فقه منازل الناس - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 850025 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386212 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 60 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-01-2021, 09:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي فقه منازل الناس

فقه منازل الناس
ياسر عبدالله بن دحيم





للعمل الصالح مراتب، فالأعمال الصالحة تتفاضل بتفضيل الشارع له بذاته أو بتفاضل الزمان والمكان، فيتضاعف الأجر لحصول العمل في زمان أو مكان شرفه الله تعالى وبارك فيه. وكذلك المعاصي والذنوب ليست كلها في مرتبة واحدة فهناك كبائر وهناك صغائر، وفقه مراتب الأعمال قد تحدث عنه الفقهاء في كتبهم.

وفهم ذلك يترتب عليه فقه التعبد وتقديم بعض الأعمال على بعض عند تزاحمها وتفضيل بعضها عند الاقتصار عليها.

بمقابل ذلك كله كما أن الشريعة فاضلت بين الأعمال وترتب على ذلك ترتيب الأولويات كذلك التعامل مع الناس على حسب مراتبهم ومنازلهم أمر شرعي بل هو هدي نبوي حيث سجلت لنا سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم نماذج مختلفة للتعامل مع الناس على حسب مراتبهم ومنازلهم والاحتفاء ببعضهم والثناء على آخرين.

وردت في السيرة النبوية مواقف لرسول الله -عليه الصلاة والسلام- مختلفة في التعامل مع الناس إنْ في إنكار المنكر أو في الاحتفاء والتكريم لأشخاص معينين تدل على أن الداعية ينبغي له أن يهتم بهذا الأمر ولا يغفله.

فمن مواقف النبي -عليه الصلاة والسلام- في إنكار المنكر نجد شدة إنكاره لعمر -رضي الله عنه- لما أتاه بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه النبي -عليه الصلاة والسلام- فغضب فقال: "أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب! والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها نقية لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني".

فحيث إن عمر من المقربين لرسول -عليه الصلاة والسلام- وصدور هذا الأمر منه يستوجب شدة الإنكار عليه لعلو منزلته وقربه من رسول الله ومكانته في الإسلام ولأنه يؤمن عليه فتنة الزيغ والانحراف عن الدين إذا شدد عليه في الإنكار.

في حين نجد الرفق واللين في إنكار النبي -عليه الصلاة والسلام- لذلك الأعرابي الذي بال في المسجد فتناوله الناس فقال لهم النبي -عليه الصلاة والسلام-: "دعوه وأهريقوا على بوله سجلا من ماء أو ذنوبا من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين".

موقف آخر من تعامل النبي -عليه الصلاة والسلام- يتلخص في ذلك الشاب الذي جاء يستأذن النبي-عليه الصلاة والسلام- في الزنا فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا –فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: مه مه – فقال: أدنه. فدنا منه قريبًا، قال: أتحبه لأمك؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أتحبه لابنتك؟ قال: لا جعلني الله فداءك، قال: والناس لا يحبونه لبناتهم..

وفي هذين المثالين نجد الرفق واللين في الإنكار ترفقا بحال الرجلين فذاك أعرابي جاهل أتى من البدو والآخر شاب في سن الحماسة والشهوة.

ومواقف الرسول في التعامل مع الناس بحسب مراتبهم كثيرة فعن عائشة قالت: كان رسول الله -عليه الصلاة والسلام- مضطجعا في بيته كاشفا عن فخذيه - أو ساقيه - فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث ثم استأذن عمر فأذن له وهو كذلك فتحدث ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله وسوى ثيابه فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك فقال: "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة؟" وفي رواية قال: "إن عثمان رجل حيي وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحالة ألا يبلغ إلي في حاجته".

وحينما قال العباس في فتح مكة يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر فاجعل له شيئا. قال الرسول: "نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن".
وحينما قدم جعفر والمهاجرون من الحبشة احتفى به رسول الله -عليه الصلاة والسلام- فقال: والله ما أدري بأيهما أفرح؟ بفتح خيبر أم بقدوم جعفر.

وتوفي النجاشي في زمان الرسول -عليه الصلاة والسلام- فصلى عليه صلاة الغائب وأخذ الحنابلة في رواية عن الإمام أحمد أنه تشرع الصلاة على الغائب إذا كان له نفع للمسلمين كعالم أو مجاهد أو غني نفع الناس بماله ونحو ذلك.

واستنباطهم ذلك يدل على أخذهم بمبدأ اختلاف مراتب الناس في المعاملة باختلاف مرتبتهم وشرفهم ومكانتهم في الدين وارتفاع شأنهم وذكرهم بين الناس وقد أشار إلى ذلك النبي -عليه الصلاة والسلام- حين قال: "أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود".

وبوب أبو داود في سننه [باب في تنزيل الناس منازلهم] وأورد فيه حديث عائشة أم المؤمنين حين مر بها سائل فأعطته كسرة ومر بها رجل عليه ثياب وهيئة فأقعدته فأكل فقيل لها في ذلك فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسل: " أنزلوا الناس منازلهم".

ولقد هجر النبي -عليه الصلاة والسلام- الثلاثة الذين خلفوا وأمر أهل المدينة بهجرهم في حين لم يفعل ذلك مع المنافقين الذين بين الله له نفاقهم وعرفهم بأسمائهم. بل أعظم من ذلك حينما قال عبد الله بن أبي ابن سلول: والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فقال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه.

فالرسول راعى في موقف عمر قتله المنافقين ـ مع ما يترتب عليه من مصالح للمسلمين ـ تحدث الناس بهذا وجعل ذلك حجة للطعن في الدين وتشويه الدعوة وصورة المسلمين.

بهذه النماذج من الهدي النبوي في التعامل مع الناس يتبين أن الداعية أحوج ما يكون للتنبه إلى هذا الأمر في المعاملة واتخاذ المواقف المختلفة من الناس فهم ليسوا بمرتبة واحدة ويظهر هنا خطأ ما يظنه بعض المتحمسين من الشباب حينما يلمسون من العلماء لين التعامل مع بعض الناس أو الاحتفاء ببعضهم أو التغاضي عن تصرفات آخرين بأن في ذلك مداهنة أو تزلفاً أو طلباً لمصلحة دنيوية أو مجاملةً متكلفةً خاصة إذا ما كان العالم من أهل الفضل ممن عرف بصحة الاعتقاد وحسن القصد والسلوك وإنما حقيقة ذلك يرجع إلى الموازنة في ما يحققه الموقف من مصلحه عامة للأمة وللشخص المعني بالأمر فهل يعي شباب الإسلام ذلك؟.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 54.97 كيلو بايت... تم توفير 1.93 كيلو بايت...بمعدل (3.39%)]