موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره - الصفحة 6 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836914 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3919 - عددالزوار : 379431 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191288 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2668 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 662 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 948 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1103 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 855 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #51  
قديم 18-12-2007, 10:09 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

إنجيل برنابا... الشاهد والشهيد


بقلم الباحث : مراد عبد الوهاب الشوابكه
قسم الهندسة الكهربائية / هندسة الاتصالات
الحمد لله الذي منَّ علينا بأعظم نعمة ألا وهي نعمة الإسلام ...
فكم يشعر المرء بالفخر والاعتزاز عندما ينتسب لهذا الدين العظيم ويكون تابعاً لأشرف الخلق أجمعين " محمد صلى الله عليه وسلم " وعندها تكون من خير أمة أخرجت للناس، تلك الأمة وهذا النبي الذي بشّر به الأنبياء أقوامهم، وكانوا يأخذون عليهم العهود ويتناقلون فيما بينهم لئن خرج الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه لتنصرنّه، فلا غرابة إذن من أن نجد بين نصوص الكتاب المقدس ما يشير إلى ذلك مهما حاولت يد الغدر والخيانة أن تحرف النصوص أو أن تنال من الحقيقة الدامغة :
فالذّهب وان خالطته الشوائب لكنها تعجز عن إذهاب بريقه ولمعانه !!!
فكما تعلمون أحبتي في الله أنّ الباطل مهما على واستعلى فان مصيره إلى الزوال

وأنّ الحق لا بد وأن يظهره الله حتى يكون حجّة على القاصي والداني، فمن هنا كانت البداية ...
من هو برنابا ؟

هو أحد التلاميذ ( الحواريين ) الملازمين لسيدنا عيسى عليه السلام ، وصاحب الإنجيل الشاهد على الحق والشهيد من أجل كلمة الحق فكان جزاء هذا الإنجيل الطرد من الكتاب المقدس وذلك بقرار البابا جلاسيوس عام 492م ؛ لأنه يعارض الكتاب المقدس فيما يدّعونه بألوهية المسيح ، إلى أن جاء فيما بعد الراهب اللاتيني " فرامرينو " الذي حصل عليه من مكتبة البابوية وأعلن إسلامه بعد قراءته له كما ذكر ذلك الدكتور النصراني خليل سعادة في مقدمة ترجمته لإنجيل برنابا ...
وأمّا برنابا فكما ذكرته كتب العهد الجديد ، يتضح من خلالها أنّه رجل صادق ومن أكثر التلاميذ ( الحواريين ) ورعاً وحفظا للوصايا والتعاليم إذ ورد في سفر أعمال الرسل الإصحاح الحادي عشر الفقرة رقم ( 22-24):
(( فسمع الخبر عنهم في آذان الكنيسة التي في أورشليم فأرسلوا برنابا لكي يجتاز إلى إنطاكية الذي لمّا أتى ورأى نعمة الله فرح ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب لأنه كان رجلاً صالحاً وممتلئاً من الروح القدس والإيمان ، فأنضمّ إلى الربّ جمع غفير )).
وأسألكم بالله لو لم تكن لدعوته التي كانت قائمة على التوحيد وعلى دين رسول الله إبراهيم والنبيين من بعده إلى محمد ) صلى الله عليه وسلم (- دين الفطرة والعقل والعاطفة- أينضم إلى الربّ جمع غفير ؟
والله لو كانت عقيدة برنابا كعقيدة النصارى اليوم التي ليس للعقل والعاطفة فيها ناقة ولا جمل، لما أنضم إلى الرب هذا الجمع ، بل زد على هذا لأحتاج إلى مئات السنين حتى يشرح لهم" الثالوث"- على سبيل المثال لا على سبيل الحصر، وغيره من الأمور التي لا يقبلها عاقل... ولكنه خاطب فطرتهم ودعاهم إلى الدين الحق الذي نزل على موسى وعيسى ومحمّد وعلى الأنبياء صلوات ربّي وسلامه عليهم أجمعين...
إنجيل برنابا ...
وفيما يلي نورد بعض ما تضمنته صفحات هذا الكتاب المضطهد :
ورد في الفصل السادس والتسعون الفقرات من 1-15 صفحة 146 :
(( (1) ولما انتهت الصلاة قال الكاهن بصوت عال : " قف يا يسوع لأنه يجب علينا أن نعرف من أنت تسكيناً لامتنا "
(2) أجاب يسوع : " أنا يسوع بن مريم من نسل داود ، بشر مائت ويخاف الله وأطلب أن لا يعطى الإكرام والمجد إلا لله "
(3) أجاب الكاهن : " انه مكتوب في كتاب موسى أن الهنا سيرسل لنا مسيّا الذي سيأتي ليخبرنا بما يريد الله وسيأتي للعالم برحمة الله (4) لذلك أرجوك أن تقول لنا الحق هل أنت مسيّا الله < تعني رسول الله> الذي ننتظره ؟ "
(5) أجاب يسوع : " حقاً أن الله وعد هكذا ولكني لست هو لأنه خلق قبلي وسيأتي بعدي "
(6) أجاب الكاهن إننا نعتقد من كلامك وآياتك على كل حال أنك نبي وقدوس الله
(7) لذلك أرجوك بإسم اليهودية كلها وإسرائيل أن تفيدنا حباً في الله بأية كيفيه سيأتي مسيّا "
(8) أجاب يسوع " لعمر الله الذي تقف بحضرته نفسي أنّي لست مسيّا الذي تنتظره كل قبائل الأرض كما وعد الله أبانا إبراهيم قائلاّ : بنسلك أبارك كل قبائل الأرض
(9) ولكن عندما يأخذني الله من العالم سيثير الشيطان مرة أخرى هذه الفتنة الملعونة بأن يحمل عادم التقوى على الاعتقاد بأني الله وابن الله (10) فيتنجّس بسبب هذا كلامي وتعليمي حتى لا يكاد يبقى ثلاثون مؤمناً (11) حينئذٍ يرحم الله العالم ويرسل رسوله الذي خلق كل الأشياء لأجله (12) الذي سيأتي من الجنوب بقوّة وسيبيد الأصنام وعبدة الأصنام (13) وسينتزع من الشيطان سلطته على البشر (14) وسيأتي برحمة الله لخلاص الذين يؤمنون به (15) وسيكون من يؤمن بكلامه مباركاً )).
وفيما يلي صورة أصلية لهذه الفقرات من هذا الإنجيل ( برنابا ) :
وأما فيما يتعلّق بالبشارة فقد ورد اسم محمد صلى الله عليه وسلّم في هذا الإنجيل صريحاّ اسماً وصفةً :
فقد ورد أيضاً في الفصل السابع والتسعون الفقرات من 4-10 :
(( فقال حينئذٍ يسوع : " إن كلامكم لا يعزيني لأنه يأتي ظلام حيث ترجون النور ولكن تعزيتي هي في مجيء الرسول الذي سيبيد كل رأي كاذب فيّ وسيمتدّ دينه ويعمّ العالم بأسره لأنه هكذا وعد الله أبانا إبراهيم وأن ما يعزيني هو أن لا نهاية لدينه لأن الله سيحفظه صحيحاً " أجاب الكاهن : " أيأتي رسل آخرون بعد مجيء رسول الله ؟"
فأجاب يسوع : "لا يأتي بعده أنبياء صادقون مرسلون من الله، ولكن يأتي عدد غفير من الأنبياء الكذبة وهو ما يحزنني لأن الشيطان سيثيرهم بحكم الله العادل فيتسترون بدعوى إنجيلي"
وأمّا عن ذكر اسم محمد (صلى الله عليه وسلم) فقد ورد في الفقرات من 13-18:
(( فقال حينئذٍ الكاهن : " ماذا يسمّى مسيّا وما هي العلامة التي تعلن مجيئه؟"
أجاب يسوع " إن اسم مسيّا عجيب لأن الله نفسه سماه لما خلق نفسه ووضعها في بهاء سماوي قال الله : " اصبر يا محمد لأنّي لأجلك أريد أن اخلق الجنّه ، العالم وجماً غفيراً من الخلائق التي أهبها لك حتى أن من يباركك يكون مباركاً ومن يلعنك يكون ملعوناً ومتى أرسلتك إلى العالم أجعلك رسولي للخلاص وتكون كلمتك صادقة حتّى أن السماء والأرض تهنان ولكن إيمانك لا يهن أبداً إن اسمه المبارك محمّد"
حينئذٍ رفع الجمهور أصواتهم قائلين : " يا الله أرسل لنا رسولك ، يا محمد تعال سريعاً لخلاص العالم ! " ... )).
وفيما يلي صورة أصلية لهذه الفقرات من هذا الإنجيل ( برنابا ) :

