موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره - الصفحة 83 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4412 - عددالزوار : 849998 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3942 - عددالزوار : 386186 )           »          الجوانب الأخلاقية في المعاملات التجارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          حتّى يكون ابنك متميّزا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 53 )           »          كيف يستثمر الأبناء فراغ الصيف؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          غربة الدين في ممالك المادة والهوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أهمية الوقت والتخطيط في حياة الشاب المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          الإسلام والغرب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          من أساليب تربية الأبناء: تعليمهم مراقبة الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          همسة في أذن الآباء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 50 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #821  
قديم 07-11-2013, 06:25 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

ربُّ المشرقين وربُّ المغربين – رؤية علمية معاصرة




المهندس : مراد عبد الوهاب الشوابكه
قسم الهندسة الكهربائية / هندسة الاتصالات
إذا تأملنا في هذا الكون الفسيح، وجدنا في آفاقه الرحبة دلائل القدرة والإبداع التي تشهد بكل ما فيها بأن لهذا الكون خالقا عظيما تعجز عن إدراك ذاته العقول فسبحانه ما أعظمه !!!
لا شك أنكم تعلمون أن شمسنا ليست هي الوحيدة في هذا البناء الكوني العظيم وكذلك مجرتنا درب التبانة ( Milky way ) ليست أيضا وحيدة ، فهي واحدة من أكثر من 125 مليار مجرة معروفة حتى الآن (1).
وتحتوي مجرة درب التبانة ( Milky way)على ما يزيد عن 100 مليار نجم وتعد الشمس المعروفة لدينا واحدة منها، ومن أقرب الشموس أو النجوم إلى مجموعتنا الشمسية والتي تبعد عنها 4.2 سنة ضوئية هي ما يسمى ب (Proxima Centauri) أو ( Alpha centauri C )وهذه الشمس هي من ضمن المنظومة الشمسية التي يطلق عليها ( Alpha Centauri star system )كما أنها تحتوي على ثلاثة شموس هي
Alpha Centauri A (1
Alpha Centauri B (2
Proxima Centauri " Alpha Centauri C (3".
شكل (1) يبين المنظومة الشمسية الثلاثية ( Alpha Centauri star system )
المصدر وكالة NASA
ومن العجيب في هذا الأمر أن هناك كواكب وكويكبات (asteroids) تدور حول هذه الشموس أو بعضها مؤدية بذلك إلى وجود أكثر من شروق وغروب لهذه الكواكب والكويكبات التي تكون على شكل دوامة تدور بسرعة حول هذه الشموس.
وقد نشرت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا( (NASAمؤخرا في التاسع والعشرين من شهر آذار2007ً مقالا علميا يؤكدون فيه وجود مثل هذه المنظومات الشمسية بكثرة ويتحدثون بالحرف الواحد عن وجود مشرقين ومغربين لبعض الكواكب Double Sunsets تم رصدها عن طريق المرصدSpitzer Space Telescopeت(2)
شكل (2)مشهد توضيحي لشمسين توأمين تفصل بينها مسافة (0-3) وحدة فلكيةمصدر الصورة وكالة NASA
ويؤكدون أيضا وجود أكثر من مشرق ومغرب Multiple Sunsets ت(3)
"There could be countless planets out there with two or more suns."ت(4)
أما فيما يتعلق بالمغارب المتعددة (Multiple Sunsets ) فهناك كوكب يسمى HD188753 Ab وهذا الكوكب الغازيّ الضخم تم إكتشافه عن طريق مرصدKeck I telescope الموجود على إحدى قمم جبال هاواي.
ويصف العلماء منظر هذا الكوكب قائلين بأن لأفقه منظرا مدهشا تشرق وتغرب عليه ثلاثة شموس ( أي أن له ثلاثة مشارق وثلاثة مغارب ):
" The sky view from this planet would be spectacular, with an occasional triple sunsets " said Dr. Maciej Konacki of the California Institute of Technology تب(5)ب
شكل (3)شكل توضيحي يبين مدارات الشموس الثلاثية
Triple star system For HD 188753
المصدر وكالة ناسا
وإذا تأملنا القرآن الكريم وجدنا له السبق في كل ميادين العلم، فها هو يؤكد تعدد المشارق والمغارب، ووجود مشرقين ومغربين، ووجود مشرق واحد ؛ ليدل دلالة واضحة على أن خالق هذا الكون هو منزل القرآن؛ لأنه تعدّى الحديث عن مشرق ومغرب للأرض إلى الحديث عن مشرقين ومغربين، ومشارق ومغارب تبرز في أرجاء هذا الكون الواسع الذي ليس لأحد في وقت نزول القرءان إطّلاع عليه إلا الله جل جلاله وليدل على أن هذا القرءان ليس للبشر فيه أي صنيعة لأن سبق الحديث عن أمر مثل هذا لا يمكن إلا أن يكون من عند حكيم عليم.
قال الله تعالى :
(فَلآ أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ) المعارج (40)
(رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ* فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ) الرحمن (17-18)
(رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا) الشعراء (28) صدق الله العظيم
وختاما أسأل الله لنا ولكم حسن تدبر كتاب الله وفهم أسراره ومعانيه، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
مع تحيات المهندس مراد عبد الوهاب الشوابكه
الموقع الإلكتروني
www.islamona1.jeeran.com
E-Mail
المصادر والمراجع
1) Microsoft ® Encarta ® Reference Library 2005. © 1993-2004 Microsoft Corporation. All rights reserved.
2) Solar System with Snug Suns
http://www.nasa.gov/mission_pages/spitzer/multimedia/spitzertwostar.html
3) NASA Scientist Finds World With Triple Sunsets
http://www.nasa.gov/vision/universe/newworlds/threesun-071305a.html
4) NASA Telescope Finds Planets Thrive Around Stellar Twins
http://www.nasa.gov/mission_pages/spitzer/news/spitzer-20070329.html
5) NASA Scientist Finds World With Triple Sunsets
http://www.nasa.gov/vision/universe/newworlds/threesun-071305a.html
  #822  
قديم 07-11-2013, 06:28 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الإسلام وصحة البيئة



الأستاذ الدكتور/ مجاهد أبو المجد
دكتوراه الأمراض الباطنة ـ أستاذ الباطنة والسكر ـ والغدد والكلى ـ كلية طب المنصورة
تحتل البيئة في عصرنا الحاضر، مكانة لا تكاد تُدانيها مكانة، من حيث تأثيرها على صحة الفرد و المجتمع، اللهم إلا أنماط الحياة التي يعتنقها الإنسان والسلوكيات التي يتبعها في حياته.
ومن أجل ذلك اهتمت منظمة الصحة العالمية منذ تأسيسها بموضوع الصحة والبيئة، وأفردت له حيزاً كبيراً من اهتماماتها، وأنشأت له برنامجاً خاصاً يضم عديداً من كبار الخبراء في مختلفة جوانب هذا الميدان المهم من ميادين الصحة.
وليس يخفى أن البيئة التي احتضنت الإنسان يوم خلق في هذه الأرض، كانت بيئة حفية به، حانية عليه، رفيقة بصحته.. و ليس يخفى أن شرع الله الذي جاء لهداية الناس إلى خيرهم في دُنياهم وأُخراهم، يمثل خير ضامن لإحجام الناس عن تدمير بيئتهم، والإضرار البليغ بأنفسهم وبإخوانهم في الإنسانية بل وبأشكال الحياة كلها من حيوان ونبات وغير ذلك من الأحياء.
وحماية صحة البيئة تطبيق لقاعدة إسلامية رئيسية وهي أن كل مسلم مسئول عن سلامة جماعة المسلمين تطبيقا للقاعدة التي وضعها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بأنها كالجسد الواحد، وأن من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم. وهذه الحماية تلزم المسلم ألا يكون مصدر ضرر للبيئة.
روى أبو داود حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : "اتقوا الملاعن الثلاثة. البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل ". وروى الترمذي-عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب، الجود، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود ".
وقد دعا الإسلام إلى الوقاية من الأمراض الانتقالية بعزل المريض عن الأصحاء، روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) قال. " لا يوردن ممرض على مصح ".
الوقاية من الحوادث: وضع الإسلام القواعد الأساسية للوقاية من الحوادث قبل أن يظهر علم السعادة ويتبلور في إجراءات محددة في مجالات الصناعة وحوادث الطرق وحوادث المنازل. فالإسلام يكره التواكل ولكنه يأمر باتخاذ الأسباب الدنيوية ثم بعد ذلك بالتوكل على الله. يقول تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم ) (النساء : ا 7). وروى ابن حبان والطبراني أن أعرابيا سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) : هل يترك ناقته دون أن يربطها توكلا على الله تعالى فقال له النبي عليه الصلاة والسلام. " اعقلها وتوكل ".
وعلم السلامة يقوم على مبدأ أساسي وهو أن لكل حادثة سببا وبتجنب الأسباب يمكن تجنب الحوادث. روى الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) أنه قال. " لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون".
كما يحرم النبي (صلى الله عليه وسلم ) تلويث الغذاء والماء بمفرغات البدن التي تحمل الجراثيم وتنقل العدوى، فيقول في الحديث الذي رواه، ابن ماجة عن أبي هريرة: " لا يبولن أحدكم في الماء الراكد "،وقد " نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أن يبول الرجل في مستحمة "( رواه الترمذي عن عبد الله بن مغفل )، وكان يقول:" اتقوا اللاعنين" قالوا: وما اللاعنان؟ قال: " الذي يتخلي ( يتغوط ) في طريق الناس وفي ظلهم " ( رواه مسلم عن أبي هريرة )، ويقو ل في الحديث الذي رواه أبو داو ود عن معاذ بن جبل: " اتقوا الملاعن الثلاث : البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل ". ولا يخفى أن تلويث موارد المياه بالبراز وما يشتمل عليه من جراثيم، عامل أساسي في نقل الأمراض، بصورة مباشرة من خلال الماء الملوث، أو غير مباشرة من خلال تلوث الخضراوات والثمرات التي تسقى بهذا الماء. وفي ذكر الظل لمسة لطيفة، لان ما يكون في الظل لا تطهره الشمس، فيبقى مرتعاً خصباً للجراثيم ويعمل على تكثيرها .
نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أن يبول الرجل في مستحمة (الصورة هي صورة لأناس يستحمون في نهر الغانج في الهند الذي يعتبر من أكبر أنهار العالم تلوثاً حيث تلقى فيه مياه المجاري.
الإعجاز في الأحاديث السابقة:
ومن مفاهيم الطب الوقائي في الطب النبوي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أمر بالوقاية من البلهارسيا قبل أن تعرف البشرية هذا المرض الخطير بمئات السنين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
( لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه).
وفي، هذا الحديث حارب النبي صلى الله عليه وسلم البلهارسيا وغيرها من الأمراض ، ذلك أن الماء الراكد إذا بال فيه الإنسان وخاصة إذا كان مصابا بمرض ما ينقل العدوى إلى سواه. وفي قول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وسلم) حكمة نبوية طبية جليلة القدر وهي أن الماء الجاري نقل فيه العدوى إن لم تنعدم .
دور الماء الملوث في نقل الأمراض:
كثيرة هي الأمراض التي تنتقل بالماء الملوث، ولاسيما تلك التي تسببها بعض الجراثيم أو الطفيليات التي يحتوي عليها براز الإنسان المريض أو بوله، وفي مقدمتها الحمى التيفودية ( التيفود ) وداء البلهارسيا المنشقات) وداء الديدان الشصية (الملقوات أو الانكيلوستوما) وسائر الديدان.
أما الحمى التيفية ( التيفود ) فتكون جراثيمها في أمعاء الإنسان ودمه وبوله. فاتصال بول المصاب بها أو اتصال برازه بالماء، يمكن أن يؤدي إلى نقل جراثيمهاإن كانت فيه. ولقد كان الماء من أهم وسائل نقل هذا المرض وانتشاره في الناس قبل اتخاذ الوسائل الحديثة لتطهيره ومراقبته في البلدان الراقية، ولكنه مازال عامل مهما في نقلها في البلدان النامية.
وأما مرض البلهارسيا ( أو داء المنشقات،، فهو مرض يتصف بالتهاب في المثانة (يتجلى بتبول الدم) أو التهاب قي القولون (يتجلى بالزحار ( الدوسنطاريا،). وتنطرح بيوض الطفيلي مع البول في النوع الأول، ومع البراز في النوع الثاني. حتى إذا ما بلغت الماء، ولاسيما الماء الراكد القليل الحركة، فإنها تنفقس عن يرقة صغيرة، لا تلبث أن تدخل أحد أنواع الحلزون أو في ذوات القواقع، حيث تتخلق فيه خلقاً من بعد خلق، حتى تتحول إلى يرقة ذات ذنب، تدعى الذانبة ( سركاريا). وهذه الذوانب تسبح في الماء، حتى تصادف إنساناً يغتسل في الماء، أو يسبح فيه، أو يغسل فيه ثيابه، أو يشرب منه، أو يخوض في ماء الري، وإذ ذاك تخترق بشرة الجلد، بأن تدس نهايتها الأمامية في الجلد وتستغني عن ذيلها.
وفي غضون أربع وعشرين ساعة، تكون الذوانب قد وصلت إلى الدم، فتجول في الدوران الدموي، ثم ينتهى بها المطاف إلى داخل الكبد، حيث تكبر وتبلغ وتتزاوج، ثم تهاجر إلى جدران المثانة أو الأمعاء لتبيض.
وواضح أن السبب في استمرار هذه الدورة الموذية، هو مواصلة التبول أو التغوط بشكلٍ يصل معه البول أو البراز إلى المياه السطحية، ولا سيما المياه الراكدة، وأن الوقاية تكون بالامتناع عن هذا الفعل الذميم، الذي نهت عنه الشريعة الإسلامية نهيا واضحا صريحا.
وأما الديدان الشصية فهي ديدان تكون في الأمعاء، وتحدث في المصاب بها الماً بطنيا موجعاً. وبعد مدة يظهر فقر الدم الشديد، وتصير الأغشية المخاطية كلها شاحبة جدا، وينتفخ الوجه وتتورم الرجلان وقد يظهر في المريض استسقاء، أي تراكم السوائل في أنسجته وأجوافه (جوف البطن مثلا). وإذا لم يعالج المرض ، فيعم الاستسقاء جميع الأطراف، أو ينحل المريض ويهزل جدا حتى تبدو عظامه، ولكنه على كل حال يبقى منتفخ البطن بالسوائل، حتى يموت.
وبيض هذه الديدان التي تنطرح مع البراز، وتفقس عن يرقاتها إذا وجدت تربة رطبة، كأرض الحقول أو المزارع أو المناجم، فإذا لامسها إنسان نفذت من جلده مباشرة ، وتابعت مسيرتها فيه حتى تبلغ الدم، ثم تصل بالدوران إلى الكبد ثم الرئة ثم الأمعاء. وأكثر من يتعرض لعدواها الزراع وعمال المناجم، ولكنها ا، كذلك تهاجم الأطفال الذين يخوضون فى الوحل الموبوء بها حفاة فيصابون بها. وواضح أن الوقاية منها تقوم على الحيلولة دون وصول شىء من الغائط إلى سطح الأرض ولاسيما في الظل ، إذ يحافظ الظل على الرطوبة اللازمة لحياة اليرقات، ويحفظها من التأثير المطهر الذي تتصف به أشعة الشمس. يتبين مما تقدم، أن وقاية الماء من التلوث ونقل "عدوى الأمراض الآنفة الذكر تتلخص في أمرين اثنين:
(1) منع وصول جراثيم هذه الأمراض وطفيلياتها إلى الماء أو التربة الرطبة.
(2) عدم تعريض الإنسان نفسه إلى عدواها بنزوله في الماء الذي يحتمل أن يحتوي عليها، وهو على الخصوص الماء الراكد القليل الحركة.
وهذا هو بالضبط ما ورد في الهدي النبوي من ضوابط. فقد وردت الأحاديث الصحيحة التالية عن النبي (صلى الله عليه وسلم):
1- " لايبولن أحدكم في الماء الراكد " (رواه ابن ماجة)
2 ــ " نهى رسول (صلى الله عليه وسلم ) أن يبول الرجل في مستحمه" (رواه أبو داوود). ( رواه أبو داوود )
3ــ " لا تبل في الماء الدائم ( أي الراكد ) الذي لا يجرى ثم تغتسل منه " (رواه مسلم)
4 ــ " لا يغتسلن أحدكم في الماء الدائم ( أي الراكد ) وهو جنب " (رواه مسلم) .
5- " اتقوا اللاعنين (أي الأمرين الجالبين اللعنة لفاعلهما ) قالوا: وما اللاعنان ؟ قال: الذي يتخلى ( تغوط )، في طريق الناس وفي ظلهم " (رواه مسلم) .
6- " اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل " (رواه أبو داوود)
ففي هذه الأحاديث تحريم التبول التغوط في الموارد، وهي جميع المصادر التي يستقى منها الماء الحديث السادس، مع تخصيص للماء الراكد، الذي رأينا أنه أنسب المياه لنمو الطفيليات (الأحاديث الأول والثالث والرابع). وفيها النهي عن أن يبول الرجل في مستحمه ، أي الماء الذي يستحم فيه (الحديث الثاني). وهذا من جهة لفت نظر للمرء إلى أن هذا الماء الذي يبول فيه الآن قد يستحم فيه فيما بعد ، وهي وسيلة تربوية لجعله يستنكر ذلك ؛ ومن جهة أخرى وقاية للآخرين ، لأن التبول في هذه المياه الراكدة الساكنة التي يستحم الناس فيها عادة (ومنها الترع والمسابح) مدعاة لعدوى الأمراض. وفي هذه الأحاديث أيضاً النهي عن التغوط في الظل. وفي هذا بالإضافة للناحية الاجتماعية التي تقبح أمكنة اعتاد الناس أن يستريحوا فيها، إشارة مهمة إلى الناحية الصحية، لأن أماكن الظل لا تتعرض إلى أشعة الشمس القوية بما فيها من خصائص قاتلة للجراثيم. وقد تقدم أن الظل يحافظ على، الرطوبة اللازمة لحياة يرقات الدودة الشخصية . ويقاس على البول والبراز كل ما يتلوث به الماء، ويصيب الإنسان في صحته، كإلقاء فضلات المصانع، والحيوانات النافقة، والقمامة، في الأنهار والترع والمصارف، وكذلك غسل الملابس الملوثة بالجراثيم في مياهها، وكل ما يؤدي إلى إفساد البيئة، وإهلاك ما فيها من حيوان أو نبات. فقد قال الله عز وجل: " وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا " (الأعراف 85) ، وذم سبحانه كل شخص" وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ " (البقرة: 205).
ويتمثل حرص الإسلام في المحافظة على نقاء الماء في قوله (صلى الله عليه وسلم ) :." إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمسن يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا، فإنه لا يدري أين باتت يده " (رواه مسلم).
وجاء أيضا في الإرشادات النبوية، التحذير من ترك أواني الطعام والشراب مكشوفة، كحديث عائشة: " كنت أصنع لرسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ثلاثة آنية من الليل مخمرة( أي مغطاة ) : إناء لطهوره ، وإناء لسواكه، وإناء لشرابه "وحديث جابر " أمرنا النبي (صلى الله عليه وسلم ) أن نوكيء ( نربط فوهة ) أسقيتنا ونغطي آنيتنا " (رواه ابن ماجة).وفي ذلك حفظ للطعام والشراب من سقوط الحشرات المؤذية التي تنقل جراثيم المرض، وهذا من أهم سبل الوقاية والتحفظ من الأمراض وأسبابها.
وهذا النهي عن تلويث الموارد والطرق جزء من توجيهات الإسلام للحفاظ على صحة البيئة. ويقابل ذلك أمر إيجابي بتنظيفها. فقد قال (صلى الله عليه وسلم ) " إماطة ( أي إزالة) الأذى عن الطريق صدقة " (رواه أبو داود عن أبي ذر )،و قال: " عرضت على أعمال أمتي: حسنها وسيئها، فوجدت في محاسن أعمالها : الأذى يماط عن الطريق.. " ( رواه مسلم وابن ماجة عن أبي ذر )وقال: " الإيمان بضع وسبعون شعبة.... وأدناها إماطة الأذى عن الطريق " ( رواه مسلم عن أبي هريرة) .
ولقد حذر الله سبحانه في مواضع متعددة من كتابه الكريم من الفساد في الأرض.. والفساد البيئي جزء من هذا الفساد في الأرض بل هو أول ما يتبادر إلى الذهن في هذا المقام. فقد قال عز من قائل: " كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ " ( ( البقرة: 60)وقال جل شأنه:" ولا تفسدوا في الأرض "(الأعراف: ه 8) وقال سبحانه: وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" ( القصص: 77). وقد نهى كل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أقوامهم عن الفساد في الأرض .
بل قد خص الله بالذكر ذلك النوع من الفساد الذي يستأصل النبات والحيوان فقال: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ " البقرة: 205 ).
قال الإمام ابن حزم في المحلى محتجاً بهذه الآية: " فمنع الحيوان ما لا معاش له إلا به من علف أو رعي، وترك سقي شجر الثمر والزرع حتى يهلكا، هو بنص كلام الله تعالى فساد في الأرض وإهلاك للحرث والنسل، والله تعالى لا يحب هذا العمل ".
وقد حرص النبي (صلى الله عليه وسلم ) على تشجيع الزراعة بما يزيد الثروة النباتية ويضيف إلى البيئة الصالحة فقالت:" لا يغرس المسلم غرساً ولا يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلا كانت له صدقة "( رواه مسلم عن جابر)، وقال: " من أحيا أرضاً ميتة فهي له " ( رواه الترمذى عن جابر وقال حديث حسن صحيح ). ونهى في مقابل ذلك نهياً شديداً عن قطع الشجر فقال: " من قطع سدرة ( يعني دون مبرر ) صوب الله رأسه في النار ! " ( رواه أبو داود عن عبد الله بن حبشي ).
وكان النبي (صلى الله عليه وسلم ) أول من أنشأ محميات بيئية لا يجوز قطع شجرها ولا قتل حيوانها. فقد " حمى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) كل ناحية من المدينة بريداً بريداً (والبريد اثنا عشر ميلاً ): لا يخبط ( ينزع) شجره، ولا يعضد ( يقطع )،إلا ما يساق به الجمل "(رواه أبو داود عن عدي، بن زيد ). وكان النبي (صلى الله عليه وسلم ) " ينهي، أن يقطع من شجرة المدينة شيء " ( رواه أبو داود عن سعد بن أبي وقاص )، وقال عن المدينة " لا ينفر صيدها.. ولا يصلح أن يقطع منها شجرة، إلا أن يعلف الرجل بعيره "(رواه أبو داود عن علي)؛ وقال (صلى الله عليه وسلم ) : " إني أحرم ما بين لا بتى المدينة: أن يقطع عضاهها أو يقتل صيدها "( رواه الإمام أحمد عن سعد بن أبي وقاص) " ؛ وقال عن واد بالطائف : " إن صيده و عضاهه حرام "( رواه الإمام أحمد وأبو داو ود عن الزبير ) . ولا يخفى ما للتشجير والخضرة من آثار هامة لحفظ التوازن البيئى وتوفير المناخ الملائم للحياة حيث تقوم النباتات بعملية التمثيل الضوئى فتوفر الأكسيجين اللازم لتنفس الإنسان والحيوان وتخلص البيئة من ثانى أكسيد الكربون فتأمل الإعجاز فى ذلك!
الاهتمام باستزراع النباتات وحمايتها لم يكن وليد العصر ، ولا من محدثات الزمن ، بل دعا اليه الإسلام منذ أربعة عشر قرناً فقد كان الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم يرغب أصحابه ويدعوهم إلى استزراع النباتات وحمايتها والمحافظة عليها من أحاديث الرسول في هذا المجال " ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طيرا أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة ( رواه مسلم والبخاري والترمذي ) " من أحيا أرضاً وعرة من المصر أو ميته من المصر فهي له ( رواه أحمد فى سنده ) ( ما من إمريء يحيي أرضاً فيشرب منه كبد حراء وتصيب منها عافية إلا كتب الله به أحراً ) ( رواه الطبراني في المعجم الأوسط والكبير ) ( أشهد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قضى أن الأرض أرض الله والعباد عباد الله فمن أحيا موتها فهو أحق به )( رواه أبو داود في سننه والترمذي في سننه ومالك في الموطأ )( إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها )( رواه مسلم ) صدق رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي.
وكانت الأوامر تصدر صريحة إلى قواد المسلمين تنهاهم عن قطع الأشجار أو تدميرها وضرورة المحافظة عليها كما أعطي الإسلام لولي الأمر الحق فى إقامة الحمي " المحميات الحيوية ) إذا كان ذلك فى صالح المسلمين ، وقد ادرك العالم الغربي فى السبعينات من القرن العشرين أهمية المحمية الحيوية فى حماية البيئة الحيوية ، وهي الدعوة التى تبناها الإسلام منذ اربعة عشر قرنا ً . هذه الاحاديث النبوية الشريفة دعوة صريحة تربي فينا السلوكيات البيئية الإيجابية نحو التخضير ونشر الخضرة فى كل مكان. مما يجدر ذكره أن حسن استخدام الطريق ومنع الأذي والضرر عنه قد كفله الإسلام وشدد عليه ورغب فيه انطلاقاً من أحاديث الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم " إماطة الأذي عن الطريق صدقة "( متفق عليه )من أذي المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم )( رواه الطبراني بإسناد حسن )( الإيمان بضع وستون أو سبعون شعبه أدناها إماطة الأذى عن الطريق ) ( متفق عليه ) (من أماط أذي عن طريق المسلمين كتبت له حسنة ) ( رواه البخاري والطبراني )( إن المؤمن ليؤجر فى إماطة الأذى عن الطريق)( رواه الترمذي ) من هذه الأحاديث النبوية الشريفة يتضح لنا أن إماطة الأذى بكل أشكاله المادية والمعنوية عن الطريق عبادة وفرض عين على كل مسلم فالأذى هنا يشمل كل ما يضر بالطريق ويشوه جماله ونظافته أو يتسبب في وقوع حوادث الطرق أو الإرباك المروري أو غيرها من الأضرار التى تلحق بالطريق ومستخدميه فمثلاً إلقاء الزجاجات الفارغة والمخلفات من أوراق وغيرها في الطريق يعتبر نوعاً من الأذى إشغال أرصفه الطرقات ، وهي المخصصة للمشاة بما يحول دون استخدامها فيه أذي وضرر لأن هذا الأمر قد يجبر المشاة أن يسيروا في عرض الطريق مما يعرضهم للحوادث كما أن عدم الالتزام بتعاليم وقواعد المرور مما يتسبب في وقوع حوادث مرورية يتأثر بها أناس أبرياء يعتبر أذى فالسائق الذي يسير بسرعة جنونية غير عابئاً بما تحدثه هذه السرعة من وقوع حوادث ، كثيرا ما تكون مميته ، يرتكب مخالفة قانونية وشرعية في حق نفسه وحق الآخرين فالسرعة الجنونية دعوة للتهلكة والله ينهانا عن إلقاء أنفسنا فى التهلكة يقول الحق تبارك وتعالى : " وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة " ( البقرة : 195 )كما أن هذه السرعة الجنونية فيها إسراف شديد على النفس حيث يسيء استخدام نفسه والسيارة التى يمتلكها معاً ويقتضي واجب الملكية فى الإسلام كما سبق أن بينا حسن استخدامها وصيانتها وصلاحها كما يدعونا الإسلام إلى الاعتدال فى السرعة يقول الحق تبارك وتعالى : " وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ" لقمان: 19 )
فالاعتدال فى السرعة هو حد الإسلام ، حد الاتزان وهو الحد الذي ستؤجر عليه لأنك بذلك تميط أذي عن الطريق بسرعتك المعتدلة المعقولة كما أن الاضرار بالطريق والتسبب فى الحوادث يتنافى ولاشك مع القاعدة الفقهية الإسلامية " لا ضرر ولا ضرار" فالطريق ليس ملكاً لك تعبث فيه كيفما تشاء ومن رحمة الله عليك أنك ستؤجر فى إماطة الأذى عن الطريق وتنجو من عقاب الله سبحانه وتعالى الذي توعد به المفسدين والمسرفين فى الأرض فهل نعقل ونتبع طريق النجاة فى الدنيا والآخرة ، وهل نحسن استخدام الطرق وأن نمتنع عن كل شكل من أشكال الأذى بها كما أمرنا الله سبحانه وتعالى . ومن وسائل حفظ الصحة وتعزيزها بالمحافظة على هذه النعمة ، إعطاء كل عضو حقه، كما في قوله صلى الله عليه وسلم :" وإن لعينيك عليك حقاً "(متفق عليه عن عبد الله بن عمرو )، وعدم تكليف الإنسان نفسه ما لا يطيق لقوله (صلى الله عليه وسلم ): " عليكم ، بما تطيقون " ( متفق عليه عن، عائشة ) . كما أن من وسائل حفظ الصحة وتعزيزها ، كذلك، تقوية الجسم ولاسيما بالرياضات المناسبة، فقد قال (صلى الله عليه وسلم):" المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف "(رواه مسلم عن أبي هريرة ) وقال: " وإن لجسدك عليك حقاً " (رواه مسلم عن عبد الله بن عمرو ) وقال: " احرص على ما ينفعك "( رواه مسلم وابن ماجة عن أبي هريرة ) . وأخيراً ففي مقابل كل ما تقدم من سبل حفظ الصحة و. تعزيزها، تحذير شديد من أي تبديل أو تغيير على هذه النعمة لأن الإنسان سيدفع الثمن غالياً. ولا أدل على ذلك من الحديث التالي: “ لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا "رواه ابن ماجة وأبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن عمر ). وقد حرم الله الفواحش أياً كان نوعها تحريماً قاطعاً فقال جل شأنه:" وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ"(الأنعام: 151) وقال سبحانه: " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ" ( الأعراف: 33)
لا ضرر ولا ضرار:
هذه العبارة الجامعة الفذة حديث شريف رواه الدار قطني عن أبي سعيد الخدرى ، وقال عنه الحاكم: صحيح على شرط مسلم. وهي مؤكدة بصيغ أخرى كقولة صلى الله عليه وسلم: " ملعون من ضار مؤمناً أو مكر به " ( رواه الترمذي عن أبي بكر وقال حديث غريب ) ، وقولة : " من ضار أضر الله به "( رواه ابن ماجة وأبو داود عن أبي صرامة ) ، أو قوله:" من، ضار مؤمناً ضار الله به "( رواه الترمذي عن أبي صرامة وقال حديث حسن غريب ) .

يتبـــــــــــع



  #823  
قديم 07-11-2013, 06:30 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبــــع الموضوع السابق


الإسلام وصحة البيئة




ولعل أجمل ما ورد في تعريف الضرر والضرار، ما ذكره السيد رشيد رضا رحمة الله في تفسير سورة المائدة: " أي: رفع الضرر الفردي والمشترك " ومنه أخذت قاعدة دفع المفاسد وحفظ المصالح مع مراعاة ما علم من نصوص الشارع ومقاصده.

وقد جاء تحريم الضرر في كتاب الله عز وجل في قوله تعالى سورة الأعراف (33) " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ " وقوله في سورة الأنعام (120)" وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَه "ُ مع قوله سبحانه في سورة البقرة (219 ) عن الخمر والميسر: " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا " فجعل الإثم نقيض النفع فهو الضرر إذن، وهو- كما نرى- محرم بنص القرآن، لا يحل للمسلم أن يضر بنفسه أو يضار بغيره. وذلك في كتاب الله كثير .
فلننظر الآن كيف يتجلى هذا المبدأ في شؤون الصحة :
ا- الإضرار بالنفس :
وهذا محرم لقوله عز وجل: " وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ "( النساء: 29) وقوله سبحانه: " وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة "( البقرة : 195 ) وقوله (صلى الله عليه وسلم ) " لا ضرر".فلا يجوز للمسلم أن يعرض نفسه لخطر المرض أو الإصابات بأي شكل من الأشكال لقوله-(صلى الله عليه وسلم ): " لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه "قالوا: وكيف يذل نفسه؟ قال: "يتعرض من البلاء لما. لا يطيقه " (رواه ابن ماجة وأحمد عن حذيفة، والترمذي وقال: حديث حسن غريب). ويكون تعرض المرء للأمراض، والإصابات بتعرضه لأسبابها، أو تهاونه في عدم اتقائها، أو تهاونه في حفظ صحته عليه. وقد وجه الإسلام إلى السبيل القويم في ذلك كله، فأوجب على المسلم:. أن يحرص على ما ينفعه من سبل الحياة الصحية كالتغذية بالغذاء الحسن والاعتدال فيه وفي المشرب، واتخاذ بعض الرياضات التي تحفظ عليه سلامة أعضائه وما إلى ذلك؛ وأن يقدم لجسده كله ولكل عضو من أعضائه حقه من الرعاية والإراحة والعناية، لقوله صلى الله عليه وسلم" احرص على، ما ينفعك " ( رواه مسلم وابن ماجة عن أبي هريرة)، ولحديث: " وخذ من صحتك لمرضك "( عزاه البخاري لابن عمر )، ولقوله (صلى الله عليه وسلم ) : " ما أطعمت نفسك لك صدقة " ( رواه البخاري في الأدب المفرد عن المقدام بن معد يكرب) وقوله: " إن لنفسك عليك حقاً "(رواه البخاري عن وهب بن عبد الله)، وقوله: " إن لجسدك عليك حقاً .. وإن لعينيك عليك حقاً… "( متفق عليه عن عبد الله بن عمرو ) . . أن يتخذ كل أسباب الوقاية من الأمراض لأن التوقي يكفل الوقاية. فقد قال (صلى الله عليه وسلم ) : " ومن يتوق الشر يوقه " ( أخرجه الخطيب في تاريخه عن أبي هريرة). ويدخل في ذلك البعد عن مصادر المرض كاجتناب مقارفة الزنى واللواط وسائر الفواحش لقوله تعالى: " وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً "( سورة الإسراء : 32 )، وقوله "وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ "( الأنعام: 151) وقوله سبحانه: " وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ *إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ " (الأعراف : 80 ـ 81 )، وقوله النبي (صلى الله عليه وسلم )" إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط "( رواه ابن ماجة والبيهقي عن جابر ابن عبد الله ). كما يدخل في الوقاية البعد عن مصادر الإثم، لقوله سبحانه:" وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ "( الأنعام: 120 ) والإثم- كما يقول السيد رشيد رضا رحمه الله في تفسيره- " كل ما فيه ضرر في النفس أو المال أو غيرهما، وأشدها المضار والمفاسد الاجتماعية ". ومن الإثم المسكرات والمخدرات وكل ما يخامر العقل ؛ " وقد قال ربنا سبحانه:" يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ " ( البقرة: 219)، وقال جل جلاله: " إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ " ( المائدة: 90) والاجتناب أعلى درجات التحريم. وقد " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر "( رواه أحمد وأبو داو ود عن أم سلمة )، وقال (صلى الله عليه وسلم ) :" ألا إن كل مسكر حرام، وكل مخدر حرام، وما أسكر كثيرة حرم قليلة ، وما خمر العقل فهو حرام " ( رواه أبو نعيم عن أنس بن حذيفة ). ويدخل في التوقي كذلك عدم التعرض للمصابين بالأمراض المعدية. كما يدخل في ذلك التطعيم لتوقى كثير من الأمراض المعدية.
. أن يتخذ كل أسباب الوقاية من الإصابات. والأصل في ذلك ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) " إذا غرستم ( أي نزلتم للنوم بالليل) فاجتنبوا الطريق، فإنها طرق الدواب ومأوى الهوام بالليل "( رواه مسلم عن أبي هريرة)، وقوله(صلى الله عليه وسلم ): "إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ريما ما خلفه عليه " ( متفق عليه عن أبي هريرة)، وقوله صلى الله عليه وسلم : "أطفئوا المصابيح إذا رقدتم، وغلقوا الأبواب، وأوكوا( أي اربطوا أفواه) الأسقية، وخمروا ( أي غطوا) الطعام والشراب "( رواه البخاري عن جابر)، وقوله: " إن هذه النار عدو لكم، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم " ( متفق عليه عن أبي موسى). وقوله: " من بات على ظهر بيت ليس له حجار( أي جدار)فقد برئت منه الذمة " ( رواه أبو داو ود عن علي ابن شيبان ). وقد "نهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) عن الوحدة: أن يبيت الرجل وحدة أو يسافر وحده "( رواه الإمام أحمد عن ابن عمر، وسنده صحيح على شرط البخاري) .
. أن يتداوى إذا أصيب بالمرض لقوله (صلى الله عليه وسلم ) : " تداووا فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له شفاء "( رواه البخاري في الأدب المفرد عن أسامة بن شريك، ) .
2- الإضرار بأفراد الأسرة:
الوالدين والولد والزوج والزوجة.. فهذا أيضاً محرم داخل في حكم الضرارفقد أوصى الإسلام الإنسان بوالديه فقال سبحانه: " وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ..." ( العنكبوت: 8) وقالت عز من قائل:" وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا " ( النساء: 36)، وكان رسول الله : (صلى الله عليه وسلم ) " ينهى عن منع وهات وعقوق الأمهات وعن وأد البنات "( رواه البخاري في الأدب المفرد عن المغيرة بن شعبة)، وروي عنه أنه قال:" ملعون من عق والديه "،وأي عقوق أسوأ من أن يفرط في صحتهما التي تحفظ عليهما نفسيهما. كذلك أوصى الإسلام الوالدين بالولد، وأوصى كلاً من الزوجين بالآخر وعلى الأخص الزوج بزوجته، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم ): " استوصوا بالنساء خيراً " ( متفق عليه عن أبي هريرة كما رواه الترمذي عن عمرو بن الأحوص الجشمي في حجة الوداع وقال حديث حسن صحيح ) وقال:" اللهم إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة "( حديث حسن رواه النسائي بإسناد جيد عن أبي شريح، خويلد بن عمرو الخزاعي ) وقال (صلى الله عليه وسلم ): "… وإن لزوجك عليك حقاً.. وإن لولدك عليك حقاً.. فآت كل ذي حق حقه"(متفق عليه عن عبد الله بن عمرو ) ، وقال (صلى الله عليه وسلم ): " وإن لأهلك عليك حقاً"( رواه البخاري عن وهب بن عبد الله )، وقال: " والرجل راع في بيته ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم "( متفق عليه عن عبد الله بن. عمر ) .
فالتفريط في حق الوالد أو الزوجة أو الزوج أو الولد، وفي حفظ صحتهم عليهم ووقايتهم من الأمراض.. حرام، لقوله عز وجل:" وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ " ( النساء: 29)وقوله سبحانه: " وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة " ( البقرة : 195 )وقوله جل شأنه: " قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ " ( الأنعام: 140 )، وقوله عز من قائل: " لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ " ( البقرة: 233 )قال الإمام ابن حزم رحمه الله في التعليق على هذه الآية:" والذي منع أبواه من المضارة به هو الولد بلا شك " ( المحلى: 10 / 107 ) وقوله سبحانه:" وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ " ( الطلاق: 6) قال ابن منظور في التعليق على هذه الآية: " وحق كل منهما- أي الوالدين- أن يأتمر في الولد بمعروف " ومعنى ذلك أن يتشاور الوالدان للتوصل إلى ما فيه مصلحة الولد. ومن ذلك أيضاً قول النبي (صلى الله عليه وسلم ) :" كفى بالمرء إثماً أن يضيع من بقوت "( حديث صحيح رواه أبو داود: وغيره عبد الله بن عمرو )، وقوله:"ليس منا من لم يرحم صغيرنا "( رواه البخاري في الأدب المفرد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ، وأبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح ) . ومن أظهر مظاهر الرحمة حفظ صحته ووقايته من الأمراض. ومن أهم سبل حفظ صحة الطفل الحرص على إرضاعه من الثدي في العامين الأولين من عمره، فذلك يزوده بالتغذية الفضلى، وبالأجسام المناعية المضادة التي تنتقل إليه من ألام في لبنها، ويحافظ على صحته وصحة أمه بالمباعدة بين الأحمال ، لان الرضاعة تمنع الحمل في الغالب. وقد قال ربنا عز وجل: "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ " ( البقرة: 233)، وقال سبحانه: " وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ " ( ( لقمان : 14 ) .وقد كان من أهم عناصر البيعة التي يأخذها النبي (صلى الله عليه وسلم ) من النساء جميعاً أن "وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ " ( الممتحنة: 12) .
فالواجب على المرء إذن في حق أفراد أسرته:
.أن يتخذ كل أسباب وقايتهم من الأمراض، ويدخل في ذلك إبعادهم عن مصادر العدوى، كما يدخل فيه وجوب تطعيمهم بحسب اللزوم لتوقى كثير من الأمراض المعدية فلو فرط الأب أو الأم مثلاً في تطعيم ولدهما، فإنهما يعرضانه للضرر وقد نهاهما الله عز وجل عن ذلك، وقد يؤدي تصرف كهذا منهما مردة إلى الجهل والسفه إلى تعريضه للتهلكة وتعريضهما للخسران لقوله سبحانه " قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ " (الأنعام: 140).
. أن يحرص على ما ينفعهم من سبل الحياة الصحية كتغذيتهم بالغذاء الحسن وحثهم على الاعتدال! فيه، وجعلهم يتخذون بعض الرياضات التي تحفظ عليهم صحته وأن يداويهم إذا تعرضوا للمرض.
وليس يخفى أن من أهم المخاطر التي يتعرض إليها الولد الأعزل الغر، أن يكون أحد أبوبه أو كلاهما مدخناً، فيفسرانه على استنشاق أدخنه السجائر، ويعرضانه إلى الإصابة بمختلف الأمراض التي قد تنشأ عن ذلك. وواضح أن في ذلك حرمة مضاعفة، لما فيه من تفريط بحق الوقاية، وإكراه على التعريض للخطر وهو صغير لا حول له ولا قوة.
3- الإضرار بالناس جميعاً:
ولاسيما بالجار. وهذا محرم لقوله (صلى الله عليه وسلم ) :" لاضرر ولا ضرار "وقوله صلى الله عليه وسلم: " من ضار أضر الله به " ( رواه ابن ماجة وأبو داو ود عن أبي صرمة ) وقوله:" والله لا يؤمن " قالوا: " من هو يا رسول الله خاب وخسر " قال: " من لا يأمن جارة بوائقه " ( متفق عليه عن أبي هريرة ). قال الإمام ابن تيميه في فتاويه (1 / 327 ) : " فإذا كان هذا بمجرد الخوف من بوائقه، فكيف فعل البوائق مع عدم أمن جاره منه؟( والبوائق : الغوائل والشرور). وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم ):" تكف شرك عن الناس فإنها صدقة منك على نفسك "( متفق عليه عن أبى ذر ) .
لذلك لا يحل للمسلم مثلاً أن يدخن في مركبة مغلقة- سيارة أو طائرة أو مقصورة- فليحق الضرر بجيرانه فيها جميعاً ويعرضهم إلى مخاطر هذا المنشوق الخبيث. وهو وإن كان لا يجوز له أن يدخن ولو كان وحده فيعرض نفسه إلى أسباب المرض والهلاك، فعدم جواز ذلك في حق الغير أظهر. فالجار في مقعد الطائرة جار، وفي الأماكن العامة جار، والجار في داخل، البيت جار ذو فربى.. وقد أمرنا الله سبحانه في سورة النساء بالإحسان إلى الجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب.. وليس تعريض أي منهم إلى مضار التدخين من الإحسان في شيء. . وقل مثل ذلك في الذي يلقي بفضلات بيته إمامه فيؤذي جيرانه ويؤذي المارة، أو الذي يصيب نفايات مصنعه في نهر أو جدول أمام مصنعه، وما شابه ذلك من، البوائق التي ينطبق عليها جميعاً حكم الضرر أو حكم الأذى على الأقل. وقد قال( النبي صلى الله عليه وسلم:" من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم "( رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن) بل قد حرج رسول الله(صلى الله عليه وسلم ) كثيراً تعريض أي من أفراد المجتمع لأي أذى أو ضرر، وأقر باتخاذ جميع الاحتياطات الكفيلة بوقايتهم من ذلك، فقال مثلاً : "من مر في شيء من مساجدنا أو أسواقنا ومعه نبل( سهام)، فليمسك أو ليقبض على نصالها بكفه، أن يصيب، أحداً من المسلمين منها بشيء "( متفق عليه عن أبي موسى ) .
حفظ صحة البيئة فيه سلامة المجتمع وحماية لأمة المسلمين من الضرر وإعلاء لكلمة الله، ومن هنا نلاحظ أن الأحاديث الشريفة تتناول جوانب الوقاية والحماية بدرجة تكون أقرب إلى الأمر والإلزام. وكلما كانت الحماية مرتبطة بالمقاصد الخمس التي جاءت بها الشريعة كانت درجة الإلزام أكبر. فالإسلام يأمر الفرد بالابتعاد عن موطن الوباء ولكن وقاية المجتمع المسلم من انتشار الوباء تعلو على مصلحة الفرد الواحد وبذلك تصير التضحية بالنفس في سبيل سلامة المجتمع شهادة في سبيل الله . روى البخاري وأبو داود عن عائشة رضي الله عنها عن النبي (صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : " ليس من أحد يقع الطاعون ، فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر الشهيد ".

يمكن مراسلة المؤلف على الإيميلات التالية:
[email protected]
[email protected]
  #824  
قديم 07-11-2013, 06:32 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

جوانب من الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في مجالي التطهير والتعدين


