موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشوره - الصفحة 84 - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك (اخر مشاركة : رضا البطاوى - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4387 - عددالزوار : 836929 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3919 - عددالزوار : 379447 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 11942 - عددالزوار : 191303 )           »          سحور يوم 19 رمضان.. ساندوتشات فول مخبوزة خفيفة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          واتس اب بلس الذهبي (اخر مشاركة : whatsapp Girl - عددالردود : 2 - عددالزوار : 2671 )           »          الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 664 )           »          فقه الصيام - من كتاب المغنى-لابن قدامة المقدسى يوميا فى رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 951 )           »          دروس شَهْر رَمضان (ثلاثون درسا)---- تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 1105 )           »          أسرتي الرمضانية .. كيف أرعاها ؟.....تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 18 - عددالزوار : 857 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #831  
قديم 07-11-2013, 07:50 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

التربة والماء وأثرهمـا فـي إنبـات الطعـامد


د. خلاف الغالبي
لقد وردت الإشارة إلى كلمة الطعام ومشتقاتها في ثمانية وأربعين موضعًا من القرآن الكريم، لكن الحديث عن مراحل إخراج الطعام، جاءت في موضع واحد فقط، وذلك في قوله-تعالى- في سورة عبس: {فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَآءَ صَبٌّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقٌّا * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبٌّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا }، ويستخلص من هذه الآيات أن إيجاد الطعام يمر بثلاث مراحل هي: مرحلة صب الماء (المرحلة الأولى)؛ ثم مرحلة شق الأرض (المرحلة الثانية)؛ فمرحلة الإنبات (المرحلة الثالثة)، وهذه المرحلة تقتضي وجود طبقة سطحية تغطي الغلاف الصخري للأرض، تعتبر مهدًا للنباتات، وهي التربة.
دراسة معجمية ولغوية:
قبل تفصيل الحديث عن كيفية إيجاد الطعام، وما توصلت إليه مدارك الإنسان ومعارفه من معطيات علمية بهذا الخصوص، نرى أنه من المناسب استعراض معاني بعض مفردات الآيات السابقة من سورة عبس، أو التي لها علاقة بموضوع هذه الآيات:
  • الطعام: اسم جامع لكل ما يؤكل(1).
  • صب: جاء في لسان العرب، صَبُّ الماء: إراقته وسكبه(2)، وجاء في معجم مفردات ألفاظ القرآن، صب الماء إراقته من أعلى(3).
  • شق: الشق هو الخرم الواقع في الشيء(4)، ولذا جاء في لسان العرب (مادة شقق)، الشق: الصدع البائن، وقيل: غير البائن، وقيل: هو الصدع عامة، وفي التهذيب، الشق: الصدع في عود أو حائط أو زجاجة، وشق النبت يشق شقوقًا وذلك في أول ما تنفطر عنه الأرض(5). وجاء في تفسير (التحرير والتنوير)، (الشق: الإبعاد بين ما كان متصلاً، والمراد هنا شق سطح الأرض بخرق الماء فيه أو بآلة كالمحراث والمسحاة، أو بقوة حر الشمس في زمن الصيف لتتهيأ لقبول الأمطار في فصل الخريف والشتاء)(6).
  • التربة: في علم التربة (البيدولوجي = Pedology)، يطلق مصطلح تربة (Soil)، على الطبقة السطحية الهشة التي تغطي صخور القشرة الأرضية، وهي ناتجة عن تفتت الصخور وانحلالها، وانحلال بقايا المواد العضوية، وهي الطبقة الصالحة من الوجهة الحيوية والكيميائية والطبيعية لأن تكون مهداًللنبات، (عن: يوسف أحمد فوزي؛ 1987م، ومحسوب محمد صبري؛ 1996م). وجاء في قاموس مصطلحات الرسوبيات المصور أن التربة (مادة أرضية نتجت تحت تأثير عوامل التجوية الفيزيائية والكيميائية والحيوية في الصخور المعراة أو المكشوفة، وتدعم هذه المادة جذور النبات...).
من خلال هذا التعريف العلمي لكلمة تربة، يمكننا القول: إن النص القرآني الذي نحن بصدد دراسته، يبين وجود علاقة متينة بين تفتيت الصخور {ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقٌّا} وبين تكوين التربة الضرورية لعملية الإنبات {فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبٌّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا *..}. كما تشير الآيات إلى أن للماء دورًا في إضعاف الصخور وتهيئتها للتفتت والتفسخ (الشق)، حيث تؤكد هذه الآيات على أن مرحلة صب الماء سابقة لمرحلة شق الأرض.
يقول سيد قطب في تفسير قوله -تعالى: {ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقٌّا}: إن المراد بالشق هو شق الأرض والتربة بالماء للنفاذ إلى أسفل، أو شق التربة بالنبات شقاً - وهي معجزة يراها كل من يتأمل انبثاق النبتة من التربة - حيث تنفذ النبتة الرخية النحيلة في الأرض الثقيلة من فوقها، وتمتد إلى الهواء الخارجي بقدرة الخالق وبيده المدبرة التي تشق لها الأرض شقا.(أما حين تتقدم معارف الإنسان فقد يَعِنُّ له مَدًى آخر من التصور لهذا النص، وقد يكون شق الأرض لتصبح صالحة للنبات أقدم بكثير مما نتصور، إنه قد يكون ذلك التفتت في صخور القشرة الأرضية.. الذي أدى إلى وجود طبقة الطمي(7) الصالحة للزرع، وكان هذا أثراً من آثار الماء تالياً في تاريخه لصب الماء صَبٌّا، مما يتسق أكثر مع هذا التتابع الذي تشير إليه النصوص)(8).
هذا الأمر يدفعنا إلى تبيان وتوضيح المراحل التي يمر بها تكوين التربة في الطبيعة، وذلك بالحديث عن العمليات والظواهر الطبيعية التي تساهم في تشكيل هذا الجزيء الأرضي الشديد الحيوية والذي يغطي صخور القشرة الأرضية، مع إبراز دور الماء في مختلف هذه المراحل.
التجوية (Weathering/Altération):
وهي التفكك والتفتت والتلف الطبيعي والعطب الحتمي للصخور عند ملامستها لعناصر الطبيعة من ماء وهواء وكائنات حيوية، فهي إذن نوع من التلاؤم والتكيف الصخري مع عناصر بيئة جديدة، تطرأ عندما تنكشف الصخور على السطح، وهي مختلفة تماماً عن الظروف الطبيعية السائدة داخل أعماق القشرة الأرضية، حيث تكونت هذه الصخور.
إن عملية تجوية وحت الصخور من العلميات المهمة في تشكيل التربة الزراعية، منظر لصخور جبلية تم تجويتها بفعل العوامل الجوية من ماء ورياح
وتتم التجوية بواسطة مجموعة من العمليات، الميكانيكية والكيميائية والحيوية، بيد أنها تصنف عادة إلى نوعين رئيسين هما: التجوية الميكانيكية والتجوية الكيميائية.
التجوية الميكانيكية (Mechanical or Physical Weathering):
هي تفكك الكتل الصخرية إلى أجزاء صخرية صغيرة، بواسطة مجموعة من العمليات الميكانيكية، دون أن يطرأ أي تغيير على التركيبة المعدنية، ولا الكيميائية للصخور المجواة: فلا ينضاف إلى الصخور ولا ينتزع منها أي عنصر كيميائي (و.ك.هامبلن / ;W.K.Hamblinإ.هـ.كريسيانسن/ ;E.H.Christiansen 2001).
من أهم أنواع التجوية الميكانيكية نذكر العمليات التالية: الانفراط (Granular Disintegration)، التفلق (Joint-block Separation)، التقشر (Exfoliation)، والتشظي (Splitting)...
أما وسائل التجوية الميكانيكية الأكثر شيوعًا فتتجلى في:
1- التفاوت الحراري (Temperature Change) بين درجة الحرارة بالليل ودرجة الحرارة بالنهار (أو بين درجة الحرارة في الموسم البارد أو الرطب، ودرجة الحرارة في الموسم الجاف أو الحار)، والذي ينتج عنه تعاقب الانكماش والتمدد بالنسبة للمعادن المكونة للمستويات السطحية للصخور، الأمر الذي يفضي إلى إضعاف الصخر وانفصال جزيئاته عنه (بحيري صلاح الدين؛ 1996، 1998م)، إلا أن فشل التجارب المخبرية التي أجريت من أجل إثبات تفكك الصخور بفعل التفاوت الحراري، دفع بعض الجيومورفولوجيين إلى عدم اعتبار هذا العامل (انظر روجيه كوك/ ;Roger Coque 1998م)، بالرغم من كون الشواهد الميدانية الكثيرة، تؤكد على فاعليته، بالمناطق المدارية وخصوصًا بالمناطق الصحراوية.
2 - فعل الصقيع (Frost Action): ويعرف أيضًا بالتجمند (م. ديرو، تعريب عبدالرحمن حميدة؛ 1997م)، ولا أحد يشك في فاعلية هذا العامل (انظر ر. كوك/ ;R.Coque 1998م)، بل ويرى البعض أنه أشد بأسًا أو على الأقل أوضح تأثيرًا من عامل التفاوت الحراري (بحيري صلاح الدين؛ 1996، 1998م)، وسنعود بشيء من التفصيل إلى هذا العامل في فقرة لاحقة.
بالإضافة إلى هذين العاملين، تلعب الحيوانات والنباتات أيضًا دورًا في التجوية الميكانيكية، حيث يؤدي تراكم فعل الحيوان والنبات، لفترات زمنية طويلة إلى الإسهام - بشكل فعال - في إضعاف وتفكيك الصخور، وبالتالي تهيئتها للتجوية الكيميائية.
التجوية الكيميائية (Chemical Weathering):
والمقصود هو تحلل معادن الصخور نتيجة للتفاعلات الكيميائية مع عناصر الغلاف الجوي والغلاف المائي (الهواء والماء)، وذلك بتدمير البنية الداخلية للمعادن، التي تحل محلها معادن جديدة متلائمة مع عناصر البيئة الجديدة، ونتيجة لذلك فإن التركيبة الكيميائية والمظهر الخارجي، للصخرة يتغيران.
وأبرز التفاعلات الكيميائية (أو عمليات التجوية الكيميائية) هي: التميؤ أو التحلل المائي (Hydrolysis)، الإذابة (Solution)، والأكسدة (Oxydation).
نواتج التجوية:
أ - وشاح الحطام (Regolith): يعتبر وشاح الحطام الناتج الأهم، والأكثر انتشاراً للتجوية، حيث يغطي كل النطاقات المناخية على سطح الأرض، وهو عبارة عن غلاف سطحي غير متصل (Discontunous) من الحطام الصخري المتآكل والمتحلل محليٌّا بفعل التجوية، هذا الوشاح يغطي الصخور الأصلية الصلبة والسليمة (الصخرة الأم =BedRock)، ويتراوح سُمْكُه من بضع سنتيمترات إلى مئات الأمتار بحسب: الظروف المناخية، ونوعية الصخور المجواة، وطول الفترة التي تعرضت فيها الصخور لفعل التجوية.
ب - التربة (Soil): وتمثل الجزء العلوي لوشاح الحطام، وهي تتكون من أجزاء صخرية دقيقة، ومعادن جديدة تكونت بفعل التجوية، بالإضافة إلى كميات متنوعة من المواد العضوية المتحللة، وهي عبارة عن تطور سطحي لوشاح الحطام نتيجة للتدخل المباشر للعوامل الحيوية (م.كامبي/ ,M.Campyج.ج.ماكير/ ;J.J.Macaire 1989م).
ب - 1- عمليات تكوين التربة: تتكون التربة نتيجة لمجموعة من العمليات الطبيعية والكيميائية والحيوية، تؤدي إلى تحوير الصخور الأصلية غير العضوية والخالية من مظاهر الحياة، إلى تربة زراعية نشيطة مليئة بالحياة، ومن أهم هذه العمليات نذكر: الغسيل (Leaching)، الإزالة (Eluviation)، الترسيب أو التراكم (Illuviation)، التكلس (Calcification)، التملح (Salinisation) وغيرها (يوسف أحمد فوزي؛ 1987م).
وتمتاز التربات الناضجة - التي تعرضت لفعل العناصر الطبيعية والكيميائية والحيوية لفترات زمنية كافية - بمقطع (Profile)، يشتمل على عدد من الآفاق (Horizons) المتفاوتة في سمكها وفي مكوناتها من مكان لآخر، وهي ثلاث طبقات من أعلى إلى أسفل: الأفق (HorizonA)A، الأفق (HorizonB) Bوالأفق (HorizonC)C. وترتكز هذه الآفاق الثلاثة على الصخر الأصلي الصلد، السليم (بحيري صلاح الدين؛ 1998م).
ب- 2 -عمر التربة: تعتبر عملية تكوين التربة، عملية طبيعية بطيئة للغاية، قد تحتاج إلى آلاف بل إلى ملايين السنين: فعملية تكوين تربة الكيرنوزيم (أو الشيرنوزيم = (Chernozemاستغرقت حوالي خمسة آلاف إلى عشرة آلاف سنة وتربة الرندزينا (Rendzinas) استغرقت أكثر من عشرة آلاف سنة، كما قدر عمر تربة اليوتيسول Utisolsبزمن يتراوح بين مائة وثلاثين ألف سنة ومليون سنة؛ بينما تكونت تربة السبودوسول Spodosolsشمال السويد في زمن حُسِبَ بحوالي ألف إلى ألف وخمسمائة سنة (انظر يوسف أحمد فوزي؛ 1987م).
أهمية الماء بالنسبة للتجوية وتكوين التربة {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَآءَ صَبٌّا}: حتى نبين قيمة الإشارة القرآنية في قوله- عز وجل: {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَآءَ صَبٌّا}، اخترنا أن نخصص فقرة مستقلة للحديث عن دور الماء في مختلف المراحل والعمليات المؤدية إلى إيجاد التربة وإنضاجها.
دور الماء في التجوية:
فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَآءَ صَبٌّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقٌّا * فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبٌّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا
يلعب الماء دورًا بارزًا في عمليات التجوية بنوعيها الميكانيكية والكيميائية، وذلك بواسطة العمليات التالية:
1 - في التجوية الميكانيكية:
أ - فعل الصقيع أو التجمد (Frost Action): يؤدي تجمد الماء - المتواجد في الفراغات داخل الصخور - وذوبانه إلى تغير متواصل في حجم الماء عندما يمر من حالته السائلة إلى حالته الصلبة، بنسبة تراوح 10%، الأمر الذي يعرض جدران الفراغات داخل الصخور إلى قوة ضغط جد مرتفعة قد تصل إلى 15 كلغ لكل سم2 - في انعدام أي تسربات - ثم إن تراكم فعل دورات التجمد والذوبان المتكررة، يؤدي إلى انفصال أجزاء أو حبيبات من الكتل الصخرية (ر.كوك/ R.Coque؛ 1998م).
ب - التفكك بفعل الماء السائل: سنكتفي بالإشارة إلى فعل الماء السائل لوحده (Water Weathering/ Hydroclastie)، دون فعل الماء السائل المشبع بالأملاح (Haloclastie/Salt Weathering)، حيث تؤدي التغيرات الكبيرة في كمية المياه المتواجدة داخل الصخور، إلى تغيرات مهمة في أحجام هذه الأخيرة: فانتفاخ معدن الموموريونيت - الطيني - (Montmorillonite)، نتيجة للتشبع بالماء، قد يصل إلى حوالي %60، ثم إن الانكماش الناتج عن تيبس سريع يؤدي إلى نوع من التشظي (Splitting) يظهر على شكل (قشور البصل) (Desquamation) أو على شكل مضلعات (Polygonation) (ر.كوك/ R.Coque؛ 1998م).
2 - في التجوية الكيميائية:
يقول ماكس ديرو في كتابه (مبادئ الجيومورفولوجيا) - عند حديثه عن الفساد الكيماوي للصخور (أي التجوية الكيميائية): (ويندر أن يحدث في حالة الجفاف بل على العموم بواسطة الماء)، ويتم فعل الماء بواسطة عمليتين أساسين هما، التميؤ والإذابة:
أ - التميؤ أو التحلل المائي (Hydrolysis): وهو عبارة عن تفاعل كيميائي بين الماء وبين أحد العناصر المكونة للصخر، حيث يتحد -OHمع أحد أجزاء الصخر و H+ مع جزء آخر، فينشأ عنصر آخر أقل تماسكًا من العنصر الأصلي، الأمر الذي يؤدي إلى إضعاف تماسك وصلابة الصخر، ومن أحسن وأشهر الأمثلة على ذلك، تحول معادن البلاجيوكلاز (Plagioclase) - والذي يوجد في عدد كبير من الصخور، الباطنية والمتحولة والرسوبية - بفعل التميؤ إلى معادن طينية:
البلاجيوكلاز + الحامض الكربوني + الماء >>>>> عناصر متحللة + طيني
ب - الإذابة (Solution): هي أولى مراحل التجوية الكيميائية وتتم عبر عملية تحلل تام لمعادن الصخور - كالصخور الملحية أو الأحجار الجيرية - إلى الأيونات (Ions) التي تتكون منها هذه المعادن، بفعل مياه الأمطار.
ويلاحظ أن تحليل المياه الجارية يعطي فكرة عن الصخور التي مرت بها لما تحتويه من مواد ذائبة، كما أن وجود ثاني أكسيد الكربون الذائب بالماء يزيد كثيرًا من نسبة ذوبان كربونات الكالسيوم (يوسف أحمد فوزي؛ 1987م).
دور الماء في إنضاج التربة (ج.توريز/ J.Thorez؛ 1992م):
تبدأ التربة في التكوين والتشكل مباشرة بعد تواجد أدنى أثر لحياة نباتية أو حيوانية في الجزء السطحي المتفكك الهش، بعد أول تحلل جيوكيميائي (التجوية) للأساس الجيولوجي (الصخرة الأصلية)، ويمر تكوين التربة بثلاث مراحل هي: تحلل الصخرة الأصلية (المرحلة الأولى)؛ التوفير المتزايد للمواد العضوية (المرحلة الثانية)؛ وتطور التربة وتمايز آفاقها (المرحلة الثالثة)، وخلال هذه المرحلة يتم - عبر الحركات العمودية للماء (من أعلى إلى أسفل ومن أسفل إلى أعلى، حسب الفصول) - نقل عناصر وجزيئات طينية بالإضافة إلى عناصر ذائبة ومتحللة (أملاح الكالسيوم، أكاسيد الماء، طين، وذبال)، وانتقالات تلك العناصر من أعلى إلى أسفل أو من أسفل إلى أعلى - بواسطة الماء - من شأنها إنضاج التربة وتمييز آفاقها.
أهمية التجوية {ثُمَّ شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقٌّا}:
من دون حصول التجوية فإن القارات ستظهر على شكل صخور صلدة قاسية، خالية من أي غطاء ترابي، وبالتالي سوف تستحيل حياة النبات والحيوان على هذا الكوكب (و.ك.هامبلن/W.K.Hamblin؛ إ.هـ.كريسيانسن/ E.H.Christiansen؛ 2001م).
أهمية التربة في حياة الإنسان {فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبٌّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا *..}:
للتربة في حياة الإنسان دور أساس وحيوي جدٌّا. وبدون استغلالها لا يمكن لحياة المجتمعات الإنسانية أن تستقيم، إذ تقوم بأربعة أدوار رئيسة بالنسبة لحياة الإنسان وصحته (أ.رويلان/ A.Ruellan، م.دوسو/ M.Dosso؛ 1993م). وهذه الوظائف هي ما نطلق عليه الأدوار.. كما يلي:
1 -الدور الحيوي: فالتربة تؤوي ــ جزئيٌّا أو كليٌّا ــ العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية؛ كما أن الكثير من الدورات الحياتية تمر عبر التربة، التي تمثل جزءًا مهمٌّا جدٌّا من العديد من الأنظمة البيئية.
2 -الدور الغذائي: وهو الدور الذي رأينا الإشارة إليه في قوله ــ تعالى: {وَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبٌّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا *..}: إذ تحتوي التربة على عدد من العناصر الضرورية للحياة (الماء، الهواء، الكالسيوم، البوتاسيوم...)، تجمعها التربة وتضعها رهن إشارة النباتات والحيوانات.
3 - الدور البيئي (أو دور المصفاة): وذلك بتنقية المياه التي تنفذ عبر التربة وبالتالي تحسين جودتها الكيميائية والحيوية، قبل أن تعود مرة أخرى لملء العيون والآبار والأنهار، وقد تم استغلال هذه الخاصية بتصنيع مصافٍ طينية لتنقية وتطهير المياه المستعملة (مياه الصرف الصحي)، من أجل إعادة تدويرها.
4- دور مادة البناء: حيث تستعمل التربة كركيزة وكمادة بناء في نفس الوقت لتشييد البنايات والطرقات والقنوات والسدود...، كما تستعمل كمادة أولية أساسية في الصناعات الخزفية.
خاتمة
يقول- تعالى - في سورة عبس: {...* قُتِلَ الإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ * مِنْ أَىِّ شَىْءٍ خَلَقَهُ * مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ * كَلا لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ * فَلْيَنظُرِ الإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ *...} إن السياق القرآني الذي وردت فيه الآيات القرآنية موضوع الدرس، يوضح أنه بالإضافة إلى الامتنان على الإنسان بنعمة توفير الطعام له من دون حول منه ولا قوة، ففي هذه الآيات- بعد الاستدلال على حقيقة البعث بقضية خلق الإنسان من نطفة مهينة - استدلال آخر على أن الله الذي يحيي النبات من الأرض الهامدة، قادر على أن يحيي الأجسام بعد أن تصير رميمًا، كما أن فيه حكمة أخرى تتمثل بتقريب قضية البعث لذهن الإنسان، وكيفية حصوله، ولذلك يقول الطاهر بن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير)(9): (... وفي جميع تلك الأطوار تمثيل لإحياء الأجساد المستقرة في الأرض، فقد يكون هذا التمثيل في مجرد الهيئة الحاصلة بإحياء الأجساد، وقد يكون في جميع تلك الأطوار بأن تخرج الأجساد من الأرض كخروج النبات بأن يكون بذرها في الأرض ويرسل الله لها قوى - لا نعلمها - تشابه قوة الماء الذي به تحيا بذور النبات، قال تعالى: (وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مّنَ الأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا)، وإلى المعنى الثاني تشير مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة التي تتحدث عن بعث ابن آدم من عَجْب الذَّنَبِ: عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (ما بين النفختين أربعون، قال: أربعون يومًا؟، قال: أَبَيْتُ، قال: أربعون شهرًا؟، قال: أبيت، قال: أربعون سنة؟، قال: أبيت، قال: ثم يُنزِلُ الله من السماء ماء فَيَنبُتُونَ كما يَنبُتُ البَقْلُ، ليس من الإنسان شيء إلا يَبْلَى إلا عَظْمًا واحدًا وهو عَجْب الذَّنَب ومنه يركّب الخلق يوم القيامة)(10)، وعنه أيضًا قال: قال رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم: (يأكل التراب كل شيء من الإنسان إلا عَجْب ذَنَبِه، قيل: ومثل ما هو يا رسول الله؟ قال: مثل حبة خردل منه تنبتون)..11.إلخ.
فسبحان الذي أبدع الإنسان، وأخرجه إلى الوجود، وهيأ له أسباب المعاش، كي يستعد بها للمعاد.
للتواصل مع المؤلف:[email protected]