وأخيراً لا نملك إلا أن نقرأ قول الله تعالى :
" قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ
أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا
بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ
بِأَنَّا مُسْلِمُونَ "
صدق الله العظيم

مع تحيات مراد الشوابكه


المصادر والمراجع :
(1)القرءان الكريم

(2) إنجيل برنابا / ترجمة الدكتور النصراني خليل سعادة.
  #52  
قديم 18-12-2007, 10:12 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

كتاب دلائل النبوة





بقلم الدكتور منقذ بن محمود السقار

كتاب دلائل النبوة
الكتاب عبارة عن ملف ورد مضغوط يمكن تحميله بالضغط هنا
  #53  
قديم 18-12-2007, 10:14 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب


بقلم الأستاذ الدكتور خليل إبراهيم ملّا خاطر العزّامي
أستاذ الحديث وعلومه بجامعة طيبة بالمدينة المنورة
ومن علامات الساعة التي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: مقتل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لكن بعد توليه إمراة المؤمنين، وقد تحقق ذلك، فلم يقتل، ولم يمت حتى ولي إمرة المؤمنين، ثم قتل، على حسب الوصف الذي أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أن تخضب لحيته من جبهته رضي الله تعالى عنه.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر عنه رضي الله تعالى عنه أنه شهيد، عند وجوده معه صلى الله عليه وسلم على جبل حراء وكذا على جبل ثبير.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير [زاد في رواية : وسعد بن أبي وقاص].
فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اهدأ، فما عليك إلا نبيٌ، أو صِديقٌ، أو شهيدٌ) رواه مسلم[1].
وقد ورد نحو هذا الحديث عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم، وقد ذكرت رواياتهم في فضائل المدينة المنورة، ومختصره، وفي فضائل مكة المكرمة، ومختصره أيضاً. فانظرها.
وأما بخصوص إخباره رضي الله تعالى عنه بمقتله، وصفة قتله:
فعن أبي الأسود الدؤلي رحمه الله تعالى، عن علي رضي الله تعالى عنه قال : قال لي عبد الله بن سلام ـ وقد وضعت رجلي في الغرز، وأنا أريد العراق ـ [أين تريد ؟ قلت : العراق] قال : لا تأت أهل العراق، فإنك إن أتيتهم، أصابك ذباب السيف.
قال عليٌ: وأيم الله، لقد قالها لي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال أبو الأسود: فقلت في نفسي: ما رأيت كاليوم، رجلاً محارباً يحدث الناس بمثل هذا. رواه الحميدي وأبو يعلى والبزار وأبو نعيم وصححه ابن حبان والحاكم، وقال الهيثمي: رجال أبي يعلى رجال الصحيح، غير إسحاق بن أبي إسرائيل وهو ثقة مأمون[2].
ولما مرض رضي الله عنه وهو في ينبع عاده بعض الصحابة والتابعين، وطلبوا منه أن ينتقل إلى المدينة، حتى إذا حضر أجله وليه الصحابة رضي الله تعالى عنهم وصلّوا عليه، أما إذا مات في مكانه فلا يحضره إلا أعراب جهينة. فأجابهم رضي الله تعالى عنه بهذا الحديث.
فعن أبي سنان الدؤلي رحمه الله تعالى، أنه عاد علياً رضي الله عنه في شكوى له شكاها، قال: فقلت له : لقد تخوّفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه، فقال: لكني ـ والله ـ ما تخوّفت على نفسي منه، لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق يقول: (إنك ستُضرب ضربةً ههنا، ويكون صاحبها أشقاها، كما كان عاقرُ الناقة أشقى ثمود) رواه عبد بن حُميد والبخاري في تاريخه وابن أبي عاصم والطبراني وأبو يعلى، والحاكم وصححه، وحسنه الهيثمي[3].
ورواه أحمد وابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن سعد والخطيب البغدادي، عن عبد الله بن سبع، عن عليٍّ رضي الله تعالى عنه[4].
ورواه أحمد والبزار وابن أبي عاصم وأبو نعيم والحاكم وابن أبي شيبة والحارث، عن فضالة بن أبي فضالة، عن عليٍّ رضي الله عنه[5].
وزادوا في أوله: قال: عليٌ رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليَّ أني لا أموت حتى أؤمّر، تخضب هذه ـ يعني : لحيته ـ من هذه ـ يعني : هامته.
ورواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن سعد بإسناد صحيح، عن عبيد السَّلمانيُّ، عن عليٍّ رضي الله تعالى عنه موقوفاً. ومثله له حكم الرفع.
ورواه البزار وأبو يعلى ـ بإسناد حسن ـ عن ثعلبة بن يزيد، عن عليٍّ رضي الله تعالى عنه[6].
وقد ورد من طرق أخرى غيرها عن عليٍّ رضي الله تعالى عنه.
كما ورد عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم، كأنس وصهيب وجابر بن سمرة[7] وعمار، وأقتصر على رواية عمار رضي الله عنه.
فعنه رضي الله تعالى عنه قال: كنت أنا وعليٌّ رفيقين في غزوة ذي العُشيرة، فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام بها، رأينا ناساً من بني مدلج، يعملون في عين لهم في نخل، فقال لي عليٌّ : يا أبا اليقظان، هل لك أن نأتي هؤلاء، فننظر كيف يعملون؟ فجئناهم، فنظرنا إلى عملهم ساعة، ثم غشينا النوم، فانطلقت أنا وعليٌّ فاضطجعنا في صورٍ من النخل، في دقعاء من التراب، فنمنا، فوالله ما أهبَّنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرِّكنا برجله، وقد تترّبنا من تلك الدَّقعاء، فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليٍّ : (يا أبا تراب) لما يرى عليه من التراب، قال : (ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ ) قلنا: بلى يا رسول الله، قال : " أحيمرُ ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي على هذه " يعني: قرنه " حتى تُبلَّ منه هذه " يعني : لحيته. رواه أحمد والنسائي في فضائل علي والبخاري في تاريخه والبزار والطحاوي وابن أبي عاصم وأبو نعيم والدولابي، وصححه الحاكم وأقره الذهبي، وقال الهيثمي : رجاله موثقون[8]. فالحديث بمجموع طرقه صحيح، والله تعالى أعلم.
وجه الإعجاز : إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور غيبية تحدث بعد وفاته. المرجع: كتاب مختصر أشراط الساعة بقلم الأستاذ الدكتور خليل إبراهيم ملّا خاطر العّزامي أستاذ الحديث وعلومه بجامعة طيبة بالمدينة المنورة.