إعــداد : محمد بن الهادي الشيخ
قال الله تعالى في كتابه العزيز" أنزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبداً رابياًومما توقدون عليه في النار ابتغاءحلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرضكذلك يضرب الله الأمثال"
تمثل هذه الدراسة محاولة لإعطاء تفسيراً علمياً لهذه الآية مع مراعاة ضوابط تفسير القرآن الكريم بعيداً عن التأويل أو تحميل النص ما لا يطيق. وقد كشفت النقاب عن بعض جوانب الإعجاز العلمي في مجالي التطهير والتعدين.
في المقطع الأول تحدثت الآية الكريمة عن عملية سيلان الأودية إثر نزول المطر. وفي هذا إشارة إلى ظاهرة بيئية لم يكتشفها العلماء إلا في السنوات الأخيرة وهي ظاهرة التطهير الذاتي للمسطحات المائية. وهي عبارة عن مجموعة من الأساليب الهيدرولوجية والفيريوكيمائية والبيولوجية تتفاعل مع بعضها البعض لتقوم بتصفية المياه من ملوثاتها العضوية.
فينتج عن هذه العملية ماءً صافياً صالحاً للشراب ينفع الناس. وزبد يعلوه يطرح ويلقى لأنه لا فائدة فيه. وقد اقتبس العلماء هذه الظاهرة الطبيعية وطوروا أساليبها تكنولوجيا وطبقوها ميدانيا في شكل محطات لتطهير المياه المستعملة.
في المقطع الثاني من الآية الكريمة وفي نفس السياق تحدث القرآن عن عملية التعدين التي تبدو في ظاهرها عملية فيزيائية بحتة وهي المعاملة الحرارية لاستخراج المعادن. وينتج أيضا عن هذه العملية معادن صافية يستفاد بها للحلية والمتاع من ناحية وزبد يطرح ويلقى من ناحية أخرى. لكن في الآن نفسه ركزت الآية الكريمة على مثلية الزبد (زبد مثله) الناتج عن كلا العمليتين: التطهير والتعدين في حين أن الأساليب المستعملة مختلفة تماماً في المعاملة الأولى والثانية. وبالتالي لا يمكن مماثلة الزبد إلا من حيت أنه خبث يطرح ويلقى. إلا أن سياق الحديث في الآية ودقة القرآن في لفظ "مثله" يأبى هذه المماثلة الضعيفة. فجاءت الاكتشافات العلمية الحديثة في مجال هندسة الأساليب والتعدين لتؤكد إمكانية استخراج المعادن بأساليب هيدرولوجية وفيزيولوكيمائية وبيولوجية ينتج عنها زبد يشبه تماماً الزبد الذي ينتج عن عملية التطهير الذاتي التي تحدثت عنها الآية في المقطع الأول.
وهذا يمثل قمة في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، فمن أعلم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم منذ 14 قرنا بهذه الأساليب في مجالي التطهير والتعدين التي لم يكتشفها العلم الحديث إلا في السنوات الأخيرة.
حقاً إنه القرآن الكريم الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى وصدق الله العظيم.
الـمـقــدمـــة
إن الإعجاز العلمي للقرآن الكريم قد شمل العديد من المجالات المعرفية مثل الطب والصيدلة والفلك وعلوم الأرض والنبات والحيوان وغيره من الفنون والآداب كالاقتصاد والتشريع والبيان.
وبحمد الله تم نشر الكثير من الأبحاث والدراسات المتخصصة مما أدى إلى ظهور ما يسمى بموسوعة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم. ولو دققنا النظر إلى محتوى هذه الموسوعة للاحظنا فقرا نسبيا في مجالي التطهير والتعدين مقارنة بالمجالات العلمية الأخرى. فجاءت هذه الدراسة كمحاولة متواضعة لإثراء هذه الموسوعة في ميدان العلوم البيئية وعلوم المعادن والتعدين وكشفت النقاب عن بعض كنوز الإعجاز القرآني وما انطوت عليه من حقائق علمية لم تكتشف إلا مؤخرا كان الله قد ذكرها في قرآنه منذ مئات السنين. والمتأمل في كتاب الله يلاحظ بعض الإشارات القرآنية لمشكلة التلوث البيئي " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس" سورة الروم. والمعادن مثل الحديد والنحاس:" وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس". ولطالما استوقفتني الآية17 من سورة الرعد " انزل....." فكنت أتصفح كتب التفاسير للوقوف على معانيها وأطالع ما قاله المفسرون بشأنها. غير أني لم أجد ضالتي فيها وواصلت تدّبري وبحثي إلى أن شاءت إرادة الله وقدرته والتحقت بالمدرسة القومية العليا للإلكتروكيمياء و الإلكتروميتالورجيا (ENSEEG)بفرنسا لإنجاز أبحاثي العلمية في إطار تحضير رسالة الدكتوراه في مجال هندسة الأساليب. وكنت أحرص دائما على ربط موضوع البحث بمجال الإعجاز العلمي. وبحمد الله وجدت نفسي أغوص في بحر من المعارف والعلوم لم تتطرق إليها الأبحاث السابقة وهي في الآن نفسه قمة في الإعجاز العلمي في مجال التطهير والتعدين,وآية من آيات الله الدالة على صدق الرسالة وعظمة الرسول صلى الله عليه وسلم وقدسية القرآن الكريم.ومن باب الحرص على التبليغ وإيصال العلم النافع عزمت على صياغة هذه الأفكار في شكل وثيقة علمية. وبعون الله وحمده كان المؤتمر الثامن للإعجاز العلمي فرصة سانحة لتقديم هذه الدراسة وطرحها للنقاش. نسأل الله أن تكون خالصة لوجهه الكريم ومساهمة مني للدعوة إلى الله بأسلوب علمي يتفهمه أهل الإختصاص ويقنع العقول التي تبحث عن الحقيقة بكل موضوعية ولا تؤمن إلاّ بالأساليب العلمية والبراهين العقلية.
الآية المعجزةII
بسم الله الرحمان الرحيم
" أنزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدًا رابياومما توقدون عليه في النار ابتغاءحلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرضكذلك يضرب الله الأمثال"صدق الله العظيم
IIIمفهوم الآية في كتب التفسير
قوله تعالى أنزل من السماء ماء يعني: المطر فسالت أودية وهي جمع واد، وهو منفرج بين جبلين يجتمع إليه ماء المطر فيسيل بقدره أي: بمبلغ ما تحمل، بمبلغ ما تحمل، فإن صغر الوادي، قل الماء، و إن هو اتسع، كثر، وقرأ الحسن و ابن جبير، و أبو العالية، و أيوب، و ابن يعمر، و أبو حاتم عن يعقوب: " بقدرها" بإسكان الدال. و قوله: " فسالت أودية توسع في الكلام و المعنى: سالت مياهها، فحذف المضاف، و كذلك قوله:"بقدرها" أي بقدر مياهها فاحتمل السيل زبداً رابياً أي، عالياً فوق الماء، فهذا مثل ضربه الله.
ثم ضرب مثلا آخر، فقال ومما يوقدون عليه النار قرأ ابن كثير، و نافع، و أبو عمرو، و ابن يعمر،
قرأ أبن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر عن عاصم " توقدون عليه" بالتاء. وقرأ حمزةو الكسائي وحفص عن عاصم بالياء. قال أبو علي: من قرأ بالتاء، فلما قبله من الخطاب، وهو قوله: "أفاتخذتم " و يجوز أن يكون خطابا عاماً للكافة، ومن قرأ بالياء فلأن ذكر الغيبة قد تقدم في قوله: " أم جعلوا لله شركاء". ويعني بقوله " و مما يوقدون ما يدخل إلى النار فيذاب من الجواهر " ابتغاء حلية " يعني : الذهب والفضة " أو متاع " يعني الحديد والصفر والنحاس والرصاص تتخذ منه الأواني والأشياء التي ينتفع بها، " زبد مثله " أي له زبد إذا أذيب مثل زبد السيل، فهذا مثل آخر. وفيما ضرب له هذان المثلان ثلاثة أقوال: أحدها: أنه القرآن: شبه نزوله من السماء بالماء. وشبه قلوب العباد بالأودية تحمل منه على قدر اليقين والشك، والعقل والجهل، فيسكن فيها، فينتفع المؤمن بما في قلبه كانتفاع الأرض التي يستقر فيها المطر، ولا ينتفع الكافر بالقرآن الكريم لمكان شكه وكفره، فيكون ما حصل عنده من القرآن كالزبد وكخبث الحديد لا ينتفع به. والثاني : أنه الحق والباطل، فالحق شبه بالماء الباقي الصافي، والباطل المشبه بالزبد الذاهب، فهو وإن علا على الماء فإنه سيمحق كذلك الباطل، وإن ظهر على الحق في بعض الأحوال فإن الله سيبطله. والثالث : أنه مثل ضربه الله للمؤمن واعتقاده وعمله كالماء المنتفع به، ومثلا الكافر واعتقاده وعمله كالزبد.
قوله تعالى " كذلك " أي: كما ذكر هذا يضرب الله مثل الحق والباطل، وقال أبو عبيدة: كذلك يمثل الله الحق ويمثل الباطل. فأما الجفاء، فقال ابن قتيبة : هو ما رمى به الوادي إلى جنباته، يقال : أجفأت القدر بزبدها إذا ألقته عنها. قال ابن فارس: ما نفاه السيل، ومنه اشتقاق الجفاء. وقال ابن الأنباري: " جفاءً " أي: باليا مفرقا قال ابن عباس: إذا مسّ الزبد لم يكن شيئا.
وقوله تعالى : " وأما ما ينفع الناس " من الماء والجواهر التي زال زبدها " فيمكث في الأرض " فينتفع به كذلك يبقى الحق لأهله.
IVالمدلولات العلمية للآية ومظاهر الإعجاز بها
تحدثت هذه الآية في المقطع الأول عن ظاهرة طبيعية عادية ومألوفة ومشاهدة: وهي سقوط المطر وجريان الأودية على إثره وامتلائها بالماء على اختلاف أحجامها وسعتها.فنتج عن عملية السيلان هذه احتمال السيل للزبد أي ظهور الزبد جاء كنتيجة لعملية السيلان,والزبد هو الغثاء والرغوة التي تطفو على الماء الجاري. لقد تطرقت الآية إلى عوامل فيزيائية وكيماوية صارت في وقتنا الحاضر علوما مستقلة بذاتها مثل الهيدرولوجيا والهيدروديناميك وعلم الترسبات وعلوم التربة والتفاعلات الكيماوية في المحاليل المائية. كما أن الغوص في أعماق هذه الآية يقودنا إلى الأخبار عن عامل بيولوجي جد هام لم يكتشف إلا مؤخرا وهي ظاهرة بيولوجية تسمى التطهير الذاتي للمسطحات المائية مثل الأودية والأنهار والبرك والبحيرات بصفة عامة والمجاري المائية بصفة خاصة بواسطة الكائنات المجهرية مثل البكتيريا والفطريات. لقد أثبت العلم الحديث أن مياه الأودية تحتوي أعداداً هائلة من هذه الكائنات التي تقوم بأكسدة المواد العضوية الملوثة باستعمال الأكسجين الهوائي الذي يتحول إلى فقاعات هوائية صغيرة من خلال حركة السيلان القوية حيث يمتزج الماء بالهواء الذي يحتوي الأكسجين الهوائي في شكل غاز ثم يصير سائلاً في الماء قابلا ً للاستعمال من طرف الكائنات الحية التي تحتويها مياه السيل والتي تقوم بأكسدة المواد العضوية الملوثة التي احتملتها مياه الأمطار إلى أحواض ومجاري الأودية. وتنتج عملية الأكسدة هذه تحول الملوثات إلى غاز ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء في شكل فقاعات هوائية تتبخر في الجو: الرغوة الطافية أي الزبد.
تتم هذه العملية طيلة سيلان المياه وتبدأ الكائنات الحية عملها من بداية الوادي حيث تكون المياه جد ملوثة ومحملة بالمواد العضوية التي احتملتها مياه الأمطار من الأراضي القريبة. وفي نهاية الوادي حيث المصب تكون المياه قد تطهرت من هذا التلوث العضوي فتصبح صالحة للاستعمال البشري وتنفع الناس. وقد أكدت التحاليل المخبرية نجاعة ظاهرة التطهير الذاتي للأودية والمجاري المائية وأصبحت مقاييس(oxygen chemical demand)DCOوDBO(oxygen biological demande)في عينات مياه المجاري عملية روتينية لتصنيف المياه الملوثة أو النقية. إذن عملية التطهير الذاتي في الأودية هي نتاج مجموعة عوامل فيزيائية (السيلان وتخليط المياه وتحول الغاز إلى سائل) وبيولوجية (دور الكائنات المجهرية) وكيمائية (التفاعلات الكيمائية والأكسدة). وبضدها تتضح الأشياء، فالمياه الراكدة تكون ملوثة ومتعفنة ذات روائح كريهة وتتسبب في انتشار الأمراض والأوبئة, وعلى العكس تكون ضارة للناس وغير نافعة. ومن هنا اقتبس العلماء ظاهرة التطهير الذاتي الطبيعية وطوروها وأخضعوها إلى تكنولوجيا العصر. فأوجدوا محطات التطهير للمياه المستعملة والتي تعتمد على نفس المبادئ والعوامل الفيزيائية والكيمائية والبيولوجية التي تقوم عليها ظاهرة التطهير الذاتي الطبيعية. كما أن النتيجة واحدة: زبد يطفو ويذهب جفاءً وما ينفع الناس هو الماء لسقي المسطحات الخضراء والمنتزهات وأيضا الأوحال أو مخلفات محطات التطهير التي تستعمل كأسمدة نافعة للتربة فتقويها وتزيد من غناها والرفع من أنتاجها وهذا ما ذكرته الآية الكريمة : " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" صدق الله العظيم. فالزبد أو الرغوة يذهب في الجو ويتبخر بالرغم من انتفاخه وعلوه على مياه السيل. مثله مثل الباطل في علوه على الحق ثم أفوله مثل النجم الآفل. وأما ما ينفع الناس فهو الماء الذي مر بعملية التطهير فصار صالحا للاستعمال البشري كالشرب والسقي وتخلص من ملوثاته العضوية. ثم مكث في الأرض وتسرب إلى باطنها فصار يغذي المائدة والآبار، وهو قي نفعه ودوامه واستمراره مثل الحق في ثباته وصموده تجاه الباطل. وأيضا ما ينفع الناس فهو الطين والدبال والأملاح المعدنية التي تمتزج فيما بينها فتعطي تربة جد خصبة تنفع للاستعمال الفلاحي لأنها تمتاز بخاصيات كيميائية وفيزيائية جيدة مثل القوام (texture)و (structure)غناها بالمعادن مثل الحديد والمنغنيز والفسفور. وهذا يعود أساسا إلى تكون ما يعبر عنه (complexe argilo humique)وهو أن الطين يلتحم بالدبال (ذات شحنة سالبة) بواسطة المعادن مثل الحديد ذات الشحنة الموجبة (Fe2+)، والذي قال عنه القرآن الكريم: " فيه منافع للناس" وهذا إعجاز آخر أيضا، وإشارة جد هامة إلى علم الترسبات sedimentology)) وعلم الأرض (pedology).
وبصفة عامة مثلا في الصحاري والمناطق الجافة نلاحظ أن المجمعات السكنية والواحات والأنشطة الفلاحية تتمركز حول الوديان لغناء التربة بها ووفرة المياه وقربها من سطح الأرض.
ويقول الله تعالى بعد أن ذكر هذه الظاهرة”: ومما توقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثلههنا انتقل سياق الآية إلى ميدان آخر في ظاهره بعيد كل البعد عن هذه الظاهرة الطبيعية. فهي تتحدث عن ميدان الميتالورجيا "علم المعادن والتعدين" وهو ميدان بعيد عن الهيدرولوجيا التي تحدث عنه المقطع السابق من الآية. والسؤال الذي يطرح هنا : ما هو وجه المقارنة بين هذين المجالين وهذين المقطعين من الآية. فنقول إن العلاقة بينهما عبارة "زبد مثله". فمماثلة الزبد هو الرابط بين المقطعين. في ظاهر الأمر تبدو العلاقة كما يلي: ففي الطريقة العادية أو الكلاسيكية التي تتم بها في القديم فصل المعادن هي الطريقة الحرارية (pyro****llurgy)أي التسخين إلى درجة حرارية معينة لإذابة المعدن الذي نريد استخلاصه ثم تنقيته من الشوائب وإزالة الخبث الذي يطفو عليه وهو أيضا يشبه الزبد الناتج عن عملية السيلان الذي تحدثت عنه الآية سابقا من حيث أنه يطرح ولا ينتفع به.
لكن يبدو أن مجال المقارنة بعيد وأن الزبد الناتج عن المعاملة الأولى (التطهير الذاتي التي ترتكز على العوامل الهيدرولوجية والفيزيائية والبيولوجية والكيميائية) والمعاملة الثانية (الحرارية وهي فيزيائية بحتة) لا يتشابهان تماما في حين أن القرآن الكريم قال : "زبد مثله" وأركز على كلمة مثله، ففي ذكر كلمة مثله إشارة إلى نفس التقنية أو المعاملة وهي المعاملة الهيدرولوجية والكيميائية والبيولوجية في نفس الوقت، في حين أنه آنذاك لا يوجد طريقة أخرى لاستخراج المعادن غير الطريقة الحرارية التي أشارت إليها الآية الكريمة.
لكنه "لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى" إذن كيف يمكن الجمع بين الأمرين المتناقضين ظاهريا. فالله سبحانه وتعالى الذي خلق الكون هو أدرى به وأعلم بكل صغيرة وكبيرة فيه، وان كان العقل البشري قاصرا على فهم هذه الأشياء. "وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلا". وكما هي العادة تأتي الاكتشافات العلمية والحقائق المعرفية لتؤكد وتؤيد ما قاله الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم على لسان رسوله الأمين الصادق المصدوق محمد عليه أفضل الصلاة والسلام منذ 14 قرن. فقد أثبت العلم الحديث أنه من الممكن استخلاص المعادن بطرق مختلفة عن الطريقة الحرارية العادية وهذه الطرق الجديدة تعتمد على العوامل الهيدرولوجية والكيميائية والبيولوجية كما هو الحال في المعاملة الأولى التي ذكرتها الآية الكريمة وهي التطهير الذاتي. فمع تطور علم الكيمياء والتفاعلات الكيميائية واختراع الحوامض مثل الحامض الفسفوري والكلوريدري اكتشف العلماء أنه يمكن إذابة المعادن في المحاليل التي تكون نسبة الحموضة فيها مرتفعة. ومن ثم أمكن استخراج المعادن بالمناجم بالطريقة الهيدرولوجيا (hydro****llurgy)عوضا عن الطريقة الحرارية(pyro****llurgy)وهذه الطريقة تسمى (chemical leaching)لأنها تعتمد على المواد الكيمائية مثل الحوامض لإذابة المعادن في المحاليل ومن ثم استخراج المعادن من هذه المحاليل بطرق شتى مثل Electrodialyse) (Electrodéposition- وطبقت هذه الطريقة في كهوف المناجم وتم اعتمادها كطريقة أساسية لاستخراج المعادن بالمناجم.
وسرعان ما ظهرت مشكلة بيئية وهي ما يعبر عنها بمشكلة (MAD : drainage acide des minerais)وهي سيول حمراء اللون حامضة يطفو فوقها زبد مثل زبد السيول العادية وتسبب هذه السيول تلوث التربة والمجاري المائية بالمعادن الثقيلة لأن هذه السيول تحتوي كميات كبيرة من المعادن بسبب حموضتها العالية كما أنها تتسبب في حموضة المياه السطحية وبالتالي الإضرار بالكائنات الحية المائية والتوازن البيئي.
وفي سنة 1947 قام العالم كولمار بأبحاث معمقة حول هذه MADواكتشف نوع من البكتيريا سماها (Tf) Thiobacillus ferrooxidansوقام بعزلها في مناجم النحاس والزنك وتقوم هذه البكتيرية بالتعاون مع أصناف بكتيرية أخرى مثل(Tt) Thiobacillus thiooxidans و(Lf) Leptospirillum ferrooxidans بأكسدة المعادن الكبريتية الموجودة بالمناجم إلى معادن كتيونية في ظروف من الحموضة المرتفعة مع وجود تهوئة أو أكسجين.ومنذ ذلك الحين طور العلماء استعمال هذه الأصناف في مجال البيوتكنولوجيا وصار تطبيقه رائجا جدا في مناجم الذهب والنحاس والزنك لأنها تقنية سهلة غير مكلفة ولا تضر بالبيئة خاصة في المناجم الفقيرة التي تكون نسبة المعادن فيها ضعيفة. وأخذت هذه الطريقة البيولوجية تعوض شيئا فشيئا الطريقة الكيميائية الكلاسيكية التي تستهلك كميات كبيرة من الحوامض والتي تودي إلى تلوث البيئة بالحموضة والمعادن الثقيلة.وحسب التقديرات الحالية فان ربع كمية النحاس والزنك المستخرجة من المناجم تعتمد على هذه التقنية البيولوجية الجديدة.والبحث العلمي في هذا المجال متواصل لتطوير هذه التقنية والإحاطة بكل إيجابياتها الاقتصادية والبيئية. وتكون البكتيريا Tf في شكل عصيات طولها واحد ميكرومتر و عرضها نصف ميكرومتر،(pH 1,5) acidophyl،mesophyl (30/40 °C)،aerobie(O2)، autotrophe ، وهي من صنفgram- وتأخذ الطاقة اللازمة لعيشها وتكاثرها من خلال أكسدة المكونات الكبريتية (S, SO4أو أكسدة الحديدFe2+ إلىFe3+ باستعمال الأكسجينOxydantوتقوم Tfبتحليل المعادن بطريقة مباشرة أو غير مباشرة حسب هذه التفاعلات الكيمائية:
MS + 2O2 ----- M2+ + SO42-
MS +2Fe3+ -----M2+ + 2Fe2+ + S
ومن العجيب أن هذه الطريقة الهيدروبيولوجية لاستخراج المعادن تشبه تماما طريقة التطهير الذاتي للأودية، ففي المناجم التي تعتمد هذه الطريقة يتم تكديس تربة المناجم في الهواء الطلق ثم تسقى هذه الأكداس بمحلول يحتوي على خليط من البكتيريا ، بطريقة كنزول المطر، ثم تتم عملية الأكسدة.وتعمل البكتيريا لتحليل المعادن في شكل سائل حامض غني بالمعادن يشبه تماما سيل الوادي ويعلوه زبد وخبث يشبه تماما زبد السيل.
ثم يتم تجميع هذا السائل واستخراج المعادن التي تنفع الناس بوسائل عدة مثل اللكتروديبوسيون (electrodeposition). أما ذلك الخبث والزبد فيطرح ويذهب جفاء. وهذا مصداقا لقوله "زبد مثله" أي نتاج عملية السيلان والأكسدة مثل زبد السيل. وأيضا مصداقا لقوله "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض أي ذلك السائل الغني بالمعادن. ومن العجيب أيضا أن ذلك السائل يكون لونه بنيا تماما مثل سيل الوادي ويحتوي على معدن الحديد الذي يعطي هذا اللون الأحمر. وهو نتاج أكسدة الحديد بواسطة البكتيريا. فقد قال الله تعالى عن الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس. والملاحظ أيضا أن تلك البكتيريا تعتمد على الحديد بشكل أساسي.
كما أن هذه الطريقة تستعمل في مناجم الذهب (الحلية) والنحاس والزنك (متاع) كما ذكر في الآية (ابتغاء حلية أو متاع). ففي كندا مثلا و الوليات المتحدة توجد نوع من المناجم التي لا يمكن استخراج الذهـب إلا بــهـذه الــطريقة مــــــــثل(minerais aurifères réfractaires arsenicaux)وفي حال استعمال الطرق الأخرى تكون جد مكلفة وملوثة للبيئة.
وإضافة إلى مجال التعدين، فإن العلماء قد طوروا هذه الطريقة وطبقوها في ميدان التطهير فصارت من أهم الأساليب البيولوجية المعتمدة لتطهير المواد الصلبة الملوثة بالمعادن الثقيلة مثل التربة والتربة المائية والأوحال ومخلفات محطات التطهير والمركبات الصناعية. وقد أثبتت الأبحاث في مجال البيوتكنولوجيا مدى نجاعة هذه البكتيريا في تطهير هذه المواد من ملوثاتها المعدنية بواسطة أسلوب (Bioleaching)وسهولة هذه الطريقة وزهادة كلفتها. قام العلماء المختصون بتصميم مفاعلات بيولوجية (Bioreactor)خاصة بهذا الغرض البيئي حيث تتوفر جميع الظروف الملائمة للبكتيريا للقيام بواجبها على أحسن وجه.
Vالخاتمة
لقد كشفت هذه الدراسة عن بعض جوانب الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في مجالي التطهير والتعدين. وأعطت تفسيرا علميا للآية17 من سورة الرعد معتمدة في ذلك على حقائق علمية تم اكتشافها مؤخرا و أثبت البحث العلمي مدى صحتها و نجاعتها في الواقع.
و قد تبين من خلال هذه الدراسة أن القرآن الكريم أشار إلى ظاهرة التطهير الذاتي للمسطحات المائية التي اكتشفها العلماء مؤخرا. وهي مجموعة أساليب هيدرولوجية، فيزيوكيمائية و بيولوجية لتنقية المياه الملوثة عضويا. و ينتج عن هذه العملية ماء صافيا ينتفع به الناس و زبد يطرح لا فائدة فيه. و في اقرار الآية مماثلة الزبد الناتج عن عملية التطهير (زبد مثله) للزبد الناتج عن عملية التعدين، جوانب هامة من الإعجاز العلمي للقرآن . فهذه المماثلة في الزبد تقتضي ضمنيا مماثلة الأساليب التي ينتج عنها هذا الزبد، في حين أنه آنذاك لم يكن العقل البشري يدرك إلا المعاملة الحرارية لاستخراج المعادن وهي عملية فيزيائية بحتة. و لقد بينت هذه الدراسة أنه فعلا في العقود الأخيرة اكتشف العلماء أساليب هيدرولوجية و "فيزيوكيميائية " و بيولوجية في مجال التعدين تشبه تلك التي تستخدم في مجال التطهير و تنتج بدورها زبدا يشبه تماما الزبد الذي تنتجه عملية التطهير. حقا إن القرآن المعجز الذي لا تنضب عجائبه و لا تنتهي مظاهر إعجازه في شتى الميادين العلمية.
Email : chemoh 2000 @yahoo. Fr
المصدر : ألقيت هذه المحاضرة في مؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن والسنة الذي عقد في الكويت 2006/ ولقد حصلنا عليها من المؤلف.
المراجع:
1-القرآن الكريم
2-تفسير الجلالين الجلال الدين السيوطي
3-تفسير إبن كثير: للإمام ابن كثير
4-صفوة التفاسير : الصابوني
5-زاد المسير في علم التفاسير للأمام غبن الجوزي
Barrett, J., Hughes, M. N., Karavaiko, G. I. and Spencer, P. A.: 1993, ****l Extraction by Bacterial Oxidation of Minerals, Eillis Horwood, Chichester.
E. Torma and J. A. Brierley (eds), ****llurgical Application of Bacterial Leaching and Related Microbiology Phenomena, Academic Press, New York, pp. 232–250.
Tyagi, R. D. and Couillard, D.: 1987, ‘Bacterial leaaching of ****l from digested sewage sludge’, Process Biochemistry 22, 114–117.
Wong, L. and Henry, J. G.: 1988, ‘Bacterial Leaching of Heavy ****ls from Anaerobically Digested Sludge’, in D. L. Wise (ed.), Biotreatment Systems, Vol. II, CRC Press, Boca Raton, FL, U.S.A., pp. 125–169.
Xiang, L., Chan, L. C. and Wong, J. W. C.: 2000, ‘Removal of heavy ****ls from anaerobically digested sewage sludge by isolated indigenous iron-oxidizing bacteria’, Chemosphere 41, 283–287.
Tyagi, R. D. and Tran, F. T.: 1991, ‘Microbial leaching of ****ls from digested sewage sludge in continuous system’, Environmental Technology 12(4), 303–312.
Blais, J. F., Tyagi, R. D. and Auclair, J. C.: 1992a, ‘Bioleaching of ****ls from sewage sludge by sulfur-oxidizing bacteria’, Journal of Environmental Engineering 118, 690–707.
M. Salim Oncen, Mahir Ince, Mahmut Bayramoglu, leaching of silver from solid waste using ultrasound assisted thiourea method. Ultrasonic Sonochemistry 12 (2005) 237-242.
Silverman P, Lindgren DG. Studies on chemoautotrauphic iron bacterium ferrobacillus ferrooxidans.J bact 1969; 77:642-7
Gormely S, Duncan DW, Brassion RMR, Pinder KL. Continuous culture of Thiobacillus ferrooxidanson zinc sulphate concentrate. Biotech Bioeng 1975; 17:31-38
  #825  
قديم 07-11-2013, 06:32 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

جوانب من الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في مجالي التطهير والتعدين


إعــداد : محمد بن الهادي الشيخ
قال الله تعالى في كتابه العزيز" أنزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبداً رابياًومما توقدون عليه في النار ابتغاءحلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرضكذلك يضرب الله الأمثال"
تمثل هذه الدراسة محاولة لإعطاء تفسيراً علمياً لهذه الآية مع مراعاة ضوابط تفسير القرآن الكريم بعيداً عن التأويل أو تحميل النص ما لا يطيق. وقد كشفت النقاب عن بعض جوانب الإعجاز العلمي في مجالي التطهير والتعدين.
في المقطع الأول تحدثت الآية الكريمة عن عملية سيلان الأودية إثر نزول المطر. وفي هذا إشارة إلى ظاهرة بيئية لم يكتشفها العلماء إلا في السنوات الأخيرة وهي ظاهرة التطهير الذاتي للمسطحات المائية. وهي عبارة عن مجموعة من الأساليب الهيدرولوجية والفيريوكيمائية والبيولوجية تتفاعل مع بعضها البعض لتقوم بتصفية المياه من ملوثاتها العضوية.
فينتج عن هذه العملية ماءً صافياً صالحاً للشراب ينفع الناس. وزبد يعلوه يطرح ويلقى لأنه لا فائدة فيه. وقد اقتبس العلماء هذه الظاهرة الطبيعية وطوروا أساليبها تكنولوجيا وطبقوها ميدانيا في شكل محطات لتطهير المياه المستعملة.
في المقطع الثاني من الآية الكريمة وفي نفس السياق تحدث القرآن عن عملية التعدين التي تبدو في ظاهرها عملية فيزيائية بحتة وهي المعاملة الحرارية لاستخراج المعادن. وينتج أيضا عن هذه العملية معادن صافية يستفاد بها للحلية والمتاع من ناحية وزبد يطرح ويلقى من ناحية أخرى. لكن في الآن نفسه ركزت الآية الكريمة على مثلية الزبد (زبد مثله) الناتج عن كلا العمليتين: التطهير والتعدين في حين أن الأساليب المستعملة مختلفة تماماً في المعاملة الأولى والثانية. وبالتالي لا يمكن مماثلة الزبد إلا من حيت أنه خبث يطرح ويلقى. إلا أن سياق الحديث في الآية ودقة القرآن في لفظ "مثله" يأبى هذه المماثلة الضعيفة. فجاءت الاكتشافات العلمية الحديثة في مجال هندسة الأساليب والتعدين لتؤكد إمكانية استخراج المعادن بأساليب هيدرولوجية وفيزيولوكيمائية وبيولوجية ينتج عنها زبد يشبه تماماً الزبد الذي ينتج عن عملية التطهير الذاتي التي تحدثت عنها الآية في المقطع الأول.
وهذا يمثل قمة في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، فمن أعلم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم منذ 14 قرنا بهذه الأساليب في مجالي التطهير والتعدين التي لم يكتشفها العلم الحديث إلا في السنوات الأخيرة.
حقاً إنه القرآن الكريم الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى وصدق الله العظيم.
الـمـقــدمـــة
إن الإعجاز العلمي للقرآن الكريم قد شمل العديد من المجالات المعرفية مثل الطب والصيدلة والفلك وعلوم الأرض والنبات والحيوان وغيره من الفنون والآداب كالاقتصاد والتشريع والبيان.
وبحمد الله تم نشر الكثير من الأبحاث والدراسات المتخصصة مما أدى إلى ظهور ما يسمى بموسوعة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم. ولو دققنا النظر إلى محتوى هذه الموسوعة للاحظنا فقرا نسبيا في مجالي التطهير والتعدين مقارنة بالمجالات العلمية الأخرى. فجاءت هذه الدراسة كمحاولة متواضعة لإثراء هذه الموسوعة في ميدان العلوم البيئية وعلوم المعادن والتعدين وكشفت النقاب عن بعض كنوز الإعجاز القرآني وما انطوت عليه من حقائق علمية لم تكتشف إلا مؤخرا كان الله قد ذكرها في قرآنه منذ مئات السنين. والمتأمل في كتاب الله يلاحظ بعض الإشارات القرآنية لمشكلة التلوث البيئي " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس" سورة الروم. والمعادن مثل الحديد والنحاس:" وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس". ولطالما استوقفتني الآية17 من سورة الرعد " انزل....." فكنت أتصفح كتب التفاسير للوقوف على معانيها وأطالع ما قاله المفسرون بشأنها. غير أني لم أجد ضالتي فيها وواصلت تدّبري وبحثي إلى أن شاءت إرادة الله وقدرته والتحقت بالمدرسة القومية العليا للإلكتروكيمياء و الإلكتروميتالورجيا (ENSEEG)بفرنسا لإنجاز أبحاثي العلمية في إطار تحضير رسالة الدكتوراه في مجال هندسة الأساليب. وكنت أحرص دائما على ربط موضوع البحث بمجال الإعجاز العلمي. وبحمد الله وجدت نفسي أغوص في بحر من المعارف والعلوم لم تتطرق إليها الأبحاث السابقة وهي في الآن نفسه قمة في الإعجاز العلمي في مجال التطهير والتعدين,وآية من آيات الله الدالة على صدق الرسالة وعظمة الرسول صلى الله عليه وسلم وقدسية القرآن الكريم.ومن باب الحرص على التبليغ وإيصال العلم النافع عزمت على صياغة هذه الأفكار في شكل وثيقة علمية. وبعون الله وحمده كان المؤتمر الثامن للإعجاز العلمي فرصة سانحة لتقديم هذه الدراسة وطرحها للنقاش. نسأل الله أن تكون خالصة لوجهه الكريم ومساهمة مني للدعوة إلى الله بأسلوب علمي يتفهمه أهل الإختصاص ويقنع العقول التي تبحث عن الحقيقة بكل موضوعية ولا تؤمن إلاّ بالأساليب العلمية والبراهين العقلية.
الآية المعجزةII
بسم الله الرحمان الرحيم
" أنزل من السماء ماءً فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدًا رابياومما توقدون عليه في النار ابتغاءحلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرضكذلك يضرب الله الأمثال"صدق الله العظيم
IIIمفهوم الآية في كتب التفسير
قوله تعالى أنزل من السماء ماء يعني: المطر فسالت أودية وهي جمع واد، وهو منفرج بين جبلين يجتمع إليه ماء المطر فيسيل بقدره أي: بمبلغ ما تحمل، بمبلغ ما تحمل، فإن صغر الوادي، قل الماء، و إن هو اتسع، كثر، وقرأ الحسن و ابن جبير، و أبو العالية، و أيوب، و ابن يعمر، و أبو حاتم عن يعقوب: " بقدرها" بإسكان الدال. و قوله: " فسالت أودية توسع في الكلام و المعنى: سالت مياهها، فحذف المضاف، و كذلك قوله:"بقدرها" أي بقدر مياهها فاحتمل السيل زبداً رابياً أي، عالياً فوق الماء، فهذا مثل ضربه الله.
ثم ضرب مثلا آخر، فقال ومما يوقدون عليه النار قرأ ابن كثير، و نافع، و أبو عمرو، و ابن يعمر،
قرأ أبن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر عن عاصم " توقدون عليه" بالتاء. وقرأ حمزةو الكسائي وحفص عن عاصم بالياء. قال أبو علي: من قرأ بالتاء، فلما قبله من الخطاب، وهو قوله: "أفاتخذتم " و يجوز أن يكون خطابا عاماً للكافة، ومن قرأ بالياء فلأن ذكر الغيبة قد تقدم في قوله: " أم جعلوا لله شركاء". ويعني بقوله " و مما يوقدون ما يدخل إلى النار فيذاب من الجواهر " ابتغاء حلية " يعني : الذهب والفضة " أو متاع " يعني الحديد والصفر والنحاس والرصاص تتخذ منه الأواني والأشياء التي ينتفع بها، " زبد مثله " أي له زبد إذا أذيب مثل زبد السيل، فهذا مثل آخر. وفيما ضرب له هذان المثلان ثلاثة أقوال: أحدها: أنه القرآن: شبه نزوله من السماء بالماء. وشبه قلوب العباد بالأودية تحمل منه على قدر اليقين والشك، والعقل والجهل، فيسكن فيها، فينتفع المؤمن بما في قلبه كانتفاع الأرض التي يستقر فيها المطر، ولا ينتفع الكافر بالقرآن الكريم لمكان شكه وكفره، فيكون ما حصل عنده من القرآن كالزبد وكخبث الحديد لا ينتفع به. والثاني : أنه الحق والباطل، فالحق شبه بالماء الباقي الصافي، والباطل المشبه بالزبد الذاهب، فهو وإن علا على الماء فإنه سيمحق كذلك الباطل، وإن ظهر على الحق في بعض الأحوال فإن الله سيبطله. والثالث : أنه مثل ضربه الله للمؤمن واعتقاده وعمله كالماء المنتفع به، ومثلا الكافر واعتقاده وعمله كالزبد.
قوله تعالى " كذلك " أي: كما ذكر هذا يضرب الله مثل الحق والباطل، وقال أبو عبيدة: كذلك يمثل الله الحق ويمثل الباطل. فأما الجفاء، فقال ابن قتيبة : هو ما رمى به الوادي إلى جنباته، يقال : أجفأت القدر بزبدها إذا ألقته عنها. قال ابن فارس: ما نفاه السيل، ومنه اشتقاق الجفاء. وقال ابن الأنباري: " جفاءً " أي: باليا مفرقا قال ابن عباس: إذا مسّ الزبد لم يكن شيئا.
وقوله تعالى : " وأما ما ينفع الناس " من الماء والجواهر التي زال زبدها " فيمكث في الأرض " فينتفع به كذلك يبقى الحق لأهله.
IVالمدلولات العلمية للآية ومظاهر الإعجاز بها
تحدثت هذه الآية في المقطع الأول عن ظاهرة طبيعية عادية ومألوفة ومشاهدة: وهي سقوط المطر وجريان الأودية على إثره وامتلائها بالماء على اختلاف أحجامها وسعتها.فنتج عن عملية السيلان هذه احتمال السيل للزبد أي ظهور الزبد جاء كنتيجة لعملية السيلان,والزبد هو الغثاء والرغوة التي تطفو على الماء الجاري. لقد تطرقت الآية إلى عوامل فيزيائية وكيماوية صارت في وقتنا الحاضر علوما مستقلة بذاتها مثل الهيدرولوجيا والهيدروديناميك وعلم الترسبات وعلوم التربة والتفاعلات الكيماوية في المحاليل المائية. كما أن الغوص في أعماق هذه الآية يقودنا إلى الأخبار عن عامل بيولوجي جد هام لم يكتشف إلا مؤخرا وهي ظاهرة بيولوجية تسمى التطهير الذاتي للمسطحات المائية مثل الأودية والأنهار والبرك والبحيرات بصفة عامة والمجاري المائية بصفة خاصة بواسطة الكائنات المجهرية مثل البكتيريا والفطريات. لقد أثبت العلم الحديث أن مياه الأودية تحتوي أعداداً هائلة من هذه الكائنات التي تقوم بأكسدة المواد العضوية الملوثة باستعمال الأكسجين الهوائي الذي يتحول إلى فقاعات هوائية صغيرة من خلال حركة السيلان القوية حيث يمتزج الماء بالهواء الذي يحتوي الأكسجين الهوائي في شكل غاز ثم يصير سائلاً في الماء قابلا ً للاستعمال من طرف الكائنات الحية التي تحتويها مياه السيل والتي تقوم بأكسدة المواد العضوية الملوثة التي احتملتها مياه الأمطار إلى أحواض ومجاري الأودية. وتنتج عملية الأكسدة هذه تحول الملوثات إلى غاز ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء في شكل فقاعات هوائية تتبخر في الجو: الرغوة الطافية أي الزبد.
تتم هذه العملية طيلة سيلان المياه وتبدأ الكائنات الحية عملها من بداية الوادي حيث تكون المياه جد ملوثة ومحملة بالمواد العضوية التي احتملتها مياه الأمطار من الأراضي القريبة. وفي نهاية الوادي حيث المصب تكون المياه قد تطهرت من هذا التلوث العضوي فتصبح صالحة للاستعمال البشري وتنفع الناس. وقد أكدت التحاليل المخبرية نجاعة ظاهرة التطهير الذاتي للأودية والمجاري المائية وأصبحت مقاييس(oxygen chemical demand)DCOوDBO(oxygen biological demande)في عينات مياه المجاري عملية روتينية لتصنيف المياه الملوثة أو النقية. إذن عملية التطهير الذاتي في الأودية هي نتاج مجموعة عوامل فيزيائية (السيلان وتخليط المياه وتحول الغاز إلى سائل) وبيولوجية (دور الكائنات المجهرية) وكيمائية (التفاعلات الكيمائية والأكسدة). وبضدها تتضح الأشياء، فالمياه الراكدة تكون ملوثة ومتعفنة ذات روائح كريهة وتتسبب في انتشار الأمراض والأوبئة, وعلى العكس تكون ضارة للناس وغير نافعة. ومن هنا اقتبس العلماء ظاهرة التطهير الذاتي الطبيعية وطوروها وأخضعوها إلى تكنولوجيا العصر. فأوجدوا محطات التطهير للمياه المستعملة والتي تعتمد على نفس المبادئ والعوامل الفيزيائية والكيمائية والبيولوجية التي تقوم عليها ظاهرة التطهير الذاتي الطبيعية. كما أن النتيجة واحدة: زبد يطفو ويذهب جفاءً وما ينفع الناس هو الماء لسقي المسطحات الخضراء والمنتزهات وأيضا الأوحال أو مخلفات محطات التطهير التي تستعمل كأسمدة نافعة للتربة فتقويها وتزيد من غناها والرفع من أنتاجها وهذا ما ذكرته الآية الكريمة : " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" صدق الله العظيم. فالزبد أو الرغوة يذهب في الجو ويتبخر بالرغم من انتفاخه وعلوه على مياه السيل. مثله مثل الباطل في علوه على الحق ثم أفوله مثل النجم الآفل. وأما ما ينفع الناس فهو الماء الذي مر بعملية التطهير فصار صالحا للاستعمال البشري كالشرب والسقي وتخلص من ملوثاته العضوية. ثم مكث في الأرض وتسرب إلى باطنها فصار يغذي المائدة والآبار، وهو قي نفعه ودوامه واستمراره مثل الحق في ثباته وصموده تجاه الباطل. وأيضا ما ينفع الناس فهو الطين والدبال والأملاح المعدنية التي تمتزج فيما بينها فتعطي تربة جد خصبة تنفع للاستعمال الفلاحي لأنها تمتاز بخاصيات كيميائية وفيزيائية جيدة مثل القوام (texture)و (structure)غناها بالمعادن مثل الحديد والمنغنيز والفسفور. وهذا يعود أساسا إلى تكون ما يعبر عنه (complexe argilo humique)وهو أن الطين يلتحم بالدبال (ذات شحنة سالبة) بواسطة المعادن مثل الحديد ذات الشحنة الموجبة (Fe2+)، والذي قال عنه القرآن الكريم: " فيه منافع للناس" وهذا إعجاز آخر أيضا، وإشارة جد هامة إلى علم الترسبات sedimentology)) وعلم الأرض (pedology).
وبصفة عامة مثلا في الصحاري والمناطق الجافة نلاحظ أن المجمعات السكنية والواحات والأنشطة الفلاحية تتمركز حول الوديان لغناء التربة بها ووفرة المياه وقربها من سطح الأرض.
ويقول الله تعالى بعد أن ذكر هذه الظاهرة”: ومما توقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثلههنا انتقل سياق الآية إلى ميدان آخر في ظاهره بعيد كل البعد عن هذه الظاهرة الطبيعية. فهي تتحدث عن ميدان الميتالورجيا "علم المعادن والتعدين" وهو ميدان بعيد عن الهيدرولوجيا التي تحدث عنه المقطع السابق من الآية. والسؤال الذي يطرح هنا : ما هو وجه المقارنة بين هذين المجالين وهذين المقطعين من الآية. فنقول إن العلاقة بينهما عبارة "زبد مثله". فمماثلة الزبد هو الرابط بين المقطعين. في ظاهر الأمر تبدو العلاقة كما يلي: ففي الطريقة العادية أو الكلاسيكية التي تتم بها في القديم فصل المعادن هي الطريقة الحرارية (pyro****llurgy)أي التسخين إلى درجة حرارية معينة لإذابة المعدن الذي نريد استخلاصه ثم تنقيته من الشوائب وإزالة الخبث الذي يطفو عليه وهو أيضا يشبه الزبد الناتج عن عملية السيلان الذي تحدثت عنه الآية سابقا من حيث أنه يطرح ولا ينتفع به.
لكن يبدو أن مجال المقارنة بعيد وأن الزبد الناتج عن المعاملة الأولى (التطهير الذاتي التي ترتكز على العوامل الهيدرولوجية والفيزيائية والبيولوجية والكيميائية) والمعاملة الثانية (الحرارية وهي فيزيائية بحتة) لا يتشابهان تماما في حين أن القرآن الكريم قال : "زبد مثله" وأركز على كلمة مثله، ففي ذكر كلمة مثله إشارة إلى نفس التقنية أو المعاملة وهي المعاملة الهيدرولوجية والكيميائية والبيولوجية في نفس الوقت، في حين أنه آنذاك لا يوجد طريقة أخرى لاستخراج المعادن غير الطريقة الحرارية التي أشارت إليها الآية الكريمة.
لكنه "لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى" إذن كيف يمكن الجمع بين الأمرين المتناقضين ظاهريا. فالله سبحانه وتعالى الذي خلق الكون هو أدرى به وأعلم بكل صغيرة وكبيرة فيه، وان كان العقل البشري قاصرا على فهم هذه الأشياء. "وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلا". وكما هي العادة تأتي الاكتشافات العلمية والحقائق المعرفية لتؤكد وتؤيد ما قاله الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم على لسان رسوله الأمين الصادق المصدوق محمد عليه أفضل الصلاة والسلام منذ 14 قرن. فقد أثبت العلم الحديث أنه من الممكن استخلاص المعادن بطرق مختلفة عن الطريقة الحرارية العادية وهذه الطرق الجديدة تعتمد على العوامل الهيدرولوجية والكيميائية والبيولوجية كما هو الحال في المعاملة الأولى التي ذكرتها الآية الكريمة وهي التطهير الذاتي. فمع تطور علم الكيمياء والتفاعلات الكيميائية واختراع الحوامض مثل الحامض الفسفوري والكلوريدري اكتشف العلماء أنه يمكن إذابة المعادن في المحاليل التي تكون نسبة الحموضة فيها مرتفعة. ومن ثم أمكن استخراج المعادن بالمناجم بالطريقة الهيدرولوجيا (hydro****llurgy)عوضا عن الطريقة الحرارية(pyro****llurgy)وهذه الطريقة تسمى (chemical leaching)لأنها تعتمد على المواد الكيمائية مثل الحوامض لإذابة المعادن في المحاليل ومن ثم استخراج المعادن من هذه المحاليل بطرق شتى مثل Electrodialyse) (Electrodéposition- وطبقت هذه الطريقة في كهوف المناجم وتم اعتمادها كطريقة أساسية لاستخراج المعادن بالمناجم.
وسرعان ما ظهرت مشكلة بيئية وهي ما يعبر عنها بمشكلة (MAD : drainage acide des minerais)وهي سيول حمراء اللون حامضة يطفو فوقها زبد مثل زبد السيول العادية وتسبب هذه السيول تلوث التربة والمجاري المائية بالمعادن الثقيلة لأن هذه السيول تحتوي كميات كبيرة من المعادن بسبب حموضتها العالية كما أنها تتسبب في حموضة المياه السطحية وبالتالي الإضرار بالكائنات الحية المائية والتوازن البيئي.
وفي سنة 1947 قام العالم كولمار بأبحاث معمقة حول هذه MADواكتشف نوع من البكتيريا سماها (Tf) Thiobacillus ferrooxidansوقام بعزلها في مناجم النحاس والزنك وتقوم هذه البكتيرية بالتعاون مع أصناف بكتيرية أخرى مثل(Tt) Thiobacillus thiooxidans و(Lf) Leptospirillum ferrooxidans بأكسدة المعادن الكبريتية الموجودة بالمناجم إلى معادن كتيونية في ظروف من الحموضة المرتفعة مع وجود تهوئة أو أكسجين.ومنذ ذلك الحين طور العلماء استعمال هذه الأصناف في مجال البيوتكنولوجيا وصار تطبيقه رائجا جدا في مناجم الذهب والنحاس والزنك لأنها تقنية سهلة غير مكلفة ولا تضر بالبيئة خاصة في المناجم الفقيرة التي تكون نسبة المعادن فيها ضعيفة. وأخذت هذه الطريقة البيولوجية تعوض شيئا فشيئا الطريقة الكيميائية الكلاسيكية التي تستهلك كميات كبيرة من الحوامض والتي تودي إلى تلوث البيئة بالحموضة والمعادن الثقيلة.وحسب التقديرات الحالية فان ربع كمية النحاس والزنك المستخرجة من المناجم تعتمد على هذه التقنية البيولوجية الجديدة.والبحث العلمي في هذا المجال متواصل لتطوير هذه التقنية والإحاطة بكل إيجابياتها الاقتصادية والبيئية. وتكون البكتيريا Tf في شكل عصيات طولها واحد ميكرومتر و عرضها نصف ميكرومتر،(pH 1,5) acidophyl،mesophyl (30/40 °C)،aerobie(O2)، autotrophe ، وهي من صنفgram- وتأخذ الطاقة اللازمة لعيشها وتكاثرها من خلال أكسدة المكونات الكبريتية (S, SO4أو أكسدة الحديدFe2+ إلىFe3+ باستعمال الأكسجينOxydantوتقوم Tfبتحليل المعادن بطريقة مباشرة أو غير مباشرة حسب هذه التفاعلات الكيمائية:
MS + 2O2 ----- M2+ + SO42-
MS +2Fe3+ -----M2+ + 2Fe2+ + S
ومن العجيب أن هذه الطريقة الهيدروبيولوجية لاستخراج المعادن تشبه تماما طريقة التطهير الذاتي للأودية، ففي المناجم التي تعتمد هذه الطريقة يتم تكديس تربة المناجم في الهواء الطلق ثم تسقى هذه الأكداس بمحلول يحتوي على خليط من البكتيريا ، بطريقة كنزول المطر، ثم تتم عملية الأكسدة.وتعمل البكتيريا لتحليل المعادن في شكل سائل حامض غني بالمعادن يشبه تماما سيل الوادي ويعلوه زبد وخبث يشبه تماما زبد السيل.
ثم يتم تجميع هذا السائل واستخراج المعادن التي تنفع الناس بوسائل عدة مثل اللكتروديبوسيون (electrodeposition). أما ذلك الخبث والزبد فيطرح ويذهب جفاء. وهذا مصداقا لقوله "زبد مثله" أي نتاج عملية السيلان والأكسدة مثل زبد السيل. وأيضا مصداقا لقوله "فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض أي ذلك السائل الغني بالمعادن. ومن العجيب أيضا أن ذلك السائل يكون لونه بنيا تماما مثل سيل الوادي ويحتوي على معدن الحديد الذي يعطي هذا اللون الأحمر. وهو نتاج أكسدة الحديد بواسطة البكتيريا. فقد قال الله تعالى عن الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس. والملاحظ أيضا أن تلك البكتيريا تعتمد على الحديد بشكل أساسي.
كما أن هذه الطريقة تستعمل في مناجم الذهب (الحلية) والنحاس والزنك (متاع) كما ذكر في الآية (ابتغاء حلية أو متاع). ففي كندا مثلا و الوليات المتحدة توجد نوع من المناجم التي لا يمكن استخراج الذهـب إلا بــهـذه الــطريقة مــــــــثل(minerais aurifères réfractaires arsenicaux)وفي حال استعمال الطرق الأخرى تكون جد مكلفة وملوثة للبيئة.
وإضافة إلى مجال التعدين، فإن العلماء قد طوروا هذه الطريقة وطبقوها في ميدان التطهير فصارت من أهم الأساليب البيولوجية المعتمدة لتطهير المواد الصلبة الملوثة بالمعادن الثقيلة مثل التربة والتربة المائية والأوحال ومخلفات محطات التطهير والمركبات الصناعية. وقد أثبتت الأبحاث في مجال البيوتكنولوجيا مدى نجاعة هذه البكتيريا في تطهير هذه المواد من ملوثاتها المعدنية بواسطة أسلوب (Bioleaching)وسهولة هذه الطريقة وزهادة كلفتها. قام العلماء المختصون بتصميم مفاعلات بيولوجية (Bioreactor)خاصة بهذا الغرض البيئي حيث تتوفر جميع الظروف الملائمة للبكتيريا للقيام بواجبها على أحسن وجه.
Vالخاتمة
لقد كشفت هذه الدراسة عن بعض جوانب الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في مجالي التطهير والتعدين. وأعطت تفسيرا علميا للآية17 من سورة الرعد معتمدة في ذلك على حقائق علمية تم اكتشافها مؤخرا و أثبت البحث العلمي مدى صحتها و نجاعتها في الواقع.
و قد تبين من خلال هذه الدراسة أن القرآن الكريم أشار إلى ظاهرة التطهير الذاتي للمسطحات المائية التي اكتشفها العلماء مؤخرا. وهي مجموعة أساليب هيدرولوجية، فيزيوكيمائية و بيولوجية لتنقية المياه الملوثة عضويا. و ينتج عن هذه العملية ماء صافيا ينتفع به الناس و زبد يطرح لا فائدة فيه. و في اقرار الآية مماثلة الزبد الناتج عن عملية التطهير (زبد مثله) للزبد الناتج عن عملية التعدين، جوانب هامة من الإعجاز العلمي للقرآن . فهذه المماثلة في الزبد تقتضي ضمنيا مماثلة الأساليب التي ينتج عنها هذا الزبد، في حين أنه آنذاك لم يكن العقل البشري يدرك إلا المعاملة الحرارية لاستخراج المعادن وهي عملية فيزيائية بحتة. و لقد بينت هذه الدراسة أنه فعلا في العقود الأخيرة اكتشف العلماء أساليب هيدرولوجية و "فيزيوكيميائية " و بيولوجية في مجال التعدين تشبه تلك التي تستخدم في مجال التطهير و تنتج بدورها زبدا يشبه تماما الزبد الذي تنتجه عملية التطهير. حقا إن القرآن المعجز الذي لا تنضب عجائبه و لا تنتهي مظاهر إعجازه في شتى الميادين العلمية.
Email : chemoh 2000 @yahoo. Fr
المصدر : ألقيت هذه المحاضرة في مؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن والسنة الذي عقد في الكويت 2006/ ولقد حصلنا عليها من المؤلف.

