الجملة الوحيدة المكتوبة على العرش - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         كلام جرايد د حسام عقل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13 - عددالزوار : 14 )           »          تأمل في قوله تعالى: {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره... } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          بيان معجزة القرآن بعظيم أثره وتنوع أدلته وهداياته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          { ويحذركم الله نفسه } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          رمضان والسباق نحو دار السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          جدول لآحلى الأكلات والوصفات على سفرتك يوميا فى رمضان . (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 770 )           »          منيو إفطار 19 رمضان.. طريقة عمل الممبار بطعم شهى ولذيذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          جددي منزلك قبل العيد.. 8 طرق بسيطة لتجديد غرفة المعيشة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-12-2020, 06:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,649
الدولة : Egypt
افتراضي الجملة الوحيدة المكتوبة على العرش

الجملة الوحيدة المكتوبة على العرش
د. عثمان محمد غريب





نصوص وفهوم (7)

الجملة الوحيدة المكتوبة على العرش




حينما تستقرئ نصوص القرآن المجيد والسُّنة المطهرة؛ لا تجد كلمةً كتبها الله تعالى على نفسه سوى الرحمة، وقد نصَّ القرآن الكريم في أكثر من موطنٍ على ذلك؛ قال تعالى: ﴿ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ﴾ [الأنعام: 12]، وقال عزَّ مِن قائل: ﴿ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنعام: 54].


ثم إننا لا نجد في أي نص ثابت أن الله تعالى كتب على عرشِه جملةً غير قوله عز وجل: ((إن رحمتي سبقت - أو غلبت - غضبي))؛ فقد ثبت في الحديث الذي رواه الشيخان في صحيحَيْهما عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لَمَّا قضى الله الخلق كتب في كتابِه، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي غلبت غضبي))[1].


ونستنبط من مجموع روايات هذا الحديث الجليل ما يأتي:
أولًا:أن الله تعالى قد كتَب هذه الجملة المباركة على نفسِه كما جاء في حديث أبي هريرة في الصحيحين.
ففي رواية البخاري عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((لَمَّا خلق الله الخلق كتب في كتابه، وهو يكتب على نفسه، وهو وضع عنده على العرش: إن رحمتي تغلب غضبي))[2].


وفي رواية مسلم عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لَمَّا قضى الله الخلق كَتَبَ في كتابه على نفسِه، فهو موضوع عنده: إن رحمتي تغلب غضبي))[3].
قال الطيبي: (شبَّه حكمَه الجازمَ الذي لا يعتريه نسخ، ولا يتطرَّق إليه تغيير، بحكمِ الحاكم إذا قضى أمرًا وأراد إحكامه عقد عليه سجلًّا، وحفظه عنده ليكونَ ذلك حجة باقية محفوظة من التبديل والتحريف)[4].


ثانيًا:أن الله تعالى وضع هذا الكتاب عنده فوق عرشه، ولا يخفى ما في هذا الوضع من إجلالٍ وتعظيم وتكريم للكتاب.
قال الإمام الطيبي رحمه الله تعالى: "وقوله: ((فوق العرش)) تنبيهٌ على تعظيم الأمر وجلالة القدر؛ فإن اللوح المحفوظ تحت العرش، والكتاب المشتمل على هذا الحكم فوق العرش".


ثم يذكر الطيبي تعليلًا لتخصيص هذا الكتاب بوضعه عنده فوق العرش، ووضع اللوح المحفوظ تحت العرش، أن اللوح المحفوظ يتعلَّق بعالم العدل؛ أي: عالم السماوات والأرض والأسباب والمسببات، ومعلوم أن السماوات والأرض لم تَقُمْ إلا بالعدل، والعدل يقتضي إثابة المطيع وعقاب العاصي، حسب ما يقتضيه العمل، من خير أو شر، ومعلوم أن الشر والمعاصي أكثر من الخير والطاعات؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [هود: 17]، وقال: ﴿ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [يوسف: 103]، وقال: ﴿ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴾ [الإسراء: 89]، وقال: ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 243].


ومعلوم أن كثرة الكفر والشر مراعاة لجانب العدلتقتضي غلبةَ الغضب على الرحمة؛ لكثرة موجبه ومقتضيه، كما قال تعالى: ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ ﴾ [النحل: 61].
ولكن قولَه عز وجل في الحديث القدسي المارِّ ذكرُه: ((إن رحمتي غلبَت غضبي))، والذي كتبه الله على نفسه ووضعه عنده على عرشه - يستدعي غلبةَ رحمته على غضبه، وهذا ما يسمى بالفضل، فتكون سَعةُ الرحمة وشمولُها على البرية، وقَبول إنابة التائب والعفو عن المشتغِل بذنبه المنهمِك به، كما في قوله تعالى: ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الرعد: 6] -أمرًا خارجًا عن اللوح المحفوظ، مترقيًا من عالم الجزاء العدل إلى عالم الفضل الذي هو فوق العرش.