[1] صحيح مسلم : كتاب فضائل الصحابة: باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما، رقم ( 50).
[2] مسند الحميدي(1: 30) ومسند أبي يعلى ( 1: 381) والبحر الزخار ( 2: 295ـ 296) وكشف الأستار ( 3: 203ـ 204) وصحيح ابن حبان ( 15: 127) والمستدرك ( 3: 140) والآحاد والمثاني ( 1: 144) ومعرفة الصحابة (1: 84) ومجمع الزوائد ( 9: 138).
[3] مسند عبد بن حُميد ( 60 رقم 92) والتاريخ الكبير ( 8:320) والآحاد والمثاني ( 8:146) والطبقات الكبرى ( 1: 63، 64) ومسند أبي يعلى ( 1: 430ـ 431) والمستدرك (3: 113) ومجمع الزوائد ( 9:137) وإتحاف الخيرة المهرة ( 9: 284).
[4] مسند أحمد ( 1: 130، 156) ومصنف أبن أبي شيبة ( 14: 596) (15: 118) والطبقات الكبرى (3: 34) ومسند أبي يعلى ( 3: 443) وتاريخ بغداد ( 12: 75) ومجمع الزوائد ( 9: 137) وتهذيب الكمال ( 15:6).
[5] مسند أحمد ( 1:102) وبشرح الشيخ أحمد شاكر ( 2: 133ـ 134ـ 242) وفضائل الصحابة له ( 2: 694) والبحر الذاخر (3: 137) وكشف الأستار ( 3: 202ـ 203) ومعرفة الصحابة ( 1: 84) والمستدرك ( 3: 113) والآحاد والمثاني ( 1: 145) ودلائل النبوة (6: 438) ومجمع الزوائد ( 5: 185) = ( 9: 136ـ 137) وبغية الباحث ( 2: 905ـ 906) والمطالب العالية ( 4: 325) وإتحاف الخيرة المهرة ( 9: 285ـ 286).
[6] البحر الزخار ( 3: 92ـ 93) ومسند أبي يعلى ( 1: 442) وكشف الأستار ( 3: 203ـ 204ـ 205) ومجمع الزوائد ( 9: 137) .
[7] انظر : المستدرك (3: 139) ومجمع الزوائد (139ـ 137) ومسند أبي يعلى (1: 377ـ 378) وانظر الاستيعاب لابن عبد البر.
[8] مسند أحمد ( 4: 263ـ 264) وفضائل الصحابة له ( 2: 686ـ 688) والتاريخ الكبير ( 1: 71) وفضائل علي رضي الله عنه للنسائي ( 162ـ 163ـ رقم 153) والبحر الزخار ( 4: 254) وكشف الأستار (3: 202) وشرح مشكل الآثار ( 2: 281، 282) والآحاد والمثاني ( 1: 147) والكنى للدولابي (2: 163) والمستدرك (3: 140ـ 141) وحلية ( 1: 141) ودلائل النبوة له ( 2: 708 رقم 490) ودلائل النبوة للبيهقي ( 3: 12ـ 13) ومجمع الزوائد ( 9ك 136) وتاريخ الخلفاء ( 173) .
  #54  
قديم 18-12-2007, 10:16 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