المصادر العربية:
- القرآن الكريم. رواية حفص عن عاصم.
- شركة صخر للحاسب الآلي (موسوعة الحديث الشريف، الكتب التسعة)، 1996م. قرص مضغوط.
- ابن كثير؛ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل (تفسير القرآن العظيم (مؤسسة الكتب الثقافية)، بيروت، 1996م، ط 5.
- الزحيلي؛ وهبة (التفسير المنير)، دار الفكر، دمشق، 1998م، ط 2.
- قطب؛ سيد (في ظلال القرآن)، دار الشروق.
- الزمخشري؛ محمود بن عمر بن محمد (الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل)، دار الكتب العلمية، بيروت، 1995م، ط 1.
- القرطبي (الجامع لأحكام القرآن)، دار الكتب العلمية، بيروت.
- ابن عاشور؛ الطاهر (التحرير والتنوير)، الدار التونسية للنشر.
- الأصفهاني؛ الراغب، أبي القاسم الحسين بن محمد بن المفضل (معجم مفردات ألفاظ القرآن)، دار الكتب العلمية، بيروت، 1997م، ط 1.
- (المعجم الوسيط).
- ابن منظور؛ أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم (لسان العرب)، دار صادر، بيروت، 1994م، ط 4.
- وزارة التربية الوطنية للمملكة المغربية (المعجم العلمي والتقني، فرنسي عربي)، مكتبة عالم المعرفة، الرباط، 1994م، ص 350.
- الأيوبي؛ محمد زكي (القاموس الجغرافي الحديث)، دار العلم للملايين، بيروت، 1988م، ط 1، ص 644.
- مشرف؛ محمد عبدالغني، وإدريس عثمان (قاموس مصطلحات الرسوبيات المصور)، مطابع جامعة الملك سعود، الرياض، 1990م، ط 1.
- جورج؛ بيار، ترجمة الطفيلي؛ حمد (معجم المصطلحات الجغرافية)، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، بيروت، 1994م، ط 1، ص 1007.
- يوسف؛ أحمد فوزي (البيدولوجي: نشأة ومورفولوجيا وتقسيم الأراضي)، مطابع جامعة الملك سعود، الرياض، 1987م، ط 1، ص 500.
- بحيري؛ صلاح الدين (مبادئ الجغرافية الطبيعية)، دار الفكر، دمشق، 1996م، ط 2، ص 320.
- بحيري؛ صلاح الدين (أشكال الأرض)، دار الفكر، دمشق، 1998م، ط 2، ص 368.
- محسوب؛ محمد صبري (البيئة الطبيعية خصائصها وتفاعل الإنسان معها)، دار الفكر العربي، القاهرة، 1996م، ص 448.
- التركي؛ خالد بن إبراهيم (الجيولوجيا الفيزيائية: علمي (معادن - صخور)، مطابع جامعة الملك سعود، الرياض، 1995م، ط 2، ص 123.
- ديرو؛ ماكس، ترجمة حميدة؛ عبدالرحمن (مبادئ الجيومورفولوجيا)، دار الفكر، دمشق،1997م، ط 2، ص 344.
المصادر الأجنبية:

Foucault. A; Raoult. J-P; (1984): (Dictionnaire de Géologie (..Masson. Paris... 2ème eds. 345 p.
(HARRAP’S Shorter. Dictionnaire Anglais-Français/ Français-Anglais. (1993).
Michel. J-P; Fairbridge. R.W ; Carpentier. M. S. N, (1997): (Dictionnaire des Sciences de la Terre. Anglais/Français. Français/Anglais..”Paris. 3ème eds. 500 p.
George. P; Verger. F; (1996)-Sous la direction de: (Dictionnaire de la Géographie). Presse Universitaire de France. Paris. 6ème eds. 501 p.
Thomas. D. S. G ; Goudie. A; (2000): (The Dictionary of Physical Geography. (Blackwell Publishers. Oxford. 3ème eds. 610 p.
Ruellan. A ; Dosso. M ; (1993): (Regards sur le Sol. (. éditions Foucher. Paris. 192 p.
Coque. R; (1998): (Géomorphologie. (. Armand Colin. Paris. 6ème eds. 503 p.
Cojan. I; Renard. M; (1999): Sédimentologie. Dunod. Paris. 2ème eds. 418 p.
Hamblin. W.K; Christiansen. E.H; (2001): Earth’s Dynamic Systems. Prentice Hall. New Jersey. 9ème eds. 764 p.
Campy. M; Macaire. J-J; (1989): Géologie Des Formations Superficielles. Géodynamique - Faciès - Utilisation. Masson. Paris. 433 p.
Thorez. J; (1992)- Edition provisoire: Pédologie - Notes de cours. Université de Liège. Faculté Des Sciences. Laboratoire de Géologie des Argiles. Belgique.
Encyclopédie ENCARTA 98 -. 1998. CD-ROM.
انظر: عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة ص 672.
(1) لسان العرب. ج12 ص 363.
(2) لسان العرب ج 1 ص 515 بتصرف.
(3) معجم مفردات ألفاظ القرآن، ص 280.
(4) مفردات القرآن للأصبهاني ص 271.
(5) لسان العرب ج 10 ص 181 باختزال.
(6) انظر التحرير والتنوير لابن عاشور ج 30 ص 131.
(7) الطمي من طما: إذا علا وارتفع (لسان العرب)؛ وفي علم الرواسب، الطمي (Silt/Limon): وهي أقسام ذات مقياس حبيبي تتراوح جزيئاتها ما بين 2 و20 ميكرون - 1 ميكرون = 1/1000 مليمتر - (معجم المصطلحات الجغرافية).
(8) من كتاب (في ظلال القرآن) ج 6 ص 3833، بتصرف.
(9) التحرير والتنوير ج 3 ص 130.
(10) رواه البخاري في كتاب تفسير القرآن، ومسلم في كتاب الفتن وأشراط الساعة.
(11) رواه أحمد.
  #832  
قديم 07-11-2013, 07:54 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

خلق الأرض في يومين


الدكتور منصور العبادي
جامعة العلوم والتكنلوجيا الأردنية
لقد أجمعت الكتب السماوية السابقة على أن الله قد خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وجاء القرآن الكريم فأكد هذه الحقيقة في آيات كثيرة منها قوله تعالى "الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثمّ استوى على العرش ما لكم من دونه من وليّ ولا شفيع أفلا تتذكّرون" السجدة 4. ولكن القرآن الكريم لم يكتف بذكر هذه الحقيقة الكونية بل جاء بحقائق إضافية عن تفصيل هذه الأيام وكذلك عن الحال الذي كان عليه الكون عند بداية خلقه والحال التي سيؤول إليها. ومن أهم الحقائق التي تفرد بذكرها القرآن دون غيره من الكتب السماوية هي حقيقة أن السموات والأرض قد خلقهما الله في يومين اثنين ولم يستغرق خلقها ستة أيام كما جاء في قوله تعالى "قل أئنّكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك ربّ العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين ثمّ استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كلّ سماء أمرها وزيّنّا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم" فصلت 9-12.
وكما هو واضح من هذه الآية المليئة بالحقائق المتعلقة بالأحداث التي مر بها خلق الكون،فإن الله قد خلق الأرض في يومين وكذلك خلق السموات في يومين،بينما تنص آيات أخرى كثيرة على أن مجموع أيام خلق السموات والأرض هي ستة أيام.
وقد ذهب المفسرون القدامى مذاهب شتّى وهم يحاولون تفسير هذه الآية العجيبة والتوفيق بين الحقائق الكونية الواردة فيها وتلك الواردة في الآيات الأخرى. لقد دار الجدل بينهم فيما إذا كان اليومان اللذان خلق الله فيها السموات هما نفس اليومين اللذين خلق الله فيها الأرض وهل الأيام الأربعة التي خلق الله فيها الجبال وقدّر فيها أقوات الأرض تشمل اليومين اللذين خلق الله فيها الأرض؟وإلى غير ذلك من التساؤلات. إن هذه الآية القرآنية إن لم ينزل بتفسيرها وحي لا يمكن بأي شكل من الأشكال تفسيرها من خلال التخمين والتفكير المجرد بل يحتاج تفسيرها إلى معرفة علمية كافية بالأحداث التي مر بها خلق الكون.
فهذه الآية وغيرها من الأيات القرآنية المتعلقة بالحقائق الكونية يمكن تفسيرها فقط على ضوء الحقائق العلمية المكتشفة هذا إذا ما ثبت صحتها كما حصل مع الأيات القرآنية المتعلقة بحركة الأرض ومواقع النجوم ودور الجبال في تثبيت القشرة الأرضية. وسنشرح في ما يلي بعض الحقائق العلمية الأساسية التي اكتشفها العلماء المعاصرين للكيفية التي تم بها خلق هذا الكون والمراحل التي مر بها حتى أصبح على هذه الهيئة ثم نقوم بتفسير الآية القرآنية الآنفة الذكر على ضوء هذا الشرح.
لقد نشأ هذا الكون طبقا للنظريات العلمية الحديثة نتيجة لانفجار كوني عظيم انبثقت منه جميع مادة هذا الكون،حيث كان الكون عند ساعة الصفر على شكل نقطة مادية غاية في الصغر لها درجة حرارة وكثافة غاية في الكبر وقد أطلق العلماء على هذا الانفجار اسم "الانفجار العظيم". ولا يعرف العلماء على وجه التحديد ماهية المادة الأولية التي انبثق منها هذا الكون ولا من أين جاءت،ولماذا اختارت هذا الوقت بالتحديد لكي تنفجر ولا يعرفون كذلك أيّ شيء عن حالة الكون قبل الانفجار وصدق الله العظيم القائل "ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا" الكهف51.
ويغلب على ظن العلماء أن مادة الكون كانت عند بداية الانفجار مادة صرفة ذات طبيعة واحدة وتحكمها قوة طبيعية واحدة. لقد بدأت هذه المادة المجهولة الهوية بالتمدد بشكل رهيب وبسرعات غاية في الكبر نتيجة لهذا الانفجار لتملأ الفضاء من حولها هذا إذا كان هناك ثمة فضاء،حيث يعتقد بعض العلماء أن المكان والزمان قد ظهرا مع ظهور هذا الانفجار. لقد كان الكون الأولي على شكل كرة نارية متجانسة تملؤها سحابة من المادة الصرفة،وظلت هذه الكرة تتمدد وتتسع بصورة مذهلة إلى أن وصلت درجة حرارتها إلى ثلاثة آلاف درجة بعد مرور ما يقرب من مائة ألف سنة. وعند درجة الحرارة هذه بدأت الجسيمات الأولية البسيطة كالكواركات واللبتونات والفوتونات بالتشكل من هذه المادة الصرفة،وبدأت كذلك قوى الطبيعية الأربعة التي كانت موحدة في قوة واحدة بالانفصال عن بعضها البعض.
تصوير دقيق لذرة الهليوم وهي تحيط بها غمامة من الإلكترونات تم تكبير النواة لون البروتونات بالوردي والنيوترون بالأرجواني
ومع استمرار تناقص درجة حرارة هذا الكون الناشئ إلى قيم أدنى،بدأت مكونات الذرة الأساسية من بروتونات ونيوترونات وإلكترونات بالتشكل من خلال اندماج أنواع الكواركات والليبتونات المختلفة مع بعضها البعض نتيجة لتأثير القوى الطبيعية المختلفة. وقد وجد العلماء أن البروتون يتكون من ثلاثة كواركات اثنين منهما يحمل كل منهما شحنة موجبة تساوي ثلثي شحنة البروتون والثالث يحمل شحنة سالبة تساوي بالمقدار ثلث شحنة البروتون أيّ أن شحنته الكلية موجبة وتساوي بالمقدار شحنة الإلكترون السالبة.وأما النيوترون فيتكون أيضاً من ثلاثة كواركات اثنين منهما يحمل كل منهما شحنة سالبة تساوي بالمقدار ثلث شحنة البروتون والثالث يحمل شحنة موجبة تساوي ثلثي شحنة البروتون، أيّ أن شحنته الكلية تساوي صفر. وممّا أثار دهشة العلماء أن أعداد وأنواع الكواركات التي انبثقت من هذا الانفجار العظيم كانت محسوبة بدقة بالغة بحيث أنها أنتجت بعد اتحادها عدد من البروتونات يساوي تماماً عدد الإلكترونات،وكذلك كمية من النيوترونات يكفي لتصنيع جميع العناصر الطبيعية التي بني منها هذا الكون.
وقد أودع الله هذه الجسيمات الثلاث أربعة أنواع من القوى لكي تحكم تفاعلاتها مع بعضها البعض وتحكم بالتالي جميع مكونات هذا الكون فيما بعد،وهي القوة النووية القوية والقوة النووية الضعيفة والقوة الكهرومغناطيسية وقوة الجاذبية.ولقد حدد الله طبيعة كل من هذه القوى وشدتها ومدى تأثيرها بشكل بالغ الدقة،بحيث لو حدث خطأ بسيط في هذه المقادير لما كان هذا الكون على هذا الحال الذي هو عليه اليوم كما أثبت ذلك العلماء من خلال أبحاثهم العلمية. فالقوتان النوويتان القوية والضعيفة الموجودتان في البروتونات والنيوترونات تفوق شدتها بشكل كبير شدة القوتين الأخريين،ولكنهما في المقابل لا تعملان إلا على مدى بالغ القصر ولذلك فهما مسؤولتان عن تقييد البروتونات والنيوترونات في داخل نوى الذرات وذلك على الرغم من وجود قوة التنافر الكهربائية بين البروتونات. وممّا يثبت أن هنالك عقلاً مدبراً يقف وراء تصميم هذا الكون هو وجود النيوترونات في نوى الذرات والتي ظن علماء الفيزياء في بادئ الأمر أنها جسيمات عديمة الفائدة،لكونها لا تحمل أيّ شحنة كهربائية، إلا أنه قد تبين بعد دراسات طويلة أنها تلعب دورا بارزا في تصنيع هذا العدد الكبير من العناصر الطبيعية. فبدون هذه النيوترونات لا يمكن لنواة أيّ ذرة أن تحتوي على عدد كبير من البروتونات بسبب قوة التنافر الكهربائي بينها ولكان عدد العناصر التي يمكن للنجوم أن تنتجها لا يتجاوز عدد أصابع اليد كما بين ذلك علماء الفيزياء. ولقد تبين للعلماء أيضا أن القوى النووية القوية والضعيفة قد تم تحديد شدتها بدقة بالغة بحيث أنها لو زادت أو نقصت عن قيمها الحالية ولو بمقدار ضئيل جداً،لما أمكن أيضاً تصنيع هذا العدد الكبير من العناصر في باطن النجوم.
أما قوة الجاذبية وهي أضعف هذه القوى فهي المسؤولة عن ربط المجرات والنجوم والكواكب ببعضها البعض
وتأتي القوة الكهرومغناطيسية بعد القوتين النوويتين من حيث الشدة وهي المسؤولة عن ربط الإلكترونات بنواة الذرة من خلال الدوران حولها. ومن عجائب التقدير أن هذه الإلكترونات لا يمكنها أن تنجذب إلى داخل النواة رغم وجود قوة التجاذب بينها وبين البروتونات،ولو حدث هذا لكانت الأرض بحجم كرة القدم ولما كان حال الكون على ما هو عليه الآن. وقد بقيت هذه الظاهرة لغزاً يحير العلماء إلا أن تم كشف أسرارها في الربع الأول من القرن العشرين بعد أن تبين لهم أن قوانين الميكانيكا الكلاسيكية لا يمكن تطبيقها على حركة الإلكترونات عند اقترابها من البروتونات بل يلزم استخدام قوانين جديدة وهي قوانين ميكانيكا الكم التي بينت أن الإلكترونات تتخذ مدارات محددة عند دورانها حول نواة الذرة. وبسبب هذا التحديد البديع لأبعاد مدارات الإلكترونات حول النواة وبسبب تحديد عدد الإلكترونات التي يتسع لها كل مدار من هذه المدارات فقد نتج عنها هذا العدد الهائل من الظواهر الفيزيائية والكيميائية التي أفنى كثير من العلماء أعمارهم في كشف أسرارها والتي أدت إلى هذا التنوع الهائل فيما خلق الله من مخلوقات،وفيما صنع الإنسان من أشياء.
أما قوة الجاذبية وهي أضعف هذه القوى فهي المسؤولة عن ربط المجرات والنجوم والكواكب ببعضها البعض من خلال دورانها حول بعضها البعض. وقد تم اختيار مقدار هذه القوة بشكل بالغ الدقة لكي تكون المسافات بين هذه الأجرام والسرعات الدورانية لها ضمن حدود معقولة تضمن تماسك كتل هذه الأجرام. ومن عجائب التقدير في الخلق أنه لو زاد عدد البروتونات عن عدد الإلكترونات أو العكس بفرق مهما بلغ في الضآلة،فإن جميع الأجرام السماوية ستصبح مشحونة بشحنات كهربائية متماثلة.وبما أن القوة الكهرومغناطيسية تزيد قوتها بشكل كبير عن قوة الجاذبية فإنها ستمنع النجوم من التشكل وكذلك الكواكب من الدوران حول نجومها فيما لو تشكلت،وستتطاير ذرات هذا الكون في كل اتجاه وذلك بسبب التنافر الشديد بين مكوناتها. ولكن من لطف الله بنا أن جميع الأجرام السماوية متعادلة كهربائية وبذلك فإن قوة الجاذبية فقط هي المسؤولة عن حفظ توازن هذه الأجرام مع بعضها البعض،وصدق الله العظيم القائل "وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن ءاياتها معرضون وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كلّ في فلك يسبحون" الأنبياء 32-33.
صورة ملتقطة لبقايا الدخان الكوني الناتج عن الضربة الكونية الكبرى
وقبل أن نكمل المراحل الأخرى لنشوء الكون نتوقف قليلاً لكي نقارن الحقائق المذكورة في الآية القرآنية مع ما توصل إليه العلماء من حقائق فقد ذكرت الآية القرآنية التي هي عنوان هذا الباب أن الكون كان على شكل مادة دخانية في مرحلة نشؤه الأولى وذلك في قوله تعالى "ثم استوى إلى السماء وهي دخان". والمقصود بالسماء في هذه الآية هو الفضاء الذي امتلأ بالدخان الناتج عن الانفجار الكوني العظيم،وليست السماء التي ستتكون من هذا الدخان لاحقا فلم يكن ثمة سماء قبل ذلك. وقد أطلق العلماء على هذه السحابة من الجسيمات الأولية اسم الغبار الكوني بينما سماها القرآن الدخان والتسمية القرآنية أدق من تسمية العلماء فالجسيمات الأولية أصغر من أن تكون غباراً وحتى دخانا ولكن الدخان هو أصغر وأخف شيء يمكن أن تراه أعين البشر. ولا بد هنا من أن نسأل الذين لا يؤمنون بالله أو الذين لا يصدقون بأن هذا القرآن منزل من عند الله السؤال التالي وهو من أين جاء هذا النبي الأمي الذي عاش في أمة أمية بهذه الحقيقة الكبرى عن حال الكون عند بداية خلقه والتي ظلت مجهولة إلى أن كشفها الله على أيدي خلقه في هذا الزمان فقط. إن هذه الحقيقة العلمية لم تذكرها الكتب المقدسة التي سبقت القرآن ممّا يؤكد على صدق هذا القرآن وصدق من أنزل عليه وأنه منزل من لدن عليم خبير مطلع على جميع أسرار هذا الكون وكيف لا وهو خالقه "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" الملك 14.
ولقد أشار القران الكريم بشكل واضح في ثلاث آيات قرآنية إلى حقيقة الانفجار الكوني العظيم،وإلى حقيقة التوسع الكوني وكذلك إلى حقيقة انهيار هذا الكون في النهاية. فقد أشار القرآن الكريم إلى أن السموات وما تحويه من أجرام كانت كتلة واحدة ثم تفتفت جميع مادة هذا الكون من هذه الكتلة التي ملأت الكون بمادة دخانية وذلك مصداقا لقوله تعالى "أولم يرى الذين كفروا أنّ السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ أفلا يؤمنون" الأنبياء 30.
القوتان النوويتان القوية والضعيفة الموجودتان في البروتونات والنيوترونات مسؤولتان عن تقييد البروتونات والنيوترونات في داخل النواى
ومن المعلوم في اللغة أن الفتق هو عكس الرتق فالرتق هو ضم شيئين لبعضهما البعض بينما الفتق هو خروج شيء من شيء آخر وما هو هذا الفتق إن لم يكن هذا الانفجار الكبير في مادة الكون الأولية الذي ملأ الكون بالجسيمات التي سماها القرآن الكريم الدخان. فالكون في الأصل كان كتلة واحدة ثم تحول إلى مادة دخانية ملأت الفراغ المحيط بها وهذا لا يحدث إلا نتيجة لانفجار هذه الكتلة المادية. وهذا الانفجار هو الذي جعل مادة الكون الأولية تتناثر وتندفع في كل اتجاه بقوة رهيبة محدثة التوسع الكوني الذي لا زلنا نشاهد أثره إلى هذه اللحظة. وممّا يؤكد على أن مادة هذا الكون قد جاءت نتيجة انفجار كوني ضخم هو إشارة القرآن إلى أن الكون في توسع مستمر والتوسع لا يتأتى إلا إذا بدأ الكون من جرم صغير وبدأ حجمه بالازدياد وذلك مصداقا لقوله تعالى "والسماء بنيناها بأييد وإنّا لموسعون" الذاريات 47. لقد تفرد القرآن الكريم أيضا بذكر حقيقة التوسع الكوني هذا كما تفرد بذكر حقيقة الدخان كما ذكرنا سابقا بينما لم تأتي الكتب السماوية السابقة على ذكر هذا التوسع أبداً.
أما الآية الثالثة التي تؤيد صحة هذه الفرضية هو قوله تعالى "يوم نطوي السماء كطيّ السجلّ للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنّا كنّا فاعلين" الأنبياء 104، فإذا كانت الآية السابقة تشير إلى توسع الكون عند بدايته فإن هذه الآية تشير إلى انكماشه عند نهايته وسيعيد الله الكون إلى ما كان علية عند بدايته "كما بدأنا أول خلق نعيده". وليتأمل القارئ تشبيه القرآن للطريقة التي سينكمش بها هذا الكون عند انتهاء أجله فهي نفس الطريقة التي يتبعها الكاتب (السجل) في لف (طي) الرسائل (الكتب) عند الانتهاء من كتابتها كما هي العادة في زمن نزول القرآن. لقد أجمع العلماء على حقيقة التوسع الكوني ولكنهم لم يتمكنوا إلى الآن من البت في الحالة التي سيؤول إليها الكون حيث يقول بعضهم أن الكون سيبقى في حالة تمدد إلى الأبد بينما يقول آخرون أنه سيأتي يوم تتغلب فيه قوة الجذب بين مكوناته على قوة الاندفاع الناتجة عن الانفجار فيعود الكون من حيث بدأ وينهار على نفسه. أما نحن المسلمون فنؤمن إيمانا جازما بوعد ربنا سبحانه وتعالى حول مصير هذا الكون وأنه سيعود من حيث بدأ كما قال سبحانه "كما بدأنا أول خلق نعيده وعداً علينا إنّا كنّا فاعلين" والقائل سبحانه "وما قدروا الله حقّ قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويّات بيمينه سبحانه وتعالى عمّا يشركون" الزمر67.
أما المرحلة الثانية من مراحل خلق الكون فهي مرحلة تكون المجرات والنجوم من هذا الدخان الذي أصبح يتكون من البروتونات والنيوترونات والإلكترونات والفوتونات. فبعد أن برد الكون المتمدد إلى ما دون ثلاثة آلاف درجة كلفن بدأت الإلكترونات بالارتباط بالبروتونات نتيجة لتأثير القوة الكهرومغناطيسية مشكلة بذلك ذرات الهيدروجين والتي تتكون من بروتون واحد وإلكترون واحد. ومع اتحاد البروتونات مع الإلكترونات أصبحت جميع مكونات الكون متعادلة كهربائيا معطية المجال لقوة الجاذبية لكي تقوم بدورها في بناء أجرام هذا الكون رغم ضعفها الشديد مقارنة مع قوى الطبيعة الأخرى. لقد بقي الكون حتى هذه اللحظة متجانسا أيّ أن المادة الدخانية المكونة من ذرات الهيدروجين والنيوترونات موزعة على جميع أنحاء الكون بالتساوي وبنفس الكثافة. ولكن في لحظة ما بدأت كثافة مادة الكون بالاختلال لسبب لم يجد العلماء له تفسيراً قاطعاً وتكونت نتيجة لهذا الاختلال مراكز جذب موزعة في جميع أنحاء الكون وبدأت قوة الجاذبية تلعب دورها في غياب تأثير القوة الكهرومغناطيسية وذلك من خلال جذب مزيد من الهيدروجين المحيط بهذه المراكز إليها منشئة بذلك كتل ضخمة من الهيدروجين.
وعندما وصل حجم هذه الكتل الهيدروجينية إلى حجم معين ونتيجة للضغط الهائل على الهيدروجين الموجود في مراكز هذه الكتل ارتفعت درجة حرارته إلى الحد الذي بدأت فيه عملية الاندماج النووي بين ذرات الهيدروجين منتجة ذرات الهيليوم بالإضافة إلى كميات كبيرة من الطاقة فتكونت بذلك النجوم. وتتفاوت أحجام النجوم المتكونة حسب كمية الهيدروجين الذي سحبته من الفضاء الكوني وحسب موقعها في إطار هذا الكون فكلما ازداد حجم النجم كلما ازدادت درجة حرارة باطنه بسبب ازدياد الضغط الواقع عليه. فالنجوم التي هي بحجم شمسنا لا يمكنها أن تحرق إلا الهيدروجين في باطنها وذلك بسبب صغر حجمها النسبي وبالتالي قلة درجة حرارة جوفها ولذلك فهي لا تصنع إلا عنصر الهيليوم في داخلها. ولكي يمكن تصنيع عناصر أثقل من الهيليوم قدّر الله وجود نجوم أكبر حجما وأعلى درجة حرارة من الشمس وبداخل مثل هذه النجوم العملاقة بدأت عمليات اندماج نووية أكثر تعقيدا بين ذرات الهيليوم منتجة بذلك ذرات عناصر الليثيوم والكربون والنيتروجين والأكسجين وانتهاء بالعناصر الثقيلة كالحديد والرصاص واليورانيوم وبقية العناصر الطبيعية التي يزيد عددها عن مائة عنصر.
وكما أن الاختلال الذي حصل في كثافة مادة الكون قد أدى إلى تكون النجوم بشكل منتظم في أرجاء الكون فإن اختلال آخر قد حصل في كثافة هذه النجوم بحيث أن النجوم المتجاورة بدأت بالانجذاب نحو مراكز ثقلها وبدأت بالدوران حول هذه المراكز مكونة المجرات. وممّا أثار دهشة العلماء أيضا هذا التوزيع المنتظم للمجرات في مختلف أرجاء الكون والذي لم يكن ليحدث إلا إذا حدثت جميع هذه الاختلالات في نفس الوقت وبنفس الكثافة في كل مكان في هذا الكون. وكما أن هنالك تفاوتا في أحجام النجوم فقد وجد العلماء أن المجرات تتفاوت في أشكالها وأحجامها حيث يبلغ متوسط عدد النجوم في المجرة الواحدة مائة بليون نجم من مختلف الأشكال والأحجام. ويقدّر علماء عدد المجرات في ما يسمى بالكون المشاهد بما يزيد عن ألف بليون مجرة والكون المشاهد هو الكون الذي تمكنت التلسكوبات التي صنعها البشر من رؤية المجرات التي تقع على أطرافه وصدق الله العظيم القائل "تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا" الفرقان 61. إن كل ما نشاهده من مجرات ونجوم وكواكب إنّما هي موجودة في الفراغ الذي تحيط به السماء الدنيا وهي أقرب السموات السبع إلينا أيّ أن ما في السماء الدنيا أو الأولى من أجرام هي ما يسميه العلماء الكون المشاهد وربما أن ما يشاهده العلماء من خلال مراصدهم ما هو إلا جزء صغير من هذه السماء الدنيا وصدق الله العظيم القائل "وزيّنّا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم" فصلت 12.
وممّا يدعو حقاً للدهشة هو قدرة العقل البشري على فك أسرار هذا الكون حتى عند اللحظات الأولى من نشأته، ويعود الفضل في ذلك لمن صنع هذا العقل لا إلى من حمله في رأسه واستخدمه من بني البشر. لقد تمكن علماء الفيزياء من وضع نظرية جديدة معدلة لنظرية "الانفجار العظيم" أطلق عليها اسم نظرية "الكون المنتفخ" وذلك بسبب فشل النظرية الأولى في تفسير بعض الظواهر الفيزيائية في لحظات الانفجار الأولى إلا أنهما تتفقان في تفسير الأحداث الكونية فيما بعد ذلك. فعندما قام العلماء بإعادة حل المعادلات الفيزيائية التي حكمت تفاعلات مادة وقوى الكون في اللحظات الأولى لنشوئه وبالتحديد في الثانية الأولى اكتشفوا حقائق عجيبة تدعم الصورة التي رسمتها الكتب السماوية وخاصة القرآن الكريم عن تركيب هذا الكون. وملخص هذه النظرية أنه في خلال الثانية الأولى من الانفجار العظيم ونتيجة لحدوث ظاهرة فيزيائية غريبة يطلق عليها اسم التأثير النفقي بدأ الكون بالتمدد بمعدلات أكبر بكثير من المعدلات التي نصت عليها نظرية الانفجار العظيم. وقد نتج عن هذا التمدد المفاجئ للكون في لحظاته الأولى ظهور عدة مناطق مادية على شكل فقاعات متلاحقة يفصل بينها حواجز قوية وشكلت كل فقاعة من هذه الفقاعات كونا خاصا بها. وتؤكد النظرية بالنص على أن هذا الكون العظيم المترامي الأطراف الذي نشاهده أو ما يسمى بالكون المشاهد لا يشكل إلا جزءاً يسيراً من هذه الأكوان التي لم تستطع النظرية تحديد عددها.


