|
|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
عودتي للتفكير في الفعل الشاذ
عودتي للتفكير في الفعل الشاذ د. ياسر بكار السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أسعد الله أوقاتكم بكلِّ خير، أنا شابٌّ مَنَّ الله عليَّ بالاستقامة منذ ثلاث سنوات، وقبل أنْ أستَقِيم كنتُ من أهل اللواط والعادة السريَّة (أكرمكم الله)، وبعد أنِ استقمتُ مكَثتُ قرابة ستة الشهور الأولى أحوالي - ولله الحمد - على ما يُرام، لكن بعد ستة الشهور الأولى تغيَّرت أحوالي، ورجعت للعادة السريَّة، وصِرتُ كلَّما رأيتُ شخصًا وسيمًا أثار جنسيًّا، ولا يهدأ لي بالٌ حتى أستَمنِي، لدرجة أنَّ أصاحبي صاروا يعلَمُون بحالي، وحاوَلت مرارًا أنْ أغُضَّ البصر لكنِّي لم أستَطِع، وأنا أعلَمُ أنَّ الخلَل فِيَّ أنا، ولا أخفيكم سِرًّا أصبحت أفكِّر بنَفسِي وأقول: لماذا أنا مستقيم إذًا؟! أرجو منكم أنْ تُعطُونني حلاًّ لأرتاح، وأنا بانتِظار ردِّكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الجواب الأخ الفاضل: مرحبًا بكَ في شبكة (الألوكة)، وأهلاً وسهلاً. بدايةً: أبارِكُ لك هذه التوبة والاستِقامة، صَدِّقني، هذا هو أهمُّ قرارٍ اتَّخذته في حَياتك؛ لأنَّه سيَقُودُك إلى خيري الدُّنيا والآخِرة، أنت الرابح الأكبر في ذلك - بمشيئة الله. يجبُ ألاَّ نتخيَّل أنَّ قرارًا مهمًّا مثل هذا سيأتي دُون تعبٍ أو مقاومةٍ أو ضغطٍ على النفس، ليس بالإمكان أنْ تحصل على كلِّ فضلِ التائبين والمستغفرين دون أنْ تبذل جُهدًا للبَقاء على الطريق الصحيح، ودون أنْ تُمارِس يوميًّا الضغطَ على النفس، وصدّها عن الحرام، وتوجيه (البوصلة) بعيدًا عنه، هو قرار مهم ويتطلَّب بذل الجهد والتّعب والنَّصب، وفي كلِّ ذلك أجرٌ كبيرٌ. من الأمور المهمَّة التي يجبُ أن تهتمَّ بها: مراقبة ما تقولُه لنفسك طوال اليوم، وما تتخيَّله أمامك من صور ومشاهد، هناك تأثير مهم وخطير، وقد يقودُ إلى الانتِكاسة - لا سمح الله - عندما يحدِّث المرء نفسَه طوال الوقت عن المُتعة المتوقَّعة من فعل كذا المحرَّم، مع استحضار تلك المشاهد ومعاودتها والتفكير بها مرَّة بعد مرَّة، إنَّ ما نحدِّث به أنفسَنا يقومُ ببرمجة عقلِنا الباطن دون أنْ ننتَبِه؛ ومن ثَمَّ يُضعِف مُقاوَمتنا وقُدرتنا على الامتِناع عن الحَرام والبَقاء على الصراط المستقيم. وفي المقابل يحرص التائب الملتزم على إجراء حديثٍ مع نفسه يوميًّا يقومُ على الاستِعاذة من الحرام، وتذكُّر ألمه واحتِقاره لذلك الفعل، وحمْد الله على النَّجاة منه، هل تلاحظ الفرقَ بين التائبين؟! من جهةٍ أخرى التوبة لا تعني مجرَّد الكفِّ عن فعل شيءٍ أو غض البصر فحسب، رغم أنَّه مهمٌّ للغاية، ولكن التوبة تعني: الكف عن استِرجاع خَيالات الماضي وتذكُّره واسترجاع متعته، التوبة هي انعِتاق كامل من كلِّ ما يربطنا بالماضي من صلةٍ في العالم الواقعي والخيالي، كلَّما فعَلنا ذلك بشكلٍ أكبر كانت توبتنا أصحَّ. الصُّحبة الصالحة لها دورٌ كبيرٌ في حِماية الشخص، وتُساعِده وتشدُّ من أزره، بينما يتمنَّى أصدقاء السوء انتكاسَتك ويحثُّونك عليها بشكلٍ غير مباشر، ثم يمتَلِئون فرحةً ونشوةً لو حصلت - لا سمح الله. من الأمور المفيدة أيضًا أنْ نتذكَّر أنَّ المرء لا يقع في المنكر فجأةً، بل يسبقها ميلٌ نحو الحرام، والانشِغال به والشوق إليه، إذا وصلتَ إلى هذه المرحلة فانتَبِه وقُمْ بالتأكُّد من البُعد عن الحديث مع النفس حول الحرام، وتغيير طريقة الحديث مع النفس مباشرةً كما ذكرتُ آنفًا، بالإضافة إلى الابتِعاد عن مواطن السُّوء وأصحابه. من مداخل الشيطان المشهُورة للإيقاع بالإنسان: حثُّه على الوقوع في المحرَّم الصغير (العادة السريَّة) واستِسهال ذلك؛ ومن ثَمَّ بعد الوقوع يُوَسوِس للإنسان أنَّك ما دمتَ قد وقعتَ في ذلك فقد انتَكستَ، ولا فرق في أنْ تقَع في محظور أكبر، وهكذا يجرُّ المرءَ للوُقوع في محظورٍ أكبر، يجبُ الحذَر من ذلك، فلكلِّ محرَّمٍ درجةٌ، والوقوع في الصغير ليس كالوقوع في المحرَّم الكبير. البُعد عن الحرام لا يتوقَّف على المنْع وغضِّ البصر؛ فهذا جزءٌ من المعادلة، ولكن الجزء الآخَر المهم هو الفعل الإيجابي؛ أي: الانغِماس في نَشاطاتٍ إيجابيَّة تبعثُ في الإنسان السُّرور والفائدة، والتقدُّم المهني وتطوير الشخصيَّة، كلُّ ذلك ينقلك من مرحلة الهرب والخوف إلى مرحلة البِناء والتقدُّم، من المهمِّ البحثُ عن الأعمال التي تُثِير الحماسَ لديك؛ ومن ثَمَّ التعرُّف على قدراتك. هذه بعض الأفكار المهمَّة، ولكن الفعل الأهم هنا هو الدُّعاء والتوسُّل إلى الله، والوقوف على بابه؛ طلبًا للهداية والثَّبات، كما أنَّ الالتِزام بأداء الفرائض - وخاصَّة الصلاة في المسجد والسنن الراتبة - هو عَوْنٌ كبير للحِفاظ على المكاسب التي حقَّقتها من قَرارك العظيم بالتوجُّه نحو طريق الهداية والنجاح. لكَ تحياتي
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |