خبر الوداع وحسن الفهم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12539 - عددالزوار : 216007 )           »          معارج البيان القرآني ـــــــــــــ متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 7826 )           »          انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 52 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859515 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393886 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 83 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 62 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 63 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 61 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-02-2024, 10:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,066
الدولة : Egypt
افتراضي خبر الوداع وحسن الفهم

خبر الوداع وحسن الفهم
حسن عبدالحي

روى البخاريُّ ومسلمٌ من حديث أبي سعيد الخُدري - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - جلس على المنبر، فقال: ((إنَّ عبدًا خيَّرَه اللهُ بين أن يؤتيَه من زهْرة الدنيا ما شاء وبيْن ما عندَه، فاختار ما عنده))، فبكَى أبو بكر وبكَى، وقال: فديناك بآبائنا وأمَّهاتنا، فعجِبْنا له، وقال الناس: انظروا إلى هذا الشيخ! يُخبر رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن عبـدٍ خيَّره الله بيْن أن يؤتيه من زَهْرة الدنيا وبيْن ما عنده، وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمَّهاتنا! فكـان رسـولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - هو المُخيَّرَ، وكان أبو بكرٍ هو أعلمَنا به، وقال رسـولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ مِن أمَنِّ الناس عليَّ في صُحبته وماله أبا بكر، ولو كنتُ متخذًا خليلاً من أمَّتي لاتخذتُ أبا بكر، إلا خُلَّة الإسلام، لا يَبقَيَنَّ في المسجد خوخةٌ إلا خوخة أبي بكر)).

هذا الحديث قد اشتمل على فوائدَ كثيرةٍ؛ فوائد إيمانية، وفوائد منهجية، وفوائد تربوية، وفوائد وعظية.

فرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - خطَبَ مودِّعًا أصحابَه في مرَضِه الذي مات فيه؛ تخفيفًا عليهم مِن مصاب موته، فقال لهم: ((إنَّ عبدًا خيَّرَه الله بيْن أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء، وبيْن ما عنده، فاختار ما عنده))، وفي هذا سلْوى لهم؛ إذِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - هو مَن اختار ما عند الله - تعالى - بنفسه، ثم إنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - ذهب بموته إلى ما هو خيرٌ له عند ربه - تبارك وتعالى - وفي هذا رِضًا لهم - رضي الله عنهم - بمآل حالِه - عليه الصلاة والسلام.

كما أنَّ في قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ عبدًا خيَّرَه الله بيْن أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء، وبيْن ما عنده، فاختار ما عنده)) حثًّا لأصحابه وأتْباعه على سلوك طريقته في تقديم أمْرِ الآخرة على الدنيا، ولو اجتمع لنا مِن الدنيا ما نشاء؛ إذِ الدنيا مهمَا طالتْ فهي إلى فَناء، والآخرة مهما غابتْ عنا، فهي دار خُلْد وبقاء.

وفيه كذلك كرامة نبيِّنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - على ربِّه - تبارك وتعالى - فالله - عزَّ وجلَّ - خيَّرَه في البقاء وهو يعلم - تعالى - إرادةَ الآخِرة في قلْبه.

وفيه أيضًا دلالةٌ على صدْق الدعوة النبويَّة، وذلك من وجوه:
الأول: إطْلاع اللهِ له - صلَّى الله عليه وسلَّم - على موعِد وفاته.

الثاني: اختياره - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما عند الله - تعالى - على زَهْرة الحياة الدنيا، وتقديمُ الآخِرة على الدنيا لا يقوم به أبدًا كذَّاب مُدَّعٍ.

الثالث: أصْل تخيير الله له - صلَّى الله عليه وسلَّم - بيْن الحياة والموت، وفي حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((ما مِن نبيٍّ يمرض إلا خُيِّر بيْن الدنيا والآخرة))؛ رواه البخاري ومسلم.

وفيه: جواز الإبهام في الخِطاب النبويِّ لمصلحة أخرى، ولعلَّها هنا اختبارُ أهل المعرفة والنباهة من أصحابه - رضي الله عنهم - كما يقول النووي، أو لعلَّها للتخفيف عليهم بعدم ذِكْره - صلَّى الله عليه وسلَّم - وفاتَه صراحةً، فيكون هذا من باب التدرُّج في ذِكْر المصيبة؛ لتخفَّ على المصاب، بخلاف ما إذا وقعتْ دون مقدِّمات.

وقول أبي سعيد - رضي الله عنه -: (فبكَى أبو بكر وبكَى)؛ أي: لفراق رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولانقِطاع الوحي مِن السماء، وفي روايةِ الدارمي وغيره: قال - صلَّى الله عليه وسلَّم - له لَمَّا أكْثَر من البكاء: ((على رِسْلِكَ يا أبا بكر))، وفي رواية ابن حبَّان: قال له - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اسكت يا أبا بكر))، قاله - صلَّى الله عليه وسلَّم - رحمةً به.