خروج الخوارج وقتالهم في النهروان وحروراء


بقلم الأستاذ الدكتور خليل إبراهيم ملّا خاطر العزّامي
أستاذ الحديث وعلومه بجامعة طيبة بالمدينة المنورة
من علامات الساعة التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم خروج الخوارج في هذه الأمة، عند حدوث خلاف بين فئتين كبيرتين من المسلمين.
وهذا باب واسع جداً، كثرت فيه الأحاديث النبوية الشريفة، في الصحيحين وغيرهما، عن علي وجابر وابن مسعود وأبي ذر سعيد الخدري وغيرهم رضي الله عنهم، لأن الحديث فيه متواتر[1]حيث بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفهم وحالهم وعبادتهم وعلامتهم، ووقت ومكان خروجهم، والظرف الذي يخرجون فيه، ومآلهم، وأنهم شرُ الخلق.. فوقع ذلك كله طبق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم، والمشتكى إلى الله تعالى.
وأقتصر على ذكر بعض النصوص الشريفة، للتنبيه والإشارة، والله تعالى المستعان.
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقسم قسماً ـ أتاه ذو الخُويصرة ـ وهو رجل من بني تميم ـ فقال يا رسول الله أعدل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلك، ومن يعدل إن لم أعدل؟ قد خبت وخسرت إن لم أعدل).
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عنقه.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دعه، فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامه مع صيامهم، يقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرَّميَّة، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نصيَّه فلا يوجد فيه شيء (وهو القِدح)ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء سبق الفرث والدم. آيتهم رجل أسود، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة ـ أو مثل البضعةـ تدردر، يخرجون على حين فرقةٍ من الناس).
قال أبو سعيد رضي الله تعالى عنه: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشهد أن عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس، فوجد، فأُتي به، حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعت متفق عليه[2].
وما ذكره من حالات السهم، من النصل والرصافة والنضي والقذذ فكلها كناية عن سرعة اختراق السهم للجسد، بحيث لا يعلق به دم ولا فرث، وكذلك حال هؤلاء الخوارج، يمرقون بسرعة من الإسلام، فلا يعلقون منه بشيء والله تعالى أعلم.
وعن زيد بن وهبٍ الجهنيٍّ، أنه كان في الجيش الذي كان مع علي رضي الله عنه الذي سار إلى الخوارج، فقال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه: أيها الناس، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول : ( يخرج قومٌ من أمتي يقرؤون القرآن، ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرؤون القرآن، يحسبون أنه لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يرق السهم من الرمِيَّة لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضي لهم على لسان نبيهم صلى الله عليه وسلم، لا تَّكلوا عن العمل، وآية ذلك، أن فيهم رجلاً له عضدٌ، وليس له ذراعٌ، على رأس عضده مثل حلمة الثدي، عليه شعراتٌ بيضٌ..
الحديث بطوله، وفي آخره: فقال عليٌّ رضي الله عنه: التمسوا فيهم المُخدج، فالتمسوه فلم يجدوه، فقام عليٌّ رضي الله عنه بنفسه، حتى أتى أناساً قتل بعضهم على بعض، قال: أخرجوهم. فوجدوه مما يلي الأرض.
فكبّر، ثم قال : صدق الله، وبلغ رسوله.
قال: فقام إليه عبيدة السّلمانيُّ، فقال: يا أمير المؤمنين، آلله الذي لا إله إلا هو، لسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: إي، والله الذي لا إله إلا هو.
حتى استحلفه ثلاثاً، وهو يحلف له.رواه مسلم[3].
وللحديث طريق أخرى مروية عن عليٍّ رضي الله تعالى عنه.
ويلاحظ بيان هذه الآية التي ذكرها صلى الله عليه وسلم في هذين الحديثين ـ وهي مما لا يمكن أن تصدر بمحض البشرية، ولكنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي لا ينطق عن الهوى، إنما عن الوحي، حيث حدّد تلك العلامة، وهي ذلك الرجل، فكانت كما أخبر، صلوات الله تعالى وسلاماته عليه وعلى آله وصحبه .
وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( يخرج في هذه الأمة ( ولم يقل منها)قوم، تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، يقرؤون القرآن، لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين، كما يمرق السهم من الرمية..) الحديث بطوله، متفق عليه[4].وللحديث روايات أخرى.
ويلاحظ دقة قول أبي سعيد رضي الله تعالى عنه: ( يخرج في هذه الأمة (ولم يقل منها)قومٌ .. ) دلالة على أن هذه الفئة قد يكونون من غير هذه الأمة لكن ظهروا فيها، وإن كانوا منها فهم ليسوا على نهجها، أو سيرتها.. والله تعالى أعلم.
وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذي يتولى قتل هؤلاء الخوارج هو أولى الطائفتين إلى الحق.
فعن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قوماً يكونون في أمته، يخرجون في فرقة من الناس، سيماهم التحالق، قال: ( هم شر الخلق ـ أو من شر الخلق ـ يقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق) رواه مسلم[5].
وفي رواية له عنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق).
كما أخبر صلى الله عليه وسلم حال هذه الطائفة وأنهم شرار الخلق أو من شرار الخلق.
ويروي الحديث أكثر من عشرة من الصحابة رضي الله عنهم.
وقد مر حديث أبي سعيد رضي الله تعالى عنه، والذي فيد قوله صلى الله عليه وسلم ( .. هم شر الخلق ـ أو من شرِّ الخلق.. ) رواه مسلم.
وعن عبد الله بن الصامت، عن أبي ذرٍّ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن بعدي من أمتي ـ أو سيكون بعدي من أمتي ـ قومٌ يقرؤون القرآن، لا يجاوز حلاقيمهم، يخرجون من الدِّين كما يخرج السهم من الرميِّة، ثم لا يعودون فيه، هم شرُّ الخلق والخليقة).
قال ابن الصامت: فلقيت رافع بن عمرو الغفاريَّن أخا الحكم الغفاريَّ، قلت: ما حديثٌ، سمعته من أبي ذرٍّ، كذا وكذا؟ فذكرت له هذا الحديث.
فقال: وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه مسلم[6].
وعن أعليٍّ رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناساً ـ إني لأعرف صفتهم في هؤلاء : ( يقولون الحقَّ بألسنتهم، لا يجوز هذا منهم ( وأشار إلى حلقه) من أبغض خلق الله إليه، منهم أسود، إحدى يديه .. ) ثم ذكر نحو حديث السابق رواه مسلم[7].
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يراهم شرار خلق الله، وقال : إنهم انطلقوا إلى آيات الله نزلت في الكفار، فجعلوها على المؤمنين[8].
وكل ذلك قد حصل منهم ومن أتباعهم إلى يومنا هذا والمشتكى إلى الله تعالى.
وقد حدّد رسول الله صلى الله عليه وسلم مكان خروجهم، وهو من المشرق، فكان كما قال صلى الله عليه وسلم.
فعن سهل بن حُنيف رضي الله عنه ـ لما سئل: هل سمع النبيّ صلى الله عليه وسلم يذكر الخواج ـ قال : سمعته ـ وأشار بيده نحو المشرق ـ (قوم يقرؤون القرآن بألسنتهم، لا يعدو تراقيهم، يمرقون من الدّين كما يمرق السهم من الرمية).
وفي رواية عنه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يتيه قومٌ قبل المشرق محلّقة رؤوسهم) روهما مسلم[9].
وقد تكرر وصفهم بالتحليق، وذلك لأنه ليس من عادة العرب حلق رؤوسهم في ذلك الوقت، والله تعالى أعلم.
وسيأتي إن شاء الله تعالى في القسم الأخير ذكر خوارج آخر الزمان.
وجه الإعجاز : إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور غيبية تحدث بعد وفاته.
المرجع: كتاب مختصر أشراط الساعة بقلم الأستاذ الدكتور خليل إبراهيم ملّا خاطر العّزامي أستاذ الحديث وعلومه بجامعة طيبة بالمدينة المنورة.