المراجع:

1-القرآن الكريم
2-تفسير الجلالين الجلال الدين السيوطي
3-تفسير إبن كثير: للإمام ابن كثير
4-صفوة التفاسير : الصابوني
5-زاد المسير في علم التفاسير للأمام غبن الجوزي
Barrett, J., Hughes, M. N., Karavaiko, G. I. and Spencer, P. A.: 1993, ****l Extraction by Bacterial Oxidation of Minerals, Eillis Horwood, Chichester.
E. Torma and J. A. Brierley (eds), ****llurgical Application of Bacterial Leaching and Related Microbiology Phenomena, Academic Press, New York, pp. 232–250.
Tyagi, R. D. and Couillard, D.: 1987, ‘Bacterial leaaching of ****l from digested sewage sludge’, Process Biochemistry 22, 114–117.
Wong, L. and Henry, J. G.: 1988, ‘Bacterial Leaching of Heavy ****ls from Anaerobically Digested Sludge’, in D. L. Wise (ed.), Biotreatment Systems, Vol. II, CRC Press, Boca Raton, FL, U.S.A., pp. 125–169.
Xiang, L., Chan, L. C. and Wong, J. W. C.: 2000, ‘Removal of heavy ****ls from anaerobically digested sewage sludge by isolated indigenous iron-oxidizing bacteria’, Chemosphere 41, 283–287.
Tyagi, R. D. and Tran, F. T.: 1991, ‘Microbial leaching of ****ls from digested sewage sludge in continuous system’, Environmental Technology 12(4), 303–312.
Blais, J. F., Tyagi, R. D. and Auclair, J. C.: 1992a, ‘Bioleaching of ****ls from sewage sludge by sulfur-oxidizing bacteria’, Journal of Environmental Engineering 118, 690–707.
M. Salim Oncen, Mahir Ince, Mahmut Bayramoglu, leaching of silver from solid waste using ultrasound assisted thiourea method. Ultrasonic Sonochemistry 12 (2005) 237-242.
Silverman P, Lindgren DG. Studies on chemoautotrauphic iron bacterium ferrobacillus ferrooxidans.J bact 1969; 77:642-7
Gormely S, Duncan DW, Brassion RMR, Pinder KL. Continuous culture of Thiobacillus ferrooxidanson zinc sulphate concentrate. Biotech Bioeng 1975; 17:31-38
  #826  
قديم 07-11-2013, 06:34 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

اللهم أغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد


بقلم ناديا نايف غنيم
رئيسية قسم العلوم في مدرسة النجاة الإسلامية الخاصة للبنات
قال الله تعالى في كتابه الكريم " و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى " سورة النجم.
من الأدعية المأثورة عن الرسول عليه الصلاة والسلام ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏
‏كان النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم(‏يقول ‏ ‏اللهم اغسل خطايايبماءالثلجوالبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من ‏ ‏الدنس) سنن ابن ماجة.
وفي رواية أخرى‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏رضي الله عنها ‏ ‏قالت ‏كان النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ (‏اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار وفتنة القبر وعذاب القبر وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة ‏ ‏المسيح الدجال ‏ ‏اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم إني أعوذ بك من الكسل والمأثم والمغرم ‏) صحيح البخاري(5900)
هذا الدعاء نرددهدائما و لكننا لا نعلم الحقيقة العلمية التي تكمن في كلماته.
فالماء الذي اختصه الله تعالى بقضية الخلق في قوله تعالى " و جعلنا من الماء كل شيء حي " - سورة الأنبياء آية رقم (30) - له إعجازا آخر في قدرته على التنظيف و إذابة المواد و سأذكر بعض خواص الماء :-
فهو يتكون من ذرتين هيدروجين مرتبطة مع ذرة واحدة من الأكسجين برابطة تساهمية قطبية هذه القطبية ( الناتجة عن فرق السالبية الكهربائية بين ذرات الهيدروجين و الأكسجين ) تعمل على تجميع جزيئات الماء بواسطة روابط هيدروجينية ضعيفة تكسبه خصائص فريدة عن المركبات المشابهة له في التركيب و تسبب تغيرات في خواصه الفيزيائية فدرجة غليانه مرتفعة 100° س و التوتر السطحي له كبير و غيرها من الخواص التي لا مجال لذكرها في هذا البحث ، و الشكل التالي رقم (1) يبن ارتباط جزيئات الماء في حالاته الثلاث ( ماء – ثلج – بخار ماء ) .
فالماء الذي اختصه الله تعالى بقدرة كبيرة على إذابة المواد و الذي يسمى" بالمذيب العام " له قدرة كبيرة على إذابة كثير من المواد الأيونية حيث أن جزيئات الماء القطبية تهاجم بلورة المركب إذا كان أيونيا فيعزل ايوناته المتجاذبة داخل الشبيكة البلورية و تنشأ قوى تجاذب بين جزيئات الماء القطبية و الأيونات حيث تتغلب على قوى التجاذب بين الأيونات في البلورة فتنتشر المادة المذابة بين جزيئات الماء – كما في الشكل (2) .
هذا الدعاء شبه الذنوب و الخطايا بالأوساخ التي ينظفها الماء، فكيف تحدث عملية التنظيف بالماء ؟
عندما تعلق البقع و الأوساخ بالثوب تحدث قوى جذب بين القماش و الأوساخ تسمى علميا بقوى الالتصاق والماء الذي اختصه الله تعالى بقدرة كبيرة على إذابة المواد بسبب الخاصية القطبية وخاصية التوتر السطحي له والتي تساعده في التغلغل داخل خيوط القماش (بالخاصية الشعرية ) فيخترق البقعة و يبلل القماش و بالتالي يذيب الأوساخ بعزل ايوناتها عن بعضها فتضعف قوى التجاذب بينها إذا كانت من النوع الذي يذوب في الماء.
أما إذا كانت البقع دهنية ولا تذوب في الماء فان الماء ينقطع على شكل كرات ولا يبلل سطح النسيج لان قوى الالتصاق بين الماء و البقع اقل من قوى التماسك بين جزيئات الماء. لذلك يمكن غسلها بالماء و الصابون حيث إن محلول الصابون يقلل التوتر السطحي للماء فينتشر محلول الصابون على الدهون و يتفاعل معها مكونا مستحلباً دهنياً و تزداد قوى التجاذب بين الماء و البقع فتترك الأوساخ السطح العالقة به .كما في الشكل(3 ) .
ولكن الدعاء أشار إلى طريقة أخرى للتنظيف وهي الثلج فكيف يكون الثلج وسيلة للتنظيف؟
كلنا نعلم أن الماء عندما يتجمد يصبح ثلجا عند درجة الصفر المئوي و تتغير طريقة ارتباط الجزيئات فتصبح مثل حلقة البنزين ( انظر الشكل 4 ).
فهناك بعض الأوساخ التي لا تزول بالماء أو بالماء و الصابون و ذلك لان قوى الالتصاق بين هذه البقع و القماش تكون كبيرة مثل بقع الشمع أو العلك على القماش.
فعند وضع قطعة من الثلج عليها فان البرودة تعمل على تقارب جزيئات هذه المادة ( تنكمش ) فتقل قوى الالتصاق بينها و بين القماش مما يؤدي إلى انفصالها ( و يمكن لكل منا تجربة ذلك في منزله ) .
أما البرد فهو يتكون عند درجة حرارة اقل من الصفر المئوي فإذا كانت هناك أوساخ مستعصية فان البرد يعمل عل انكماش جزيئات هذه الأوساخ بدرجة اكبر من الثلج فتنفصل و تزول.
هذا الدعاء الذي شبه الخطايا بالأوساخ التي يجب غسلها بالماء و التي لا تزول بالماء يزيلها الثلج و التي لا تزول بالثلج يزيلها البرد، حتى لا يبقى شيء من خطايا الإنسان .
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث (آخر أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من ‏ ‏درنه ‏ ‏شيء قالوا لا يبقى من درنه شيء قال فذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهن الخطايا)( رواه البخاري )
وهذا دليل آخر على أن الماء وسيلة تنظيف من الأوساخ والذنوب .
وهنالك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن الوضوء وأهميته في غسل الخطايا والذنوب.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال " ألا أدلكم على مايمحو الله به الخطايا ويرفع الدرجات , قالو : بلى يا رسول الله , قال : اسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطا الى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذالكم الرباط " رواه مسلم .
هذا الحديث يبين أن الخطايا يمحوها الله بماء الوضوء .
وعن الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا أنه قال: (إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطرة ماء فإذا غسل يديه خرج من يداه كل خطيئة كان بطشها بيداه مع الماء أو آخر قطرة ماء فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطرة ماء حتى يخرج نقيا من الذنوب ) رواه مسلم
وفي حديث آخر (من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظافره) رواه مسلم
وقد كان الإمام الشافعي رحمه الله من الفراسة والشفافية بحيث كان يرى الذنوب تتساقط مع قطرات الوضوء .
فـــسـبـــحـان مــــن علــم النبــــي الأمي هــذه الحقيقــــة العلميـــــة.
نستطيع القول إن الماء والثلج والبرد هي حالات فيزيائية للماء لها قدرة كبيرة على التنظيف ولكل منها ميكانيكية خاصة في التنظيف .
أســأل اللــه تعــالى أن يغسلنــي و إيــاكم مــن خطايانـا بالمــاء و الثلــج و البــرد.
يمكن مراسلة المؤلفة على الإيميل التالي:[email protected]
المراجع:
(1) Chemistry
Quagliano and vallarino
(2) Physics
Douglas C. Giancoli
(3) المثالي في الفيزياء.
تأليف : 1) سامى طه صالح ( مدير عام )
2) محمد عبد المنعم طخيمر( رئيس قسم الفيزياء بالمدرسة الإبراهيمية مصر)
(4) الكيمياء .
تأليف : 1) د. موسى زهدي الناظر. 2) محمد عبد الفتاح رصرص.
3) أحمد جمعة برهم. 4) كاملة مصطفى عبيدات.
5) د. منار خالد فياض. 6) د. محمد يمن سمرة .
7) د. تحسين علي فني .
(5) رياض الصالحين .
تأليف : الإمام النووي
  #827  
قديم 07-11-2013, 06:36 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى


الدكتور صالح محمد عوض
أستاذ الجيوكيمياء في قسم علوم الأرض
- كلية العلوم – جامعة بغداد – العراق
هدف البحث: يهدف البحث إلى إثبات أن الأرض التي ذكرت في القرآن الكريم هي الأرض التي نحبا عليها الآن وليس المقصود منها أي من الكواكب الأخرى. وإثبات عدم ملائمة ظروف الكواكب السيارة والقمر للحياة أي بمعنى أخر انعدام الحياة على غير الأرض, (الحياة المشار إليها في هذا البحث لا تشمل الملائكة والجن والشياطين), والتأكيد على أن النجوم والكواكب هي زينة السماء الدنيا, وحفظاً لكوكب الأرض, وعلامات دالة للمواقيت والأماكن كما جاء في القرآن الكريم.كما أن أحد أهداف البحث هو الدعوى إلى اكتشاف الحقائق العلمية الرصينة الواضحة في القرآن والتصريح بها مبكراً إي قبل أن يكتشفها غير المسلمين.
المقدمة:
بدأت وقبل عشرات السنين عمليات غزو الفضاء لفك رموزه وسبر أغواره, إذ حاول العلماء جاهدين إيجاد إي نوع من الحياة على سطح القمر أو بعض كواكب المجموعة الشمسية (الكواكب السيارة), ورغم كل ما حققه العلم من نجاح في مجال دراسة الفضاء إلا أنهم فشلوا في مهمتهم الأساسية التي هي محاولة البحث عن الحياة في كواكب غير الأرض, والبحث عن مخلوقات فضائية كما يزعمون أنها تزور الأرض باستمرار ثم تختفي لما تملكه من تقنيات وحضارة متقدمة.
يزودنا القرآن الكريم بمعلومات دقيقة ومتكاملة عن مراحل الخلق. لقد خلق الله الأرض وما فيها, وخلق أسباب الحياة كاملةً قبل أن يخلق الأنسان كما تشير الآية الكريمة:
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( البقرة -29).خلق الله تعالى سيدنا أدم عليه السلام من تراب والتراب أحد مكونات الأرض:إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (أل عمران: 59), وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ (الروم :20), إذ أن سيدنا آدم هو أول إنسان خلقه الله تعالى بعد أن حاور الله سبحانه وتعالى ملائكته وأخبرهم بشأن خلق الإنسان الذي سيكون خليفةً في الأرض, وليس في مكان أو كوكب أخر, وكما صرحت بذلك الآية الكريمة الآتية:وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ( البقرة-30). على ضوء أهداف مشاريع علماء الغرب وطموحاتهم وما يسعون إليه جاهدين للبحث عن حياة جديدة على كوكب جديد. أحاول من خلال هذا البحث أن أوضح الخطوط العريضة بمفهوم الدين الإسلامي لأسئلة كثيرة منها: هل هنالك حياة على كواكب أخرى, هل توجد حضارة متقدمة لسكان أسموهم بسكان الفضاء أو المخلوقات الفضائية التي تحدث عنها عنها شهود عيان, وتحدثت عنها بعض كتبهم ومجلاتهم, وترزخ أفلامهم عبر القنوات الفضائية للترويج لمثل هذه الأفكار المستوحاة من خيالهم العلمي. ثم هل يمكن نقل الحضارة من أمنا الأرض (التي منها خلقنا وفيها نموت ومنها نبعث أحياءً مرة أخرى) إلى كواكب مجاورة بحثاً عن مصادر الطاقة والتقدم والرقي. من أجل هذا كله, ولغرض فهم جميع جوانب الوضوع ذات العلاقة سوف أستعرض أهم خصائص القمر والكواكب وطبيعتها وظروفها مستلاً معظم المعلومات من تقارير علماء الغرب ونشرياتهم ووكالاتهم الفضائية, ومقارناً إياها بما ورد قي قرأننا الكريم قبل أكثر من 1400 سنة, لأوفر عليهم عناء ومشقة المغالاة في التفكير.مع التأكيد عدم شمول الملائكة والجن والشياطين بهذا البحث.
الخصائص الطبيعية وظروف القمر وكواكب المجموعة الشمسية
1-القمر The Moon
يبلغ قطر القمر 3484 كم, وتبلغ كتلته 1/18 من كتلة الأرض, إذ تبلغ قوة جذبه 1/6 قوة جذب الأرض. أي أن الشخص الذي وزنه 60 كغم على سطح الأرض يصبح وزنه 10 كغم على سطح القمر. من هنا يتبين عدم كفاءة حقل جادبية القمر في تكوين غلاف غازي حوله. يدور القمر أهليليجياً حول الأرض ويكمل دورة واحدة حول نفسه خلال شهر قمري واحد يستغرق 29.53يوماً. وهذا يعني أن اليوم القمري يساوي 29.53يوماً من أيامنا, أي أن معدل طول فترة النهار تساوي 14.7يوم وكذلك الليل. أثبت رواد الفضاء انعدام الماء على سطح القمر وانعدام الغلاف الغازي, يبلغ معدل درجة حرارة النهار على سطح القمر107 درجة مئوية, فيما يبلغ معدل درجة
يرجحالعلماءاستحالة الحياة على سطح القمر صورة للقمر من على الأرض
حرارة الليل -153 درجة مئوية. في ظروف إختزال الجاذبية إلى سدس جاذبية الأرض مع انعدام الأوكسجين والغلاف الغازي, وانعدام الماء, وتطرف درجات الحرارة بين الليل والنهار ما بين الغليان وتحت الإنجماد بكثير, فضلاً عن التضاريس غير المعهودة على سطح الأرض, إذ أن سطحة عرضة لضربات نيزكية شديدة. يرجح استحالة الحياة على سطح القمر.
2-عطارد Mercury
هو أقرب الكواكب إلى الشمس, وأصغرها حجماً, يكمل دورانه في مداره حول الشمس أسرع من جميع الكواكب الأخرى, إذ يستغرق 88 يوماً فقط وهذا يعني إن سنته تساوي 88 يوماً , ويحتاج إلى 59 يوماً ليكمل دورته حول نفسه. من هنا يتبين إن يوماً واحداً على سطح عطارد يعادل 59 يوماً من أيامنا المعروفة. بسبب قلة جاذبيته فهو لا يمتلك غلاف غازي, تغير ويتغير سطحه بسبب القصف النيزكي الشديد والمستمر, سطحه مرصع بالفوهات البركانية الكبيرة والحفر النيزكية العملاقة المخيفة. تبلغ درجة حرارة سطحه في جانب النهار 467 درجة مئوية, فيما تنخفض في جانب الليل لتصل إلى -183 درجة مئوية.من هنا يتضح استحالة الحيلة على سطح هذا الكوكب.
3-الزهرة Venus
تمتلك كتلة أكبر من الارض بقليل, يحيط بها غلاف غازي كثيف عالي الأنعكاسية, لذلك فهو يعكس ضوء الشمس الساقط عليه بنسبة عالية, إذ لا يمكن مشاهدة سطحها بشكل مباشر بسبب كثافة الغلاف الغازي الغيمي المحيط بها. هي أقرب جيران الأرض وتشبه الأرض إلى حد ما من حيث الحجم والكتلة والكثافة. تدور عكس دوران الارض بسرعة بطيئة جداً, فهي تكمل دورانها حول نفسها في 243 يوم من أيامنا, لذلك فأن يوم الزهرة يساوي 243 يوم
صورة لكوكب الزهرة
من أيامنا, فيما تكمل دورانها في مدارها حول الشمس في 223 يوم من أيامنا, أي أن سنة الزهرة تساوي 223. وهذا يبين أن يوم الزهرة أطول من سنتها, وهذا لا يتفق مع ناموس الحياة. يتكون سطحها من تضاريس غاية في الوعورة, إذ يتشكل من السلاسل الجبلية الشاهقة والوديان العميقة الخانقة والفوهاة البركانية والحفر النيزكية. يتكون غلافها الغازي من ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 97% ومن النتروجين
والهليوم بنسبة 1-2%, والباقي يمثل الهليوم والهيدروجين والأركون وقليل جداً من بخار الماء والأوكسجين وبخار حامض الكبريتيك. يبلغ الضغط الجوي على سطح الزهرة بقدر90 مرة من الضغط الجوي على سطح الأرض.تبلغ حرارة سطح الكوكب 457 درجة مئوية. إن استحالة الحياة واضحة هنا.
4-الأرض The earth
الأرض هو كوكب الحياة الأوحد, تكمل دورتها حول نفسها خلال 23 ساعة و56 دقيقة, وتكمل دورانها في مدارها حول الشمس في 365.26يوم. أي أن يومها يساي 24 ساعة تقريباً وسنتها تساوي 366 يوماً تقريباً. في الوقت الذي تدور فيه الأرض حول الشمس في مدار بيضوي فأنها تدور حول نفسها حول محور مائل بدرجة 23 درجة و27 دقيقة, وهذا ما أكسبها تنوع مناخي لطيف. لها مجال جذبي معتدل فهو يمسك بغلاف غازي فيه كل أسباب الحياه وحمايتها, حيث يتولد المجال المغناطيسي بفعل دوران لب الأرض الداخلي الصلب المكون أساساً من الحديد الذي يدور ضمن لب الأرض الخارجي السائل . تشكل المياه 3/4 من مساحة سطح الأرض تقريباً والباقي يمثل اليابسة. يبلغ معدل درجة الحرارة على سطح الأرض 25 درجة مئوية, إذ أن هذه الدرجة منعشة للحياة مع وجود التنوع الحراري في أرجاء الأرض المختلفة والتنوع الفصلي والتنوع بين الليل والنهار, والتنوع البيئي, وكلها من أسباب الحياة وليس من أسباب فنائها. من أبرز مقومات الحياة وديمومتها هو الألفة والتنناغم الطبيعي بين الحيوان والنبات والجماد وفق قوانين الهداية: قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (طه:50). هذا التناغم يمكن إبرازه على سبيل المثال لا الحصر بدورة الأوكسجين, وثاني أوكسيد الكربون, والماء في الطبيعة.
يتبين أن الأرض هي المقر المفضل والوحيد للحياة الدنيا وأن كل ما في الكون مسخر بمشيئة الله سبحانه وتعالى لخدمة الإنسان
وهي على العكس من بقية الكواكب. بما أن الجمال من العناصر المهمة في الحياة, إذ ذكره الله تعالى في الآية الكريمة: وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (النحل:6), ونحن نعيش على سطح الأرضكم بوسعنا أن ندرك جمال المخلوقات من حولنا, إذ نستشعره ونحس به ونراه على سطح الأرض في الإنسان والحيوان والنبات والجماد, وفي كل عناصر البيئة الطبيعية, فضلاً عن ما بنته الحضارة الإنسانية وعمرت بها الأرض. أما من الفضاء فإن الأرض تبدو بلون أزرق موشح بالبياض بسبب مياه المحيطات وغيوم بخار الماء. لا يوجد مثل هذا الجمال على سطح أي من الكواكب التي وطأها الإنسان, لكن الكواكب في غاية الجمال حين تنظر اليها من الأرض لا حين تطأ سطحها, لأنها زينة السماء الدنيا إذ أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة:
وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (الملك:5). من هنا يتبين أن الأرض هي المقر المفضل والوحيد للحياة الدنيا وأن كل ما في الكون مسخر بمشيئة الله سبحانه وتعالى لخدمة الإنسان وفائدته, وليودي رسالته التي خلقه الله من أجلها.
5-المريخ Mars
يمتلك كتلة أكبر من كتلة الأرض بقليل, لكن كثافته أقل من كثافة الأرض, مغطى بالجليد عند منطقة القطب, إذ رصدت أحد التلسكوبات هذه المناطق البيضاء التي تنمو وتكبر وتذوب وتتكسر بحسب الظروف المناخية الفصلية. للمريخ غلاف غازي غير سميك تبلغ كثافته 1/100 من من كثافة الغلاف الغازي المحيط بالأرض, يتكون من غاز ثاني أوكسيد الكربون بالدرجة الأساس فضلاً عن وجود الأركون الذي يشكل نسبة 20%, ونسبة قليلة جداً من النتروجين وبخار الماء. يسمح غلافه الغازي بنفاذ الإشعاعات الكونية المختلفة ومنها فوق البنفسجية التي تصل إلى سطحه. يكمل دورانه حول نفسه في 24 ساعة, أي أن يومه يساوي يومنا على الأرض. يكمل دورانه
صورة لكوكب المريخ
في مداره حول الشمس في 688 يوم من أيامنا, إي أن سنة المريخ تعادل 688 يوم من أيامنا. يحلم العلماء بوجود الحياة على سطح المريخ ويأملون ذلك. إذ فسروا الصور التي أظهرت تغيرات لونية مع الفصول على أنها نباتات. وفسروا المناطق البيضاء على أنها ثلوج, وفسروا المناطق البرتقالية على أنها صحاري. ولكن بالحقيقة هذا لا يكفي للحياة حتى
وان كان تفسيرهم دقيقاً وصحيحاً, لأن معوقات الحياة أكثر من مسبباتها على سطح الكوكب, فمثلاً درجة الحرارة على سطح المريخ -50 درجة مئوية. إي أن كل شيء على سطحة متجمد. ويزعم العلماء أن الثورات البركانية تسبب ذوبان الثلوج ورفع درجة الحرارة نسبياً. لكن الحقيقة نحتاج إلى ثورات بركانية في معظم أرجاء المريخ لتعديل حررة السطح, وهذا بدوره يؤدي إلى تلوث الكوكب بالغازات والأبخرة السامة المنبعثة مع الحمم البركانية, ومن ثم قتل الحياة إن وجدت. أشارت بعض الدراسات إلى وجود حياة بدائية, ووجود مستحاثات ضمن سطح المريخ إلا أن وكالة الفضاء الأمريكية ناسا (NASA)نفت صحة مثل هذه النتائج في عام 1996.
6-المشتري Jupiter
صورة لكوكب المشتري
هو أكبر كواكب المجموعة الشمسية, إذ تفوق كتلتة كتلة الأرض بمقدار 318 مرة, لكن كثافته أقل من كثافة الأرض. يكمل دورته حول نفسه في 9.6ساعة بسبب سرعة دورانه الشديدة, وهذا هو طول اليوم على المشتري, وهو
أقصر من يومنا المعروف. يكمل المشتري دورانه في مداره حول الشمس في 11.86سنة, وهذه هي سنة المريخ. من هنا نستنتج إن عدد أيام سنة المشتري هو 10852 يوم من أيام المشتري, وأن سنته تساوي 4341 يوماً من أيامنا.
التركيب الداخلي للمشتري غير معروف, توجد العديد من الطفوح البركانية على سطحه شاهقة الارتفاع تصل إلى 250 كم علواً. رصد أكثر من 100 بركان نشط على سطحه. معظم سطحة مغطى بغازات غيمية الهيئة, كثيفة القوام, ملونة. تبلغ درجة الحرارة على سطحه -130 درجة مئوية. معظم غلافه الغازي هو هيدروكربون ( إيثان وأستلين).
7-زحل Saturn
أن كثافة هذا الكوكب أقل من كثافة الماء, إذ تبلغ (0.7) غم/سم3, وكتلته تفوق كتلة الأرض 95 مرة. معظم الكوكب يتكون من غاز الهيدروجين, الذي يحاط بغلاف غازي غني بالهيدروجين, ويحتوي على كتل ضخمة من الغيوم التي تدور بسرعة مكونة عواصف على سطح الكوكب.
صورة لكوكب زحل
يحزم الكوكب حلقة من جزيئات ثلجية ضخمة الحجم. المناطق المحيطة بخط إستواءه متكونة من الأمونيا المنجمدة. يكمل دورته في مداره حول الشمس في 30 سنة , وهذا يعني أن سنة زحل تساوي 30 سنة من سنواتنا المعروفة.سريع البرم, إذ يكمل دورتة حول نفسه خلال 9.6ساعة وهذا هو مقدار يومه. من هنا نستنتج أن عدد أيام سنة زحل تساوي 26956 يوم. سطحة قارص البرد, إذ تبلغ درجة حرارة سطحه -185 درجة مئوية.إن هذه الظروف تؤكد إستحالة الحياة على سطح زحل.
8-أورانوس Uranus
تفوق كتلته 15 مرة كتلة الأرض. يدور بإتجاه معاكس لدوران الكواكب الأخرى, إذ ينفرد مع كوكب الزهرة في هذه الصفة وذلك لأن محور دورانه يميل بزاوية 98 درجة عن الخط الشاقولي. سريع البرم, إذ يكمل دورانه حول نفسه خلال 11 ساعة, لذا فأن طول يومه هو 11 ساعة. يكمل دورانه في مداره حول الشمس خلال 84 سنة, وهذا يعني أن سنته تساوي 84 سنة من سنواتنا المعروفة. من هنا نستنتج أن عدد أيام سنة أورانوس تساوي 73786 يوم. يتالف غلافه الغازي بصورة رئيسة من الميثان, إذ أن الغيوم الكثيفة على سطحه ما هي إلا عبارة عن ثلوج متراكمه من الميثان. تهب عواصف عملاقة وسريعة جداً على سطح الكوكب تحيط بالكوكب حلقة نحيفة , وضيقة , معتمة اللون. سطح الكوكب بارد ومتجمد, حيث تبلغ درجة الحرارة على سطحه -200 درجة مئوية. قلو وجد الأوكسجين على هذا الكوكب لاحترق الكوكب من أول اصطدام نيزكي لأن غلافه الغازي عبارة عن غاز الميثان. إن هذه معلومات الكوكب وحرارة سطحه البالغة -200 درجو مئوية تتحدث عن نفسها مشيرةً إلى استحالة الحياة.
9-نبتون Neptune
أكبر من الأرض, إذ تفوق كتلتة 17 مرة كتلة الأرض. تبلغ كثافتة 1.6من كثافة الماء. سريع البرم, يكمل دورانه حول نفسه خلال 14.4ساعة أي أن يومه 14.4 ساعة. أما دورته حول الشمس فيكملها في 165 سنة, لذا فإن عدد أيام سنة نبتون يساوي 100650. له غلاف غازي يتكون معظمه من الميثان, سطحه شديد البرودة إذ تبلغ حرارته -215 درجة مئوية. إن مصير أمل العثور على الحياة على سطح هذا الكوكب على ضوء هذه المعلومات أمرا مستحيلاً.
10-بلوتو Pluto
هو أصغر الكواكب السيارة, إذ يبلغ حجمه 2/3 من حجم القمر. يتوقع العلماء أن له غلاف غازي قليل
صورة لكوكب بلوتو
الكثافة يتكون معظمه من الميثان. سطحه يتكون من المثان المتجمد, تبلغ درجة حرارة سطح الكوكب -230 درجة مئوية. بلوتو الكوكب الوحيد الذي يدور في أكبر مدار أهليليجي لا يقع في المستوي الذي يضم مدارات كواكب المجموعة الشمسية, حيث ينحرف17 درجة. إن أمل اكتشاف الحياة على هذا الكوكب مطابق لأمل الحياة في أخوانه الكواكب الأخرى.
ملخص الخصائص والظروف الطبيعية لكواكب المجموعة الشمسية
يمكن وصف الظروف الطبيعية على سطح القمر والكواكب السيارة بكونها ظروفاً غير مألوفة وقاسية بل أنها مميته وقاتلة, حيث أن بعض هذه الكواكب يتمتع بحقل جذبي ضعيف ينتج عنه انعدام للغلاف الغازي الذي يسمح للأشعاعات الكونية بالوصول إلى السطح مثل الأشعة فوق البنفسجية, كما يلعب دور كبير في تنظيم مقدار الضغط الجوي بالتناغم مع مقدار الجاذبية, وبعضها تمتاز بحقل جذبي شديد وغلاف غازي كثيف ذا طبيعة غيمية تعيق الرؤيا والحركة. كما يتميز الغلاف الغازي في بعض الكواكب السيارة بتكونه من غازات خانقة أو سامة كالأمونيا والميثان والأستيلين والهيدروجين والنتروجين وبخار حامض الكبريتيك وثاني أوكسيد الكربون وثاني أوكسيد الكبريت, ومن بين كل هذه المكونات لم نجد ذكراً واضحاً لوجود الأوكسجين والماء على الكواكب الأخرى, علماً انهما عنصرا الحياة الأساسيين: أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (الأنبياء:30).
كما أن اختلاف نسب وجود هذه المكونات يعد معوقاً للحياة حتى في حالة افتراض وجود الأوكسجين والماء, هذا فضلاً عن العواصف شديدة السرعة الكثيفة القوام التي تهب على سطح بعض الكواكب السيارة, إذ تعد ظاهرة مدمرة بحد ذاتها. أن التضاريس غير المألوفة كالسلاسل الجبلية الشاهقة الشديدة الوعورة, والوديان العميقة, والحفر النيزكية العميقة الممتدة مئات الكيلومترات, والمخاريط والفوهات البركانية المنتشرة, والثورات البركانية المستمرة في بعض الكواكب السيارة هي طبيعة تتنافى مع منطق المعيشة. تتميز الكواكب السيارة القريبة من الشمس مثل عطارد والزهرة بارتفاع حرارة السطح إلى ما يفوق الغليان, بينما تتميز الكواكب البعيدة عن الشمس مثل المريخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون وبلوتو بانخفاض شديد في درجات الحرارة إلى ما دون الصفر بعشرات ومئات الدرجات, هذا فضلاً عن الفارق الكبير في درجات الحرارة بين ليل ونهار الكوكب. إذا ما نظرنا إلى طبيعة اليوم في كل كوكب من ناحية طول نهاره وليله فإننا نجد في بعض الكواكب أياماً لا تتجاوز 10 ساعات كما في المشتري وزحل, بينما نجد أيامنا على سطح كواكب أخرى طويلة جداً كما في عطارد الذي يبلغ طول يومة 59 يوم من أيامنا, وفي الزهرة التي يبلغ طول يومها 243 يوم من أيامنا, هذا فضلاً عن الطبيعة غير المألوفة على سطح الكوكب إذ يكون اليوم أطول من السنة كما في كوكب الزهرة كما أسلفت. إذ أن طول يومها يساوي 243 يوم, أما سنتها فتعادل 223 يوم من أيامنا المعروفة على الأرض, حيث يعني هذا حدوث جميع التقلبات الفصلية في يوم واحد, وهذا يخرق القوانين المنطقية للحياة التي أوجدها الله لنا. بعض الكواكب محاطة بغازات سريعة الاحتراق مثل الهيدروجين والميثان والأستيلين.
شكل توضيحي للمجموعة الشمسية وهي تدور حول الشمس
معنى الأرض التي ذكرت في القرآن الكريم
وردت كلمة الأرض في القرآن الكريم 281 مرة, موزعة ما بين الأرض وأرض وأرضاً, وكلها تشير إلى أن المقصود بها هي الكرة الأرضية التي نحيا عليها الآن, وليس أرض إي كوكب أخر أو جرم سماوي أخر. فقد صرح القرآن الكريم بخمسة أسماء فلكية عدا السموات, وهي الأرض والقمر والشمس والنجوم والكواكب وكذلك ذكر الشهب (شهاباً). فقد أطلق الله تعالى في كتابه المجيد تسمية الأرض على الكرة الأرضية بدليل آيات كثيرة منها:
وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ( هود:44), أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (النمل-61).
تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ( الشورى:5)
وردت كلمة الشمس في القرآن الكريم 20 مرة, وكلها تشير إلى أن المقصود بها هو شمسنا المعروفة وليس شموس أخرى في مجرات أخرى.
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ( الزمر:5)
َلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (الأنعام:78), فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (طه:130)
وردت كلمة القمر في القرآن الكريم 5 مرات وكلها أشارات واضحة إلى تابع الكرة الأرضية وهو قمرنا المعروف, ومن هذه الآيات الكريمات الأتي:
هوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (يونس:5), وَخَسَفَ الْقَمَرُ (القيامة:8), فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ(الأنعام:77).
وردت كلمة الكواكب في القرأن الكريم خمس مرات ما بين كوكب وكوكباً والكواكب, نورد منها ما ورد في الآيتين الكريمتين: وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (الانفطار:2), إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (الصافات:6), قد يحتمل الأمر أن تشمل الأرض بهذا المعنىلأن الأرض هي كوكب في هذا الكون. وردت كلمة النحوم 6 مرات نورد منها الآيتين الكريمتين الأتيتين:فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (الواقعة:75), هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (الأنعام:97), ووردت كلمة النجم مرتين: النَّجْمُ الثَّاقِبُ(الطارق:3),وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى(النجم:1), والمرة الثالثة وردت كلمة النجم ولكن بمعنى مختلف عن موضوع البحث كما في الآية الكريمة:وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ(الرحمن :6). بعد التمعن الدقيق بمعان الآيات الكريمات اللاتي احتوين على كلمة الأرض التي وردت في القرآن الكريم, تبين أن الكرة الأرضية هي المقصودة أو ما يتعلق بسطحها, أي بمعنى أن كلمة الأرض لم تطلق على كوكب أخر غير الكرة الأرضية, وهذا يفهم من سياق الكلام كما في يا أرض إبلعي ماءك. كما تبين أن لفظة الشمس التي أشار إليها القرآن الكريم في مواقع متعددة تشير إلى شمسنا المعروفة وليس إلى شمس أخرى في مجرة أخرى والمعنى في الآية فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (طه:130) يشرح هذا بيسر. كما دلت لفظة القمر في القرآن الكريم على قمر الأرض وهو قمرنا المعروف ( قمر الأرض) وليس أي قمر أو جرم سماوي أخر.

