تحرير القول في المرأة التي دخلت النار في هرة حبستها: هل كانت مسلمة أو كافرة؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي
القرآن الكريم بأجمل الأصوات mp3 جديد الدروس والخطب والمحاضرات الاسلامية الأناشيد الاسلامية اناشيد جهادية دينية اناشيد طيور الجنة أطفال أفراح أعراس منوعات انشادية شبكة الشفاء الاسلامية
الرقية الشرعية والاذكار المكتبة الصوتية

مقالات طبية وعلمية

شروط التسجيل 
قناة الشفاء للرقية الشرعية عبر يوتيوب

اخر عشرة مواضيع :         الاكتفاء بسماع أذكار الصباح والمساء عند قولها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الفرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          قراءة القرآن بصوت مرتفع في المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الفرصة الأخيرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ترزقوا وتنصروا وتجبروا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          على أبواب العشر الأواخر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          رمضان شهر الإقبال على مجالس العلم والعبادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          التغيير الشامل في رمضان .. هل هو ممكن؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تاريخ غزوة بدر .. الميلاد الثاني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-02-2020, 03:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,505
الدولة : Egypt
افتراضي تحرير القول في المرأة التي دخلت النار في هرة حبستها: هل كانت مسلمة أو كافرة؟

تحرير القول في المرأة التي دخلت النار في هرة حبستها: هل كانت مسلمة أو كافرة؟
أبو حاتم سعيد القاضي




أولًا: مرويات الحديث:

أولًا: حديث ابن عمر رضي الله عنهما:

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عُذِّبَتِ امرأةٌ في هرَّة حبسَتْها حتى ماتت جوعًا، فدخلَتْ فيها النار))، قال: فقال - والله أعلم -: ((لا أنتِ أطعمتِها ولا سقيتِها حين حبستِها، ولا أنتِ أرسلتِها، فأكلَتْ من خشاش الأرض)).

أخرجه البخاري (2365)، ومسلم (2242) عن مالك، والبخاري (3318) عن عبيدالله بن عمر، والبخاري (3482)، ومسلم (2242) عن جويرية بن أسماء؛ ثلاثتُهم عن نافع، عن عبدالله بن عمر.



وفي رواية في "الزهد" لأحمد (1171)، عن شريك، عن أبي إسحاق - وهو السَّبِيعي - عن السائب بن مالك، عن عبدالله بن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((دخلتُ الجنةَ فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطَّلعتُ في النار فرأيتُ أكثر أهلها الأغنياء، ورأيت فيها ثلاثةً يُعذَّبون: امرأة من حِمْيَر طُوالٌ ربَطَت هرة فلم تُطعِمْها ولم تسقِها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض، فهي تنهش قلبها ودبرها، ورأيت أخَا دعدع الذي كان يسرق الحاجَّ بمِحْجَنه، فإذا فطن له قال: إنما تعلَّق بمحجني، والذي سرق بَدَنَتَي رسول الله صلى الله عليه وسلم)).



وقد رواه بلفظ قريبٍ محمدُ بن فضيل عند أحمد (2/ 159)، وعبدالعزيز بن عبدالصمد عند النسائي (1482)، كلاهما عن عطاء بن السائب، قال: حدَّثني أبي السائبُ، أن عبدالله بن عمرو حدَّثه، قال: انكسَفَتِ الشمسُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة وقام الذين معه...، ((ولقد أُدنيَت النارُ مني، حتى لقد جعلت أتَّقيها خشية أن تغشاكم، حتى رأيت فيها امرأةً من حِمْيَر تُعذَّب في هرة ربطَتْها، فلم تَدَعْها تأكل من خشاش الأرض، فلا هي أطعمَتْها ولا هي سقَتْها حتى ماتت، فلقد رأيتُها تنهشها إذا أقبَلَت، وإذا ولَّت تنهش أَلْيَتَها)).

قلتُ: عطاءٌ اختلط، وابن فضيل روى بعد الاختلاط؛ كما نص غير واحد، وعبدالعزيز لا أعلم أحدًا ذكر أن له روايةً قبل الاختلاط؛ فيُتوقَّف في خبره عن عطاء، والله أعلم.



وقد أخرج البخاري (1051)، ومسلم (910) حديثَ الكسوف - بدون هذا اللفظ - مِن طريق أبي سلمة، عن ابن عمرو، ولفظُه: "لَمَّا كَسَفَتِ الشمسُ على عهدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، نُودِي: ((إن الصلاة جامعة))، فركع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين في سجدة، ثم قام، فركع ركعتينِ في سجدة، ثم جلَس، ثم جُلِّي عن الشمس"، قال: وقالت عائشة رضي الله عنها: ما سجدتُ سجودًا قط كان أطولَ منها.