يتبــــــــــــــــــــــــع

  #833  
قديم 07-11-2013, 07:55 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبـــــع الموضوع السابق


خلق الأرض في يومين




وهذا بالضبط ما قد أجمعت عليه جميع الكتب السماوية من وجود أكوان أخرى غير الكون الذي نراه بأعيننا أو تصل إليه مراصدنا وقد أطلقت الكتب السماوية على هذه الأكوان اسم السموات السبع كما جاء ذلك في قوله تعالى "فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كلّ سماء أمرها وزيّنّا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا ذلك تقدير العزيز العليم". ولقد كشف القرآن الكريم في آيات أخرى عن بعض الخصائص المتعلقة بطبيعة هذه السموات فذكر أولا أنها على شكل طبقات حيث تطبق كل سماء على السماء التي دونها ولا يكون ذلك إلا إذا كانت هذه السموات على شكل كرات مجوفة كل واحدة تحيط بالأخرى بحيث يكون مركز هذه الكرات هو المكان الذي حدث فيه الانفجار الكوني العظيم مصداقا لقوله تعالى "الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور" الملك 3. وذكر القرآن كذلك أن في كل سماء من هذه السموات السبع أجرامها الخاصة بها لقوله تعالى "الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهنّ يتنزّل الأمر بينهن لتعلموا أنّ الله على كلّ شيء قدير وأنّ الله قد أحاط بكل شيء علما" الطلاق 12. ولقد وصف القرآن الكريم هذه السموات السبع بالشدة والمتانة وقد جاء هذا الوصف مطابقا لما اكتشفه العلماء في نظرية الكون المنتفخ وهي أن الحواجز بين الأكوان المختلفة مكونة من أقطاب مغناطيسية أحادية القطبية وهي من أثقل الجسيمات التي تنبأ العلماء بوجودها ولكنهم لم يعثروا على أيّ منها حتى الآن في أجرام الكون المشاهد وصدق الله العظيم القائل "وبنينا فوقكم سبعا شدادا" النبأ 12 والقائل سبحانه "ءأنتم أشدّ خلقاً أم السماء بناها رفع سمكها فسوّاها" النازعات 27-28 والقائل سبحانه"لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون" غافر 57.
ولقد أتى القرآن الكريم أيضا على ذكر أجرام قد خلقها الله في هذا الكون وهي أكبر من السموات السبع وما فيهن ككرسي الرحمن الذي يحوي في داخله هذه السموات السبع مصداقا لقوله تعالى "وسع كرسيه السموات والأرض" البقرة 255. إن حجم هذا الكرسي وما يحويه من السموات السبع لا تكاد تذكر مع حجم العرش الذي استوى عليه الرحمن سبحانه وتعالى فقال عز من قائل "قل من ربّ السموات السبع وربّ العرش العظيم" المؤمنون 86 والقائل سبحانه "الله لا إله إلاّ هو ربّ العرش العظيم" النمل 26.ولقد أشارت بعض الأحاديث النبوية الشريفة إلى الضخامة البالغة لهذا الكون الذي نعيش فيه ممّا جعل بعض الناس يشكك في صحة هذه الأحاديث بسبب المبالغة التي ذكرتها لأبعاد هذا الكون. ففي أحد هذه الأحاديث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن أبعاد السماء الدنيا بما تحويه من آلاف البلايين من المجرات والتي يحوي كل منها على مئات البلايين من النجوم بالنسبة لأبعاد السماء الثانية كأبعاد الحلقة (الخاتم) إلى أبعاد الفلاة والفلاة هي الصحراء الواسعة وكذلك هو حال السماء الثانية مع الثالثة وهكذا مع بقية السموات إلى أن ننتهي إلى العرش. ولقد تبين لنا بعد الاكتشاف العلمية الحديثة في مجال الفلك أنه لا يوجد أيّ مبالغة في الصورة التي حاولت الأيات القرآنية والأحاديث النبوية أن تعطيها لحجم هذا الكون بل إن أسلوب القرآن الكريم كان في غاية الذكاء عندما حاول أن يبين للناس المسافات الشاسعة التي تفصل ما بين النجوم وذلك من خلال القسم بمواقعها ومن ثم أشار إلى أن هذا القسم عظيم لو أن الناس تمكنوا من معرفة مقدار هذه المسافات فقال عز من قائل "فلا أقسم بمواقع النجوم وإنّه لقسم لو تعلمون عظيم" الواقعة 75-76.
أما المرحلة الثالثة من مراحل تكون هذا الكون،فهي مرحلة تكون الكواكب وخاصة كواكب المجموعة الشمسية وبالذات كوكب الأرض الذي تفرد بظهور الكائنات الحية على سطحه. ولم يجمع العلماء على رأي واحد حول الكيفية التي تكونت بها الكواكب حول نجومها أو الأقمار حول كواكبها بل تم طرح عدة نظريات لتفسير طريقة تكون الكواكب حول النجوم. ﺇن أشهر هذه النظريات تلك التي تقول أن المواد الخام المكونة لكواكب المجموعة الشمسية قد جاءت من خارج هذه المجموعة وتستند هذه النظرية إلى حقيقة مهمة وهي أن عدد وكمية العناصر الطبيعية الموجودة في الكواكب وخاصة الأرض لا يمكن للشمس أن تنتجها. ويرجح العلماء فكرة أن مادة الكواكب قد جاءت نتيجة انفجار عدد كبير من النجوم الضخمة بعد نضوب وقودها من الهيدروجين وغيرها من العناصر الخفيفة وتحولها إلى العناصر الطبيعية المختلفة. وقد وقعت المواد المتطايرة من هذه النجوم في أسر جاذبية الشمس فأخذت تدور حولها مكونة الكواكب المختلفة وذلك نتيجة لقوى الجذب بين المواد المتطايرة الغنية بمختلف العناصر الطبيعية.
وقد كانت الأرض عند بداية تكونها كرة ملتهبة من العناصر المختلفة نتيجة التصادمات العنيفة بينها وبين الشهب التي تقع عليها من هذا الحطام المتناثر ومع تضاؤل كمية هذا الحطام وتوزعه على كواكب المجموعة الشمسية بدأت الكميات التي تقع منه على الأرض تقل بشكل تدريجي. وبدأ سطح الكرة الأرضية يبرد شيئا فشيئا نتيجة الإشعاع الحراري للفضاء الخارجي ولكن لا زال باطنها يغلي ويفور بالمواد المنصهرة والتي كانت الأرض تقذف بها على شكل براكين رهيبة إلى خارج سطحها. ولكن سطح الأرض شبه السائل لم يكن ليقوي على حمل الكتل الضخمة من المواد المنبعثة من هذه البراكين حيث سرعان ما تغوص إلى داخل الأرض. ولكن مع تواصل الإشعاع الحراري من سطح الأرض الملتهب بدأ سطحها يبرد شيئا فشيئا إلى أن بدأ بالتجمد مكونا قشرة صلبة ولكنها رقيقة نسبيا ولكن سمك هذه القشرة بدأ بالازدياد مع مرور الزمن إلى أن وصل لعدة عشرات من الكيلومترات في الوقت الراهن. وبمقارنة هذا السمك مع نصف قطر الأرض البالغ ستة آلاف وأربعمائة كيلومتر نجد أن هذه القشرة في غاية الرقة ولولا أن الله قد ثبتها بالجبال المغروسة في وشاح الأرض شبه السائل كالأوتاد لكانت دائمة الانزلاق وصدق الله العظيم القائل "وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم" لقمان 10.
وعلى ضوء هذه الحقائق العلمية يمكن لنا الآن أن نفهم ما المقصود باليومين الذين خلق الله فيهما الأرض كما جاء في قوله تعالى "قل أئنّكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين". فالمدة الزمنية التي مرت على الأرض منذ أن كانت في حالة الدخان إلى أن أخذت موقعها في مدار ثابت حول الشمس على شكل كرة ملساء ذات سطح شبه سائل تمثل اليومين اللذين خلق الله فيهما هذه الأرض الأولية. ولقد حدد الله علامة بارزة لنهاية يومي خلق الأرض الأولية وبداية الأيام الأربعة التي أكمل الله فيها تجهيز الأرض لتكون صالحة لظهور الحياة عليها وهذه العلامة هي بداية تكون الجبال. فلقد ذكر الله سبحانه وتعالى أن أول الأحداث في الأيام الأربعة التالية من أيام الخلق الستة هو تشكل الجبال فوق سطحها مصداقا لقوله تعالى "وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين". ومن الطبيعي أن تكون الجبال أول ما ظهر على سطح الأرض،وبالتالي أول أحداث تهيئة الأرض فالأرض كانت قبل ذلك كما ذكرنا سابقا كرة ملساء،وسطحها حار جداً وشبه سائل وهي تغلي وتفور بسبب الحرارة الشديدة التي في باطنها. واستمرت الأرض على هذا الحال إلى أن بدأت القشرة الأرضية الصلبة بالتكون بعد أن برد سطحها نتيجة لإشعاع حرارتها إلى الفضاء الخارجي. وعندما أصبح سمك القشرة الأرضية بالقدر الكافي بدأت المواد التي تقذف بها البراكين من جوف الأرض بالتراكم فوقه ليبدأ بذلك تكون الجبال. ولا زال مشهد تكون الجبال من البراكين قائما إلى يومنا هذا ولكن بمعدل لا يكاد يذكر مع الحال الذي كانت عليه الأرض في بداية تكونها.
وكما هو واضح من هذه الآية فإن عملية تجهيز الأرض بعد أن استقرت في مدارها حول الشمس لتكون صالحة لظهور الحياة عليها استغرق أربعة أيام من أيام الله وهي من مثل الأيام التي خلق الله بها السموات والأرض بشكلها الأولي. وفي هذه الأيام الأربعة تكونت الجبال والقارات والمحيطات والبحيرات والأنهار وتشكل الغلاف الجوي الذي بدأ بحماية الأرض من بقايا الشهب التي كانت ترشق الأرض من الفضاء الخارجي. وبعد أن وفر الله كل أسباب الحياة على هذه الأرض بدأت الحياة الأولية بالظهور عليها،ومن ثم خلق الله النباتات والحيوانات،ومن ثم خلق الله الإنسان في آخر ساعة من ساعات اليوم السادس من أيام الخلق كما جاء ذلك في الأحاديث النبوية الشريفة. إن توفر جميع الشروط اللازمة لظهور الحياة على هذه الأرض من الكثرة والتعقيد بحيث أن خللا بسيطاً في أحد هذه الشروط قادر على إنهاء جميع أشكال الحياة على هذه الأرض كما سنبين تفصيل ذلك في باب قوله تعالى "وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيام".
ولا بد أن يتبادر لذهن القارئ أسئلة تتعلق بعمر هذا الكون،وما هو طول اليوم من الأيام التي ذكرت في الآية القرآنية عنوان هذا الباب. ولم يتمكن العلماء إلى الآن من إعطاء رقم دقيق لعمر الكون حيث تتراوح تقديراتهم لمقدار الزمن الذي مر على الكون منذ لحظة الانفجار الكوني إلى الآن ما بين ثمانية بلايين وخمسة عشر بليون سنة. وقد اعتمد العلماء في تقديرهم لعمر الكون على قياسهم لنصف قطر الكون المشاهد وذلك بقياس أبعد المجرات عن مجرتنا التي تقع في الطرف المقابل من الكون المشاهد وبمعرفة ثابت التوسع الكوني يمكن للعلماء تحديد عمر الكون على وجه التقريب. ويعود هذا التفاوت في تقدير عمر الكون إلى عدم دقة الطرق المستخدمة في قياس أبعاد المجرات وكذلك عدم تمكن العلماء من تحديد قيمة ثابت التوسع الكوني بشكل دقيق وعدم تيقنهم فيما إذا كان الثابت الكوني ثابتا فعلا أم أنه قد تغير مع مرور الزمن.
أما القرآن الكريم فقد حدد المدة الكاملة التي خلق الله بها السموات والأرض بستة أيام من أيامه سبحانه،وحدد كذلك المدة التي خلق الله بها السموات والأرض الأولية بيومين والمدة التي هيأ بها الأرض بأربعة أيام. وكما ذكرنا فيما سبق أن أيام الله كما أكد على ذلك القرآن الكريم ليست كأيام البشر فالله لا يحده زمان ولا مكان ويقدّر زمن الأحداث والوقائع بما شاء من مقادير فقد يكون طول بعض أيامه ألف سنة من أيامنا التي نعدها كما في قوله تعالى "وإنّ يوما عند ربّك كألف سنة ممّا تعدّون" الحج 47.وقد يكون طول بعض أيامه خمسين ألف سنة كما في قوله تعالى"تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة" المعارج 4.وقد يكون طول بعضها ملايين أو ربما بلايين السنين كما هو الحال مع طول الأيام التي خلق الله بها هذا الكون. ومن الجدير بالذكر أن القرآن الكريم هو أول من تحدث عن نسبية الزمان والمكان فإذا كانت مدة الخمسين ألف سنة يراها البشر زمنا طويلاً،فإنها عند الله زمن قصير،وعندما يسأل الله البشر يوم القيامة عن مدة مكثهم في الأرض يكون جوابهم أنه يوم أو بعض يوم وذلك بعد أن يتحرر البشر من أسر أطر المكان والزمان التي كانوا يعيشون فيها على الأرض كما جاء ذلك في قوله تعالى "قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فسئل العادّين قال إن لبثتم إلاّ قليلا لو أنّكم كنتم تعلمون" المؤمنون 112-113.
ولكي نتمكن من استيعاب الأرقام الكبيرة التي حدد بها العلماء عمر هذا الكون والتي تقاس ببلايين السنين ومقارنتها مع الأيام المذكورة في الأيات القرآنية لا بد لنا من القبول بحقيقة أن أيام الخلق الستة لم تنتهي بعد. فهذه الأيام ليست كما يظن كثير من الناس أنها أيام قد مرت وانتهت بل هي أيام لا زال زمانها يجري وهي إن كانت قد انتهت بالنسبة لله خالق الزمان والمكان إلا أنها بالنسبة للبشر لم تنته بعد بل لا زلنا نعيش في اللحظات الأخيرة من هذه الأيام. وهذا يعني أن الأيام الستة التي خلق الله خلالها جميع موجودات هذا الكون تمثل العمر الكلي للكون منذ أن خلقه الله من الدخان وإلى أن يطويه الله كطي السجل للكتب ويعيده جميع مادته إلى النقطة التي بدأت منها. وليس من الصعب على القارئ أن يستوعب هذا الأمر إذا ما علم أن مكونات الكون قد تم خلقها على مدى هذه الأيام الستة.فالإنسان الحديث قد تم خلقه قبل ما يقرب من عشرين ألف سنة،حسب تقديرات العلماء وهي تمثل آخر ساعة من ساعات اليوم السادس من أيام الخلق الستة،فمن السهل أن نستنج من هذا أننا لا زلنا نعيش ضمن هذه الأيام الستة.
ويمكننا الآن أن نستعين بالمعلومات الواردة في الآية القرآنية المتعلقة بخلق الكون وبعض التقديرات الدقيقة لبعض الأحداث التي مر بها الكون للحصول على رقم تقريبي لعمر هذا الكون. فقد حددت هذه الآية أن الجبال قد بدأت بالتكون في بداية الأيام الأربعة الأخيرة من أيام الخلق الستة ولو تمكنا من معرفة عمر أقدم جبال الأرض تكونا فمن السهل علينا حساب عمر الكون وهذا على افتراض أننا نعيش في اللحظات الأخيرة من أيام الخلق الستة كما أكدت على ذلك كثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية. لقد استخدم العلماء طرقا مختلفة لتقدير عمر الأرض وما عليها من جبال وما فيها من متحجرات وذلك لدراسة تطور الحياة عليها من خلال تحديد أعمار العينات التي يدرسونها. إن أكثر الطرق دقة في تحديد أعمار الجبال هي تلك التي تعتمد على التحلل الإشعاعي لبعض العناصر المشعة كاليورانيوم والثوريوم والبوتاسيوم فمن خلال قياس نسبة الرصاص إلى اليورانيوم في عينة مأخوذة من جبل ما وبمعرفة العمر النصفي لليورانيوم يمكن تحديد عمر هذه العينة وبالتالي زمن تكون هذا الجبل. لقد وجد العلماء أن عمر أقدم جبال الأرض والموجود في الدرع الكندي يبلغ أربعة بلايين سنة تقريبا. وبما أن هذه المدة تساوي أربعة أيام من أيام الخلق الستة فإن طول كل يوم من أيام الخلق سيكون بليون سنة تقريبا وعليه فإن عمر الكون سيكون ستة بلايين سنة،وهذا على افتراض أن عمر أقدم الجبال صحيحا. ولكن يبقى علم هذا الأمر عند عالم الغيب والشهادة خالق السموات والأرض القائل سبحانه "وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلاّ هو ويعلم ما في البرّ والبحر وما تسقط من ورقة إلاّ يعلمها ولا حبّة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلاّ في كتاب مبين" الأنعام 59 وقوله سبحانه "إليه يردّ علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلاّ بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا ءاذنّاك ما منّا من شهيد" فصلت 47.
المراجع
1- بداية الخلق في القرآن الكريم، د. منصور العبادي، دار الفلاح للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، طبعة 2006م.
2- الكون، تأليف كارل ساغان، ترجمةنافع لبس، عالم المعرفة، تشرين أول 1993م، الكويت.
3- مصدر الصور موقع الموسوعة الحرة http://en.wikipedia.org/wiki/Main_Page
الكاتب:
الأستاذ الدكتور منصور إبراهيم أبو شريعة العبادي
قسم الهندسة الكهربائية-جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
اربد – الأردن
تلفون ثابت: عمان 5412220 -6-962
تلفون خلوي: عمان 0795574238
  #834  
قديم 07-11-2013, 07:56 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو


علماء الإسلام يجمعون على كروية الأرض


إعداد الأستاذ عبد الرحيم الشريف
1- ابن تيمية
ينقل إجماع علماء الإسلام على مر العصور على كروية الأرض و السماء
كما جاء مجموع الفتاوى، 6 / 587 فما بعدها
سُئِلَ: - عَنْ رَجُلَيْنِ تَنَازَعَا فِي " كَيْفِيَّةِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ " هَلْ هُمَا " جِسْمَانِ كُرِّيَّانِ " ؟ فَقَالَ أَحَدُهُمَا كُرِّيَّانِ ; وَأَنْكَرَ الآخَرُ هَذِهِ الْمَقَالَةَ وَقَالَ: لَيْسَ لَهَا أَصْلٌ وَرَدَّهَا فَمَا الصَّوَابُ ؟
فَأَجَابَ:
(( السَّمَاوَاتُ مُسْتَدِيرَةٌ عِنْدَ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَقَدْ حَكَى إجْمَاعَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى ذَلِكَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ الْعُلَمَاءِ أَئِمَّةِ الإِسْلامِ.
مِثْلُ: أَبِي الْحُسَيْنِ أَحْمَد بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْمُنَادِي أَحَدِ الأَعْيَانِ الْكِبَارِ مِنْ الطَّبَقَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ أَصْحَابِ الإِمَامِ أَحْمَد وَلَهُ نَحْوُ أَرْبَعِمِائَةِ مُصَنَّفٍ.
وَحَكَى الإِجْمَاعَ عَلَى ذَلِكَ الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ بْنُ حَزْمٍ وَأَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِيِّ وَرَوَى الْعُلَمَاءُ ذَلِكَ بِالأَسَانِيدِ الْمَعْرُوفَةِ عَنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَذَكَرُوا ذَلِكَ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ وَبَسَطُوا الْقَوْلَ فِي ذَلِكَ بِالدَّلائِلِ السَّمْعِيَّةِ.
وَإِنْ كَانَ قَدْ أُقِيمَ عَلَى ذَلِكَ أَيْضًا دَلائِلُ حِسَابِيَّةٌ.
و َلا أَعْلَمُ فِي عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ الْمَعْرُوفِينَ مَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ; إلا فِرْقَةٌ يَسِيرَةٌ مَنْ أَهْلِ الْجَدَلِ لَمَّا نَاظَرُوا الْمُنَجِّمِينَ فَأَفْسَدُوا عَلَيْهِمْ فَاسِدَ مَذْهَبِهِمْ فِي الأَحْوَالِ وَالتَّأْثِيرِ خَلَطُوا الْكَلامَ مَعَهُمْ بِالْمُنَاظَرَةِ فِي الْحِسَابِ وَقَالُوا عَلَى سَبِيلِ التَّجْوِيزِ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُرَبَّعَةً أَوْ مُسَدَّسَةً أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ ; وَلَمْ يَنْفُوا أَنْ تَكُونَ مُسْتَدِيرَةً لَكِنْ جَوَّزُوا ضِدَّ ذَلِكَ.
وَمَا عَلِمْت مَنْ قَالَ إنَّهَا غَيْرُ مُسْتَدِيرَةٍ - وَجَزَمَ بِذَلِكَ - إلا مَنْ لا يُؤْبَهُ لَهُ مِنْ الْجُهَّالِ.
وَمِنْ الأَدِلَّةِ عَلَى ذَلِكَ قوله تعالى: (( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )).
وَقَالَ تَعَالَى: (( لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَ لا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )).
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ مِنْ السَّلَفِ: فِي فَلْكَةٍ مِثْلِ فَلْكَةِ الْمِغْزَلِ، وَهَذَا صَرِيحٌ بِالاسْتِدَارَةِ وَالدَّوَرَانِ وَأَصْلُ ذَلِكَ: أَنَّ " الْفَلَكَ فِي اللُّغَةِ " هُوَ الشَّيْءُ الْمُسْتَدِيرُ يُقَالُ تَفَلَّكَ ثَدْيُ الْجَارِيَةِ إذَا اسْتَدَارَ وَيُقَالُ لِفَلْكَةِ الْمِغْزَلِ الْمُسْتَدِيرَةِ فَلْكَةٌ ; لاسْتِدَارَتِهَا.
فَقَدْ اتَّفَقَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ وَاللُّغَةِ عَلَى أَنَّ " الْفَلَكَ " هُوَ الْمُسْتَدِيرُ وَالْمَعْرِفَةُ لِمَعَانِي كِتَابِ اللَّهِ إنَّمَا تُؤْخَذُ مِنْ هَذَيْنِ الطَّرِيقَيْنِ: مِنْ أَهْلِ التَّفْسِيرِ الْمَوْثُوقِ بِهِمْ مِنْ السَّلَفِ وَمِنْ اللُّغَةِ: الَّتِي نَزَلَ الْقُرْآنُ بِهَا وَهِيَ لُغَةُ الْعَرَبِ.
وَقَالَ تَعَالَى: (( يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ )).
قَالُوا: وَ " التَّكْوِيرُ " التَّدْوِيرُ يُقَالُ: كَوَّرْت الْعِمَامَةَ وَكَوَّرْتهَا: إذَا دَوَّرْتهَا وَيُقَالُ: لِلْمُسْتَدِيرِ كَارَةٌ وَأَصْلُهُ " كورة " تَحَرَّكَتْ الْوَاوُ وَانْفَتَحَ مَا قَبْلَهَا فَقُلِبَتْ أَلِفًا.
وَيُقَالُ أَيْضًا: " كُرَةٌ " وَأَصْلُهُ كُورَةٌ وَإِنَّمَا حُذِفَتْ عَيْنُ الْكَلِمَةِ كَمَا قِيلَ فِي ثُبَةٍ وَقُلَةٍ. وَاللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَسَائِرُ أَحْوَالِ الزَّمَانِ تَابِعَةٌ لِلْحَرَكَةِ ; فَإِنَّ الزَّمَانَ مِقْدَارُ الْحَرَكَةِ ; وَالْحَرَكَةُ قَائِمَةٌ بِالْجِسْمِ الْمُتَحَرِّكِ فَإِذَا كَانَ الزَّمَانُ التَّابِعُ لِلْحَرَكَةِ التَّابِعَةِ لِلْجِسْمِ مَوْصُوفًا بِالاسْتِدَارَةِ كَانَ الْجِسْمُ أَوْلَى بِالِاسْتِدَارَةِ.
وَقَالَ تَعَالَى: (( مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ )).
وَلَيْسَ فِي السَّمَاءِ إلا أَجْسَامُ مَا هُوَ مُتَشَابِهٌ.
َأَمَّا التَّثْلِيثُ وَالتَّرْبِيعُ وَالتَّخْمِيسُ وَالتَّسْدِيسُ وَغَيْرُ ذَلِكَ: فَفِيهَا تَفَاوُتٌ وَاخْتِلافٌ بِالزَّوَايَا وَالأَضْلاعِ لا خِلافَ فِيهِ وَ لا تَفَاوُتَ ; إذْ الاسْتِدَارَةُ الَّتِي هِيَ الْجَوَانِبُ.
وَفِي الْحَدِيثِ الْمَشْهُورِ فِي سُنَنِ أَبِي داود وَغَيْرِهِ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ جهدت الأَنْفُسُ وَهَلَكَ الْمَالُ ; وَجَاعَ الْعِيَالُ فَاسْتَسْقِ لَنَا ; فَإِنَّا نَسْتَشْفِعُ بِاَللَّهِ عَلَيْك وَنَسْتَشْفِعُ بِك عَلَى اللَّهِ: فَسَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى عُرِفَ ذَلِكَ فِي وُجُوهِ أَصْحَابِهِ وَقَالَ: (( وَيْحَك إنَّ اللَّهَ لا يُسْتَشْفَعُ بِهِ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ شَأْنُ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ إنَّ عَرْشَهُ عَلَى سَمَوَاتِهِ هَكَذَا وَ قَالَ بِيَدِهِ مِثْلُ الْقُبَّةِ وَ أَنَّهُ يَئِطُّ بِهِ أَطِيطَ الرَّحْلِ الْجَدِيدِ بِرَاكِبِهِ )).

فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ الْعَرْشَ عَلَى السَّمَوَاتِ مِثْلُ الْقُبَّةِ وَهَذَا إشَارَةٌ إلَى الْعُلُوِّ وَالإِدَارَةِ.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( إذَا سَأَلْتُمْ اللَّهَ الْجَنَّةَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَعْلَى الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَسَقْفُهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ )).
وَالأَوْسَطُ لا يَكُونُ أَوْسَطَ إلا فِي الْمُسْتَدِيرِ.
وَ قَدْ قَالَ إيَاسُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: السَّمَاءُ عَلَى الأَرْضِ مِثْلُ الْقُبَّةِ.
وَالآثَارِ فِي ذَلِكَ لا تَحْتَمِلُهَا الْفَتْوَى ; وَإِنَّمَا كَتَبْت هَذَا عَلَى عَجَلٍ.
وَالْحِسُّ مَعَ الْعَقْلِ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ فَإِنَّهُ مَعَ تَأَمُّلِ دَوَرَانِ الْكَوَاكِبِ الْقَرِيبَةِ مِنْ الْقُطْبِ فِي مَدَارٍ ضَيِّقٍ حَوْلَ الْقُطْبِ الشَّمَالِيِّ ثُمَّ دَوَرَانِ الْكَوَاكِبِ الْمُتَوَسِّطَةِ فِي السَّمَاءِ فِي مَدَارٍ وَاسِعٍ وَكَيْفَ يَكُونُ فِي أَوَّلِ اللَّيْلِ وَفِي آخِرِهِ ؟ يُعْلَمُ ذَلِكَ.
وَكَذَلِكَ مَنْ رَأَى حَالَ الشَّمْسِ وَقْتَ طُلُوعِهَا وَاسْتِوَائِهَا وَغُرُوبِهَا فِي الأَوْقَاتِ الثَّلاثَةِ عَلَى بُعْدٍ وَاحِدٍ وَشَكْلٍ وَاحِدٍ مِمَّنْ يَكُونُ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ عَلِمَ أَنَّهَا تَجْرِي فِي فَلَكٍ مُسْتَدِيرٍ وَأَنَّهُ لَوْ كَانَ مُرَبَّعًا لَكَانَتْ وَقْتَ الاسْتِوَاءِ أَقْرَبَ إلَى مَنْ تُحَاذِيهِ مِنْهَا وَقْتَ الطُّلُوعِ وَالْغُرُوبِ وَدَلائِلُ هَذَا مُتَعَدِّدَةٌ.
وَأَمَّا مَنْ ادَّعَى مَا يُخَالِفُ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ فَهُوَ مُبْطِلٌ فِي ذَلِكَ وَإِنْ زَعَمَ أَنَّ مَعَهُ دَلِيلا حِسَابِيًّا ".
2- وقال أيضاً في درء التعارض 6/336.
السؤال:

هل الكرة الأرضية موجودة في السماء الدنيا أم تحتها مع العلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم عرج به إلى السماء والعروج لا يكون إلا من الأسفل إلى الأعلى ؟.
الجواب:
الحمد لله
السماء الدنيا محيطة بالأرض، وهي عالية عليها، فحيثما ذهب الإنسان في الأرض كانت السماء فوقه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
" فإنه معلوم بصريح العقل أن الهواء فوق الأرض، والسماء فوق الأرض، وهذا معلوم قبل أن يُعلم كون السماء محيطة بالأرض... والعلو معنى معقول لا يشترط فيه الإحاطة، وإن كانت الإحاطة لا تناقضه... ولهذا كان الناس يعلمون أن السماء فوق الأرض، والسحاب فوق الأرض قبل أن يخطر بقلوبهم أنها محيطة بالأرض " اهـ. "

3- ابن القيم:
وذكر ابن القيم في "الصواعق المرسلة" (4/1308) أن القول بأن السماء ليست محيطة بالأرض، وإنما هي سقف لها فقط، ذكر أن هذا القول مخالف للإجماع ولما دل عليه العقل والحس.

4- ابن حزم:
قال: " فالأرض على هذا البرهان الشاهد هي مكان التحت للسموات ضرورة، فمِن حيث كانت السماء فهي فوق الأرض، ومِن حيث قابلتْها الأرض فالأرض تحت السماء ولا بد، وحيث ما كان ابن آدم فرأسه إلى السماء ورجلاه إلى الأرض " اهـ. "الفِصَل بين الملل والنِّحَل" ( 2 / 243).
وابن حزم ينقل إجماع القرآن و السنة و أئمة المسلمين على كروية الأرض و السماء
الفصل في الملل و الأهواء و النحل 1/349 فما بعدها
" قال أبو محمد: وهذا حين نأخذ إن شاء الله تعالى في ذكر بعض ما اعترضوا به وذلك أنهم قالوا إن البراهين قد صحت بأن الأرض كروية والعامة تقول غير ذلك وجوابنا وبالله تعالى التوفيق إن أحداً من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم رضي الله عنهم لم ينكروا تكوير الأرض ولا يحفظ لأحد منهم في دفعه كلمة بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها قال الله عز وجل: { يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل‏ }.
وهذا أوضح بيان في تكوير بعضها على بعض مأخوذ من كور العمامة وهو إدارتها وهذا نص على تكوير الأرض ودوران الشمس كذلك وهي التي منها يكون ضوء النهار بإشراقها وظلمة الليل بمغيبها وهي آية النهار بنص القرآن قال تعالى‏: {وجعلنا آية النهار مبصرة‏ }.
فيقال لمن أنكر ما جهل من ذلك من العامة: أليس إنما افترض الله عز وجل علينا أن نصلي الظهر إذا زالت الشمس فلابد من نعم فيسألون عن معنى زوال الشمس فلابد من أنه إنما هو انتقال الشمس عن مقابلة من قابل بوجهه القرص واستقبل بوجهه وأنفه وسط المسافة التي بين موضع طلوع الشمس وبين موضع غروبها في كل زمان وكل مكان وأخذها إلى جهة حاجبه الذي يلي موضع غروب الشمس وذلك إنما هو في أول النصف الثاني من النهار وقد علمنا أن المداين من معمور الأرض آخذة على أديمها من مشرق إلى مغرب ومن جنوب إلى شمال فيلزم من قال إن الأرض منتصبة الأعلى على غير مكورة أن كل من كان ساكناً في أول المشرق أن يصلي الظهر في أول النهار ضرورة ولابد إثر صلاة الصبح بيسير لأن الشمس بلا شك تزول عن مقابلة ما بين حاجبي كل واحد منهم في أول النهار ضرورة ولابد أن كان أمر على ما تقولون.
ولا يحل لمسلم أن يقول إن صلاة الظهر تجوز أن تصلى قبل نصف النهار ويلزمهم أيضاً أن من كان ساكناً في آخر المغرب إن الشمس لا تزول عن مقابلة ما بين حاجبي كل واحد منهم إلا في آخر النهار فلا يصلون الظهر إلا في وقت لا يتسع لصلاة العصر حتى تغرب الشمس وهذا خارج عن حكم دين الإسلام.
وأما من قال بتكويرها فإن كل من ظهر الأرض لا يصلي الظهر إلا إثر انتصاف نهاره أبداً على كل حال وفي كل زمان وفي كل مكان وهذا بين لا خفاء بل وقال عز وجل‏: { سبع سموات طباقاً‏ } وقال تعالى‏: { ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق‏ }.
وهكذا قام البرهان من قبل كسوف الشمس والقمر بعض الدراري لبعض على أنها سبع سموات وعلى أنها طرائق وقوله تعالى طرائق يقتضي متطرقاً فيه وقال تعالى‏: {وسع كرسيه السموات والأرض‏ }.
وهذا نص ما قام عليه البرهان من انطباق بعضها على بعض وإحاطة الكرسي بالسموات السبع وبالأرض وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسألوا الله الفردوس الأعلى فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوق ذلك عرش الرحمن وقال تعالى‏: { الرحمن على العرش استوى‏ }.
فأخبر هذان النصان بأن ما على العرش هو منتهى الخلق وناية العالم وقال تعالى‏: { إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب وحفظاً من كل شيطان مارد }.
وهذا هو نص ما قام البرهان عليه من أن الكواكب المرمي بها هي دون سماء الدنيا لأنها لو كانت في السماء لكان الشياطين يصلون إلى السماء أو كانت هي تخرج عن السماء وإلا فكانت تلك الشهب لا تصل إليهم إلا بذلك وقد صح أنهم ممنوعون من السماء بالرجوم فصح أن الرجوم دون السماء وأيضاً فإن تلك الرجوم ليست نجوماً معروفة أصلاً وإنما هي شهب ونيازك من نار تتكوكب وتشتعل وتطفأ ولا نار في السموات أصلاً فلم نجد الاختلاف إلا في الأسماء لاختلاف اللغات وقد اعترض القاضي منذر بن سعيد في هذا فجعل الأفلاك غير السموات.
قال أبو محمد: ولا برهان على ما ذكر إلا أنه قال إن السموات هي فوق الأرض وهذا ليس بشيء لأن التحت والفوق من باب الإضافة لا يقال في شيء تحت إلا وهو فوق لشيء آخر حاشى مركز الأرض فإنه تحت مطلق لا تحت له البتة وكذلك كل ما قيل فيه أنه فوق فهو أيضاً تحت لشيء آخر حاشى الصفحة العليا من الفلك إلا على المقسوم بقسمة البروج فهي فوق لا فوق لها البتة فالأرض على هذا البرهان الشاهد هي مكان التحت للسموات ضرورة فمن حيث كانت السماء فهي فوق الأرض ومن حيث قابلتها الأرض فهي تحت السماء ولابد وحيث ما كان ابن آدم فرأسه إلى السماء ورجلاه إلى الأرض وقد قال الله عز وجل‏: { ألم يروا كيف خلق الله سبع سموات طباقاً وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً‏ }.
وقال تعالى‏: {جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً‏ }فأخبر الله تعالى إخباراً لا يرده إلا كافر بأن القمر في السماء وأن الشمس أيضاً في السماء ثم قد قام البرهان الضروري المشاهد بالعيان على دورانها حول الأرض من مشرق إلى مغرب ثم من مغرب إلى مشرق فلو كان على ما يظن أهل الجهل لكانت الشمس والقمر إذا دارا بالأرض وصارا فيما يقابل صفحة الأرض التي لسنا عليها قد خرجا عن السماء وهذا تكذيب لله تعالى فصح بهذا أنه لا يجوز أن يفارق الشمس والقمر السموات ولا أن يخرجا عنها لأنهما كيف دارا فهما في السموات فصح ضرورة أن السموات مطابقة طباقاً على الأرض وأيضاً فقد نص تعالى كما ذكرنا على أن الشمس والقمر والنجوم في السموات ثم قال تعالى‏: {وكلٌ في فلك يسبحون}.
وبالضرورة علمنا أنه لا يمكن أن يكون جرم في وقت واحد في مكانين فلو كانت السموات غير الأفلاك وكانت الشمس والقمر بنص القرآن في السموات وفي الفلك لكانا في مكانين في وقت غير متداخلين واحد وهذا محال ممتنع ولا ينسب القول بالمحال إلى الله عز وجل إلا أعمى القلب فصح أن الشمس في مكان واحد وهو سماء وهو فلك وهكذا القول في القمر وفي النجوم وقوله تعالى: { وكلٌ في فلك يسبحون }نص جلي على الاستدارة لأنه أخبر تعالى أن الشمس والقمر والنجوم سابحة في الفلك ولم يخبر تعالى أن لها سكوناً فلو لم تستدر لكانت على أباد الدهور بل في الأيام اليسيرة تغيب عنا حتى لا نراها أبداً لو مشت على طريق واحد وخط واحد مستقيم أو معوج غير مستدير لكنا أمامها أبداً وهذا باطل فصح بما نراه من كرورها من شرق إلى غرب وغرب إلى شرق أنها دائرة ضرورة وكذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سئل عن قول الله تعالى‏: { والشمس تجري لمستقرٍ لها‏ }.
فقال عليه السلام: (( مستقرها تحت العرش ))وصدق صلى الله عليه وسلم لأنها أبداً تحت العرش إلى يوم القيامة وقد علمنا أن مستقر الشيء هو موضعه الذي يلزم فيه ولا يخرج عنه وإن مشى فيه من جانب إلى جانب، و سجودها هو سيرها فيه.
حدثنا أحمد بن عمر بن أنس العذري ثنا عبد الله ابن أحمد الهروي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي حدثنا إبراهيم بن خزيم ثنا عبد بن حميد حدثني سليمان بن حرب الواسحي ثنا حماد بن سلمة عن اياسي بن معاوية المزني قال: (( السماء مقببة هكذا على الأرض )).
وبه إلى عبد بن حميد حدثني يحيى بن عبد الحميد عن يعقوب عن جعفر هو ابن أبي وحشية عن سعيد بن جبير قال جاء رجل إلى ابن عباس فقال أرأيت قول الله عز وجل‏: { سبع سموات ومن الأرض مثلهن‏ } قال ابن عباس: (( هن ملتويات بعضهن على بعض )).
حدثنا عبد الله بن ربيع التميمي ثنا محمد بن معاوية القرشي حدثنا أبو يحيى زكريا ابن يحيى الساجي البصري قال أنبأنا عبد الأعلى ومحمد بن المثنى وسلمة بن شبيب قالوا كلهم ثنا وهب بن جرير بن حازم قال سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن يعقوب بن عتبة وجبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله جهدت الأنفس وضاع العيال ونهكت الأموال وهلكت الأنعام فاستسق الله لنا ! فذكر الحديث بطوله وفيه أنه صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي: (( ويحك تدري ما الله إن عرشه على سمواته وأرضه هكذا ))وقال بأصابعه مثل القبة. ووصف لهم ابن جرير بيده وأمال كفه وأصابعه اليمنى وقال هكذا.
حدثنا محمد بن سعيد بن نبات ثنا أحمد بن عون الله وأحمد بن عبد البصير قالا جميعاً أنبأنا قاسم بن اصبع ثنا محمد بن عبد السلام الخشني ثنا محمد بن بشار بندار ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث التنوري ثنا شعبة عن الأعمش هو سليمان بن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: (( كل في فلك يسبحون ))فلك كفلك المغزل.
قال أبو محمد: وذكروا أيضاً قول الله عز وجل عن ذي القرنين‏: { وجدها تغرب في عين حمئة } وقريء‏ أيضاً حامية.
قال أبو محمد: وهذا هو الحق بلا شك وذو القرنين كان في العين الحمئة الحامية حمئة من حماتها حامية من استحرارها كما تقول رأيتك في البحر تريد أنك إذ رأيته كنت أنت في البحر وبرهان هذا: أن مغرب الشمس لا يجهل مقدار عظيم مساحته إلا جاهل ومقدار ما بين أول مغربها الشتوي إذا كانت من آخر رأس الجدي إلى آخر مغربها الصيفي إذا كانت من رأس السرطان مرئيٌّ مشاهد ومقداره ثمان وأربعون درجة من الفلك وهو يوازي من الأرض كلها بالبرهان الهندسي أقل من مقدار السدس يكون من الأميال نحو ثلاثة آلاف ميل ونيف وهذه المساحة لا يقع عليها في اللغة اسم عين البتة لاسيما أن تكون عيناً حمئة حامية وباللغة العربية خوطبنا فلم تيقنا أنها عين بإخبار الله عز وجل الصادق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه علمنا يقيناً أن ذا القرنين انتهى به السير في الجهة التي مشى فيها من المغارب إلى العين المذكورة وانقطع له إمكان المشي بعدها لاعتراض البحار هنالك وقد علمنا بالضرورة أن ذا القرنين وغيره من الناس ليس يشغل من الأرض إلا مقدار مساحة جسمه فقط قائماً أو قاعداً أو مضطجعاً ومن هذه صفته فلا يجوز أن يحيط بصره من الأرض بمقدار مكان المغارب كلها لو كان مغيبها في عين من الأرض كما يظن أهل الجهل ولابد من أن يلقى خط بصره من حدبة الأرض أو من نشز من أنشازها ما يمنع الخط من التمادي إلى أن يقول قائل إن تلك العين هي البحر فلا يجوز أن يسمى البحر في اللغة عيناً حمئة ولا حامية وقد أخبر الله عز وجل أن الشمس تسبح في الفلك وأنها إنما هي من الفلك سراج وقول الله تعالى هو الصدق الذي لا يجوز أن يختلف ولا يتناقض فلو غابت في عين في الأرض كما يظن أهل الجهل أو في البحر لكانت الشمس قد زالت عن السماء وخرجت عن الفلك وهذا هو الباطل المخالف لكلام الله عز وجل حقاً نعوذ من ذلك فصح يقيناً بلا شك أن ذا القرنين كان هو في العين الحمئة الحامية حين انتهى إلى آخر البر في المغارب وبالله التوفيق لاسيما مع ما قام البرهان عليه من أن جرم الشمس أكبر من جرم الأرض وبالله تعالى التوفيق.
وبرهان آخر قاطع: وهو قول الله عز و جل: { وجدها تغرب في عين حامية‏ }وقري حمئة‏، { ووجد عندها قوماً‏ }، فصح ضرورة أنه وجد القوم عند العين لا عند الشمس.
5- و قال الغزالي رحمه الله
في تهافت الفلاسفة ص80:" القسم الثاني: ما لا يصدم مذهبهم فيه أصلاً من أصول الدين، و ليس من ضرورة تصديق الأنبياء و الرسل - صلوات الله عليهم - منازعتهم فيه، كقولهم: إن الكسوف القمري عبارة عن انمحاء ضوئه بتوسط الأرض بينه وبين الشمس، من حيث أنه يقتبس نوره من الشمس، والأرض كرة، والسماء محيط بها من الجوانب، فإذا وقع القمر في ظل الأرض، انقطع عنه نور الشمس ؛ وكقولهم: إن كسوف الشمس معناه وقوف جرم القمر بين الناظر وبين الشمس، وذلك عند اجتماعهما في العقدتين على دقيقة واحدة.
وهذا الفن لسنا نخوض في إبطاله إذ لا يتعلق به غرض، ومن ظن أن المناظرة في إبطال هذا من الدين، فقد جنى على الدين وضعف أمره، فأن هذه الأمور تقوم عليها براهين هندسية حسابية، لا يبقى معها ريبة، فمن يطلع عليها، ويتحقق أدلتها، حتى يخبر بسببها عن وقت الكسوف، وقدرهما، ومدة بقائهما إلى الانجلاء، إذا قيل له: إن هذا على خلاف الشرع، لم يسترب فيه وإنما يستريب في الشرع، وضرر الشرع ممن ينصره لا بطريقة، أكثر من ضرره ممن يطعن فيه بطريقه، وهو كما قيل: عدو عاقل خير من صديق جاهل.
6- الفخر الرازي
و قال الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله
مفاتيح الغيب ج19 ص1
في تفسير قوله تعالى: " وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " [الرعد: 3].
قال الرازي: " المد هو البسط إلى ما لا يدرك منتهاه، فقوله: " وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ ". يشعر بأنه تعالى جعل حجم الأرض حجماً عظيماً لا يقع البصر على منتهاه، لأن الأرض لو كانت أصغر حجما مما هي الآن عليه لما كمل الانتفاع به... والكرة إذا كانت في غاية الكبر، كان كل قطعة منها تشاهد كالسطح "
وقال كذلك في تفسيره مفاتيح الغيب21/142 قال: " ثبت بالدليل أن الأرض كرة وأن السماء محيطة بها، ولا شك أن الشمس في الفلك.. ومعلوم أن جلوس قوم في قرب الشمس غير موجود، وأيضاً الشمس أكبر من الأرض بمرات كثيرة، فكيف يعقل دخولها في عين من عيون الأرض ؟ إذا ثبت هذا فنقول: تأويل قوله: " تَغْرُبُ فِيْ عَيْنٍ حَمِئَةٍ "من وجوه.. أن ذا القرنين لما بلغ موضعها في المغرب ولم يبق بعده شيء من العمارات، وجد الشمس كأنها تغرب في عينٍ وهدةٍ مظلمةٍ ـ وإن لم تكن كذلك في الحقيقة ـ كما أن راكب البحر يرى الشمس كأنها تغيب في البحر إذا لم ير الشط، وهي في الحقيقة تغيب وراء البحر..
قال أهل الأخبار: إن الشمس تغيب في عين كثيرة الماء والحمأة، وهذا في غاية البعد، وذلك لأنا إذا رصدنا كسوفاً قمرياً فإذا اعتبرناه ورأينا أن المغربيين قالوا: "حصل هذا الكسوف في أول الليل"، ورأينا المشرقيين قالوا: "حصل في أول النهار"، فعلمنا أن أول الليل عند أهل المغرب هو أول النهار الثاني عند أهل المشرق، بل ذلك الوقت الذي هو أول الليل عندنا فهو وقت العصر في بلد، ووقت الظهر في بلد آخر، ووقت الضحوة في بلد ثالث، ووقت طلوع الشمس في بلد رابع، ونصف الليل في بلد خامس. وإذا كانت هذه الأحوال معلومة بعد الاستقراء والاعتبار، وعلمنا أن الشمس طالعة ظاهرة في كل هذه الأوقات كان الذي يقال: إنها تغيب في الطين والحمأة كلاماً على خلاف اليقين. وكلام الله تعالى مبرَّأ عن هذه التهمة ".
7- ابن باز:
قال الشيخ عاصم القريوتي حفظه الله: (( يثبت الشيخ – أي: ابن باز – رحمه الله ويقرر كروية الأرض، كغيره من علماء الإسلام، وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية الإجماع على ذلك في عدة كتب منها " العرشية " و " درء تعارض النقل والعقل " ( 6 / 339 )، وانظر " رسالة في الهلال " من " مجموع الفتاوى " ( 25 / 195 )، ونقل الإجماع ابن كثير في " البداية والنهاية " كما في " آفاق الهداية " ( 1 / 173 ).
ومن العجب أنه افتُري على الشيخ ابن باز – رحمه الله – في حياته بأنه ينكر كروية الأرض.

