هل لك من خبيئة؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3952 - عددالزوار : 390851 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4419 - عددالزوار : 856257 )           »          حق الجار والضيف وفضل الصمت.محاضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          حبل الله قبل كلّ سبب وفوقه .! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          اضربوا لي معكم بسهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          ونَزَعْنا ما في صدورهم من غِلٍّ إخواناً على سُرُر متقابلين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          أنت وصديقاتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          التشجيع القوة الدافعة إلى الإمام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          شجاعة السلطان عبد الحميد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          نظرات في مشكلات الشباب ومحاولة الحل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-10-2020, 05:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي هل لك من خبيئة؟

هل لك من خبيئة؟


الرهواني محمد






الخطبة الأولى
معاشر أمة النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم:
كلنا إلى الله سائرون، وإلى لقائه ذاهبون، وبين يديه يوم الحشر موقوفون: ﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ﴾ [الصافات: 24]، أي في ذلك اليوم العصيب يوم تبلى السرائر، وتكشف الخبايا.

فلمثل هذا اليوم تأملوا هذا الحديث النبوي العظيم، لنعش أحداثه الآن ونبحث لنا عن مخرج قبل أن نعيشها واقعاً فنَصيح في خوف ورعب وذهول: أَيْنَ الْمَفَرّ؟ تخيلوا هذا الموقف المهول حيث يقول سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا سَيُكَلِّمُهُ رَبُّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ منه، فلا يرى إلا ما قدم، وينطر أشأم مِنْهُ، فَلَا يَرَى إِلَّا مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلَا يَرَى إِلَّا النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لم يجد فبكلمة طيبة).

الكل في ذهول ورعب! الرجال والنساء والأطفال قد اشتعلت رؤوسهم شيباً، حفاة عراة غرلا، القوي والضعيف الكبير والصغير، الغني والفقير العزيز والذليل الحاكم والمحكم.
تلتفت يمينا وشمالا وبين يديك فلا ترى إلا ما قدمت يا عبد الله ويا أمة اللهث.

في ذلك اليوم، لا ينفعك أخوك ولا أمك ولا أبوك، ولا من في الأرض جميعاً من ذلك الهول ينجيك!! قال ربنا: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89].

وقد تسألون معاشر العباد، فما الحل؟! وكيف الخلاص؟
الحل والخلاص.. وصية.. توجيه نبوي فيه الحل والخلاص.
فما دمت أيها العبد في هذه الحياة الدنيا فحاول أن تعمل بهذه الوصية النبوية وستجد فيها الحل والخلاص من هول ذلك اليوم وصعوبته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلممن استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل).

فالحل إذن هو العمل الصالح الذي تخفيه عن أنظار الخلق، وترفعه إلى رب المخلوقين الذي يعلم السر وأخفى سبحانه وتعالى. وهذا ما يسمى بالخبيئة.. فالخبيئة هي طاعة.. عبادة يقوم بها العبد ولا يعلم بها أحدٌ إلا الله. فكل ما لا يعلم به أحد من طاعاتك ولا تخبر به أحدًا ولا يعلمه إلا الله، فهو خبيئة أي عمل في السر، سترته وخبأته عن أعين الناس.

وأنا اسألك أخي المسلم وأختي المسلمة: هل لك خبيئة؟ أو هل لك عمل صالح خفي تتعبد به لله وترجو به الخلاص ولا يعلمه أحد من الناس؟
فالخبيئة قد تكون ركعاتٍ لا يعلم بها أحد، أو صيامُ أيام لا يعلم به أحد، أو تلاوةٍ وختمات للقرآن، أو استغفار بالأسحار، أو دمعةٍ في خلوة من خشية الجبار، أو صدقةٍ في السر فلم تعلم شمالك ما أنفقت يمينك، أو إصلاح في السر بين الناس، أو صلاة بالليل والناس نيام.

فعبادة السر وطاعة الخفاء زينة العبد في خلوته وزادُه من دنياه لآخرته، بها تُفرَّج الكربات، وتسموا الدرجات، وتُكفر السيئات.
عبادة السر وطاعة الخفاء، لا تَخرج إلا من قلب كريم قد ملأ حبُّ الله سويداءَه، وعمَّرت الرغبةُ فيما عند الله أرجاءَه، فأنكر نفسه وأخفى عمله وتجرد لله يُريد قبَوله ومحبته ورضاه.

