أرواح اليهود ولا يدخل الجنة إلا اليهود.
وهذا موافق لما ذكره الله عنهم بقوله: { وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } [البقرة:111].
- وهؤلاء اليهود هم الذين قتلوا أنبياء الله وسبوهم وشتموهم وقالوا عن عيسى عليه السلام في تلمودهم: إنه ابن زنا وإن أمه حملت به خلال فترة الحيض وأنه مشعوذ ومضلل وأحمق وغشاش بني إسرائيل وأنّه صلب ومات ودفن في جهنم وأنه يعذّب فيها في أتون ماء منتن يغلي.
وقد قال الله تعالى في فريتهم على المسيح عليه السلام وأمه: { فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا . وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا . وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا } [النساء:155-157].
- وهم الذين قالوا في تلمودهم في عداوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: حيث أن المسيح كذاب وحيث أن محمدا اعترف به والمعترف بالكذاب كذاب مثله، يجب أن نقاتل الكذاب الثاني كما قاتلنا الكذاب الأول.
( لبقية أقوالهم في التلمود ينظر: "فضائح التلمود" آي براناتيس ص: 57 وما بعدها وكتاب "دفائن النفس اليهودية" محمد الزعبي) .
وهاهم اليوم يقولون إن الله ندم على خلق الفلسطينيين، ويلفّون رأس خنزير في أوراق مصحف مكتوب عليها "محمد" لإلقائها في المسجد الأقصى إغاظة للمسلمين، ورسموا خنزيرا على جدار وكتبوا عليه اسم نبينا ووقّعوا تحت ذلك بنجمة داود.
- فعداوتنا لهم إذا عداوة عقدية وليست سياسية، إننا لا نبغضهم فقط لأنهم محتلين بل لأمر قبل ذلك هو أكبر بكثير كما تقدّم، ثم نحن نبغضهم أيضا لجرائمهم في حقّ بيت الله المسجد الأقصى وقيامهم بإحراقه ومحاولات هدمه وحفر الأنفاق الكثيرة تحته ثم قتلهم إخواننا واستعمال الأسلحة الفتاكة التي تحفر رصاصاتها في رؤوس المسلمين ثم تنفجر داخلها:
- 10شظايا وجدت في دماغ طفل مسلم ورصاص يُطلق من أسلحة كاتمة للصوت حتى لا ينتبه المسلمون أنّ أحدا من إخوانهم سقط جريحا فيسارعون إلى إسعافه وصواريخ تنفجر في أجساد المسلمين العزّل حتى لا تعرف عائلة أحدهم ملامحه ولا يستطيعون التعرّف عليه وغازات سامة يُزعم أنها لتفريق المظاهرات وهي في الحقيقة تصيب بالاختناق القاتل وإطلاق الرصاص على سيارات الإسعاف وقتلوا بعض رجال الإسعاف وجرحوا آخرين ومنعوا سيارة تقلّ امرأة مسلمة على وشك الوضع من إكمال طريقها إلى المستشفى حتى وضعت جنينها في السيارة وأطلقوا رصاص 500 و800 ورصاص الدمدم ففجّروا رؤوس الضحايا المسلمين: مائة وستون قتيلا وخمسة آلاف جريح ومئات المعوقين وأصحاب العاهات الذين باتوا لا يستطيعون الإنفاق على أسرهم. ومواد كيماوية في خزانات مياه الشرب في فلسطين لتعقيم النساء المسلمات وإصابتهن بعدم القدرة على الإنجاب وتغيير المناهج الدراسية للمسلمين في فلسطين حذفا وإضافة بما يوافق أهواءهم.
- إننا نؤمن أنّ الله سبحانه وتعالى ليس في أفعاله تعالى شرّ محض بل لا بدّ أن يكون في خير بوجه من الوجوه كما هو معتقد أهل السنة والجماعة، فها نحن رأينا خلال الأحداث الدامية على أرض فلسطين مظاهر إيجابية صدرت من المسلمين تبشّر بمستقبل مشرق ونصر قادم بإذن الله فمن ذلك:
- وجود القناعة العظيمة عند جماهير المسلمين بأنّ الطريق الوحيد لهزيمة اليهود هو الجهاد في سبيل الله فعظمت المطالبة بإقامة هذه الفريضة وذروة سنام الإسلام.