والشيخ موافق لعلماء الإسلام في هذه المسألة.
ولقد سألته عام 1395 هـ تقريباً أو 1394 هـ عن هذه المسألة وأن له كتاباً زعموا أنه له باسم " الباز المنقض على من قال بكروية الأرض ": فعجب من ذلك، وسخر من هذا الافتراء )) كوكبة من أئمة الهدى ومصابيح الدجى ص167.
كما قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: (( … أما ما نشرته عني مجلة " السياسة " نقلاً عن البيان الذي كتبه كتَّاب وأدباء التجمع التقدمي في مصر من: إنكاري هبوط الإنسان على سطح القمر وتكفير من قال بذلك ! أو قال إن الأرض كروية، أو تدور: فهو كذب بحت !! لا أساس له من الصحة، وقد يكون الناقل لم يتعمد الكذب ولكن لم يتثبت في النقل.
ومقالي مطبوع ومنشور وقد أوضحت فيه الرد على من هبوط الإنسان على سطح القمر، أو كفَّر مَن صدَّق بذلك، وبيَّنتُ أن الواجب على من لا علم لديه التوقف وعدم التصديق بذلك، وبيَّنتُ أن الواجب على من علم لديه التوقف وعدم التصديق والتكذيب حتى يحصل له من المعلومات ما يقتضي ذلك.
كما أني قد أثبتُّ في المقال فيما نقلتُه عن العلاَّمة ابن القيم رحمه الله ما يدل على إثبات كروية الأرض.)) مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز ( 9 / 228 ).



  #835  
قديم 07-11-2013, 07:58 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

علماء الإسلام يجمعون على كروية الأرض الجزء الثاني



بقلم الأستاذ عبد الرحيم الشريف
سبق بيان قول ابن تيمية وابن القيم وابن حزم والغزالي والرازي وابن باز بكروية الأرض، ونقلهم الإجماع على ذلك.
وهنا مزيد من ذلك، مع إشارات جديدة وهي: " سبق العلماء المسلمين لاكتشاف الجاذبية الأرضية، وتقسيم الكرة الأرضية إلى خطوط طول ودوائر عرض، وأن الأرض ليست كرة منتظمة التكوير ":
1- قال المقدسي في مقدمة كتاب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم:
" أما الأرض فإنها كالكرة، والأرض جاذبة لما في أيديهم من الثقل؛ لأن الأرض بمنزلة الحجر [المغناطيس] الذي يجذب الحديد. والأرض مقسومة بنصفين بينهما خط الاستواء، وهو من المشرق إلى المغرب، وهذا طول الأرض، وهو أكبر خط في كرة الأرض ".
2- وفي مقدمة كتاب المسالك والممالك لابن خرداذبة:
" الأرض بمنزلة الحجر [المغناطيس] الذي يجتذب الحديد،والأرض مقسومة بنصفين بينهما خط الاستواء وهو من المشرق إلى المغرب وهذا طول الأرض. وهو أكبر خط في كرة الأرض، فاستدارة الأرض في موضع خط الاستواء ثلاثمائة وستون درجة".
أما الأقوال الأخرى حول كروية الأرض:
3- قال الشريف الإدرسي أنه صحيح أن الأرض مستديرة، ولكنها غير كاملة الاستدارة:
جاء في مقدمة كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار لابن فضل الله العمري
" قال الشريف: ومع كون الأرض كرة، هي غير صادقة الاستدارة".

4- قال أبو بكر الصوفي كما ورد في وفيات الأعيان لابن خلكان 4/359:
" لو وضعنا طرف حبل على أي موضع كان من الأرض، وأدرنا الحبل على كرة الأرض، انتهينا بالطرف الآخر إلى ذلك الموضع من الأرض، والتقى الطرفان ".

5- وفي مقدمة كتاب المنتظم لابن الجوزي
" قال أبو الوفاء بن عقيل: الأرض على هيئة الكرة على تدوير الفلك، موضعه في جوف الفلك كالمحة في جوف البيضة، والنسيم يحيط بها كالبياض من البيضة حول المحّة، والفلك يحيط بالنسيم كإحاطة القشرة البيضاء بالبياض المحيط بالمحة، والأرض مقسومة نصفين بينهما خط الاستواء، وهو من المشرق إلى المغرب، وهو طول الأرض، وهو أكبر خط في كرة الأرض كما أن منطقة البروج أكبر خط في الفلك، وعرض الأرض من القطب الجنوبي الذي تدور حوله بنات نعش. واستدارة الأرض في موضع خط الاستواء ثلاثمائة وستون درجة ".

ثم قال:
" لا اختلاف بين العلماء في أن السماء مثال الكرة، وأنها تدور بجميع ما فيها من الكواكب كدور الكرة على قطبين ثابتين غير متحركين، أحدهما في ناحية الشمال، والآخر في ناحية الجنوب.
وكذلك أجمعوا على أن الأرض مثل الكرة، ويدل عليه أن الشمس والقمر والكواكب لا يوحد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الأرض في وقت واحد، بل على المشرق قبل المغرب، وكرة الأرض مثبتة في وسط كرة السماء ".

6- وفي مروج الذهب للمسعودي 1/253:
" الأرض مقسومة نصفين وبينهما خط الاستواء، وهو بين المشرق إلى المغرب وهذا هو طول الأرض؛ لأنه أكبر خط في كرة الأرض ".

7- قال الفخر الرازي في تفسيره 2/490
" فإذا فرضت دائرة أخرى عظيمة مقاطعة لها على زوايا قائمة، انقسمت كرة الأرض بهما أرباعاً ... ويقال والله أعلم أن ثلاثة الأرباع ماء ".

وفي 4/312
" الأرض كرة ، وإذا كان كذلك فكل وقت يمكن أن يفرض فهو صبح لقوم ، وظهر لثان وعصر لثالث ، ومغرب لرابع وعشاء لخامس ، ومتى كان الأمر كذلك لم تكن الكعبة منفكة قط عن توجه قوم إليها من طرف من أطراف العالم لأداء فرض الصلاة ، فكان الدوام حاصلاً من هذه الجهة ".

8- قال الذهبي في مختصر العلو، ص 73:
" الأرض في وسط السماء كبطيخة في جوف بطيخة، والسماء محيطة بها من جميع جوانبها، وأسفل العالم هو جوف كرة الأرض، وهو المركز، وهو منتهى السفل.
والتحت ـ وما دونه ـ لا يسمى تحتاً، بل لا يكون تحتاً، ويكون فوقاً، بحيث لو فرضنا خرق المركز ـ وهو سفل العالم ـ إلى تلك الجهة، لكان الخرق إلى جهة فوق.
ولو نفذ الخرق جهة السماء من تلك الجهة الأخرى، لصعد إلى جهة فوق.
وبرهان ذلك: أنا لو فرضنا مسافراً سافر على كرة الأرض من جهة المشرق إلى جهة المغرب، وامتد مسافراً، لمشى مسافراً على الكرة إلى حيث ابتدأ بالسير وقطع الكرة مما يراه الناظر أسفل منه، وهو في سفره هذا لم يبرح الأرض تحته والسماء فوقه.
فالسماء التي يشهدها الحس تحت الأرض، هي فوق الأرض لا تحتها؛ لأن السماء فوق الأرض بالذات ".

9- قال القلشندي في صبح الأعشى 1/408:
" كرة الأرض يقسمها خط في وسط بنصفين: نصف جنوبي، ونصف شمالي؛ ويسمى هذا الخط الاستواء، لاستواء الليل والنهار عنده في جميع فصول السنة، ويقاطعه خط آخر يقسمها بنصفين: نصفٍ شرقي ونصفٍ غربي؛ وتصير الأرض به أربعة أرباع ".

10- جاء في تفسير البحر المحيط 7/80
" قال أبو عبد الله الداراني: ثبت بالدليل أنّ الأرض كرة، ولا ينافي ذلك قوله: مد الأرض، وذلك أنّ الأرض جسم عظيم. والكرة إذا كانت في غاية الكبر كان قطعة منها تشاهد كالسطح ".

11- وقال العزالي في كتاب معيار العلم، ص 2:
" عرف العقل ـ ببراهين لم يقدر الحس على المنازعة فيها ـ إن قرص الشمس أكبر من كرة الأرض، بأضعاف مضاعفة ".

وأضاف، ص 51:
" إن الواقفين على نقطتين متقابلتين من كرة الأرض تتقابل أخمص أقدامهما، ونحن بالضرورة نعلم ذلك ".
12- قال ابن النفيس في شرح كتاب تشريح قانون ابن سينا، ص 112:
معللاً سبب عدم رؤية الأجسام من بعيد.. " هذا يتم سواء كانت العين مرتفعة أو منخفضة، ولكن العين المرتفعة ترى أكثر مما إذا كانت غير مرتفعة. وسبب ذلك ليس زيادة قوتها أو زيادة إدراكها، بل إن تشكُّل الأرض كرة، فالبعيد جداً ما هو على ظاهر الأرض ينستِر عن الرؤية بحدبة الأرض ".
13- قال النيسابوري في تفسيره 5/208:
" قال حكماء الإسلام : قد ثبت بالدلائل اليقينية أن الأرض كروية ".
14- قال ابن حزم في الفصل في الملل والأهواء والنحل 1/189:
" قالوا إن البراهين قد صحت بأن الأرض كروية، والعامة تقول غير ذلك.
وجوابنا وبالله تعالى التوفيق: إن أحداً من أئمة المسلمين المستحقين لاسم الإمامة بالعلم ـ رضي الله عنهم ـ لم يُنكروا تكوير الأرض، ولا يُحفظ لأحد منهم في دفعِه كلمة.
بل البراهين من القرآن والسنة قد جاءت بتكويرها قال الله عز وجل:" يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل ". وهذا أوضح بيان في تكوير بعضها على بعض، مأخوذ من كور العمامة وهو إدارتها، وهذا نص على تكوير الأرض ".
للحوار والمناقشة..
أخوكم: عبدالرحيم الشريف
[email protected]


  #836  
قديم 07-11-2013, 07:59 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

