|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
فوائد من حديث: رفع الحرج في الإسلام
رَفْعُ الحَرَجِ في الإِسلامِ الشيخ محمد بن مسعود العميري الهذلي عَن أبي ذرٍ الغفاري رضي الله عنه[1]، قال: قال رَسُوَل اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله تَجاوَزَ عَنْ أُمَّتي: الْخَطَأَ، والنِّسْياَنَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ"؛ حديث حسن، رواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما[2]. درجة الحديث: صححه الألباني، وصحَّ أيضًا بلفظ: ((عُفِي لأمتي عن الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه))، وكذا ((رُفع عن أمتي..))، وكذا: ((إن الله وضع عن أمتي..)). أهمية الحديث: هذا الحديث حديث عظيم عام النفع، ولقد اشتمل على فوائد وأمور مهمة، فهو يحوي حكم الخطأ والنسيان والمكره عليه بأنه لا إثم على ذلك. مفردات الحديث: تجاوز: عفا. لي: لأجلي وتعظيم أمري ورفعة قدري. أمتي: أمة الإجابة، وهي كل من آمن به صلى الله عليه وسلم واستجاب لدعوته. الخطأ: ضد العمد لا ضد الصواب. النسيان: ضد التذكر. استكرهوا عليه: الإكراه: هو إلزام الشخص بما لا يريد، يقال: أكرهته على كذا إذا حملته عليه قهرًا. فوائد الحديث: 1- أن هذه الأمور الثلاثة: الخطأ، والنسيان، والإكراه سبب للتخفيف ومنع التكليف: الأول: النسيان: وهو ذهول القلب عن الشيء وعدم تذكره. والدليل على أنه سبب للتخفيف ومانع من موانع التكليف، قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ [البقرة: 286]؛ قال الله تعالى كما في صحيح مسلم: (قد فعلت)، ولحديث الباب. الثاني: الخطأ: وهو ضد العمــد. والدليل على أنه سبب للتخفيف ومانع من موانع التكليف: قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ [البقرة: 286]، وقوله تعالى: ﴿ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ﴾ [الأحزاب: 5]، ولحديث الباب. الثالث: الإكراه وهو: حمل الغير على أمر لا يرضاه لو خلِّي ونفسه، بارتكاب النهي أو ترك الأمر. والدليل على أنه سبب للتخفيف ومانع من موانع التكليف: قوله تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ﴾ [النحل: 106]، ولحديث الباب. فمن أُكره على طلاق زوجته، فإنها لا تطلق، ومن أُكره على الكفر، وقلبه مطمئن بالإيمان، فلا شيء عليه. 2- أن الله تعالى لا يؤاخذ إلا عن عمد وتصميم. 3- لا يعاقب الله الناسي والمخطئ والمكره. 4- هذا الحكم خاص للأمة المحمدية. 5- إذا ضاق الأمر اتسع. 6- بيان رحمة الله؛ حيث لا يكلف نفسًا إلا وسعها؛ أي: إلا طاقتها. 7- شرف هذه الأمة على غيرها. 8- النسيان من صفات الإنسان. [1] سبقت ترجمته في الحديث الثامن عشر. [2] نص الحديث في متن الأربعين: ((عَن ابْنِ عَبَّاسِ رَضِيَ الله عَنْهُما: أن رَسُوَل اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إنَّ الله تَجاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتي: الْخَطَأَ، والنِّسْياَنَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ))؛ حديث حسن، رواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما، ولم أجده عند ابن ماجه من رواية ابن عباس بهذا اللفظ ولا عند البيهقي، وإنما الموجود عند ابن ماجه عن ابن عباس بلفظ: ((إن الله وضع عن أمتي ..))، وكذا عند البيهقي، وقد صححه الألباني، ولفظ: ((إن الله تجاوز لي عن أمتي ..))، هو حديث أبي ذر رضي الله عنه، وقد أثبته في الأعلى، ولم أجد رواية ابن عباس إلا عند الطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك بهذا اللفظ: ((إن الله تجاوز لي عن أمتي ..)).
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |