أثر الدعاء في النصر على الأعداء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         انشودة يا أهل غزة كبروا لفريق الوعد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 28 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4421 - عددالزوار : 859107 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3953 - عددالزوار : 393447 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12535 - عددالزوار : 215742 )           »          مشكلات أخي المصاب بالفصام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 73 )           »          المكملات الغذائية وإبر العضلات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »          أنا متعلق بشخص خارج إرادتي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          مشكلة كثرة الخوف من الموت والتفكير به (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 59 )           »          أعاني من الاكتئاب والقلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 55 )           »          اضطراباتي النفسية دمرتني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 57 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22-12-2023, 09:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي أثر الدعاء في النصر على الأعداء

أثر الدعاء في النصر على الأعداء (1)



كتبه/ السيد مختار البنا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فإن للدعاء أثرًا ودورًا كبيرًا في النصر على الأعداء، ولا ينبغي لنا إهماله أو التغافل عنه؛ لا سيما إذا كان الإنسان لا يمتلك من الأسباب الشرعية إلا هو، وإليك -أخي الكريم- أمثلة من تاريخ المجاهدين التي تبرز لك أهمية الدعاء، وأثره البالغ في النصر على الأعداء.
1- فها هو طالوت وجنده قبل بداية المعركة؛ قال الله -تعالى- عنهم: (وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين) (البقرة:250)، وبعد هذا الدعاء، كان الجواب من الله: (‌فَهَزَمُوهُمْ ‌بِإِذْنِ ‌اللَّهِ ‌وَقَتَلَ ‌دَاوُودُ ‌جَالُوتَ) (البقرة: 251)، وكان النصر حليفهم حين دعوا الله وتوكلوا عليه.
2- وها هو الغلام المؤمن صاحب الملك الكافر حين اكتشف أمره، وعلم أنه موحد، أراد أن يفتنه عن دينه، ويخيفه بجنده، ولكن هيهات فإنَّ مع الغلام سلاحًا لا ينفد، وكنزًا لن يفقد؛ إنه الدعاء، فحين أراد جنود هذا الطاغية أن يلقوه من فوق الجبل إلى هاويته، نطق الغلام بكل مسكنة وافتقار للملك القهار: "اللهم اكفنيهم بما شئت"، فسقط الجنود من فوق الجبل وكانوا في الهاوية، بل في القاع، ويمضي ذلك الغلام شامخًا بإيمانه إلى الملك الكافر، ليعلمه دروسًا في التوحيد مِن: التوكل على الله، والاستعانة به، وعدم الخوف إلا منه، إلى غير ذلك، لكن الطغاة متكبرون، ولا يسمعون داعي الإيمان، فما كان من ذلك الملك إلا أن أمر جنده بأن يذهبوا بذلك الغلام في إحدى السفن فإذا توسطت السفينة في البحر، ألقى الجنود ذلك الغلام ليتخلصوا منه، وحين أرادوا أن يفعلوا ذلك بعد أن توسطت بهم السفينة في البحر، إلا ويطلق الغلام سلاحه على أعدائه: "اللهم اكفنيهم بما شئت"، واستجاب الله الدعاء، وقلب السفينة بمن فيها من جند الطاغوت، ونجا ذلك الغلام المؤمن من مكر الكافرين، والقصَّة معروفة، ومن أراد المزيد فليقرأ تفاسير العلماء لسورة البروج.
3- وهذا المثنَّى بن حارثة الشيباني في وقعة البويب في السنة الثالثة عشرة من الهجرة يدعو له المسلمون، والجند المقاتلون، بأن ينصره الله على أعدائه، ويكفيه شرهم، وكان النصر له في آخر المطاف (انظر: معارك المسلمين في رمضان للدكتور: عبد العزيز العبيدي).
4- وتأمل قصة النعمان بن مقرن في سنة إحدى وعشرين، فبعد أن تحصن الفرس بخنادقهم، وطال حصار المسلمين لهم، استشار النعمان قادته، فأشاروا عليه باستدراج الفرس والتظاهر بالهروب حتَّى إذا ابتعد الجند عن حصونهم وخنادقهم نشبت المعركة، ووافق النعمان على الخطة، وقال لهم: إني مكبر ثلاثًا، فإذا كان الثالثة فابدؤوا بالقتال، وهنا لم ينس النعمان الاتصال الروحي مع الله، فقد ذهب النعمان إلى أحد الأمكنة ودعا الله قائلًا: "اللهم اعزز دينك، وانصر عبادك، اللهم إني أسألك أن تقر عيني بفتح يكون فيه عز الإسلام، واقبضني شهيدًا"، وبكى الناس مع النعمان وابتهلوا إلى الله وتضرعوا، واستجاب الله دعاءهم فنصرهم على عدوهم نصرًا عظيمًا، واستجاب الله دعاء النعمان بن مقرن، فكان أول قتيل من المسلمين على أرض المعركة ـرضي الله عنه-. (البداية والنهاية).