يتبــــــــــــــــــــــــــــع




  #828  
قديم 07-11-2013, 06:40 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبـــــع الموضوع السابق




مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى





الأرض موطن الإنسان
بعد أن تبين أن المقصود بكلمة الأرض التي وردت في القرآن الكريم هي الكرة الأرضية أو ما يتعلق بسطحها.فإن القرآن الكريم يشير وبوضوح إلى أنالكرة الأرضية التي نحيا عليها الآن هي موطن الحياةومستقر الإنسان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها:
إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (مريم:40).
سوف أسرد بعض الآيات القرآنية التي تبين العلاقة الصميمية بين الأرض ووجود الإنسان وحياته عليها:
وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ( نوح-17), قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ( الملك-24), قَالَ اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (الأعراف-24), قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( العنكبوت-20), قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (الأنعام-11),هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (الملك-15),اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (غافر -64), يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ(ص-26), قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (يوسف-55), وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ (هود-61), وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (الإسراء: 104), وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (الأعراف-74), لَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ (يونس-99), وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ (الأعراف-10), هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا ( فاطر-39).
وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُون (الأنعام-38), وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (الأنعام-165), ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (يونس-14), أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ (النمل-62), ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (يونس-14), وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (هود-6), وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ (الروم-25), يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (ق-44).وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ ( المعارج:43).
تبين الآيات الكريمات في أعلاهكيف أنبت الله ألإنسان من الأرض, وكيف ذرأه فيها, وكيف مكن الله الإنسان من العيش على الأرض, وأمره أن يسكن عليها, ويسير فيها ويأكل من رزقها, وكيف جعل الناس والأمم خلائف فيها, وكيف وعدهم بأن يعيدهم فيها بعد موتهم, وكيف يخرجهم منها مرةً أخرى ساعة الحشر بعد أن تشقق الأرض عنهم, ثم يرث الله الأرض ومن عليها.
جمال الكواكب دليل على انعدام الحياة فيها
تبدو الكواكب جميلة, فهي تمتلك جمالاً ساحراً عند النظر إليها من بعيد بالعين المجردة أثناء الليل, ومن خلال المراصد الفلكية العملاقة أيضاً, فقد تغنى الكثير من الشعراء بجمال الكواكب, وسمى الرومان عطارد بالإله الرسول الذي يسافر إلى السماوات في سرعة عظيمة على حد تعبيرهم لأنه يظهر كأنه مرافق للشمس, أفضل وقت لرؤيته في الشرق هو قبل شروق الشمس, وفي الغرب بعد غروب الشمس. سمى الرومان كوكب الزهرة بآلهة الحب والجمال بسبب شدة لمعانها, إذ تفوق شدة لمعانها المع النجوم ب50 مرة. أما بالنسبة للمريخ فلا متعة تضاهي متعة النظر إلى المريخ حسب رأي علماء الفلك, حيث يمتلك قمرين يدوران حوله. أما المشتري فتحيط به مجموعة حلقات خافتة وله 16 قمراً, وبسبب كتلته العظيمة فهو يسحب النيازك نحوه ويحمي الأرض. زحل من أجمل الكواكب ويسمى الكوكب الحلقي, إذ يحيط به طوق مائل عن الأفق بشكل حلقة تحزم الكوكب ويدور حوله23 قمر. أما أورانوس فله 15 قمر, يبدو غلافه الغازي بلون أخضر مائل الى الزرقة, أما نبتون فيمتلك 8 أقمار وبلوتو يمتلك قمراً واحداً. وقد تحدث القرآن الكريم عن هذا الموضوع وكما تبينه الآيتين الكريمتين: إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (الصافات:6), وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (الملك:5). من خلال هاتين الآيتين الكريمتين يتبين أن الكواكب والنجوم التي سماها القرآن الكريم بالمصابيح هي زينة السماء الدنيا, والسماء هو كل ما علاك, إذاً كل ما يسفلنا هو أرض, وبما أننا نعيش على الأرض (الكرة الأرضية), إذاً السماء هي سماء للأرض إذاً فهي تعلوها, وبما أن الأرض كروية الشكل وتسبح في الفضاء, إذاً فالسماء الدنيا تغلف الأرض وتحيط بها من كل الجهات بدليل الآيات الكريمات: أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ (ق:6), وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاء بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (الحجر:16), الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (البقرة:22),قل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولاً (الإسراء:95). وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاء وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ (يس:28) , إن عدد السماوات هي سبعة كما ورد في القرآن الكريم, تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (الإسراء:44). وهذا يعني أن السماء الدنيا هي السماء الأقرب إلى الأرض وهي التي يمكن رؤية الكواكب والنجوم فيها, وهي سماء للكرة الأرضية, والزينة لا بد أن تكون لناظر,إذاً الكواكب هي زينة لسكان الأرض الذين ينظرون إليها كل ليل. هذا الكوكب الجميل عندما يطأه الإنسان يفقد جماله وزينته, حيث ذكر رواد فضاء كثيرون أن الكواكب مخيفة حين تقترب منها وحين تصل إلى سطجها, على خلاف الأرض التي يشعرون بالطمانينة عند الاقتراب وتزداد طمأنينتهم كلما إقتربو منها حتى تسيطر عليهم السكينة بعد الهبوط عليها, إذ تتميز بجمال طبيعة سطحها. من هذا كله نستنتج أن هذه الكواكب تمتلك جمالاً ساحراً عند النظر إليها في الليل من الأرض أو أثناء النظر إليها من خلال المراصد الفلكية, بما أن جمالها لا يتحقق إلا أذا تم النظر اليها من مسافات بعيدة, وان القرآن أنزل لكل الناس, فهذه إشارة إلى أن الناس موجودون على سطح الكرة الأرضية حصراً.
فضلاً عن كون الكواكب زينة السماء الدنيا فهي تمثل دروع واقية لحماية الأرض من القصف النيزكي العنيف, ومساهمتها الكبيرة في حفظ التوازن الجذبي, وفضلاً عن كونها رجوماً للشياطين, فقد وصفها القرآن الكريم على إنها حفظاً كما في الآية الكريمة:
فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (فصلت:12). فهذا يعني أن الكواكب تتحمل الضربات النيزكية جراء اصطدام الأجرام السماوية المتنوعة بها, وتتحمل الإشعاعات الكونية المختلفة لتحمي الأرض وتقيها, وهذه إشارة إلى انعدام الحياة فيها. كل هذا يشير إلى وجود الحياة على سطح الكرة الأرضية ويؤكد انعدامها على غيرها.
المناقشة والاستنتاجات
من دراسة ملخص الخصائص الطبيعية للقمر ولكواكب المجموعة الشمسية المستقاة من الأبحاث العلمية التي المتخصصين والمعنيين بالفضاء ووكالات الفضاء العالمية مثل ناسا, ومن خلال التمعن في نتائج هذه الدراسات وربطها مع بعضها ومقارنتها مع الظروف الطبيعية الإعتيادية الملائمة لحياة الإنسان, وهي بلا شك ظروف الكرة الأرضية من حيث توفر عنصري الحياة وهما الماء والأوكسجينبالدرجة الإساس:
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (الأنبياء:30), تبين أن عناصر الحياة متوفرة على الكرة الأرضية ولم تتوفر على غيرها من الكواكب قيد الدراسة. وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (الحجر:22), حيث أن الرياح في الأية الكريمة تدل على كل مكونات الغلاف الغازي المحيط بالأرض بنسبها المعروفة حيث أن الأوكسجين أحد مكوناته.
إن من أشكال الحياة وضرورة ديمومتها هو التنقل والحركة هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (الملك:15) والذلولكما ورد في مختار الصحاح بمعنى الدابةوكذلك تأتي بمعنى الجاهزية وهذا مأخوذ من معنى الأية الكريمة: وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا (الإنسان:14), أي سويت عناقيدها ودليت.والأرض الذلول هي بمثابة الدابة الجاهزة والنافعة التي يركبها الإنسان وهذا المعني يبين إن الأرض متحركة وليس ساكنة, لأن ركوب الدابة (الذلول) الساكنة أو الواقفة بلا حركة لا ينفع, ولا يمكن أن يفعله أحد, لكن غاية الركوب هي الحركة, من هذا يتبين أن القرآن هو أول من أخبر بحركة الأرض, كما أخبر عن دورانها حول نفسها من خلال تعاقب الليل والنهار في أيات كثيرة قبل أكثر من 1400 سنة. كما أخبر بأن الأرض هي أفضل الكواكب في جاهزيتها للعيش والحياة.
رغم كون الأرض كروية إلا أنها تبدو لساكنيا وكأنها منبسطة تسهل الحركة والانتقال لكل المخلوقات المائية والبرية والطائرة, إذ يمكن الحركة والانتقال براً وبحراً وجواً. وأن الله تعالى قد ذلل الأرض لنا حيث بسطها ومدها ومهدها, إذ قال الله تعالى: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (نوح-19). وقال سبحانه وتعالى: وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (الرعد-3).وقال تعالى: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (الزخرف-10). ومعنى المهاد هو الفراش كما جاء في مختار الصحاح, ومهد بمعنى بسط, وتمهيد الأمور تعني تسويتها وإصلاحها. لذا فأن هذه الأية الكريمة تشير إشارة صريحة إلى أن الله سبحانه وتعالى قد بسط الأرض وسواها وأصلحها لتكون المكان المناسب الذي أختاره الله للحياة. أن درجات الحرارة والرياح والضغط الجوي وتوزيع اليابسة والماء واختلاف المناخ خلال الفصول الأربعة ووجود النبات والحيوان بتناغم حياتي رائع, ونوعية الغلاف الغازي وطبقاته وكثافته, وتنوع البيئات المائية (البحرية والنهرية- المالحة والعذبة- العميقة والضحلة) وتنوع البيئات على اليابسة ( السهول والوديان والجبال والهضاب وكذلك الغابات والصحاري),وهبوب الرياح ونزول المطركلها آيات تؤدي دورها من أجل ديمومة الحياة وتذليل مصاعبها.إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ.(البقرة-164).كل هذه المتغيرات ما هي إلا أعضاء متعاونة تعمل بانسجام دقيق من شأنها أن توفر نسيجاً متكاملاً لتؤدي رسالتها التي أوجدها الله من أجلها:
قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (طه:50). إن مثل هذا الانسجام والتناغم الحاصل بين عناصر الحياة المتنوعة غير موجود على كواكب أخرى.
يبلغ طول اليوم الواحد على سطح الأرض 24 ساعة بمعدل 12 ساعة لكل من الليل والنهار وهذا هو أفضل توقيت للعمل في النهار والاستراحة في الليل. إن اعتدال ساعات النهار بما يتلائم مع قابلية الإنسان على العمل وما يساويها تقريباً من ساعات الليل لتكون كافية لراحة الإنسان وإزالة التعب لما لحق به من عناء في النهار, جسدها القرأن في الآية الكريمة: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا. وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ( النبأ:10-11). حيث أن مثل هذه الظروف لم تتوفر في كواكب أخرى. فهل من المعقول أن يعمل الإنسان متواصلاً لمدة 121 يوماً وهو ما يعادل نهار الزهرة , ثم بعدها يأتيه الليل لينام 121 يومأً وهو ما يعادل ليل الزهرة. أو هل من المعقول أن ينام الإنسان 5 ساعات (التي هي تمثل ليل المشتري وزحل وأورانوس وبلوتو) بعد كل 5 ساعات عمل (التي هي تمثل نهار المشتري وزحل وأورانوس وبلوتو). أن طبيعة خلق الإنسان مصممة من قبل الخلاق العظيم لتنسجم وتتوافق مع طبيعة الأرض وظروفها. إن إمكانية تطبيق شريعة الله في الأرض واستحالة إمكانية تطبيقها في كواكب الأخرى تدعو وبكل يقين إلى أن الأرض هي المكان الأوحد الذي يمكن أن تؤدى عليه فرائض الله. فرض الله عبادات على البشر كالصلاة والصوم والحج ولكل منها مواقيت معلومة. فرض الله خمس صلوات في اليوم هي صلاة الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء وكل من هذه الصلوات لها وقت معلوم. فكيف نستطيع أن نتصور أن يصلي أنساناً على سطح أحد الكواكب الذي يطول يومه الواحد إلى 243 يوم من أيامنا ( تخيل كم يوم بين صلاة وصلاة بل كم شهر), ثم كيف له أن يعرف مواقيت الصلاة, وكيف يتجه إلى القبلة التي هي موقعها المعروف على سطح الأرض, ثم هل يستطيع أن يبقى الإنسان يقظاً لمدة 243 يوم ثم يأتيه الليل لينام مدة 243 يوم. وكذا الحال إذما قصر الوقت في كواكب أخرى. أما بالنسبة إلى فريضة الصوم (صوم رمضان) التي هي شهر واحد, فإذا كان طول اليوم الواحد على أحد الكواكب التي فتش العلماء عن الحياة فيها يساوي 243 يوم من أيامنا, إذاً الشهر على ذلك الكوكب يساوي 243 X30 = 7290 يوم أي ما يعادل 20سنة تقريباً من سنيننا المعروفة, فهل يستطيع الإنسان أن يصوم لمدة 20 سنة متتالية, علماً أن طول سنة هذا الكوكب أقصر من يومه إذ تساوي 223 يوماً, ( معادلة غير معقولة), ثم كم هو عمره ليشهد رمضان القادم الذي سوف يحل عليه بعد 20 x11= 220 عاماً تقريباً, أم يكون صومه بحسب طول سنة الكوكب التي هي أقل من طول يومه وبالتالي فلا قيمة لليوم هناك ولا لتعاقب الليل مع النهار, ثم كيف يعرف ميقات الأشهر على الكواكب الأخرى, علماً إن هذه المواقيت معلومة لدينا على سطح الأرض بدقة متناهية وهي محكومة بالأوضاع المختلفة للأرض والقمر نسبةً إلى الشمسوقد أخبرنا القرآن الكريم بهذه الحقائق:هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ( يونس:5). يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(البقرة:189).
أما الحج فلا يمكن تأديته في أي كوكب أخر لأن البيت الحرام والكعبة المشرفة في مكة المكرمة التي هي على سطح الأرض. فلو كانت الحياة ممكنة على أي من الكواكب غير الأرض ولو توفرت عناصرها وأسبابها لفرضت عبادات على أهل الأرض قابلة للتطبيق في تلك الكواكب لأن خالق الكون ومالكه هو الله الذي لا إله إلا هو وهو بكل شيء خبير. أخبرنا القرأن أن النجوم بصورة عامة هي العلامات الإرشادية الثابتة للإتجاهات والمواقع والتي يمكن مشاهدتها من قبل كل الناس وفي كل أرجاء الأرض, :هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (الأنعام-97).
الشمس هي مصدر الطاقة والضوء في عالمنا, والقمر يستمد نوره منها ويعكسه إلينا
وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (نوح:16)لنراه, لأن رؤية القمر من ضرورات الحياة, فهو يولد هلالاً ثم يكبر تدريجياً ويتغير شكله ليصبح بدراً بعد 13.66يوم, ثم يعود ليصغر ويصبح هلالاً بعد 27.32من ولادته, ومن ثم يختفي فيصبح محاقاً. إن هذه الدقه المتناهية ما هي إلا ناتج عمليات عظيمة لحركة كتل ضخمة كالشمس والأرض والقمر في مدارات خطط لها بعناية فائقة. حيث أشار القرأن الكريم إلى هذه الحقيقة من خلال الآية الكريمة: لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (يس:40).وما أشكال القمر المختلفة على مدار الشهر إلا انعكاس لمقدار الضوء الساقط مباشرة من الشمس على القمر حيث تؤدي الأرض دورها في إظهار شكل القمر الذي ينبغي أن يكون علية في كل لحظة من خلال اعتراضها لمسار ضوء الشمس, من هنا يتبين إن الشمس مصدر الطاقة والإضاءة, وأن القمر جندي من جنود الله شانه شأن المخلوقات الأخرى, يؤدي رسالته في هذه الحياة وكما قال الله تعالى في محكم كتابه:
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ. ( يونس:5).أي ليعلم الناس مواقيتهم من خلال رؤيتهم لمنازل القمر إي أشكاله المتنوعة خلال الشهر القمري الواحد, وتبين الأية ضمناً أن لولا ضياء الشمس لما كان للقمر منازل وهذه حقيقة علمية فلكية راسخة. وبما أن القمر المشارإليه في الأية الكريمة هو تابع الأرض إي قمرنا المعروف, لذا فأن الخطاب موجه لسكان الكرة الأرضية في قوله لتعلموا عدد السنين والحساب.إذاً القرآن يخاطب أهل الأرض. ربط القرأن الكريم بين الأهلة وبين الحج في خطاب موجه للناس من خلال الأية الكريمة:
َيسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.(البقرة:189),علماً ان الحج أحد العبادات المرتبطة بزمان ومكان فأما الزمان فيرتبط بقمر الأرض, وأما المكان فيرتبط بالأرض وتحديداً مكة المكرمة والكعبة المشرفة وما حولها. بما أن القرآن أخبرنا بكل هذه الحقائق وهو خاتم الكتب السماوية ونزل هدايةً للبشرية جمعاء, فأن إمكانية تطبيق تعليماته تشير إلى أن الكرة الأرضية هي المكان الأوحد المناسب لحياة الناس, لذا يمكن أن نستبعد حياة أخرى في كواكب أخرى لأن كل ما في الكون مسخر لخدمة الإنسان, فما فائدة حياة بدائية مثلاً لأحادية الخلية في المريخ على سبيل المثال.
أما إذا ما ناقشنا طبيعة التضاريس وظروف المناخ على غير الأرض فهي في غاية القسوة, وإنها لا تلائم العيش إطلاقاً فكيف يعيش إنساناًً في درجات حرارية تفوق درجة غليان الماء بكثير وأن خلايا جسمة تتكون بنسبة 80% من الماء, وكيف يعيش إنساناً في درجات حرارية منخفضة جداً تتصلب فيها حتى الغازات.إن بعض الكواكب يتكون غلافها الغازي من غازلت سريعة الاشتعال مثل الميثان والأستيلين والهيدروجين,إذ يمكن لأي نيزك يضرب هذا الكوكب أن يحرقه بأكمله, إلا أن هذا لم يحدث بسبب غياب الأوكسجين ( عنصر الحياة). فإذا غاب عنصر الحياة غابت الحياة ذاتها.
من الشواهد على استحالة الحياة في الكواكب الأخرى غير الأرض هو متطلبات رحلة السفينة الفضائية, فهي تصنع بدقة من مواد خاصة كما أن ملابس روادها تصنع من مواد خاصة ويتزودون بمقومات الحياة التي يأخذونها من الأرض كزاد لهم يمدهم بالحياة لفترة قصيرة بمشيئة الله, وإن كل رحلة فضائية لها تكاليفها الباهضة. إن ضعف الحقل الحذبي وشدة الحقل الجذبي نسبة لحقل الأرض الجذبي عاملان يشيران باتجاه قلة احتمالية وجود حياة على كواكب غير الأرض بل يشيران إلى انعدامها. ينتج عن ضعف الحقل الجذبي غلاف غازي قليل الكثافة أو معدوم وهذا يعرض سطح ذلك الكوكب للقصف الإشعاعي القادم من كل صوب فلنتأمل ثقب طبقة الأوزون في منطقة ضيقة فوق القطب الجنوبي وما عرض الكرة الأرضية للأخطار الناجمة من نفاذ الأشعة فوق البنفسجية, ومدى التثقيف والدورات والمؤتمرات التي عقدت في هذا المجال لإيجاد الحلول المناسبة والمحافظة على طبقة الأوزون. أما شدة الحقل الجذبي في بعض الكواكب فقد يتسبب في إنشاء غلاف غازي كثيف وضغط عالي, ويكون سطح ذلك الكوكب مرتع للقصف النيزكي بكل أشكاله, ومن ثم فهو مدمر للحياة حتى وإن توفرت أسبابها. تشير الصور الواردة من مختلف هذه الكواكب إلى أن سطوحها عرضة للقصف النيزكي فهي مليئة بالحفر النيزكية الضخمة التي تصل إلى مئات الكيلومترات, في حين نجد أن القرأن الكريم قد أشار إلى هذه الحقيقة من خلال آيات كريمات وردت في متن هذا البحث وأوضحت أن هذه الكواكب هي مصابيح وحفظاً.