- سقوط الرايات القومية والثورية والوطنية والديموقراطية وكلّ الطّرق الجاهلية وارتفاع رايات لا إله إلا الله بأيدي المسلمين.
- وجود الجرأة العجيبة والشجاعة الكبيرة لدى الجموع المسلمة الغفيرة في فلسطين للتصدي لليهود بدباباتهم ومركباتهم وأسلحتهم وعدتهم وعتادهم.
- عودة قاعدة الجسد الواحد إلى جموع هذه الأمة وبوادر التطبيق العملي للصورة التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر» حديث صحيح.
- وقد تجلى ذلك في هذه الصدقات العظيمة المبذولة من المسلمين لإخوانهم، والبوادر الطيبة في نقل بعض الجرحى لعلاجهم وعيادة المسلمين لهم، وأدعية القنوت المرفوعة في طول البلاد الإسلامية وعرضها، وتعبير جموع المسلمين بشتى مستوياتهم عن وقوفهم بجانب إخوانهم، بل محاولة بعض أطفال المسلمين الذّهاب إلى أرض فلسطين لإلقاء الحجارة على اليهود !!.
- وضوح المنطلق الإسلامي للقضية عند الكثيرين من المسلمين وتجلّى ذلك في شعاراتهم المبيّنة لإسلامية القضيّة ومكانة المسجد الأقصى عند المسلمين وكان أشدّ ما آذى اليهود - كما اعترف بعض منظّريهم - شعار: خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود، وقال أحد اليهود: علينا أن نعي حراجة الوضع الذي نحن فيه، فهؤلاء لا يقصدون أنّ جيش محمد سيأتي فقط من مدن الضفّة الغربية وقطاع غزّة، إنهم يقصدون أنّ هذا الجيش سيأتي من كل مكان فيه من يحترم محمدا ويصدّق أنه نبي، فلا تتحدّثوا بعد ذلك عن السلام.
- توقّف عملية التطبيع مع اليهود أو تباطئها وهي من أشدّ الأخطار على الأمّة، وخفتت أصوات دعاة السلام مع اليهود وهم يرونهم ينقضون مواثيقهم واتفاقياتهم وعهودهم عهدا بعد عهد، مصداقا لقول الله تعالى فيهم: { أَو َكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ } [البقرة:100].
وإننا بالرغم ما رأينا من المظاهر العظيمة التي تدعو إلى التفاؤل فإننا يجب أن لا ننسى ما يلي:
- أن سبب هذا الذلّ والهوان الذي نعيشه هو حالنا نحن، وأنّ كلّ ما أصابنا من سيئات فمن أنفسنا، وإذا أردنا أن يرفع الله عنا الذلّ فلا بدّ من العودة إليه سبحانه: { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ } [الرعد:11] وأنّ الأمة يجب أن تتوب مما وقعت فيه من الشّرك والبدع والمعاصي والموبقات.
- أنّ هناك غبشاً لا يزال عند البعض في طلب النّصرة من المشركين والاعتماد على الكفّار والوقوع في الخلط بين الرايات الإسلامية ورايات أهل الشّرك، ومن شروط النصر أن يزول هذا الخلط: { لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ } [الأنفال:42]. وأنّ طريقنا يبدأ بكلمة التوحيد حتى يصل إلى توحيد الكلمة بناء على منهج الرسل صلوات الله وسلامه عليهم.
- أنّ بيننا وبين إعداد العدّة التي أمر الله بها بونا شاسعا، فأين العمل بقوله تعالى: { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ } [الأنفال:60].
وأخيرا فإننا نسأل الله تعالى أن ينجيّ المستضعفين من المؤمنين وأن يذلّ اليهود والمشركين وأن ينصر الموحدّين ويخرج اليهود من بيت المقدس أذلة صاغرين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-03-2019, 01:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,498
الدولة : Egypt
افتراضي فضائل المسجد الأقصى