5- واقرأ ما فعله حبيب بن مسلمة ـرضي الله عنهـ حين أمِّر على جيش، فلمَّا أتى العدو قال: سمعت رسول الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم ـ يقول: "لا يجتمع قوم فيدعو بعضهم ويؤمِّن بعضهم إلا أجابهم الله -تعالى-" ثمَّ إنَّه حمد الله وأثنى عليه، وقال: "اللهم احقن دماءنا، واجعل أجورنا أجور الشهداء"، فبينما هم كذلك إذ نزل أمير العدو، فدخل على حبيب بن مسلمة سُرَادقَه، وسلَّم إليه بدون حرب" (أخرجه البيهقي والطبراني).
6- وأنعم النظر في قصَّة قتيبة بن مسلم مع محمد بن واسع، فقد ذكر ابن الجوزي في (صفة الصفوة) أنَّه كان مع قتيبة بن مسلم في معركته الإمام محمد بن واسع، وقد كان قتيبة بن مسلم صاحب خراسان، وكانت الترك قد خرجت إليهم فبعث قتيبة إلى المسجد لينظر من فيه، فقيل له: ليس فيه إلا محمد بن واسع رافعًا إصبعه، فقال قتيبة: "إصبعه تلك أحبُّ إلي من ثلاثين ألف شاب طرير!".
وفي (سير أعلام النبلاء) قال قتيبة بن مسلم: "تلك الإصبع أحب إليَّ من مائة ألف سيف شهير، وشاب طرير!"؛ فتأمل دعاء الإمام محمد بن واسع وقت المعركة، وحب القائد قتيبة بن مسلم لدعائه ذاك، بل تفضيله لدعائه على وجود ألف شاب مقاتل!
وللحديث بقية -إن شاء الله-.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18-01-2024, 10:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,061
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أثر الدعاء في النصر على الأعداء

أثر الدعاء في النصر على الأعداء (2)



كتبه/ السيد مختار البنا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فنستكمل في هذا المقال كلامنا عن الدعاء وأثره، ودوره الكبير في النصر على الأعداء.
7- مما يدلًّ على أنَّ النصر يُستنزل بالدعاء، ما قاله أسد بن عبد الله القسري أمير خراسان في قتاله للفرس: "إنَّه بلغني أنَّ العبد أقرب ما يكون إلى الله إذا وضع جبهته لله، وإنِّي نازل وواضع جبهتي، فادعوا الله، واسجدوا لربكم، وأخلصوا له الدعاء، ففعلوا، ثمَّ رفعوا رؤوسهم، وهم لا يشكُّون في الفتح" (تاريخ الطبري).
8- وهكذا كان عقبة بن نافع، فقد كان مستجاب الدعوة، وكان يتوجه إلى الله بالدعاء عند الشروع في معاركه، ويصادم العدو في شجاعة مذهلة، كما ذكره عنه أهل السير، ثمَّ يكتب الله له النصر المبين (أبطال ومواقف).
9- وهكذا يمضي جنود الإسلام، وتسير قوافل المجاهدين إلى الله رب العالمين؛ فهذا الإمام الفقيه أبو نصر محمد بن عبد الملك الحنفي، يقول لألب أرسلان في موقعة (ملاذكرد) بعد أن رأى كثرة جيش الروم والتي قُدِّرت بمئتي ألف مقاتل: "إنَّك تقاتل عن دين الله، وقد وعد الله بنصره، وأرجو أن يكون الله قد كتب لك بجيشك القليل شرف النصر، فسر إلى العدو الكافر يوم الجمعة، بعد الزوال، والأئمة على منابرهم يدعون لجيشك بالنصر، والله غالب على أمره، وتمَّ ذلك عند ظهيرة يوم الجمعة من صيف أربعمائة وثلاث وستين للهجرة، فقد صلَّى وبكى فبكى الناس لبكائه، ودعا الله فدعا الناس بدعائه، وعفَّر وجهه بالتراب ثمَّ ركب وقال للناس: ليس عليكم الآن أمير، وكلكم أمير نفسه، من شاء أن ينصرف فليعد إلى أهله، ولبس البياض وتحنَّط، وحمل بجيشه حملة صادقة، فوقعوا في وسط العدو يقتلون ما يشاؤون، وثبت العسكر، ونزل النصر، وولت الروم، واستحر بهم القتل، وقتل طاغيتهم أرمانوس، بعد أن أسره مملوكٌ، وسار به ذليلًا ليُقتل رغم أنفه" (البداية والنهاية).