صدع الأرض بين الإيجاز والإعجاز



أ . د / ممدوح عبد الغفور حسن
رئيس هيئة المواد النووية في مصر سابقاً
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد، النبي، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
يدور حديثي اليوم حول بعض الإشارات العلمية في القرآن الكريم، وأود من البداية أن أؤكد على المنهج الذي ألتزم به في التفكير في هذه الإشارات الكريمة والذي ينطلق من نقطتين.
1 ـ كانت أول كلمة أنزلها الله من القرآن الكريم على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هي أقرأ بالرغم من أنه عليه الصلاة والسلام كان أمياً لا يقرأ، ولقد رأيت في ذلك توجيهاً للرسول عليه الصلاة والسلام وتوجيهاً لكل مسلم للاهتمام بالقراءة بمفهومها الواسع، وهو العلم الذي نتعلمه بالقلم، وأفهم من ذلك أيضاً أنه ليس العلم الديني فقط مثل الفقه والشريعة مثلاً ولكنه أيضاً العلم الدنيوي مثل الفيزياء والكيمياء والفلك والجيولوجيا. بعد ذلك حث الله الإنسان على طلب العلم ونشرع وجعل لذلك ثواباً لا يقل عن ثواب العبادات، بل قد يفوقها ثواباً.
2 ـ القرآن هو كتاب عبادة وهداية وليس مرجعاً علمياً، ومع ذلك فهو يحتوي على الكثير من الإشارات العلمية التي وردت في إيجاز وإعجاز، ولقد توصلت إلى قناعة بأن هذا الإيجاز في الإشارات العلمية يهدف إلى تشجيع الإنسان المؤمن على البحث وراء معانيها ومغزاها بتحصيل العلم في المجال الذي تختص به هذه الإشارة ودون أن يحملها أكثر مما ينبغي، ولكي تكون الإشارة دافعة إلى طلب العلم دائماً فقد صيغت في إيجاز وإعجاز إلهي بحيث تظل دائماً في حاجة إلى تفسير كلما جد في العلم جديد، وتظل دائماً وحياً وإلهاماً ونقطة انطلاق لكل من يبحث؛ ولهذا فإني أعتقد أن أي تفسير لأي إشارة علمية وردت في القرآن الكريم لن يكون تفسيراً نهائياً، بل هو مرحلة ويجب تطويره مع التطورات العلمية باستمرار، وبالتالي فإنني أوقن أن من يعتقد أنه قد فسر أي إشارة علمية تفسيراً نهائياً فهو واهم؛ لأننا لا ندري ما يأتي به العلم في المستقبل. لذلك فإنني أحاول أولاً أن أفهم الظاهرة التي تتناولها الإشارة القرآنية فهما جيداً وبعدها أحاول أن أضع تصوراً للفرضية التفسيرية التي يمكن أن تكون تفسيراً لها، أخذاً في الاعتبار أن هذه الفرضية ليست نهائية وإنما هي مرحلية حسب الشواهد والمعلومات المتوفرة في ذلك الوقت، ومع تراكم المعلومات يجب مراجعة تلك الفرضيات وتعديلها.
من هذا المنطلق سأتناول شرح أربعة ظواهر جيولوجيةجاءت في سياق لعض الآيات الكريمة لأبين أن هذه الآيات تضمنت ما وصلت إليه معارفنا الحديثة، فهي بالنسبة لنا إعجاز علمي لأنها تشير إلى معارف لم تكن معروفة عند نزول القرآن، كما كانت في نفس الوقت إعجازاً في زمان نزولها بما فيها من بلاغة ومعرفة. وكلما بعدت الشقة بين الإنسان وبين زمان نزول القرآن وازداد العلم تطوراً وتقدماً، كلما ازداد وضوح إعجازه العلمي. والظواهر الأربعة التي سأتناول شرحها باختصار هي:
1 ـ الماء والمرعى في قوله تعالى: )أخرج منها ماءها ومرعاها ([النازعات : 31].
2ـ وصف الجبال بالأوتاد في الآية 7 من سورة النبأ.
3ـ صدع الأرض الذي ورد في قوله تعالى: )والأرض ذات الصدع ([الطارق : 12].
1 ـ الماء والرعي:
قال الله تعالى عن الأرض في بداية تكوينها )أخرج منها ماءها ومرعاها (فما هو المقصد من هذه الآية؟ نزلت هذه الآية على قوم يسكنون الصحراء وتشكل لهم مياه الآبار والعشب الذي ترعاه أنعامهم أهم مقومات حياتهم حيث كان الرعي من أهم أنشطتهم الاقتصادية، ومن هذا المنطلق وفي ظل علم بدائي بالنسبة لمعارفنا الحالية كان التفسير الطبيعي والمنطقي بالنسبة لهم أن خروج الماء من الينابيع والآبار هو خروج الأرض، وأن نمو العشب من التربة الصحراوية هو أيضاً خروج من الأرض، إذن )أخرج منها ماءها ومرعاها (هو وصف بليغ بلغة عربية راقية لظاهرة طبيعية تحدث أمام أعينهم. وهكذا كان أيضاً تفسير هذه الآية الكريمة في معظم التفاسير المتوارثة. ولكن إذا كان لأجدادنا، أن يتناولوا هذه الإشارة الكريمة بالتفسير، فلا شك أننا حق منهم في تفسيرها لأن معارفنا أكثر من معارفهم، وبنفس المنطلق فإن أحفادنا سيكونون أحق منا في تفسيرها أيضاً لأن معارفهم ستكون أكثر من معارفنا، ولقد توصلت معارفنا الحالية إلى استنتاجات جيولوجية صيغت في فرضيات عن نشأة الأرض وتطورها، وإذا ما أعدنا النظر فيما قد يكون المقصود من ماء الأرض ومرعاها في ظل هذه الفرضيات الحديثة نجد معاني أكثر عمقاً مما قال به الأقدمون؛
صورة لأحد البراكين تبين عملية خروج بخار الماء والكربون عبر الغازات المنبعثة من فوهة البركان
فعلى أي فرض من فروض النظريات الجيولوجيات الحديثة عن أصل الأرض فإنها لا بد وقد مرت بمرحلة كانت فيها كتلة منصهرة منذ حوالي 4500 مليون سنة، ثم تمايزت إلى أغلفتها المختلفة لتبريدها، ومن هذه الكتلة الملتهبة كانت تتصاعد المواد المتطايرة من غازات وأبخرة ومن أهمها بخار الماء وثاني أكسيد الكربون، وكان بخار الماء يتكثف في طبقات الجو العليا ثم يتساقط على الكرة الملتهبة ليتبخر مرة أخرى ويتصاعد بخاراً إلى طبقات الجو العليا ثم يتساقط ثانية، وهكذا حتى بردت الأرض إلى درجة تسمح ببقاء الماء سائلاً على سطحها لتكوين البحار والمحيطات وبداية دورة الماء الجيولوجية التي نعرفها جميعاً، وهكذا نجد أن فهمنا لخروج الماء من الأرض قد تطور وتعمق على مر الزمن، وظل التعبير القرآني المعجز كما يمكن فهمه على مستويات متعددة. أما المرعى الذي خرج من الأرض مع مائها فمن الممكن النظر إليه على أنه ثاني أكسيد الكربون لأن هذا الغاز من الغازات الأساسية في المجموعة الشمسية ويتواجد في كل الكواكب تقريباً، وبدونه لم يكن من الممكن ظهور النباتات الخضراء التي تقوم بالتمثيل الضوئي الذي هو منشأ الغذاء للنبات والحيوان على حد سواء، فمن الممكن النظر إلى العشب على أنه لم يتواجد إلا لوجود ثاني أكسيد الكربون سابقاً عليه؛ فإن كان العشب هو مرعى الأنعام فإن ثاني أكسيد الكربون هو مرعى العشب، تتغذى الأنعام على العشب ويتغذى العشب على ثاني أكسيد الكربون. لقد غيرت المعارف الحديثة نظرتنا إلى معنى المرعى، وفمنا الآن بصورة أخرى ولكن ظل التعبير القرآني كما هو. وإذا ما أخذنا الأسلوب فإننا نجد التعبير قد صيغ بصورة جمالية فيها الدليل على الغنى بالمعاني المتتابعة والمتطورة مع التطور العلمي، وهي أيضاً إضاءة إلى حقيقة علمية لم تكون معروفة وقت نزول القرآن ولم يكن للنبي الأمي أن يعرفها إلا بوحي من الله.
2ـ الجبال أوتاد:
تبين الصور التي ستعرض لتوضيح شكل الجبال أن وصفها بالأوتاد هو أبلغ وصف لها؛ لم نكتشفه إلا حديثاً، ولم يخطر على بال أحدٍ منذ 14 قرناً أن الجبال الشاهقة مثل جبال الألب أو الهمالايا لها جذور تغوص في الوشاح وأنها تشبه إلى حد كبير جبال الثلج العائمة على الماء، وأنه كلما زاد ارتفاع الجبل كلما ازداد غاطسه تحت السطح، وهذا هو السبب في اختلاف سمك القشرة الأرضية من مكان لآخر، فصخور القشرة كلها ما هي إلا عوامات على صخور الوشاح لأن الوزن النوعي للقشرة أقل من الوزن النوعي لصخور الوشاح.
هذه الصورة تبين عمق جذر الجبل في قشرة الأرض والذي يمكن أن يصل إلى 60كم تحت سطح البحر والذي أطلق عليه القرآن بالوتد ليحمل معناً إضافياً وهو تثبيت الجبال على سطح القشرة الأرضية.
إن شكل الجبل الصخري يشبه تماماً شكل الجبل الجليدي والفرق أن الجبل الجليدي يسبح فوق المياه المتجمدة أما الجبل الصخري فيسبح فوق طبقة الوشاح
3ـ صدع الأرض، وليس صدوع الأرض:
لقد استعار الجيولوجيون كلمة صدع ليطلقونه على أحد التراكيب الجيولوجية الشائعة التي تشاهد في الصخور، وذلك بمفهوم أن الصدع هو شق يحدث للشيء فيشقه إلى جزءين يتحركان بالنسبة لبعضهما، وأخذ تفسير الآية بهذا المعنى؛ فالصدوع ظاهرة جيولوجية شائعة وهي من أوائل ما يدرسه طالب الجيولوجيا.
وقد يكون امتداد الصدع محدوداً ببضعة أمتار وقد يصل إلى مئات الكيلومترات، وارتاح الجيولوجيون لهذا التفسير وظنوا أن المفرد في الآية الكريمة يشمل أيضاً الجمع. إلا أن التقدم العلمي أظهر الحقيقة المذهلة بأن المفرد في الآية الكريمة قد يكون القصد منه المفرد فعلاً؛ فهناك صدع واحد بالمفهوم الجيولوجي يلف الأرض كلها ولكنه مغمور في وسط المحيط، ويمكن أن نلقط طرفه عند جزيرة أيسلند في شمال المحيط الأطلنطي وتنطلق معه على طول المحيط في منتصف المسافة بين أفريقيا وأمريكيا ثم نعرج معه حول جنوب أفريقيا لنعبر المحيط الهندي ونصل إلى المحيط الهادي لندخل تحت قارة أمريكا الشمالية من عند كاليفورنيا ونخرج بعدها من عند ألاسكا !!!
صورتان توضحان مجموعة من الصدوع التي تحيط بالأرض والتي تشكل باتصالها صدعاً واحداً وهذا يطابق عن ما أخبر القرآن الكريم عنه
وهناك فرع من هذا الصدع العظيم يمر بطول البحر الأحمر ليشق خليج العقبة ثم وادي الأردن وحتى شمال سوريا لينتهي في جبال زاجروس ويكون السبب في تكوينها، وهو أيضاً السبب في زلزال خليج العقبة الذي لا زال حياً في ذاكرتنا، بل عن هذا الصدع وما يحدث عليه من نشاط هو السبب في العمليات الجيولوجية الداخلية التي تظهر لنا في صورة الزلازل والبراكين والصدوع وتزحزح القارات وبناء المحيطات كما يظهر من الصور التي ستعرض مع هذا البحث.
```
أ . د / ممدوح عبد الغفور حسن
تم نشر المقالة بالتعاون مع جمعية الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في القاهرة
المراجع :
http://www.windows.ucar.edu/tour/lin...gif_image.html
http://www.windows.ucar.edu/tour/lin...tectonics.html
http://www.ngdc.noaa.gov/mgg/image/crustageposter.jpg


  #837  
قديم 07-11-2013, 08:00 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الجبال والتوازن الأرضي


بقلم المهندس: عبد الدائم الكحيل
لقد قرأتُ العديد من الأبحاث في إعجاز القرآن الكريم والتي تدور حول حديث القرآن عن حقائق علمية في علم الجبال قبل أن يكتشفها العلم بقرون طويلة. ولكن الذي أثار اهتمامي بهذا الموضوع ما قرأته على أحد المواقع الذي ينشر سلسلة مقالات بعنوان: أكذوبة الإعجاز العلمي!!
وقد تناولوا في إحدى مقالاتهم نشوء الجبال وأكدوا أن القرآن قد أخطأ علمياً في الآية التي تقول: (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [النحل: 15]. وأن الجبال ليس لها أي دور في تثبيت الأرض وأن التثبيت يكون للأرض الثابتة أصلاً وليس المتحركة ويكون التثبيت للجسم المستوي وليس الكروي لأن الأرض كروية.
وبما أن هؤلاء لا تقنعهم كلمات علمائنا من المسلمين، فسوف نلجأ إلى علماء الغرب وهم من غير المسلمين ونتأمل في آخر ما توصلت إليه أبحاثهم وماذا يقولون حول هذا الموضوع وسوف نرى التطابق الكامل بين ما تكشفه الأبحاث الجديدة في علوم الأرض وبين القرآن العظيم.
فقد تابعتُ ما يعتقده علماء الغرب اليوم حول الجبال، وقرأتُ ما يدرِّسونه لطلابهم من أشياء يعدّونها حقائق facts وإليك عزيزي القارئ ما اكتشفه هؤلاء العلماء وهم من غير المسلمين:
"التوازن الأرضي هو توازن لبنات القشرة الأرضية العائمة على الغلاف الصخري للأرض. الجبال تملك جذوراً تمتد إلى داخل الغلاف الصخري بهدف تأمين التوازن"[1].
شكل (1) نرى فيه كيف أن قطعة الجليد أو الخشب تطفو على سطح الماء ولكن هنالك جزء منها يغوص داخل الماء لتحقيق التوازن، وبغير هذا الجزء لا يتحقق التوازن لقطعة الخشب. وهذا ما يحدث بالضبط في الجبال فجميع جبال الدنيا لها جذور تمتد في الأرض وتعمل على تثبيت الأرض واستقرار الجبال.
وهذا ما نجد وصفاً دقيقاً في كتاب الله تعالى عندما يقول: (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [النحل: 15]. إذن سمّى القرآن الجبال بالرواسي تشبيهاً لها بالسفينة التي ترسو ويغوص جزء كبير منها في الماء. وهو ما تفعله الجبال فهي ترسو وتغوص في قشرة الأرض خصوصاً إذا علمنا أن القشرة الأرضية تتألف من مجموعة من الألواح العائمة على بحر من الحمم والصخور المنصهرة [4].
ولو بحثنا عن معنى كلمة (رسا) في المعاجم مثل مختار الصحاح نجد معناها (ثبت)، وهذا ما تقوم به الجبال من تثبيت للأرض لكي لا تميل وتهتز بنا. ويؤكد العلماء اليوم أن كثافة الجبال تختلف عن كثافة الأرض التي حولها، تماماً مثل قطعة الجليد العائمة على سطح الماء.
فإذا وضعنا قطعة من الجليد في الماء نجد أن جزءاً كبيراً منها يغوص في الماء ويظهر جزء صغير منها على وجه الماء ولولا ذلك لا تستقر قطعة الجليد وتنقلب وتميل.
ونحن نعلم من هندسة تصميم السفن أن السفينة يجب أن يكون لها شكل محدد لتستقر في الماء ولا تنقلب. والجبال قد صمّمها الله تعالى بشكل محدد فهي لا تنقلب برغم مرور ملايين السنين عليها!! ومن أعجب ما قرأت حول هذه الجبال ودورها في التوازن الأرضي أن العلماء عندما قاسوا كثافة الجبال وكثافة الأرض المحيطة بها وجدوا أن النسبة هي ذاتها كثافة الجليد بالنسبة للماء.
وهنا تتجلّى عظمة القرآن في دقة التشبيه وروعته، ولذلك قال تعالى: (وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) [الأنبياء: 31]. فشبّه الجبال بالسفن الرواسي وهو تشبيه دقيق جداً من الناحية العلمية!! فمن الذي أخبر النبي الأمي عليه الصلاة والسلام بهذه الحقائق؟
شكل (2) جميع جبال الدنيا تمتد عميقاً في الغلاف الصخري للأرض، ويبلغ عمق هذه الجذور عشرات الكيلو مترات، ونجد أن عمق جذر الجبل يزيد على ارتفاعه فوق سطح الأرض بأكثر من عشرة أضعاف!!! وهذا ما نجده في الوتد. فالوتد من الناحية الهندسية وحتى يؤدي مهمته في التثبيت يجب أن يغوص في الأرض لعدة أضعاف الجزء البارز منه. فسبحان الذي سمى الجبال (أوتاداً) وهذا التشبيه أفضل تشبيه من الناحية العلمية.
ثم إن جميع العلماء يؤكدون اليوم بأن الجبال لها أوتاد تمتد في الأرض وتغوص لعشرات الكيلو مترات، وهذا ما حدثنا عنه القرآن العظيم بقوله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) [النبأ: 6-7]. فإذا كان القرآن يصرّح بأن الجبال هي أوتاد، والعلماء يقولون إن للجبال جذوراً تثبت الأرض وتعمل على توازنها[5] ، وهنالك علم قائم بذاته يدرس هذا التوازن الأرضي، والسؤال: هل هذه المعجزات هي أكذوبة أم هي حقيقة؟ [2]
وقفة لغوية
ربما يأتي من يقول بأننا نحمّل هذه الآيات غير ما تحتمل من المعاني، وهذه عادة المشككين بكتاب الله تعالى. ولذلك سوف نقدم من خلال هذه الوِقفة ما فهمه العرب قديماً من هذه الآيات. فلو بحثنا في معجم لسان العرب عن معنى كلمة (رَسَا)، لوجدنا: "رَسَا الشَّيءُ يَرْسُو رُسُوّاً و أَرْسَى: ثَبَتَ، و أَرْساه هو. و رَسَا الـجَبَلُ يَرْسُو إِذا ثَبَت أَصلهُ فـي الأَرضُ، وجبالٌ راسِياتٌ. و الرَّواسِي من الـجبال: الثَّوابِتُ الرَّواسخُ. و رَسَتِ السَّفـينةُ تَرْسُو رُسُوّاً: بَلَغَ أَسفلُها القَعْرَ وانتهى إِلـى قرارِ الـماءِ فَثَبَتَت وبقـيت لا تَسير، وأَرْساها هو. وفـي التنزيل العزيز فـي قصة نوح علـيه السلام وسفـينته: (وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [هود: 41]. و الـمِرْساةُ: أَنْـجَرُ السَّفـينة التـي تُرْسَى بها، وهو أَنْـجَرُ ضَخْمٌ يُشَدُّ بالـجِبال و يُرْسلُ فـي الـماءِ فـيُمْسِكُ السَّفـينة و يُرْسِيها حتـى لا تَسير. قال ابن بري: يقال: أَرْسَيْتُ الوَتِدَ فـي الأَرض إِذا ضَرَبْتَه فـيها".
وجاء في هذا المعجم معنى كلمة (وتد): "الوتِدُ، بالكسر، و الوَتْدُ و الوَدُّ: ما رُزَّ فـي الـحائِط أَو الأَرض من الـخشب، والـجمع أَوتادٌ، قال الله تعالـى: (والـجِبالَ أَوتاداً) [النبأ: 7]. و وَتَدَ الوَتِدُ وَتْداً وتِدَةً و وَتَّدَ كلاهما: ثَبَتَ، و وَتَدْتُه أَنا أَتِدُه وَتْداً وتِدَةً وَوَتَدْتُه: أَثْبَتُّه".
ونلاحظ أن العرب فهمت من الآيات ما نفهمه نحن اليوم مع فارق التطور العلمي! فهم فهموا من كتاب الله تعالى أن للجبال أصلاً في الأرض يثبته كما تثبت المرساة السفينة ولذلك سمى الله الجبال بالرواسي، وهذا ما يقوله العلماء اليوم كما نرى من خلال الأبحاث الصادرة حديثاً في علم التوازن الأرضي.
وهنا نود أن نقول: إذا كان القرآن العظيم يستخدم تشبيهاً للجبال بالسفن التي ترسو في الماء، وإذا كان العلماء حديثاً يستخدمون تشبيهاً لتوازن الجبال كقطعة خشب تطفو على سطح الماء ويغوص منها جزء كبير لضمان توازن القطعة الخشبية، ويشبّهون توازن الجبل بتوازن هذه القطعة الخشبية في الماء، أي يستخدمون نفس التشبيه القرآني، والسؤال: لولا أن العلماء وهم من غير المسلمين وجدوا في هذا التشبيه منتهى الدقة العلمية فهل كانوا سيستخدمونه في مراجعهم ويدرسونه لطلابهم في القرن الحادي والعشرين؟
إن هذا يثبت أن القرآن كتاب علم وليس كتاب أساطير كما يدّعي الملحدون، ويثبت أن القرآن معجز من الناحية العلمية ويتضمن سبقاً علمياً في علم الجبال، ويعني أيضاً أننا لا نحمّل النص القرآني أي معنى لا يحتمله، إنما نفهم النص كما فهمه العرب أثناء نزول القرآن، ولكن هم فهموه حسب معطيات عصرهم ولم يكن هنالك مشكلة على الرغم من عدم وجود أي تفسير علمي لجذور الجبال ودورها في التوازن الأرضي، ونحن اليوم نفهمه حسب أحدث المكتشفات العلمية ولا نجد أي مشكلة أيضاً، ألا يدلّ هذا على أن القرآن كتاب صالح لكل زمان ومكان؟!
المهندس عبد الدائم الكحيل
باحث في إعجاز القرآن الكريم والسنّة النبوية
حمص- سورية - جوال 652879 095
المراجع
[1] http://highered.mcgraw-hill.com/site...student_view0/
[2]http://honolulu.hawaii.edu/distance/gg101/Programs/program8%20MountainBuilding/program8.html
[3] http://geosciences.ou.edu/~msoreg/tes/isostasy.html
[4] http://maps.unomaha.edu/Maher/ESSlec.../isostasy.html
[5] http://rst.gsfc.nasa.gov/Sect2/Sect2_1a.html
  #838  
قديم 07-11-2013, 08:03 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الزحف القاري وقطع الأرض


بقلم الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
أستاذ مساعد الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة المنصورة
أ‌-الزحف القاري:
وقبل أن نذكر أساسيات نظرية " ألواح الغلاف الصخري " أو ما نسميها " قطع الأرض " بلغة القرآن الكريم، يحسن أن نشير إلى نظرية الزحف القاري باعتبارها الأساس الذي تولدت منه النظرية الحديثة.
الزحف القاري(Continental Drift)
يعني حيود القارات وزحزحتها في المكان على سطح الأرض، بمعنى أن قطع الأرض المتمثلة في جبالها وقاراتها ليست جامدة في مكان واحد، ولكنها تنزاح في الفراغ. وقد لاحظ الأقدمون ذلك التشابه العجيب بين حواف القارات على جانبي المحيط الأطلسي(Atlantic Ocean). فلو حاولنا أن نقرب خريطتي قارتي أفريقيا وأمريكا الشمالية لوجدنا تطابق حوافهما تطابقاً عجيباً، وكأنهما كانتا قطعة واحدة، وكذلك الحال بالنسبة لأفريقيا وشبه الجزيرة العربية، حيث لم يكن للبحر الأحمر وقت التحامهما وجود.
وفي نهاية القرن الثامن عشر لاحظ الجيولوجي الأسترالي إدوارد سوس Edward Suseأن السجل الجيولوجي يكاد يكون متماثلاً في القارات الجنوبية في كل من أمريكا الجنوبية وأفريقيا، والهند، وأستراليا. ومن هنا فكر في أنهن كن متحدات في وقت ما من الزمن الماضي مكونات قارة عملاقة، أسماها جندوانالاند (Gondanaland).
ولقد أشار ألفريد فاجنر (Alfred Wegner)(1880م ـ 1930م) إلى وجود كتلة كبيرة جداً من اليابسة كونت قارة عملاقة اسمها بانجيا Pangeaتكونت من التحام القارات القديمة، وذلك منذ قرابة 250مليون سنة. وكانت تتكون من أسلاف قارات العالم الحالية، ثم أخذت هذه القطعة تتقطع إلى عدة قطع، ثم أخذت أجزاؤها تتباعد تدريجيا حتى أخذت أشكالها ومواضعها الحالية. وهكذا يتضح الإعجاز في كلمة (قطع) التي وردت في القرآن الكريم نكرة إشارة إلى تقطيع الأرض عبر الزمن.
ولربما قال البعض إن ذلك محض خيال وظن، حيث لم يكن أحد قد شهد خلق تلك القطع أو رآها وهي تنزاح، ولكن أليس من الظن ما يقرب إلى الحقيقة؟ فشواهد وحدة اليابسة عبر الزمن الأرضي كثيرة. منها شواهد جغرافية، مثل تشابه حافات القارات التي أشرنا إليها من قبل وشواهد في توزع بقايا الكائنات القديمة المعروفة بالأحافير، مثل تواجد أحافير نبات الجلوسوبتيرز في صخور عمرها واحد في قارات متباعدة اليوم، حيث يدل ذلك على أن تلك القارات كن يشغلن إقليماً مناخياً واحداً. يا سبحان الله !!!
فقد كانت الصحراء الليبية والصحراء العربية في يوم ما جنوب خط الاستواء في منطقة جليدية ضمن قطعة هائلة من اليابسة كونت قارة عملاقة سميت " بانجي " أو كل الأرض (Pangea). وقد لوحظ أن رواسب الحريث الجليدية لم تكن موجودة فقط في أماكن بعيدة عن الأقطاب الحالية مثل الهند وأفريقيا، ولكن اتجاهات الزحف الجليدي تتجه بعيداً عن خط الإستواء ونحو الأقطاب، وهذا يشير إلى التحام القارات في أزمنة ماضية، وكانت الثلاجات تزحف عبر مساحة واحدة من الأرض.

الشكل رقم (1): البانجا (أو القارة العملاقة) التي تمثل كل الأرض، التي تخيل فاجنر وجودها منذ 200 مليون سنة مضت حيث أطلق على الجزء الشمالي منها اسم " لوراسيا " وعلى الجزء الجنوبي منها اسم " جندوانالاند" .


الشكل رقم (2) التالي يبين إعادة تصوير جندوانا في ضوء توزيع بعض حفريات النباتات القديمة والزواحف، مثل زواحف الميزوسورس في صخور نظام البرمي، وليستوصورس، مثل زواحف الميزوسورس، في صخور نظام البرمي، وليستوصورس وسيانوجناش في صخور نظام البرمي والتراياسي.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لن تقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب كما كانت مروجاً خضراء) فمن أدراه منذ ما يزيد على 1400سنة بتلك الحقيقة !! وصدق الله تعالى الذي قال عن نبيه (وما ينطق عن الهوى).
نظرية " الألواح الحركية " بين العلم والقرآن

قال الله تعالى:(وفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)[سورة الرعد].
ذكر المفسرون في تفسير هذه الآية أن هناك أرضاً يجاور بعضها بعضاً، مع أن هذه طيبة تنبت ما ينفع الناس، وهذه مالحة لا تنبت شيئاً، ويدخل في هذه الآية اختلاف ألوان بقاع الأرض، فهذه تربة حمراء، وهذه بيضاء، وهذه محجرة، وهذه سهلة، وهذه رقيقة، والكل متجاورات، فهذا كله مما يدل على الفاعل المختار، لا إله إلا الله هو.