خاتمــة
بعد استعراض الحقائق العلمية التي توصل إليها علماء الغرب من أجل العثور على الحياة خارج كوكب الأرض والتي كلها باءت بالفشل, واستعراض بعض آيات القران الكريم. تبين أن الكرة الأرضية هي كوكب الحياة الأوحد الذي تتوفر فيه عناصر الحياة وسبل العيش على أفضل وجه. وأن النجوم والكواكب غير صالحة للحياة, ولا يمكن تطبيق أهم العبادات عليها, بل هي زينة السماء الدنيا, التي هي أقرب سماء إلى الكرة الأرضية, حيث قال بعض رواد الفضاء في وصفهم لسطح الكواكب بأنه مخيف, وهذا دليل على أن الكواكب تبدي زينتها من بعيد في إنارتها للأرض وعكسها لضوء الشمس, وتفقد هذه الزينة عند النزول على سطحها, وكما أخبر القرأن بذلك. وأن كل ما نراه من كواكب ونجوم على مد بصرنا يقع ضمن نطاق السماء الدنيا, وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ( الذريات:47), وهذا يشير إلى سعة الكون. أن الكواكب هي دروع واقية وحافظة للحياة على الأرض وأنها تؤدي مهمتها في التوقيت والاهتداء وكما أخبر القرآن الكريم. وما هذا كله إلا بعض نعم الله علينا. فلنتأمل كل شيء حولنا, فهو مسخر لنا كما تنص الآية الكريمة: أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ(لقمان:20).
إن هذا البحث لا يعترض على دراسة الفضاء لأن قرأننا الكريم هو أول من صور قوانين الفلك وسعة الكون ونشوءه, وأول من دعا إلى النفاذ إلى الفضاء بحسب الآية الكريمة:
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ (الرحمن:33). إنما هو محاولةلإبراز حقائقعلمية واضحة في القرآن الكريم, فلنقولها نحن المسلمون قبل أن يتفوه بها غير المسلمون لسببين هما :عل تأثيرها يكون أقوى, ولأننا نحن المسلمون لدينا كتاب الله (القرآن الكريم) فيه تبيان لكل شيء:(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)(النحل: 89).إذ لا يخفى علينا جميعاً كم من الحقائق العلمية في الطب والفيزياء والكيمياء والجيولوجيا والفلك والنبات والوراثة والأجنة وغيرها, بل النظريات والقوانين التي تدرس الآن في جامعات عالمية رصينة والتي دلائلها واضحة في قرأننا العظيم, والتي لم يصرح بها المسلمون إلا تباعاً بعد أن يكتشفها غير المسلمون ثم يكون دورنا تعليقاً لاحقاً بعد اكتشافهم لا سابقاً لاكتشافهم.
يؤكد هذا البحث وبقوة على استحالة نقل الحضارة من الأرض وهجرها إلى أي من الكواكب الأخرى, كما يشير إلى عدم وجود مخلوقات فضائية تغزونا من خارج الأرض لأن القرآن لم يصرح بذلك. أن غزو الفضاء لغرض استزادة العلم النافع هو مشروع واقعي وفي غاية الأهمية, ولكنه لا يجدي نفعاً إذا كان باتجاه هجر الأرض والبحث عن كوكب أخر لعمرانه والعيش عليه, فهذا هدر للجهد والمال وإضاعة للوقت, لأن الله تعالى قال:(مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) (طه:55). أي أننا خلقنا من الأرض وفيها نعاد إي نموت وندفن ومنها نخرج مرةً أخرى بعد أن ينفخ في الصور في يوم الوعيد (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُون)(يس:51).
والله الذي يملك مفاتح الغيب إعلم: (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) (الأنعام:59). والْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
يمكن التواصل مع المؤلف على البريد التالي: [email protected]
المصادر:
1-القرأن الكريم
2-مختار الصحاح لمحمد بن إبي بكر بن عبد القادر الرازي
3-Donald, J.C., Donald, J.T. and Lawrence,L.M.,1997: Earth Science-An Integrated prespective, 432p.
4-Edgar, W. S.,2003: Earth Science – Understanding Environmental Systems. Boston,518p.
وبعض المعلومات من تقارير متخصصة في مجال الفضاء.
مصدر الصور الموسوعة الحره
  #829  
قديم 07-11-2013, 06:42 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الخشوع والتصدع في الجبال



معاني علمية وإيحاءات قرآنية
أ. د . خلاف الغالبي
شعبة الجغرافيا- كلية الآداب و العلوم الإنسانية
- جامعة محمد الأول- مملكة المغرب
يقول تعالى في سورة الحشر:{لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون}. ومعنى ذلك أن الجبال قد تخشع و تتصدع من خشية الله، لو كان الخطاب القرآني موجها إليها، يقول الطاهر بن عاشور في تفسير التحرير و التنوير :"والخطاب في (لرأيته) لغير معين فيعم كل من يسمع هذا الكلام، و الرؤية بصرية و هي منفية لوقوعها جوابا لحرف (لو) الامتناعية". فهل حقيقة أن خشوع الجبال و تصدعها غير واقع لعدم إنزال القرآن عليها؟، بعبارة أخرى، هل انتفاء وقوع فعل الشرط (لو أنزلنا)، يؤدي بالضرورة إلى انتفاء وقوع جواب الشرط (لرأيته)؟.
مفاتيح نحوية:
يقول المكودي شارحا قول ابن مالك في الألفية (لو حرف شرط في مضي) : " يعني أن لو حرف شرط تدل على تعليق فعل بفعل فيما مضى وتسمى لو هذه امتناعية لأنها تدل في الغالب على امتناع الشيء لامتناع غيره." ويقول ابن عقيل في شرحه : "...و فسرها سيبويه بأنها حرف لما كان سيقع لوقوع غيره، و فسرها غيره بأنها حرف امتناع لامتناع. و هذه العبارة الأخيرة هي المشهورة، والأولى الأصح."، وجاء في حاشية الشيخ أحمد عبد الفتاح الملوي الأزهري على شرح المكودي : "يقول ابن مالك: حرف يدل على انتفاء تال يلزم لثبوته ثبوت تاليه.". يقول الأشموني قي شرحه : إن عبارة سيبويه (حرف لما كان سيقع لوقوع غيره)، "إنما تدل على الامتناع الناشئ عن فقد السبب لا على مطلق الامتناع."، و يقول أيضا: إن عبارة ابن مالك (حرف يدل على انتفاء تال يلزم لثبوته ثبوت تاليه) "أي أن جواب لو ممتنع لامتناع سببه، و قد يكون ثابتا لثبوت سبب غيره.". و هذا يفيد أن إنزال القرآن على الجبل ملزم لخشوعه و تصدعه، لكن العكس غير لازم مطلقا، فيكون بذلك خشوع الجبال وتصدعها ثابتا لثبوت سبب آخر للخشية من الله.
معاني علمية من وحي الآية:
بعد هذا المبحث النحوي و الذي بينا من خلاله، من الناحية اللغوية ، إمكانية تحقق الخشوع و التصدع في الجبال بالرغم من عدم توجيه الخطاب القرآني إليها، سنحاول أن نعرض لبعض المعاني العلمية التي استوحيناها من الآية الكريمة بهذا الخصوص.
1- معاني لغوية :
- خاشعاً : جاء في لسان العرب (مادة خشع)، الخشوع: الخضوع، و الخاشع: الراكع في بعض اللغات، وخشع سنام البعير إذا أنصي فذهب شحمه و تطأطأ شرفه، و جدار خاشع إذا تداعى و استوى مع الأرض.
و بالتالي ففي الخشوع (الخضوع و الركوع و الطأطأة...)، حركات تؤدي إلى نوع من الانكماش وتقلص الحجم.
- متصدعاً: يقول ابن منظور (مادة صدع) : الصدع، الشق في الشيء الصلب، وتصدع القوم، تفرقوا.
2- تراتبية الخشوع و التصدع ونتائج التجارب حول مقاومة الصخور[1]:
إن القرآن الكريم عندما تحدث عن الخشوع والتصدع كأسلوبين وصورتين من صور تمثل خشية الله في الجبال بدأ بالخشوع قبل التصدع فقال عز و جل :{لرأيته خاشعا متصدعا} و لم يقل متصدعا خاشعا. فهل هذه التراتبية تشير إلى ترتيب زمني معين؟، أم أنه ترتيب لفظي فقط لا دلالة له و لا إشارة و لا إيحاء؟.
1.2- العلاقة بين القوى الضاغطة وتشوهات الصخور انطلاقا من التجارب الثلاثية المحاور:
تعتبر التجارب المخبرية السبيل الوحيد لمعرفة العلاقة الموجودة بين قوى الضغط والتشوهات الصخرية الناتجة عنها، أما ملاحظة التشوهات التي تصيب الصخور داخل القشرة الأرضية، فلا تسعفنا لا في معرفة الظروف التي سادت القشرة الأرضية إبان التشوه، ولا في إعادة تحديد (Reconstitution) المراحل التي مرت منها عملية التشوه. لأن ما نلاحظه في الميدان إنما هو نتيجة نهائية لهذه العملية. و تمثل التجارب الثلاثية المحاور (Essais Triaxiaux)، أهم التجارب في هذا الإطار.
أ‌- التجارب المختلفة ( الشكل1) :
يتم وضع عينة صخرية ذات شكل أسطواني داخل "حافظة" (Enceinte)مملوءة بسائل مضغوط، فتكون بذلك العينة الصخرية خاضعة لقوة ضغط هيدروستاتيكي σ i (Pression Hydrostatique) وحدة قياسها هي (Kg/cm2). تتم بعد ذلك ممارسة قوة انضغاط محوري (Compression Axiale)، أو قوة جر محوري (Traction Axiale)، على أطراف العينة الصخرية:
- تجارب الانضغاط (Essais en Compression): يتم إخضاع العينة الصخرية لقوة ضغط محورية Pأعلى من قوة الضغط الهيدروستاتيكي σ i( P>σ i ) ، مع رفع تدريجي لقوة الضغط المحوري P، فتبدأ العينة بالتقلص التدريجي إلى أن تصل قوة الضغط المحوري Pقيمة معينة، عندها تنشطر العينة الصخرية (الشكل2)؛
- تجارب الجر(Essais en Traction):في هذه الحالة تكون قوة الضغط المحوري Pسالبة، و تكون أقل من قوة الضغط الهيدروستاتيكي σ i( P<σ i ) ، و مع الخفض التدريجي لقوة الضغط المحوري P، تبدأ العينة بالتمدد تدريجيا ثم تنشطر (الشكل2)؛
- تجارب البسط (Essais en Extension): في هذه الحالة تكون قوة الضغط المحوري أقل من قوة الضغط الهيدروستاتيكي ( P < σ i ) ، لكنها تكون موجبة ( P > 0 ) . أما النتائج فشبيهة بنتائج تجارب الجر.
الشكل 1 :- رسم مبسط لضاغطة ثلاثية المحاور (M.Mattauer,1980).
و الجدير بالذكر أنه يمكن إجراء هذه التجارب المخبرية تحت ظروف ضغط تتجاوز 10 كيلو بار (Kbar) و حرارة تراوح 800 درجة مئوية (°C) . بتعبير آخر، فإنه بالإمكان إخضاع العينات الصخرية لظروف الضغط والحرارة المختلفة التي تسود داخل القشرة الأرضية. و يوضح الشكل 3 العلاقة الموجودة بين ظروف الضغط و الحرارة، وبين طبيعة التشوه في كل من حالة الانضغاط و حالة البسط.
الشكل 2 :- تمثيل لنتائج تشوه عينة صخرية خلال تجرب الانضغاط و تجارب البسط (M.Mattauer,1980)

الشكل 3 :- توزيع مجالات التشوهات المختلفة في حالتي الانضغاط و البسط حسب الحرارة و الضغط
ب-العلاقة بين قوة الضغط و درجة التشوه (Courbe contrainte-déformation):
يوضح الشكل 4 كيف أن الصخور الخاضعة لقوة ضغط متزايدة، تتعرض لتشوه متصل (déformation continue)، متزايد، فتتقلص في حالة الانضغاط و تتمدد في حالتي الجر أو البسط ، قبل أن تتعرض للكسر.
الشكل 4 :- منحنى العلاقة بين قوة الضغط و التشوه في حالة جسم مرن-لدن
2.2 – خلاصة :
انطلاقا مما سبق، و إذا علمنا أن القوى الكامنة وراء تكوين الجبال هي بالأساس قوى انضغاطية، نستطيع القول : لعل في التراتبية الواردة في الآية الكريمة بين الخشوع و التصدع، إشارة إلى الحقيقة العلمية التي بيناها سلفا، حيث تستجيب الصخور لقوى الانضغاط بالتقلص (الخشوع) أولا، ثم تتعرض للكسر (التصدع) في نهاية المطاف.
3- معاني علمية لخشوع الجبال و تصدعها :
تعتبر الجبال، وهي المناطق المنضغطة من القشرة الأرضية (Zones de compression) ، المجال الأمثل الذي يمكن من خلاله دراسة تشوهات مواد القشرة الأرضية، حيث تتعدد التشوهات و تتنوع بشكل يصعب معه حصرها.
و نظرا للتنوع الكبير في البنيات الانضغاطية (Structures de compression) الملاحظة في الجبال، حيث تكونت هذه البنيات في ظروف حرارة وضغط جد متباينة تتراوح ما بين الظروف السائدة قرب سطح الأرض والظروف التي تطبع أعماق القشرة الأرضية، فإن التشوهات التي تظهر في السلاسل الجبلية تتطلب تقسيم الوحدة الجبلية إلى مجموعة من النطاقات والمجالات تتميز بسيادة قوانين متشابهة وآليات متماثلة، تحكم تشوه الصخور داخل كل مجال. هذه المجالات المتراكبة فيما بينها هي ما يصطلح عليه بالمستويات البنائية (Niveaux Structuraux).
1.3- آثار الظروف المتغيرة للضغط و الحرارة على الصخور المنضغطة :
لقد عرفنا في الفقرة السابقة أن المستوى البنائي مجال يتميز بسيادة نفس آلية التشوه (Mécanisme de déformation) ، و هذا يقتضي بالطبع أن نتحدث عن آليات التشوه المختلفة التي تعمل داخل القشرة الأرضية في حالة الانضغاط، و ذلك بدراسة آثار الرفع التدريجي للضغط و الحرارة على الصخور المنضغطة.و تظهر نتائج مثل هذه التجارب (الشكل5 )، أن الصخور تتعرض للصدع (Comportement cassant) تحت ظروف الضغط والحرارة السائدة قريباً من سطح الأرض. ثم إذا رفعنا الضغط و الحرارة، فإن الصخور تتعرض للطي و الالتواء (Comportement Ductile) ، قبل أن تصل هذه الصخور إلى نقطة الذوبان (Point de Fusion) فتصير كالسوائل المائعة.
و تحدد هذه التفاعلات المختلفة، بشكل مباشر، الآليات التي تحكم التشوه داخل القشرة الأرضية (الشكل6) :
فعندما تتعرض الصخور للتصدع، يظهر التشوه على شكل فوالق (Failles)، فيكون المجال خاليا من الطيات (Plis)، مليئا بالصدوع بسبب سيادة القص (Cisaillement) كآلية رئيسة للتشوه ؛
و عندما يتم التشوه دون كسر أو صدع، فإن الصخور تتعرض للالتواء و الطي (Plissement)، وذلك بفعل آليتين مختلفتين :
- الثني (Flexion): حيث تتعرض الصخور في مرحلة أولى، إلى الالتواء مع الحفاظ على نفس سمك الطبقات الأصلي، و تسمى الطيات الناتجة عن هذه الآلية : الطيات المتساوية السمك (Plis Isopaques).
- البطح (Aplatissement): في مرحلة متقدمة يكون التشوه أشد وأقوى و أعم، فتتعرض كل الصخور إلى بطح عام مصحوب بظهور التنضد (Schistosité) ، كما أن السمك يصبح متباينا داخل الطبقة الصخرية الواحدة فنتحدث عن الطيات المتباينة السمك (Plis Anisopaques). في هذه المرحلة يبلغ تقلص المسافة الأصلية للطبقات الصخرية مداه الأقصى.
الشكل 5:- توزيع مجالات التشوه وآلياته المختلفة حسب الضغط و الحرارة
و في مرحلة أخيرة، في الأعماق التي تتعرض فيها الصخور لدرجات حرارة و ضغط أعلى من تلك التي تميز نقطة الذوبان، تكون آلية التشوه السائدة هي السيحان (Ecoulement)، و من ثم فإن الصخور تسيح على طريقة السوائل و تشكل طيات تختلف عن تلك المتواجدة في مستويات أعلى، بحيث يحدث الالتواء دون أي تقلص في المسافة الأصلية للطبقات الصخرية.
2.3- المستويات البنائية الثلاث :
يتم تقسيم المستويات البنائية إلى ثلاثة مستويات متراكبة تتناسب مع التقسيمات التكتونية (Subdivisions Tectoniques) المعهودة (الشكل 7) :
أ‌- المستوى البنائي الأعلى : وهو مجال الفوالق و الصدوع، و آلية التشوه السائدة فيه هي القص ؛
ب‌-المستوى البنائي الأوسط: و هو مجال الطيات المتساوية السمك، و آلية التشوه السائدة فيه هي الثني؛
ج- المستوى البنائي الأسفل: وهو مجال الطيات المتباينة السمك (مجال الصخور المتحولة)، و ينقسم إلى نطاقين: نطاق أعلى تكون الطيات فيه مصحوبة بتنضد عام ؛ و نطاق أسفل، يغيب فيه التنضد وتتعرض فيه المواد الصخرية للذوبان. أما الآليات السائدة في هذا المستوى البنائي، فهي البطح ثم السيحان.
الشكل 6:- رسم توضيحي لآليات التشوه المختلفة و بعض نماذج التشوه، داخل القشرة الأرضية
3.3- خلاصة :
توضح هذه المعطيات العلمية الثابتة بجلاء أن صخور الجبال تتميز بخاصيتين اثنتين، هما خاصية الطي أو الالتواء و خاصية التصدع. و نستطيع القول: إن القرآن الكريم قد سبق بالإشارة إلى هذه الحقيقة العلمية منذ أزيد من أربعة عشر قرن في قوله عز و جل : {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعاً من خشية الله.}، إذ نفهم من الآية الكريمة أن خشية الجبال لله تتم من خلال التواء الصخور وطيها (و هو الخشوع)، و من خلال تكسرها و تفلقها (و هو التصدع).
خاتمة :
يقول الطاهر بن عاشور في تفسير قوله تعالى {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله} : "و المعنى:لو كان المخاطب بالقرآن جبلاً، وكان الجبل يفهم الخطاب لتأثر بالقرآن تأثراً ناشئاً من خشية الله، خشية تؤثرها فيه معاني القرآن". لكننا نرى أن تأثر الجبال من خشية الله، قد يعود لسبب آخر غير تأثره بمعاني القرآن (كما بينا ذلك في المبحث النحوي)، فتخشع وتتصدع. بل إن القرآن الكريم نفسه يخبرنا أن الجبال قد يبلغ بها التأثر من خشية الله مبلغا يفوق الخشوع و التصدع بكثير، يقول تعالى في الآية 143 من سورة الأعراف: {قال لن تراني و لكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني، فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا و خر موسى صعقا.}.
الشكل 7:- مقطع نظري لجزء من القشرة الأرضية يبين المستويات البنائية الرئيسة و نوعية البنيات المقابلة لها
و من ثم فالخشوع (بالالتواء و الطي) والتصدع (بالتشقق و الفلق)، قد تكون صفتان ملازمتان للجبال الدائمة الخشية لله، فهي ليست مجرد جمادات وأحجار صماء كما نتوهم، بل هي مخلوقات مسخرة مأمورة منقادة مطيعة، تسبح و تؤوب... ، يقول تعالى في سورة الأنبياء ، الآية 79 :{و سخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير، و كنا فاعلين.}، كما أنها قد تتأثر أيما تأثر من فرط سماع كلمات الشرك تصدر عن الإنسان المكلف، يقول عز من قائل في سورة مريم ، الآيتين 90 و 91 :{يكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض و تخر الجبال هدا، أن دعوا للرحمان ولدا.}.
و مما جعلنا ننحو هذا المنحى في فهم الآية الكريمة قوله عز وجل {لرأيته} والرؤية بصرية كما جاء في تفسير التحرير و التنوير، و قوله أيضا {وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون}، فالآية واردة إذن على سبيل التمثيل لا التخييل كما يقول الإمام أحمد ، معقبا على قول الزمخشري (هذا تمثيل و تخييل) : "و هذا مما تقدم إنكاري عليه فيه، أفلا كان يتأدب بأدب الآية : حيث سمى الله هذا مثلا و لم يقل : و تلك الخيالات نضربها للناس..."[2].
في الختام لابد من الإشارة إلى أن الله قد ضرب المثل في هذه الآية لتبيان عظمة قدر القرآن و علو شأنه وقوة تأثيره على النفوس كما يقول المفسرون، بحيث لو كان المخاطب بالقرآن جبلا لخشع و تصدع من خشية الله، بالرغم من قسوته و شدة صلابته. كما أن القصد من ذلك توبيخ الإنسان على غلظته و على قسوة قلبه، لأنه لا يتخشع عند سماع القرآن أو عند تلاوته[3]، قال العوفي عن ابن عباس، في تفسير هذه الآية[4] : "...فأمر الله الناس إذا نزل عليهم القرآن أن يأخذوه بالخشية الشديدة و التخشع.".فهلا تعامل المسلمون مع القرآن بما ينبغي له من حسن أدب و جيد فهم و عميق تدبر ؟ أم أن القلوب قد أظلمت و النفوس قد فسدت ، فلا يبرح القرآن الأسماع و لا يجاوز الحناجر ؟، يقول تعالى في سورة محمد ، الآية 24 :{أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}.
التواصل مع المؤلف:
الهاتف: المحمول: 0021267575890 ؛ الثابت: 0021236613300- البريد الإلكتروني:[email protected]..
الهوامش:
[1] - كل المعلومات و المعطيات العلمية الواردة في هذا المقال مأخوذة عن كتاب "تشوهات مواد القشرة الأرضية"، باللغة الفرنسية ، لصاحبه : Maurice MATTAUER . (انظر لائحة المصادر).
[2] - انظر تفسير الكشاف. الجزء الرابع.الصفحة 496 .
[3] - انظر صفوة التفاسير. الجزء الثالث. الصفحة336.
[4] - تفسير ابن كثير.الجزء الرابع. الصفحة 343.
لائحة المصادر:
المصادر العربية :
- القرآن الكريم. رواية حفص عن عاصم .
- ابن كثير عماد الدين أبو الفداء إسماعيل."تفسير القرآن العظيم" .مؤسسة الكتب الثقافية .بيروت .1994 .ط4.
- الزمخشري محمود بن عمر بن محمد ."الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل و عيون الأقاويل في وجوه التأويل".دار الكتب العلمية .بيروت .1995 .ط1 .
- بن عاشور الطاهر "تفسير التحرير و التنوير" .دار سحنون للنشر و التوزيع .تونس .
- الصابوني محمد علي ."صفوة التفاسير" .دار الفكر .بيروت .1996 .ط1 .
- الزحيلي وهبة ."التفسير الوجيز و معجم معاني القرآن العزيز" .دار الفكر .دمشق .1996 .ط1 .
- ابن عقيل بهاء الدين عبد الله ."شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك" .ط2 .
- المكودي أبو زيد عبد الرحمن بن صالح ."شرح المكودي على الألفية في علمي النحو و الصرف" .إشراف محمد بنيس .دار المعرفة .البيضاء .1998 .ط1 .
- الأشموني ."شرح الأشموني على ألفية ابن مالك" .إشراف إميل بديع يعقوب .دار الكتب العلمية .بيروت .1998 .ط1 .
- ابن منظور أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ."لسان العرب" .دار صادر .بيروت .1994 .ط4 .
- وزارة التربية الوطنية للمملكة المغربية ."المعجم العلمي و التقني .فرنسي – عربي" .مكتبة عالم المعرفة .الرباط .1994 .350 ص .
- الخطيب أحمد شفيق ."معجم المصطلحات العلمية و الفنية و الهندسية .إنكليزي – عربي" .مكتبة لبنان .بيروت .1995 .ط6 .
- مشرف محمد عبد الغني و إدريس عثمان ."قاموس مصطلحات الرسوبيات المصور" .مطابع جامعة الملك سعود. الرياض .1990 .ط1 .
المصادر الأجنبية :
- Mattauer. M ; (1980) : « Les déformations des matériaux de l’écorce terrestre ». Coll. Méthodes. Hermann. Paris.2ème eds. 493 p.
- Michel. J-P ; Fairbridge. R.W ; Carpentier. M.S.N, (1997): « Dictionnaire des Sciences de la Terre. Anglais-Français/Français-Anglais ». Paris. 3ème eds. 500 p.



