اتقي الله واصبري - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4418 - عددالزوار : 854830 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 3949 - عددالزوار : 389712 )           »          معنى قوله تعالى: {ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          تخصيص رمضان بالعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          ذكر الله دواء لضيق الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          بيان فضل صيام الست من شوال وصحة الحديث بذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          صيام الست من شوال قبل صيام الواجب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          صلاة الوتر بالمسجد جماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          قراءة القرآن بغير حفظ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          الإلحاح في الدعاء وعدم اليأس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-01-2020, 02:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي اتقي الله واصبري

اتقي الله واصبري

عبد الله علي العبدلي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
خلق الله -تبارك وتعالى- هذا الإنسان على هذه الحياة وابتلاه بالحياة والموت، فقال: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) [الملك: 1، 2].
والمتأمل لهذه الحياة الدنيا يدرك أنها لا تستقر على حال، فأفراحها ممزوجة بأتراح، وضحكها ممزوج ببكاء، ولهذا جاء الثواب الجزيل، والأجر العظيم لمن صبر، (قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر: 10].
ووعد الله -تبارك وتعالى- أهل الصبر بالثواب بغير حساب، فقال: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر: 10]، فالإنسان مأمور بالصبر في مصيبة الموت.
وقد أمر الله - تعالى - عباده بالصبر فقال جل ذكره: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [آل عمران: 200].
ونظراً للعاطفة المجبولة عليها النساء فربما حصل منها تضجر على ما أصابها من مصيبة،
ولله درّ من قال:
إذا مات ابنُها صرختْ بجهلٍ *** وماذا تستفيدُ من الصّراخِ؟
ستتبعه كعطفِ "الفاءِ" ليستْ ***بِمَهْلٍ أو كـ "ثُمّ"على التراخِي!
ولذلك فقد خص النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - المرأة بمزيد اهتمام وتذكير بأهمية الصبر عند البلاء، فعن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى على امرأة تبكى على صبى لها فقال لها: ((اتقى الله واصبرى))، فقالت: وما تبالى بمصيبتى، فلما ذهب قيل لها إنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذها مثل الموت فأتت بابه فلم تجد على بابه بوابين فقالت يا رسول الله لم أعرفك. فقال: ((إنما الصبر عند أول صدمة)). أو قال: ((عند أول الصدمة))[1].
فقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((اتقى الله واصبري))، أي اتقى معصيته بلزوم الجزع الذي يحبط الأجر، واستشعري الصبر على المصيبة بما وعد الله على ذلك [2].
فأراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن لا يجتمع عليها مصيبتان مصيبة فقد الولد ومصيبة فقد الأجر الذي يبطله الجزع فأمرها بالصبر الذي لا بد للجازع من الرجوع إليه بعد سقوط أجره [3].
وقوله - عليه الصلاة والسلام -: ((إنما الصبر))، أي: الذي يحمد عليه صاحبه كل الحمد ما كان: ((عند الصدمة الأولى)) أو عند مفاجأة المصيبة، بخلاف ما بعدها فإنه على عود الأيام يسلو [4].
فالصّبرَ قائمٌ على معرفةٍ بالله - سبحانه - وإيمانٍ بقدرِه ويقينٍ بما عنده، ووعيٍ عند الصّدمة الأولى بفقه الابتلاء وإدراكِ معاني الموت والحياة.
وعن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه رسول إحدى بناته تدعوه إلى ابنها في الموت فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ارجع فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فمرها فلتصبر ولتحتسب)). فأعادت الرسول أنها أقسمت لتأتينها فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل فدفع الصبي إليه ونفسه تقعقع كأنها في شن ففاضت عيناه فقال له سعد يا رسول الله ما هذا؟ قال: ((هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء)) [5].
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: "قوله: ولتحتسب، أي: تحتسب الأجر على الله بصبرها؛ لأن الناس من يصبر ولا يحتسب يصبر على المصيبة ولا يتضجر لكنه ما يؤمل أجرها على الله فيفوته بذلك خير كثير لكن إذا صبر واحتسب الأجر على الله فهذا هو الاحتساب [6].
وعن أبى هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لنسوة من الأنصار: ((لا يموت لإحداكن ثلاثة من الولد فتحتسبه إلا دخلت الجنة)). فقالت امرأة منهن: أو اثنين يا رسول الله، قال: أو اثنين [7].
