رخصة قيادة النفس البشرية - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الفهم الخطأ للدعوة يحولها من دعوة علمية تربوية ربانية إلى دعوة انفعالية صدامية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          معالجة الآثار السلبية لمشاهد الحروب والقتل لدى الأطفال التربية النفسية للأولاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-01-2021, 01:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رخصة قيادة النفس البشرية

رخصة قيادة النفس البشرية


عماد سمير عبدالسلام نايل



إنَّ الخبيرَ بطبائع النفس البشريَّة لا شك أنه يُعاني في قيادتِها إلى المعالي والمكارم، وهي تجاذبه إلى التسفُّل والمآثم.




ولهذا العناد مِن جانب النفس البشريَّة ردَّةُ فِعلٍ تختلف باختلاف البشر وثقافاتهم؛ فالبعض أَخَذَتْه الأَنَفة والحميَّة مِن تمرُّد نفسِه عليه واستعصائها على أمره وهي بين جنبَيْه، فقرَّر أن يقودها إلى المعالي موثقةً بالحبال، وأن يسومها سوء الوبال، ولا يترك للرِّفق بها مجالًا، والبعض رأى أنَّ قسوتَه على نفسه ثقيلةٌ فتحلَّل مِن كلِّ قيد، واحتال للتفسُّخ كلَّ حيلة، غير أنَّ العقلاء من البشر كانتْ لهم النظرةُ الحكيمة والرياضة الرحيمة، فحدوا نفوسهم رويدًا رويدًا إلى عزِّها بلا معارك أليمة، ولا خسائر جسيمة، فتربَّعت نفوسُهم على قمم الجبال وهي ترفل في مجاهدةٍ يغلِّفها الدلال؛ فكانت نفوسهم كحصان جامح هائج في الفلاة لا تزيده المطاردة إلا شُرودًا، فتناولوا حزمةً من حشائش الأرض وقرَّبوها إليه وهم يغنون ويتدلَّلون، حتى أتى إلى الشكيمة بقدميه، وأدخل رأسه إلى اللجام وهو فرح يهُزُّ أذنيه، فتوصَّلوا إلى غايتهم بالدَّلال، ونالوا بغيتهم بالاحتيال.




وقد كان سيد البشر صلى الله عليه وسلم في الذروة العالية من هذه الحكمة؛ أليس هو القائل: ((إنَّ المُنبتَّ لا أرضًا قَطَعَ ولا ظهرًا أبقى))، وهو القائل: ((فسدِّدوا وقاربوا وأبشروا))، والذي أرمي إليه من تلك المقدِّمة هو: التطبيق العمليُّ لصورٍ من تدليل النفس والرفق بها حال الرغبة في الرُّقيِّ بها وتربيتها، وقد كنت دائمًا ما أدلُّ طلابي على البدايات السَّهلة؛ ففي مجال الخطوط العربية كنتُ أجعلهم يبدؤون بثلاثةِ أحرفٍ متشابهةٍ، ثم جملة ذات كلمات قليلة، إلى أن يتوصَّلوا إلى الإتقان والإحسان.




وفي مجال الرياضة كنتُ أُشجِّع الكسالى القابعين خلْفَ شاشات الحواسيب أن يغمضوا أعينهم ويَفتحوها (40) مرَّةً، ثم يبسطوا أكفَّهم ويقبضوها أربعين مرَّةً مع العدِّ، ثم يبسطوا ذراعهم ويثنوه أربعين مرةً مع العدِّ، وحينها يتدفَّق الدم بسرعةٍ في عروقهم، وتسخن أجسادهم، فأصل بهم إلى برنامجٍ من التمارين الرياضيَّة المتنوِّعة المثمرة بفضل بداياتٍ سهلة، ولو كانتْ طرفة عين مكررة.




وفي مجال الاستيقاظ من النوم - مع لذَّته في الشتاء البارد - كنتُ أرضى من أولادي أن يزيلوا الغطاء فقط، ثم أطلب منهم أن يبدِّلوا جنبهم الذي ينامون عليه، فإذا أفاقوا قليلًا طَلَبْت منهم الجلوس، ثم القيام للوضوء.




ومن عادتي حين تستعصي عليَّ نفسي وتثقل عن تلبية نداء الصلاة أن أزيل مِن أمامها العقبة، والعقبة الكبرى المانعة من الصلاة هي تكاليف الوضوء؛ فكنتُ أحتال لذلك، وأضع طبقًا أو طستًا، وأقوم بالوضوء وأنا جالس مِن أقرب قارورة ماء للشرب تطولها يدي، فكنت أضرب الكسل في مقتلٍ، وأحارب التواني بالحيلة، فإذا توضأت النفس نشطَتْ وقامت إلى الصلاة.