  #830  
قديم 07-11-2013, 06:48 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

مكة المكرمة مركز الأرض والكعبة المشرفة قبلة الخلائق


بقلم الدكتور صالح محمد عوض
العراق - جامعة بغداد - كلية العلوم – قسم علوم الأرض
أغلفة الأرض:
لنتأمل في هذا البحث المتواضع ونرى كم في الأرض التي نحيا عليها من آيات يغفل عنها الكثيرون ﴿ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ ﴾. ( الذاريات 20).
استناداًإلى المعلومات الزلزالية فإن الأرض من سطحها إلى مركزها تتكون من ثلاث أغلفة رئيسة, تشكل مع تقسيماتها الثانوية سبعة أغلفة (شكل-1), وتشير الآية الكريمة الآتية إلى أغلفة الأرض السبع:
﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا(الطلاق:12)
وهذه الأغلفة هي:
1-قشرة الأرض:وهي الجزء الصلب الذي نعيش عليه, وهو متغير السمك, إذ يبلغ أعلى سمك له تحتالجبال, بينما يقل سمكه تحت المحيطات. حيث تقسم قشرة الأرض إلى قسمين هما:
أ‌)القشرة القارية: مادة صخرية صلبة متغيرة السمك, يتراوح معدل سمكها في المناطق القارية 30-40 كم, بينما يبلغ معدل سمكها تحت الجبال 70 كم.
ب‌)القشـرة المحيطية: هي تركيب صخري نحيفة السمك تغلف الأرض تحت مياه المحيطات وتحت القشرة القارية. غير متجانسة التركيب, معدل سمكها 6 كم.
2-جبة الأرض: وهي مادة سليكاتية معقدة التركيب ذا كثافة أعلى من كثافة صخور القشرة الأرضية, وهي في حالة لدنة بسبب درجات الحرارة والضغط الشديدين, كما تعتبر مصدر الحمم البركانية. تتكون من ثلاث أجزاء هي :
أ‌)الجبة العليا : وتمتد من تحت القشرة إلى إلى عمق 400 كم.
ب‌)النطاق الإنتقالي : يمتد من عمق 400 إلى 1000 كم.
ت‌)الجبة السفلى : وتمتد من عمق 1000 إلى 2900 كم.
3-لب الأرض: يتكون أساساًمن سبيكة من الحديد والنيكل وهو عبارة عن جزأين هما:
أ‌)اللب الخارجي : عبارة عن مادة سائلة, يمتد من عمق 2900 إلى 5080 كم.
ب‌)اللب الداخلي : عبارة عن مادة صلبة, يمتد من عمق 5080 إلى 6371 كم أي أن اللب الدخلي هو مركز الأرض.
شكل-1 : أغلفة الأرض السبعة.
لم يكن الغلاف الصخري للأرض (الذي نحيا عليه) كتلة واحدة بل يتكون من مجموعة قطع تسمى الصفائح الأرضية platesوقد وصف القرآن هذه الحقيقة العلمية من خلال الآية الكريمة:
﴿ وفي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ( الرعد:4).
والقطع المتجاورات التي أشارت إليها الآية الكريمة هي تلك الصفائح الأرضية المتجاورة (شكل -2) التي أثبت وجودها العلم الحديث وهي النظرية السائدة الآن والتي تدرس في جميع جامعات العالم لأقسام الجيولوجيا. ومن أهم الصفائح الأرضية المعروفة نورد الأتي:
1-الصفيحة الأوربية –الآسيوية
2-الصفيحة الأفريقية
3-الصفيحة العربية
4-الصفيحة الهندية – الأسترالية
5-الصفيحة الأمريكية الشمالية
6-الصفيحة الأمريكية الجنوبية
7-صفيحة المحيط الهادي
8-الصفيحة القطبية الجنوبية
9- الصفيحة الكاريبية
10-الصفيحة الفلبينية
12- صفيحة سكوتيا
شكل-2 : الصفائح الأرضية المعروفة حالياً ( القطع المتجاورات التي أشارت اليها الأية الكريمة).
حركة الصفائح الأرضية
إن الصفائح الأرضية في حالة حركة مستمرة وهذه الحركة بطيئة لا يمكن ملاحظتها بالعين مباشرةً , ولكن يمن تحسسها أثناء الهزات الأرضية كما يمكن قياسها بواسطة أجهزة الليزر, إذ سجلت هذه الأجهزة معدل حركة بعض الصفائح الأرضية على أنها 1 ملم / سنة.
تتميز الصفائح الأرضية بثلاث أنواع رئيسة من الحركة: حركة تباعدية, وحركة تقاربية وحركة على مستوى واحد تسمى حركة تحولية. تمثل الحركة التباعدية حركة صفيحتين متجاورتين باتجاهين متعاكسين مبتعدتين عن بعضهما وغالباً ما يحصل هذا النوع من الحركة في أواسط قيعان البحار والمحيطات مسببة انفتاح وتوسع قاع المحيط, الذي يسمح في نهاية المطاف لمادة جبة الأرض بالانبثاق تحت سطح الماء, علماً أنها مادة سليكاتية منصهرة وفي درجات حرارية عالية مسببة تبخر كميات كبيرة من المياه بسبب الحرارة العالية. لقد صورت الآية الكريمة هذه الحقيقة العلمية بإيجاز بليغ:﴿ وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ( التكوير:6).
إن انفتاح قيعان المحيطات يمثل نوع من أنواع الزلازل يتبعه خروج الحمم البركانية , وهذه الحمم تتكون من مادة معقدة التركيب ذات كثافة عالية (أعلى من كثافة صخور القشرة الأرضية). لقد أشارت الدراسات إلى أن كثافة صخور مادة الجبة العليا تفوق كثافة صخور القشرة الأرضية ب 0.4 غم /سم3 حيث يزداد الفارق في الكثافة كلما نزلنا نحو أعماق الأرض. إذاً هنالك زلزال يتبعه خروج حمم ثقيلة مصدرها جبة الأرض, وقد تحدث القرأن الكريم مشيرأً إلى هذه الحقيقة العلمية:﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا. وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا(الزلزلة:1-2).
تشكل هذه الحمم المنبثقة تحت مياه المحيط سلاسل من الجبال البركانية التي تسمى حواجز وسط المحيط , بعضها يرتفع فوق سطح الماء مكوناً الجزر.إن ترافق الزلازل البراكين يمكن توضيحهبالشكل-3. أما الحركة التقاربية أي تلاقي الصفائح الأرضية فأنها تعني حركة أحد الصفائح الأرضية أو صفيحين متجاورين بحيث يقتربان من بعضهما , وبإستمرار عملية الأقتراب يحصل تصادم الصفائح, وباستمرار عملية التصادم تنزلق أحدى الصفيحتين أو كليهما إلى الأسفل وقد تنحدر إلى مسافة تفوق 100 كم ومن ثم يتغير تركيبها وتتحول إلى حالة أشبه بالمنصهرة بسبب تعرضها إلى حرارة الجبة, وهذه العملية تمثل تأكل.
شكل-3: مواقع الهزات الأرضــية المســـجلة في القرن الأخير فقط , وهي مبينـــة بالنقاط السوداء ترافق مواقع إنفتاح أواســط المحيطات ( المحيطات مبينة باللون الازرق) , وكذلك ترافق مواقع تصادم الصفائح على اليابسة ( اليابس موضح باللون الأخضر).(مأخوذة من المصدر Spencer,2003).
أطراف الصفائح التي يمكن أن نسميها أطراف الأرض, والتآكل يسبب التناقص أي تناقص أطراف الأرض. وقد أشار القران الكريم إلى هذه الحقيقة من خلال الآيتين الكريمتين الآتيتين:
﴿أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ(الرعد : 41).
﴿ بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ( الأنبياء :44).
وقد يينزلق أحد الصفائح فوق الأخر مكوناً الجبال البنائية على اليابسة وأن هذه الجبال تتحرك مع حركة الألواح أي أنها تسير, وقد أخبر الله تعالى نبية الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) في القرآن المجيد عن سير الجبال من خلال الآيات الكريمات الأتيات:
﴿ وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ. (التكوير :3)
﴿ وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ. (الرعد : 31)
﴿ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا. (الكهف : 47)
يصحب تصادم الصفائح هزات أرضية وثورات بركانية, وكذا الحال مع الحركة التحولية التي تحدث تطوراً للصدوع على طول مستوى الحركة. يتبين من ذلك إن الصفائح الأرضية في حالة حركة مستمرة منذ بداية تشكلها ولحد الآن.
ـ أسباب حركة الصفائح الأرضية
إن مصدر القوة المحركة للصفائح الأرضية هو الجبة (جبة الأرض). تمثل الجبة الكتلة العظيمة الموجود تحت قشرة الأرض إذ يبلغ سمكها 2800كم وهي تتكون من مادة صخرية (سليكاتية ) معقدة التركيب منصهرة جزئياً أو كلياً لكنها ليس في حالة سائلة بل هي لدنة شديدة اللزوجة ذات درجات حرارية وضغط عاليين, من المعروف أن درجة الحرارة في باطن الأرض تزداد مع العمق, لذا فإن حرارة الأجزاء السفلى من الجبة أعلى من حرارة الأجزاء العليا. بسبب التفاوت الحراري بين أجزاء جبة الأرض تتشكل تيارات تدعى تيارات الحمل العملاقة التي تتحرك من الأسفل نحو الأعلى بحركة دورانية ناقلة المواد الأكثر حرارة إلى الأعلى بسبب فرق الكثافة ثم تنزل المواد الأقل حرارةً بسبب كثافتها العالية ووزنها الكبير إلى الأسفل, وهذه العملية في حالة ديمومة واستمرار ( شكل -4). تسلط تيارات الحمل العملاقة قوة دفع عظيمة من الأسفل على الصفيحة الأرضية التي فوقها فتحركها بأحد أنواع حركة الصفائح المذكورة أنفاً.
شكل-4: حركة تيارات الحمل العملاقة ضمن جبة الأرض( بين القشرة و اللب).
إن حركة الصفائح الأرضية حركة في غاية الدقة وهي حركة محسوبة ومحكمة, إذ أنها في نهاية المطاف تحافظ على ثبوت كتلة الأرض ومساحتها السطحية, ففي الوقت الذي تتلاشى فيه طرف أحد الصفائح الغائرة إلى الأسفل بسبب تعرضة للحرارة العالية ( نقصان الأرض من أطرافها) تتولد مادة صخرية جديدة في الجهة المقابلة للطرف المتلاشي ( أواسط المحيطات). وهذا يحافظ على نظام تجاذب الكتل الكونية ويبقي كل منها يدور في فلكه. إن هذه الانتظامية لا يمكن أن تكون محض صدفة, بل إن الأرض أحد مخلوقات الخلاق العظيم البسيطة وأن قدرة الله سبحانه وتعالى ليس لها حدود:
﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾(الزمر :67).
موقع مكة المكرمة وحركة الصفائح الأرضية عبر الزمن الجيولوجي
قسم علماء الجيولوجبا الزمن الجيولوجي إلى حقب وفترات ودهور وعصور من أجل تبسيط عملية الفهم حين الإشارة إلى فترة معينة في الزمن الماضي. يقدر عمر الأرض بحوالي 4.5 بليون سنة. بكل بساطة وتقريب, يبدأ المقياس الزمني الجيولوجي منذ العصر الكامبري ويمتد إلى العصر الحديث, إذ تقدر هذه الفترة الزمنية ب 450 مليون سنة. منذ ذلك الحين والصفائح الأرضية في حالة حركة مستمرة , حيث تتغير أشكالها ومواقعها مع الزمن, كما تغيرت إعدادها إذ تكسر بعض الصفائح إلى أجزاء فيما دمجت بعض الأجزاء معاً.
يلاحظ رغم الزمن الجيولوجي الطويل, الحركة البطيئة المستمرة للصفائح الأرضية , إلا أنها تتحرك بنوع من الانتظامية حول الصفيحة العربية , وأن اتجاهات هذه الصفائح ثابتة نحوها, وكأنها تشير إلى الصفيحة العربية. يمكن إثبات ذلك من خلال ما منشور من بحوث أجنبية هي لم تنشر لتناقش أو توضح حركة الصفائح نسبةً غلى الصفيحة العربية , لكنها نشرت لتناقش مواضيع جيولوجية بعيدة كل البعد عن هذه الحقيقة الراسخة.
يبين الشكل-5 حركة الصفيحة الهندية محسوبة من قيم الشذوذ المغناطيسي لقاع المحيط الهندي , حيث يبين المواقع المتعددة التي اتخذتها الصفيحة الهندية وجزيرة سري لانكا منذ 71 مليون سنة ولحد الآن, حيث استقرت في موقعها الحاليوهي بالحقيقة غير مستقرة بمعنى الاستقرار الحقيقي أي انعدام الحركة, ولكن نقول استقرت في موقعها الحالي كوننا لم ندرك حركتها بالعين مباشرةً وأن حركتها تبدو ضئيلة جداً وغير محسوسة إذ ما قورنت بعمر الإنسان. يلاحظ من الشكل-5إن الصفيحة الهندية تحركت نحو الشمال, وأن حركتها كانت مصحوبة دائماً بدوران بسيط بإتجاه معاكس لدوران عقارب الساعة (الشكل -5). مع ملاحظة عدم حساب حركة الصفيحة العربية ضمن هذا الشكل. موقع السعودية العربية في الشكل -5 يمثل جزء من الصفيحة العربية.
يبين الشكل -6موقع الصفيحة العربية نسبةً إلى الصفيحة الهندية والأفريقية والتركية والإيرانية ( حيث كانت في السابق مكونة من مجموعة أجزاء كما يعرض الشكل وسط إيران عبارة عن جزء منفصل عن شمال غرب إيران ) وأفغانستان . يعرض الشكل -6موقع هذه الصفائح الأرضية وهي تحيط بالصفيحة العربية وتشير الأشكال المنقطة (الصفائح المرسومة بالخط المقطع غير المستمر) إلى مواقع الصفائح الأرضية خلال عصر الطباشيري المتوسط.
شكل-5: حركة الصفيحة الهندية منذ 71 مليون سنة لحد الآن محسوبة من قيم الشذوذ المغناطيسي في قاع المحيط الهندي( مأخوذة من المصدر Spencer,2003

شكل-6: حركة الصفائح الأرضية نسبةً إلى الصفيحة العربية منذ 100 مليون سنة ولحد الآن.(مأخوذة من المصدر Forster,1978).
(أي قبل حوالي 100 مليون سنة من الأن) , من التدقيق بالشكل-6 يتبين إن الصفيحة الهندية قد تحركت نحو الشمال وأن حركتها كانت مصحوبة بدوران لبضعة درجات عكس عقارب الساعة. وقد تحركت الصفيحة الأفريقية نحو الشمال أيضاً ,كانت حركتها مصحوبة بدوران عكس عقارب الساعة أيضاً.وكذا الحال بالنسبة لمواقع أفغانستان ووسط إيران وشمال غربها , وكذلك الصفيحة التركية .
إذا ما نظرنا إلى موقع الصفيحة العربية قبل 100 مليون سنة ( الجزء المنقط) في الشكل -6, نجدها أنها تحركت حركة قليلة إلى الشمال نسبة ألى الصفائح البعيدة , إذ صاحب حركتها دوران طفيف باتجاه معاكس لعقارب الساعة. نستدل من هذا كله أن موقع الصفيحة العربية في المئة مليون سنة الغابرة (قبل خلق الإنسان) وموقعها الحالي يتوسط الصفائح الأرضية, وأن هذه الصفائح تحيط بها من كل جانب ( شكل-6). لم تقطع الصفيحة العربية مسافة طويلة أثناء حركتها لأنها مركز الحركة الدورانية فهي تتحرك ضمن نصف القطر الأصغر. من هنا يتبين أن لصفيحة العربية هي مركز الصفائح الأرضية وأينما اتجهت الصفيحة العربية تبعتها الصفائح المحيطة بها لتدور حولها دوران منتظم مع حفاظ كل صفيحة على اتجاه كل جزء فيها ثابتاً باتجاه الصفيحة العربية. تقع مكة المكرمة ضمن الصفيحة العربية (شكل-7), وإذا ما طبقنا الشرح السابق على موقع مكة المكرمة ضمن الصفيحة العربية لوجدنا أن كل شيء في الأرض يتجه نحو مكة المكرمة منذ أن خلق الله الأرض وسيبقى هذا النظام يعمل بمشيئة الله إلى الوقت الذي حدده الله له, لأن هذه الانتظامية عبر ملايين السنين وبهذه الحركة البطيئة جداً لهذه الكتل الأرضية الثقيلة جداً لا يمكن أن تأتي من وراء صدفةً, وإنما وراء هذه الأحداث مهندس ماهر وإدارة خارقة, ولا يمكن لأي قوة صناعية أو طبيعية أن تنفذ مثل هذه المهمة ولا يمكنها أن تدير وتدبر مثل هذه الأعمال, أنما يديرها ويدبرها الواحد القهار الذي رفع السماوات بغير عمد:
شكل-7 : موقع مكة المكرمة في السعودية ضمن الصفيحة العربية.
﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾. ( الزمر :62)
﴿ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾. (الرعد :16)
بما أن كل شيء يتجه صوب مكة المكرمة , وأن الكعبة المشرفة هي مركز مكة, من هنا نستنتج أن الكعبة المشرفة مركز الأرض, وان كل مافي الأرض وما عليها وما فوقها يتجه للكعبة ( قبلة المسلمين) وهو ساجد وخاشع:
﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء ﴾. (الحج:18)
﴿ وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ ﴾. (الرعد :15)
﴿ وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ﴾. (النحل :49)
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾. ( فصلت : 39)
﴿ جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾. ( المائدة :97)
فسبحان بديع السماوات والأرض, وسبحان الخلاق العليم, نسأل الله تعالى أن ينوِّر بصائرنا وأبصارنا بنوره الذي أشرقت به الارض:
﴿وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ (الزمر: 69).
وأن يحيي قلوبنا بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بماء المطر، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وآخر دعوانا أن الحمد رب العالمين:
﴿ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾. ( الجاثية: 36-37).
المؤلف في سطور
لمراسلة المؤلف : [email protected]
المصادر:
1- القرآن الكريم
2-Spencer E. W. 2003: Earth Science, understanding environment systems. McGraw Hill. Toranto, 517p.
3-Forster, H., 1978: Mesozoic –Cenozoic ****llogenesis in Iran. journal of the Geological Society – London. Printed in the Netherland. Vol.135. pp 443-455. 8 figs
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 87 ( الأعضاء 0 والزوار 87)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 341.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 335.82 كيلو بايت... تم توفير 5.85 كيلو بايت...بمعدل (1.71%)]