وقد كانت نساء الصحابة الكرام رضي الله عنهن، خير نساء عملن بهذه الوصية العظيمة اتقي الله واصبري فهذه أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها - وعن أبيها، لما قُتل ولدها عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما -، قال لها ابن عمر - رضي الله عنهما -: اتقي الله واصبري، فقالت -بلسان الصابرة المؤمنة الواثقة بموعود الله-: يا ابن عمر، وماذا يمنعني من الصبر وأقد أهِدي رأس يحيى بن زكريا إلى بَغِيٍ من بغايا بني إسرائيل؟! [8].
فما أعظم الأم المربية! لم تلطم خدًّا، ولم تشق جيبًا، ولم تنُح، وإنما سلَّمت الأمر لله، (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة: 155 - 157].
هاهي امرأة من السلف قد مات ابنها فجاءوا يعزونها ويقولون: يا أمة الله اتق الله و احتسبيه عند الله واصبري فقالت: مصيبتي به أعظم من أفسدها بالجزع [9].
فينبغي على المرأة المسلمة أن تصبر على ما أصابها من بلاء، وإذا قابلت المصائب بالصبر وانتظار الفرج من الله، صارت المصائب تكفيراً لسيئاتها ورفعة في درجاتها، قال- تبارك وتعالى -: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة: (155-157)].
فعلى المرأة المسلمة أن تؤمن إيماناً جازماً بقضاء الله وقدره، وأن كل ما وقع في هذه الحياة من خير أو شر، ومن نفع أو ضر؛ إنما هو بقضاء منه- تبارك وتعالى - وتقدير، فترضي بحكم الله صابرة محتسبة، طماعة في مرضاة الله، وإلى هذا المعنى تشير الآية: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [الحديد: (23-22)].
ولتتذكر كل من أصيبت ببلاء ما أخرجه الإمام البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يقول الله - تعالى - ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة)) [10].
واعلمي أختي المسلمة أن الله -تبارك وتعالى- يُحب الصابرين، قال الله- تبارك وتعالى -: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) [آل عمران: 146].
فاستعيني على ما تلاقين من عناء الدنيا بالصبر والصلاة، قال الله - تعالى -: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) [البقرة: 45].
واعلمي أن من صبر واحتسب ورضي بقضاء الله يجد الثواب الجزيل والخير العميم، فعن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما من مسلم تصيبه مصيبة، فيقول ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها إلا أخلف الله له خيرا منها)). قالت: فلما مات أبو سلمة، قلت: أي المسلمين خير من أبي سلمة؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم إني قلتها فأخلف الله لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -...[11].
واعلمي أن ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله وقضائه وقدره، فالأمر كله له، فإنه كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض، وأن هذه المصائب هي في حقيقة أمرها خير لكِ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر، فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له واحذري أختي المسلمة من النوح والندب))[12].
واحذري أختي المسلمة من النوح والندب ولطم الخدود وشق الجيوب، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - محذرا أمته من هذه العادات السيئة: ((ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية))[13].
واسمعي إلى الوعيد الشديد في شأن النائحة، قال - عليه الصلاة والسلام -: ((النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب))[14].
واعلمي أختي المسلمة بأن الدنيا كلها ملك لله - تعالى -، يعطي من يشاء ويمنع من يشاء: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) [النحل: 53]، فلا تحزني على ما أصابك من بلاء في نفسك أو مالك أو أهلك. نسأل الله أن يوفق نسأل المسلمين لما يحب ويرضى.
والحمد لله رب العالمين..
______________
[1] - رواه البخاري (6 / 2615)، برقم: (6735)، ومسلم (3 / 40)، برقم: (2179)، واللفظ له.
[2] - شرح صحيح البخاري لابن بطال (3 / 249).
[3] - عمدة القاري شرح صحيح البخاري (12 / 195).
[4] - دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين (1 / 199).
[5] - رواه البخاري (6/2686)، برقم: (6942)، ومسلم (3/39)، برقم: (2174).
[6] - شرح رياض الصالحين (1 / 34).
[7] - رواه مسلم (8 / 39)، برقم: (6867).
[8] - مصنف ابن أبي شيبة (11 / 134)، برقم: (31317).
[9] - تسلية أهل المصائب (1 / 212).
[10] - رواه البخاري (5 / 2361)، برقم: (6060).
[11] - رواه مسلم (2 / 631)، برقم (918).
[12] - رواه مسلم (4 / 2295)، برقم: (2999).
[13] - روه البخاري (1 / 435)، برقم (1232).
[14] - رواه مسلم (3 / 45)، برقم: (2203)
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.91 كيلو بايت... تم توفير 1.89 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]