[1] انظر : البدايةوالنهاية (7: 290ـ 307).
[2] صحيح البخاري : كتاب الأدب : باب ما جاء في قول الرجل : ويلك، وفي غيرهما. وصحيح مسلم: في الكتاب والباب السابقين، رقم (148).
[3] صحيح مسلم : في الكتاب والباب السابقين، رقم (156).
[4] صحيح البخاري: كتاب فضائل القرآن : باب من رايا بقراءة القرآن أو تأكَّل به أو فخر به، وفي غيرهما. وصحيح مسلم: في الكتاب والباب السابقين، رقم ( 147).
[5] صحيح مسلم : في الكتاب والباب السابقين، رقم ( 149).
[6] صحيح مسلم: كتاب الزكاة : باب الخوارج شر الخلق والخليقة، رقم (158).
[7] صحيح مسلم: كتاب الزكاة : باب التحريض على قتل الخوارج، رقم ( 157).
[8] رواه البخاري ـ تعليقاً ـ كتاب استتابة المرتدين: باب قتل الخوراج والملحدين بعد إ قامة الحجة عليهم، وانظر فتح الباري(12: 282 ـ 286).
[9] صحيح مسلم: في الكتاب والباب السابقين، رقم (159ـ 160).
  #55  
قديم 18-12-2007, 10:17 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

إخبار النبي عن معركة صفين


بقلم الأستاذ الدكتور خليل إبراهيم ملّا خاطر العزّامي
أستاذ الحديث وعلومه بجامعة طيبة بالمدينة المنورة
ومن علامات الساعة التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما وقع من قتال عظيم في معركة صفين، حيث قتل منهم مقتلة عظيمة، والمشتكى إلى الله تعالى، وكان أمر الله تعالى قدراً مقدوراً.
فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، تكون بينهما مقتلة عظيمة، دعوتهما واحدة ...) متفق عليه[1].
وهاتان الفئتان هما من المسلمين وهذا ما جاء مقيداً به في بعض رويات الحديث ويدل على ذلك أيضاً.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (يكون في أمتي فرقتان، فيخرج من بينهما مارقة، يلي قتلهم أولاهم بالحق) رواه مسلم[2].
وإذا قيد هاتين الفرقتين ـ في هذا الحديث ـ بأنهما من هذه الأمة، فقد قيدهما أيضاً بأنهما من المسلمين.
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين، يقتلهما أولى الطائفتين بالحق ) رواه مسلم[3].
والمراد بالمارقة ـ والله تعالى أعلم ـ خروج طائفة الخوارج، عند وجود الاختلاف بين الطائفتين من المسلمين، يقتل تلك المارقة من هو أولى هذه الأمة بالحق.
وهذا ما حصل فعلاً، حيث مرق الخوارج بعد معركة صفين، حين طلب أهل الشام النزول إلى حكم القرآن، فقتلهم سيدنا عليٌّ رضي الله عنه في النهروان وحروراء، كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى في الفقرة التالية، والله تعالى أعلم.
وجه الإعجاز الغيبي : هو الأخبار عن حوادث سوف تحدث في المستقبل بعد وفاته.

المرجع: كتاب مختصر أشراط الساعة بقلم الأستاذ الدكتور خليل إبراهيم ملّا خاطر العّزامي أستاذ الحديث وعلومه بجامعة طيبة بالمدينة المنورة.

[1] صحيح البخاري: كتاب الفتن : باب (25) حدثنا مسدّد، وفي غيرها. وصحيح مسلم: كتاب الفتن: باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، رقم (17).
[2] صحيح مسلم: كتاب الزكاة: باب ذكر الخوارج وصفاتهم، رقم (150ـ 154).
[3] صحيح مسلم: في الكتاب والباب السابقين، رقم (150).
  #56  
قديم 18-12-2007, 10:19 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

إخبار النبي عن معركة الجمل


بقلم الأستاذ الدكتور خليل إبراهيم ملّا خاطر العزّامي
أستاذ الحديث وعلومه بجامعة طيبة بالمدينة المنورة
ومن علامات الساعة التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم: معركة الجمل، وما حصل فيها من قتلى كثير، مع الإشارة فيها إلى ولاية عليٍّ بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
فعن أبي رافع رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه : ( إنه سيكون بينك وبين عائشة أمرٌ ) قال : أنا يا رسول الله ؟ قال : نعم قال : أنا ؟ قال نعم قال : فأنا أشقاهم يا رسول الله ؟ قال : لا ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها ).رواه أحمد الطحاوي والبزاري والطبراني، ورجاله ثقات، كما قال الحافظ الهيثمي، وحسنه الحافظ ابن حجر[1].
وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى طرفي النزاع ـ وهما علي وعائشة رضي الله عنهما ـ فإنه صلى الله عليه وسلم قد ذكر العلامة التي ستكون عند ظهور هذا الخلاف، كما أشار إلى الظرف الذي ستكون عليه الأحوال.
فعن السيدة عائشة رضي الله عنها ـ لما أتت على الحوأب، وسمعت نباح الكلاب ـ قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنا : ( أيتكن تبنح عليها كلاب الحوأب[2].. )الحديث بطوله، رواه أحمد وابن شيبة وأبو يعلى والبزار، وصححه ابن حبان والحاكم، والحافظ ابن حجر أيضاً.
وابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنسائه : (ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب، تخرج فينبحها كلاب الحوأب، يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير، ثم تنجو بعدها كادت). رواه البزار والطحاوي، برجال ثقات، كما قال الحافظان الهيثمي وابن حجر.
ولقد حدث ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم :
فعن قيس بن أبي حازم قال : لما أقبلت عائشة فنزلت بعض مياه بني عامر نبحت عليها الكلاب فقالت : أي ماء هذا ؟ قالوا : الحَوأب قالت ما أظنني إلا راجعة, فقال لها بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم , فقالت : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا ذات يوم : كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب[3].
وجه الإعجاز :إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور غيبية تحدث بعد وفاته.
المرجع:كتاب مختصر أشراط الساعة بقلم الأستاذ الدكتور خليل إبراهيم ملّا خاطر العّزامي أستاذ الحديث وعلومه بجامعة طيبة بالمدينة المنورة.