عبادة السر وطاعة الخفاء، دليل الصدق، وعُنوان الإخلاص، وعلامة المحبة وأثر الإيمان، وهي من أعظم ما يتقرب بها العبد إلى ربه، ويدخرها لنفسه في يوم أحوج ما يكون فيه إلى ما يَكسي عورته ويُطفئ ظمأه ويجعله تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ظل إلا ظله.

العبادة الخفية، والعمل الصالح أيها العبد الصالح في السر كنز من كنوز الحسنات، فلا تغفل عنها، واعقد العزم من الآن على أن تكون لك خبيئةٌ من عمل صالح بحول الله وقوته.

وقد يطول بنا الحديث أيها العباد إن تكلمنا عن نماذج من السلف الصالح الذين كانت لهم أعمال خفية لا يعلمها إلا الله.
فقد جاء في كتب السير، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يتعاهد عجوزاً كبيرة عمياء في بعض حواشي المدينة من الليل، فيستقي لها، ويقوم بأمرها، فكان إذا جاء وجد غيره قد سبقه إليها، فأصلح ما أرادت، فجاءها غير مرة حتى لا يُسبق إليها، فرصد عمر ذلك الفاعل، فإذا هو أبو بكر الصديق الذي يأتيها وهو يومئذ خليفة، فقال عمر: أنت هو لَعمري.

وهذا داود بن أبي هند يصوم أربعين سنة لا يعلم به أهله، كان له دكان يأخذ طعامه في الصباح فيتصدق به، فإذا جاء الغداء أخذ غداءه فتصدق به، فإذا جاء العشاء تعشى مع أهله، وكان رحمه الله يقوم الليل أكثر من عشرين سنة، ولم تعلم به زوجته، زوجته تنام بجنبه وينام بجنبها، ومع ذلك يقوم عشرين سنة أو أكثر ولم تعلم به، فأي إخفاء للعمل كهذا! وأي إخلاص كهذا.

فانظروا رحمكم الله كيف ربّوا أنفسهم وحملوها على إخفاء الأعمال الصالحة.. فبها استحقوا أن يمدحهم الله في كتابه: ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [المائدة: 119].


الخطبة الثانية
خلاصة الكلام ومقصوده أن تكون أيا العبد - وكلنا ذلك العبد - من هؤلاء الذين بينهم وبين ربهم أسرار وأسرار، فأخف عملك عن الناس ما استطعت فإن الله يحب العبد التقي الغني الخفي الذي لا يحب الظهور.

كن من الجنود المجهولين الذين يُعرفون في السماء ولا يُعرفون في الأرض.
كن من هؤلاء الذين أحبوا ربهم فأحبهم، وعرفوه فعرفهم، ودعوه فأجابهمكم من أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ له لو أَقْسَمَ على اللهِ لَأَبَرَّه).

كن من الراكعين الساجدين في ظلمة الليل.. كن من الذين يسعون ويعملون في صمت وبعيدا عن الأضواء والضوضاء في حاجة الضعفاء والمساكين والأرامل والأيتام والمكروبين..

كن من الناصحين المخلصين.
اعزم نيتك لله من الآن وأخلص العزم على أن يكون لك عمل صالح تخفيه عن أعين الخلق.. عملٌ صالح مغلّف بالصدق، معطّر بالإخلاص، محاط بالكتمان، حتى لا تفقد جماله وصفاءه، وأجرَه وثوابَه، وحتى تلقى به ربك غداً، فيكون لك إلى الجنة هادياً، وعن الجحيم واقياً.


تاجر مع الله ولا تتوانى، ولا يغرنك جنون هذا العصر بشهوة النجومية واللهث وراء الشُّهرة! فالخبيئة تجارة مع الله أكيدة ورابحة، وما الربح وما الفوز إلا ربح وفوز الآخرة: ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾ [آل عمران: 185].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.01 كيلو بايت... تم توفير 1.90 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]