أليس ذلك من بركات الدعاء يا عبد الله؟!
10- وانظر في حال نور الدين محمود في فتح حارم سنة 559هـ، وقد انفرد تحت تل، حينما التقى الجمعان وسجد لربه ومرَّغ وجهه وتضرع، وقال: "هؤلاء يا رب عبيدك وهم أولياؤك، وهؤلاء عبيدك وهم أعداؤك، فانصر أولياءك على أعدائك" (ما فضول محمود في الوسط)؛ يشير إلى أنَّك يا رب إن نصرت المسلمين فدينك نصرت، فلا تمنعهم النصر بسبب محمود، يعني نفسه، إن كان غير متحقق النصر، ثمَّ بعد ذلك فتح الله على يديه فتحًا عظيمًا. (معارك المسلمين في رمضان، للدكتور عبد العزيز العبيدي).
11- ومتِّع عينيك بقصة البطل العظيم صلاح الدين محرر القدس من الصليبيين، "فقد جمع صلاح الدين الجموع، ونظَّم الجيوش ثمَّ عقد مجلس شوراه للتشاور في منازلة العدو، وتوقيت المعركة فاتفقوا على الخروج في 17 ربيع الآخر عام 583هـ بعد صلاة الجمعة، وبين تكبير المسلمين وابتهالهم وتضرعهم بالدعاء" (صلاح الدين الأيوبي، للدكتور عبد الله ناصح علوان).
قال القاضي ابن شدَّاد: "وكان صلاح الدين إذا سمع أنَّ العدو قد داهم المسلمين خرَّ إلى الأرض ساجدًا لله، داعيًا بهذا الدعاء: اللهم قد انقطعت أسبابي الأرضية في نصرة دينك، ولم يبقَ إلا الإخلاد إليك، والاعتصام بحبلك، والاعتماد على فضلك، أنت حسبي ونعم الوكيل".
وقال: "ورأيته ساجدًا ودموعه تتقاطر على شيبته ثمَّ على سجَّادته، ولا أسمع ما يقول، ولم ينقضِ ذلك اليوم إلا ويأتيه أخبار النصر على الأعداء، وكان أبدًا يقصد بوقفاته الجمع؛ سيما أوقات صلاة الجمعة تبركًا بدعاء الخطباء على المنابر، فربما كانت أقرب إلى الاستجابة" (سيرة صلاح الدين الأيوبي للقاضي ابن شدَّاد).
12- وانظر ماذا كان يفعل المظفر قطز في معركة عين جالوت سنة (658) هـ، وهو يحمِّس المجاهدين ويصيح: واإسلاماه، واإسلاماه، ويسجد ويعفِّر وجهه في التراب ويقول: "يا الله انصر عبدك قطز" (معارك المسلمين في رمضان للعبيدي).
وقال ابن كثير عن قطز: "ولمَّا رأى عصائب التتار، قال للأمراء والجيوش: لا تقاتلوهم حتَّى تزول الشمس وتفيء الظلال وتهب الرياح، ويدعو لنا الخطباء في صلاتهم" (البداية والنهاية). واستجاب الله دعاءه، وهزم المغول ووقعوا بين يديه ما بين قتيل وجريح وأسير، بل وقع بين يديه قائد المغول فقتله تنكيلًا به، وجزاء إجرامه في قتل المسلمين.
13- أمَّا محمد الفاتح، فقد دخل المسجد في صباح يوم التاسع والعشرين من مايو عام 1453م فوجد شيخه ومعلمه ومربيه آق شمس الدين منطرحًا بين يدي ربه مستغرقًا بالدعاء، فاستبشر خيرًا بالنصر، وحين كان المجاهدون يهيئون للمعركة عدتها كان هتافهم: "يا الله، يا لله"، ولمَّا فتحت القسطنطينية رآه الناس وهو يمرِّغ وجهه في التراب تواضعًا لله، والمؤمنون يهنئونه بالنصر، وهو لا يزيد على أن يقول: "النصر من عند الله، النصر من عند الله" (أبطال ومواقف).
عرف هؤلاء البواسل دربهم، فساروا إلى ساح الجهاد، وفتحوا الفتوحات، وغيَّروا مجرى التاريخ لصالح أمة الإسلام الخالدة، وأكثروا الدعاء لربهم، والاستغاثة بمعبودهم، حتى خطَّ الله لهم طريق النصر المبين، والعز والتمكين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.54 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.36 كيلو بايت... تم توفير 2.18 كيلو بايت...بمعدل (3.66%)]