ثانيًا: حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((عُذِّبَتِ امرأةٌ في هِرَّة، لم تطعمها ولم تسقها، ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض)).

أخرجه البخاري (3318)، عن عبيدالله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وأخرجه مسلم (2243)، عن هشام، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وأخرجه مسلم عن مَعْمَر، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

وأخرجه مسلم (2619)، عن الزُّهْرِي، عن حميد بن عبدالرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، وقد رواه الزهري مع حديث: ((أسرف رجلٌ على نفسه، فلما حضره الموتُ أوصى بَنِيه، فقال: إذا أنا متُّ فأحرقوني...))، ثم ذكر حديث الهرة، وقال الزهري: ذلك؛ لئلَّا يتَّكِل رجل، ولا ييئس رجل.



ثالثًا: حديث جابر رضي الله عنه:

عن أبي الزبير، عن جابر بن عبدالله قال: "كَسَفتِ الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر، فصلَّى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه، فأطال القيام...، وفيه: ((وعُرِضَتْ عليَّ النار، فرأيتُ فيها امرأةً من بني إسرائيل تُعذَّب في هِرَّة لها ربطَتْها فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض...)).

أخرجه مسلم (904)، عن إسماعيل بن عُلَيَّة، عن هشام الدستوائي، قال: حدثنا أبو الزبير، عن جابر رضي الله عنه.

وقال مسلم عقبه: وحدَّثنيه أبو غسان المسمعي، حدثنا عبدالملك بن الصباح، عن هشام، بهذا الإسناد، مثله، إلا أنه قال: ((ورأيتُ في النار امرأةً حِمْيَرِية سوداء طويلة))، ولم يقل: (من بني إسرائيل).

وفي روايةٍ لأحمد (3/ 374)، عن كثير بن هشام، حدثنا هشام، به، وفيه: ((وعُرِضَت عليَّ النارُ، فجعلت أتأخَّرُ رهبةَ أن تغشاكم، فرأيتُ فيها امرأةً حِمْيَرية سوداء طويلة، تعذب في هرة لها...)).



رابعًا: حديث أسماء رضي الله عنها:

عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى صلاة الكسوف، فقام فأطال القيام...، ((قد دَنَتْ منِّي الجنة، حتى لو اجترأتُ عليها لجئتكم بقطافٍ من قطافها، ودَنَتْ منِّي النار، حتى قلت: أيْ رب، وأنا معهم؟ فإذا امرأةٌ - حسِبتُ أنه قال - تخدشُها هرَّة، قلت: ما شأن هذه؟ قالوا: حبسَتْها حتى ماتت جوعًا، لا أطعمتها، ولا أرسلتها تأكل - قال نافع: حسبت أنه قال: - من خشيش، أو خشاش الأرض)).

أخرجه البخاري (2364) عن ابن أبي مريم، وأخرجه أحمد (6/ 350، 351) عن (موسى بن داود، ووكيع)؛ كلهم عن نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، عن أسماء مطولًا.



خامسًا: حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: صلَّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهرَ، فاستأخر عن قِبْلَتِه، وأعرض بوجهِه وتعوَّذ بالله، ثم دنا مِن قبلته حتى رأيناه يتناول بيدِه، فلما سلَّم، قلنا: يا رسول الله، لقد صنعتَ اليوم في صلاتك شيئًا ما كنت تصنعُه؟ قال: ((أجل، عُرِضت عليَّ في مقامي هذا الجنةُ والنار، فرأيتُ في النار ما لا يعلمه إلا اللهُ، ورأيت فيها الحِمْيَرِية صاحبةَ الهر، التي ربطته فلم تطعمه ولم تسقه، ولم ترسله يأكل من خشاش الأرض حتى مات في رباطه)).

أخرجه ابن بشكوال في "غوامض الأسماء المبهمة" (1/ 287)، عن ابن إسحاق قال: حدثني عبيدالله - وهو ابن المغيرة - عن سليمان بن عمرو العثواري، عن أبي سعيد رضي الله عنه.

وفي الباب عن سلمى مولاة النبي صلى الله عليه وسلم؛ أخرجه هناد في الزهد (2/ 623)، وفيه حارثة بن أبي الرجال ضعيف.