فضائل المسجد الأقصى



للمسجد الأقصى وبيت المقدس فضائل جمة وبركات وفيرة ذُكِرت في كتاب الله وسُنة نبيه صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم،
والتي منها:

قبلة المسلمين الأولى:
كانت القبلة إلى المسجد الأقصى لمدة ستة أو سبعة عشر شهرًا قبل نسخها وتحويلها إلى الكعبة بيت الله الحرام.

ثاني مسجد وُضِع في الأرض:
هو ثاني المساجد في الأرض بعد المسجد الحرام؛ فعن أبي ذر رَضِي الله عنْهُ قال: قلت يا رَسول اللهِ أي مسجد وُضِع في الأرض أولًا؟ قال: «المسجد الحرام»، قال: قلت: ثُمَّ أي؟ قال: «المسجد الأقصى»، قلت: كم كان بينهما؟ قال: «أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعدُ فصلّه، فإن الفضل فيه» (رواه البخاري).

مُبارك ما فيه وما حوله:
هو مسجد في أرضٍ باركها الله حيث قال: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الإسراء: 1].
قيل: لو لم تكن فضيلة إلا هذه الآية لكانت كافية، وبجميع البركات وافية.


مسرى النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم:
كان الإسراء من أول مسجد وُضِع في الأرض إلى ثاني مسجد وُضِع فيها، فجمع له فضل البيتين وشرفهما، ورؤية القبلتين وفضلهما.

دعوة موسى عَليه السلام:
كان من تعظيم موسى عليه السلام للأرض المُقدسة وبيت المقدس أن سأل الله تبارك وتعالى عند الموت أن يُدنيه منها.
روى البخاري في صحيحه مرفوعًا: «فسأل موسى الله أن يُدنيه من الأرض المُقدسة رمية بحجر، فلو كنت ثَمَّ لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر».
قال النووي: "وأما سؤاله -أي موسى عليه السلام- الإدناء من الأرض المُقدسة فلِشرفها، وفضيلة من فيها من المدفونين من الأنبياء وغيرهم".

البُشرى بفتحه:
وتلك من أعلام النبوة أن بشَّر صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم بفتحه قبل أن يُفتَح، عن عوف بن مالِك رَضِي الله عنْهُ قال:
أتيت النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم في غزوة تبوك وهو في قبة من أَدم، فقال: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ: «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ مَوْتِي ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنْ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا» (رواه البُخاري).

إليه تُشَد الرحال:
أجمع أهل العلم على استحباب زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، وأن الرحال لا تُشَد إلا إلى ثلاثة مساجد منها المسجد الأقصى؛ قال صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم: «لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَمَسْجِدِي هَذا».

فيه يُضَاعف أجر الصلاة:
عن أبي ذر رَضِي الله عنْهُ قال: تذاكرنا ونحن عند رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم أيهما أفضل: أمسجد رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم أم بيت المقدس؟ فقال رَسول اللهِ صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم: «صلاةٌ في مسجدي أفضلُ من أربع صلوات فيه، ولَنِعمَ المُصَلَى هُو، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعًا». قال: أو قال: «خيرٌ له من الدنيا وما فيها».

فضل الصلاة فيه:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا: حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لَأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ وَأَلَّا يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ».

أرض المحشر والمنشر:
في بيت المقدس الأرض التي يُحشَر غليها العباد، ومنها يكون المنشر، فعن ميمونة بنت سعد مولاة النبي صَلَى اللهُ عَليهِ وَسلَّم قالت: يا نبي الله أفتِنا في بيت المقدس. فقال: «أرض المحشر والمنشر» (صححه الألباني في فضائل الشام ودمشق للربعي).



من كتاب: (المسجد الأقصى.. الحقيقة والتاريخ)
منقول

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08-03-2019, 04:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,498
الدولة : Egypt
افتراضي يا قدس معذرة