[1] مسند أحمد (6: 393) وشرح مشكل الآثار (14: 267ـ 268 من طريقين ) والمعجم الكبير (1: 314) وكشف الأستار (4: 93ـ 94) ومجمع الزوائد (7: 234) وفتح الباري (13 : 55).
[2] الحوأب : موضع في طريق البصرة محاذي البقرة ، وهو من مياه أبي بكر بن كلاب ، وقال نصر : الحوأب من مياه العرب على طريق البصرة ، وقيل : سمي الحوأب بالحوأب بنت كلب بن وبرة ، وقال أبو منصور : الحوأب موضع بئر نبحت كلابه عائشة عند مقبلها إلى البصرة. وروى أبو مخنف بسنده عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال يوماً لنسائه ، وهنّ عنده جميعاً : ليت شعري أيتكنّ صاحبة الجمل الاَدبب تنبحها كلاب الحوأب ، يُقتل عن يمينها وشمالها قتلى كثيرة ، كلهم في النار ، وتنجو بعدما كادت !
[3] وأخرج هذا أحمد وأبو يعلى والبزار وصححه ابن حبان والحاكم وسنده على شرط الصحيح .
  #57  
قديم 18-12-2007, 10:20 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

مقتل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه مظلوماً


بقلم الدكتور خليل إبراهيم ملّا خاطر العزّاوي
أستاذ الحديث وعلومه بجامعة طيبة بالمدينة المنورة
ومن علامات الساعة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم : مقتل أمير المؤمنين، سيدنا عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه ظلماً.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحداً، ومعه أبو بكر، وعمر، وعثمان، فرجف بهم، فضربه برجله، وقال : (أثبت أحد، فإنما عليك نبي، وصِدّيق، وشهيدان) رواه البخاري[1] ويضاف إلى ذلك أيضاً:
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تقتلوا إمامكم، وتجتلدوا بأسيافكم، ويرث دنياكم شراركم) رواه الطيالسي والترمذي ـ وحسنه ـ وابن ماجه والبيهقي[2].
وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عثمان رضي الله عنه يقتل ـ حين يقتل ـ وهو مظلوم.
فعن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، أي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة، فمر رجلٌ، فقال : ( يقتل فيها هذا المقنع يومئذٍ مظلوماً) قال: فنظرت فإذا هو عثمان بن عفان . رواه أحمد، والترمذي وحسنه[3].
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قد عهد إلى عثمان رضي الله عنه، وأن الله تعالى سيقمِّصه قميصاً، يعني: الخلافة ـ فلا ينزعه، ولا يتنازل عنه، إذا ما نوزع من قبل الظلمة.
كما في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها، عند أحمد وابن أبي شيبة، والترمذي وابن ماجة وابن حبان والحاكم وصححوه، في آخرين[4].
وعن عثمان رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليّ عهداً، وأنا صابرٌ عليه. رواه أحمد وإسحاق وابن أبي شيبة وابن سعد، والترمذي والحاكم وابن حبان وصححوه، وابن ماجه، في آخرين[5].
وكيف لا، وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، في قصة بشارته صلى الله عليه وسلم للأسياد الثلاثة يوم بئر أريس، بأنه رضي الله تعالى عنه ستصيبة بلوى، وعليه الصبرـ وفيه قوله صلى الله عليه وسلم لأبي موسى : (ائذن له ـ أي لعثمان رضي الله تعالى عنه ـ وبشره بالجنة على بلوى تصيبه) متفق عليه.
وقد أصابته رضي الله عنه، فصبر، فنال ما نال من الأجر والشهادة والتكريم، رضي الله تعالى عنه وعن سائر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[1] صحيح البخاري: كتاب فضائل الصحابة: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لو كنت متخذاً خليلاً .." وباب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، وباب مناقب عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه.
[2] مسند أحمد (5 : 389) ومسند الطيالسي (59 رقم 439) وسنن الترمذي: كتاب الفتن : باب ما جاء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، رقم ( 21170) وسنن ابن ماجة : كتاب الفتن : باب أشراط الساعة، رقم (4043) ودلائل النبوة (6: 391، 392) وشرح السنة (14: 345) والسنن الواردة في الفتن للداني، رقم (69، 487).
[3] مسند أحمد (2: 115) وسنن الترمذي : كتاب المناقب: باب في مناقب عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه، رقم (3708) وانظر تحفة الأحوزي (10:203) وشرح الشيخ أحمد شاكر على مسند أحمد، رقم ( 5953) فقد نقلاً تصحيح الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى له.
[4] مسند أحمد (6: 75،86، 86، 114، 149) وفضائل الصحابة له (1، 500ـ 501) ومصنف ابن أبي شبية (12: 48، 49) وسنن الترمذي، كتاب المناقب: باب في مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، رقم (3705) وسنن ابن ماجة:المقدمة : باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم (112) وتاريخ المدينة ( 3: 558، 562) ومصباح الزجاجة ( 1:18) وانظر : مسند أحمد (6: 263) وفضائل الصحابة (511) وكتاب السنة (2:588) وتاريخ المدينة (3: 1069ـ 1070) ومجمع الزوائد (9:89،90).
[5] مسند أحمد (1: 58ـ 69) وفضائل الصحابة له (1:494ـ 495) ومصنف ابن أبي شيبة (12: 44ـ 45) ومسند إسحاق (3: 1026ـ 1027) والطبقات الكبرى (3: 66 ـ67) وسنن الترمذي: في الكتاب والباب السابقين، رقم ( 3711) وسنن ابن ماجة : في المقدمة والباب السابق، رقم ( 113) وتاريخ المدينة (3: 107) وكتاب السنة( 2: 560، 561) والمستدرك (3: 99) وصحيح ابن ماجة (15: 356ـ 357) ومصباح الزجاجة (1: 19).
  #58  
قديم 18-12-2007, 10:22 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