ثانيًا: أقوال العلماء في هذه المرأة، هل كانت كافرة أو مسلمة؟

قول عائشة رضي الله عنها:

عن علقمة قال: كنا عند عائشةَ، فدخل أبو هريرة، فقالت: أنت الذي تُحدِّث أن امرأة عُذِّبت في هرة لها ربطتها، فلم تُطعِمها ولم تسقها؟ فقال: سمعتُه منه؛ يعني النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقالت: هل تدري ما كانتِ المرأة؟ إن المرأة مع ما فعلَتْ كانت كافرة، وإن المؤمن أكرمُ على الله عز وجل مِن أن يُعذِّبه في هرة، فإذا حدَّثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانظر كيف تُحدِّث.

أخرجه الطيالسي (1503)، وعنه أحمد (2/ 519)، ومن طريقه البيهقي في "البعث والنشور" (48)، عن أبي عامر الخزَّاز، عن سيار، عن الشعبي، عن علقمة.

قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (10/ 191): رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح.



قلت: آفةُ هذا الإسناد أبو عامر الخزَّاز، صالح بن رستم، وقد تكلَّم فيه كثير من العلماء، وهذه ترجمته:

مَن وثقه أو أثنى عليه:

1- الآجري، عن أبي داود: ثقة.

2- أبو بكر البزَّار: ثقة.

3- محمد بن وضَّاح: ثقة.

4- أبو نُعَيم: مِن ثقات أهل البصرة.

5- ابن عَدِي: روى عنه يحيى القطَّان مع شدة استقصائه، وهو عندي لا بأس به، ولم أرَ له حديثًا منكرًا جدًّا.

6- العِجْلي: جائز الحديث.

7- ذكره ابن حبان في كتاب "الثقات".

8- ذكره ابن خلفون في الثقات، وقال: وأرجو أن يكون صدوقًا في الحديث.



مَن ضعَّفه أو غمز فيه:

1- يحيى بن مَعِين: ضعيف، ومرة: لا شيء.

2- ابن المَديني: كان ضعيفًا ليس بشيء.

3- أبو حاتم: شيخ، يُكتَب حديثه، ولا يُحْتَجُّ به.

4- الطَّيالِسِي: حدثنا أبو عامر الخزَّاز، وكان ثقة.

5- أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم.

6- ذكره العُقَيلي في "الضعفاء".

7- ذكره ابن الجَوْزي في "الضعفاء".

8- ذكره أبو العرب في "الضعفاء".

9- ذكره ابن البرقي في "الضعفاء".

10- ابن حجر: صدوق، كثير الخطأ، وقال في "المطالب": فيه ضعف.



مَن اختلف فيه قوله:

1- أحمد في رواية ابنه والأثرم: صالح الحديث.

وفي رواية المرُّوذي: قد رُوي عنه، ولين أمره.



2- الدارقطني: ليس بالقوي.

قال مغلطاي: والدارقطني صحَّح إسناد حديثه في "السنن"، قلت: لم أقف عليه.



3- ذكره ابن شاهين في الثقات، وقال: صادق الحديث؛ قاله يحيى، لكنه ذكره فيمَن اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه (ص 102)، فنقل قول أحمد وابن معين، ثم قال: وهذا الكلام في صالح بن رستم يُوجِب التوقف؛ لاختلاف أحمد ويحيى.



4- قال الذهبي في الميزان: وهو كما قال أحمد بن حنبل: صالح الحديث، وقال فيمَن تكلم فيه وهو موثق: ثقة، ليَّنه ابن معين، لكنه ذكره في ديوان الضعفاء.



وانظر: "تهذيب الكمال" (13/ 47)، "مسند البزار" (3567)، تاريخ أسماء الثقات (ص 169)، سؤالات ابن أبي شيبة لابن المديني (130)، "سؤالات المرُّوذي" (155)، "حلية الأولياء" (3/ 351)، "إكمال تهذيب الكمال" (6/ 331)، "ميزان الاعتدال" (2/ 294)، "المطالب العالية" (2/ 330).

في التهذيب: استشهد به البخاري في الصحيح، قال ابن حجر في مقدمة "فتح الباري" (ص 457): وله مواضع يسيرة في المتابعات.

قلت: واحتجَّ به مسلم في (2626)، فقال: حدَّثني أبو غسان المسمعي، حدَّثنا عثمان بن عمر، حدثنا أبو عامر - يعني الخزَّاز - عن أبي عمران الجوني، عن عبدالله بن الصامت، عن أبي ذرٍّ، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تحقرن من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلْق)).