يا قدس معذرة :
حسن محمد كنعان


يا قدسُ عذراً ففي الأحداقِ أحزانُ
ترنو إليكَ ودمعُ العين هتّانُ


أمّا القلوب فتُدميها مواجعنا
و
القدسُ رغم جنونِ الصّمت عنوانُ

قد مرّ قرنٌ على آثار محنتنا
وما تغيّر حال أو علا شانُ

بالأمس أجدادنا للفتح قد عبروا
كل الحدود وملءُ القلبِ إيمانُ

فأسّسوا دولةً للحقّ ترهبها
ممالكٌ تاجها كفرٌ وطغيانُ

إنّ المعاركَ في التاريخ شاهدةٌ
ما نالها بعد طول الهجر نسيانُ

يا قدسُ كم كُنتَ للأحرار قبلتهمْ
ما هنتَ عندهمُ يوماً ولا هانوا


شعبٌ على مذبح التاريخ أسلمهُ
من رام عيشاً وأهلُ الحقّ قُربانُ

لكنّ شعباً تولّى أمرَ محنتهِ
يوماً سيرجعُ حُرّاً وهو نشوانُ

يا من يغُطّون في نوم الخنوع أما
ملّتْ جنوبكمُ والذلُّ إدمانُ

وفاجأتكمْ صروفُ الدّهرِ فاتعظوا
عودوا إلى الله إنّ الخُلفَ عصيانُ

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09-03-2019, 03:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,498
الدولة : Egypt
افتراضي غارات إسرائيلية تستهدف مواقع لحماس ردا على إطلاق قذيفة من قطاع غزة

غارات إسرائيلية تستهدف مواقع لحماس ردا على إطلاق قذيفة من قطاع غزة




نشرت في : 09/03/2019 - 09:52




قصف على غزة فرانس 24
نص : مونت كارلو الدولية | أ ف ب



أعلن الجيش الإسرائيلي السبت 9 آذار – مارس 2019 أنه قصف عدة مواقع لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، ردا على إطلاق قذيفة من القطاع صوب إسرائيل مساء الجمعة 8 آذار – مارس.
إعلان



وقال بيان للجيش الإسرائيلي إنّ "طائرات مقاتلة تابعة للجيش الاسرائيلي قصفت عدة أهداف عسكرية في مجمع لحماس في جنوب قطاع غزة وأنفاقا تحت الارض في شمال قطاع غزة".
وأضاف البيان إن "الضربات جاءت ردا على قذيفة صاروخية اطلقت من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية" إضافة إلى "بالونات تحمل مواد متفجرة" ومحاولات تدمير "البنى التحتية الامنية".
ومساء الجمعة، أشار الجيش الإسرائيلي الى إطلاق قذيفة من قطاع غزة على إسرائيل، أكّد أنّها سقطت في ارض خلاء.
وأفاد مسؤولون أمنيون في غزة أنّ الضربات الإسرائيلية لم تسفر عن وقوع إصابات.
وقال مصدر أمني فلسطيني إنّ الغارات الإسرائيلية استهدفت "موقع الشرطة البحرية (تديرها حماس) في منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة، وموقع في حي الزيتون (شرق) وموقع في منطقة جحر الديك (جنوب مدينة غزة) وموقعين في دير البلح وخان يونس (جنوب القطاع) أسفرت عن أضرار كبيرة من دون أن نبلغ عن وقوع إصابات".
وذكر شهود عيان أن المواقع المستهدفة تابعة لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
وقتل فلسطيني وأصيب 48 أخرون على الاقل بنيران الجيش الاسرائيلي خلال مواجهات اندلعت خلال احتجاجات "مسيرات العودة وكسر الحصار" الجمعة قرب السياج الحدودي شرق قطاع غزة.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن "نحو 8400 من المتظاهرين ومثيري الشغب تجمعوا في عدد من المواقع على طول السياج الأمني في قطاع غزة"، واتهمهم "بالقاء عبوات ناسفة وحجارة على السياج الأمني والجنود كما أشعلوا أيضا الإطارات".
وبدأت الاحتجاجات التي يتخللها غالبا مواجهات بين المتظاهرين والجيش، على طول حدود قطاع غزة في 30 مارس/اذار العام الماضي، للمطالبة برفع الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من عقد على القطاع، وتثبيت حق اللاجئين في العودة.
ومنذ نحو عام قُتل ما لا يقل عن 253 فلسطينيا خلال هذه الاحتجاجات التي تبلغ الذروة كل يوم جمعة قرب الحدود، وقتل جنديان إسرائيليان خلال الفترة نفسها.
وتسود القطاع المحاصر الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ أكثر من عشر سنوات وشهد ثلاث حروب، تهدئة هشة بين حماس واسرائيل



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09-03-2019, 04:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,498
الدولة : Egypt
افتراضي برقية إلى من حَقّرَ سيد حطين*!