إخبار النبي عن قتل أمير المؤمنين عمر

بن الخطاب رضي الله عنه

بقلم الدكتور خليل إبراهيم ملّا خاطر العزّاوي
أستاذ الحديث وعلومه بجامعة طيبة بالمدينة المنورة
ومن علامات الساعة التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
‏حدثنا ‏ ‏عمر بن حفص بن غياث ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الأعمش ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شقيق ‏ ‏سمعت ‏ ‏حذيفة ‏ ‏يقول ‏ ‏بينا نحن جلوس عند ‏عمر ‏إذ قال أيكم يحفظ قول النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏في الفتنة قال ‏‏فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال ليس عن هذا أسألك ولكن التي تموج كموج البحر قال ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا قال ‏‏عمر ‏أيكسر الباب أم يفتح قال بل يكسر قال ‏عمر ‏‏إذا لا يغلق أبدا قلت أجل قلنا ‏ ‏لحذيفة ‏ ‏أكان ‏عمر ‏يعلم الباب قال نعم كما يعلم أن دون غد ليلة وذلك أني حدثته حديثا ليس بالأغاليط ‏ ‏فهبنا ‏أن نسأله من الباب فأمرنا ‏‏مسروقا ‏ ‏فسأله فقال من الباب قال ‏‏عمر [1].
ولهذا اشتُهر عمر رضي الله تعالى عنه عند بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم بقفل الفتنة ـ كما في حديث أبي ذر وعثمان بن مظعون رضي الله تعالى عنهما[2].
ولهذا لم تظهر الفتن في زمنه رضي الله تعالى عنه، لأن وجوده كان باباً مانعاً من ظهورها، فهو باب موصد بإحكام، فلما قتل رضي الله تعالى عنه، ونال الشهادة: انكسر الباب، وظهرت الفتن، ثم تمادت وانتشرت، وما زالت في ازدياد إلى يومنا هذا.
وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه، وسماه شهيداً، وهو حي، كما ورد في قصص ارتجاف جبال أحد، وحراء، وثبير. وأذكر بعض الأحاديث في ذلك، وأشير إلى الباقي.
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحداً، ومعه أبو بكر، وعمر، وعثمان، فرجف بهم، فضربه برجله، وقال : (أثبت أحد، فإنما عليك نبي، وصِدّيق، وشهيدان) رواه البخاري[3].
وقد ورد نحو هذا عن عدد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم، كما أوضحت ذلك في (فضائل المدينة المنورة) و (مكانة الحرمين الشريفين) و(محبة النبي صلى الله عليه وسلم وطاعته بين الإنسان والجماد) وغيرها.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء، هو وأبو بكر وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة والزبير [زاد في رواية:وسعد بن أبي وقاص] فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أهدأ، فما عليك إلا نبيٌ، أو صدِّيق، أو شهيدٌ) رواه مسلم[4].
وقد ورد ذلك عن عدد من الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
وكذا ورد عند ارتجاف جبل ثبير، كما ورد في حديث سيدنا عثمان رضي الله تعالى عنه.
وقد ذكرت روايات ارتجاف حراء وثبير في الكتب الثلاثة، إضافة لـ (فضائل مكة المكرمة ) ومختصره، فانظرها إن شئت.
ففي هذه الأحاديث الشريفة:إخباره صلى الله عليه وسلم عن مقتل هؤلاء الأخيار، وأنهم شهداء.
وقد قتلوا جميعاً فعلاًن باستثناء سعد رضي الله تعالى عنه، ولكن يحشر معهم، والله أعلم.
وجه الإعجاز:إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن استشهاد عمر بن الخطاب وهذا من نبأ الغيب الذي يقدر عليها أحد إلا الأنبياء.

[1] صحيح البخاري: كتاب مواقيت الصلاة : باب الصلاة كفارة، وفي غيرهما . وصحيح مسلم: كتاب الإيمان : باب بيان أن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً، وأنه يأرز بين المسجدين، رقم (231)، وكتاب الفتن: باب في الفتنة التي تموج كموج البحر، رقم (26ـ 27).
[2] انظر: فتح الباري (7: 606) فقد عزا حديث أبي ذر رضي الله تعالى عنه للطبراني برجال ثقات، وحديث عثمان بن مظعون رضي الله تعالى عنه للبزار.
[3] صحيح البخاري: كتاب فضائل الصحابة: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لو كنت متخذاً خليلاً .." وباب مناقب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، وباب مناقب عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه.
[4] صحيح مسلم: كتاب فضائل الصحابة: باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما، رقم (50).
  #59  
قديم 18-12-2007, 10:23 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

الإخبار عن وجود معركة في المدينة


تغرق أحجار الزيت بالدماء منها
بقلم الدكتور خليل إبراهيم ملّا خاطر العزّاوي
أستاذ الحديث وعلومه بجامعة طيبة بالمدينة المنورة
من علامات الساعة التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وظهرت وانتهت: وجود معركة بين المسلمين في المدينة المنورة، بحيث إن أحجار الزيت تغرق بالدماء، من كثرة من يقتل في تلك المعركة.
فعن أبي ذرٍّ الغفاريٍّ رضيا لله عنه قال : ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حماراً، وأردفني خلفه، وقال : " يا أبا ذر، أرأيت إن أصاب الناس جوعٌ شديد، لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك، كيف تصنع ؟ " قال : الله ورسوله أعلم. قال : " تعفّف " قال : " يا أبا ذر ، أرأيت إن أصاب الناس موتٌ شديدٌ، يكون البيت فيه بالعبد، (يعني : القبر) ـ كيف تصنع؟ " قلت : الله ورسوله أعلم. قال : " أصبر " قال : " يا أبا ذر، أرأيت إن قتل الناس بعضهم بعضاً حتى تغرق حجارة الزيت من الدماء كيف تصنع؟ " قلت : الله ورسوله أعلم. قال " أقعد في بيتك، وأغلق عليك بابك " قال : فإن لم أترك ؟ قال : " فأت من أنت منهم فكن فيهم " قال : فآخذ سلاحي؟ قال : " إذاً تشاركهم فيما هم فيه، ولكن إن خشيت أن يروعك شعاع السيف فألق طرف ردائك على وجهك حتى يبوء بإثمه وإثمك " ) رواه أحمد وعبد الرزاق وابن أبي شيبة والطيالسي وأبو داود وابن ماجة وأبو نعيم والبغوي والبيهقي ـ بإسناد صحيح ـ وصححه ابن حبان والحاكم .
في هذا الحديث الشريف عدة أمور غيبيية، ويهمنا ما يلي:
1. إخباره صلى الله عليه وسلم عن الجوع الشديد في المدينة، وقد وقع ذلك في عام الرماد، سنة ثماني عشرة من الهجرة، في زمن سيدنا عمر رضي الله عنه، واستمر تسعة أشهر، ومات فيه خلق كثير، حتى استسقى عمر رضي الله عنه بالناس، نتيجة رؤيا رآها أحد بني مزينة[1] رضي الله عنه كما تكرر ذلك في غيره، وآخرها في قصة خروج أهل المدينة ـ كما يأتي بيانه.
2. إخباره صلى الله عليه وسلم عن الموت الشديد، وقد حصل هذا في طاعون عمواس، أسأله تعالى أن يقي المسلمين مصارع السوء.
وقد أدرك أبو ذر رضي الله عنه هاذين الأمرين لأنه توفي سنة اثنتين وثلاثين، في خلافة عثمان رضي الله تعالى عنه.
3. إخباره صلى الله عليه وسلم عن القتال الذي يقع في المدينة، حتى تغرق حجارة الزيت من الدماء التي ستراق فيها، وقد حصل هذا، كما سأبينه إن شاء الله تعالى بعد قليل.
4. إخباره صلى الله عليه وسلم عن حال المسلم إذا أدرك الفتن، بحيث إنه لا يشارك فيها، ولا يكون سعيرها وموقدها، إنما عليه الاعتزال، حتى تنقشع الغمة، وتزول الفتنة، أسأل الله تعالى أن يقي المسلمين الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
قلت وأحجار الزيت في المدينة موضعان[2]، وإن خفي الثاني على كثير من المحدثين:
الأول : عند الزوراء، بجوار مشهد مالك بن سنان رضي الله تعالى عنه، وهو موضع استسقاء النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في حديث عُمير مولى أبي اللحم رضي الله تعالى عنهما، الذي رواه أحمد والثلاثة، وصححه ابن حبان والحاكم.. في آخرين.
وقد دخل هذا الموضع في توسعة المسجد النبوي الشريف، من الجهة الغربية.
وقد حصل في هذا الموضع مقتل محمد بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم المعروف بالنفس الزكية:
قال الإمام الذهبي[3] رحمه الله تعالى في السير : كان مصرع محمد عند أحجار الزيت، في رابع عشر رمضان، سنة خمس. قلت : يعني وأربعين ومائة، زمن المنصور، وقد قتل خلق كثير.
وأما الثاني : فهو في الحرة الشرقية من المدينة، عند منازل بني عبد الأشهل، وقد كان عندها معركة الحرة المشؤومة المشهورة، وكان ذلك لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وستين من الهجرة، في زمن يزيد بن معاوية، وبقيادة المسرف مسلم بن عقبة المري عامله الله تعالى بعدله، وقد قتل فيها عدد كبير من الصحابة والتابعين رحمهم الله تعالى ورضي عنهم. وقد كتب عنها الكثير، لكن أكثره لا يسلم من الكذب المجازفات والأغاليط والافتراءات، والله المستعان.
فأي الموضعين هو المقصود بهذه المعجزة ؟ وهل كلاهما ؟ كله ممكن.
وهذا الأمر ـ بحالتيه ـ لم يدركه أبو ذر رضي الله تعالى عنه، لأنهما حصلتا بعد موته بدهر، والله تعالى أعلم.
المصدر: نقلاً عن كتاب مختصر أشراط الساعة بقلم الدكتور خليل إبراهيم ملّا خاطر العزّاوي أستاذ الحديث وعلومه بجامعة طيبة بالمدينة المنورة