قلت: لا أعلم له رواية في مسلم غير هذه.



أقوال بعض شراح الحديث:

قال القاضي عياض في "إكمال المعلم" (3/ 343): وفي تعذيب الله هذه المرأة حين ماتت في هرة ربطتها بخدشها إياها - المؤاخذةُ على الصغائر، وليس فيها أنها عُذِّبت عليها.



وقال (7/ 178): وتعذيب هذه المرأة بسبب قتل هذه الهرة، يحصل أن يكون هذا العذاب بالنار، أو يكون بالحساب على ذلك؛ فمَن نوقش الحساب عُذِّب، أو تكون هذه المرأة كافرة فعُذِّبت لكفرها، وزِيدت عذابًا بسيِّئ أعمالها، وكان منها هذا؛ إذ لم تكن مؤمنة فتُغفَر صغائرها باجتناب الكبائر.



وقال القرطبي في "المفهم" (5/ 433): "هذا نصٌّ في أن هذه المرأة إنما عُذِّبت في النار بسبب قتل هذه الهرة بالحبس وترك الطعام، وهذه المرأة هل كانت كافرة أو لا؟ كل ذلك محتمل، فإن كانت كافرة، ففيه دليل على أن الكفار مخاطَبون بالفروع، ومعاقَبون على تركها، وإن لم تكن كافرة فقد تمخض أن سبب تعذيبها في النار حبس الهرة إلى أن ماتت جوعًا".



وقال النووي في "شرح صحيح مسلم" (6/ 207): "الصواب المصرَّح به في الحديث أنها عُذِّبت بسبب الهرة، وهو كبيرة؛ لأنها ربطتها وأصرَّت على ذلك حتى ماتت، والإصرار على الصغيرة يجعلها كبيرة؛ كما هو مقرر في كتب الفقه وغيرها، وليس في الحديث ما يقتضي كفر هذه المرأة".



وقال (14/ 240): "وأما دخولها النار بسببها، فظاهر الحديث أنها كانت مسلمة، وإنما دخلت النار بسبب الهرة، وذكر القاضي أنه يجوز أنها كافرة عُذِّبت بكفرها وزِيد في عذابها بسبب الهرَّة، واستحقَّت ذلك لكونها ليسَتْ مؤمنة تُغفر صغائرها باجتناب الكبائر، هذا كلام القاضي، والصواب ما قدَّمناه أنها كانت مسلمة، وأنها دخلَتِ النارَ بسببها كما هو ظاهر الحديث، وهذه المعصية ليست صغيرةً، بل صارت بإصرارها كبيرةً، وليس في الحديث أنها تُخلَّد في النار".



وذكر ابن حجر في "فتح الباري" (6/ 357) اختلاف العلماء، ثم قال: "ويُؤيِّد كونها كافرة ما أخرجه البيهقي في البعث والنشور من حديث عائشة، وفيه قصة لها مع أبي هريرة، وهو بتمامه عند أحمد".



وقال (6/ 357): "لم أقف على اسمها، ووقع في رواية أنها حِمْيَرية، وفي أخرى أنها مِن بني إسرائيل، وكذا لمسلمٍ، ولا تضادَّ بينهما؛ لأن طائفةً من حِمْيَر كانوا قد دخلوا في اليهودية، فنُسِبت إلى دينها تارةً، وإلى قبيلتها أخرى".




وقال المناوي في "فيض القدير" (3/ 523)، والصنعاني في "التنوير شرح الجامع الصغير" (6/ 90): "واعلم أنه قد ورد النص الصريح الصحيح أنها كافرة"، فذكر حديث عائشة السابق، ثم قال الصنعاني: "قلت: وظاهره أنه ليس خبرها مرفوعًا، بل قالَتْه اجتهادًا".



قلت: والظاهر لي - والله أعلم - أن احتمالَ كونِ هذه المرأةِ مسلمةً أقوى، ولو كانت كافرةً، فلا معنى لذِكرِ النبي صلى الله عليه وسلم أنها تُعذَّب في النار بسبب حبسها لهذه الهرة، فليس ذنب أعظم من الكفر بالله تعالى.



وأما استعظام تعذيب المرأة في الهرة، فليس بعظيم؛ فإن الله تعالى قد يغضب على عبدِه في ذنب يظنُّه صغيرًا، لكنه عند الله عظيم، وقد قال الله تعالى: ﴿ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 15].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.78 كيلو بايت... تم توفير 1.88 كيلو بايت...بمعدل (2.86%)]