وينحصر وجه الإعجاز العلمي في الآية الكريمة في كلمة " قطع " وفي كلمة " متجاورات " إذن بنص الآية تتكون الأرض من عدد من القطع المتجاورة، كما نفهم أيضاً أن عدد القطع المتجاورة، كما نفهم أيضاً أ، عدد القطع غير ثابت، حيث الكلمة غير معرفة، وبالتالي فمن الممكن أن تتغير هذه القطع عبر الزمن. وهذا ما أثبتته أحدث النظريات العلمية في مجال علوم الأرض، وهي نظرية " قطع الأرض " أو " ألواح الغلاف الصخري"، وقد أحدثت النظرية ثورة كبيرة في فروع علوم الأرض المختلفة، فقد مكنت العلماء من تفسير كثير من الظواهر، مثل توزع أحزمة الزلازل، وأحزمة الجبال في العالم، وفتح وغلق المحيطات، ونطق التمعدن، وهلاك الكائنات عبر الزمن الأرضي، وغير ذلك.
تمثل نظرية الألواح الحركية نموذجاً لحركة الغلاف الصخري فوق نطاق المور (Asthenosphere) اللدنة الساخنة. ووفقاً لهذه النظرية فإن الأرض تقسم إلى عدة قطع كبيرة وأخرى صغيرة وهذه القطع تمر مر السحاب فوق الطبقة العليا من وشاح الأرض التي تسمى نطاق المور.
وتقدر سرعة حركة القطع الحالية ما بين 1ـ 18 سم كل عام، ويتراوح معدل الحركة بين 1-18سم كل عام، ويتراوح معدل الحركة بين 1-6سم كل عام. وتتميز أطراف القطع هذه بالنشاط، وتقسم إلى ألواح متقاربة الحواف(Convergent Plate Boundariesحيث تتحرك الألواح متقربة بعضها من بعض، وإلى ألواح متباعدة الحواف (Divergent Plate Boundariesحيث تتحرك الألواح مبتعدة بعضها عن بعض، وأخيراً هناك الألواح المنزلقة الحواف (Transform Plate Boundariesحيث تنساب الألواح أفقياً وجانبياً.
وتلعب حركة وطبيعة الألواح التكتونية دوراً هاماً في فهم الجغرافية القديمة والحركات التجبلية وغيرها من الأحداث الجيوليوجية عبر الزمن الجيولوجي يلخص طبيعة الألواح البنائية وأمثلة من الظواهر الناتجة عنها.
الشكل التالي يبين حركة ألواح الغلاف الصخري للأرض وتشكل قطع القارات

جدول : أطراف الألواح وأمثلة ناتجة عن نشاطها التكتوني:
طبيعة حواف الألواح
الخواص
قارية ـ قارية
محيطية ـ محيطية
قارية ـ محيطية
متقاربة
Convergent
ضغط نقص الأطراف جبال وأغوار وأقواس جزر صدوع منعكسة ودسر ثنيات زلازل ضخمة وعميقة نشاط ناري جوفي وبركاني
جبال الهميلايا حركة أكادي
ألوتيانز الغربية
جبال الأنديز جبال عمان الشمالية حركة تاكوني
متباعدة
Divergent
شدة زيادة الأطراف (تولد اللوح) صدوع عادية زلازل ضحلة نشاط بركاني بازلتي
خسف شرق أفريقيا البحر الأحمر
عرف وسط المحيط الأطلسي
اتساع مؤخرة القوس
Backward Spreading
انزلاقية
Transform
حركة جانبية صدوع مضربية انزلاقية أو صدوع متحركة أفقياً زلازل ضحلة
صدع سان اندرياس
مجموعة مرتفع Riseشرق المحيط الهادي


شواهد نظرية قطع أو ألواح الغلاف الصخري من القرآن الكريم :
تبدو ملامح نظرية قطع أو ألواح الأرض في آيات القرآن الكريم منذ أن أنزلت على قلب محمد صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 1400سنة، وذلك قبل أن تظهر نظرية الزحف القاري ونظرية اتساع قاع البحر. ويذكر القرآن ثلاث مراحل في تكوين الأرض، يمكن اعتبارها ثلاث مراحل هامة في تطور النظرية، وهي :
1.مرحلة فتق الرتق:
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)[سورة الأنبياء].
2.مرحلة الدحي وإخراج الماء:
(وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا {30} أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا وَمَرْعَاهَا )[سورة النازعات].
3.مرحلة إرساء الجبال وبداية حركة قطع الأرض:
(وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ)[سور فصلت].
وفيما يلي نشير إلى أساسيات نظرية ألواح الغلاف الصخري (Theory of Plate Teconics)وشواهد الإعجاز التي ذكرت حولها في القرآن الكريم:
1.قطع الأرض:
(وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاء اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)[سورة الرعد].
يذكر القرآن ـ كما أشرنا من قبل ـ أن الأرض تتكون من قطع. ولم يكتشف العلم هذه الظاهرة إلا منذ عام 1960م، حيث أصبح معروفاً أن قشرة الأرض تتكون من عدة قطع كبيرة بجانب عدد من القطع الصغيرة. ونذكر من القطع الكبيرة قطعة أفريقيا، وقطعة أمريكا الشمالية، وقطعة أمريكا الجنوبية، وقطعة أوربا وآسيا، وقطعة المحيط الهادي، وقطعة المحيط الأطلسي، وقطعة القارة القطبية الجنوبية. ومن القطع الصغيرة القطعة العربية، وقطعة الكاريبي، وقطعة الفلبين، وغيرها. وكما كان الناس أمة واحدة فتقطعت إلى أمم شتى، كذلك كانت الأرض قطعة واحدة وتقطعت إلى قطع شتى. وعلى ما يبدو، يستمر تقطيع الأرض بعد تجميعها، ثم يعاد تجميعها مرة ثانية في كتلة أو كتل كبيرة بصفة دورية، حيث تبدأ قطع الأرض في التجمع في قارة وحيدة عملاقة وتنتهي بتقطيع أوصال هذه القارة إلى قطع مشتتة. والأرض المجمعة والتي تمثل كل اليابسة تسمى بانجيا، وكلما تجمعت القارات فإنها تكون بانجيا جديدة.
2.البحر المسجور، ونظرية اتساع قاع المحيط
(Sea Floor Spreading):
قال الله تعالى:(وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ)[سورة الطور].
وقد اختلف في معنى قوله : (المسجور) فقال بعضهم: المراد أنه يوقد يوم القيامة ناراً كقوله : (وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ)أي أضرمت فتصير ناراً تتأجج بأهل الموقف، وقال قتادة: المملوء، وقال مجاهد: الموقد، وقال الضحاك وشمر بن عطية ومحمد بن كعب والأخفش: بأنه الموقد المحمي، بمنزلة التنور المسجور. ومنه قيل للمسعر: مسجر، ودليل هذا التأويل قوله تعالى: (وإذا البحار سجرت) أي : أوقدت، سجرت التنور أسجره سجرا، أي: أحميته. وقال سعيد بن المسيب : قال علي ـ رضي الله عنه ـ لرجل من اليهود: أين جهنم؟ قال: البحر. قال : ما أراك إلا صادقاً: (وإذا البحار سجرت).
ولقد أثبت العلم الحديث الذي لا يرقى إليه الشك صدق حديث القرآن عن البحر الموقد أو المسجر بالنار، وتلك ظاهرة تلازم البحار منذ مولدها، حيث يبدأ تكوين البحر بخسف في الأرض يتسع رويداً رويداً. وتتميز قيعان البحار اليوم بوجود ما يعرف بالأحيد أو أعرف منتصف المحيطات التي تمثل نطاقات انفراج يتسع عندها البحر، ويخرج منها الحمم الصاعدة من جوف الأرض، ويلتقي الماء والنار، وبهذا يكون البحر مسجراً بالنار.
الشكل رقم (4): يبين ظاهرة اتساع قاع المحيط ويظهر نطاقات الانفراج التي يتسع عندها البحر وظهور الحمم التي تلتقي بماء البحر أو ما يسمى بالبحر المسجور
3.مد الأرض وإلقاء الرواسي:
حينما يتحدث القرآن عن مدر الأرض يقرنها بإلقاء الرواسي. والحكمة من ذلك أنه إذا مدت الأرض فقط فإنها لن تقر، بل ستمور وتضطرب، فيثبتها الله بالجبال الراسيات. ووفقاً لنظرية ألواح الغلاف الصخري فإن الأرض سواء اليابسة أو قاع البحر تمد عند حواف الألواح المتباعدة، كما في حالة انتشار قاع البحر عند حيط وسط المحيط الأطلسي، ونشأ البحر الأحمر، وخسف شرق أفريقيا. وصدق الله العظيم حيث يقول :
(
وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[سورة الرعد:3].
(وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ {19} وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا
مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ)[سورة الحجر].
(وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ)[سورة ق:7].
وقد اكتشف العلم حديثاً أن الأرض تمد من عند منتصفات قيعان المحيطات. وتم معرفة ذلك عن طريق دراسات الفيزياء الأرضية، حيث تنبين قاع البحر Sea Floorصخوراً تتميز مرتبة موازية الأحيد وسط المحيطات، وتتبادل فيها القطبية العادية Normal Polarityوالقطبية المنعكسة Revesed Polarity. ويحدث تبادل القطبية بسبب انعكاس الأقطاب المغناطيسية للأرض عبر الزمن، فيصير القطب الموجب سالباً والسالب موجباً. وتختلف الآراء في تفسير أسباب هذا الانعكاس.
وتكون أعمار الشرائط المغناطيسية حديثة بالقرب من حيد أو حافة وسط المحيط، وتتدرج في الزيادة في العمر بعيداً عنه. بل وجد أن الشرائط على جانبي العرف تكون ذات تركيب صخري واحد، وذات عمر واحد. وتجدر الإشارة إلى أقدم أعمار الصخور في قاع المحيط لا تزيد عن العصر الجوري، حيث لا يزيد عن 200مليون سنة.
4.سير الجبال والأقطاب المهاجرة:
(وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)[سورة النمل:88].
الهجرة الظاهرية للقطب (Apparent Polar Wandering):
ومن المعروف أن الصخور تحفظ بصمتها المغناطيسية التي تكونت عند تبريد الصهير أو لحظة ترسيب مكونات الصخر الرسوبي، وتعرف هذه الظاهرة بالمغناطيسية القديمة (Paleomagnetism). ومن دراسة المغناطيسية القديمة ثبت أن أقطاب الأرض شغلت مواقع كثيرة مختلفة عبر الزمن الأرضي.
ومنحنى القطب المهاجر ظاهرياً يأخذ طريقاً متعرجاً، ويعرف بمحنى هجرة القطب الظاهرية.
وقد أثارت ظاهرة القطب المهاجر ظاهرياً حيرة شديدة، لأنه توجد أسباب معقولة تشير إلى أن الأقطاب المغناطيسية يجب أن تكون قريبة من الأقطاب الجغرافية، ولما كان تحرك محور دوران الأرض بهذا المعدل غير وارد من الناحية الفلكية، علاوة على أن منحنى القطب المهاجر ظاهرياً للصخور المتكونة في الزمن الواحد لا تتشابه في القارات المختلفة.
وإذا سلمنا أن الأقطاب المغناطيسية بقيت قريبة من الأقطاب الجغرافية، فمعنى ذلك أن القارات نفسها هي التي تتجول أو تزحزح في الفراغ، ويعد هذا دليلاً قوياً يؤيد نظرية الحيود القاري. أي أن القطب يشغل موقعاً ثابتاً، ولكن الأرض هي التي تتحرك بالنسبة له، كما أن موقع القبلة ثابت ولكن تختلف وجهة الناس عند الصلاة تبعاً لموقعهم بالنسبة لمكة المكرمة. وفي الآية دليل على حركة الجبال، وبالتالي حركة قطعة الأرض التي تحمل الجبال ذاتها. ومن الجدير بالذكر أن آية سورة النمل السابقة قد اتخذت من قبل كدليل على دوران الأرض، ولكننا نتخذها دليلاً على الحركة الذاتية لقطع الأرض.
من الظواهر المثيرة التي كشف العلم الحديث ظاهرة انعكاس أقطاب الأرض المغناطيسية،ويعرف ذلك بانعكاس القطبية، بعمة أن القطب الشمالي المغناطيسي الحالي الذي هو المجال العادي (Normal) كان منعكساً من قبل (Reversed) . وبالرغم من أن هذه حقيقة إلا أنه لم يعرف حقيقة تفسيرها.
هل تستطيع أن نقول ـ والعلم عند الله ـ إن القرآن قد أشار إلى هذه الظاهرة بمنتهى اللطف في قوله تعالى : (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) .
5.انتقاص الأرض من أطرافها :
ذكرنا من قبل أن الأرض تمد باستمرار من أطرافها عند حواف الألواح الحركية المتباعدة، واستمرار المد يجعل أبعاد الأرض قابلة للتغير عبر الزمن، الأمر الذي يجعلنا غير مستقرة فتضطرب ويصعب القرار فيها. هنا تتدخل رحمة الله فتنقص أطراف الأرض باستمرار أيضاً.
ومن عند أطراف أخرى للأرض تقاس أطراف المد وتعر فالأماكن التي يحدث عندها الانتقاص بنطاقات السحج أو الغوص على النحو الذي سوف يذكر عند الحديث عن البحار والمحصلة أن تكون الأرض موزونة لأن معدل المد يساوي معدل الانتقاص. فسبحان من خلق كل شيء بقدر.
6.مشارق الأرض ومغاربها:
(وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ)[سورة الأعراف:137].
تشير الآية إشارة واضحة إلى أن المشارق تتتابع على الأرض بصفة مستمرة، ففي الوقت الذي تشرق فيه الشمس على مكان أو نقطة ما على سطح الأرض فإنها تغرب عن مكان أو نقطة ما. وقد استخدم التعاقب ذلك كدليل على كروية الأرض كما أشرنا من قبل. ولكن سوف نستخدم هذه الحقيقة في الدلالة على صحة نظرية ألواح الغلاف الصخري. فلو فرضنا أن مشرق الشمس في مكان على الأرض كان يقع عند س مثلاً، وأن المكان س ليس جامداً ولكنه يتحرك مع مرور الزمن، فإن هذا يعني أن المكان الذي كان يشغله مشرق الأرض ينتقل، وبالتالي يقع المشرق عند نقاط مختلفة لا يمكن حصر عددها بافتراض ثبات المشرق بالنسبة لخطوط الطول. فالحقيقة إذن تكمن في حركة الأماكن التي تشرق عليها الشمس، حتى وإن قلت مسافة الحركة اليومية لتقارن بالوحدات الضئيلة جداً كوحدات الفمتو.
الدورة الجيولوجية والسنن المتداولة
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)[سورة فصلت:52].
الوتيرة الواحدة (Uniformitarianism):
كثيراً ما ننخدع ببعض الآراء البراقة من قبيل ما عرف بمبدأ الوتيرة الواحدة، وهو مبدأ فلسفي اخترعه جيمس هاتون، وهو مبدأ مغرق في المادية حيث يرى صاحبه أن الكون أبدي وليس له نهاية، وإن هاتون لا يرى فوق الإنسان شيئاً.
وينطبق على القول الشهير " الحاضر مفتاح الماضي " أو مبدأ الوتيرة الواحدة المقولة التي نعرفها جميعاً " إنها كلمة حق أريد بها باطل " .
والمبدأ إذن يعني ـ ببساطة ـ أن الحاضر مفتاح الماضي (The Present is key to the ).
إن مجرد التصور بأن العلميات الفاعلة على سطح الأرض في أيامنا هذه هي نفسها التي سادت عليها منذ القدم لا يعني بالطبع أن العمليات الحالية هي صورة معادة تماماً أو مكررة لعمليات الماضي.
نعم إن الكون يعمل بنظام دقيق، ولكنه ليس رتيباً لدرجة أنه يعمل مثل الساعة، حيث تحدث أشياء تبدو خرقاً للناموس، لأن الله له في كل يوم شأن، وأنه ـ سبحانه وتعالى ـ قيوم السماوات والأرض .
(إنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ
إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)[سورة فاطر:41].
وقد تغير المفهوم للعمليات الجيولوجية من تصور أنها تسير على وتيرة واحدة باستمرار
إلى أنها تسلك سلوكاً دورياً، ولذا فقد أدخل مصطلح جديد ليعبر عن ذلك عرف باسم " دورية الوتيرة الواحدة " ب(Uniformily Continuoius)، ومن هذا المنطلق أصبحت العوارض أجزاء من دورات تحدث نتيجة سنن أصيلة، فعلى سبيل المثال: لا يستغرب المرء حدوث ب(Cyclical Uniformitarianism) زلازل في كل من إيران وأفغانستان مثلا بالرغم من أن الزلازل شيء عارض، وذلك لأن هذا الحدث الفجائي يقع ضمن دورة تقارب وتباعد القارات. وهناك دورات كونية (Extraterrestrial) تمارس فعلها خارج نطاق الأرض، وينعكس تأثيرها على الدورات الأرضية (Terrestrial Cycles).
وتعددت الدورات لتشمل دورة الصخر، ودورة الماء، ودورة العصور الجليدية، ودورة الجبال والتعرية، ودورة تكوين القارة العملاقة، ودورة هلاك الكائنات.. الخ.
الدورة الجيولوجية (Geologic Cycle) :
السجل الجيولوجي:
يتميز السجل الجيولوجي بالدقة المتناهية، وتمثل الصخور بأنواعها المختلفة أرشيفاً تحفظ به الأسرار والعجائب. وتتنوع السجلات، فهناك سجل للصخور ذاته مدون به طريقة تكوين الصخر ومكوناته والعمليات المعاصرة واللاحقة لتكوين الصخر. وأعجب ما في السجل الصخري سجل الساعة الذرية التي بدأت تدق مع مولد الصخر، أي تشع بمعدلات ثابتة لكل عنصر، وما تزال الساعة تدق، ولسوف تستمر دقاتها، وأيضاً من روائع السجل الصخري ما يدونه عن المغناطيسية القديمة في الصخور وما تعكسه البصمة المغناطيسية من انعكاس للأقطاب المغناطيسية للأرض عبر الزمن.
ويحتوي السجل الجيولوجي على أرشيف رائع للحياة سجلت به الكائنات ابتداء من البكتيريا والطحالب مروراً باللافقاريات والفقاريات ونباتات البر والديناصورات العملاقة والثديات المتنوعة والإنسان الذي خلق في أحسن تقويم.
ويا لروعة السجل الذي يحفظ جناح الحشرة وتعرقات الورقة وهيكل الديناصور وجمجمته الإنسان. يا له من سجل يحفظ زحف الجليد في الأزمنة الماضية كما يحفظ حبات الرمل وما يعتريها من تغيرات. سجل يحفظ ثورات البراكين، واتساع وإغلاق المحيطات، وبناء وتآكل الجبال. سجل يحفظ قطرات المطر التي سكنت في الأرض. وأني لعلم البشر معرفة تاريخ ومسار كل ورقة قد سقطت من شجرتها؟ وكل حبة اختفت تحت الثرى؟ وصدق الله ـ تبارك وتعالى ـ حيث يقول:
(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)[سورة الأنعام].
الدورة الأرضية
تمثل الدورة الأرضية نموذجاً للكيفية التي تعمل بها الأرض، وهي تعبير عن محصلة التقاء ثلاث دورات رئيسية :
أ‌-دورة الصخر
ب‌-الدورة المائية أو الهيدرولوجية
ت‌-الدورة البنائية أو التكتونية
وينتج عن التفاعل بين هذه الدورات الغلاف الصخري، والغلاف الجوي، والغلاف الحياتي.ويبحث علم الأرض التاريخي (Geology Historical) عن كيف ومتى تكونت هذه الأغلفة، وتدرس التغيرات التي حدثت في أثناء تطور الأغلفة الثلاثة:
أ‌-دورة الصخر:
تشمل دورة الصخر العلاقة بين أنواع الصخور الثلاثة: النارية والمتحولة، والرسوبية. وتعكس هذه الدورة عدم ثبات الصخور على حالها وتحولها المستمر خلال الزمن الجيولوجي، كما تشير إلى عدم فقد المادة عند تحولها. وهذا ما عبر عنه القرآن الكريم إذ يقول الله ـ تبارك وتعالى ـ في معرض الحديث عن قدرته في البعث: (قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ)[سورة ق:4].
والله الذي يعلم مسار حبة الرملة ومآل ورقة الشجر وما إلى ذلك من قطر الأمطار وغيرها لا يعجزه إعادة جمع ما تنقص الأرض من أجساد البشر.
والعجيب أن أجساد البشر بعد موتها تدخل ضمن مكونات الصخور الرسوبية، وتتحول من صورة إلى صورة، وتمتزج بغيرها من المواد، وتتعرض لما تتعرض له الصخور في دورتها، والله وحده هو القادر على إعادتها أجساداً كما كانت مرة أخرى.
2. دورات القارة العظمى (Wilson Cycle) Supercontinental Cycle)
يعد الجيوفيزيائي ت. توزر من جامعة تورنتو من أوائل الذين نظروا إلى ما وراء ألواح الغلاف الصخري حيث توقع دورية حركة الكتل القارية على سطح القشرة. فالقارة التي تقع فوق مركز اتساع جديد New formed spreading centerتبتعد ويتكون محيط جديد بين القطع على حساب تلك القارة وحينما يتسع المحيط أكثر فأكثر بنفس القدر يستبدل نطاق الغوص (Subduction zon) المركز المتسع بين القارات ثم تبدأ القارات في التحرك نحو بعضها البعض لتصطدم معاً.
ولتفسير دورة القارة العظمى اقترح ورسلي ونانسي ومودي (Worsley.Nancy and Mody) نموذجاً يستغرق عملية حوالي 440مليون سنة حيث يحدث خسف في قارة بانجيا يستغرق عمله حوالي 440مليون سنة حيث يحدث خسف في قارة بانجيا نتيجة التقبب الحراري (Thermal Doming) ويظهر مركز اتساع (Spreading center) يؤدي بدوره إلى بزوغ محيط جديد، ثم تتجمع القارة بعد ذلك مرة أخرى مكونة بانجيا جديدة، وهلم جرا.
وحديثاً اقترح الجيولوجي الكندي بول هوفمان (Paul Hoffman) أن قارات العالم قد تجمعت ثلاث مرات في قارة عملاقة مثل قارة بانجيا (Pangaea) وذلك في أثناء الزمن الجيولوجي. وقدر هوفمان أن زمن الدورة يتراوح ما بين 300إلى550مليون سنة، يتم فيه تجميع القارات في قارة واحدة تأخذ شكل كتلة كبيرة من اليابسة، ثم تقطع هذه القارة إلى أجزاء، ثم يبدأ التحام القارات مرة أخرى.
ويفترض أنه من قبل منذ 2000مليون سنة في زمن الآركي كانت الأرض تتكون من سلاسل جزر وقارات صغيرة مشتتة، يفصل بينها أحواض محيطية، وفي خلال مائتي مليون سنة أخذت هذه القارات تتجمع، ومنذ 1800سنة نشأت قارة وحيدة سميت بانجيا (Pangaea1)، ثم تضافرت عدة عوامل لتقطيع هذه القارة تحت تأثير ثقل الغلاف الصخري ونشاط البقع الساخنة في وشاح الأرض. ولربما تأججت المناطق النشطة هذه (Mantle Plumes) من جراء ارتطام المذنبات الكبيرة بسطح الأرض آنذاك. وعموماً تحطمت بانجيا ـ 1 منذ 1300مليون سنة ليعاد تجميع أجزائها مرة ثانية منذ 1000مليون سنة، في أن القارات تتناقص كما قال قارة بانجيا (Pangaea II) حيث تقطع ثانية ويعاد تجميع القطع مرة ثالثة في قارة بانجيا ـ 3 منذ 250 مليون سنة والتي اكتشفها ألفريد وجنر من قبل.
أطلع على سيرة المؤلف الذاتية
يمكن التواصل مع المؤلف على الإيميل :[email protected]
  #839  
قديم 07-11-2013, 08:05 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

إعجاز الكتاب في وصف السحاب


بقلم الأستاذ الدكتور كارم غنيم
رئيس جمعية الإعجاز العلمي للقرآن في القاهرة
يقول الله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ)[سورة النور: 34].
ورد في (غريب القرآن ) أن قول الله تعالى (يزجي سحاباً) يعني يسوقه بالرياح، (ثم يؤلفه بينه) : يعني يجمع قطع السحاب، فيجعلها سحاباً واحداً متراكماً ساداً للأفق .
(الودق) يعني : المطر أو القطر، (يخرج من خلاله) يعني: من فتوقه (من جبال فيها من برد) يعني : كما أن الجبال جمع جبل، من جبال في السماء. وقال عامة المفسرين: إن في السماء جبالاً من برد خلقها الله فيها كما خلق في الأرض جبالاً من حجر.
وقال أهل المعنى: السماء ههنا الغيم(السحاب) المرتفع فوق رؤوس الناس، والمراد بالجبال كثرتها.. وقبل أن ندخل في جولة بين التفاسير المشهورة، وهي عديدة، لنتعرف على السحاب، وكيف يتكون، وما أنواعه ..
ومحاولات علماء الفيزياء و الأرصاد الجوية لاستزراع السحب.
ما هو السحاب؟
يعرف العلماء السحاب ( Cloud) بأنه بخار الماء متكاثف يتألف من جسيمات (Particales) متكون من قطيرات (Droplets) صغيرة الحجم من الماء السائل، أو بلورات ( Crystals) صغيرة من الثلج، قطر الواحد منها لا يتجاوز عشرة أجزاء من الألف من المليمتر، ولو صُف ألف جسيم منها لم يتعد طوله 1.5 سنتمتر. يقوم الهواء بحمل هذه الجسيمات الدقيقة، فتظل متعلقة في الجو، ويمدها غالباً بتيارات صاعدة(مندفعة في الأسفل إلى الأعلى ).
ويحتوي الهواء مواد عديدة كالبكتيريا، وأملاح البحار، والأتربة والدخان، والهباب، والغبار، وحتى حبوب لقاح الأزهار، وهي ما يطلق عليها العلماء اسم [ نوى التكاثف Condensation nuclei] وهي مواد يتوفر وجودها في طبقات الجو السفلى، وتتكثف عليها قطرات الماء الصغيرة جداً في السحب، فتزداد أحجامها، ويتألف منها المطر بعد أن تصعد الرياح الحارة المشبعة ببخار الماء إلى طبقات الجو العليا وتتكون منها السحب.
صورة توضح كيفية تكاثف قطرات الماء الصغيرة حول نوى التكاثف
وأما المصدر الطبيعي للملح في الجو، فإن الرياح حيت تلطم سطح البحر صباح مساء تحمل رذاذه المحمل بجزيئات الملح إلى الجو، وترتفع في طبقاته، وتعمل كنوى تكاثف في السحب، إضافة إلى الشوائب الأخرى التي أشرنا إلى أهمها من قبل. ومما يذكر في هذا المقام أن جميع السحب التي تغطي سطح الأرض في وقت واحد، لا تحتوي سوى واحد بالألف من ماء الكرة الأرضية.. !!
كيف يتكون السحاب .. وكيف يتساقط منه البريد ؟؟؟