ثالثًا: مِن معاني غلبة رحمة الله على غضبه، أن غضبه لا يَسَعُ كلَّ شيء، بخلاف رحمته التي وسِعَت كل شيء، قال تعالى: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 156]، فثبَت أنه تعالى رب العالَمين، ومُحسِن إلى الخلائق أجمعين، أما غضبه فهو خاصٌّ بمَن شاء من العاصين والمذنبين، وقد يعفو عن العاصي ولا ينتقم منه، وهذا العفو عن الذنب والعصيان كثيرٌ، قال تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]، ومَن مِن الخلائق لم يرحَمْه الله تعالى قط، ولم تَسَعْه رحمته؟! ومَن منَّا أذنب فلم يَستُرْه الله تعالى، بل مَن منا مَن لم يُغدق عليه مِن نعمه لعله يتوب، وإلى ربه يؤوب!


ثم إن في سبق الرحمة - كما قال ملا علي القاري - بيانَ أن قسط الخلق ها هنا أكثر مِن قسطهم من الغضب، وأنها تنالُهم من غير استحقاق، وأن الغضب لا ينالُهم إلا باستحقاق، ألا يرى أنها تشمل الإنسان جنينًا ورضيعًا وفطيمًا وناشئًا، مِن غير أن يصدر منه طاعة استوجب بها ذلك، ولا يلحقه الغضب إلا بما يصدر عنه من المخالفات، ﴿ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾ [هود: 118، 119]، فلله الحمد على ما ساق إلينا من النعم قبل استحقاقها[5].


رابعًا: أن هذا الكتاب الموضوعَ عنده فوق عرشه لا يَعْتَوِرُه نسخٌ ولا تبديل ولا تغيير؛ لأن الله تعالى إذا كتب شيئًا على نفسه، فإنه لا ينسخه ولا يُبدِّله ولا يُغيِّره؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الأنعام: 54]، أما غيره، فقد يُغيِّره الله تعالى ويمحو منه ما يشاء ويُثبِت، قال تعالى: ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ [الرعد: 39].


خامسًا:أن قوله عليه الصلاة والسلام: ((فهو مكتوب عنده فوق العرش)) - يدل على أنه لا يمكن لأحدٍ الاطلاعُ على تفاصيل ما في هذا الكتاب المكتوب عند الله تعالى فوق عرشه.
قال الطيبي رحمه الله تعالى في وصف هذا الكتاب: "وعلى كلٍّ فالمكتوب إنما هو هذه الجملة، ويُؤيِّده قوله: ((فهو مكتوب عنده فوق العرش))، والمعنى أنه مكتوب عن سائر الخلائق، مرفوعٌ عن حيز الإدراك، وقيل: معناه أنه مثبت في علمه سبحانه، وأما اللوح المحفوظ، فقد يطَّلِع على بعضِ معلوماته مَن أراد الله من ملائكته وأنبيائه وخُلَّص أوليائه من أرباب الكشوف، لا سيما إسرافيل عليه السلام، فإنه مُوكَّل عليه ويأخذ الأمور منه، فيأمر جبريل وميكائيل وعزرائيل عليهم الصلاة والسلام، كلًّا بما هو مِن جنس عمله؛ على ما ورد في بعض الأخبار والآثار"[6].
اللهم ارزقنا مما كتبته على نفسك، واجعلنا رحماء بعبادك
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
د. عثمان محمد غريب
كلية العلوم الإسلامية - جامعة صلاح الدين - أربيل
13 - ذو الحجة - 1438هـ
4 - 9 - 2017


[1] صحيح البخاري - كتاب بَدْء الخلق - باب ما جاء في قول الله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ﴾ [الروم: 27].

[2] صحيح البخاري - كتاب التوحيد - باب قول الله تعالى: ﴿ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾ [آل عمران: 28].

[3] صحيح مسلم - كتاب التوبة - باب في سَعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه.

[4] شرح الطيبي على مشكاة المصابيح، المسمى بـ(الكاشف عن حقائق السنن)، شرف الدين الحسين بن عبدالله الطيبي، (743هـ)، تحقيق: د. عبدالحميد هنداوي، مكتبة نزار مصطفى الباز (مكة المكرمة - الرياض)، الطبعة: الأولى، 1417 هـ - 1997 م، 6 /1860.

[5] مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، علي بن (سلطان) محمد، أبو الحسن، نور الدين الملا الهروي القاري، (المتوفى: 1014هـ)، دار الفكر، بيروت - لبنان، الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م، 9 /3634.

[6] مرقاة المفاتيح: 9/ 3634.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.75 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.87 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.99%)]