وفي مجال الشِّعر كنتُ أقنع الموهوبين من الشباب بأنَّ الشاعر هو مَن يكتب قصيدةً من بيتٍ واحدٍ بشرط أن تكتمل فيه مقومات الصَّنْعَة، ويبتعد عن التكلُّف، فكانوا يعرضون عليَّ قصائدَ من بيتٍ واحد متقَن ومجوَّد، فأقول لهم هكذا كان الشافعي يكتب قصيدةً من بيتين أو بضعة أبيات، ثم لا يلبث الشباب أن تتوالد أبياتُهم، ويبُثّ الله في هممهم أبياتًا كثيرةً.




وفي مجال طلب العلم - وما أشرفه من مجال! - يكثر فيه اللصوص، ويتكالب عليه قطَّاع الطُّرُق من الهموم والمشاغل والعوائد والعلائق - كنتُ أُوصي معارفي وأصدقائي بأن يأخذوا شيئًا يسيرًا من الحفظ مع المداومة عليه، وأذكر لهم ما رُوي عن حصين، حين قال: جاءت امرأةٌ إلى حلقة أبي حنيفة، وكان يطلب الكلام، فسألَتْه عن مسألةٍ له ولأصحابه، فلم يحسنوا فيها شيئًا من الجواب، فانصرفتْ إلى حمَّاد بن أبي سليمان، فسأَلَتْه فأجابها، فرجعتْ إليه، فقالت: غَرَرْتموني، سمعتُ كلامكم، فلم تحسنوا شيئًا، فقام أبو حنيفة فأتى حمَّادًا، فقال له: ما جاء بك؟ قال: أطلبُ الفقه، قال: تعلَّم كلَّ يومٍ ثلاثَ مسائل ولا تزد عليها شيئًا حتى يتفق لك شيءٌ من العلم، ففَعَل، ولزم الحلقة حتى فقه، فكان الناس يشيرون إليه بالأصابع.




يقول الخطيب البغدادي بعد روايةِ هذه القصة: "وينبغي له أن يتثبَّت في الأخذ ولا يكثر، بل يأخذ قليلًا قليلًا، حسب ما يحتمله حفظُه، ويقرب مِن فَهْمه؛ فإن الله تعالى يقول: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ [الفرقان: 32].




وفي مجال الاختبارات كنتُ أحضُّ طلابي على البَدء بالأسئلة الاختياريَّة السهلة، وتأجيل الأسئلة الصعبة؛ كي يعكف عليها الذهن، ويستفرغ الوُسع والطاقة في التفكير.




وفي مجال قراءة الكتب كنتُ أنصح طلابي أن يرسموا خريطةً ذهنيَّة لفصول الكتاب؛ بمعنى: أن يكتبوا أسماء وعناوين الفصول فقط، فإذا بهم يقعون في فخٍّ من القصص الهادفة والجمل البليغة السائغة، فيتصفَّحون أغلب الكتاب، ثم يعودون ليقرؤوه كاملًا.




وفي مجال الدراسة والشهادات دائمًا أقول لكلِّ قريب مني: إنَّ دخول الاختبار شرف كدخول المعارك، وإنْ لم تربحها فقد اكتسبتَ لقب فارس، فكانوا يدخلون كثيرًا من الاختبارات وإن لم يستعدُّوا لها، ويرسبون، ثم يقومون ثم يحاولون إلى أن يأذن الله لهم بالتفوُّق والنجاح والفلاح.




وفي مجال ختمات القرآن الكريم كنتُ أقول لطلابي الكسالى عن القراءة والترتيل: تعالوا نَقُم ببرنامج اسمه فَتْح المصحف، فكنَّا نتعاهد ألا يمرَّ يوم علينا دون أن نفتح المصحف وننظر فيه، ثم نغلقه مرَّةً ثانيةً، وقد أثمرت هذه الطريقة ثمارًا طيبةً؛ فمرَّةً كانوا يفتحون المصحف ويُغلقونه سريعًا، ومرةً يهمسون ببضعِ آياتٍ، ومرةً ينهون صفحةً من السورة، وتارةً يقرؤون السورةَ كاملةً؛ لكنَّ شعورَهم أنهم غيرُ مضغوطين، وأنَّهم أدَّوا أكثرَ مما طُلِب منهم كان يدفعهم إلى المضيِّ قدمًا، بالإضافة إلى وعد الله بالإتيان هرولةً لمن يأتيه ماشيًا، وهكذا يلهم اللهُ الحكمةَ مَن يشاء، فيقود بها نفسَه وأنفس الآخَرين إلى المعالي بلا شقاء؛ قال تعالى:﴿ طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى ﴾ [طه: 1 - 4].





وفَّقني الله وإياكم إلى استخراج رخصةٍ لقيادةِ نفوسِنا بلا حوادث ولا صدمات إلى جنَّات النَّعيم مع الصدِّيقين والشهداء والصالحين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.95 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]