[1] انظر تاريخ الطبري (4:96ـ 101) والكامل في التاريخ (2: 555ـ 558) والبداية والنهاية (7: 90ـ 92) .
[2] انظر على سبيل الامتثال : وفاء الوفاء (1121ـ 1123).
[3] سير أعلام النبلاء (6: 218).
  #60  
قديم 18-12-2007, 10:24 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

الإخبار عن حدوث الطاعون في بلاد الشام


ومن علامات الساعة التي أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم : حصول الموت الكثير، وهو الطاذعون، وقد حصل ذلك في بلاد الشام، والذي عُرف بطاعون (عمواس) نسبة إلى البلد الذي بدأ فيه، ثم انتشر منه.
وعمواس: قرية جليلة من قرى الشام ـ في فلسطين ـ بين الرملة وبيت المقدس، على ستة أميال من الرملة على طريق بيت المقدس[1].
وقد كان الطاعون قد ابتدأ بها، في زمن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، ثم فشا في بلاد الشام.
وقد اختلف في سنته، فقيل سنة (17) في العام الذي ذهب عمر رضي الله عنه إلى الشام، وسمع به قد وقع، فلما أخبره عبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه بالحديث رجع، وهذا ما صححه الحافظ رحمه الله تعالى، وقيل: (سنة 18) وهذا ما ذكره عامة المؤرخين، كخليفة والطبري وابن زبر وابن الأثير وابن كثير رحمهم الله تعالى[2].
وقد مات في هذا الطاعون خمسة وعشرون ألفاً من الصحابة وغيرهم رضي الله تعالى عنهم ورحمهم. وقيل: بل مات ثلاثون ألفاً.
وقال الإمام القسطلاني رحمه الله تعالى: مات منه سبعون ألفاً في ثلاثة أيام هـ.
لوحة مرسومة تمثل مدينة عمواس القديمة

وممن مات من كرام الصحابة فيه، أبو عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل ابن حسنة، والحارث بن هشام، والفضل بن العباس ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وأبو مالك الأشعري، وسهيل بن عمرو، وابنه أبو جندل، وعتبة بن سهيل، وعامر بن غيلان الثقفي.. رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم وقد فعل.
وقد وقعت طواعين كثيرة غير هذا[3].
فعن عوف بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبةٍ من أدمٍ فقال : ( أعدد ستاً بين يدي الساعة، موتي ثم فتحُ بيت المقدس، ثم مُوتان يأخذ فيكم كقُعاص الغنم.. ) الحديث بطوله، رواه البخاري [4].
ويلاحظ قول النبي صلى الله عليه وسلم : " فيكم " إذ فيه إشارة إلى أن هذا الموت سيكون في جيل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، وقد حصل ذلك فعلاً.
وقد حدّث عوف بن مالك رضي الله تعالى عنه عام عمواس بهذا الحديث معاذ بن جبيل رضي الله عنه قبل موته به، وأنه قد تحقق ثلاثة مما ذكره، كما رواه الحاكم وصححه وأقره الذهبي [5] والله تعالى أعلم .
المرجع:
كتاب مختصر أشراط الساعة تأليف الأستاذ الدكتور خليل إبراهيم ملّا خاطر العزّامي أستاذ الحديث وعلومه بجامعة طيبة بالمدينة المنورة

[1] انظر معجم البلدان (4ـ 157، 158) ومعجم ما استعجم (7971) ومراصد الإطلاع (2: 962ـ 963) .
[2] انظر : تاريخ خليفة بن خياط (138) وتاريخ مولد العلماء ووفياتهم (1: 102ـ 105) وتاريخ الطبري (4: 57ـ 60) والكامل في التاريخ (2: 558) والبداية والنهاية (7: 77ـ 78) وبذل الماعون في فضل الطاعون (222).
[3] انظر بذل الماعون، وكتاب الإشاعة (127ـ 140) فقد ذكر كل منهما ما وقع إلى زمانه.
[4] صحيح البخاري : كتاب الجزية : باب ما يحذر من الغدر.
[5] انظر المستدرك (4: 422ـ 423) .
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 19 ( الأعضاء 0 والزوار 19)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 148.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 143.17 كيلو بايت... تم توفير 5.82 كيلو بايت...بمعدل (3.91%)]