وفيه: تعلُّق أبي بكر بالنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - حتى إنه لم يتمالكْ نفسَه من البكاء، فيقطع خُطْبة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو جالسٌ على المنبر.

وفي قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ عبدًا)) تذكيرٌ بمقام العبودية ومُقتضاها في التسليم لقضاء الله - تعالى - بالموت والفَناء على كلِّ أحد، مهما عظُمَ شأنُه، أو طال أجَلُه، كما قال - تعالى - لنبيِّه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162].

فكما أنَّ حياة المؤمن الطائع خالصةٌ لله - تعالى - بالعبودية له وحدَه، فكذلك موته على مرضاته، ورضاؤه بالموت بتسليم ورِضًا، ودون جزع أو إشْراك به في هذا المقام الخطير، الذي يَضعُف فيه الإنسان - كلُّ هذا؛ حياة وموت، لله - تعالى - وحدَه.

وقول أبي سعيد - رضي الله عنه -: "وقال: فديناك بآبائنا وأمَّهاتنا، فعجِبْنا له، وقال النـاس: انظروا إلى هذا الشَّيْخ! يخبر رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن عبـدٍ خيَّره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبيْن ما عنده، وهو يقول: فديناك بآبائنا وأمَّهاتنا!" فَهِم أبو بكر وحدَه مُرادَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأنه العبدُ المخيَّر، فبكى وقال ما قال.

وفيه: حُسْن فَهْم أبي بكر - رضي الله عنه - بشكل عامّ، ولكلام رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومراده بشكلٍ خاصّ.

وفيه: جواز إدراك وفَهْم الواحد لِمَا لا يُدركه ويفهمه الجماعةُ من الناس، لا سيَّما إذا كان من أهْل السبق والمعرفة مثل أبي بكر - رضي الله عنه.

وقول أبي سعيد: "فكان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - هو المُخيَّر، وكان أبو بكر هو أعلمَنا به"؛ أي: فقد عَلِمْنا بعد أيام فقط من حديثه هذا أنَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - المخيَّرُ، وأنَّ أبا بكر - رضي الله عنه - أعلمُنا بمراد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

وفيه: عدم التعجُّبِ قبل الاستيضاح والتبيُّن؛ إذ قد يتبيَّن فيما بعدُ خطأُ تعجُّبِنا، وصوابُ ما تعجَّبْنا منه.

وفيه: أنَّ الناس تختلف في الفَهْم، فقد يفهم القريبان من كلامِ بعضهما لبعض، ما لا يَفهمه منهما مَن هو ليس قريبًا منهما، وهنا فَهِم أبو بكر - رضي الله عنه - من النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما لم يفهمْه غيرُه من أصحاب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وما ذلك إلا لقُرْب أبي بكر - رضي الله عنه - منه - صلَّى الله عليه وسلَّم.

قول أبي سعيد - رضي الله عنه -: "وقال رسـول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ مِن أمَنِّ الناس عليَّ في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنتُ متخذًا خليلاً من أمَّتي لاتخذتُ أبا بكر، إلا خُلَّة الإسلام، لا يبقينَّ في المسجد خوخةٌ إلا خوخة أبي بكر))"، الخوخة: هي الطريق الصغير المُتَّخَذ للمسجد، أو هي الباب ذاته، وهذا قاله - صلَّى الله عليه وسلَّم - تطييبًا لأبي بكر - رضي الله عنه - وتبيينًا لمنزلته الرفيعة، وسبْقه في الإسلام، ونُصْرته له - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالمال والصُّحْبة على مدار ثلاثة وعشرين عامًا تقريبًا.

ففيه: بيان منزلة أبي بكر - رضي الله عنه - بشهادةِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - له بالنُّصْرة، وحُسْن الصُّحْبة والإخاء، كما فيه تكريمُه بقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لو كنتُ متخذًا خليلاً لاتخذتُ أبا بكر))، وقوله: ((لا يبقينَّ في المسجد خوخةٌ إلا خوخة أبي بكر)).

وفيه: استحبابُ تطييب أهْل الفضْل والخير إذا نزَل بهم حُزنٌ أو مكروه؛ بل وتكريمهم المستحق في العَلَن؛ للتخفيف عنهم، كما فعَل - صلَّى الله عليه وسلَّم - مع أبي بكر - رضي الله عنه.

وفيه: التلميح - والبعض يقول: التصريح - بأنَّ أبا بكر - رضي الله عنه - هو الخليفةُ المستحقُّ بوصية رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

والحمد لله ربِّ العالمين، وصلِّ اللهمَّ وسلِّم على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.82 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]