لقد أفاض القرآن العظيم في وصف العوامل والأسباب التي تتدخل في تكوين السحب، وهطول المطر، وذلك قبل أن يتوصل العلماء حالياً إلى معرفتها. وأوضح القرآن أن الرياح هي التي تثير السحب وتوزع حملها من الأمطار : (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ
فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ {48} وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ)[سورة الروم].
كما فرق القرآن بين أنواع السحب، وأوضح كيف يخرج الودق [أي المطر ] من خلال هذا الركام (الذي يشبه الجبال)، وكيف ينهمر البرد من هذا الركام (الذي يشبه الجبال)، وكيف ينهمر البرد من هذا النوع فقط من السحب : (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء)[سورة النور:43].
وكيف يحدث البرق والرعد ؟ وكيف تقوم الرياح بتلقيح السحب؟ ( وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ {22} )[سورة الحجر].
وأصبح من المعلوم الآن أن السحب تتكون حينما يبرد الهواء، ويصل إلى نقطة الندى( Dew Point)، أو درجة التشبع (Saturation)، فتقل قدرته على حمل بخار الماء (water vapour) فيتحول إلى نقطة ماء، أو إلى بلورات ثلج، حسب درجة حرارة تلك المنطقة من الجو هذا وقد أشرنا إلى أن القطيرات المائية، التي تتصاعد محمولة على متن الريح الصاعدة، صغيرة جداً بحيث لا ترى إلا بالمجهر [ الميكروسكوب]، وخفيفة جداً لدرجة أنها تصعد مع أهدأ تيار هوائي.. وتزداد أحجام هذه القطيرات شيئاً فشيئاً ـ كما أوضحنا من قبل ـ فتكون السحابة في النهاية مشكلة من قطيرات ماء وهواء، ويمثل الهواء النقي أكثر من 99% من مكونات أية سحابة.
وينزل الماء الطهور العذب بهطول السحابة وهو ما أشار إليه القرآن العظيم في قول الله تعالى ( وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا) [سورة الفرقان: 48].
(
وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتًا)[سورة المرسلات:27].
نعم وذلك لأن أشعة الشمس بما فيها من أشعة فوق بنفسجية (Ultraviolet) وأشعة تحت حمراء ( infrared) وغاز الأوزون ( Ozon) ولأن البرق، ولأن المركبات الكيميائية المختلفة الموجودة في طبقات الجو العليا، تقوم هذه وتلك بقتل الميكروبات، وإعدام الأحياء الدقيقة الضارة التي تحملها الرياح عادة وتدخل بها في السحب، وبالتالي ينزل المطر بماء طاهر نظيف خال من الجراثيم والميكروبات، وهي الكائنات التي لم يعرفها الإنسان إلا بعد أن أكتشفها العالم الفرنسي " باستير" في القرن التاسع عشر الميلادي ( أي بعد نزول القرآن بنحو أثني عشر قرناً ميلادياً) .
وماء المطر عذب " فرات"، فبالرغم من أن ما صعدت به الرياح وكونت به السحب، إنما هو ماء مالح من البحار والمحيطات ، فإن الله سبحانه هيأ الأسباب لإزالة ملوحته أثناء عملية البخر الطبيعي !!! أليس هذا إعجاز للكتاب في وصف السحاب ؟ ! بل إنه كذلك، وسوف نزيد ذوي الألباب من الكثير في هذا الباب .
لدينا أربعة نصوص قرآنية تشرح ـ بالتفصيل ـ جوانب مهمة في السحب والمطر هي :
(1)(لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ)[سورة النور:43].
(2)(اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ {48} وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ)[سورة الروم].
(3) ( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ {68} أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ {69} لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ{70} أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ )[سورة الواقعة:68_70].
(4)(إنَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِوالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ ِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَامن كل ِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ)[سورة البقرة:164].
هذه نصوص قرآنية سنرجع إليها كثيراً، لذلك أثبتناها هنا، وفيما يلي نعرض ما نريد أن نوضح به جوانب فيها كل الناس (حتى القرن السابع عشر الميلادي) يعتقدون بأن السحب عبارة عن هواء بارد سميك، إلى أن ظهر " ديكارت" وقال بأن الهواء وبخار الماء شيئان مختلفان، ولكن القرآن العظيم حين نزل (في القرن السابع الميلادي) فرق بين الرياح والسحب، وبين الدور الذي تقوم به الرياح في تكوين السحب وإنزال المطر والبرد منها.
وكلما اكتشف العلماء حقيقة علمية أو توصلوا إلى معرفة أسرار حدث كوني أو أمر طبيعي، ثم طالعنا آيات القرآن العظيم، وجدناها قد أشارت إليه، أو ذكرته، أو شرحته، مباشرة أو بطريقة غير مباشرة. وهكذا يظهر القرآن على غيره مما يحاول الحاقدون أن يتشبثوا به ... وهكذا يظل هذا الكتاب المجيد متجدداً ومستمر العطاء ودائم الإبهار لجميع الدراسين له..
ومنذ مدة لا تزيد على 200سنة فقط، قام " لوك هوارد " بوضع تقسيم السحب، ولا يزال يعمل به المتخصصون إلى الآن، وذلك حسب الشكل والسمك والارتفاع، ويتضمن ثلاثة أنواع:

[1] السحب العالية:يتراوح ارتفاعها بين 8 ـ 14 كيلومتر، حيث الجو شديد البرودة، ويسمى السحاب الموجود على هذه الارتفاعات (سمحاق) وتقابله اللفظة الأجنبية " سيرس Cirrus" أي : ريشية الشكل، كذيول الخيل.
ويظهر السحاب في السماء كالشعر الأبيض في مساحات واسعة، ويظهر مع الشمس في شكل هالة، ويتألف من بلورات ثلج صغيرة منفصلة عن بعضها البعض، ولونه أبيض نهاراً وردي صباحاً وعند الغسق (Dusk)، ويعقبه حدوث تقلبات جوية وأعاصير، ومنه سمحاق طبقي، وسمحاق ركامي.
[2] السحب المتوسطة :يترواح ارتفاعها بين 2_5 كيلومترات، وتسمى (السحب الركامية)، وهي تقابل اللفظة الأجنبية " كيوميولس Cumulus "ويبدأ تكون هذه السحب في فترة الضحى أو قبيل العصر، ويزداد نموها رأسياً مع اقتراب المساء، وترتفع حتى يصل سمكها إلى 5 كيلومترات .
ويصحب هذه السحب حدوث عواصف واضطرابات جوية، كالرعد والبرق، وخصوصاً مع بداية هطول المطر منها، وقد يصحب هذا المطر سقوط (برد) ..
تتنوع السحب الركامية إلى: سحب بيضاء وسحب ممطرة، وغيرها.
ويتألف السحاب الركامي من ثلاث طبقات، بعضها فوق بعض هي :
أ ـ منطقة عليا :وتحتوي بلورات ثلجية ناصعة البياض.
ب ـ منطقة وسطى:وتحتوي خليطاً من نقطة الماء الزائدة البرودة (over cold)، وبلورات الثلج المتساقطة من أعلى (بفعل الجاذبية الأرضية (Gravity).
ج ـ منطقة سفلى:وتحتوي على نقطاً من الماء أو بلورات من الثلج على أهبة الاستعداد للسقوط إلى الأرض، ولونها معتم غير منفذ للضوء .
[3] السحب المنخفضة:لا يزيد ارتفاعها على 600متر فوق سطح الأرض، وتسمى (السحب الطبقية) أو (السحب البساطية )، وتقابل بالأجنبية (Stratiform Clouds)تتكون هذه السحب في الجو المستقرن ولا يصاحبها حدوث عواصف رعدية، أو سقوط برد، ولذلك يرحب بها الناس عادة.
والسحب الممطرة (المزن) في جو الأرض قليلة إذا قوبلت بالسحب غير الممطرة، وهي كثيفة قاتمة، وليس لها شكل معين، وحوافها مهلهلة، وينهمر منها المطر أو الثلج بصفة مستمرة.
والسحاب الثقال ذكره القرآن بقول الله تعالى : (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ)[سورة الرعد:12].
وبقوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ لرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ لثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[الأعراف:75].
وهذا السحاب الثقال نمط من السحب، يرتفع غلى 20 كيلومتراً عن سطح الأرض، ويصل قطره إلى 400كيلومتراً، وحمولته 500طن من الماء، ومحتواه الحراري يكفي لسد حاجيات دولة كبرى كالولايات المتحدة من الكهرباء، لثلث ساعة تقريباً .
ويسقط المطر على سطح الأرض وسطح البحار والمحيطات، فيعيد ما سبق أن أخذته الرياح منها، من ماء وطاقة حرارية، ثم امتصاصها بالتبخير إلى طبقات الجو العليا، ثم يمتص الماء والطاقة الحرارية مرة أخرى، ثم يعيدها المطر مرة أخرى، وهكذا في دورة مستمرة، عبر عنها القرآن المجيد بقول الله تعالى : (والسماء ذات الرجع) .
نعود إلى النصوص المذكورة صدر هذه المقالة، ففي النص القرآني الأول يوضح المولى جل جلاله أنه يزجي، أي :"يسوق" قطع السحاب برفق نحو بعضها البعض، ثم " يؤلف بينه" أي : يتم التجاذب فيما بينها نظراً لاختلاف شحناتها الكهربائية .
وهكذا فإن الفعل : يؤلف يشير غلى التجاذب الكهربائي بين السحب الركامية. وأما كيف تتراكم الشحنات المتشابهة مع بعضها البعض في مكان واحد، فغير معلوم على وجه الدقة حتى الآن، فقد تكون السحابة الركامية مثلاً موجبة الشحنة عند القمة، ثم سالبة الشحنة في وسطها، ثم موجبة الشحنة عند قاعدتها، ثم تولد هذه الشحنة شحنة أخرى سالبة تحتها ... وبذلك فإن الفعل " يؤلف " المذكور في الآية يفيد التأليف بين السحاب ـ ضمن إفاداته الأخرى ـ من حيث الشحنات الكهربائية، أي : تجميع الشحنات المتشابهة والمختلفة داخل السحابة الركامية الواحدة والجملة القرآنية ( ثم يجعله ركاماً ) تعني أن الله يهيء الظروف لتراكم قطع السحب فوق بعضها البعض فتصبح " ركاماً " ويشبه الجبال، ولذلك جاء في نفس الآية القرآنية قول الله سبحانه : (وينزل من السماء من جبال فيها من برد )
فالسحب الركامية ضخمة وعالية ومتراكبة، أي أنها متراكمة في أحجام الجبال، كما عبرت الآيات القرآنية المعجزة .
نصل كلامنا بالفقرات السابقة، ونواصل تناول تعبيرات وجمل وكلمات الآيات الواردة في النصوص القرآنية التي صدرنا بها الحلقة المذكورة، لنرى قول الله تعالى: (فترى الودق يخرج من خلاله ) يعني المطر ذي القطرات الكبيرة تهبط من الفتوق التي تحدث بالتراكم من هذه الجبال، أي : الجبال السحبية. وأما " البرد " الذي جاء ذكره في قول الله تعالى : ( وينزل من السماء من جبال فيها من برد ) فقد تكلمنا عن نشأته آنفاً، وعلينا الآن أن نعرف آثاره المدمرة، إذ يسقط في شكل حبيبات ثلجية كروية، تتكون من طبقات شفافة ومعتمة، تشبه البصلة، ويصل وزن الواحدة رطلاً وثلث الرطل.
وقد حدث أن سقط البرد في نبراسكا في يوليو 1928م وسقط في كانساس في سبتمبر 1970م، وكانت حبات البرد حين تسقط تسبب خسائر اقتصادية خطيرة أحياناً، فلقد خسرت الولايات المتحدة في إحدى الفترات ما قيمته 300مليون دولار بسبب سقوط البرد على البلاد.
وهكذا يتبين من هذه الجزئية : (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءوَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ)كيف أن القرآن العظيم سبق العلم الحديث بإشارته إلى أن السحاب الركامي هو النوع الوحيد من السحب الذي ينزل منه (البرد) .
أما الجزئية التي أعقبت تلك الجزئية في نفس النص القرآني فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء ) تفيد بأن الله يصيب بالبرد أناساً، ويقي آخرين منه، أي أن تأثيره محلياً وليس عالمياً، بل وقد يكون في البلد الواحد حقل يسقط عليه البرد وحقل آخر لا يسقط عليه. ومن نافلة القول إن التنبؤ بموعد سقوط البرد أمر غير متاح بدقة حتى الآن ...!!

وأما الجزئية الأخيرة في هذا النص الكريم، فتتحدث عن " البرق " وهو حدث فيزيائي ينشأ كشرارة في الجو نتيجة مختلفتين، فإذا تم هذا التفريغ بين سحابة وبين جسم موجود على سطح الأرض (كجبل أو شجرة مثلا) سمى الناتج عن هذا التماس [صاعقة] .. وعند حدوث
التفريغ الكهربائي يرتفع فوق الجهد لدرجة تجعل الهواء موصلاً للكهرباء لأن ذراته قد تأينت فتمر الشرارة ويحدث البرق في زمن قليل قد لا يتعدى جزء من الثانية ...
والرعد يصاحب " البرق " وذلك لأن درجة حرارة شرارة البرق تصل إلى أكثر من 1000درجة مئوية، فيسخن الهواء ويتمدد وتحدث الفرقعة المدوية. وإذا نظر الإنسان في وجه البرق الشديد الضياء فإنه لا بد وأن يصاب بالعمى المؤقت، لذلك قال الله في نفس الآية القرآنية : (يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار)، ويشير النص القرآنية: (يكاد سنا برقه يذهب بالأبصار)، ويشير النص القرآني الذي أثبتناه في الفقرة السابقة [الآية 48 من سورة الروم] إلى تكوين السحب البساطية، وكيف أنها تكون (كسفا) أي : طبقة رقيقة فوق طبقة رقيقة، أي كتلة أفقية تنمو دائماً أفقياً وليست رأسياً (كما هو الحال في السحب الركامية) .
وأما النص الثالث[ الآيات 68ـ 70من سورة الواقعة ]، فيشير إلى السحب الممطرة باللفظ "المزن "، وكيف أن الله أنزل الماء الصالح للشرب للمخلوقات الحية من هذه السحب الممطرة، وأنه قادر على جعله ملحاً أجاجاً بدل أن يجعله عذاباً فراتاً .
ونصل سريعاً إلى النص القرآني الأخير [ الآية 164من سورة البقرة]، وهي نص جامع شامل للعديد من الأمور الكونية والأحداث الطبيعية، ثم يختم المولى جل جلاله هذا النص بإظهار الحكمة من إيراده، وهي أن الله خلق وصنع وقدر وأحكم كل الظواهر والأشياء لكي يتفكر الإنسان فيها ويتدبر عظمة الخالق جل جلاله .. ونمر سريعاً مع هذا النص الكريم لنفهم بعضاً مما ورد فيه:
[1] (إن في خلق السماوات والأرض]، أي في إبداعها وإبداع الدقة والإحكام فيهما، والسموات والأرض هما الكون كله ـ عموماً ـ بما فيه من أجرام فلكية، وليس المدلول اللفظي للكلمات فقط، وذكر هما يدل أيضاً على ما بينهما من مخلوقات.
[2] (واختلاف الليل والنهار)أي : حدوثهما وتعاقبهما وعدم تساوي مدتيهما يومياً . ويدل هذا ضمناً على دوران الأرض حول محورها أمام الشمس . ولا شك أن طول كل منهما يختلف في المكان الواحد من فصل إلى آخر، كما يختلف طول كل منهما في الفصل الواحد حسب خط عرض المكان.
[3] (والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس).
وفي هذا إنعام من الله على الإنسان، أن خلق لخدمته ظاهرة الطفو على سطح الماء، ليركب الإنسان السفن، ويتنقل هنا وهناك ويدير حركة التجارة البحرية وغير ذلك من شئون الحياة.
[4] (وما أنزل الله من السماء من ماء)،هو المطر، والمطر هو المصدر الأساسي لماء الأرض، وهو ـ في الأحوال الطبيعية العادية ـ عذب فرات صالح للشرب.
إذاً (فأحيا به الأرض بعد موتها ) وإحياء التربة هو إنباتها للنبات، فيظهر لها رونق وجمال ونضرة، وتدب الحياة فيها وعليها.
[6] (وبث فيها من كل دابة)،لفظة " بث " تعني فرق ونشر ووزع، والدابة هي كل ما يدب على الأرض وأغلب استعمالها في اللغة لحيوانات الركوب والأحمال.
[7] (تصريف الرياح)يعني توجيهها وتيسيرها وتوزيعها بقدرة الله، وقد شرحنا هذا في حلقة سابقة.
[8] (والسحاب المسخر بين السماء والأرض)أي : السحب التي تسير وفق إرادة الله فهي مسخرة في نشأتها وفي حركتها وفي وجهتها، تبعاً لإرادة الله، إذ لو بقي السحاب معلقاُ في الهواء لكثر وتعاظم وزادت أحجامه واتسعت مساحاته وحجب ضوء الشمس عن المخلوقات، وفي هذا ضرر شديد، وإذا تكاثر السحاب ودام لاستمر هطول الأمطار وغرقت الأرض، وفي هذا أيضاً ضرر شديد .
لكن الله يسوق الرياح فتحرك السحاب وتقوده إلى حيث يشاء الله، وينزل منه المطر في الوقت والمكان اللذين تحددهما المشيئة الإلهية، التي شاءت أيضاً أن ينزل هذا القرآن هداية للناس ومنهاجاً لصلاح دنياهم وآخرتهم .
  #840  
قديم 07-11-2013, 08:08 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

الظل الممدود له حدود


بقلم الأستاذ الدكتور كارم غنيم
رئيس جمعية الإعجاز العلمي للقرآن في القاهرة
يقول الله تعالى أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا {45} ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا )[سورة الفرقان: 25].
وشرح صاحب (غرائب القرآن) أن في هذه الآية والآيات التي أعقبتها عدة أدلة على توحيد الله سبحانه وتعالى :
أولها: الاستدلال على التوحيد من أحوال الظل.
ثانيها: من أحوال الليل والنهار في الآية [47].
ثالثها: من تصريف الرياح في الآية [48].
وملخص الأقوال في شرح هذا الدليل الأول(أي الظل ) على التوحيد :
أولاً : الظل أمر متوسط بين الضوء الخالص والظلمة الخالصة .. وهو أعدل " أفضل" الأحوال، لأن الظلمة الخالصة يكرهها الطبع، وينفر منها الحس، والضوء الكامل يبهر الحس البصري، ويؤذي بالتسخين، ولذلك وصف الله سبحانه وتعالى الجنة بالظل في قوله سبحانه (وظل ممدود ) ومعنى الآية في سورة الفرقان تقريباً هو : ألم تر إلى عجيب صنع ربك كيف جعل الظل ممتداً منبسطاً على الأجسام، ولو شاء لجعله لاصقاً بكل ضوء على الأجرام ولما عُرف للظل وجود، لأن الأشياء إنما تعرف بأضدادها.
ثم أزلنا الظل لا دفعة، بل يسيراً في جانب المغرب شيئاً بعد شيء. وفي القبض على هذا الوجه منافع جمة.
ثانياً : إنه سبحانه لما خلق السماء والأرض ألقت السماء ظلها على الأرض ممدوداً منبسطاً، ثم خلق الشمس وجعلها دليلاً على الظل، لأن الظل يتبعها كما يتبع الدليل في الطريق من حيث أنه يزيد بها وينقص ويمتد ويتقلص.. ثم إن لقبض الظل معنيان:
[1] انتهاء الإظلال إلى غاية ما من النقصان بالتدريج.
[2] قبضه عند قيام الساعة بقبض أسبابه، وهي الأجرام المضيئة.
ينتج الظل فيزيائياً عندما تسقط الأشعة على حائل فتنخفض إضاءته على مسقطه عنها على ما يحيط به، وهو كما عبر عنه صاحب (غرائب القرآن) أمر وسط بين الظلمة الحالكة والضوء الخالص.
ويتغير الظل طولاً وقصراً بعكس اتجاه دوران مصدر الإضاءة ويتغير في الطبيعة من يوم لآخر خلال أيام السنة، ومن وقت لآخر ومن مكان لآخر على سطح الأرض، والسبب في هذا هو دوران الأرض حول محورها مرة كل يوم خلال حركتها الدورانية حول أمها الشمس، والتي هي الأخرى تدور حول نفسها في مدار مائل.
وبتغير حركة الشمس الظاهرية تتغير حركة الأشعة الضوئية الساقطة، ويتبع هذا تغير ظلال الأشياء، أي أنها لا تبقى ساكنة أو دائمة على حالها.
وهكذا يستمر الظل في حركة وتغير مادامت الشمس مستمرة في حركة دوران، وما دام الضوء المنبعث منها يسير بسرعة هائلة (مقدارها ثلاثمائة ألف كيلومتراً في الثانية تقريباً)، ولولا هذه السرعة لما تحددت معالم ظلال الأشياء.
ولا يبقى الظل أو يسكن إلا بسكون الأرض، أي : توقفها عن الدوران، ولو حدث هذا لاختل توازنها في دورانها حول أمها الشمس، ولارتطمت بسطح هذه الشمس، وبهذا تكون نهايتها.
ويظهر الظل ـ أيضاًـ في ظاهرة كسوف المشمس، عندما يوجد القمر (وهو محاق تماماً) على الخط الواصل بين الأرض والشمس، فيحجب قرصها لمدة ثماني دقائق على الأكثر، وينتهي الكسوف بتفاوت حركة القمر في مداره حول الأرض ويمر القمر ـ أيضاًـ في دورانه في مخروط ظل الأرض لفترات أطول خلال خسوفه حين يوجد في حالة الاستقبال.
وإذا كان قد عرضنا اختلاف الليل والنهار وتعاقبهما وإيلاجهما في بعضهما، وغير هذا وذالك في موضع آخر، فإن الاختلاف في طولي الليل والنهار هو الأساس ـ أيضاًـ في تغيير الظل، بالزيادة والنقصان، كل على حساب الآخر، ولا بأس من ذكر أجزاءٌ من الآيات القرآنية ذات الصلة بالموضوع : (إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ)[سورة يونس:6].
(وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ)[سور المزمل:19].
(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ {61} ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن)[سورة الحج:61].
ويلاحظ أن الظل إذا كان في حركة دائمة وامتداد وانكماش أمام مصدر ضوئي ثابت عبر القرآن عنه تعبيراً بليغاً بكلمة " دليل " [ في الآية 45 من سورة الفرقان]، أي : Reference Point ، أي : نقطة إشارة، أو نقطة مصدر مرجعي مضيئة، فالتفكير المنطقي يهدي صاحبه إلى أن الظل إذا كان فوق جسم ما يتحرك باستمرار أمام نقطة دليل مضيئة ثابتة، فهناك إذن حركة بذلك الجسم، وهكذا تدل الآية على حركة كل من الأرض والشمس.
لامتداد الظل وانقباضه، وهي الظاهرة التي أشارت إليها الآية القرآنية المحورية في هذا الموضوع، فوائد جمة، نذكر أهمها فيما يلي:
تحديد مواعيد الصلاة في الإسلام، لأن الظل أثناء النهار، وأوقات الصلوات مرتبطة بارتفاع الشمس وانخفاضها تحت الأفق.
وقت الفجر:يدخل مع بداية الشفق الصباحي الذي يحدث حين تكون الشمس تحت الأفق الشرقي بمقدار معلوم.
وقت الظهر :يدخل عندما تكون الشمس ناحية الجنوب، أو في أقصى أرتفاع لها خلال النهار، وهو الوقت الذي يكون ظل الشيء أقصر ما يمكن.
وقت العصر:يدخل عندما يبلغ ظل الشيء مثله، أو مثليه (في المذهب الحنفي)، مضافاً إليه طول ظله عند الظهر .
وقت المغرب:يدخل عند اختفاء قرص الشمس تماماً تحت الأفق الغربي، ويزول ظل الشيء نتيجة لاختفاء أشعة الشمس.
وقت العشاء :يدخل عند اختفاء الشفق المسائي، حين تكون الشمس تحت الأفق الغربي بمقدار معلوم.
رحمة الله بالكائنات والمخلوقات الحية من شدة الحرارة والضوء اللذان يضران بها أو من انعدامهما، إذا استمر الظل ولم تنشأ القدرة الإلهية بانقباضهن فكيف بحياة الأحياء تستمر مع ظل ثابت، ممتداً كان أو مقبوضاً، ولكن بتغيره وتبدله بين المد والانقباض، تنال هذه الأحياء قسطاً من الدفء والضوء وقت المد، وقسطاً من الراحة وتلطيف حرارتها وقت الانقباض، ويتفضل المولى جل جلاله علينا بهذا التقدير العظيم لمصلحة الأحياء، ويشير إلى هذه النعمة العظيمة في قوله : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ)[سورة القصص:71].
بالظل عرف العلماء ظاهرة الانكسار الضوئي، فإذا مر شعاع بالهواء وسقط على شيء (حائل) انكسر، ولولا هذا لكان الظل أكثر امتداداً، ولكن بسبب الانكسار، فإن ظل أي شيء يكون مقبوضاً انقباضاً يسيراً .
§امتداد الظل وانقباضه يؤديان إلى تغيير درجات التسخين والتبريد، وهما ضروريان لإتمام العمليات الجوية (من رياح وسحب وأمطار وغيرها)، وهي عمليات لا تستقيم الدنيا إلا بها.
§هناك متعة في مشاهدة ظاهرتي الكسوف (الشمس) والخسوف (للقمر)، ويصاحبهما تكون ظلال ممتدة، وتسجيل هاتين الظاهرتين يفيد كثيراً في دراسة سطح القمر وأغلفة الشمس والغلاف الجوي للكرة الأرضية والحركة في الكون عامة.
§الظل نبه العلماء إلى ضرورة حركة الأرض، وحتمية دورانها حول محورها.
ونختم بما بدأنا به الموضوع، وهو قول الله تبارك وتعالى : (ألم تر إلى بك كيف مدر الظل ..
فليس هناك أفضل من هذا الختام.
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 20 ( الأعضاء 0 والزوار 20)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 298.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 292.33 كيلو بايت... تم توفير 5.80 كيلو بايت...بمعدل (1.95%)]