برقية إلى من حَقّرَ سيد حطين*!

د. عمر ليثي




صلاحَ الدِّينِ معذِرةً صلاحا
لقد نكأَ ابنُ زيدانٍ جراحا



يقول: حَقِرْتَ! يا نجمَ المعالي
وقولي فيكَ يمحو ما ألاحا



وما ضرَّ السحابَ كَنَهْوَرِيّاً
إذا ما الجَروُ سالحَه نُباحا؟



سوى أنْ قال ماءُ المُزْن عذبٌ
وجِلدي أجربٌ يبغي مِلاحا!



وذَكَّره طَهورُ السحْبِ قهراً
بأن الدين نجَّسه صُراحا!



صلاحَ الدين قولي مِلءُ رَوْضٍ
وقول العِلج يملأ مُسْتَراحا



زها لما أُبيح له خَلاءٌ
وحار يبولُ أو يُلقِي سُلاحا



فقال: كلاهما! وأضاف قيئاً
وأتبع قيئَه قيْحاً قُياحا!



فمعذرةً إذا كنَّا قديماً
تركناه يشاتمنا كِفاحا



ولم نَرْدُدْ مقالةَ مُستهانٍ
فقام يَسبُّنا فيكَ ارتياحا



إذا ما العبدُ عربدَ فاستهنَّا
مضَى ثمِلاً يُسقِّي الناسَ راحا



لقد أهوى بِسبِّك في خَبالٍ
وصيَّر عِرضه كلأً مُباحا



ولستُ أرومُ رعيَ الشعرِ فيه
ولكنِّي أُحرِّقُه اجتياحا



وكيف يسير قولُك في قَميءٍ
ذُؤابتُه تبينُ لكَ انبطاحا؟



صلاحَ الدين إنَّا ملءُ دهرٍ
فِصاحٌ نَعتفي قوماً فِصاحا



ولكنَّ الأزِمَّةَ عن هوانا
تولت فاطَّلبناها سِفاحا



كأنْ قد قيل لم تُنَل الأماني
إذا ما هَلَّ طالبُها وصاحا!



فغادر بعضُنا سراً يرجِّي
وأُقعِد بعضُنا يرجو انتزاحا



هوانٌ شفَّنا فاهتزَّ قَزْمٌ
لطَوْلك كي يبوءَ به افتضاحا



لقد حقَرت أياديك الأعادي
فحقَّرها يروم لها بَراحا



وكيف يزول عن وصفٍ أسيرٌ
مَنَنْتَ عليه غدواً أو رواحا؟



وغُرَّة فتحِك الميمونِ بدرٌ
فمن يُلقِي على بدرٍ وشاحا؟



لقد وصم الزمانَ وساكنيه
ومصراً حين آوتْهُ ارتِزاحا



أتُلعنُ في الكِنانة وهْي قدسٌ
على رُغم البريَّة لا تُلاحَى؟



وأيُّ مقدسٍ فيها إذا ما
رأتْ عينُ الزمان بك اجتراحا؟



صلاحُ الدين شمسٌ فوق شمسٍ
كمصرٍ إن عشِقتَ بها صباحا



يُعبِّق ذِكرُه الأنحاءَ طرّاً
كأنكَ قد وكلتَ به رِياحا



مضى والنيلَ هذا كوثريٌّ
وذاك يَعُلُّنا المجدَ القَراحا



وقد تمتْ لنا ظُلل المخازي
بأرض النيل إنْ نكِرتْ صلاحا



فلا، وفتًى يقول الشعرَ عفواً
ويُلقِي زُبدةَ القولِ اقتراحا





(*) البيان : في حلقة متلفزة لأحد البرامج الشهيرة التي تذاع من مصر على إحدى الفضائيات تهجَّم الكاتب والروائي المصري يوسف زيدان على القائد صلاح الدين واصفاً إياه بأنه «من أحقر الشخصيات في التاريخ الإنساني»، مدعياً ظلمه للفاطميين (العبيديين) حيث أسقط صلاح الدين الدولة العبيدية الشيعية في مصر.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 204.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 197.96 كيلو بايت... تم توفير 6.05 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]